عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-16-2007, 10:51 AM
 
Lightbulb قصة رائعة .. الحمد لله على نعمة الإسلام

#message72204451278198647447639018186322963173045698 { overflow:auto; visibility:hidden } هل تزكي عن سيارتك؟

:نشر الساعة 11:20 AM بتاريخ 6/9/2007
الكاتب: M.N.Nahas
هل تزكي عن سيارتك؟
أخذتني شمس الظهيرة بين ذراعيها، قبلتني بأنفاسها الحارة، أسرعت نحو سيارتي الفارهة، كدت أضغط جهاز التكييف قبل أن أشغل السيارة. كان الحر لا يطاق، تبخّر من ذهني الحديث الذي كان بيني وبين صديقي محمد قبل قليل.
آه.. نسيت إنكم لا تعرفون محمداً، اسمحوا لي أن أعرفكم به إذن...
هو صديقي منذ الطفولة، عشنا معا أكثر مراحل عمرنا السعيد، لنا نفس الاهتمامات والرغبات. يشغلنا معاً هم الإسلام والمسلمين، نتحدث في نفس المواضيع، نكاد نتفق في معظم الآراء. إلا أن بيننا فرق جوهري كبير، إنه يعمل لما يتحمس لأجله، ويفني عمره من أجل قضية يؤمن بها، أما أنا فالتحسر والتذمر هو أقصى ما كنت أقدمه.
كنت كما يقول عني دائما؛ "ظاهرة صوتية"...، وبرغم ذلك لا تزال صداقتنا حتى بعد أن فرقت بيننا المشاغل والأيام.
اليوم على غير المعتاد رن الهاتف بمكتبي، رفعته لأجد محمدا على الخط يدعوني لأمر مهم، حاولت التأجيل والتسويف كالعادة، إلا أن إصراره قطع علي كل طريق، بعد ذلك بساعة كنت أصافحه وأنا أفكر أي مشروع في هذا الرأس يا ترى؟!.
لم يتمادى في السؤال عن الأحوال كثيرا بل دخل بي في صلب الموضوع مباشرة: أنت تعرف يا سعد أنني أدير هذه المؤسسة الخيرية، وإنني متى ما رجوت الله بعملي نلت أجريّ الدنيا والآخرة.
لم أعلق على كلامه فلم أر َ فيه ما يخصني، بيد أنه استطرد: وأنت تعرف أن هذه المؤسسة توزع كل شهر إعانات يجود بها المحسنون على بعض الأسر في الأحياء الفقيرة.
ظننت أنه يريد مني التبرع، فحمدت الله أن الأمر اقتصر على ذلك، هممت لأخرج حافظة نقودي إلا أنه أكمل دون أن يلحظ شيئا: وقد تجمعت إعانات هذا الشهر وحان موعد توصيلها، إلا أن السيارة المخصصة لذلك أصابها عطل ويستلزم إصلاحها عدة أيام.
أخيراً، وجدت لساني لأهتف: وما موقعي أنا من هذا كله؟!
أجاب بابتسامة هادئة: أنت ترى أن سيارتك الجديدة كبيرة بما فيه الكفاية، لتحتسب أنت الأجر وتذهب فتوزع هذه الإعانات إلى الأسر المحتاجة.
حدقت فيه غير مصدق: محمد هل تمزح؟!
تجهّم وجهه وهو يجيب: أنت تعرف أني لا أحب المزاح..
قلت: كيف تطلب مني أن أذهب إلى هذه الأحياء المشبوهة؟! وكيف أقود سيارتي الجديدة في تلك الطرق الترابية الضيقة؟! أنت تعلم أن هذا الأمر مستحيل تماما، وغير قابل للمناقشة!..
حاول محمد أن يثنيني، بالترغيب بالأجر تارة والعطف على أولئك المساكين تارة، إلا أن ذلك لم يؤثر في موقفي، وأخيرا خرجت من المكتب وبيننا حاجز غير مرئي من التكلف وعدم الرضا.
استرجعت كل ذلك وأنا أقود السيارة إلى منزلي، ولم يكن ليساورني أي ندم على موقفي السلبي، فالموضوع برأيي أوضح من أن أناقش فيه أو أجادل.
وقفت عند الإشارة القريبة من المنزل، وهناك أبصرت به؛ براءته الطافحة من عينيه دفعتني إليه، رأيت الكثير مثله من قبل؛ لكن لم يلفت نظري أي منهم كهذا الواقف غير بعيد، أنزلت زجاج النافذة، أشرت له بيدي فأقبل نحوي يحمل بضاعته الزهيدة، رفع وجهه المشرق وابتدرني: السلام عليكم!.. شعرت أن خلف هذا الإشراق إشراقا أجل وأسمى، أجبته بحنو لم أشعر به منذ زمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
- كم علبة تريد؟
- هات واحدة..
امتدت يده الصغيرة بعلبة المناديل، وبالمقابل أخرجت ريالا دفعته إليه، فأخذه ليخفيه بجيبه. لم يبد حراكا، فالتفت ناحيته لأرى يده تعبث بجيبه الممتلئ، أخرجها تحمل شريطاً قدمه لي مشفوعا بابتسامة بريئة خجولة، نظرت إلى الشريط فإذا به شريط إسلامي؛ لم أرغب بشرائه فهو موجود بحوزتي.. مجاملة له سألته عن الثمن، أجاب بابتسامته البريئة: إنه هدية...
صكت العبارة مسامعي، وتردد صداها في خاطري "إنه هدية".
لحظات خلتها دهوراً وأنا تنتابني مشاعر شتى... يا لله طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره، أخرجه ضيق ذات اليد ليبيع المناديل عند الإشارات، وهو مع ذلك يعمل للإسلام، ويحمل هم الدعوة في قلبه الغض، وأنا... آه من حالنا..
مددت يدي لآخذ الشريط منه، ثم التفت إليه لأرى هامته تعلو في الفضاء، وتجاوز الجوزاء.
أصبحت كقبطان ٍ تائه ٍ ببحر ٍ هائج ٍ يقف أخيراً أمام فنار، ُيلقي بسناه إلى المدى البعيد.
سألته بصوت مخنوق: من أين تأتي بثمن الأشرطة؟
أجاب وقد ومضت عيناه بالمحبة: إنه أستاذنا، يحثنا دائما على العمل للإسلام، وعندما أخبرته أني أريد أن أوزع الأشرطة الإسلامية النافعة تعهد بأن يزودني بها كل يوم.
سألته باهتمام: وهل تعطي الأشرطة لمن يشتري منك فقط؟
أجهز على ما تبقى من أعصابي بإجابته: أعطي من يشتري ومن لا يشتري.
ستارٌ من الدمع ِ ُأسدل على عيني، فلم أرَ الإشارة َ وهي تضيء للعبور. تعالى هديرُ السيارات من جانبي. وحينما التفتُ لمحدثي لم أجده!
فانطلقت وقد تعالت أبواق السيارات من خلفي، وبلا تردد امتدت يدي إلى جانبي لأحمل هاتفي الجوال واضغط أزراره. تعالى الرنين على الجانب الآخر ثم أتاني الرد:
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله.. ماذا لديك يا سعد؟
- محمد، انتظرني بمكتبك، سأحضر إليك الآن لأقوم بالعمل الذي رفضته قبل قليل



م ن ق و ل
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-16-2007, 02:20 PM
 
رد: قصة رائعة .. الحمد لله على نعمة الإسلام

شكرا لك أخي.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-16-2007, 08:01 PM
 
رد: قصة رائعة .. الحمد لله على نعمة الإسلام

العفو اخي ... بارك الله فيك
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-16-2007, 10:28 PM
 
رد: قصة رائعة .. الحمد لله على نعمة الإسلام

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-17-2007, 12:27 AM
 
رد: قصة رائعة .. الحمد لله على نعمة الإسلام

واياكم اخي وبارك الله فيك
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجموعة كتب شرعية رائعة و مفيدة سيف السنة نور الإسلام - 10 12-17-2007 01:25 AM
شرح حديث: ((لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة)) fares alsunna نور الإسلام - 11 11-30-2007 09:57 PM
هل غابت مفاهيم الإسلام عن المسلمين؟ mouhammed2007 حوارات و نقاشات جاده 1 09-21-2007 02:19 AM
الإسلام والسيف ... د. مصطفى الشكعة !!! الداعية نور الإسلام - 4 09-26-2006 08:47 PM
أثر الإسلام في استقرار الدولة عثمان أبو الوليد نور الإسلام - 10 09-15-2006 06:07 PM


الساعة الآن 12:30 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011