شكرا جزيلا لك أخي الكريم على مرورك و ردك
بالتوفيق و اعتذر إذا اخرتك عن دراستك

__________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لك على مرورك و ردك
سأحاول أن أحسن وصفي للشخصيات و الاحداث
في أمان الله

__________________

هييييييي
البارت مشوووووووق جدااااااا شوقتينييييي يابنت ههههه
-كيف ستكون حياة نيجي وهيناا الجديدة؟!
اظن بأن الوضع سينقلب رأسا على عقب ...
على الاقل جيد ان نيجي ليس قاسيا على هيناتا وهذا الامر جيد ..وأظن بانه سيتاقلم مع الوضع سريعا لان زوجته هينوتتي الحلوة ..
بالتوفيق في إمتحاناتك ونيجي يبلغك سلامه ^_^

__________________

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تن تن تشان
هييييييي
البارت مشوووووووق جدااااااا شوقتينييييي يابنت ههههه
-كيف ستكون حياة نيجي وهيناا الجديدة؟!
اظن بأن الوضع سينقلب رأسا على عقب ...
على الاقل جيد ان نيجي ليس قاسيا على هيناتا وهذا الامر جيد ..وأظن بانه سيتاقلم مع الوضع سريعا لان زوجته هينوتتي الحلوة ..
بالتوفيق في إمتحاناتك ونيجي يبلغك سلامه ^_^



هاي عزيزتي
الله يسلمك و يسلمو
شكرا جزيلا لك
مع تحياتي

__________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا أعضاء المنتدى؟
أقدم اعتذاري على تأخري
و أتمنى أن يعجبكم البارت


استيقظت هيناتا باكرا في الصباح التالي ليوم زفافها, التفتت لترى أن الجانب الآخر من السرير كان فارغا, غير ملموس.
لم ينم نيجي في غرفتهما.

مشت هيناتا نحو الحمام, أنعشت نفسها ثم تفقدت غرفة دراسات نيجي. وجدت فراشا على الأرض, و ثياب نومه مرمية بإهمال في وسطه. بدا و كأنه نام في هذه الغرفة.

مشت نحو غرفة المعيشة لم تستطع أن تجد ابن عمها في أي مكان. لقد كان في المطبخ قبل أن يغادر, آثار الاستعمال كانت واضحة. هو لم يكن في المنزل على الإطلاق. كان المنزل هادئا جدا لأنها كانت وحدها هناك.

و بعد ذلك, تناولت هيناتا فطورها, نظفت المطبخ و ارتدت ملابسها المخصصة للتدريب لتذهب وتتدرب في الميدان الذي اعتادت على أن تتمرن به.

لا, هي لن تبحث عن نيجي. لقد كان واضحا أنه لم يرد أن يتعرض للإزعاج من طرف زوجته, و لا من طرف أي شخص آخر في حقيقة الأمر.

عندما وصلت إلى أراضي التدريب, وجدت أختها تتدرب على الكايتن خاصتها.

" ني- تشان؟ أليس هذا الوقت مبكرا قليلا بالنسبة لك؟ ماذا عن نيجي- ني- سان؟" سألت هانابي مندهشة لرؤية أختها وحدها في هذا الوقت المبكر خصوصا و أنه اليوم الأول في حياتها الجديدة مع نيجي.

" أنا- أنا- أنا لا أعرف أين هو..." جيد, لقد بدأت حياتها الزوجية بداية رائعة, دون معرفة أي شيء عن مكان تواجد زوجها. " هل يمكنني أن أتدرب معك؟"

" لاااااااا... من المفترض بك أن تكوني في شهر العسل..." قالت هانابي. استغربت هيناتا من ردة فعل أختها و تساءلت إذا كانت الفتاة التي تصغرها بخمس سنوات تدري عن حياتها اليومية مع نيجي و أرادت إحراجها بذلك أم أنها من النوع الذي يظن أن الحياة الزوجية رائعة لدى الجميع كما يفعل الأطفال رغم أن هانابي ذات العشرة أعوام ترفض أن يدعوها أحد مهما كان بالطفلة. و لكن هيناتا ردت عليها ببساطة لتتجنب الدخول في أمور معقدة عن معاملة نيجي لها أو تلك الليلة الماضية الغريبة بالنسبة لزوجين.

" ل- ل- ليس هناك ش- ش- شهر ع- ع- عسل مع العروس ف- ف- فقط..."

" ربما هو مع أبي؟ لنذهب و نتفقد ذلك؟" أوقفت هانابي تمرينها و استدارت لتذهب و لكن صوت أختها أوقفها.

"لا!" صرخت هيناتا. إذا اكتشف والدها أنها ليس لديها أي فكرة عن مكان نيجي فسوف يقول: بما أنها ليست قادرة على الاهتمام بأسرة, فكيف يمكنها أن تقود عشيرة مستقبلا!
" سأذهب و أبحث عنه. وحدي! و لا تخبري أبي!"

" مشاكل في النعيم؟" قالت هانابي بخبث رغم أن هيناتا لم تفهم المقصود من هذا.

" ليس هناك نعيم..." تمتمت هيناتا بينما جرت نحو ذلك المنزل التقليدي الواسع المخصص لعشيرة الهيوجا.

حل منتصف النهار, هيناتا لم تجد أي أثر لنيجي, فقررت بعد ذلك الذهاب إلى حديقتها و جمع بعض الأزهار الجميلة لتزين بها المنزل.

عند مرورها بغرفة التدريب, سمعت هيناتا أصوات القتال.
قررت هيناتا الدخول لمعرفة سبب هذه الأصوات التي لم تعتد على سماعها, كان من الواضح أن المتدربين كانوا ذوي مهارات عالية. و فوجئت هيناتا عند دخولها برؤية والدها و زوجها يتقاتلان. أطفال الهيوجا من العائلة الأصلية و الفرعية كانوا يشاهدون هذا القتال. فتح الجميع أفواههم تعبيرا عن دهشتهم بقوة و مهارة و موهبة المقاتلين. هيناتا أيضا كانت مندهشة, كان هذا واضحا من تعابير وجهها التي تغيرت بسرعة.

لم يكن هياشي ذا سرعة عالية مثل نيجي, و لكنه يمتلك خبرة عظيمة تساعده على توقع أي حركة من النينجا الشاب. نيجي يعلم أن عمه كان معلما في أساليب قتال الهيوجا كلها و أكثر خبرة منه, و لذلك يجب عليه أن يخطط لمعركته بطرق ذكية.

اندفع نحو الرجل بسرعة, يده اليمنى أمامه في وضعية الهيوجا الأساسية للهجوم. انتظر هياشي حتى يقترب نيجي منه و بذلك يمكنه تغيير مسار الهجوم الذي اعتمده الفتى, ثم تجنب نتائج هذا الهجوم الخطر. عندما بقي بين نيجي و هياشي مسافة ذراع واحدة فقط, غير نيجي فجأة النقطة التي استهدفتها يده بهجومها, و دفع التشاكرا بيده اليمنى إلى صدر هياشي. لم يستطع هياشي أن يتجنب هذا الهجوم و سرعان ما تضرر جسده و سقط إلى الوراء على الأرض.
وقف نيجي مستقيما ثم استأنف وضعية القتال من جديد, بينما وقف هياشي أيضا ببطء و اعتدل في وضعيته القتالية و الدم كان يخرج من فمه.

بقي الاثنان يهاجمان بعضهما و يتجنبان الهجمات, و كل منهما يتنفس بصعوبة. كان قتالا من درجة عالية و الجميع أعجب بهذه المهارات.

لم تعلم هيناتا حينها هل ما شعرت به هو فخر بهذين الرجلين العظيمين, أم غضب لأنها كانت العضو الوحيد في العشيرة الذي لم يتدرب إلى الآن.

غادرت هيناتا غرفة التدريب, جلست قرب الحديقة المزينة بالأزهار, و بقيت تلعن كسلها إلى أن عثر عليها نيجي جالسة هناك.

" ما الذي تفعلينه؟" سأل بصوته البارد المعتاد.

" أ- أ- أ- ني- سان... أ- أ- أنا..." لم تستطع هيناتا أن تتكلم لأنها كانت مندهشة من وجوده دون أن تشعر به.

" أنت؟..." و نظر إليها نظرة غريبة فهمت هيناتا منها أنه يجب عليها أن تكمل الجملة.

" أنا... أفعل لا شيء." و أخيرا اعترفت لنفسها و له أيضا.

" بإمكاني أن أرى هذا." قال نيجي بسخرية بينما بقيت عيناه باردتين كعادتهما. "سأذهب لأتناول الغداء مع والدتي."

" ه- ه- هذا جيد." قالت هيناتا و لم ترفع رأسها لتنظر إليه. لم تكن هيناتا ستدعو نفسها للغداء. إذا أرادها فبإمكانه قول ذلك.

" حسنا إذن." أدار لها ظهره ثم مشى باتجاه الجزء المخصص للعائلة الفرعية.

بقيت هيناتا جالسة على ذلك المقعد, تنظر إلى ظهر زوجها الذي يبتعد عنها شيئا فشيئا ثم فكرت إذا كانت ستتناول الغداء وحدها, إلى أن قطع عليها أفكارها توقف نيجي المفاجئ, ثم كلماته التي خاطبتها دون أن يضطر نيجي إلى أن يستدير إليها...

"هل ستأتين أم أنك ستكتفين بالجلوس هنا؟"

لم تعط هيناتا أية إجابة, بل نهضت و مشت بجانبه.

" قتالك مع أبي كان رائعا." قالت هيناتا لتكسر الصمت الذي ساد بينهما لفترة.

"هل كنت تشاهديننا؟" سأل نيجي مع بعض الاندهاش في صوته.

" أجل. و لكنني لم أتمكن من رؤية النهاية." أجابت هيناتا, فقد غادرت الغرفة و لم تر ما حدث بعد ذلك.

"لقد ربح." قال نيجي ببرود من جديد.

" أ- أ- أ- أرى ذلك..." قالت هيناتا رغم أنها لم تدر ماذا تقول بالضبط.

منزل أسرة نيجي كان جميلا جدا و تقليديا أيضا. رغم أن والده قد نقل للعائلة الفرعية,و صار عضوا فرعيا جديرا بالثقة, إلا أن العائلة الرئيسية قدمت لهيزاشي كلما يحتاجه لبناء أسرته, و هذا المنزل الجميل كان أحد هذه الأشياء.
عائلة ناتسومي أيضا كانت تقليدية, و ناتسومي كانت إحدى خادمات الهيوجا اللواتي كن أيضا من المقاتلات الجيدات و الموهوبات. أي نوعا من النخبة في العائلة الفرعية.

هيزاشي كان جونين, و الأكثر من ذلك أنه كان واحدا مؤهلا و من المميزين, و لهذا كان الهوكاجي الثالث و الرابع دائما ما يرسلانه في مهمات من الدرجة أس أو من الدرجة الأولى أي التي تتطلب شينوبي ماهرا و قويا. هو لم يستطع أن يكون أنبو لأن هذا يجب أن تتم الموافقة عليه من طرف العائلة الأصلية و بسبب كونه حارس هياشي الشخصي أيضا.

بعد وفاة زوجها, تولت ناتسومي مسؤولية الاعتناء بالمنزل, و تعليم طفلها. ترك هيزاشي كمية جيدة و معتبرة من المال, كافية لها و لنيجي. ابنها أيضا أصبح شينوبي موهوبا, و رفع اسم العائلة عاليا كما زاد من كمية المال تلك خلال سنواته كغنين, تشونين و الآن جونين.

ترك كل من نيجي و هيناتا أحذيتهما أمام المدخل, ثم تبعت هيناتا نيجي عبر الممر الواسع الذي ينتهي بغرفة المعيشة, و هناك عثرا على والدته التي رحبت بابنها بسعادة كبيرة.

" أمي, أنا بالمنزل." قال نيجي بمزاح فهو لم يعد جزء من هذا البيت بعد زواجه بهيناتا.

" أوه عزيزي, أنا سعيدة للغاية لأنك أتيت!" قالت ناتسومي بينما نهضت و عانقت ابنها بحرارة.

" هيناتا- ساما أتت معي أيضا." قال بينما أشار إلى الفتاة التي كانت تختبئ جزئيا وراء الباب.

" هيناتا- ساما, أهلا بك." قال ناتسومي بصوتها الذي تغير من السعادة إلى برود شديد و لكن العجيب أن هيناتا ارتجفت من ذلك و احمرت خجلا, نظرت إلى قدميها و بالطبع بدأت تلعب بأصابعها.

يجب على هيناتا بالتأكيد أن تلقي التحية على والدتها (حسب القوانين), و لكنها لم تعرف كيف تناديها: ناتسومي- سان, ناتسومي- ساما, خالة ناتسومي... ثم تذكرت أن نيجي لم يخاطب أبدا أباها بـ "عمي" بل بـ "هياشي- ساما" و لذلك قالت:
" مساء الخير, ناتسومي- سان." قالت هيناتا بخجل كعادتها, فهي تخجل من أي شيء.

متجاهلة ما قالته ابنتها (حسب القوانين), استدارت باتجاه ابنها و قالت:
" أنت لا تخطط لأن تتناول غداءك بهذه الثياب الخاصة بالتدريب, أليس كذلك يا نيجي هيوجا؟"

" لا. سأستحم و أغير ثيابي قبل تناول الطعام يا ناتسومي- تشان." أجاب نيجي ثم أمسك وجه والدته بكلتا يديه و قبل جبينها, و بعد ذلك أسرع باتجاه الحمام ليستحم.

و المسكينة هيناتا بقيت هناك وحدها, في منتصف الممر. و ناتسومي عادت للمطبخ لتكمل إعداد الغداء.

" هـ- هـ- هل تحتاجين المساعدة, ناتسومي- سان؟" سألت هيناتا بخجل.

" لا." قالت المرأة ببرود, دون حتى أن تدير ظهرها و تنظر إلى زوجة ابنها. و الآن فقط, علمت هيناتا من أين أتى نيجي بهذه العادة الفظيعة.

راقبت هيناتا والدتها (حسب القوانين), فرأت فيها امرأة بمثل عمر والدها تقريبا. كانت ناتسومي جميلة جدا و هي شابة, صحيح أنها ما تزال جميلة و لكن تعابير المعاناة و الحزن تركت أثرها على وجهها, كانت امرأة متوسطة الطول و القامة, ذات بشرة بيضاء كالحليب مشابهة تماما لبشرة كل من هيناتا و نيجي, و شعر أسود طويلا زاد بشرتها بياضا و جمالا و بالطبع ما يميز أي فرد من الهيوجا عن الآخرين, العينان البيضاوتان. و بما أن ناتسومي كانت من العائلة الفرعية, فبالتأكيد قد تم ختمها بختم قفص الطير, و لكنها كانت تخفيه بمنديل ربطته على رأسها.

و بما أن السيدة لم تهتم كثيرا بضيفتها, قررت هيناتا أن تذهب و تجلس في إحدى غرف المنزل. عادت إلى مخيلتها و هي تتجول هناك ذكرياتها القديمة في هذا المنزل, تذكرت عندما كانت هي و نيجي يلعبان معا و هما صغيران, تذكرت عندما كانا يعبثان بأدوات هيزاشي في مكتبه, و تلك الأوقات التي كانا يتعرضان فيها للتوبيخ من قبله.

و بينما كانت هيناتا تعبر الممر, توقفت أمام غرفة تؤدي إلى الساحة الخلفية. و هناك كانت تجلس سيدة عجوز تتأمل منظر تلك الحديقة الجميلة.

" تفضلي, أدخلي أيتها الفتاة." قالت السيدة مخاطبة هيناتا بعد لحظات, لا عجب في أنها رأتها فهيناتا بقيت شاردة هناك مدة طويلة.

" أ- أ- مساء الخير يا سيدتي..." قالت هيناتا بخجل كبير.

السيدة العجوز كانت هيوجا أيضا, لا يمكن لعينيها الملونتين باللون الأبيض أن تثبتا عكس ذلك. شعرها كان أبيض بالكامل و وجهها ذو نظرة مبتهجة (شيء نادر حقا في عشيرة الهيوجا).

" إذن أنت هي زوجة حفيدي, صحيح؟" سألت السيدة و قد حافظت على ابتسامتها الدافئة.

" أ- أ- أجل. تشرفت بلقائك." قالت هيناتا بخجل أكبر..

" هيناتا- ساما! جمالك و رقتك أسطوريان حقا! أنا لم أرك منذ جنازة هيزاشي! لقد كبرت و أصبحت تشبهين والدتك كثيرا." قالت السيدة مبدية إعجابها بالفتاة التي تقف أمامها.

كانت السيدة تتحدث و كأنها تعرف هيناتا منذ مدة طويلة, لا أثر للاستياء أو الغضب أو أي شيء آخر على وجهها! و هي أيضا تحمل الختم على جبهتها و لكنها لم ترتد أي شيء لتخفيه. ركزت هيناتا على جبهة هذه السيدة التي بدورها بدت و كأنها قرأت أفكار الفتاة:
" أنا لا أزعج نفسي بإخفائه طول الوقت, لقد كبرت على هذا!" قالت و قد كانت مستمتعة بالنظرة على وجه هيناتا.

" أ- أ- أعتذر منك... و لكنني لم أحصل على اسمك بعد يا سيدتي..." قالت هيناتا لتغير دفة الحديث.

"يا إلهي! يا للإهمال! أنا أقف أمام وريثة العشيرة و لم أقل اسمي للآن! أنا حقا آسفة, اسمي هو ساناي هيوجا, تشرفت بلقائك."

" ت- ت- تشرفت بلقائك أيضا, ساناي- سان!" كان من المدهش أن هيناتا شعرت بدفء شديد حول هذه السيدة العجوز! و بالتفكير أنها كانت والدة ناتسومي و جدة نيجي فهذا يزيد الأمر غرابة!

"إذن, أخبريني هيناتا- تشان (و كانت أول هيوجا على الإطلاق يناديها بهذه الطريقة),كيف هو شهر العسل الخاص بك؟"سألت ساناي لتكسر الصمت الذي ساد بين المرأتين لمدة طويلة.

ارتبكت هيناتا لهذا السؤال و لم تعرف بما تجيب و فكرت هل تقول الحقيقة و تغضب هذه السيدة بكلامها أم تكذب عليها و هذا ما لم يسمح به ضميرها و حتى و إن أرادت الكذب فماذا ستقول!

" ح- ح- ح- حسنا... لقد..."

"أوه, يا إلهي! لا تقولي لي أن ولدي الصغير يضايقك؟" سألت ساناي الفتاة و كانت خائفة أن تجيبها بالإيجاب.

" لا! هو لم يفعل شيئا لي..." ثم همست " لا شيء على الإطلاق..."

أحست ساناي بما شعرت به هيناتا آنذاك, لقد كان حقا صعبا أن تعيش مع شخص كزوج لك و لكن معاملاته لا تدل على ذلك. و لكنها تبقى جدة نيجي و تعرف طباعه أكثر من أفراد العائلة الرئيسية, و خصوصا هيناتا لأنها لم تعتد على قضاء الكثير من الوقت معه, بل فقط لحظات قليلة للتدريب.

"أرى ذلك... اسمعي, نيجي- كن بارد و قاس بعض الشيء في البداية, و لكنه من الداخل فتى رائع! فقط أعطه فرصة و سيظهر هذا الجانب لك!" قالت و قد عادت ابتسامتها لوجهها من جديد لتطمئن هيناتا.

فرصة؟ أي فرصة؟ ألم تقم بإعطائه كل الفرص في العالم؟ هو لم ينتبه لها أصلا! لقد كانت غير مرئية تماما بالنسبة له! ليس و كأنها تحمل حبا عميقا لزوجها و لا أنها تريد انتباهه الكامل لها, و لكن يمكنه استعمال "صباح الخير" و " مساء الخير" في بعض الأحيان.

" هل يمكنني أن أخبرك شيئا؟" قالت السيدة مخرجة بذلك هيناتا من "عالم الزوجة اليائسة" الخاص بها.

" ما هو؟" سألت هيناتا باستغراب.

"لقد كان دائما ما يخبرني أنك أجمل فتاة في الدنيا عندما كان صغيرا! أظن أنه كان يحبك كثيرا..."

فكرت هيناتا في كلام الجدة و عادت بذاكرتها إلى الوراء, هيناتا في الماضي كانت تحب نيجي, عندما كانت صغيرة لم يكن ناروتو هو حبيبها و إنما نيجي. و هذا ما جعلها تجبره دائما على لعب لعبة المنزل معها, حيث كانت هي الأم و هو الأب.
كان الاثنان صديقين مقربين, و هيناتا كانت تحمل حبا كبيرا لابن عمها هذا. و لكن بعد وفاة والده, صار نيجي عدائيا و أصبح يبتعد عنها شيئا فشيئا, و بهذا دخل ذلك الفتى الأشقر المدعو بناروتو أوزوماكي إلى حياة هيناتا, ليدفن حبها الأول إلى الأبد...

" لا أظن أن هذه المشاعر ما زالت تكمن داخل قلبه, ساناي- سان." قالت هيناتا بنبرة حزينة.

"و أنا أيضا. و لكن بما أنكما كنتما رائعين مع بعضكما, فكرت أن الأمور قد تعمل جيدا في هذا الزواج."

لم تحصل هيناتا على فرصة الرد بسبب كلمات نيجي المفاجئة...

"جدتي! لم أكن أعلم أنك هنا!" قال هذا بينما دخل إلى الغرفة و احتضن جدته.

"أهلا يا عزيزي! كيف حالك؟" قالت ساناي بفرح.

" بخير و أنت؟ لا تقولي لي أن جدتي الجميلة تشاجرت مع أحد أصدقائها الفتيان ثانية؟" سأل نيجي بمزاح جدته.

"ههههههه. لا, فأنا أصبحت كبيرة على هذا. و لكنني أقترح عليك أن تراقب زوجتك جيدا, و إلا فسيسرقها أحد ما, لأنها جميلة جدا, كالدمى تماما!"

و الآن فقط, لاحظ نيجي وجود هيناتا في الغرفة. و الوجه المبتسم الذي حافظ عليه حتى الآن, اختفى تماما عند رؤيتها. و أصبح من جديد, نيجي البارد. لاحظت الجدة ساناي هذا التغير و كانت على وشك أن تعلق عليه إلا أن ناتسومي- سان نادت الجميع للطعام.

كانت وجبة عائلية كعادتها, ساناي- سان تتكلم كل الوقت و تسعل بين الحين و الآخر بينما نيجي و والدته يردان على كلامها باختصار و ببرودة. بقيت هيناتا صامتة. و رغم محاولاتها الدائمة لأن تبدو غير مرئية لهم, إلا أنه كان من الواضح أن وجودها سبب عدم الأمان لهذا الجو العائلي.

بعد أن غادرا المنزل, مشيا في الطريق إلى منزلهما. أحست هيناتا و كأنها ظل فقط و كانت مكتئبة للغاية, ثم قالت فجأة لزوجها:
" سأذهب لأتمرن في غرفة الهيوجا للتدريب." ثم استدارت و أسرعت في الاتجاه المعاكس المؤدي إلى الغرفة.
عندما وصلت, فتحت الباب و دخلت هناك, و لكنها لم تشعر بأي رغبة في التدريب. غادرت الغرفة مسرعة و اتجهت نحو حديقتها, بدت الأزهار و كأنها الوحيدة التي تشعر بوجود هيناتا, فقد استقبلتها بروائحها العطرة و ألوانها المبهجة التي ملأت المكان. و هنا, و لأول مرة منذ هذين الأسبوعين بكت هيناتا بشدة. و سمحت لدموعها بالخروج دون أي مقاومة, تلك الدموع التي حملت بداخلها كل ما شعرت به منذ زمن: قرارها المحزن بالزواج, إجبارها على التخلي عن حب ناروتو, معاملة نيجي القاسية و لامبالاته, كراهية ناتسومي تجاهها, اشتياقها لمنزلها القديم, خادماتها, أختها... و والدها...

و لكن بكاءها زاد عندما فكرت كيف كانت تحاول حياتها كاملة أن تكون غير مرئية, أن لا تسبب الإزعاج للآخرين, أن لا تكون عبئا لهم, أن تكون مفيدة للجميع, و لم تحصل على شيء من هذا. و الآن, أرادت فقط أن يلاحظها نيجي, و أن يلاحظها ناروتو. أرادت أن تصرخ على الجميع و تخبرهم كم من الحزن أدخلوا لقلبها, أرادت أن تتحلى فقط بصفة الأنانية, علها تمكنها من الحصول على كل رغباتها, و لكن ما فائدة هذه الأماني ما دامت شخصية هيناتا لا تسمح, و مادام القدر يعاكس رغبات هذه الفتاة التي كادت عيناها أن تجفا من هذا البكاء, و كادت الدموع تحفر أثرها على بشرتها الرقيقة.

بعيدا عن كل هذا...

بعد أن وصل إلى المنزل, دخل نيجي إلى غرفة النوم و أخذ يرتب ملابسه التي أخذها من منزل والدته في الخزانة, و استغل الفرصة أيضا لممارسة هوايته المفضلة... التأمل.

عندما دقت ساعة المطبخ مشيرة للساعة السابعة و لا أثر بعد لهيناتا, بدأ نيجي يشعر ببعض القلق.

ربما كنت قاسيا عليها قليلا, هذه لم تكن غلطتها, ربما علي أعوضها على تصرفي معها...

و مثل أي زوج محبوب- و هو لم يكن كذلك بالطبع- قرر نيجي أن يعد العشاء! هو يستطيع أن يطبخ... قليلا... شيئا ما... يبدو طعمه مثل... شيء ما...

حسنا. هو لم يكن طباخا جيدا. لي و تن تن اعتادا على الطبخ في المهمات, والدته كانت الوحيدة التي تطبخ في البيت, و عندما يكون وحده, فهو يأكل أي شيء يجده في الثلاجة و لا يشكل خطرا عليه, و لذلك, لم تكن لديه أي فكرة عن ماذا أو كيف يطبخ! و هذا يقود إلى مشكلة أخرى: عليه أن يجد هيناتا, و بذلك يمكنها أن تطبخ شيئا أو يمكنهما الذهاب إلى مكان ما لتناول الطعام معا.

في اللحظة التي خرج فيها من المبنى ليبحث عنى هيناتا, رآها و هي تقترب من المنزل. كانت تسير و رأسها للأسفل, و عيناها لم تتجرآ على النظر إلى عينيه.

" أنا آسفة, لقد تأخرت..." قالت هيناتا بصوت مخنوق و خافت.

"أين كنت؟" اللعنة! كان من المفترض به أن يقول شيئا لطيفا!

" كنت أتدرب." قالت هيناتا بكذب لأنها لم تجرؤ على قول الحقيقة. بحق السماء ماذا ستقول له؟ كنت أبكي كالمجنونة في الحديقة؟

"لا, لم تكوني كذلك. أنت لا تتعرقين من التدريب." قال بنبرة منزعجة من كلامها.

" و هل تهتم أصلا لأن تعرف أين كنت؟" و الآن فقط تقابلت أعينهما, و لكن عيني هيناتا كانتا باردتين و قاسيتين مثل الخاصة به تماما, و كأنه ينظر لنفسه بالمرآة.

"أجل, أنا أهتم. لقد كنت على وشك أن أذهب و أبحث عنك." قال بنبرة باردة مشابهة لتلك التي سألت بها.

" لأنك جائع؟ لأنك تريد مني أن أغسل بعض ملابسك؟ لأنك تريد أن ترمي غضبك و خيبة أملك على أحد ما؟..." حاولت هيناتا أن تتماسك و لا تضعف في هذه اللحظة خاصة, فهي لم تعتد على الرد بهذه الطريقة, و خصوصا أمام أحد مثل نيجي.

ماذا كانت هي الآن؟ مكتشفة الكذبات البشرية؟ هذا كان دوره! استطاع أن يحس بالحزن في صوتها, و رغم ذلك لم يستطع قول أنه آسف. و رد على كلماتها كما اعتاد أن يفعل حياته كاملة:
"ماذا بك الآن؟ ليس و كأنك أداتي للتعبير عن غضبي أو شيء كهذا! لا تلوميني على تصرفات عائلتك! حسب ما أتذكر فأنا لم يكن لدي أي خيار." قال نيجي.

" و أنا لم يكن لدي أيضا, نيجي- ني- سان! أنا لست مذنبة في هذا الأمر, مثلك تماما." ردت هيناتا.

"و لكنك على الأقل حرة في تصرفاتك! هناك أشياء يمكنك اختيارها بينما أنا لا! أنا مسجون." جادل نيجي كعادته, فهو لن يسكت على ذلك.

" لا, لست كذلك." و هاهي هيناتا تجادل أيضا!

" أجل, أنا كذلك."

" إذا أنظر إلى يديك." قالت هيناتا.

فعل نيجي كما طلبت هيناتا, و لاحظ أنه يمسك بمفاتيح المنزل في يده هو.

" هل ترى؟!" قالت هيناتا و قد بدأت الدموع بالسقوط من جديد على وجنتيها " لقد كنت الوحيد الذي يحمل مفاتيح البيت منذ البداية."

أحس نيجي بأن فمه يجف شيئا فشيئا, و لم يستطع الرد على هذا, فاحتضنها و قال:

"لنذهب و نتاول الطعام في مطعم ما."

" حسنا, و لكنني أحتاج أن أغسل وجهي..."

" خذي المفاتيح, و أنا سأنتظرك هنا."

__________________