عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 03-13-2015, 12:32 PM
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]




مر الوقت ببطء مزعج ولين جالسة في العربة لا تجد شيئا تفعله بعد ان انتهت من
تنظيف و حضرت العشاء لزوجها اخذت تقيس العربة عرضا و طولا كانها قطة سجينة في
قفص الى متى يمكنها ان تحمل هذه المعاناة؟؟

اعصابها المحطمة لن تساعدها على اجتياز الامتحان الصعب يا ليتها لم تستعمل السوط في تلك اللحظة المشؤومة!!!

بلى حسنا فعلت لانه يستحق الضرب و لان أي فتاة غيرها كانت فعلت الشي نفسه مع
شخص حاول الاعتداء عليها.....

لم تعد لين تحتمل الوحدة حتى انها شعرت بالارتياح عندما عاد رادولف في المساء
منهوك القوى لكن الملاحظة التي ابداها فور وصوله اعادت توترها و غضبها

- يا للنظافة !! يبدو انك قررت ان تصبحي زوجة مطيعة قرار حكيم

نظر رادولف الى وجهها ولاحظ ان عينيها باكيتان ثم قال:

- لا تحزني على حالتك لانني قد اجعلها اسوأ

صاحت فيه غير ابهه بالعواقب:

- اسوا و هل هناك اسوا من هذا؟؟

نظر اليها و على شفتيه ابتسامة ماكرة قبل ان يجيب:

- بامكاني مثلا ان اضربك يوميا

امقتع وجهها واطبقت قبضتيها غضبا ثم قالت بصوت شبه هستيري:
هذا قد يزيل رتابة العيش هنا على الأقل !

ضحك رادولف من كل قلبه فساهم في جعل وسامته تزيد امام عينيها الحزينتين

اتريدين ان اتمم معروفي اذا ؟

- اكرهك لابد ان انتقم منك يوما ايها ال....

قاطعها الغجري بضحكته فاكملت:

- ساقتلك اذا استطعت!!

- انا واثق انك ستسرين كثيرا لو رايتني ممدا على الارض اسبح في بحر من
الدماء

دخل الغجري لى المطبخ ليرى ما فعلته زوجته لتغير واقع الحال هناك

هز رأسه راضيا وقال :

لا بأس , وان كان بأمكانك ان تفعلي احسن من ذلك بكثير

ثم اردف بعد ان عاد الى الغرفة الرئيسية :

- اجلسي و اخبريني عن ظروف حياتك عن وظيفتك مثلا

- كنت اعمل في شركة و على فكرة سيبدا زملائي بالتحري عني قريبا

- ساعالج هذا الامر يا عزيزتي اما الان اخبريني عن نفسك

نظرت اليه باستغراب فلماذا يهتم لمعرفة خصوصياتها؟؟ على أي حال هدا غضبها و
شعرت بالسرور لوجود احد قربها لتتبادل معه الحديث و ان يكن هذا (( الاحد))
شخصا تكرهه حتى الموت

- اسكن في شقة صغيرة في لندن

استفسر الغجري و هو يتفحص اظافره الانيقة التي يحرص على نظافتها:

- تسكنين وحدك؟؟

كانت لين قد اخبرته ان لا اقارب لها الا ابن عم لم تر له وجها منذ ست سنوات

- نعم اسكن وحدي

ارادت ان تخترع له اكاذيب لكن طبيعتها الطيبة لا تسمح لها بذلك
وان كان الهدف من الكذب شريفا

اضافة الى ذلك لا يمكنها ان تمرر شيئا على هذا الغجري

ذي العينين الماكرتين والنظرات النافذة القادرة على قرأءة افكارها- اخبرته عن
اصدقائها الذين لابد سيقلقون عليها وسيأتون لانقاذها كما قالت

لكن ذلك لم يؤثر في رادولف اطلاقا بل تابع العناية بأظافره وكأنه يقوم بمهمة دقيقة
للغاية

- انت لست مخطوبة الى احد على ما اعتقد و الا لما جئت الى هذه البلاد وحدك
كانت فعلا حمقاء عندما اطلعته على هذه الاشياء في الغابة لكن رعبها كان شديدا
الى درجة افقدتها السيطرة على لسانها

تابع رادولف استجوابه:

- ماذا كنت تعملين في الشركة؟؟

اطلعته لين على التفاصيل و عيناها تراقبان ثيابه لقد ابدلها بثياب جديدة كما
ان شعره يبدو مغسولا اين امضى النهار ومن اين اتى بالثياب ؟؟

لربما يملك بيتا في الغابة حيث التقته او في أي مكان اخر

- سنحضر سيارتك الى هنا يا عزيزتي فهي قد تفيدنا

- ايها اللص!! لا اشك في انك سرقت الحصان ايضا

- حذار اللعب بالنار!! الزوجة الغجرية لا تكلم زوجها بهذه الطريقة لانها
تعتبره دائما السيد المطاع

- اما انا ايها الغجري الساقط فاعتبرك وقومك اناس منحطين!!

هب رادولف من مقعده كلمح البصر وامسك شعرها مسبباا لها الما فظيعا لقد اوقعها
لسانها في ورطة جديدة كانت بغنى عنها و من حسن الحظ ان طلبه اقتصر على

الاعتذار فكان له ما اراد تمكنت بذلك من التخلص من الضرب
فلم تجد سبيلا الى حبس دموعها و ايقاف ارتعاشها

اخيرا ابتعد عنها الغجري ووقف وسط العربة صامتا ساد الجو سكوت مطبق انهاه
رادولف قبل ان يقول بصوت رقيق

- لين لماذا تدفعينني الى معاملتك هذه الطريقة؟؟

ذهلت المراة لهذا التبدل العجيب فاخذت تحدق في وجهه دون ان تفهم مراده بعد

ذلك عاد الرجل الى طبيعته نادما على ما بدر منه من رقه فامرها:

- حضري طعام العشاء!!

جلسا يتناولان العشاء بصمت قبل ان يفجر رادولف القنبلة الجديدة

- ستكتبين الى الشركة لتبلغي زملائك انك قررت الزواج....

قاطعته لين قائلة:

- اكتب!! هل تظن ان بامكانك اجباري على الكتابة هكذا بكل بساطة؟

تمالك رادولف نفسه وحذرها:

- حاولي الا تقاطعيني يا امراة ستكتبين الرسالة بدون نقاش

تناول الشوكة و تاكد من نظافتها قبل ان يستعملها ثم اضاف:

- كما ستوجهين ايضا رسائل الى جميع اصدقائك لتعلميهم بالامر

اسكتها باشارة من يده اذ حاولت التعليق

- لا تحاولي الاعتراض ستنفذين اوامري بحذافيرها

- ليس بوسعك ان تجبرني على ذلك!!

ادركت لين ان في صوتها ضعفا لانها كانت تعلم ان الطاعة هي السبيل الوحيد
لتفادي العنف وان رادولف لا يقبل اقل من الرضوخ و الاستسلام و الدليل على ذلك
انه ناولها بعض الاوراق و قلما فجلست الزوجة تكتب كما امرها زوجها و الغصة في
حلقها تكاد تخنقها

سيستغرب زملاؤها و اصدقاؤها امر الزواج لكنهم لن يجدوا سببا لعدم تصديقه و
سيكفون عن البحث عنها بعد ان انتهت خرج رادولف ليبعث بالرسائل في البريد

بعد خروجه سمعت طرقا خفيفا على النافذه نظرت لترى من الطارق ففوجئت لما رات
وجه كونيل وركضت لتفتح له


قال الشاب بصوت لاهث:

- احضرن لك القلم يا سيدتي

- لا اعرف كيف اشكرك!! عد عندما تستطيع لاسلمك الرسالة

اقفلت لين النافذة بسرعة و خبأت القلم و هي تامل ان يكون كونيل جادا مخلصا و
اخذت تصلي لئلا يكشف زوجها اللعبة

غاب رادولف ساعتين قبل ان يعود محملا حقيبتيها بعد ان جلب السيارة من الموقف
كما وعد

- افتحي الحقيبة الكبيرة

- لماذا؟؟

- لابد ان لديك ملابس جميلة

رمقها بنظرته الخبيثة و اضاف باللهجة الحادة التي تكرهها لين:

- افتحي الحقيبة!!

اطاعت لين مرغمة و شرع رادولف في غربلة ملابسها الى ان وقع اختياره على فستان
قطني احمر

- هذا ما سترتدينه الليلة

ناولها الفستان لكنها رمته في وجهه فقال ساخرا:

- اعتبر عملك دعوة لالبسك اياه بنفسي

ضحك الغجري طويلا وهو يتفرج على زوجته تحمر خجلا لكن لين لم تجد هذه المرة في
نظراته ما يخيف او ينفر بل تنامى في داخلها شعور مبهم تجاه هذا الرجل القاسي
المتلذذ بعذابها

اعد القميص فأنا لن ارتديه مهما فعلت

- لا يازوجتي العزيزه , ستنفذين رغبتي صاغرة

اقترب رادولف منها فشعرت بحرارة عواطفه وحاولت دون جدوى الأفلات من رغباته






[/align][/cell][/tabletext][/align]
  #7  
قديم 03-13-2015, 09:30 PM
 
الفصل الرابع

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


الفصل الرابع

مع ملك الغجر



في اليوم التالي خرج رادولف باكرا ليجلب لزوجته بعض الماء كي تغسل شعرها

عندما رجع قال لها بنبرته المتعالية :

هيا اغسلي شعرك فالماء وفير

نهرته ونفسها تجيش بالغضب :

لا تكلمني بهذه الطريقة وكأني عبدة !

وجدت الكلمة الصحيحة انت عبدتي

لاتعتبر نفسك سيدي ! من تكون في أي حال ؟ ربما كنت ملك الغجر لتعامل الناس
بهذه الطريقة ؟

أجاب ضاحكا :

حسنا انا ملك الغجر!

ياله من مخلوق سادي لا يترك فرصة للهزء منها

- كلامك يعني بوضوح اني مخطئه

- مالذي يجعلك تظنين اني ملك الغجر ؟

ترددت لين في الأجابة لأنها لا تريد الأعتراف له بأنه يملك سطوة وجلالال

- انت مختلف بعض الشئ عن باقي قومك

- مختلف ؟

عاد الى ذاكرة لين , عندما تكلم رادولف , المشهد الذي جرحت فيه شعوره بكلمة
قالتها

لا شك انه يحس بالشئ نفسه الآن ولكن لماذا , ايخجل من كونه غجريا؟

- نعم مختلف

تحاشت لين جرح الرجل مع انها تكرهه ولكنه يبقى انسانا كغيره يجب احترام
شعوره

- كيف يمكنك ان تقارني بيني وبين قومي وانت لم تتعرفي الى احد منهم جيدا ؟

- خلال اليومين الماضيين راقبتهم من النافذه وسمعتهم يتكلمون

- أتعتبرين اليومين كافيين ؟

- أشعر كأني أمضيت سنتين هنا لا يومين !

ابتسم رادولف فتساءلت لين اذا كان نسي الاهانه التي لاحظتها في صوته لكنه
من النوع الذي يستطيع كتم مشاعره بسهولة

- ألن تسخني الماء لتغسلي شعرك ؟

- لن استطيع غسل شعري في هذه المغسلة الصغيرة

قطب رادولف جبينه وبدا مهتما للامر

- ماذا تقترحين اذن ؟

- هل بأمكانك ان تحضر وعاء أكبر ؟

- سأبحث عن واحد

لاتعلم لين ماالذي دفعها الى طرح هذا السؤال المفاجئ على زوجها :

- هل صحيح ان الغجر يهددون الناس بحلول اللعنة عليهم اذا لم يعطوهم ما
يريدون؟

لم ينزعج رادولف للسؤال خلافا لتوقعها

- اتؤمنين حقا بذلك؟

- لا لكني اعرف كثيرين يخافون من لعنة الغجر

وفيما هي تبحث في حقيبتها عن الشامبو أوقعت شيئا على الارض
التقط رادولف
الكتيب وفي عينيه اهتمام كبير لم تعلم المرأة سببه

- من اين حصلت على هذا الكتيب ؟

- من قصر السيد دوغي الذي زرته يوم التقيتك

تكلمت لين عن ذلك اليوم كأن دهورا مرت منذ ان تجولت في تلك الحدائق الرائعه

لاحظت ان زوجها لم يكتف فتابعت :

- حدائق القصر تفتح للزوار في بعض الايام خلال فصل الصيف لابد ان مالك القصر
مليونير

غرقت لين في حلم أعاد اليها اللحظات السعيدة التي نعمت بها في ذلك اليوم

وقارنت بينها وبين ماهي عليه الأن , هناك الحرية المطلقة وهنا السجن الرهيب

تنهدت المرأة وزوجها مايزال يحدق فيها بفضول

- متى قمت بهذه الزيارة الممتعة؟

كان سؤال الغجري ملحا الى درجة كبيرة
اذ يبدو ان معرفة موعد الزيارة أمر حيوي بالنسبة اليه

فأجابت لين وعيناها سارحتان في الحدائق الساحرة:

- يوم السبت الماضي

قادتها ذكرى الحدائق الى التفكير وتذكرت ان سبلها الوحيد الى الخلاص هو المال
الموجود في حقيبتها والذي ستغري به كونيل ليساعدها على الافلات من قبضة
خاطفها

حاول رادولف استعادة تفاصيل ذل اليوم وهو يتمتم :

- السبت الماضي

أوضحت له لين :

- قبل ان تقوم باختطافي بيوم واحد

هز رأسه وهو يفكر عميقا ثم سألها :

- ما رأيك بالحدائق؟
لم تفهم المرأة سبب سؤاله فاستوضحته :

- لماذا تسألني ؟ هل تعرف الحدائق لتطلب رأيي فيها؟

بدا الغجري مستمتعا بهذا الحديث فأجاب :

- نعم , زرتها عدة مرات

- مرة اخرى زل لسانها اذ قالت مستغربة :

- كيف سمحوا لك بالدخول ؟

وضعت لين يدها على فمها لتمنع خروج المزيد من الكلمات الجارحة ورأت عيني
الغجري تلمعان سخطا
اقترب منها الرجل مهددا :
- اوضحي سؤالك .. اتعنين ان مستواي الوضيع لايليق بمقام زوار تلك الحدائق ؟

حاولت المرأة ان تخرج من المأزق فقالت :

- آسفه , اعتقدت ان

- ان ماذا ؟
مدت لين ذراعيها متوسلة ومحاولة ايقاف غضبه

- انا حقا آسفه ارجوك ان تنسي الموضوع

انتظرت المرأة الشابة ردا عنيفا من زوجها لكنه لم ينبس ببنت شفة

متى ينفجر ويعطي سجينته نصيبها من العقاب الذي تستحقه على هذه الاهانة ؟

لكن كل ما فعله الرجل انه رمى الكتيب في الحقيبة وخرج من العربة

راقبت لين مشيته المتوازنة وجسمه الرشيق
لماذا لم تلاحظ فيه هذه الأشياء
عندما قابلته المرة الاولى ؟

لا شك ان الخطر الذي كان محدقا بها آنذاك لم يسمح بذلك

فكل ما صبت اليه كان الافلات من قبضته , الأمر الذي تحقق بفضل
الفتاة الغجرية من هي هذه الفتاة التي اطاعها رادولف فورا , لابد ان لها
مكانة كبيرة في حياته كي ينفذ أوامرها وهو الرجل الصلب العنيد

لو لم ترى المشهد بأم عينها لما صدقت ان رادولف ينصاع لأمرأة غجرية كالحمل الوديع

ربما كانت الغجرية تعرف سرا لو فضحته لأوقعته في ورطة كبيرة

لكن هذه الفكرة مستبعدة لأنها لو صحت لما تجرأ رادولف على خذل فتاته والزواج من غيرها

ارادت لين ان تعرف حقيقة العلاقه بين زوجها والغجرية

لكنها تخاف من اثارة ذكرى اللقاء الاول كي لا يغضب رادولف وتسبب لنفسها ما لا تحمد عقباه

فلو كان الرجل يرغب في التحدث عن اللقاء لكان فعل ذلك بنفسه

لابد انه يتناساه

لأنه يخجل فعلا من فعلته الدنيئة ، عاد رادولف حاملا وعاء اصفر كبيرا

- هل يكفيك هذا ؟

- بالطبع ولكن من الغريب ان تزعج نفسك من اجلي

- قلت لك يالين انك لم تري الجانب الأسوأ مني بعد .. وأقول الآن انك لم تري
الجانب الحسن كذلك

ادركت لين انه يجب عليها اكتشاف حقيقة هذا الرجل والتعرف الى شخصيته الغامضة
اكثر

مع ذلك هزت كتفيها بعدم اكتراث لأن رغبتها في الفرار ربما تفوق فضولها
في اكتشاف حسنات رادولف

غسلت شعرها في المطبخ وعندما عادت الى " غرفة الجلوس " في العربة تخلى رادولف
عن قراءة مجلة وقام يتولى مهمة تجفيف شعرها

شعرت لين بالدفء يغمرها لوجودها قرب زوجها الذي رمى المنشفة اخيرا وأخذ وجهها
بيديه القويتين محدقا في عينيها الزرقاوين

ارتعشت شفتاها وكادت ان تبدأ بالبكاء وهي تتذكر زياراتها الى صالون التزيين
حيث كانت تمضى اوقاتا فرحة تتحدث الى صديقتها

لحظات بعيدة كأنها تنتمي الى
ازمنة عابرة لن ترى لين لها وجها بعد اليوم

انتشلها صوت رادولف الرقيق من تأملاتها:

- كم انت جميلة يا لين

طوقها بذراعيه وطبع على وجنتها قبلة طويلة
لم تقاومه لين لكنها وجدت الدموع تترقرق في عينيها

- ارجوك ! لم اعد اتحمل اكثر !

- عناقي ؟

- كل شئ ! الا تفهم اني لايمكن ان اعيش سجينة طيلة حياتي ؟

ابتعدت لين عنه وشعرها ينسدل بفوضى على كتفيها ودموعها ترسم خطوطا بيضاء على
وجهها الناعم

اضافت بتوسل آملة في ان يرق الغجري لحالها:

- دعني اذهب ... لايمكن ان تحبسني في هذه العربة الى الأبد .، انت تعلم ان ذلك
مستحيل

اطرق رادولف يفكر فظنت لين انها نجحت في اثارة مشاعره الانسانية الراقدة في
اعناق شخصيته الشريرة

في أي حال هو قال انها لم تر الجانب الأحسن بعد
فربما
رأت هذا الجانب الآن .. تهاوت أحلامها عندما هز الرجل رأسه وأكد:

- انت زوجتي ومكانك معي .. تزوجتني بارادتك

- بارادتي ! كيف تستطيع ان تقول ذلك ؟

- لماذا تظهري أي اعتراض خلال اتمام مراسيم الزواج؟

رمقها بنظرة ماكرة وأجاب على سؤاله بنفسه:

- لأنك كنت تأملين بالفرار لوجودك خارج العربة , اليس كذلك ؟

- بالطبع كنت آمل في الفرار , وهل تلومني على ذلك ؟

- وهذه الامال مازالت موجودة على ما اعتقد

تذكرت لين الشاب كنيل الذي أحضر لها قلما كما تذكرت المال في حقيبتها وعرفت
ان عليها اخفاؤه لئلا يكتشف زوجها خطئها وتضيع جهودها ادراج الرياح







[/align][/cell][/tabletext][/align]
  #8  
قديم 03-14-2015, 10:09 AM
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


اعترفت له بصراحه:

- انا انتظر الفرصة المناسبة للهرب

واعتقد ان من يكون في موقعي يفعل الشئ نفسه

تنهد رادولف طويلا معترفا بصحة موقفها

نظرت اليه زوجته بذهول هناك شئ عجيب في هذا الرجل وفي هذه القصة كلها

لربما استطاع كونيل ان يساعدها على حل اللغز المستعصي

اقترب رادولف منها ووضع يده على كتفها محاولا تهدئتها ومسح دموعها

- ارجوك دعني


ضمها الى صدره بحنان فأخذت ترتعش بقوة حتى تركها اخيرا دون ان تبدر منه اية
حركة عنيفة كل مافعله كان اطلاق تنهيدة محملة بالهموم

- سرحي شعرك قبل ان ينشف

خبير حتى في امور النساء الغجريات

فهؤلا لا يكترثن لأمور التجميل فيتركن شعرهن على طبيعته فيزيد من مظهرهن بدائية ووحشية

لاشك ان رادولف يعرف اكثر مما يتوجب عليه كغجري لايهتم لما يجري في العالم المتحضر

فالغجرعادة يكونون متقوقعين على انفسهم مكتفين ذاتيا في عالمهم الخاص

سرحت لين شعرها تحت نظر زوجها وتساءلت عما يدور في خلده هذه اللحظات

ماذا يخبئ خلف هذه الملامح الوسيمة الغامضة ؟

ما هي النوايا الحقيقية لهاتين العينين السوداوين الامعتين ؟

أهو لمعان الذكاء او الشر ؟

ام لمعان الأثنين معا ؟

فجأة بدأت لين تبحث في ذاكرتها عن نقطة معينة غير واضحة تماما

نظرت في المرآه اليه!

لماذا غابت الأمارات النبيلة عن وجهه في ذلك اللقاء .. لقاءهما الأول

يبقى التفسير الوحيد لتبدل رادولف منذ ان حاول الأعتداء عليها هو انها كانت ساعتها
في حالة رعب شديد جعل رؤيتها للرجل مشوشة وزاد خيالها في تصور شره وعدائيته

قطع صوت رادولف حبل افكارها :

- بماذا تفكرين ؟ ارى على وجهك مشكلة مزعجة

- تماما , مشكلة الهرب !

جزم الغجري ببرود :

- مشكلة لن تجدي لها حلا ولكني ارى شيئا آخر في عينيك فما هو ؟

اتخبره لين بأنها تجده الآن مختلفا , وبالتالي تذكره بالحادثة الأولى التي لا

يحب الخوض فيها ؟ هزت كتفيها وكأن لاشئ يشغل بالها وتابعت تسريح شعرها

كرر رادولف سؤاله :

- ما الأمر ؟

- - وهل انا مجبرة على الأجابة ؟

- بالطبع والا لما وجهت اليك السؤال

نظرت اليه بتردد وقالت :

- قد لايكون جوابي صادقا

- انا اعرف بسهولة متى تكذبين علي

ربما كان صحيحا ان الغجر يملكون حاسة سادسة ويسبرون أغوار النفس البشرية كما
يدعون

- كنت في الحقيقة استعيد ذكرى لقائنا الاول

واخيرا تجرأت على ذكر ما يتعلق بالحادثة الاولى وكما توقعت تجهم وجه زوجها
بسبب ذلك

- من الأفضل ان تنسي اللقاء الاول

لم تفهم لماذا يعتبر زوجها حادث السيارة تافها ويركز على الحادث الثاني في الغابة

ولاتفهم كذلك لماذا يغضب لذكر الحادثة الأولى مع ان لين هي الطرف المهان والمجروح

قررت لين ان تكمل المشوار الذي بدأته :

- ولماذا انساه ؟

- لأنني احاول ان انساه واذا تحقق ذلك تحققت مصلحتك

ملأتها كلماته حيرة وذهولا فقالت :

- لا اعتقد اني فهمت قصدك

- لنغير الموضوع يا لين !

من يسمع لهجته الآمرة يظنه سيدا يكلم خادمته مع ان الحقيقة قد تكون العكس في معظم الأحيان

فالغجر هم عادة الخدام وهم الوضعاء

لم تأخذ لين بنصيحته واصرت على اكمال الحديث :

- تريد نسيان الحادثة لأنك تخجل من نفسك !

- اخجل من نفسي ؟

رفع حاجبيه تعجبا واضاف :

انت من يجب ان يخجل من نفسه

- ولكن

- اخرسي ولا تجادلي !

خرست بالفعل واستأنفت تسريح شعرها دون ان تفهم موقف زوجها

قررت اخيرا صرف النظر عن مناقشة الموضوع لأن ذلك لن يفيدها بشئ

- اريد ان اجفف شعري

- ما رأيك بالخروج الى الشمس ؟

- اتمنى ذلك

نهض رادولف من اريكته بكسل وعلى وجهه علامات الضجر

غريب احتفاظه بالرشاقه رغم كسله وبطالته

اتجها الى الغابة تراقبها النساء الغجريات الفضولية , لكن رادولف تفهم الموقف
ولم يدع مجالا لاختلاط زوجته ببقية قومه

- اشعة الشمس قليلة هنا بسبب تشابك الأغصان هلا اتجهنا صوب الطريق المكشوفة
للشمس ؟

ابتسم رادولف وقال :

- لا ياعزيزتي لن نتجه صوب الطريق

- اتخشى محاولتي الفرار ؟

- قد تقومين بمحاولة حمقاء


- اعترف انك مصيب لأني سأحاول الهرب

- انت صريحة على الأقل

- ماذا تعني بعلى الأقل ؟

- أعني ان غطرستك وغرورك مثلا يجعلانك تحتقرين الناس

قاطعته لين :

- اذا كنت متغطرسة فماذا تكون انت ؟

اجابها برقة كوالد يؤنب طفله المشاغب :

- انا اعاملك بالمثل ليس الا

مرة جديدة سامحها رادولف على كلامها القاسي فشكرت ربها لأنها تفادت غضبه

تابعا سيرهما بصمت تستغل لين فرصة وجودها خارج العربة لتشبع رئتيها هواء نقيا وعينيها خضرة حالمة

كانت من وقت الى آخر تسترق النظر الى زوجها فترى التناقض بين ملامحه الراقية وكونه غجريا

مشيته تجعله يبدو نبيلا وشعره المشعث المتراخي بفوضى يرده الى طبيعته الغجريه

اختار رادولف لهذه االنزهة واديا صغيرا تحفه الأشجار لا امل فيه لزوجته بأن
تلتقي احدا يساعدها على الهرب

قال رادولف وهو ينظر الى شعرها :

- ياستطاعتنا العودة الآن

اخذ خصلة ووضعها على خده قائلا :

- يا للضفائر الجميلة !

لم تنفع معارضه لين لحركته بل زادت من حدة عناق رادولف

- عليك ان تفهمي شيئا يا لين كوني طيعة معي تصبح حياتك ممتعه

- انا لا اتصور اية متعة في العيش الى جانبك !

كانت لين تتمنى لو انه يمل منها ومن صدها فيتركها تعود الى بلادها

عادا الى العربة فأمرها رادولف بتحضير الطعام

وقفت لين ترمقه بنظرة تحد وهي تغلي من الغضب لمعاملته اياها كخادمه


- لا اريد توجيه الامر اليك مرتين لأنك تعرفين نتيجة ذلك يا حلوتي !

دخلت لين الى المطبخ دامعة لتحضر الطعام الذي قد تكون السرقة طريقة حصول
زوجها عليه

- بالله عليك يا لين ! انزعي حلة الحزن هذه عنك لئلا احولها الى حلة دائمة!

على الرغم من الغيظ الذي غلف نبرته وجدت لين في كلامه نوعا من السأم والتعب
من هذا الوضع

لم تحضر لين الا طبقا واحدا فسألها زوجها :

- أين طعامك ؟

- لست جائعة

- مع ذلك ستأكلين أكراما لي 0 لأني لا احب الجلوس الى المائدة لوحدي

- من تظن نفسك حتى ترغمني على الأكل ؟ اشعر كأنك سيد اقطاعي يفعل باتباعه ما
يشاء !

- تخلت لين عن المجادلة في النهاية فأحضرت طبقا وجلست تأكل رغم انفها

- ارى ان دروسي في تعليمك الطاعة بدأت تثمر يا حلوتي !

قالت لين بمرارة :

- السلطة والسيطرة توفران لك الرضى والسرور اليس كذلك ؟

- أصبت , اذ ان كل ما يذلك يمتعني وأعدك بأن هذا العقاب البطئ لن ينتهي
قريبا

- النهاية ؟ تكلمت عن نهاية العذاب !

- بالطبع فأنا لا انوي ان اطيل العذاب اربعين او خمسين سنة

ارتعدت لين للفكرة وتصورت نفسها تمضي حياتها في هذه العربة

- اتمنى ان اموت قبل ذلك بكثير

زال المرح والعبث من عيني رادولف وقال :

- طفلة رائعة مثلك يجب ان تتمتع بالحياة لا ان تتكلم عن الموت

تخلت لين عن حذرها وانفجرت غاضبة :

- لا تتكلم كالأبله فأنت تدرك ان حياتي هنا جحيم مستمر !

وافق رادولف وقال ملمحا الى شئ تجهله زوجته :

- حاليا فقط

- حاليا وأبدا اذا استمريت في سجني

- فلنغير الموضوع يا لين 0 اخبريني عنك فأنا لا اعلم كم تبلغين من العمر مثلا
! تصوري ان زوجك لا يعرف عمرك

- انا في الرابعة والعشرين, وانت ؟

- تخطيت الثلاثين ببضعة شهر 0 اخبريني المزيد عنك , اخبريني فأنا احب سماع
صوتك

- لا اعتقد انك تحب سماعه دائما

- من المؤسف انك تفسدين حلاوة صوتك احيانا بتصرفاتك الرعناء

استرسلت لين في الحديث واستمتع رادولف بالاطلاع على تفاصيل حياتها

- يبدو ان توماس هذا ممل بعض الشئ

- كيف عرفت ذلك؟

- من خلال حديثك عنه0 نحن الغجر اذكياء ياعزيزتي !

- انا لم اقصد اظهاره مملا

- توماس ليس الرجل المناسب لك يا جميلتي

- انت مخطئ في حكمك على توماس

- توقعت ان تنكري ذلك0 يالك من شخصية شفافة يا لين اقرأها بكل سهولة

صبت المرأة اهتمامها على طبقها لتفادي نظراته الأسره فأكمل الغجري الكلام :

- من المؤسف ان تكوني مصابة بعقدة التفوق حتى لا اقول جنون العظمة .. يجب ان
تتعلمي ان جميع الناس سواسية وان المجتمع الغجري ليس فاسدا لانه يختلف عن
مجتمعك ... لايجدر بك احتقار الناس لمجرد انتمائهم .. المجرم وحده حري بالأحتقار
والنبذ

كان صوته مختلفا هذه المرة حتى ان لين وجدت فيه رنة موسيقية كاللهجة الأيرلنديه

برغم انه يكون احيانا قاسيا فأن لهجته تختلف عن لهجة بقية الغجر

لم تفهم لين لماذا او لم يعد يهمها ان تفهم ما دام هدفها واضحا : الهرب

- لم يتهمني احد من قبل بهذه العقد التي تتحدث عنها

- لكنك اظهرت عقدتك تجاهي

تبع ذلك صمت بارد وتشنج الجو بينهما .. أحست لين بأن الغجري يكاد ينفجر غضبا
وبالفعل قال لها بفظاظة :

- اذا اخطأت بعد اليوم سأملا جسمك بقعا زرقاء !

اشاحت المرأة وجهها لئلا تواجه عينيه القادحتين شررا

بعد قليل خرج رادولف فعادت لين الى وحدتها المملة برغم انها لا تستسيغ صحبة
زوجها , لكن وجوده أفضل من لاشئ

استغلت فرصة غيابه لتخرج المال من حقيبتها وتخبئه وراء بعض المعلبات في خزانة
المطبخ

ثم انصرفت لكتابة رسالة قصيرة الى الشاب الغجري كونيل تعده فيها
بمكافأة مالية فورية واخرى ترسلها له بعد فرارها على عنوان يحدده لها

قررت لين ان تمنحه كل ما ادخرته خلال عملها فهي مستعدة للتضحية بكل شئ لقاء خروجها
من هذا النفق المظلم

لن يستطيع كونيل مقاومة اغراء العرض وسيتدبر طريقة لتهريبها في اول فرصة تسنح له

بعد الانتهاء من الكتابة جلست المرأة الشابة على طرف السرير تمضي الساعات في
التفكير بمتاعبها وتتخيل نفسها حرة طليقة الى ان غلبها النعاس اخيرا وتسلل
النوم الى عينيه






[/align][/cell][/tabletext][/align]
  #9  
قديم 03-14-2015, 10:29 AM
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


الفصلل الخامس
الحلم يموت في مهده

5



أفاقت لين , والظلام الدامس يلف العربة , على صوت الغجر يغنون ويرقصون حول
نار كبيرة اشعلت في وسط المخيم , ولم تستطع الا ان تستعيد ذكريات حياتها
الهادئة في انكلترا ووظيفتها المحترمة في شركة الهندسة الزراعية

ساهم ذلك في زيادة توترها الى درجة خافت معها ان تفقد صوابها يوما اذا استمرت على هذه الحال

ماذا سيجني رادولف من وجود امرأة مجنونه معه ؟

لو يدرك ويعلم ان كليهما خاسران لأطلق سراحها فورا

فجأة سمعت طرقا خفيفا على النافذة فهبت من سريرها وأزاحت الستار بسرعة

- كونيل!

تكلم الشاب بصوت هامس :

-اخفضي صوتك لئلا يسمعنا احد !

لكن الأثارة والقلق جرداها من كل خوف وحذر

- لا تقلق الكل مشغولون عني الأن

- هل كتبت الرسالة ؟

هرعت لين واحضرت له الورقة

- ارجوك انتبه ياكونيل ولا تدع احدا يراك

- علي الذهاب الآن طابت ليلتك

- شكرا جزيلا يا كونيل على ماتفعله من أجلي

قال الشاب قبل ان يختفي في الظلام :

- لا اعلم ما اذا كنت قادرا على مساعدتك , لكني سأبذل جهدي

خافت لين من ان يكون احد شاهد كونيل يتحدث اليها خصوصا وان النار تسللت الى
العربة تضئ لونها الرمادي الحزين ببريق قرمزي

أجالت نظرها في الخارج لترى ما اذا كان زوجها يراقب المشهد ويستعد للأنقضاض من جديد على فريسته الضعيفه

لكن كل شئ كان هادئا ولم يبد أثر لأنسان حول العربة

بعد نصف ساعة عاد رادولف الى "المنزل الزوجي" من دون ان تظهر على وجهه علامات تفيد انه علم بما حصل

اضاء المصباح العتيق بعد ان رأى زوجته غير نائمة

- لماذا تجلسين في الظلام ؟ اتحبين ان تعذبي نفسك ؟

- ولماذا تحفل بعذابي ؟

- في الحقيقة انا لا احفل بعذابك

وأضاف بنبرته الخشنة :

- ماذا فعلت في غيابي ؟

- لاشئ !

توجه رادولف نحو المطبخ وسأل زوجته :

-اتريدين بعض الشاي ؟

- كلا

- لابد انك شربت فنجانا اذن ؟

-لا

سمعته لين يتنهد تعبا وهو يعد الشاي وتساءلت لماذا لم يطلب منها ان تحضره
بنفسها

عاد بعد قليل يحمل فنجانه فسألته باصرار:

-أين كنت طوال هذا الوقت؟


توقعت لين جوابا قاسيا يشعل مشادة جديدة لكنها فوجئت بزوجها يرمقها بنظرة
ناعمة مليئة بالحنان

هي قصدت من سؤالها اشعال غضبه لتعذبه لكنه خيب املها بهدوئه

جلس على كنبة يحتسي شرابه الساخن ويراقب زوجته بنظرة لا مبالية

- اريد ان اراك غدا بثياب جديدة

افرغت لين دفعة واحدة كل الغضب الذي جمعته في وحدتها وقالت :

- سأرتدي ما يحلو لي

- لاتحاولي الظهور بمظهر المرأة الشريرة ، سترتدين شيئا مما احضرت معك لتمضية العطلة الممتعة

تاهت عيناها في حقيبتيها المقفلتين على بعض من ذكريات ,

قريبة كالوقت بعيدة كالحلم ، كيف تضع ثيابها الانيقة في خزانة العربة القذرة

ليس من المعقول ان تكون هذه العربة ملكا لرادولف فهو يبدو محبا للنظافة
والترتيب ثم انه لايحتفظ فيها بثيابه او بممتلكات اخرى

تحفظه حول خصوصياته يحيرها كثيرا ولكنها لا ترغب في الاطلاع على خفايا حياته لأن قواها
منصبة الان على هدف وحيد :الفرار

قالت لزوجها بعد تردد:

- لا ارى معنى لارتدائي ثيابا جميلة وبقائي سجينة هذه الزنزانه !

- لن تبقي هنا لأننا سننتقل غدا بسيارتك الى مكان آخر

أحست لين ان قلبها توقف عن الخفقان لأن الآمال التي علقتها على مساعدة كونيل
انهارت بلحظة

- الن يرحل الباقون ؟

- لا نحن فقط

كادت لين بعفويتها تفضح كل شئ

- لا اريد ان اغادر المخيم

صعق رادولف لملاحظتها واخذ ينظر اليها دون ان يفهم

- وهل تستسيغين البقاء هنا الى هذا الحد ؟ مع انك لم تكفي عن التذمر من
الضجر

عضت لين على شفتها تحاول ايجاد جواب لا يفضحها واستطاعت بعد جهد ان تقول :

-المكان الذي سنذهب اليه لن يكون احسن من هنا.. وانا لا انوي تمضية وقتي بالتنقل الدائم كالغجر المشردين

لم تأبه المرأة لغضب زوجها من كلامها لأن عقلها كان مشغولا بفرصة الهرب
الضائعه ظنت ان الفرج سيأتيها اخيرا على يد كونيل لكنها وجدت نفسها كالقابض
على الماء تعود الى نقطة الصفر

برغم كل شئ حافظ الغجري على هدوئه ولم يظهر انفعاله لنعت زوجته قومه
بالمتشردين

- لاتحاولي الاعتراض لأني مضطر لمغادرة المخيم

تساءلت لين عما يمكن ان يكون سبب هذا الاضطرار

- ولماذا تكون مضطرا للرحيل ؟

- لا ضرورة لأن تعرفي

- وهل سنجد عربة شاغرة في المخيم الذي سنقصده ؟

- بالطبع ... الست ملك الغجر كما قلت ياعزيزتي ؟ والرعية لن تدخر جهدا لتوفر
مكان اقامة مريحا لملكها

اخذت لين تجوب العربه وهي تفكر بالمخيم الجديد والعربة الجديدة القذرة , وبمزيد من هؤلا الناس السمر الفضوليين

سجن جديد وحراس جدد يرصدون تحركاتها عندما يكون زوجها غائبا

وفجأة انهارت اعصابها وصرخت :

- لا استطيع تحمل المزيد ! لا استطيع البقاء سجينة سيقتلني الضجر !

وأضافت وهي تحدق في رادولف :

- كيف تستطيعون تمضية أيامكم بكسل ؟ الا تملون من عدم الحراك ؟

وضع الغجري فنجانه على الطاولة ونهض من كرسيه دون ان يظهر عليه أي انفعال مما
زاد من حيرة لين التي قالت :

- هناك لغز في حياتك! هناك شئ مخبأ ! الى اين تذهب كل يوم فأنت ولا شك لا تبقى في المخيم ؟

أزاح الغجري وجهه وكأن ملاحظاتها احرجته فاستغلت لين الفرصة وتابعت بألحاح
شديد:

- اريد ان اعرف كل شئ ! انت تذكرني باستمرار اني زوجتك ففي هذه الحال يحق لي
ان اعرف اين وكيف يمضي زوجي اوقاته ؟

لم تفهم لين سبب اصرارها وتشوقها لمعرفة المزيد عن هذا الغجري الغامض ربما كان شعورها بالفراغ سبب هذا الفضول الكبير او انها بحاجة الى شئ يشغلها
ويجعلها " تشترك" بشكل او بآخر في حياة مجتمعها الجديد

لكن رادولف لم يشبع فضولها اذ اكتفى بالقول :

- انت لم تعتبري نفسك زوجتي حتى الآن فعندما تعتبرين اننا متساويان ستعرفين
كل شئ لكن ما دمت تعتقدين انك متفوقة علي لأنني غجري فلن اطلعك على الحقيقة

كل شئ في هذا الرجل يزيد من اللغز غموضا : جسمه الرشيق , مشيته المتعالية , كبرياءوه وسطوته , ثقته المفرطة بنفسه 0 ومرة جديدة قالت لين في نفسها : لو
لم اكن اعلم انه غجري لما صدقت ابدا انه كذلك

عندها فكرت بأولاف وبحديثه عن وضع رادولف الخاص , فتلك الكلمة انطبعت في مخيلة لين وجعلتها تظن ان زوجها هو
ملك الغجر

هو ليس بالطبع ملك الغجر لكنه يتميز عنهم بشئ ما...

لما نظر اليها رأت المرأة في عينيه مرارة كبيرة كأنه يطلب منها ان تتفهمه
وتساعده على تخطي مشكلة لم تستطع بعد ادراكها ومعرفة القصد منها

اجابت لين اخيرا على اقتراح رادولف باعتبار نفسها في مستواه:

- لن اعتبر نفسي ابدا في مستواك

أعوز كلماتها الثقة والتصميم لأنها لم ترد التسبب في المزيد من الأهانة لهذا الرجل

ولأنها لم ترد توسيع شقة الخلاف بينهما اكثر وهو قادر في جميع
الاحوال على تقليص هذا الفارق " الطبقي " بينهما عندما يتشاطران بعد قليل
السرير نفسه حيث يمارس سلطاته المطلقة بدون ان تحاول المرأة المسكينة ابداء أدنى اعتراض

هز الغجري رأسه وقال :

- في هذه الحالة لن تعرفي عني أكثر مما تعرفين

" انقلب السحر على الساحر وشعرت لين انها ذليلة عاجزة امام نبرته المتغطرسة

فتمنت لو تستطيع ايجاد الكلمات الملائمة لترد له الاهانة لكنها فشلت

- الى اين سنذهب ؟ اعني اين يقع المخيم الذي تحدثت عنه ؟

اكتفى الرجل بالقول :

- في مكان بعيد جدا

- ولكن ماذا سنفعل بالحصان ؟ لايمكنك اصطحابه اذا كنا سنستعمل السيارة

كان رد رادولف هادئا وعاديا جدا :

- بما اني سرقته سأعمل على رده الى اصحابه

- لا ضرورة لأن تستغل كل فرصة تسنح لك لتسخر مني


- ولكنك افترضت اني سرقته , اليس كذلك ؟

- ولماذا لا تقول لي من اين حصلت عليه ؟ فأنت توافق معي على انك لست قادرا ماديا على امتلاك مثل هذا الحيوان الرائع

كل كلمة , كل حركة , كل دقيقة تمر كانت تزيد من غموض اللغز وصعوبته بالنسبة الى المرأة

ما السبيل الى اكتشاف الحقيقة وازاحة الستار عن الجوانب الخفية في حياة الغجري ؟

قد يكون الوقت كفيلا بذلك وقد لا يكون

استوضح رادولف زوجته :

- لم افهم تماما معنى كلامك

- بصراحة , اعني ان مظهرك لا يوحي بأن هذا الحصان الأصيل ملك لك

كانت الأهانة الجديدة أقوى من ان يتحملها الرجل ، فعندما تكلم بدا فاقدا تماما سيطرته على اعصابه , يعميه الحقد

- لابد ان يقودك لسانك يوما الى مهلك لانجاة منه

وجدت لين نفسها تعتذر على الفور منه وحاولت تغيير وجهة الحديث

- آسفة لأني اسأت التعبير ،الن تخبرني من اين حصلت على الحصان ؟ انه حصان أصيل ان لم اكن مخطئة

- من اين لك هذه المعلومات عن الجياد ؟

- انا لا اعرف الشئ الكثير لكني رأيت مثله عندما كنت امارس الفروسية لبضع سنوات خلت

بدل ان يجيب على تساؤلها حمل رادولف فنجانه الى المطبخ ولما عاد بدأ بخلع
ملابسه

- حان وقت النوم لاننا سننهض باكرا في الغد

سارعت لين الى تبديل ملابسها فيما زوجها منشغل بالبحث عن صحيفة أحضرها , والقرأءة ليست بالطبع عادة غجرية

حتى لا تضطر الى فعل ذلك امام عينيه الفضوليتين والساعيتين الى التمتع بجمالها

انصرف رادولف بعدان وجد صحيفته الى التفتيش في حقيبة زوجته حتى وجد فستانا
قطنيا ازرق

- سترتدين هذا الفستان غدا لأنه يبرز جمالك بسخاء

نشلت المرأة الفستان من يد زوجها ورمت به على الارض رافضة فكرة فرضه ارتداء الملابس عليها

ولكن رادولف لم يتسامح هذه المرة

بل امسك بشعرها وصفعها على وجهها بعنف حتى كاد يرميها ارضاً ، ولم يتوقف عن ضربها حتى تعب وروى غليله
منها

وقفت المرأة أمامه ترتعش والدموع تختلط مع الخصلات السوداء المترامية على وجهها

هذه اول مرة تمد يد اليها وتعامل بمثل هذه القسوة ، فهي لم تتعرض في حياتها لتجربة مع جلاد كالغجري رادولف

- التقطي الثوب!

اطاعت لين أمره ودفنت وجهها في الثوب تحوله مجرى لدموعها الغزيرة

ثم صرخت بصوت مخنوق :

- لن استطيع المتابعة ! لن استطيع الصمود ...سأنتحر !

فوجئ رادولف لهذا التهديد ووقف يحدق في زوجته لحظات طويلة قبل ان يضمها بحنان
الى صدره ويقول بكل ما لديه من رقة :

- لماذا تغضبينني يا عزيزتي على استعمال العنف ؟

اضاف وهو يتحسس بيده القوية وجنتيها اللاهبتين :

- لو كنت تتصرفين بروية

توقف محاولا تهدئة جسمها المنتفض الما وحزنا ثم تابع :

- على المرء ان يكون حذرا عندما يتعامل مع غجري

تمتم عدة كلمات اخرى خيل للين ان من بينها : الجانب الأسوأ مني

الصقت رأسها بصدره العريض المضياف تودعه همومها واحزانها وتصغي الى دقات قلبه
المطمئنة ورتابة تنفسه العميق

بدأ اضطرابها يزول وهدأت بعد ان اطلقت تنهيدة طويلة وسمعت زوجها يهمس :

-هذا افضل بكثير ياحلوتي لا أريد بعد الآن ان ارى الدموع على وجهك الجميل

تمكنت المرأة اخيرا من رفع عينيها الرطبتين الى وجه زوجها وتمتمت بعد ان علمت
انها ترتاح كثيرا الى الوجود بين ذراعيه القويتين , وتمنت لو يبقيان هكذا الى
الأبد:

- انت مختلف ياليتك تظل كما كنت الآن

أمر لا يصدق ! كيف تسر لين لوجودها في أحضان هذا الرجل الذي لا تكف ثانية عن التفكير في كيفية الافلات من يده ؟

لماذا لم تنفر هذه المره من لمساته ؟

لماذا لم تخف من تحمل قبلاته ؟

أضافت والكلمات تسبقها :

- لماذا انت مختلف ؟

بدا رادولف كأنه يقبل بهذه الحقيقة ولكنه لا يقوى على ان يصرح بالسبب لأن هناك
أمر خطير يمنعه من ذلك, لربما كان أمرا يتعلق بالماضي ويمد تأثيره على
المستقبل

- لا أستطيع يا عزيزتي ان اشرح لك الحقيقة

ابتعد عنها وزاد :

- هيا الى النوم ياحلوتي

وقفت لين مشدوهة وهي تشاهد زوجها يتوجه الى المطبخ ليحضر بعض الماء

واستغربت التبدل العميق الذي احدثه تهديدها بالأنتحار في هذا الغجري الغريب

لم تعد تأبه بالألم الذي سببه لها بل انحصر تفكيرها في التوصل الى كنه وكشف
حقيقته








[/align][/cell][/tabletext][/align]
  #10  
قديم 03-14-2015, 10:43 AM
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]







عندما عاد رادولف الى الغرفة أخذ يحدق بلين واقفة بقميص نومها الأحمر ويتأمل
جمالها الصارخ من رأسها حتى اخمص قدميها ,

ولاحظت الزوجة الحائرة العروق في عنقه تنبض بعصبية

يا لتناسق لون عينيه مع لون بشرته ولون شعره !

ان رادولف في الحقيقة ينضح رجولة تجعله حلم كل امرأة بشرط ان تنتفى منه واحدة : كونه غجريا

وعندما انتقلت عينا الغجري الى وجهها حيث ما زالت آثار الصفعات واضحة ,

ظهر عليه الأسف والندم الشديدان على استعماله العنف , تماما كما ندمت لين على
استعمالها الطريقة نفسها في الغابة

اقترب منها وأخذ رأسها بكلتا يديه محاولا الأعتذار لأنه ولا بد مدرك انه اخطأ بصفعها بينما هي لا تشاطره الشعور
ذاته , لأنها لا تزال مصرة في نفسها على انها كانت محقة في استعمال السوط لتدرأ خطر الأعتداء عنها

غفت لين بين ذراعيه ورأسها غارق في صدره الوسيع
تذوق للمرة الولى طعم الراحة في فترة " راحتها " القسرية هذه

وتحس بقلبها خاليا من الحقد والمرارة

أيكون العنف جردها من مشاعرها وأضحت دمية نكرة لاتنفعل ولا تشعر ؟

أم تكون العادة سلبتها طعم الحياة فلم تعد تهتم لما يصيبها ؟

أم هو الأستسلام غلبها وأقنعها بأن المقاومة لن تحقق الا المزيد من العذاب والقساوة من رادولف ؟

الشئ الوحيد الذي تدركه في هذه اللحظة هو الأرتياح لأن كل شئ بسلام او يشبه السلام

وذلك بفضل تفهم رادولف لوضعها ولأكتفائه بطبع قبلة خاطفة على جبينها

أمضى الزوجان الشابان معظم النهار في السياره يتجهان الى حيث تجهل لين

تمتعا بالطقس الجميل ساهمت الشمس الدافئة بأزالة حاجز العداء بين لين وزوجها

كما سرت المرأة لوجودها بعيدة في سيارتها عن أي من مظاهر الحياة الغجرية التي
كرهتها والتي اسقط واقعها المر احلاما شاعرية بنتها لها قصص الأدباء وعمرتها
أخيلة الشعراء

لا تستطيع المرأة الأنكليزيه المعتادة على صخب الحياة ان تحيا هكذا وبدون هدف
كنبته طفيلية تعيش على جهد غيرها

لابد لها من هدف واضح في حياتها تصبو اليه وتعمل على تحقيقه ، فالطريق ان لم يفض الى مكان ليس طريقا

وقطار الحياة ان لم يقصد محطة ما يصير خردة معطلة

هدف لين في الحياة ليس معجزا ,

فكل ما تريده ان يكون لها منزل هادئ تعيش فيه بطمأنينة مع عائلة يسود وشائجها الحب ويجمع أفرادها الحنان

والحياة مع رادولف في عربة قذرة انكسار لحلمها وسحق للطموح

كم كان كونيل مهما بالنسبة اليها وكم أحست بالخيبة لأنها ابتعدت عنه ! كان
حلما خرج من العدم ليخصب أرضا جدباء

فاذا بيد رادولف تمتد لتخنق الحلم وهو في المهد ولترمي بلين في مكان جديد لا تعلم ماذا ينتظرها فيه سوى مزيد من
الوحدة والملل

لكن ما أبقى في نفسها اثرا من امل هو تلميح رادولف الى امكانية العودة الى المخيم نفسه في يوم قد لايكون بعيدا

لاحظت لين الغارقة في المقعد الوثير ان رادولف لا يلاقي أية صعوبة في القيادة

مع ان الغجر لا يحسنون عادة قيادة السيارات مفضلين وسيلتهم القديمة للتنقل : الحصان

انتبه رادولف ان زوجته لم تكف عن مراقبته طوال الطريق فنظر اليها وسأل :

- بماذا تفكرين ؟ اراك شاردة في امر مهم

- في الحقيقة كنت اراقب طريقة قيادتك فأنت سائق ماهر على ما ارى

- العادة كفيلة بتعليم المرء كل شئ

- صحيح لكني اعرف انك معتاد على ركوب الخيل خصوصا وانك قلت مرة انك تستعمل
الجياد لا السيارات

كانت لين تشير بكلامها الى جملة قالها رادولف عندما التقيا للمرة الأولى قرب
سيارتها المعطلة

حاول الغجري ان يتذكر ذلك ثم هز رأسه نافيا

- لابد انك واهمة فأنا لم أقل شيئا من هذا القبيل

- أنسيت ما قلته في لقائنا الاول ؟

- نحن لم نتبادل كلاما يذكر في لقائنا الاول يبدو ان مخيلتك واسعة ياعزيزتي !

انبأها حدسها ان رادولف يتحدث عن اللقاء الثاني عندما اختطفها على اثر ضربة السوط

أثار حنقها عدم اكتراثه الدائم بالحادثة الاولى وتركيزه على الثانية

وكأن لين ارتكبت يومها جريمة لا تغتفر محت آثار فعلته البشعة

بعد ما جرى في الامس تحول رادولف بسرعة من رجل شرس الطباع , عصبي المزاج الى
هادئ لاتثور اعصابه لمجرد سماعه كلمة كما كان يفعل في السابق

تذكرت المرأة ما قاله البارحة خصوصا الجملة التي تمتمها ولم تفهم منها سوى : الجانب الاسوأ مني

لاشك في ان لهذه الكلمات أهمية قصوى لأن الغجري كان صادقا عندما تفوه بها كأنه يدلي باعترافات خطيرة يحاول جاهدا ابقاءها دفينة أعماقه ,

لاعبا دور الرجل الشرير الساخر من القيم

أهو مصاب بانفصام في شخصيته يتصارع فيها الخير والشر بعنف يجعله متلونا من ساعة الى اخرى ؟

أيحاول الجانب الخير الأنتصار على الجانب الشرير والافلات من براثن الغرائز البدائية ؟

ان هذا الصراع ينعكس على لين بشكل دراماتيكي يجعلها رهينة مزاج زوجها المتقلب

ما حدث البارحة يعزز اعتقاد لين

فرادولف هدأ بعد ان انفجر بشدة وطغى عليه جانبه الحسن بعد ان بدا نادما على ما فعله بها

حاول التكفير عن ذنبه بملاطفتها وتطييب خاطرها وعندما أفاق في الصباح نظف الفستان الذي رمته لين
على الارض ثم احضره لها والبسها اياه بكل رقة ونعومة

مراع خضراء على امتداد النظر رافقتهما في تجوالهما " تحرسهما " هضاب واسعة
مغطاة بأشجار خضراء عالية تهمس في اذن السماء الصافية اشعارا والحانا

أوقف رادولف السيارة في مكان أخضر فسيح في منطقة تدعى كيلارني

وسار العروسان الى بقعة منعزلة فيها بحيرة جميلة تقع على سفح جبل عال

كادت الدهشة تعقد لسان لين فأخذت تجيا الطرف في هذه الجنة الرائعة تغرف من
جمالها وبراءتها فيفيض البهاء في نفسها عذوبة وصفاء

- ما اجمل هذا المكان ! كيف تعرفت اليه ؟

أجاب رادولف :

- انا اعرف ايرلندا كلها

شع في عيني المرأة الشابة بريق وارتسمت على شفتيها ابتسامة وأحست بنفسها تسبح في بحر من الأحلام

شعرت بالدفء يغمرها عندما طوقها رادولف بذراعيه

ليته يكرر كلمات الأمس بوضوح لتعرف المزيد عنه ترتاح

- تعالي , علينا الا نضيع المزيد من الوقت !

نظرت اليه بحيرة وقالت :

- قل على الأقل الى اين

- ستعرفين عندما نصل

- لن اعرف شيئا فأنا ضائعة

ضحك رادولف وقال :

- نحن في كيلارني وهذا الجبل يدعى الجبل القرمزي

- لم يفدني شرحك كثيرا

- أيهمك الى هذا الحد الاطلاع على التفاصيل الجغرافية ؟

- في الحقيقة ,لا

عاد رادولف بسرعة الى السيارة وجلب سلة مليئة بالطعام .. وأبلغ زوجته كالعادة
انه سرق السلة ومحتوياتها من احد المتاجر .. لكن المرأة لم تقتنع بكلامه

- انت لم تسرق شيئا !

- اتحاولين تبرئة نفسك من وجودك مع زوج لص لا يعرف الا السرقة وسيلة لكسب
الرزق ؟

اصاب رادولف بسؤاله لأن لين كانت تكره فكرة كونه لصا

أرادته رجلا شريفا يحصل على لقمة عيشه بعرق جبينه

ولكن لماذا تجد نفسها مهتمة بسلوكه ؟

ما الفارق في ان يكون رادولف لصا او رجلا شريفا ما دامت ستهرب منه يوما وتسترجع حريتها الغالية؟





[/align][/cell][/tabletext][/align]
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شفرة دافنشى رواية عالمية اكثرمن رائعة طليااني تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 20 05-15-2023 06:51 PM
مكتملة ~ رواية أسيرا الوهم للكاتبة :: قلب الجبل زهرة الوآدي! روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 26 05-25-2017 03:49 PM
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، مكتملة Wu Yi Fan روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 05-06-2016 02:24 PM
رواية (من أجلك) ~ مكتملة roxan anna روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 38 09-14-2015 06:50 PM
رواية عشقتك من جنوني ~ مكتملة ウシイオ..❆ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 03-03-2015 03:48 AM


الساعة الآن 08:37 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011