عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > شخصيات عربية و شخصيات عالمية

شخصيات عربية و شخصيات عالمية شخصيات عربية, شخصيات عالمية, سير الأعلام.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 09-24-2007, 06:26 PM
 
رد: بين يدى محمود درويش

قصيدة : رد فعل
وطني! يعلمني حديد سلاسلي
عنف النسور، ورقة المتفائل
ما كنت أعرف أن تحت جلودنا
ميلاد عاصفة.. و عرس جداول
سدّوا عليّ النور في زنزانة
فتوهّجت في القلب..شمس مشاعل
كتبوا على الجدران رقم بطافتي
فنما على الجدران.. مرج سنابل
رسموا على الجدران صورة قاتلي
فمحت ملامحها ظلال جدائل
و حفرت بالأسنان رسمك داميا
و كتبت أغنية العذاب الراحل
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي
و غرزت في شعر الشموس أناملي
و الفاتحون على سطوح منازلي
لم يفتحوا إلا وعود زلازلي!
لن يبصروا إلاّ توهّج جبهتي
لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي
فإذا احترقت على صليب عبادتي
أصبحت قديسا.. بزيّ مقاتل
__________________

اول الصدقة فى بيتك واول العدالة مع جارك
"تشارلز ديكنز "
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 09-24-2007, 06:26 PM
 
رد: بين يدى محمود درويش

قصيدة : ريتا احبيني
في كلّ أمسية، نخّبيء في أثينا
قمرا و أغنية. و نؤوي ياسينا
قالت لنا الشرفات:
لا منديله يأتي
و لا أشواقه تأتي
و لا الطرقات تحترف الحنينا.
نامي! هنا البوليس منتشر
هنا البوليس، كالزيتون، منتشر
طليقا في أثينا
في الحلم، ينضم الخيال إليم
تبتعدين عني.
و تخاصمين الأرض
تشتعلين كالشفق المغنّي
ويداي في الأغلال.
"سنتوري" بعيد مثل جسمك
في مواويل المغنّ..
ريتا.. أحبّين!ي و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين ..
الحبّ ممنوع..
هنا الشرطيّ و القدر العتيق
تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك
للعيون السود
قطاع الطريق
يتربصون بكل عاشقة
أثينا.. يا أثينا.. أين مولاتي؟
_على السكّين ترقص
جسمها أرض قديمة
و لحزنها وجهان:
وجه يابس يرتدّ للماضي
ووجه غاص في ليل الجريمة
و الحب ممنوع ،
هنا الشرطيّ، و اليونان عاشقة يتيمة
في الحلم، ينضمّ الخيال إليك ،
يرتدّ المغني
عن كل نافذة، و يرتفع الأصيل
عن جسمك المحروق بالأغلال
و الشهوات و الزمن البخيل.
نامي على حلمي. مذاقك لاذع
عيناك ضائعتان في صمتي
و جسمك حافل بالصيف و الموت الجميل .
في آخر الدنيا أضمّك
حين تبتعدين ملء المستحيل .
ريتا.. أحبّيني! و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين ..
منفاي: فلاّحون معتقلون في لغة الكآبة
منفاي: سجّانون منفيون في صوتي..
و في نغم الربابة
منفاي: أعياد محنّطة.. و شمس في الكتابة
منفاي: عاشقة تعلق ثوب عاشقها
على ذيل السحابة
منفاي: كل خرائط الدنيا
و خاتمة الكآبه
في الحلم، شفّاف ذراعك
تحته شمس عتيقة
لا لون للموتى، و لكني أراهم
مثل أشجار الحديقة
يتنازعون عليك،
ضميهم بأذرعة الأساطير التي وضعت حقيقة
لأبرّر المنفى، و أسند جبهتي
و أتابع البحث الطويل
عن سرّ أجدادي، و أول جثة
كسرت حدود المستحيل.
في الحلم شفّاف ذراعك
تحته شمس عتيقة
و نسيت نفسي في خطى الإيقاع
ثلثي قابع في السجن
و الثلثان في عشب الحديقة
ريتا.. أحبّيني! و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين ..
الحزن صار هوية اليونان،
و اليونان تبحث عن طفولتها
و لا تجد الطفولة
تنهار أعمدة الهياكل
أجمل الفرسان ينتحرون.
و العشّاق يفترقون
في أوج الأنوثة و الرجوله .
دعني و حزني أيّها الشرطيّ،
منتصف الطريق محطّتي ،
و حبيبتي أحلى قتيلة.
ماذا تقول؟
تريد جثذتها؟
لماذا؟
كي تقدمها لمائدة الخليفة؟
من قال إنك سيدي ؟
من قال إن الحبّ ممنوع ؟
و إن الآلهه
في البرلمان ؟
و إن رقصتنا العنيفة
خطر على ساعات راحتك القلية؟!
الحزن صار هوية اليونان،
و اليونان تبحث عن طفولتها
و لا تجد الطفولة.
حتى الكآبه صادرتها شرطة اليونان
حتى دمعة العين الكحيلة.
في الحلم، تتّسع العيون السود
ترتجف السلاسل ..
يستقبل الليل..
تنطلق القصيدة
بخيالها الأرضيّ ،
يدفعها الخيال إلى الأمام.. إلى الأمام
بعنف أجنحة العقيدة
و أراك تبتعدين عني
آه.. تقتربين مني
نحو آلهة جديدة.
ويداي في الأغلال، لكني
أداعب دائما أوتار سنتوري البعيدة
و أثير جسمك..
تولد اليونان..
تنتشر الأغاني ..
يسترجع الزيتون خضرته ..
يمر البرق في وطني علانية
و يكتشف الطفوله عاشقان..
ريتا.. أحبّيني !و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أحزان السجين..
__________________

اول الصدقة فى بيتك واول العدالة مع جارك
"تشارلز ديكنز "
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 09-24-2007, 06:27 PM
 
رد: بين يدى محمود درويش

قصيدة : رسالة من المنفى
-1-
تحيّة ... و قبلة
و ليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟
و دورة الزمان دون حد
و كل ما في غربتي
زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي ؟
و كل ما قيل و ما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع .. منهد
من أين أبتدي
تحيّة .. و قبلة.. و بعد ..
أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
لا تنسني ، و قل : بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر !
ما زال في السما قمر !
و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته... و لم يزل بخير
و صرت شابا جاور العشرين
تصوّريني ... صرت في العشرين
و صرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياه
و أحمل العبء كما الرجال يحملون
و أشتغل
في مطعم ... و أغسل الصحون
و أصنع القهوة للزبون
و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
-3-
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ ، و أتكي على الجدار
أقول للحلوة : آه
كما يقول الآخرون
" يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ،
تصوروا كم مرة هي الحياة
بدونهن ... مرة هي الحياة " .
و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ "
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر
و سلة صغيرة من الخضار
-4-
سمعت في المذياع
قال الجميع : كلنا بخير
لا أحد حزين ؛
فكيف حال والدي
ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله
و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟
و كيف حال إخوتي
هل أصبحوا موظفين ؟
سمعت يوما والدي يقول :
سيصبحون كلهم معلمين ...
سمعته يقول
( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
و كيف حال أختنا
هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟
و كيف حال جدّتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
تدعو لنا
بالخير ... و الشباب ... و الثواب !
و كيف حال بيتنا
و العتبة الملساء ... و الوجاق ... و الأبواب !
سمعت في المذياع
رسائل المشردين ... للمشردين
جميعهم بخير !
لكنني حزين ...
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرا ...
و لو حزين
و لو حزين
-5-
الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى ..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
و مرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟
هل يذكر المساء
معاجرا مات بلا كفن ؟
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
- كأي شيء ميت - إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها ؟
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...
و أنت يا أماه
ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
__________________

اول الصدقة فى بيتك واول العدالة مع جارك
"تشارلز ديكنز "
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 09-24-2007, 06:27 PM
 
رد: بين يدى محمود درويش

قصيدة : سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا
يجيئون،
أبوابنا البحر، فاجأنا مطر. لا إله سوى الله. فاجأنا
مطر و رصاص. هنا الأرض سجادة، و الحقائب
غربة!
يجيئون،
فلتترجّل كواكب تأتي بلا موعد. و الظهور التي
استندت للخناجر مضطرة للسقوط
و ماذا حدث ؟
أنت لا تعرف اليوم. لا لون. لا صوت. لا طعم
لا شكل.. يولد سرحان، يكبر سرحان،
يشرب خمرا و يسكرّ. يرسم قاتله، و يمزق
صورته. ثم يقتله حين يأخذ شكلا أخيرا
و يرتاح سرحان:
سرحان! هل أنت قاتل ؟
و يكتب سرحان شيئا على كم معطفه، ثمّ تهرب
ذاكرة من ملف الجريمة.. تهرب.. تأخذ
منقار طائر.
و تأكل حبة قمح بمرج بن عامر
و سرحان متّهم بالسكوت، و سرحان قاتل
و ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا، و تنطفئان
قيود تلد
سجون تلد
مناف تلد
و نلتف باسمك.
ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا.. و تنطفئان
و نعرف، كنا شعوبا و صرنا حجارة
و نعرف كنت بلادا و صرت دخان
و نعرف أشياء أكثر
نعرف، لكنّ كل القيود القديمة
تصير أساور ورد
تصير بكارة
في المنافي الجديدة
و نلتف باسمك
ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا و تنطفئان.
و سرحان يكذب حين يقول رضعت حليبك، سرحان
من نسل تذكرة، و تربى بمطبخ باخرة لم تلامس
مياهك. ما اسمك؟
_نسيت .
و ما اسم أبيك ؟
_نسيت
و أمك
_نسيت
و هل نمت ليلة أمس ؟
_لقد نمت دهرا
حلمت ؟
_كثيرا
بماذا
_بأشياء لم أرها في حياتي
و صاح بهم فجأة:
_لماذا أكلتم خضارا مهربة من حقول أريحا؟
_لماذا شربتم زيوتا مهربّة من جراح المسيح؟
و سرحان متّهم بالشذوذ عن القاعدة
رأينا أصابعه تستغيث. و كان يقيس السماء بأغلاله
زرقة البحر يزجرها الشرطيّ، يعاونه خادم آسيويّ،
بلاد تغّير سكانها، و النجوم حصى
و كان يغنّ:ي مضى جيلنا و انقضى.
مضى جيلنا و انقضى.
و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة. دم كالمياه.
و ليس تجفّفه غير سورة عم و قبعة الشرطيّ
و خادمة الآسيوي. و كان يقيس الزمان بأغلاله
سألناه: سرحان عم تساءلت؟
قال: اذهبوا، فذهبنا
إلى الأمهات اللواتي تزوّجن أعداءنا.
و كنّ ينادين شيئا شبيها بأسمائنا.
فيأتي الصدى حرسا
ينادين قمحا
فيأتي الصدى حرسا
ينادين عدلا
فيأتي الصدى حرسا.
ينادين يافا
قيأتي الصدى حرسا
و من يومها، كفت الأمهات عن الصلوات و صرنا
نقيس السماء بأغلالنا
و سرحان يضحك في مطبخ الباخرة
يعانق سائحة، و الطريق بعيد عن القدس و الناصرة
و سرحان متّهم بالضياح و العدميّة
و كلّ البلاد بعيدة .
شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني
و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان)
ورائحة البن جغرافيا
و ما شرّدوك.. و ما قتلوك .
أبوك احتمى بالنصوص، و جاء اللصوص
و لست شريدا.. و لست شهيدا.. و أمك باعت
ضفائرها للسنابل و الأمنيات و فوق سواعدنا
فارس لا يسلم (وشم عميق ). و فوق أصابعنا
كرمة لا تهاجر ( وشم عميق (
خطى الشهداء تبيد الغزاة
(نشيد قديم)
و نافذتان على البحر يا وطني تحذفان المنافي..وأرجع
(حلم قديم –جديد)
شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني
و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان ).
و رائحة البن جغرافيا
و رائحة البن يد
و رائحة البن صوت ينادي.. و يأخذ
رائحة البن صوت و مئذنه (ذات يوم تعود).
و رائحة البن ناي تزغرد فيه مياه المزاريب ينكمش
الماء يوما و يبقى الصدى .
و سرحان يحمل أرصفة و نوادي و مكتب حجز التذاكر
سرحان يعرف أكثر من لغة و فتاه. و يحمل تأشيرة
لدخول المحيط و تأشيرة للخروج و لكنّ سرحان
قطرة دم تفتش عن جبهة نزفتها.. و سرحان
قطرة دم تفتّش عن جثة نسيتها.. و أين ؟
و لست شريدا.. و لست شهيدا
و رائحة البن جغرافيا.
و سرحان يشرب قهوته ..
و يضيع
هنا القدس .
يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي
و أبقى ؟
خلقت هنا.. و تنام هناك
مدينة لا تنام و أسماؤها لا تدوم. بيةت تغيّر
سكانها. و النجوم حصى .
و خمس نوافذ أخرى، و عشر نوافذ أخرى تغادر
حائط
و تسكن ذاكرة.. و السفينة تمضي .
و سرحان يرسم شكلا و يحذفه: طائرات وربّ قديم
و نابالم يحرق وجها و نافذة.. و يؤلف دوله .
هنا القدس .
يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي..
و أبقى؟
و لا ظلّ للغرباء.
مساء يرافقهم، و المساء بعيد عن الأمهات قريب من
الذكريات. و سرحان لا يقرأ الصحف العربية.
لا يعرف المهرجانات و التوصيات.فكيف إذن
جاءه الحزن.. كيف تقيّأ ؟
و ما القدس و المدن الضائعة
سوى ناقة تمتطيها البداوة
إلى السلطة الجائعة
و ما القدس و المدن الضائعة
سوى منبر للخطابه
و مستودع للكآبه
و ما القدس إلا زجاجة خمر و صندوق تبغ
..و لكنها وطني .
من الصعب أن تعزلوا
عصير الفواكة عن كريات دمي ..
و لكنها وطني
من الصعب أن تجدوا فارقا واحدا
بين حقل الذرة
و بين تجاعيد كفيّ
و لكنها وطني..
لا فوارق بين المساء الذي يسكن الذاكرة
و بين المساء الذي يسكن الكرملا
و لكنها وطني
في الحقيقة و الدم متسع للجميع
و خط الطباشير لا يكسر المطر المقبلا
هنا القدس ..
كيف تعانق حريتي_ في الأغاني_ عبوديتي ؟
و سرحان يرسم صدرا و يسكنه
و سرحان يبكي بلا ثمن ووسام
و يشرب قهوته.. و يضيع
يمزق غيما، و يرسله في اتجاه الرياح. و ماذا؟ هنالك
غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة
أتذهب صيحاتنا عبثا؟
أكلت.. شربت.. و نمت.. حلمت كثيرا. أفقت
تعلمت تصريف فعل جديد. هل الفعل معنى بآنية
الصوت.. أم حركة؟
و تكتب ض. ظ. ق. ص. ع. و تهرب منها، لأن
هدير المحيطات فيها و لا شيء فيها ضجيج الفراغ
حروف تميزنا عن سوانا_ طلعنا عليهم طلوع
المنون- فكانوا هباء و كانوا سدى. سدى نحن
هم يحرثون طفولتنا و يصكون أسلحة من أساطير
أعلامهم لا تغني و أعلامنا تجهض الرعد نقصفهم بالحروف
السمينة ض.ظ.ص.ق.ع ثم نقول انتصرنا و ما
الأرض؟ ما قيمة الأرض؟ أتربة ووحول نقاتل أو لا نقاتل ؟
ليس مهما سؤالك ما دامت الثورة العربية محفوظة في الأناشيد
و العيد و البنك و البرلمان
و تعرف أن الغزاة عصي بأيدي المماليك تكتب
ض.ظ.ق.ص.ع
تمزق غيما و ترسله في اتجاه الرياح و ماذا؟ هنالك
غيم شديد الخصوبة. لا بد من تربة صالحة
و تمضي السفينة. تبقى غريبا. جراحك مطبعة للبلاغات
و التوصيات. و باسك تنتصر الأبجدية. باسمك
يجلس عيسى إلى مكتب ويوقع صفقة خمر و أقمشة
و يحيى العساكر باسمك. تحفظ في خيمة
و تعلب في خيمة. لا هوية إلا الخيام. إذا
احترقت.. ضاع نمك الوطن
و باسمك تأتي و تذهب.باسمك حطّين تصبح مزرعة
للحشيش، و ثوارك السابقون سعاة بريد. و باسمك
لا شيء. يأتي القضاة، يقولون للطين كن جبلا
شامخا فيكون. يقولون للترعة انتفخي أنهرا فتكون
و تكتب ض.ظ.ص.ع.ق
تمزّق غيما و ترسله في اتجاه الرياح، و ماذا ؟
هنالك غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة
أتذهب صيحاتنا عبثا؟
و ليست خيامك ورد الرياح. و ليست مظلات شاطيء.
تدجج بأعمدة الخيمة. احترقي يا هويتنا_ صاح لاجيء
و سرحان يشرب قهوته. للجليل مزايا كثيرة
و يحلم، يحلم، يحلم.. آه_ الجليل!
و من كفّ يوما عن الاحتراق
أعار أصابعه للضماد
و صرح للصحفي و للعدسات
جريح أنا يا رفاق
و نال وساما.. و عاد
و سرحان ،
ما قال جرحي قنديل زيت و ما قال ..
صدري شباك بيت و ما قال..
جلدي سجّادة للوطن
و ما قال شيئا..
أتذهب صيحاتنا عبثا ؟
كل يوم نموت ،و تحترق الخطوات و تولد عنقاء
ناقصة ثم نحيا لنقتل ثانية
يا بلادي، نجيئك أسرى و قتلى.
و سرحان كان أسير الحروب، و كان أسير السلام
على حائط السبيّ يقرأ أنباء ثورته خلف ساق مغنّية
و الحياة طبيعية، و الخضار مهربّة من جباه العبيد
إلى الخطباء، و ما الفرق بين الحجارة و الشهداء؟
و سرحان كان طعام الحروب، و كان طعام السلام .
على حائط السبي تعرض جثته للمزاد. و في المجهر
العربي يقولون: ما الفرق بين الغزاة و بين الطغاة؟
و سرحان كان قتيل الحروب، و كان قتيل السلام.
سرحان! لا شيء يبقى، و لا شيء يمضي. اغتربت ..
لجأت.. عرفت. و لست شريدا و لست شهيدا
خيامك طارت شراره.
و في الريح متسع
هل قتلت؟
و يسكت سرحان يشرب قهوته و يضيع و يرسم
خارطة لا حدود لها و يقيس الحقول بأغلاله
هل قتلت
و سرحان لا يتكلم .يرسم صورة قاتله من جديد،
يمزّقها، ثم يقتلها حين تأخذ شكلا أخيرا..
_قتلت ؟
و يكتب سرحان شيئا على كمّ معطفه، ثم تهرب
ذاكرة من ملفّ الجريمة.. تهرب.. تأخذ منقار
طائر
و تزرع قطرة دم بمرج بن عامر.
__________________

اول الصدقة فى بيتك واول العدالة مع جارك
"تشارلز ديكنز "
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 09-24-2007, 06:28 PM
 
رد: بين يدى محمود درويش

قصيدة : سونا
أزهارها الصفراء ... و الشفة المشاع
و سريرها العشرون مهتريء الغطاء
نامت على الإسفلت ، لا أحد يبيع ... و لا يباع
و تقيأت سأم المدينة ، فالطريق
عار من الأضواء ..
و المتسولين على النساء
نامت على الإسفلت ، لا أحد يبيع ... و لا يباع !
يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي
زهرة صفراء تنبت في الوحول !
هذا أوان الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول
أحكي لكم عن مومس ... كانت تتاجر في بلادي
بالفتية المتسولين على النساء
أزهارها صفراء ، نهداها مشاع
و سريرها العشرون مهتريء الغطاء
هذي بلاد الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول
إلّا الذين رأوا سحاب الوحل ... يمطر في بلادي !
يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي
زهر الوحول ... عساي أبصق
__________________

اول الصدقة فى بيتك واول العدالة مع جارك
"تشارلز ديكنز "
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيديو للشيخ محمود المصرى قصيدة ليس الغريب رائعة خديجه أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 09-30-2007 06:23 PM
جميع حلقات الصلاة/ محمود المصري fares alsunna خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 6 06-23-2007 02:45 PM
اقترح لقباً للعضو محمود 200000 ماجد السعودية ختامه مسك 46 04-17-2007 11:08 PM


الساعة الآن 07:14 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011