|
|
#38
08-06-2014, 10:08 PM
| ||
| | ||
| الفصل الخامس من رواية بوابة الحديقة [align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:9px outset blue;"][cell="filter:;"][align=center] كان من البديهي ان تستولي الحديقة بما فيها من الغاز على تفكيري ، ولا اخفي عليكم اني اوجست منها خيفة ما جعلني اقرر الابتعاد عن اخطارها بعض الوقت حتى آخذ كفايتي من التدرب اكثر على فنون القتال فقد توطئت علاقتي بالمدرب وبزملائي هناك الذين كانوا عون حقيقي لي ومنهم ناكمارا وبيلاسي اذ كانوا قدوتي بالصلابة والكفاح للوصول الى القوة التي يصبون اليها وبالتأكيد حرصت على الاحتكاك بهم حتى اتأثر بقوتهم واصبح مثلهم في القريب العاجل يوما ما لأحطم وجه الثلاثي الكريه (الحراس وجوجو وياراكو) وقويت اواصر صداقتنا مع مرور الايام ولم يخيل لي انهم يشاركوني اهتمامهم بالذهاب لزيارة الحديقة المبهجة حسب تعبيرهم عنها ، ولم ابح لهم عن مكنونات اسرارها . لم يخفي على خالي ياسلودي مدى التطور الذي طرأ على شخصيتي ما منحني ثقة اكبر ، لاسيما على الصعيد العاطفي اذ دعوت ذات يوم من اذوب في حبها لتناول المثلجات الرائعة المذاق في باحة المدرسة ولحسن الحظ لم اتعرض لمضايقات جوجو او اعتداء ياراكو علي فقد كان الاثنان غائبين ما جعلني اركز على الفوز بإثارة انتباه يابين تلك الفتاة المدللة المترفة ورغم ذلك فقد ازداد حبي لها ودعتني يومها للحضور الى منزلها للتعرف على عائلتها الصغيرة في نفس اليوم . وعلى الفور حضرت لمنزلها الذي كان كالقصر تطوقه اسوار متينة صلدة ومن خلفه حديقة في غاية البهاء والجمال واذكر اني قد اشتريت بعض الزهور لأقدمها اليها في حديقتها الغناء لتأخذها برقة متناهية وتقدمها لكلبها القزم ليشمها فأخذ يلعقها ويمزقها فكان يبدوا لي انه قد حسبها وجبة غداء!، اخذت الزهور من الارض وقالت بدلال بالغ كف عن هذا السخف يا باتشي ، لا تمزق زهور ياكي الصديق الطيب . قلت بسرور (يسعدني ان تنعتيني بهذه الصفة النبيلة) عندئذ ابتسمت ابتسامة عذبة لطالما لمحتها على محياها اثناء تواجدنا في نفس الفصل عندما يتودد لها خصمي المزعج ياراكو . قالت بحماس (انت تبدو كذلك بالفعل ، فأنت بلا شك كريم المحتد) ، كاد الفرح يطيح بعقلي فأمسكت يدها وقربتها الى صدري وقلت في انفعال متناهي (هل تتزوجيني؟!) . عندها اجتاح فاتنتي الذهول وعقبها افراط من الضحك وانا كنت اترقب وجهها البشوش البراق وامسكت بكتفها لأحاول ان اخمد ضحكاتها العالية فخشيت ان تلفت انتباه احدهم وقلت لها (انا بالفعل احبك وفي غضون بضع سنوات سأشب واصبح رجلا لأكون جاهزا من الزواج منكي . هل انتي موافقة عزيزتي؟) . ذهبت الابتسامة من ثغرها وحلت مكانها جدية غير معهودة وقالت (ولكن ياراكو قد طلب مني الزواج به كثيرا، وكنت اشيح بوجهي عنه) ثم اردفت قائلة بعد ان عاودتها الضحكات المجنونة ( لكني اوافق عليك، فلن اجد شخصا اكثر منك يحبني) وكاد ان يغمى علي بعد ان سمعتها تتلفض بكلماتها المعسولة لي شخصيا ! . طلبت مني الدخول معها الى القصر بعدد حديثنا الرقيق لأتعرف على عائلتها وكان والدها يُدعى جابي وكان شخصا وقورا الى اقصى حد وقد لمست تواضعه من خلال استقباله الحار لي بالإضافة لزوجته التي لاقتني ايضا بنفس الترحاب وكان اسمها يابينين وكان اسم ابنتها مقتبس من اسمها ومعناه ناي الليل الحزين واخيرا المربية سايوي التي تغدق يابين بحبها ووفائها لها وكانت متعلقة بها كثيرا لدرجة ان تضيق بها يابين ذرعا من ملاحقتها لها احيانا ، فكانت يابين تشتكي من حب مربيتها المفرط لها وقد روت لي حبيبتي بنفسها عن انزعاجها من حدب حب مربيتها. وبالطبع حاولت ان اتحلى بأجمل الالفاظ واظهر الادب الجم والاخلاق النبيلة حرصا على انطباع العائلة الثرية عني ولا زلت اتذكر كيف مدحني السيد يابي عندما كنت اجلس بحضرته رفقة عائلته وقال لي (من النادر ان اجد فتا عطوفا وطيبا الى هذا الحد مثلك يا ياكي) فشكرته على لطفه . واستغربت جرئتي في الحديث معهم آنذاك وفرحت لذلك كثيرا ومضى الوقت سريعا وقد حان موعد رحيلي ورافقتني يابين الى الباب الخارجي وقلت لها (سعٌدت بالتواجد بصحبتك يا اعز العزيزات) فقالت باستحياء (هيا اذهب ايها الاحمق ، والا ناديت باتشي ليتولى امر صرفك عني) لتبتسم بعد ذلك بكل غنج واطعت امرها وعدت ادراجي لمنزلي وكانت دقات قلبي تخفق بسرعة هياما بمدللتي ورأيت الغيوم تنتشر في السماء ومن خلفها اشعة شمس الغروب تأذن بغيابها وكم ابهرني الطقس وقتها وكدت ان احلق من فرط السعادة والهناء . وصلت للمنزل ودلفت الى داخل غرفة الجلوس لأجد امي مع الخال وفي حجره تجلس اوشي مدللة ، كانوا يجلسون ويتسامرون فيما بينهم وشاركتهم الجلوس فسألني خالي ياسلودي (اني اراك في غبطة وسرور ! ، هل هناك امر ما) عندئذ احترت بما اقول فتذكرت ناكمارا وبيلاسي وقلت (كنت امضي اوقاتا مرحة مع اصدقاء النادي) فقالت امي بابتسامة هادئة (ان ياكي لمصدر فخرواعتزاز بالنسبة لي ، لانه عرف اخيرا حجم المسؤولية التي تركها لي والده والكمد الذي لاقيته بعد رحيله بتحمل تدبير اموره هو واوشي) فأجبتها قائلا (واني لن اكون غير ذلك يا امي الغالية ، بالإضافة ان خالي يشاركنا وحدتنا وهو متحد معنا) فضحك الخال برضى تام وقد تلاشت كل المنغصات التي كانت تعيشها عائلتنا كأي عائلة اخرى . ولا اتذكر بعد ذلك الحديث غير اننا قضينا امسية رائعة مع الفكرة التي كانت تراودني بشأن الذهاب لتفقد الحديقة فجرا ، ورحت اترقب نوم الجميع بعد ان غادرنا خالي ياسلودي وخرجت بعد ذلك اسير في خطى متسارعة واجتاحتني موجة برد تنبأ بقرب حلول فصل الشتاء وكنت ارتدي وقتها ثياب خفيفة لأني لم احسب لهذا البرد المفاجئ أي حسبان وتابعت سيري وشعوري بالبرد يتدفق الى جوارحي شيئا فشيئا لكن عزيمتي لم تخور وحماستي زادت لأدخل فتحة الحديقة السرية فسرت داخلها وابصرت السماء فاتحة اللون بغيومها البيضاء الكثيفة فتوقعت هطول المطر بأي لحظة ما اشعر روحي بالاهتياج غبطةً بتلك الفكرة . واخيرا تسلقت شجرة بالغة الارتفاع بين اوراقها الكثيفة التي تحركها الريح بقوة فأوجست خوفا في نفسي وصوبت تركيزي نحو وقع اقدام ثقيلة تكسر اغصان الشجر المترامية على الارض فعرفت صاحب تلك الجلبة ، انه حارس الحديقة الذي كان قاصدا تلك المنطقة في احد اركانها القصي وكنت على مقربة من المكان لتلوح لي تلك الكلاب التي رأيتها تلك المرة السابقة ولكن هذه المرة كانت بأعداد كثيرة فشعرت لوهلة انه قطيع من الكلاب . وخفت ان تكشف وجودي بحاسة الشم التي تمتلكها بقوة غير ان ذلك لم يحدث فقد هدأ غضبها وسكتت لمجرد ظهور الشيطان المرعب الذي رأيته المرة السابقة وكان جالسا على العشب وهي تطوف حولته ترتجي وده . اتى الحارس مظهرا خضوعه للكائن المسخ فانطلقوا الى الجهة المقصودة بعدما عادت الاصوات المعذبة بالصياح ومعها الرائحة المنتنة التي زادت اكثر بسبب حمل الرياح القوية لها لتستقر في انفي وكدت ُ ان اتقيىء لولا ان نزلت من الشجرة مبتعدا عن شرها ، لقد فكرت بتتبعهم لكني لم استطع بسبب المصدر النتن الذي تنبعث منه رائحته وعزمت على الخروج وفي طريقي للخروج تعالت صوت ضحكة مفزعة في سماء الحديقة وركضت مسرعا من شدة الهول والجزع الذي لاقيته وتبينت انها قد اتت من نفس الجهة الغامضة تلك ، ارتعدت اوصالي وسال العرق مني وجف حلقي ولم التقط انفاسي الا بوصولي لمخدعي الآمن ، كنت اضن هذا وقتها ولكن تبين لي ان اشباح الحديقة تلاحقني حتى في منزلي او انا من جلبتها لنفسي ان صح التعبير. ورأيت الكوابيس تتسلل لمضجعي متمثلة بجر الحارس والشيطان الذي معه لي بكل قوتهم الى داخل الحديقة ليطبقوا بوابتها من بعد ذلك قمت فزعا من منامي وقلت صارخا (ياويلي ، لقد ادركني شرهم!). [/align][/cell][/tabletext][/align]  |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| الحديقة | (البافاري) | مواضيع عامة | 2 | 03-08-2012 11:28 PM |
| الانمي في الحديقة | rooore | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 06-19-2010 10:53 PM |
| ولد سرق في الحديقة | الفقلوي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 10-09-2008 11:28 AM |
| صور الحديقة السرية | samir albattawi | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 13 | 02-11-2008 03:47 PM |
186Likes
العرض العادي
