عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree3102Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #516  
قديم 01-12-2015, 10:50 PM
 
الاخ الي فوقي
ماشاء الله تلخيص مئة صفحة وشي
يب لما وااحد يقول تصنيف اكشن م يعني م رح يكون ممكن فيه دراما ،،كوميدي ،،تراديجي لا ادري ._."
الاخ شرحت بشكل مفصل جميل حقا
عااا اهم شيء لحقت معنا للنقاش
الخيااال العلمي بعد م شفته ز2
والتااريخي مكانت لي عنده فكره في تصنيف كذا
__________________
لست هنا
رد مع اقتباس
  #517  
قديم 01-12-2015, 10:53 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشبح الأسود للقتل الصامت مشاهدة المشاركة
بالضبط
أوك رح نفتح موضوع للمساعدة بس برأيي
يشترك الأشخاص الي فيهم يعطوا دروس وعندهم قوة معلومات مع اشخاص مبتدئين ند لند
يعني مثلاً أسطورة تستلم مبتدأ ضد سنفورة مع عضو مبتدأ
لمدة شهر وبعدها نشوف التطور ومين كان معلم أفضل

فكرة أكثر من رائعة
و على سبيل الإقتراحات في البداية يتم إختيار موضوع مشترك يقوم كلى الفريقين
بتأليف رواية بخصوصه و لكن الفرق في البداية تكون فقط متكونة من مبتدئين
و يتم عرض رواية كل واحد منهم و لكن لا يتم الحكم عليها.و بعدها يتولى شخص
من المبدعين في القسم بمراقبة عمل عضو منهم و معلم آخر يراقب عمل رواية
الشخص الآخر و يتم بينهم حوارات عن نقاط القوة و نقاط الضعف في الرواية
الأولى و توجيهات بسيطة من المعلم للمبتدئ دون التدخل في أسلوب المبتدئ يعني
المعلم يوجه من معه في الفريق لا غير و أكيد المعلمين بيعرفوا شو راح يعملوا
يعني في البداية مثلا نسبة توافق الرواية مع الموضوع الذي تم إقتارحه و تتم
بعض التعديلات إن كانت ضرورية بعدها اللغة و المفردات يعني محاولة الرقي
و التوسع في المفردات المستعملة من أجل إثراء الرواية بعدها التسلسل و ربط
الأفكار يعني توجيهات من قبل المعلم تكون مهتمة بأدق التفاصيل و معلمي
القسم أدرى بالأمر.أنا لم أواصل في فكرة إشتراك المبتدئ و المعلم في تأليف
الرواية و ركزت على التوجيهات لأنه هكذا سيكون أفظل لأن الفائدة الكبرى
ستعود على المبتدئ من خلال التوجيهات و الملاحضات الممنوحة له و حتى
المعلم ستعود عليه الفائدة من خلال مثلا أنه من أجل الوصول إلى أفظل ما يمكن
الوصول إليه مع زميله في الفريق سيدقق في أدق التفاصيل و بذلك يمكن له هو
أن يرى تفاصيل لم ينتبه لها أبدا في روايته و بعدها يصبح هو أيضا يعمل بها.

+

فكرة أخرى :
طرح مسابقة للمبتدئين تكون من أجل تأليف رواية أو قصة قصيرة تكون
مضبوطة بشروط عامة كالفكرة أو الشخصيات أو التصنيف و أفظل عمل
يعني الفائز تكون جائزته إنه عمله تتم إحاطته من قبل أحد معلمي القسم
و تتاح له الفرصة لإعادة ترتيب عمله مع محترف في مجال الكتابة.
رد مع اقتباس
  #518  
قديم 01-12-2015, 11:14 PM
 
التاريخي يعتمد على اقتباس شخصيات او حتى احداث تاريخية مع وضع اللمسة الخاصة
بالضبط مثلما ذكر وسام انمي fate zero مقتبس فيه العديد من الشخصيات التاريخية
__________________
_
رد مع اقتباس
  #519  
قديم 01-12-2015, 11:22 PM
 
يب هم اقتبسو بس عرفو كيف
فكرة يكون في معلمين وكذا جميله
اتمنى اكون متواجده لاشوفكم بالجوار
اخذ ارليت و اسطوره معلمين >>> م اعرف غيرهم عااا
__________________
لست هنا
رد مع اقتباس
  #520  
قديم 01-13-2015, 11:28 AM
 
أعود وأقول..
لا علاقة للتصنيفات بالفشل الروائي بالقسم،
الكاتب الحقيقي سينجح في أي تصنيف يختار الكتابة فيه وسيبدع..

أنا مثلا بدأت كاتبة خيال،
ولايزال تصنيفي المفضل، لكنني استطيع الخوض بأي تصنيف اليوم..
يتعلق الامر بقدر ثقافة الكاتب واطلاعه ودقة اسلوبه الروائي




[cc=دراما]
[/cc]
[cc=دراما]
أتراك تصدقني و تعذرني إن علمت بالحقيقة ؟!
لم أشأ أبدا أن أسلك دربا كالذي سلكته معك ...
و اليوم في نهاية هذا الدرب .. نهايتي و نهايتك ... يقابلني مفترق طرق يكاد يمزقني !
أيكون ذنبا آخر .. إيلامك بالحقيقة في أشد لحظاتك ضعفا ؟!
أم يكون استمرارا للخيانة .. تركك غافلا و الحقيقة مخفية عنك و عن الجميع ؟!


تنظر إلي الآن بوجه شاحب أبيض كملاك محتضر ..
و تبتسم لي بوهن حين أناديك باسمك باكية ...
ترفع يدك المغروس في ظهرها إبرة المغذي ، و رغم مشقة الأمر عليك .. تداعب وجنتي برقة و أنت تمسح دموعي بإبهامك ..

و حين تقابل عيني عينيك التين تبرقان حبا و حزنا لأجلي ، يتفتت قلبي ألف قطعة ... و أعلم أني لا أستحقك !
لا استحق حبك و عطفك فهما ليسا لي !

و مع ذلك .. و رغم أنه ليس من حقي ،
إلا أني أحبك ... لو تعلم كم أحبك ... و كم أحببتك منذ اللحظة التي رأيتك فيها أول مرة قبل سنوات !

أتذكر ذلك اليوم ؟!
و كيف لك ألا تذكر الطفلة الباكية ذات الظفيرتين السوداوين ، تلك التي أشفقت على ضياعها فساعدتها على العودة لبيتها ، فقط لتلقى قنبلة تنتظرك هناك ...

كنت قد دعوتني بالصغيرة الجميلة في ذلك اليوم ، لكنك أنت من كنت جميلا و عيناك الطيبتان الخضراوان يرتسم تحتهما خطان كلما تبتسم !

أذكر أن الشمس غابت فذعرت و بكيت من جديد .. لكنك خففت عني تماما كما تفعل الآن ،
و أمطرت السماء فخبأتني تحت معطفك ... و منذ لحظتها و أنا معك في أمان جم ..

كنت قد شعرت معك و كأني لطالما عرفتك ، و كأنك لطالما كنت معي ...

لكنك ... حين التقيت والدتي تلك الليلة شحب وجهك بشدة ، كنت مصدوما ...
و لم تكن أمي أقل صدمة منك ... وحدي شعرت بالحيرة عندما تعلق ناظراك بي ... و بدوت متألما و سعيدا في ذات الوقت ، كأنك غير راغب في التصديق ،
حاولت أن تسأل أمي دون أن تتحول عيناك عني :
‏_هل هي ... هل هي ...

لكنك لم تستطع ، و هي لم تجبك ، بل ‏سحبتني بعيدا عنك و طالبتك صاخبة بالرحيل ..

عرفت منها لاحقا قصة زواجها بك ، ثم هربها منك ..
مازلت لا أفهم كيف لم تنسجما ؟! لماذا قد يهرب شخص ما منك و أنت المهرب .. بل كل الأمان ؟!

فهمت بعدها عما كنت تسأل يومها و تمنيت لو أني ابنتك حقا !
أردتك أبا لي .. إلى الحد الذي جعلني أبحث عنك و أجدك بعد وفاة أمي ..

أخبرتك أنك أبي ... فصدقتني و احتضنتني تحت جناحك ،
عشت سنوات على هذه الكذبة كما جعلتك تعيشها أنت أيضا ...
و في كل يوم كانت كذبتي تتعمق و تكبر فارسم لها الأدلة و البراهين !

أنا لست ابنتك ... أحببتك بأكثر مما قد تحب الابنة أباها ... لكني لست ابنتك !
فهل تسامحني ؟!!
لم أرغب في توديعك بكذبة .. فهل ستكرهني ؟!


لماذا لا أراك متفاجئا ؟!
لماذا تبتسم لي و قد عرفت أني لا استحق ابتسامتك بعد الآن ؟!

تظلل عينيك الحبيبتين غشاوة من الدموع ... و أنت تقول لي :
‏_لقد تبعت قلبك بنيتي ... سأبقى شاكرا لك إلى الأبد على ذلك ... لكن ثمة ... ثمة أمر آخر .. لا تعلمينه ..

بدأت تسعل بعنف و تخبطت أجهزة المراقبة المعلقة بجسدك المريض تولول منذرة في أنحاء الغرفة ،
فتركت مقعدي و جثوت بجوار رأسك لأمسك يدك التي تشد بقوة على يدي ...
لم تكن يدك دافئة كما العادة .. و انزلقت دمعة على جانب وجهك بينما تغمض عينيك و تتنفس بعنف ...
تمنيت بكل ما لدي من قوة لو أملك سبيلا لإنقاذك ...

‏_أبي ...

لم أستطع أن أناديك بغيرها ، لكنك استجبت لي تفتح عينيك ببطء ... و كأن ندائي لك بتلك الكلمة هو كل الصواب !

‏_أصغي إلي كاترين ... أمك ... أمك لم تكن صادقة معك ... هي .. لم تتزوج مجددا .. و أنت .. أنت .. ابنتي ...

همست كلماتك القلائل بشق الأنفس ... لكني فهمت من بينها .. كل شيء ..
كل الحقيقة ..

[/cc]





[cc=رعب]
حدقت أمامها بعيون تكاد تبتلع ملامحها اتساعا ،
شاحبة الوجه و باردة الأطراف ، ترتعش بشدة ..
لقد قضي عليه حتما ... قضي عليه !
رفيقها الوحيد و مؤنسها في هذه الرحلة التي استحالت كابوسا .. ليس الرجل الأفضل فلم يكن يعجبها بعجرفته و ميله للتسلط .. لكنها لا تستطيع أن تتقبل ملاقاته لمصير كذاك ... هو رجل شديد الطموح لا يستحق هذا .. لا أحد يستحق هذا !

أطبقت جفنيها بقوة حال أن رأت تلك المخلوقات المروعة تنقض على جسده بأعداد لا حصر لها ،
انتفضت دون توقف و جسدها يتأرجح للأمام و الخلف في مخبئها الصغير هذا و الخفي عن الأنظار ...
كان شقا في الجبل بالكاد استطاع جسمها العبور منه لتجده جحرا لا مخرج آخر له ، فتكون بذلك عالقة .. تشهد من خلال شجيرات و نباتات هذه الأدغال نهاية رئيسها ..
على يد المخلوقات التي سعى لمعرفتها طوال حياته !

وثبت من جلستها بغتة و اصطدم رأسها بالسقف الحجري المنخفض بينما تكمم بيدها صرخة جزع هزت كيانها ،
كادت تفلت منها فتدوي في المكان منافسة لدوي صرخات الرجل المحملة بجميع مفاهيم العذاب ... كانت تصلها مصحوبة بأصوات فظيعة لتمزق لحم .. و دك و سحق عظام ،
يأكلونه حيا .. يأكلونه حيا يا الله ...
توسلت بكل عزيز أن تنجو من هذا الكابوس ، وهي تلتصق بالجدار الصخري أبعد ما تستطيع عن الفتحة و الأصوات مازالت تصلها بوضوح ،
استمر جسدها يرتجف حتى أوشكت أن تصاب بإنهيار عصبي .. و عيناها مازلتا مطبقتين برجاء يائس للنجاة ...
لكن ذلك لم يمنع الصورة التي ارتسمت في رأسها .. لتلك المخلوقات المروعة البعيدة كل البعد عن أي حيوان معروف ..
ست قوائم و جذوع وبرية حشرية الشكل أكبر من حجم الإنسان مرتين و أسرع منه أربعا ..
ثم فكين ضخمين واسعي الإنفراج .. فوق عيون سفلية شبكية كأنها أعين نحل !!

تغرز قوائمها الست في الجسد البشري .. تمزقها و تشرع في التهامه دون أن تنتظر سكون ارتعاشة الموت في فريستها ،
صورة ... منحت كلمة "رعب" أبعادا و معاني جديدة ...


فجأة أجفلتها ضوضاء قريبة بشدة هوى معها قلبها المسكين بين قدميها منكمشا ،
فتحت عينيها باتساع .. و ما إن أبصرت سبب الضوضاء حتى نسيت التحفظ على صرخات ذعرها ،
فأمام فتحة الكهف الصغير الذي اختبأت فيه .. امتدت قوائم المخلوق الأكثر فتكا و رعبا ..
تلامس قدميها و ساقيها .. تحاول الوصول إليها ..

لم يكن هناك مفر .. الآن و قد وجدتها .. مصير مشابه كان في إنتظارها حتما ...

[/cc]






[cc=خيال]انتصفت الشمس في كبد السماء ، ساطعة ، ملتهبة ، و ما من أثر لأي غيمة قد يستظل بها لتخفف عنه شيئا مما يعانيه ..

الجمهور الذي يكاد يموت حماسا في هذه اللحظات لم يكن ليشكو الحر بينما هو قابع في المدرجات المظللة برفاهية ، و المحيطة على نحو دائري بالساحة المكشوفة المخصصة للقتال ..
حيث يقف و خصمه !

الجماهير الغفيرة تابعوا بحماس منقطع النظير آخر مبارزات القوى .. القتال النهائي لأجل المجد .. و الذي كان هذا العام مفاجأة !
مفاجأة تمثلت في مشاركة الشاب "النكرة" الذي لم ينتمي إلى أي سلالة معروفة ذات دم نقي في النزالات التي تقام مرة كل خمس أعوام ،
الفتى بالملابس البسيطة الغير مناسبة للقتال ... كان ابن فلاح من "السنويسين" و مع ذلك وجدت لديه قوى سمحت له بالمشاركة و مكنته من الصمود حتى اللحظة !
ما كان أي شيء قابل للتكهن بعد هذا ..


رفع "تيراز" رأسه يلهث تعبا .. مضيقا عينيه الزرقاوين نحو مدرجات الجمهور المشتعلة صخبا ..
لتبدو له هيئة الملك جالسا بوقار في قبته الفاخرة.

إنه النزال النهائي ..
لقد وصل إلى النزال النهائي في "تحدي العظماء" ،
يقاتل مواجها قائد قوات الجيش الملكي و عليه يتوجب أن يشعر بالفخر !

تمنى لو أن والدته هنا لتشهد ذلك ،
لترى كيف أنه هو أحد "
السنويسين" قد نجح فيما عجز عنه عشرات الرجال من ذوي "الدم النقي" ،
لو أنها تراه الآن فقط ... ما كانت لتلومه على عصيانه لها و زجه بنفسه في هذا الصراع وهو معدوم الخبرة ..
ما كانت لتودعه بدمعة صامتة .. من خلف الحاجز الزجاجي الذي لا يسمح لأي "
سنويسين" بتجاوزه !
ما كانت لتطأطئ رأسها بذل يترافق و وضع أمثالهما في المملكة ،
بل كانت لتنصب قامتها فخرا .. فابنها .. سيأتي لها بالمجد !
بما سيكفل لها العيش بإحترام ما تبقى من الدهر.


الألم الذي ترافق و الدماء التي سالت من جانب رأسه المصاب لتغطي عينه اليسرى و تقطر على الأرض .. أرجعاه مرغما إلى الواقع ،
نظر إلى الرجل الأربعيني الماثل أمامه بجبروت .. و قست ملامحه المنهكة !

يعلم أن الانتصار على القائد "روفيو" يتطلب أكثر من موهبة فطرية في تسيير القوى ،
فالرجل كان صلبا كالجلمود ، ذا خبرة و حنكة لا يستهان بهما !

و في تلك اللحظة بالذات ..
تقهقر تيراز بوثبته إلى الوراء محاولا تفادي البرق الأسود الذي أطلقه روفيو من يده بإتجاهه !
لكنه تحرك متأخرا بجزء من الثانية ..

دخان داكن كثيف تصاعد من البقعة التي كان واقفا عليها و غطى كل شيء للحظات !
توسعت العيون حال أن انقشع الدخان لتذهل بمشهد الفتى الملقى أرضا بغير حراك ..
لقد أصيب الشاب المعجزة و ها هو يغرق بدماءه ، في إثبات متجدد على قوة روفيو الذي لا يقهر !

لكن أيا من العيون المتسعة التي كانت ترقب نتيجة مغايرة بأمل غريب ، -و لدهشتهم- لم تعكس فرحة أو سخرية بهذا النصر كما كان من المفترض !
لقد كانوا يتعاطفون بشكل مفاجئ مع الفتى المنبوذ .. و يتمنون له أفضل من هذا !
سلالة الدم النقي .. تشجع اليوم من هو أحقر من التواجد بينهم .. كانت لحظة يسجلها التاريخ !!



أغمض الملك الأشيب عينيه بخيبة أمل ،
الرجل الستيني الحكيم انتظر ما لم يتحقق .. هل فعلا كان هذا كل ما لدى الفتى الغريب ؟!
لماذا يشعر بانكسار و كأن خسارة الشاب تعنيه شخصيا ؟!


ضجيج الجماهير الذي ارتفع فجأة جعله يعاود فتح عينيه ،
لتقعا على ما كان صدمة حتى رغم جميع توقعاته ..

تيراز كان يقف متحاملا على نفسه ،
جسده كله يومض كشمس صغيرة ..
و النور الذي كان تكوين سلاحه العصا .. بات يلفه الآن بالكامل ..
أطلق صيحة شحذ بها كل طاقته .. و وسط صدمة و انبهار الجميع بمن فيهم روفيو الجامد ،
تمزق قميصه المدمى من الظهر ليمتد له جناحان أبيضان ضخمان !!

رفرف بهما مرتفعا عن الأرض .. و كأنه لطالما امتلكهما ،
دار حول روفيو برشاقة مشكلا حلقة ضوء ذهبي حوله .. امتص بها كل ما لدى الرجل من طاقة ،
فخر الأخير على ركبته يلهث ..
لم تمضي لحظات حتى كان روفيو يرفع يده بحركة استسلام .. فلم يملك خيارا !

دوى البوق معلنا نهاية النزال ..
ليضحك الشاب المضيء وهو يتوقف سابحا في الهواء بفضل أجنحته البيضاء ..



ضحكته كانت منذهلة مرتبكة .. و كأنه يجد صعوبة في استيعاب حقيقة النصر ،
المجد له الآن ..
لن يعود تيراز نكرة
السنويسين بعد اليوم !

أرتفع في السماء أكثر لتصبح ضحكاته أكثر اتزانا و غبطة ..
بينما الملك ينهض واقفا و عيونه الزرقاء تهتز بعدم تصديق و هو يتتبعه ببصره ،
هيئة ابنه التي ارتسمت له بوضوح في مظهر الفتى الذي حلق بسرور وسط هتافات و تشجيع الجمهور ..
ذاك كان حل لغز الفتى ذي الطاقة الملكية ... و تحددت به هويته أخيرا
[/cc]





‎‏‎
[cc=خيال٢]تكثف الضباب كستار طمس معالم المنطقة المتفردة بوحشتها ..
و مع امتداد الظلمة .. راح الهواء البارد يداعب أغصان الأشجار الباسقة المتشابكة ،
لتعزف بحفيفها أنغاما كئيبة ... إذا انصبت في أذني واعي لاقشعر بدنه خوفا !

وحده كان جالسا في مواجهة الغابة الكثيفة مديرا ظهره لمدخل القرية الصغيرة الآمنة بحراسته ،
على الأرض العشبية اسند إحدى ركبتيه مرخيا ذراعه فوق الأخرى بجلسة مهيبة كما هي ذاته.
مكث طوال الليل .. متيقض الذهن لأدنى حركة ، متأهب الحواس لمواجهة أي عدو ... لكن ما من أحد و ما من صوت عدا حفيف الأشجار و غناء حشرات الليل ..


وسط تلك الوحشة العصية الاحتمال على أي آدمي ... تسلل إليه تساؤل عن أسباب هذا الإخلاص الذي يحمي به من لو واتتهم الفرصة لزهدوا بحياته بغير ثمن !!
هذا التفاني يبذله دوما ليقابل بالتنكر و الجفاء ،
لم يرق له إتجاه أفكاره فعبس ينفضها عنه سريعا.

نهض واقفا ما إن تراقص الضوء الشحيح للشروق متسربا من بين الأشجار البادية بحركتها المتمايلة في الضباب كالأشباح ،
انتزع سيفه الذي كان قد غرس نصله في الأرض أمامه ،
و تأمله بتفحص لثوان .. كان سلاحه قد اهترأ و تلك علامة سيئة بغض النظر عن قدرته على القتال بدونه !

تنهد وهو يعيد السيف إلى غمده المربوط بإحكام خلف ظهره ، و راح يفرك كفيه عل ذلك يبعث فيه شيئا من الدفء.


سار مغادرا بقعة حراسته فما إن تشرق الشمس حتى تنتهي ساعات مناوبته ،
توقف حين وصل إلى جرف مرتفع يطل على البحر ، و بدت له القرية ببيوتها الصغيرة الحميمية التقارب من بعيد ،
و بشيء من التساهل لا يتحلى به عادة ... بقي واقفا مكانه يتأمل البحر.

راقب أولى خيوط الضوء تسطع رويدا .. تجاهد لإختراق الظلام ،
كان سهلا عليه تجاهل البرد وهو يتأمل ذلك القرص المتوهج الذي راح يرتفع ناشرا دفئا من حوله ...

سؤال ملح .. فضول يتأجج لديه كلما وقف هنا يتأمل البحر الممتد إلى ما لا نهاية ،
ماذا يوجد هناك ؟!
ماذا يوجد في الجانب الآخر .. في "العالم المحرم" كما يسميه الحكيم ؟!
ما السوء فيه ؟!
ما الذي جعله محرما ؟!

لا إجابات لتلك الأسئلة ... على الأجيال الجديدة أن تتعايش مع هذا الواقع محترمين حكم أجدادهم و تقديرهم !
لكن التعايش مع الاحاسيس التي تنبئه أنه ينتمي إلى هناك ... إلى العالم الغريب بصفته شيئا مجهول التصنيف للآخرين ما كان أمرا يقدر عليه أبدا !!



‏_"وايت" .. أنت هنا إذا.

انتشلته العبارة من أفكاره ، ما كان بحاجة للإلتفات ليعرف أن صاحب الصوت هو "لانت" أقرب شخص إلى مسمى صديق بالنسبة له !

‏_لقد تأخرت !

اتهمه وايت مشيرا برأسه ناحية الشمس التي أصبح ضياؤها أشد بعد ارتفاعها عن خط الأفق ،
فهز كتفيه بلامبالاة يجيبه :
‏_ليس بالزمن الكثير .. يكفي اني استيقظت باكرا !

فكر وايت أن الحياة سهلة حتما إذا كان المرء ك.لانت !
نظر إلى وجهه الذي يعلوه مسحة من قلة نضج ، أو انعدام هموم ليس واثقا ،
و أهم صفة في نظره ... جلد أزرق شاحب و شعر داكن مثل الجميع ، دليل الانتماء إلى "الغوبلن" الذي يفتقر هو إليه !
لم يكن اختياره أن يولد بهذه البشرة العجيبة .. الشبيهة بالجزء الداخلي لثمرة ، و شعر شاحب الصفرة ليكتمل تفرده الغريب بعيون ملونة .. خضراء تبث الرعب في من حوله !
و الواقع أن هيئته كلها كانت مثار رعب .. هو "الشيطان الأبيض" الوحيد وسط زرقة "الغوبلن" الداكنة !
كائن عجيب المنظر ..
[/cc]





[cc=رومانس]حصل في إحدى ليالي الشتاء القارصة البرودة ، عندما كانت أوليفيا مرمية أرضا وسط ساحة المعقل الحربي المغطاة بالثلوج ، بعيدا عن كل مظاهر التحضر فقط بين الجبال الشامخة و الغابات الموحشة ...
و أكبر الجنود القساة يمسك سوطا طويلا في يده ، و كلما حاولت النهوض على قدميها يلسعها ضربا بثيابها الرقيقة المبتلة في البرد. و في كل مرة كانت هي تفاجئه بعنادها رافضة أن تبقى راكعة على الأرض أمام مزبلة الرجال أولائك ، فتنهض على قدميها بصعوبة متزايدة و كأنها تتحداه !
كان يمكن أن يؤدي بها الأمر إلى الموت و ضرباته تسقطها في كل مرة ،
لولا أنها سمعت فجأة صراخا حادا بقائد الحرس أن يتوقف عن ضربها !
نظرت لمصدر الصوت من بين دمائها فوجدت رافييل يركض إليها بغضب هستيري ، لكنه قبل أن يصل إليها منعه مجموعة من الرجال الأشداء الذين كانوا يحيطون بها مشكلين حلقة واسعة حولها !
صرخ فيهم رافييل و حاول التخلص منهم و هو يرى الثلج من تحتها تحول إلى سجادة حمراء من دمائها ، و صرخ بجلادها :
_أنت تضرب الأميرة الوحيدة المتبقية من حلفاء عائلتي الملكية !!

‏نظر إليه قائد الحرس بدون أن يرف له جفن وهو يجيبه :
_إنها أوامر جلالة الملك بنفسه يا سمو الأمير ، إن خالفت الفتاة الأوامر تستحق العقاب الشديد و هذا لمصلحتها الشخصية طبعا.

و اقرن قائد الحرس كلماته بالفعل رافعا سوطه عاليا بنية ضربها من جديد ،
فوجه رافييل ضربة قوية بمرفقه إلى أحد الرجال الذين يمسكون به ،
فاجأتهم خطوته تلك فتركوا ذراعيه في لحظة اضطراب ، مما جعله يسرع إليها و يركع أرضا يضمها إليه ،
و يتلقى عنها جلدة القائد الذي لم يستدرك نفسه و يوقف سوطه !!
كتم رافييل صيحة ألمه وهو يزيد من ضم أوليفيا إليه ،
بينما أصاب الخرس كل الحراس و الجنود فظلت أفواههم مفتوحة و هم ينقلون بصرهم من الجلاد لظهر الأمير الفتي ، و قد تمزق قميصه بخط رفيع سال منه الدم بسبب السوط اللاسع !
لحظات قليلة و استجمع رافييل قواه و نهض ، و عندما أراد حمل أوليفيا رفضت وهي تنظر إليه هامسة بصوت متحشرج :
_مازلت قادرة على الوقوف.

و لكنه مع ذلك لم يتركها بل ساعدها على الوقوف بلطف.
‏أسرع إليهما قائد الحرس و توقف أمام رافييل يقول :
_اعتذاراتي يا سمو الأمير على خطئي وحدها غير كافية ، ألحق بي العقاب الذي تريد !

منحه رافييل نظرة نارية قبل أن يلتفت إلى أوليفيا قائلا :
_عقابك سيأجل حتى يكون جلالة الملك حاضرا هنا !

أحاطها بذراعه وهو يأخذها معه بعيدا عن ذلك الجمع المتوحش ، و صعد معها إلى غرفة نومه في المعقل الحربي.
اقتادها إلى المدفأة حيث النيران المشتعلة و حثها على الجلوس بقربها عل الدفء ينبعث إلى جسدها البارد.
ثم أسرع يبحث عن ما يمكن أن يضمد به جراحها بنفسه ... دون أن يتمهل لحظة ليفكر بطلب ذلك من أي من خدمه العديدين الذين تحت إمرته !
ظلت أوليفيا صامتة طوال الوقت تتحمل الوجع بصلابة ، بينما كان هو واجم الوجه يملؤه الذنب فهو يعيش معها في المكان نفسه ،
لكنه لم يستطع أن يخلصها من معاملة الجميع التعذيبية لها !
و تأثرت أوليفيا عندما نسي جرح ظهره و لم يهتم أو يفكر إلا بألمها هي ... لم يسبق و أن فعل أحد شيئا كهذا من أجلها ...
كانت تراقب حركته التي بدت تقريبا متمرسة وهو يمرر قطعة القطن بلطف على جرح طويل دامي تركه السوط على ذراعها ،
حبست أنفاسها بتشنج حين أحرقها الدواء المطهر ..لكنها شعرت أن إهتمامه بها يشعل في أعماقها حريقا من نوع آخر ، و لم تكن هذه أول مرة ينتابها فيها مثل هذا الشعور !
فمنذ نعومة أظفارها وهي تجد لحضوره وقعا خاصا في نفسها ، هي دوما تجيد محاربة مشاعرها ... لكن هذه كانت المرة الأولى التي تضعف فيها أمامه بطريقة لم تعهدها من قبل ....
و لم تعرف ... متى استسلمت للنوم بسبب الإجهاد و بسبب حصولها على شيء من دفء مفقود ....

استيقظت أوليفيا ،
و بقيت للحظات تستمع إلى صوت الحطب وهو يشتعل في المدفأة مقرقعا.
رفعت رأسها قليلا لتراه و قد أخذه النوم هو الآخر على المفارش الحريرية على الأرض بوضعية غير مريحة ،
بدا كما لو أنه ظل ساهرا يعتني بها طوال الليل ..
تأملته لدقائق طويلة ، تأملت هدوئه و ارتياحه أثناء نومه و شعرت برغبة بالابتسام للسلام الذي غمرها جراء فكرة عنايته بها ...
توقفت في مكانها فجأة حين فتح عينيه ، ثم قال لها بنبرة ناعسة :
_هل تؤلمك جروحك ؟

همست :
_كلا .. و ماذا عن سموك ؟ جرحك لم يعالج بعد ؟

_تهمني أن تشفى جروحك أولا !

حل صمت غريب بينهما بعد عبارته هذه ،‏
و أكدت لها تلك اللحظة القوية في حياتهما ... أنه و طالما بقي إلى جوارها ... فهي ستكون دوما بأمان ...

[/cc]



[cc=كوميديا]
ارتفع رنين الهاتف مدوياً في العاشرة من صباح يوم العطلة الأسبوعية..

وملأ المنزل الصغير بضجيجه.

زمجر (كريس هاجاي) متقلباً في فراشه،

وضغط الوسادة على وجهه محاولاً تجاهل الهاتف.

لكن ذلك لم يجده نفعاً،

فقذف بالوسادة جانباً حين لم تنجح محاولته سوى بحجب الهواء عنه!

مرت دقيقة توقف فيها صوت الهاتف وتنفس (كريس) خلالها الصعداء،

ثم عاد رنينه المزعج يرتفع من جديد..

كأنه أبى إلا أن يقطع عليه نومه،

ويجعله يكنث بقسمه بألا يغادر سريره ما تبقى من حياته..

أو حتى يغدو طاعناً في السن بحيث لا يتعرفه أحد على الأقل!

كان قد مر يوم أمس بموقف محرج جداً..

بل أسوأ موقف مر به في حياته كلها، اتخذ على إثره قراره السخيف هذا بالإختباء!

لكن المنزل لم يكن مخبأ آمناً.. فكر (كريس)..

ذلك غباء أشبه بأن يدفن رأسه في حفرة كالنعام!

ظل يفكر بالأمر بضع لحظات أخرى قبل أن ينهض مستجيباً لنداء الهاتف.

سار على مضض حتى الردهة الصغيرة أمام غرفته،

والتقط السماعة.

"آلو.."

همهم بنعاس، فأجابه صوت متحمس صاخب:

"(كريس).. بني... لماذا لم ترد علي من فورك؟

لا تعلم كم أنا سعيدة بما سمعته وأتوق لمحادثتك!"

"كنت نائماً أمي، ما الذي سمعتِه؟"

"سمعت عن حادثة الأمس.."

اتسعت عيناه برعب بينما تواصل:

"سمعت كم كنت بطلاً، وكيف قمت بإنقاذ الفتاتين.."

قاطعها مزمجراً بنكد:

"لم أنقذ أحداً!"

ثم شعر فوراً بالسوء لنبرته..

لم يكن ذنبها أنه قضى يوم الأمس بطوله ينفي ما حصل لكل من يقابله.

ود لو يسألها كيف عرفت بالأمر على أي حال،

لكنها سارعت تقول بتنهيدة سرور يحفظ ما يليها عن ظهر قلب:

"آه يا صغيري الحبيب (كريستوفر).."

أغلق عينيه، وانكمشت تعابير وجهه كمن تذوق شيئاً حامضاً.. كان يكره تلك العبارة!

"لقد تنبأت بذلك منذ لحظة مولدك..

عرفت مذ حينها بأنك تحمل قسمات بطل سأفخر به ذات يوم!"

أدار عينيه للأعلى بسأم، وازداد وجهه الذي لا يعرف سوى العبوس تجهماً.

يصعب عليه مجاراة والدته حين تكون في مزاج كهذا..

حين تبدأ نوبة فخر أمومي نادرة بالتحديد!

"تعرفين أن هذا ليس صحيحاً.."

احتج بضجر، وتمنى لو أن الجميع ينسى ما حدث وحسب!

"تخبرينني دوماً بأن الشيء الوحيد الذي سأنجح في تجسيده هو الكآبة!

وقلتِ ألف مرة بأن التعبير الوحيد الذي علا وجهي يوم ولادتي..

وبشكل مستحيل الحدوث.. كان الضجر!"

[/cc]





[cc=غموض]
غرقت معالم الغرفة بالظلام ، الجو الغائم هذه الليلة جعل رؤية أي شيء خارج النافذة مستحيلا. كانت تمطر أيضا ، و لا شيء إلى جانب ومضات البرق السريعة التي تشق السماء الداكنة كان يساعد ذلك المصباح المكتبي الصغير على إنارة المكان.
[/cc]

بدا جسده جزءا من ذلك الظلام الذي يلفه ، و بثيابه السوداء كان لا يختلف كثيرا عن ظله الطويل الممتد على الجدار ، يتمايل مع كل حركة يبديها و يعكسها على نحو مبالغ فيه. وجهه فقط كان واضحا إلى حد كاف لتبين ملامحه ، انحناءت وجهه المتناسقة و أنفه المستقيم رسموا صورة ظل رائعة على الحائط بجانبه ، عيونه الزرقاء المنهكة كانت تلتمع بسبب انحناءه فوق الطاولة المكتبية قريبا من المصباح، و إن بدت رزقتها الغنية داكنة و ضبابية الآن ، ارتفع فوق حاجبيه المثاليين شعر حالك السواد تتلوى خصله الحريرية حول وجهه. لا تعبير مرتسم على ذلك الوجه الوسيم ، ليس بالأمر الغريب عنه. لم تكن هذه إحدى أفضل اللحظات بالنسبة لـ"زين سوينر" ، إنه الوقت حيث خطط للبدء بتلك الطقوس الخاصة به ، يحاول فيها التغلغل عميقا في ذاكرته ، و تجاوز تلك الأسوار المنيعة التي أقيمت دون أن

يعرف كيف أو لماذا حول ذكريات العام الضائع من حياته ، ذلك العام الذي قضاه في المجهول و لا يذكر عنه تفصيلا واحدا ، العام الذي يعده السبب في اختلافه عن الناس من حوله !

و كما اكتشف زين مؤخرا فإن جلوسه على هذا النحو محاطا بالظلام و السكون يغلفه ، قد ساعد ذهنه على استحضار لمحات صغيرة من ذكريات تلك السنة الغامضة ، اسم شارع غريب .. عنوان على شاخصة .. اسم شخص غير واضح الملامح ، ذلك كان كل ما استطاع التوصل اليه حتى الآن.

لكنه كان عازما على الاستمرار في المحاولة ، كان عليه أن يمسك بقلم كما يفعل الآن كي لا يفوته تدوين أي تفصيل صغير قد يقفز إلى ذهنه ، كما و كان عليه أيضا التركيز في آخر ذكرى لديه عن يوم اختفاءه.

ذهنه الغريب يذكر تفاصيل ذلك اليوم حتى نقطة بعينها ، كان ذلك قبل أربع سنوات ، و كان صغيرا آنذاك ، ارتفعت الحرارة أكثر من المعتاد في ذلك النهار الصيفي ، و عدا ذلك كان يوما عاديا تماما ، يذكر انه خرج من البيت قاصدا الشاطئ القريب ليسبح كما كانت عادته ، كان يسير قاطعا المسافة القصيرة نحو البحر و بعدها .... لا شيء ، تتوقف الصورة في عقله هنا ، لا يستطيع تذكر شيء بعدها مهما عصر دماغه في المحاولة.

إن الشيء التالي الذي يذكره هو استيقاظه في سريره في غرفته ، على صياح أمه و بكائها وهي تحتضنه بفرحة و عدم تصديق دون أن يستوعب هو أي شيء !

لقد قالت انه ظل مختفيا طيلة عام كامل و كانت مفاجأته كبيرة حين تيقن من صحة ذلك.

كان الأمر الأشد غرابة حتى من ظهوره المفاجئ ذاك هو جهله لمكانه خلال تلك الفترة ، بل عدم تذكره لأي تفصيل مهما كان صغيرا.

كان ذلك كفيلا بإصابة أي إنسان بارتباك و حيرة جنونيين. لم يكن أي من الأطباء الذين عرض عليهم ذوي عون حقيقي !

و الآن و بعد مضي سنوات على تلك الحادثة و تجاهله لها ، قرر زين اكتشاف لغز الماضي ذاك ، مدفوعا برغبته لمعرفة سر اختلافه عن الناس من حوله ، عل ذلك يمنحه إجابة شافية أو حلا لمشكلته الغريبة.

لكن فقط الآن و الرعد يقصف بقوة بينما ومضات البرق التي تلتمع من النافذة القريبة تعكس ظلالا مهيبة على وجهه ، بدا الوقت مثاليا لنوبة أخرى من _مشكلته الغريبة_ !

صوت زخات المطر و هي ترتطم بنافذة غرفته كان الصوت الوحيد الحقيقي في المنزل الفارغ ، إلى جانب دقات قلبه التي بدأت تخفق على نحو غير منتظم ، لكنه أيضا بدأ يسمع هسهسة لا وجود لها قادمة من بعيد ، و ها هي الأصوات الشبيهة بمزيج من الهمسات و هدير عجيب لا يمكن للمرء تبينه ترتفع في أذنيه و تغدو أوضح فأوضح

(لقد بدأت تلك النوبة اللعينة !)

أدرك "زين" بيأس و يده اليسرى ترتفع سريعا إلى رأسه متخللة شعره الكثيف ضاغطة عليه بقوة ، بينما يده الأخرى التي كانت تمسك القلم قد صنعت ثقبا في الورق أمامه. كان قد خطط _عالما أن لا جدوى من ذلك_ باشغال نفسه و ارهاقها طوال اليوم سواء في كتبه و واجباته المدرسية أو في نشاطات جسدية شاقة كالجري و السباحة ، عل التعب يمنع هذا الإحساس المخيف من الزحف اليه من جديد ، فذلك كان آخر ما يريده في جلسة استعادة الذكريات الضائعة هذه ، لكن هيهات !

(سحقا .. كلا !)

هتف من جديد و تلك الأصوات تملأ أذنيه صاخبة مرتفعة و كأنها صادرة من هذه الغرفة الصغيرة الخالية الا منه. كانت واضحة جدا و لو لم تكن أشبه بحديث عشرات الاشخاص في الوقت ذاته لكان بوسعه تبين الكلمات التي بدت كلغة لم يسمع بها هذا العالم ! لكن الإحساس المرافق لهذه الحالة التي يمر بها الآن قد بدأ و هو الأسوأ.

فراغ .. هوة .. ثقب عظيم كامن بصدره يحاول ابتلاعه ، و شيء ما مدفون عميقا في قاع تلك الهوة يتحرك محاولا الخروج ، يحاول أن يطفو إلى السطح مطالبا بمكانه لملء ذلك الفراغ ،

و كلما تحرك تناضل تلك الهوة بقوة عظيمة لابقائه حبيسا في قعرها .... صراع عجيب غامض الأطراف يدور في داخله ، يتركه مشتتا ضائعا في شعور بغيض أليم .... سيجن ! قبضت يد زين اليسرى على صدره هذه المرة لتضغط بقوة و كأنه يدفعها لأن تصل عميقا في صدره حيث ينبع هذا الإحساس الخانق لينتزعه خارجا.

زفر زين و أسند جبهته بطاولة الكتابة التي يجلس أمامها دون أن يعي يده الممسكة بالقلم التي استمرت ترسم خطوطا عشوائية على الورقة البيضاء و على سطح الطاولة حولها أيضا.

ظل على هذه الحال لفترة ، إنفرجت شفتاه و راح يتنفس بشكل مضطرب ، لايزال يسمع تلك الأصوات الهامسة و التي بدأ يميز فيها رنة عذاب من نوع ما ، إنها تبدو كأنين مستنزف من أرواح ما لكنها لا تشبه أي صوت بشري ... يا للبؤس و العذاب الذين تحدثهما تلك الأصوات !

مضى شهران و هو على هذه الحالة ، هو ليس مجنونا لكنه لا يعرف ما الذي يصيبه ؟ فلطالما كان بخير لا يشكو من شيء ، و مؤخرا فقط بدأت هذه النوبات الجنونية ، كانت تباغته مرة كل يومين أو ثلاث ، لكن المدة الزمنية الفاصلة بينها راحت تتقلص حتى أصبحت تنتابه أكثر من مرة في اليوم الواحد.






[cc=اكشن]كان رايان يقود سيارته في طريق العودة إلى الفيلا شارد الذهن ،
بعد إيصاله لسارة إلى بيتها ... و تكبده عناء شديدا ليتجاهل مرأى المنزل الذي عاش فيه طيلة خمسة عشرة سنة !

هادئ التعابير ... كان حنين غريب يجتاحه لماضي بعيد ،
حنين لم يملك شيئا حياله ... لكنه عرف يقينا بأنه لن يرضخ له يوما.

الطريق الفرعي الذي يؤدي إلى طرف المدينة ،
و الذي يسير فيه كان هادئا خاليا هذا المساء ،
ومضات خاطفة كانت تضيء داخل السيارة و تنعكس على وجهه و عينيه الشاردتين ،
جراء أنوار الشارع التي يتعداها بسرعة ...

توسعت عيناه فجأة وهو ينتبه من شروده ..
و أسرع يضغط على المكابح يوقف سيارته قبل أن تصطدم بالسيارة السوداء الواقفة بشكل أفقي وسط الطريق.

تمكن من إيقاف سيارته في الوقت المناسب ...
و أطلق شتيمة للحادث الذي أوشك أن يحصل توا بسبب شروده !
لكن أي معتوه يقف بسيارة مطفأة الأضواء هكذا وسط الشارع ؟!!

رأى رجلا قرب السيارة يشير إليه طالبا المساعدة.
فعقد حاجبيه غير مصدق سوء حظه ... ثم ترجل من سيارته ليتحرى أمر سد الطريق بهذا الشكل ،
خمن أن لدى الرجل مشكلة ... عطل ما ربما ،
خاطبه بينما يتحرك باتجاهه بنزق سببه اضطراره لمغادرة دفء مركبته و الخروج لبرد المساء :
_ما المشكلة يا رجل أنت تعيق المرور ؟!

الرجل الاسمر المهندم الثياب .. منحه ابتسامة مريبة :
_أقوم بإيصال رسالة !

شيئا ما في مظهره ... في إجابته ، أو في الموقف عامة لم يعجب رايان ،
و تأكد صدق إحساسه ذاك حين دفع بعنف من قبل شخص ظهر خلفه فجأة ،
ليجد نفسه مثبتا إلى السيارة السوداء ... و يدان قويتان تلويان ذراعه اليمنى خلف ظهره ،
التصق جانب وجهه بالزجاج البارد ... و برد فعل متوقع حاول تحرير ذراعه و الإفلات ،
كان ذلك غلطة ... فسرعان ما ثبت بقوة مضاعفة جعلت جسده يخبض هيكل السيارة أمامه بطريقة مؤذية !!

_كن هادئا !!

أمره أحدهما ... إذ كان واثقا من أن اثنين من يكبلانه ،
يد تسحق رأسه بضغطه على زجاج السيارة ... و اثنتان تلويان ذراعه بحيث أي حركة منه ستجعلها تكسر !!

لهث رايان مصدوما ، و سرعة المفاجأة تشل أفكاره كما هي أطرافه في هذه اللحظة :
_ماذا يجري ... أهذه سرقة ؟!!!

أطلق واحد منهم ضحكة ساخرة ... ميز رايان صوته على أنه الرجل الاسمر الذي رآه بادئ الأمر ، ثم قال :
_نحن هنا لنحملك رسالة ، ستوصلها إن كانت حياتك تهمك !

بقي رايان صامتا للحظات .. يجاهد للتنفس بصوت مسموع نظرا للوضعية الغير مريحة التي كان عليها ،
تكلم بهدوء أخيرا .. محاولا احتواء الوضع كي لا يسوء أكثر :
_أي رسالة هذه ؟!

_لديك أخ ... جوني ، نريدك أن تكلمه من جديد ... تخبره بما سأقول لك حرفيا !

صدمة أخرى جعلت عينيه تتسعان عن آخرهما ،
جوني من جديد ... ما علاقة جوني برجال كهؤلاء ؟!!

_دعني أولا !

الرد على طلبه كان زيادة الضغط على ذراعه بحيث خالها قد كسرت فعلا لشدة الألم ...
أطلق تأوها مكتوما بشده على أسنانه ..
تكلم ذلك الرجل الاسمر من جديد .. و الذي بدا أنه المسؤول بينهم :
_اتركاه ... لن يذهب إلى أي مكان.

حررته تلك القبضات القوية التي ما إن استدار حتى رأى صاحبيها رجلين ضخمين شبيهين برجال العصابات ،
أحدهما اصلع لديه وشم لأفعى على صدغه ... و الآخر -الأكثر ضخامة- استطاع أن يرى المسدس المعلق بوضوح في حزامه !

ذهنه كان يعمل بسرعة و حدة فاجأته ...
سيستطيع وصف ملامحهم بسهولة للشرطة ، إذا ما تعين عليه ذلك ...
و نوع السيارة -التي غدا واثقا من أن لا عطل فيها- يحتاج فقط أن يرى رقمها ...
الهاتف في جيب بنطاله .. و إجراء اتصال من ثلاث أرقام لن يكون عسيرا ...
لن يفلتوا مهما كان هدفهم ..

_لن يفيدك إبلاغ الشرطة رايان ، في الواقع .. شيء واحد فقط ما سيضمن لك الخروج من هنا حيا !

أجفل رايان وهو ينظر في عيون ذلك الرجل الاسمر التي كانت سوداء خبيثة .. لكن نبيهة أيضا ،
عرف بما يفكر ... و قد كان محقا بكلامه ، فسأله رايان بتوتر :
_إذا ما الذي تريده ، و ما علاقتك بجوني ؟!

_استمع دون أسئلة ...

هتف الرجل بصرامة قبل أن يواصل :
_أخبر شقيقك ... الصفقة ستكون مقابل فلذة كبد الرئيس ، إن لم يرغب رئيسه بخسارة ولده ... فليتنحى جانبا ، فابنه تحت أنظارنا الآن !!

ثم ابتسم ابتسامة خبيثة
أكدت لرايان الجامد مكانه بصدمة أن الأمر ليس مزحة ...

_ماذا يعني هذا ؟! أنا لا أفهم ما شأن جوني و شأني بصفقاتكم أو اختطافكم ... أو أي كان ما تفعلونه !! من أنتم ؟!!

اتسعت ابتسامة الرجل وهو يقول بلطف زائف بدا مناقضا لتعابير وجهه الشرسة :
_فقط أوصل هذه الرسالة لأخيك ... و ستبقى أنت خارج الصورة ، هذا ليس مكان نجم مثلك على أي حال ... ثم إنك أعقل من أن تستمر بطرح الأسئلة !

تقدم بضع خطوات باتجاهه .. بحركة بدت مهددة على نحو خالف كلماته ،
توقف أمامه بالضبط .. قبل أن تمتد يده إلى النظارة الشمسية التي تدلت من ياقة سترة رايان ،
أخذها ليضعها فوق عينيه ببساطة ... قائلا باستخفاف :
_تعجبني ... لا مانع لديك إن أخذتها ، أليس كذلك ؟!

لم يرد عليه رايان بشيء ،
فقال يخاطب رجليه :
_هيا بنا !

و سرعان ما أصبح الرجال الثلاث داخل سيارتهم السوداء ،
أدير المحرك و أشعل الضوء الأمامي ...
تحرك رايان مبتعدا حين التفت السيارة في وضع صحيح على الطريق ...
و تحركت مسرعة تبتعد عن المكان .. متوجهة إلى قلب المدينة من حيث أتى هو ...

بقي رايان واقفا وحده لدقائق عدة .. صامتا حتى بعد اختفاء سيارة أولائك الرجال ،
تنير أضواء سيارته -التي لايزال محركها يهدر- وجهه الذي كان مصدوما غير قادر على الاستيعاب ،
تمتم لنفسه بصوت خافت مرير :
_ما الذي تفعله جوني ، و فيما تورطت ؟!
[/cc]




بس ترا تعبت.. خير3
آخر مشهد من روايتي الي ينقال لها رومانسية ترا..
المهم تكون الفكرة وصلت!
:ice:

__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موضوع النقاش الرسمي عن انمي ابطال الكره الجزء الأول فقط >> لاتفوتوه شَيِطَانَةْ حوارات ونقاشات الانمي 171 08-26-2015 02:11 AM
النقاش الرسمي للأسطورة "Yu-Gi-Oh Zexal" “ɑʑʂ” حوارات ونقاشات الانمي 12 07-17-2014 06:53 AM
أعرني انتباهك !! Al-narutiah مواضيع عامة 0 03-11-2014 03:56 PM
هيئة مواضيع قسم "الحوار و النقاش الجاد" Pro.M7MD حوارات و نقاشات جاده 10 03-23-2012 12:11 AM


الساعة الآن 12:04 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011