عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree811Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #246  
قديم 10-31-2014, 01:34 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://im81.gulfup.com/AfT17r.png');border:5px groove crimson;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[OVERLINE]بسم الله الرحمن الرحيم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..[/OVERLINE]


كيفكم حبايبي ؟؟
اتمني تكونوا ..بخير حب0
جئت لكم بالبارت الجديد..
وكما قلت سابقاً .. لم يتم إرسال البارت إلا للذين .. ردو بالبارت السابق ..
انزلت البارت اليوم ..
لان بضطر أغيب أسبوع ..
لذا نزلته قد أوانه ..

متابعة جميلة .. وقرأة ممتعة .. ..!!



ninth part >>

كنا جميعاً .. نتناول طعام الفطور بهدوء شديد .. بينما لم أملّ من مراقبة برتني التي كانت تجلس قبالتي .. واستقرت السيدة ماريا بجانبها .. تساعدها .. بتقطيع الخبز تارة .. وبشرب العصير تارة أخرى ..
نطق السيد جورج بجدية : تشارلي ..
رفع تشارلي نظره عن صحنه وتوقفت ملعقة الحساء قرب فمه ..
مسح السيد جورج شفاهه بالمنديل وأكمل بعد أن تنحنح قليلا : لن تذهب للشركة بعد اليوم..
ألقي تشارلي الملعقة بإهمال على الطاولة وأكتفي بقول كلمة : لا أقبل ..
وأنهي حديثه بالنهوض .. تاركاً الجلسة الهادئة المفعمة بالحزن ..
زمجر السيد جورج قائلا بغضب طفيف : لن يكف عن عصياني .. حتى يسبب لي الـــجــلــطــة ..
نطق الكلمة الأخيرة بصوت مرتفع أكثر من باقي الجملة ..
ازدردت لعابي وعدت للأكل بهدوء .. بينما لم يعقب أي أحد على كلام السيد جورج ..
همست برتني بعد فترة وجيزة : أبي , لا داعي لكل هذا الخوف .. يمكنني الاعتناء بنفسي .
تكلمت ريتا بسخرية : هه لا يمكنك أبداً ... يكفي ما حدث إلى الآن بسببك ..
جحظت عينا ليزا ونهرتها بخفوت : ريتا ...
نظرت ريتا لليزا وقالت : ماذا ؟؟ أصمتي , فأنت كل ما يهمكِ نفسك ومصالحك الشخصية ..
أعقبت ليزا بغضب طفيف : انتبهي لكلامك جيداً ..
ــ وإن لم أنتبه ..
صرخت ريتا بجملتها السابقة ..
وزادت حدة الشجار بين الأختين .. شعرت بالحزن فعلاً على ما يحدث ..
كنت أحرك بصري بين الجميع ... وخصوصا عندما عم الصمت المكان فجأة .. حتى أخترق ذاك الهدوء , تلك الشهقات المكتومة ..
بحثت عن مصدر ذاك الصوت لأجد أنها برتني مطأطئة برأسها للأسفل .. والدموع تملأ عيون السيدة ماريا .. وكأنها تكابر بكل قوة .. على أن تسقط إحداها..
افتقدت إيفا .. وبحثت بها بعيناي .. أقسم أنني رأيتها منذ لحظات تتناول طعام الفطور بصمت .. أين اختفت ؟؟
وجهت نظري صوبهما عندما ... عاد الشجار بين ليزا و ريتا ..
صرخت ريتا بعد أن نهضت : فقط أخبريني ما سبب كل ما يحدث معنا .. أليست أختك ؟
نهضت ليزا هي الأخرى وقالت بغضب طفيف : ليس ذنبها فعليا .. إن أحبت شخصاً لا يمد للرحمة بصلة ..
ضربت ريتا كفيها على الطاولة وأعقبت : بلا .. كلنا قمنا بنصحها .. ولكن ذهب كلامنا أدراج الرياح.
ابتسمت ليزا بسخرية وقالت : لم أعهدك بهذه الوقاحة ولا بهذه .......
اهتزت الطاولة وخيم الصمت الشديد .. إثر تلك الضربة .. التي كانت بسبب كف السيد جورج ..
جلست الأختان بهدوء وخوف طفيف ظهر على ملامح كلاهما ..
بينما نهضت برتني وساعدتها السيدة ماريا التي شقت عيناها الدموع ..
اخترق الصمت الثواني وزاد ليخترق الدقائق ... بينما لا تزال أوصالي ترتجف خوفاً ....
كنت أحرك ركبتاي بخوف .. محاولة الهدوء ..
فزعت لوهلة عندما .. رأيت إيفا وهي تخرج من تحت الطاولة .. زاحفة على ركبتيها ..
نهضت فورا واحتويتها بين ذراعي .. فقد ملئت الدموع وجهها البريء .. وشهقاتها تعالت وكأنها حاولت كتمانها طويلاً ..
نهضت ريتا هي الأخرى واقتربت منها قائلتا بصوت مرتجف : إيفا ..
رفعت إيفا كفها وقالت بصوت ضائع : ابتعدي .. أكرهك ..
أكملت بعد شهقت تلك الشهقة المرتفعة : أكرهك كلكم ..
لم ادري ماذا أفعل .. لذا فضلت الصمت .. ومتابعة ما يجري دون أن أتفوه بشيء ..
دفنت إيفا رأسها بعنقي وشهقاتها تكاد تقتلني .. ألماً ..
نظرتُ لريتا التي ترقرق الدموع بعينيها البندقيتين ... أنا الأخرى لم أحتمل هذه الأجواء الكئيبة .. لذا قررت تركهم بحجة .. نوم إيفا .. التي فعلاً قد يبدو أنها غرقت بالنوم بين يدي ...
رفعت إيفا بين ذراعاي وقلت بهمس : سأدخلها للغرفة ...
لم يعقب أحد على كلامي .. فقد تخطتني ريتا وسمعت صوت ركضها يبتعد عنا .. بينما اكتفي السيد جورج وليزا بالصمت المحتم ..
سرت لغرفتها بسرعة .. حتى وصلت أمام الباب .. حاولت أن أفتحه ولكنني لم أنجح ..
حاولت أن انحني لأصل لمستوي مقبض الباب ..
لم أنجح في فتحه لأن المقبض يحتاج للتدوير حتى يفتح باب الغرفة ..
نظرت يمنة ويسرة ... لعلني أجد أحدى الخادمات وتساعدني ..
لمحت تشارلي وهو يرتدي سترته .. نطقت بصوت خافت : تشارلي ..
يبدو أنه لم ينتبه لي .. حيث نزل أول درجتين بسرعة .. رفعت صوتي قليلا : تشارلي ..
عندما لم يرجع , عدت أنظر للمكان لعلني أجد شيئا ما .. كرسيا مثلاً .. أضع عليه إيفا .. ريثما أفتح الباب ..
.. فجأة سمعت تلك الخطوات المصحوبة بخربشة المفاتيح تصعد الدرج .. أيقنت فوراً .. انه تشارلي ..
ما إن وصل لبداية الدرج .. حتى قلت بسرعة : تشارلي ..
نظر نحوي لفترة .. وتقدم بخطوات طويلة ... نوعا ما ..
فتح الباب وتركه لينفرج حتى أخره ..
دخلت ووضعت إيفا على السرير ، التي لا تزال تتأبط رقبتي بكل .. قوة ..
أقترب تشارلي وفك عناقها بخفة ..
أُيقنْ أنه سمع دقات قلبي السريعة ... خصوصاً وهو منحني فوقي بهذه الطريقة ..
ابتعدت قليلا .. وحاولت عدم الاحتكاك بتشارلي ..
عدل نومة إيفا جيدا .. و وضع الغطاء فوقها ..
وجه نظره لي وقال : لماذا عيناها محمرة بهذا الشكل .. هل سبق وبكت ؟
أومأت برأسي .. وقلت بحذر : حدث شجار بين ليزا و ريتا ..
خلل أنامله الطويلة بين شعره .. وتقدم مني أكثر ليقول بهمس : بسببي ..
فوراً هززت رأسي بالنفي وقلت : بسبب برتني ...
اشتعلت النيران داخل مقلتيه وقال : والتي بدأت الحديث ريتا ..
وكأنه على علم بما حدث .. أو لربما.. حدث مثل هذا الشجار سابقاً .. لم أرد أن أعقب على كلامه ..
خوفاً من أن أفتعل الشجار مجدداً بين الأخوة .. لذا أشحت بوجهي يميناً .. حتى يتوقف عن طرح أسئلته .. وانا أكبت حزني ..
تخطاني بسيره .. لألحق به بعد مدة وأغلق باب الغرفة خلفي ...
اقتربت منه وهو يقف مسنداً ظهره على الجدار المقابل للغرفة ..
قلت في محاولة للثبات : أنا لا أفهم ما يدور.. ولكن لا تتسرع في الحكم على أحد .. فلكل منا أسبابه ..
لم يعقب على كلامي .. بل وضع كفه بجيب سترته وأخرج علبة السجائر ...
نظرت لشمالي فور أن سمعت أسمي اللذي نُطق من بين شفتي أحد الخادمات : سيدة روزالي ..
أجبت : نعم ..
قالت على مضض : السيد جورج يريد رؤيتك ..
ارتفعت تلك النبضة داخل قلبي .. لم أدري ما السبب ؟.. ولكن شعرت بالخوف والهلع نسبياً ..
قلت بهمس : حسناً ..
نظرت صوب تشارلي وأعدت كلامي : لا تتسرع أرجوك ..
ما إن استدرت حتى أمسك ذراعي .. توقفت وأغمضت عيناي بألم .. أدارني نحوه .. قائلا ببرود : وإن تسرعت ..
سحبت ذراعي من بين أنامله القاسية وسرت بسرعة لقطع المسافة بيني وبين الخادمة ..
مما زاد النبضات المتسارعه داخل قلبي ..



طرقت الباب أولا .. ودخلت لتلك الغرفة القابعة قرب أسفل الدرج ..
قلت : نعم سيد جور.........
اعتلتني الصدمة وشعرت بالدوار .. يكاد يودي بحياتي .. تنفسي قد ضاع نسبياً .. رمشت عدة مرات بمحاولة أن أري الحقيقة ..
هل ما أراه صحيح .. نزفت عيناي دموع الألم والحرقة ..
لم أصدق بعد .. كنت أراه يقترب مني بتلك الابتسامة التي عهدتها دائما تزيين شفتاه ..
رأيت أيضا شفاه السيد جورج وهي تمتم بشيء ما .. ثم خرج من غرفة المكتب .. لربما أعتذر أو شيء من هذا القبيل .. ليترك لنا حرية التحدث معاً ..
فقد أصبت بالصمم وكذلك العمي .. كنت لا أري بتلك الغرفة .. إلا هو.. هو فقط .
لا زالت لا أصدق .. هل هذا والدي حقاً ؟ .. هل لا زال يعتبر أنني ابنته .. والسؤال الأهم .. هل لا زلت أعتبره أبي ؟
أثلج قلبي المحترق بهذا العطف .. خصوصاً عندما .. احتواني بين ذراعيه ..
شعرت بالدفء والسعادة ولكنني لم استطع أن أخفي مشاعر الغضب ولا الدهشة ..
ابتعد ليقول بابتسامته البشوش : كيف حال صغيرتي ؟..
لم أعقب على كلامه .. فقد كنت لا أزال أنظر له بشرود .. وكأنني أحاول أن أطبع صورته بمخيلتي ..
لوهلة ابتسمت .. فقد زين الشيب شعر أبي .. كما أن لحيته قد زادت بعض الشيء ..
لم أعهده بهذا النحل .. ولا بهذه التجاعيد التي كست وجهه أكثر ..
تغير والدي كثيراً ...
لاحظ أنني أنظر له والصدمة تعتليني .. لذا قال وكأنه يأنب نفسه : أعلم أنني لم أزورك .. رغم ما مضي من أيام ............
قاطعته وقلت بهمس حزين : مضي شهر ..
نظر لي بعيون تشع بحنان الأبوة وقال : فتاتي ....
هنا لم أحتمل الأمر .. تشجعت وزادت جرعة الغضب داخل عروقي وقلت : لا تدعيِ الحنان .. فأنت تعلم أكثر مما أعلمه ..
أكملت بعد أن لاحظت حاجبيه المعقودة باهتمام وكأنه يحثني على إكمال حديثي : بعتني يا أبي برخص .. أ لم تجرأ على أن تطلب مركز مدير الشركة .. أو أن تساهم بنصف أسهم سلسة شركاتهم ..
رفعت يدي وصوبت سبابتي نحو باب المكتب قائلتا بصراخ : هم رضوا بهذا .. ولكن .......
أخيراً نزلت تلك الدمعة المرتجفة من أحد عيناي , مسحتها بقوة وقلت وقد أصبح صوتي ممزوجاً بالبكاء : ولكن لما وافقت ؟ لو لم توافق .. لما أهنت بهذه الطريقة ولاستطعت أن أجابه كل شيء بعزيمة ..
توقفت عن الكلام وعدت أمسح دموعي التي أبت التوقف .. لأسمع تلك الجملة التي نطقها : مركزي كموظف حقق لي طموحات كثيرة خصوصاً ما لا تعلمينه.............
رفعت كفي وزاد كلامه الجرح المحفور داخل قلبي .. قلت : توقف ! .. عن أي طموحات تتكلم ؟.. عن بيع ابنتك الصريح .. آم عن ماذا ؟.. والدي المصون .. عندما أعلنت بيعي الصريح لتلك الشركة .. وقد تم نجاح الصفقة .. ألم يكن الأجدر بك .. أن تبلغني .. ان الصفقة قد تمت بنجاح .. فقط لأكون ورقة مكشوفة أمام الجميع ..
جلس والدي على المقعد .. او لنقل رمي بنفسه عليه .. وكأن كلامي قد أثقل كاهله ..
اقتربت منه .. ولم تكن بنيتي التوقف .. فبسببه .. لا أستطيع أن أدافع عن حقي ولا أن أثبت نفسي أمام تشارلي .. خصوصاً ببداية زواجي ..
زفرت بضيق وقلت : أنا أمقتك بشدة ....
فوراً التفت للخلف ورأيت تشارلي اللذي اعتذر قائلا بعد أن فتح الباب : أسف كنت أبحث عن والدي ..
حدقت به باشمئزاز .. لا أدري لما .. ولكن ربما تذكرت تلك المعاملة الحقيرة .. التي كان يعاملني بها أولاً..
لاحظت مقلتيه التي اهتزت داخل عينيه ... والغموض الذي كسي ملامحه ..
خطي للخلف خطوات وبنفس الوقت تكلم والدي قائلا : لو كنتِ تعلمين أنني بعتك مقابل عمل بسيط بالشركة .. هل كنت ستوافقين على الزواج ؟؟
أجبت بسرعة وبغضب شديد : لا وألف لا ...
ــ حتى وإن كان هناك سبب مقنع ..
للحظة هدأت وسمعت من خلفي باب المكتب يغلق ... أعقبت : وما هو السبب .. أبي لا تقل الفقر هو ما جعلك تفكر بهذا المنطق .. الحمد لله .. نحن كنا نعيش بأفضل حال .. والمال الذي نجنيه يكفي لنسد به الحاجيات الضرورية ..
لم يتكلم والدي بل كانت كفاه المجعدة تمسك بقدمة رأسه بكل قوة .. بينما ارتكزت مرفقاه على فخديه ..
انتظرته قليلا .. لعله يتكلم .. ولكن لا .. فقد اختفت ملامح وجهه من طأطأة رأسه العميقة ..
استدرت وبنيتي الخروج من المكتب فأنا لم أجد سبباً مقنعاً .... كما أن نار القهر قد اشتعلت داخل قلبي ...
ما إن رفعت رأسي قليلا وودت السير حتى تعلقت رجلي بالهواء .. فقد رأيت تشارلي وهو مسندٌ لظهره على أحد رفوف المكتبة ..
عقدت حاجباي وقلت بغيض : لم أنت هنا ؟ ... ألا ترى أن الحديث خصوصي قليلا ..
ــ لا ..
غضبت بشدة من إطلاقه لكلمته التي تحمل اللامباله ..
أمسك بياقة سترته وسحبها للأمام قليلا .. وقال بغموض كعادته : ألا تجد أن الوقت حان سيد جيمس آرثر .. على البوح بما خبأته لسنين ..
نظرت فوراً لوالدي اللذي رفع رأسه وقد غطي وجهه الحزن والضياع بآن واحد ...
أعلم جيدا أنني لن أحصل على شيء يطفئ نار الفضول داخلي .. خصوصاً من والدي ..
لذا فضلت الصمت وانتظار الجواب .. لعله يأتيني على طبق من فضة .. ولكن هيهات .....
فقد ظل الصمت مطبقاً على المكان بشكل فضيع ..
لذا تكلمت بصوت متحرش من إثر البكاء : ما هو اللذي خبأته لسنين ؟...
نهض والدي واقترب مني .. بينما كنت أزيد خطواتي للخلف كلما أقترب خطوة ..
وكأنني أرى وحشاً كاسراً .. لا والدي الحنون .. فبرميه لي بهذه الطريقة عند هؤلاء ... أثبت لي بأنه ليس إنسان ... فلا يوجد دافع قوي .. يسمح لي بمسامحته ..
توقفت متصنمة عندما نهرني تشارلي : روزالي ....
توقفت عن الحراك .. وطأطأت برأسي للأسفل ...
أمسك والدي بوجهي بين يديه ... وأغرقت عيناه بالدموع ... وقال : فتاتي .........



ــ روزالي يكفي ..
كان هذا كلام تشارلي .. الذي يحاول مساواتي منذ ساعة ..
لا لم أكن أبكي ولم أكن أصرخ غضباً .. فقد تحطمت المشاعر داخلي ..
كنت لا أزال على وضعيتي منذ أن تركني والدي .. في حيرة من أمري ..
أيعقل ما يحدث ...
قطعاَ هذا كذب .. لن أصدق أبدا ..
لماذا يا أبي ؟.. لماذا تود تدميري بهذه الطريقة ..؟
ألم تجد طريقة أسهل ؟.. على ما تنتقم مني يا أبي ..
نعم فأبي بكلامه اليوم .. أنتقم مني أشر انتقام ..
استيقظت من خيالي عندما أمسك تشارلي بعضدي .. ليساعدني على النهوض ..
صرخت بغضب : أتركني ..
صرخ هو الآخر قائلا : تصرفاتك ليس صائبة أبداً ..
نظرت له بحدة وحاولت القيام بنفسي .... فقد كنت جاثية على ركبتاي .. ألملم حزني ببطء واستجمع الكلمات ببطء أشد ..
اعتدلت بقامتي وترنحت قليلا ..
لم أشأ البكاء .. فقد مللته ..
رغم أن ما عرفته اليوم .. كفيلا بأن يسقط كل دموع الحزن ..
سحبت رجلاي الواهنة والتي بالكاد تحملني .
توقفت ع الحراك وقلت : ابتعد ..
كان تشارلي يقف قبالتي .. ليسد طريق الخروج من المكتب ..
امسك بذقني بين سبابته وإبهامه قائلا : لا ضير في إسقاطك لبعض الدموع ..
بكلامه هذا زادت محنة القوة والشجاعة داخلي .. وأقسمت أنه لن يرى أي قطرة من دموعي ..
أبعدت أنامله الباردة وقلت ببرود : أ ترى أن المرض شيء يستحق الدموع ..
أجابني بغموض : نعم .. إن كان المرض يفتك بشخص أحبه ..
ابتسمت بسخرية وقلت : ماذا إن كان هذا المرض يفتك بي ..
ــ لكنك بخير ..
صرخت : مثال ..
انتظرته ليجيبني ولكنه آبى التكلم .. حيث أشاح بوجهه للجهة المعاكسة ...
لذا قلت وقد تغير صوتي للحزن الشديد : إذا .. لا تهتم لأمري ولا لأمر عائلتي .. فقط اتركني بحالي ..
عادت أنامله الغاضبة لتقبض هذه المرة على عضدي وترفعه مع جسدي لأصل لمستواه ..
قال بغضب : حماقتك .. لا بد لك من الاحتفاظ بها لنفسك .. لإن لو رأت والدتك هذا البرود الذي تحملينه .. لماتت قهراً .. وليس مرضاً ..
هنا وكأن كلامه أيقضني من بحر الخوف والكتمان ..
هنا وكأن الزمان قد كرر كلام والدي على لسان تشارلي ..
هنا عاد الزمن لبعض الوقت للوراء ..
ليذكرني فقط .. بما أخبرني به والدي ..
ــ فتاتي .. كل الألم الذي تعانينه لا يقارن بالألم الذي تمر به والداتك حالياً .. من كتمانها لمرضها ومن عملها المتواصل .. لتكسب مالاً لا يكفي ربع العلاج ..
ــ اضطررنا لإخفاء الأمر عنك وعن نيكولاس .. حتى لا يزيدا شقائكما ..
ــ فانا كوالدك لم أشكل لا لكي ولا لنيكولاس .. أي سبل الراحة .. فكل همي جمع المال .. للتحصل على المبلغ المطلوب لعمل العملية ..
ــ صغيرتي أعذري والدك الفقير .. الذي رماكِ بهذا الشكل .. أنا أسف .. ولكن حياة أمك على المحك .. يجب أن تقوم بالعملية قبل نهاية هذا الأسبوع .. وإلا سيتوقف قلبها .. تماماً ..
.
.
.
توقفت عن استذكار ما حدث منذ ساعة .. عندما هزني تشارلي أمامه ..
نظرت له وعيناي تكاد تخرج من مكانها ..
لا بد من أن أفعل شيء ..
لن أقف مكتوفة اليدين .. وأنا أري والدتي .. تعاني الأمرين .. في جمع المال ..
عيانانا كانت تتلاقي بكل صدق .. ولكن كان لكل منا يحمل مشاعر كاذبة .. يدسها عن الأخر ..
أنزلت بصري وسحبت نفسي من بين يديه مجدداً , أشعر بالوهن قد فتك بكل خلية بجسدي ..
حركت ساقاي النحيلة .. للخروج من المكتب ...
توقفت قرب الباب ولم تكن بنيتي الخروج منه .. لذا قلت وأنا أشعر بالضعف : تشارلي .. أ تقلني لأرى والدتي ..؟



لم أكن بوعي أبداً .. فنحن نسير منذ دقائق قليلة .. ولكنني شعرت بأنها سنين ...
كدت أصطدم بمقدمة السيارة .... عندما توقف تشارلي بتلك السرعة ... فلولا حزام الأمان .. لدمى رأسي ..
نظرت له وقلت بغضب طفيف : انتبه ..
لم يعرني اهتمامه .. بل سحب حزام أمانه وفتح باب السيارة وخرج ..
راقبته وهو يلف من أمام السيارة مسرعاً ... حتى فتح الباب من عندي ..
نظرت له بتساؤل .. فنحن لسنا قرب منزلنا ..
تمعنت النظر به وكأنني أسأله لما لسنا بمنزلي ....
ــ هيا ...
لم أرد أن أمسك بكفه التي امتدت بالقرب مني ... لذا خرجت دون أن أحتك به ..
قابلتني تلك النسمات المنعشة والتي اختلجت شعوري بحنان ... إنها نسمات البحر ..
استنشقت عبيرها الأخاذ ... وأغمضت عيناي بألم .. مانعة أي قطرة من النزول ..
أجفلت عندما أمسك تشارلي بكفي وخلل أنامله بين أناملي ..
سار وسحبني بجانبه ... لوهلة اجتاحني الغضب .. فهو يعاملني كأنني دمية .. يفعل بها ما يريد ..
ولكن عندما نطق اسمي من بين شفتيه : روزا ....
فوراً .. ذهب الغضب وحل محله الخجل ..
نزلنا الدرج ولم يكمل كلامه بعد ... حتى وصلنا لرمال البحر ...
قال بعد أن تنهد بخفوت : أنا لم أرد ذهابك لوالدتك .. وهذه القسوة تغلف قلبك ..
لم أعقب على كلامه بل انتظرت انه يكمله ..
أكمل : أعلم جيداً بأن بكائك أمامها سيزيدها ألماً .. وأعلمي جيدا أن قسوتك هي ما ستقتلها ..
توقفت عن السير وطأطأت رأسي للأسفل قائلتا : أمي لن تموت ..
توقف هو الأخر وتقدم ليقابلني قائلا : أتمني , ولكن أبحثي عن حل وسط ...
رفعت رأسي وقلت : حل الوسط .. بماذا ؟؟
ــ اجمعي قوتك وليس قسوتك .. ولملمي دموعك ولا تسقطيها ..
ارتفع حاجباي وقلت باستفسار : ماذا تعني ..؟
انحني لمستواي ليطبع قبلة حانية على جبيني ... وعانقني قائلا : ستتغلبين على المرض ..
كنت مصدومة للغاية .. لم استطع حتى التنفس .. خصوصاً وهو يعانقني بتلك القوة ..
قلبي كاد يخرج من مكانه .. وهو يرتجف بتلك القوة ... واجتاحتني الحرارة من كل جانب ..
لم أتحرك ولم أبدي أي شعور .. ولم استطع حتى التكلم .. ولا نهره على ما فعله منذ قليل ..
ابتعد وقال بخفوت : هذا ما أعنيه ..
لا زالت الدهشة والصدمة تعتلي ملامحي .. لم أستطع محادثته ولا توبيخه ..
ولكن استطعت قول تلك الكلمة بصعوبة : أكرهك ..
لا أدري لما وكيف قلتها .. لربما .. فقط لأبرد نار الحب داخل قلبي ..
فأنا قطعاً لا أود .. أن أحبه أكثر ..
لم أنتظر منه جوابً .. ولكنه أعقب ببرود شديد : أعلم .. وأنا كذلك أكرهك ..
اهتزت روحي داخل جسدي .. ولم أتوقع هذا الرد ... ولكنني تماسكت قائلتاً : أريد الذهاب للمنزل ..
ــ وأمك ...
لم أنظر له حتى .. سحبت أناملي من بين يده وقلت : أقصد منزل أمي ...
استدرت وأنا أخبئ الحزن داخل قلبي .. لن أفكر به بعد اليوم .. أمي ما تشغل بالي الآن ...
تحركت بخطي ثقيلة وأنا أتمتم : لا بد أن أجد عملاً ..



ما إن توقف قرب منزلي ... حتى تهللت أسرة قلبي ... وابتهجت روحي ..
منزلي الصغير .. اشتقت لك ...
ابتسمت وفتحت باب السيارة .. لأخرج وأنا أناظر تفاصيل بيتنا البسيطة ..
لم أكلف نفسي إغلاق باب السيارة خلفي ... بل كادت الفرحة ترفرف بي لتحملني إلى داخل منزلنا ..
رفعت نظري لشرفة المنزل .. والتي حملت الكثير من الذكريات بمخيلتي ..
وكأنني أرى نفسي الآن .. ارتشف كوب الشوكولا الساخنة .. والرياح تقلب أوراق كتابي ..
الضجر يملأ ملامحي .. وأنا أدرس ليوم الامتحان .. وها هي لرياح تشتد لتطيرّ شعري بالأعلى ..
فألملم أشيائي وأدخل غرفتي ..
ابتسمت بشفقة على حالي .. ولا زالت عيناي معلقة بالأعلى ..



كنت أمام باب المنزل .. لم أطرق بابه إلى الآن ..
فقد كانت المخاوف تسيطر عليّ .. كيف لي أن أقابل والدتي بعد هذا الغياب ...
هذه المرة الثالثة على التوالي التي تصل بها كفي لطرق الباب وترجع ..
نظرت للخلف لأرى تشارلي يستنشق سيجارته وهو مسندٌ لجسده على مقدمة السيارة ...
نظرت مجددا للباب وفجأة فُتحَ باب المنزل ..
خطيت خطوة للوراء وابتسمت باضطراب ... فقد كان خالي ..
ــ أوه .. روزالي .. اشتقنا لكِ كثيرا .. منذ لحظات كنت أسأل والدتك عنك .. وعن أحوالك ..
ازدرت لعابي وقلت : مرحبا خالي توماس .. كيف حالك ؟
ــ أنا بخير .. لدي عمل مهم .. لولا هذا لتحدثنا قليلاً ..
قلت بود : لا عليك ..
ــ إلى اللقاء ..
همست : إلى اللقاء ..
تخطاني خالي وذهب من أمامي تاركاً باب المنزل مفتوح ...
نظرت لداخله وقلبي يقرع طبوله بخوف ..
كان مظلماً نسبيا .. أو بسبب أنني بالخارج وشمس اليوم قوية جداً ...
تشجعت وخطيت أول خطوة للأمام .. بينما استقرت كفي على بابه ليزيد انفراجه وصوت صريره يتعالى ليعم هذا السكون .....

the end


ردودكم التي باتت قليلة تشجعني ,
كما أن انتقاداتكم وأرائكم .. أتقبلها بصدر رحب ..أي1
شيشوووو حبيبتي .. أسفة أن كان هناك خطأ إملائي .. ما راجعت
بسبب الدراسة ..
دعواتكم .. احبائي .. حب2
دمتم بود وبحفظ الله ورعايته ..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة عِ ـطّـر• ; 10-31-2014 الساعة 02:27 PM
رد مع اقتباس
  #247  
قديم 10-31-2014, 01:47 PM
 
حجز ......1
موتوا بغيضكم
رد مع اقتباس
  #248  
قديم 10-31-2014, 01:48 PM
 
حجز 2 -_-
__________________
[CENTER].[cc=^^]
رد مع اقتباس
  #249  
قديم 10-31-2014, 02:50 PM
 
ححججزز 3
__________________




اسْتغفِر الله , الله اكْبَر , سُبحَان الله , الحَمدُ لله
لَا إله إلا الله وَحدَه لاَ شَريكَ لَه


رد مع اقتباس
  #250  
قديم 10-31-2014, 03:20 PM
 
[mouseover=في وقت مضى]حجز ....[/mouseover]
السلام عليكم
كيفك غاليتي ؟؟
أتمنى بخير

عزيزتي ابدعتي .. تالقتي .. احسنتي
أهله يزداد حبي لروايته في كل مرهـ
فأنتي مبدعه
تصميم جميل
ابداع متكامل
كاتبه رائعه
سلمتي لها
تشارلي ذا انا بحبه كتيير
روزا عزيزتي احتلمي وإياك ان تستسلمي
وبهذا ينتهي ردي
لا تحرميني ابداعك

في أمان الله
عِ ـطّـر• likes this.
__________________

سبحان الله ، الحمدلله


سَلـمْتُ أمْـري إليَـگَ يَ رَبـي .. وبِـگَ أگتَفَّـي لِأگُـون بِخَـيَّر !*




سعادتيّ هِي رؤيہ من احب بخير . .فَ ي ربَ اجعلهم سّعداء اينما گآنوا ^_








التعديل الأخير تم بواسطة طيف الفراشة 2 ; 10-31-2014 الساعة 06:25 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الصداقة في حرب الدماء Pinky Angela أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 52 09-27-2013 12:10 AM
رواية انمي (الحب الاعمى )رواية في قمة الروعه.. عاشقة الفراشات أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 24 07-19-2013 04:31 PM
رواية مملكة مصاصي الدماء ثاني رواية لي بليييز ادخلو sωєєτ αиɢєℓ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 69 04-27-2013 03:39 PM
للجمال والأناقة عنوان **أميرة الذوق ** صور أنمي 40 12-09-2012 02:38 PM
رواية ( نزيف الحب ) رواية انمي جنان كيلوا# أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 12-18-2010 06:57 PM


الساعة الآن 12:45 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011