5 يوم 23 ساعة 38 دقيقة
ملخص تزامنت زيارتي لمدينة الإسماعيلية يوم الخميس الماضي مع إقامة مباراة الاسماعيلي والأهلي على إستاد الإسماعيلية في الأسبوع التاسع من الدوري العام
تزامنت زيارتي لمدينة الإسماعيلية يوم الخميس الماضي مع إقامة مباراة الاسماعيلي والأهلي على إستاد الإسماعيلية في الأسبوع التاسع من الدوري العام حيث كنت بصحبة أحد أصدقائي في زيارة لأخي الذي يعمل ويقيم في هذه المدينة الجميلة.

كان كل شئ هادئ عندما وصلنا حيث كانت الساعة لا تزال العاشرة صباحا أي قبل المباراة التي لم تكن في الحسبان بسبعة ساعات كاملة وقام صديقي بالإشارة لأحد سائقي التاكسي والذي يتميز باللون البرتقالي ، وتوقف سائق التاكسي الذي كان وجهه مبتسما خاصة عندما لاحظ أننا أغراب ولسنا من أبناء المدينة.

انطلق بنا السائق في شوارع المدينة التي تتميز بالاتساع وانتشار اللون الأخضر في كل مكان كما لفت انتباهي حرص الجميع من مختلف الأعمار على ممارسة الرياضة ويساعدهم على ذلك بالطبع طبيعة المدينة الجميلة واتساعها، وقتها شعرت بنوع من الراحة النفسية وتمنيت لو أني أقيم في هذه المدينة لكي أتمتع بهذا الجمال والهدوء الذي لا ننعم به كثيرا في العاصمة.

قطع على هذه الأفكار السائق عندما سئلنا بشكل ودي عن مكان مجيئنا في محاولة منه لبدء نوع من الحوار يكسر به حالة الصمت السائدة وأجبته أننا من القاهرة وأننا جئنا إلي هنا لزيارة أخي .. ولكني وجدت وجه السائق الذي كانت تعلوه البسمة منذ استوقفناه قد تبدل فجأة وبادرنا على الفور بجملة أخرى غير متوقعة " وأكيد بقى أنتو أهلاوية" ثم بدء بوابل من الهجوم على النادي القاهري متهما إياه بأنه "نادي الحكومة" الذي يفوز بمساعدة الحكام والحظ ... إلي أخره من الاتهامات المعتادة.

نظرت إلي صديقي الذي اعرف عنه تعصبه للنادي الأحمر في محاولة مني للحاق به قبل أن يدخل في نقاش لا طائل منه مع السائق ولكنه كان أسرع مني وأطلق هو الأخر للسانه العنان في الرد على السائق متهما جمهور النادي الساحلي بالحقد على الأهلي الذي يحقق البطولات التي لا يستطيع نادي أخر في مصر تحقيقها وأنهم أي "جمهور الاسماعيلي" يعتبرون الفوز على فريق الأهلي في حد ذاته بطولة وهو أكبر دليل على بطولية النادي القاهري.

بالطبع تطرق السائق هو الأخر إلي تفنيد هذه الاتهامات بل وشن هجوم معاكس متهما إدارة النادي الأهلي بالتربص بنجوم الإسماعيلية على مدار التاريخ في محاولة لإضعاف الفريق مؤكدا أن العديد من البطولات الأهلاوية قد تحققت بفضل نجوم الدراويش اللذين انتقلوا إلي القاهرة للعب في صفوف القلعة الحمراء بل وبدء في سرد أسماء هؤلاء النجوم.

هنا قررت التدخل قبل أن يتطرقا إلي النقاش حول قضية حسني عبد ربه ويحدث ما لا يحمد عقباه خاصة وأني على يقين بما تمثله قضية عبد ربه لأهل الإسماعيلية وما يمكن أن يصل إليه الموقف إذا دخل الطرفان في نقاش حول هذه القضية "الحساسة" !

حاولت إقناعهما أن كل من الأهلي والاسماعيلي هما أندية مصرية وأنه يجب على جمهور كل فريق أن يشجع فريقه دون الالتفات إلي الأندية الأخرى وأننا أصبحنا الآن في عصر الاحتراف وأنه من الطبيعي أن ينتقل اللاعب من نادي لأخر بل وأن معظم لاعبي الفريقين أصدقاء ويلتقون يبعضهم أثناء تجمع المنتخب الوطني وأن كرة القدم ما هي إلي رياضة تهدف إلي الارتقاء بسلوك الأفراد سواء كانوا لاعبين أو مشاهدين.

عند هذه اللحظة أشار أحد المارة للسائق الذي توقف له وطلب منه هذا الشخص الذي لا يزال في بداية مرحلة الشباب أن يقله إلي الإستاد وهو الطلب الذي تحمس له السائق ووافق على الفور ودخل هذا الشاب الذي كان يحمل معه مجموعة من الأعلام مختلفة الألوان بعضها برتقالي اللون وبعضها أحمر إلي العربة.

لفت انتباهي ألوان الأعلام التي يحملها هذا الشاب وظننت أنه قد يكون من مشجعي الاسماعيلي ولكنه ربما أحضر معه أعلام النادي الأهلي حتى يقوم هو وزملاؤه بتشجيع الأهلي بعد المباراة في مبادرة جديدة خاصة وان الأهلي مقبل على مباراة هامة أمام النجم الساحلي التونسي في نهائي بطولة إفريقيا بعد لقاء الاسماعيلي.

وظننت أن الفرصة قد أتتني لأثبت لصديقي وللسائق أنه لازال هناك جمهور واعي بأهداف لعبة كرة القدم كرياضة أولا وأخيرا، وقررت أن أتوجه بالسؤال إلي هذا الشاب عن هوية الأعلام الحمراء حتى اثبت لهم صحة وجهة نظري وأنا واثق بالطبع من إجابته... ولكني صدمت من إجابة هذا الشاب الذي أكد لي أن هذه الأعلام الحمراء هي أعلام النجم الساحلي وانه احضرها خصيصا نكاية في جمهور الأهلي "المغرور" ثم انطلق بوابل من الاتهامات ضد الأهلي تنطبق كثيرا مع ما قاله السائق منذ قليل.

عندها نظر نحوي السائق بنظرات كلها فخر وكأنه يود أن يؤكد لي انه انتصر لرأيه، في المقابل وجدت صديقي وقد استشاط من الغضب وكاد أن يدخل في نقاش جديد مع هذا الشاب ولكن الله ستر ووجدنا التاكسي قد وصل بنا عند مكان إقامة أخي وحمدت الله على الخروج من هذا النقاش أنا وصديقي دون خسائر.

وعندما أشارت عقارب الساعة إلي الخامسة جلست أنا وصديقي وأخي لمشاهدة المباراة والتي أمتعنا فيها لاعبو الفريقان وخاصة لاعبو الاسماعيلي اللذين يقدمون أفضل ما لديهم كالعادة في مبارياتهم أمام الأهلي، ولكن ما أفسد علينا متعتنا بالطبع هو وجود أعداد كبيرة من جماهير الاسماعيلي التي كانت تحمل أعلام النجم الساحلي وكذلك ما حدث من اعتداء على أتوبيس الفريق الأحمر بعد المباراة وما سمعناه من هتافات من الجمهور أثناء وبعد المباراة خاصة وأن منزل أخي يقع بالقرب من الإستاد.

وأكد لي صديقي أنه سيأتي إلي الإسماعيلية هو وأصدقائه من مشجعي الأهلي العام القادم عندما يلاقي الأهلي الاسماعيلي حتى يرد على جمهور الدراويش .. ولكن كل ما كنت أفكر فيه في هذا الوقت هو كيف سنعود إلي القاهرة وسط هذه الأحداث بل ووجدتني أقول في نفسي " مش جاي الإسماعيلية مع الأهلي في يوم واحد مرة تانية" !

لا تعليق

__________________