عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-27-2015, 09:11 PM
 
شرح التوحيد الموسع الدرس الثاني : الشيخ زيد البحري

لمعرفة ذلك:
هنا :
التوحيد الموسع
كتاب التوحيد
تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم ))
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
www.albahre.com

قلنا إن الباء حرف جر
واسم / اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
فهذا الكلام يعني به النحويون فيتحدثون عن عمل حرف الجر ، أما البلاغيون فيتحدثون عن معنى حرف الجر ، ومن ثم فهذا الحرف ما معناه ؟
فبعض العلماء يقول : إن معناه المصاحبة يعني المعية كما لو قلت : بعت الثوب بنقوشه فالباء هنا للمصاحبة فيكون معنى البسملة بسم الله الرحمن الرحيم مصاحبة لهذا العمل .
وبعض العلماء يقول : إن معنى الباء الاستعانة فيكون المعنى بسم الله الرحمن الرحيم مستعينا بالله جل وعلا على هذا العمل .
وهذا هو الصحيح لأن العبد لا حول له ولا قوة إلا بالله جل وعلا وقد نصر الزمخشري القول الأول لأن الزمخشري كما قال شيخ الإسلام رحمه الله معتزلي قدري وهذا ظاهر في تفسيره ، فهو يقول : " أن الحرف هنا للمصاحبة "
لأن القدرية يقولون كما سيأتي معنا في أحد أبواب هذا الكتاب أثناء الحديث عن أسماء الله عز وجل وصفاته وكذا في باب ما جاء في منكري القدر ، يقولون إن العبد يخلق فعل نفسه فهو يتصرف بمحض إرادته ولا يخلق الله جل وعلا فعل هذا العبد هذا معتقدهم ولو قال إن الباء للاستعانة فسيخرق معتقده
فإذاً فإن الصحيح هاهنا أن الباء للاستعانة
اسم / :
الاسم بوجه عام دون التحديد بأسماء الله عز وجل إنما الاسم في مادته الأصلية مشتق من السمو كما قال بعض العلماء يعني من العلو فالإنسان يعلو ويعرف باسمه .
وقال بعضهم : " مشتق من الوسم وهي العلامة فهذا الاسم علم لهذا الشخص "
ولا تنافي بين هذين القولين :
فهو مشتق من السمو ومن الوسم فهو ينوه عليه باسمه واسمه علامة له والاسم هنا مفرد وأضيف إلى الله لفظ الجلالة والمفرد إذا أضيف إلى الله لفظ الجلالة والمفرد إذا أضيف فإنه يعم بالمراد كل أسماء الله جل وعلا فحينما يبسمل العبد فإنه يستعين بأسماء الله جل وعلا كلها
ولفظ الجلالة الله / :
مأخوذ من التأله وهو التعبد فكل الخلائق تعبده إما عبودية عامة والمراد منها التذلل قال تعالى :{ إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا } وقال تعالى : { وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها } وقال تعالى : { ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها }
وأما عبودية خاصة وهي عبودية المؤمن ، وقد قال ابن القيم رحمه الله : " إن هذا الاسم وهو ( الله ) جامع لجميع أسماء الله جل وعلا الحسنى وصفاته العلا . "
وقال رحمه الله / : " إن صفات الجمال والجلال أخص بها اسم الله فهذا الاسم أخص بها من غيره من الأسماء وصفات الفعل والمشيئة والتدبير ونحو ذلك أخص بها اسم الرب وصفات البر والإحسان والجود واللطف اخص بها اسم الرحمن ويقول رحمه الله في هذا الاسم وهو الله ما قيل في حالة هم إلا فرجة ولا في كربة إلا نفسها ولا تعلق به خائف إلا أمن ولا استشفى به مريض إلا شفي فبه تفرج الهموم وتنفس الكروب وتطلب الحاجات وهذا الاسم لم يعرف أن هناك من تسمى به ولذا قال عز وجل : { هل تعلم له سيما } على أحد وجوه التفسير."
فلم يتسم بهذا الاسم أحد .
وأصل كلمة الله / الإله :
والله مشتق من الإله فحذفت الهمزة التي في الإله فالتقى اللامان فأدغمتا فأصبح الله وإنما قيل مشتق لكي يتضمن صفة لله جل وعلا وهي صفة الألوهية ومعنى الله هو المألوه أي المعبود مع المحبة والتعظيم ، هو المألوه مع المحبة والتعظيم ، بعد كلمة الله الرحمن ثم الرحيم فيكون ذكر اسمي الرحمن الرحيم من باب ذكر الخاص بعد العام .
في مستهل حديثنا قلنا إن لفظ الجلالة [ الله ] جامع لكل أسمائه جل وعلا الحسنى وصفاته العلا
[ والرحمن الرحيم ] لا شك أنهما داخلان في لفظ الجلالة الله لكن ذكرا من باب ذكر الخاص بعد العام وهذا ما يسمى عند البلاغيين بالإطناب للتنويه بشأن هذين الاسمين .
ولعل- والله أعلم - أن ذكر هذين الاسمين دون غيرهما مع أن أسماءه جل وعلا كلها حسنى بلغت الغاية في الحسن والكمال والجمال لأنه عز وجل قضى وقضائه نافذ بان رحمته سبقت غضبه وأنه عز وجل يجب أن يرحم عباده .
ولذا كما قال عليه الصلاة والسلام : (( خلق الله مائة رحمه فجعل جزءا واحدا في الأرض فمن هذا الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه فإذا كان يوم القيامة كمل جل وعلا الرحمة بهذه الرحمة ) )
ولذا النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات رأى امرأة ملهوفة يكاد أن يطير قلبها فإذا بها تبحث في السبايا فرأت طفلا لها فأخذته وضمته إلى صدرها فقال عليه الصلاة والسلام : (( أتظنون أن هذه طارحة ولدها في النار ؟ قال الصحابة : " لا يا رسول الله كيف وهي بهذه الحال كاد أن يطير عقلها ؟ " فقال عليه الصلاة والسلام : (( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ))
ولذا في غالب ما يذكر من أسمائه جل وعلا في معرض الحديث عن يوم القيامة يذكر اسم الرحمن
قال تعالى : { رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا }
وقال تعالى :{ الملك يومئذ الحق للرحمن }
وقال تعالى :{ وخشعت الأصوات للرحمن }
فلعل هذا هو السبب في ذكر هذين الاسمين ، ولا شك أن هناك فوائد ولكن كما قال تعالى : { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }
قال : الرحمن الرحيم
لو قال قائل : لماذا لم يقل بسم الله الرحمن أو بسم الله الرحيم ؟
فيقال إنما ذكر أكثر من اسم لأسباب من بينها :
وهي قاعدة في باب الأسماء والصفات : [ أنه في مقام إثبات أسماء الله جل وعلا وصفاته يكون التفصيل وفي مقام نفي أسماء عن الله جل وعلا يكون الإجمال ]
ففي الإثبات التفصيل ، وفي النفي الإجمال
لأن هذا هو المدح وهو الكمال ولا تخرج عن هذه القاعدة إلا لاعتبارات أخرى لا أريد أن استبق الحديث عنها فإذا وصلنا إلى باب الأسماء والصفات فاستفيض في الحديث عنها إن شاء الله تعالى ففي مقام الإثبات يكون التفصيل .
ولذا في آخر سورة الحشر قال تعالى : { هو الله الذي لا إله إلا هو علام الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون }
هذا تفصيل للأسماء لأن فيه مدحا وكمالا
فلو أتيت إلى ملك من ملوك الدنيا ولله المثل الأعلى فقلت له : أنت كريم أنت شجاع أنت معطاء أنت حليم أنت صبور فيكون هذا مدحا ولهذا فصل
أما في النفي فيكون الإجمال
ولذا قال تعالى : { ولم يكن له كفوا أحد }
وقال تعالى : { ليس كمثله شيء }
لأن إجمال النفي مدح لكن لو فصلت لأصبح ذمنا فلو أتيت لملك من ملوك الدنيا وقلت له : لست بكناس ولا فراش ولا زبال فيكون ذلك ذمنا لا مدحا
الأمر الثاني :
هل اسم الرحمن يؤكده اسم الرحيم ، فيكون هذا من باب التكرار ، أو أن لكل اسم معنى يختلف عن المعنى الذي في الاسم الآخر ؟
فإذا قلنا إن الرحيم هو نفس الرحمن فإن كان نفس المعنى فهو توكيد وإن لم يكن فهو تأسيس ومعنى تأسيس أن في هذا الاسم معنى غير المعنى الذي في الاسم الآخر أما إذا قلنا توكيدا فالمعنى الذي في هذا الاسم هو المعنى الذي في هذا الاسم والصحيح أنه ليس توكيدا وإنما هو تأسيس والدليل هو:
1- أن هناك قاعدة أصولية لغوية وهي [ أن اللفظ إذا دار بين التأسيس والتأكيد فحمله على التأسيس أولى إلا بدليل يدل على التوكيد ] وذلك لن التوكيد ليس فيه زيادة معنى أما التأسيس ففيه زيادة معنى فلهذا يختلف المعنيان هنا
2- أن القاعدة في اللغة العربية تقول [ إن اختلاف المبنى يدل على اختلاف المعنى ]
فـ " الرحمن "على وزن فعلان
و الرحيم على وزن فعيل
فهل فعلان بنيته نفس بنية فعيل ؟
الجواب / لا ، ومن ثم يختلف المعنى .
إذاً اسم الرحيم ليس مؤكدا لاسم الرحمن ، فللرحمن معنى وللرحيم معنى ،
فيقول بعض العلماء : إن الرحمن يدل على الصفة العامة ،
ولتعلم أن صفات الله عز وجل يكون إثباتها بثلاث طرق وهي :
أولا : أن يصرح بها في النصوص الشرعية كقوله تعالى : { وربك الغفور ذو الرحمة }
فهذا نص صريح على أن الرحمة صفة من صفات الله جل وعلا
الثاني : عن طريق الفعل ، فإذا ذكر الله جل وعلا أو ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم فعلا لله جل وعلا فنشتق منه صفة
الأمثلة من القرآن : قوله تعالى: { وجاء ربك } تثبت صفة المجيء
قوله تعالى : { إذ قال ربك } تثبت صفة القول ،
والأمثلة من السنة :
قوله صلى الله عليه وسلم : (( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا )) تثبت صفة النزول
الثالث : تشتق الصفة من الاسم
فـ " الرحمن " - صفة الرحمة
و " الغفور " - صفى المغفرة
و " السميع " - صفة السمع
فقول بعض العلماء : " أن الرحمن يدل على الصفة العامة أي إن الرحمة التي في الرحمن هي صفة الرحمة العامة لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم فهو يرحم جل وعلا الكفار فهو يرزقهم ويشفيهم ويعطيهم في هذه الدنيا فرحمته جل وعلا للخلق كلهم من الإنس والجن والدواب والحشرات وهذه هي صفة الرحمة العامة التي تضمنها اسم الرحمن ."
أما الصفة التي في الرحيم فهي الصفة الخاصة بالمؤمنين قال تعالى : { وكان بالمؤمنين رحيما } ولم يقل : وكان رحمن بهم ،
وبعض العلماء يقول : " إن اسم الرحمن دل على الصفة من غير أن نقسم لا صفة رحمة عامة ولا صفة رحمة خاصة "
فيقول : " إن الرحمن يدل على صفة الرحمة ، والرحيم يدل على فعله جل وعلا بالمرحوم "
ولذا يعبر البعض عن القول الأول فيقول : الرحمن تضمن صفة الرحمة الواسعة والرحيم تضمن صفة الرحمة الواصلة
والصحيح :
أنه لا تعارض بين هذين القولين فهو جل وعلا له صفة الرحمة والخاصة وهو جل وعلا يرحم جميع خلقه في الدنيا ويرحم المؤمنين في الآخرة فلا تعارض بين هذين القولين ، ويميل بن القيم إلى القول الثاني فيكون متصفا بالرحمة ويرحم ولذا قال كما أسلفنا لم يأت ( رحمن بهم ) وقوله قوي وذلك لأن الله عز وجل قال في حق المؤمنين :{ وكان بالمؤمنين رحيما }
وقال في عموم الناس : { إن الله بالناس رؤوف رحيم } ولم يقل : إن الله بالناس رحمن بهم ،
واسم الله جل وعلا : (( الرحمن )) هو من الأسماء التي لم يتسم بها أحد من قبل ولذا قال بهذا بعض المفسرين في قوله تعالى : { هل تعلم له سميا } ولم يعرف أحد تسمى به فيما بعد سوى مسيلمة الكذاب ولما تسم به عاقبه الله جل وعلا في الدنيا قبل الآخرة فألصق الله به وصفا لا يكاد ينفك عنه إذا ذكر فإذا قلنا مسيلمة نجد أن اللسان يجري بوصفه بأنه الكذاب وليس مسيلمة الكاذب فالكاذب على وزن فاعل وإنما الكذاب على وزن فعال وهذه صيغة مبالغة لكثرة كذبه فقد بلغ ركنا من أركان الكذب
والبسملة :
قال بعض العلماء بناء على أثر لا يدرى ما صحته من ضعفه قال به بعض المفسرين قال إن البسمة مسلحة من ملائكة النار ، يعني سلاح يقي من ملائكة النار ، ولا دليل على ذلك وهم قالوا قولهم هذا بناء على أن البسملة تتكون من تسعة عشر حرفا وعدد خزنة أهل النار كما ذكر عز وجل في سورة المدثر: { عليها تسعة عشر } فكل حرف يقابل ملكا .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخ زيد البحري آيات تدل على فطرة الله تعالى لخلقه على التوحيد آدم مجدي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 01-27-2015 09:07 PM
الشيخ زيد البحري دعاء من الشيخ زيد البحري للشعب السعودي وولاة أمره: الشيخ زيد البحري آدم مجدي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 01-23-2015 11:18 PM
القواعد الأربع الدرس الثالث : الشيخ زيد البحري آدم مجدي نور الإسلام - 1 11-26-2013 07:41 PM
القواعد الأربع الدرس الثاني : الشيخ زيد البحري آدم مجدي نور الإسلام - 0 11-24-2013 04:50 PM
القواعد الأربع الدرس الأول : الشيخ زيد البحري آدم مجدي نور الإسلام - 0 11-24-2013 04:49 PM


الساعة الآن 10:33 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011