عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree225Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2013, 04:29 PM
 
حبيبتي وين باارت
تاخرتي كثيييييييييييييير
اشتقت لي روايتك كثيييييييير

لاتنسئ اخبار بنزول بارت
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-24-2013, 11:15 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im38.gulfup.com/hO7kR.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


البارت الثـامن

[ ذئــب وحيــد ! ]



اسرعت ريمي نحو غرفتها و أمضت بها بقية اليوم و قد غفت نائمة عن موعد الغداء ... و كأنها سمعت صوت إليسيا الحنون قريب منها تحاول إيقاضها لكنها لم تفق ... كانت عيونها مرهقة جدا من شدة البكاء لقد صدمت من عمها و من الحقيقة كما قال اريك..... هل عليها أن تتأقلم بسرعة و بدون أي اعتراض على هذا الوضع...؟!
لقد حلمت عن ريديك .. رأته كثيراً , و كان عابساً غير سعيد... بكت وهي تناديه بألم... لكنه لم يسمعها . كان هناك حاجز من ضباب أسود بينهما ... تكثف الضباب بشدة وهي تحاول الصراخ من غير جدوى ..!!
شعرت بنفسها تهوي في ظلام ... ثم عيون حمراء مخيفة كثيرة تتكون من حولها... شهقت بقوة ..
_ ريمي عزيزتي...!
كان صوت إليسيا القلق قرب أذنها , ففتحت عينيها و رأت الأم جالسة قربها... مسحت على شعرها و قالت بقلق
_ آوه عزيزتي هل أنت بخير ؟! , لا شك بأنه كابوس ! خذي بعض الماء يا ابنتي .
تناولت ريمي الكأس بيد مرتجفة... كانت تتصبب عرقاً و صورة الضباب الأسود و العيون الحمراء تهتز بعقلها..
_ هل تحسنت الآن ؟! , أتريدين العودة للنوم ؟!.
هزت ريمي رأسها وهي تغمض عينيها و تجلس ببطء : لا أنا سأنهض ..
_ لا بأس عزيزتي... سأرسل لوسيا لتساعدك ..
لكن لوسيا لم تأتي بل دخلت سامنتا مندفعة وهي تحتضن ريمي بقوة : آووه ريمي هل أنت بخير ؟!
_ قالت ريمي مختنقة : بخير .
_ هيا سأساعدك على تبديل ثيابك أتعلمين أن هناك ضيوف يودون رؤيتك , ربما أمي لم تخبرك خوفا من أن تنزعجي.. لكن لا تقلقي أنهم ليسوا غرباء..
لبست ريمي ثوبا جميلا هادئا بلون البحر و نزلت مع سامنتا إلى غرفة الضيافة.. كان هناك صوت رجلين يتكلمان بهدوء...
طرقت سامنتا الباب بتهذيب ثم دلفت و من خلفها ريمي...
نهض عم ريمي "كريست" و رجل آخر و كذلك إليسيا و امرأة أخرى جميلة وكان هناك بلاك يجلس بجانب امرأة تبدو في منتصف العمر تشع بالحنان.
شعرت ريمي بالاحراج ليس من الضيوف بل من عمها , تقدم منها و أمسك بكتفها وهو يقدمها إلى الزوجين
_ هاهي ابنة أخي ريمي , أليست جميلة ؟!. – ثم وجه حديثه اللطيف إليها – عزيزتي هؤلاء هم عائلة لوكاس , و هذه السيدة هي "رولين رايندر" أم بلاك .
قالت ريمي بخجل : مرحبا...
حيوها بلطف شديد و أجلسها عمها على أريكة طويلة بجانب أريكته هو و جلست سامنتا بجانبها مما جعل ريمي تشعر بالارتياح..
أخذ الجميع يتحدثون عدة دقائق عن حياتهم لـ ريمي و فجأة تحدثت السيدة مارجريت بصوت رقيق وهي تنظر نحو ريمي بحنان : تبدين رائعة جداً عزيزتي أنتِ خليط من رجل عظيم و امرأة عظيمة . سوف تكونين فتاة عظيمة أيضا.

كان الجميع قد صمتوا يحدقون بها , و قد احمرت وجنتا ريمي بشدة بسبب اطراء أم بلاك.. كان لطف شديد منها لكن هل حقا سوف تكون عظيمةً , أنها تكاد لا تقوى على الوقوف على قدميها من هول ما عرفت من حقائق !
قالت بعد أن جمعت أشتاتها : شكرا سيدة رايندر , لكني لست أسطورة . لا أريد تخييب آمالكم , أني أشعر بالقوة فقط بينكم... أنا ... في الحقيقة ضعيفة .
أنكست رأسها وهي تقول جملتها الآخيرة بصوت خفيض للغاية , لكن الأكيد بأن الكل سمعها..
_ أنت لست كذلك , لقد أخبرني أحدهم بهذا وهو محق !.
صدمت وهي تنظر نحو بلآك بعدما تحدث بصوت هادئ واثق.. عيناه الغريبتان تخفيان أسرار آخرى..
ودت ريمي بشدة أن تتحدث إليه و تستفسر أمور كثيرة يكره عمها الخوض فيها..
لكن لا تقدر الآن..!
...............
افاقت في وقت ماقبل الفجر .. و كان الجو مظلماً.. و الهدوء يعم الأرجاء... ليس هناك أي صوت.. أو حتى حفيف الأشجار في الخارج !.
رأت أن ثيابها قد بدلت بثوب نوم وردي فاتح واسع وقصير قليلا إلى منتصف ساقيها.. دخلت إلى الحمام لتغسل وجهها..
ثم خرجت إلى الممر... حدقت بباب غرفة ســامنتا ... لا يوجد ضوء في الأسفل.. نائمة مؤكد... و للتو تنتبه إلى الساعة الجدارية في الرواق الصغير هذا... كانت تشير إلى الثالثة...
يا ألهي هل نمت كل هذا الوقت ؟؟!!... و الآن ماذا أفعـل ؟!.
نزلت إلى الردهة الفاخرة , و كان كل شيء يغرق بالسكون و الظلام , ضوء القمر الفضي ينساب من النوافذ الكبيرة المسدولة عنها الستائر , كان ظلها خفيفا و هي ترى جيداً ...
توقفت مندهشة قليلا وهي ترى ضوءا من باب غرفة المكتبة..!!
تعجبت جداً.. هل عمها مستيقظ..؟!
اقتربت قليلا من الباب لكنها لم تسمع شيئا... ثم ابتعدت بهدوء خطوتين حتى سمعت صوت الباب يفتح من خلفها.... التفتت بسرعة و صدمت وهي ترى ... بلاك هو من خرج من الغرفة ؟!.
هل يبيت هنا الليلة ؟! لديه عمل كما بدا من مظهره....!!
رفع حاجبيه تعجباً , و بهدوء شديد نطق: صباح الخير ..!!
ردت ريمي بعد ثانية الصدمة : أ..أهلا..!!
_ لم أنتِ مستيقظة في هذا الوقت المتأخر ؟!.
قالت بحذر وهي تراقب بدق ردات فعله : لقد اكتفيت من النوم...
فجأة ابتسم لها بشكل خفيف لطيف , فقال : أنني ذاهب لصنع فنجان من الشاي , أترغبين بالمشاركة ؟!
فكرت ريمي أن هذه فرصتها في الحديث , فقالت بمرح خفيف : أجـل..
جلسا في غرفة المكتب و بلاك يحمل صينيه الشاي عليها فنجانين من الخزف ..
وضع أمامها الفنجان وهو يسأل : سـكر ؟!.
_ آوه.. سأضع أنا , شكرا سيد بلاك..
وضعت بعض السكر ثم تذوقت الشاي الدافئ اللذيذ , آنه يجيد الصنع !.
رفعت بصرها إلا به يراقبها بأدب ... فكرت بقلق , هل لديه قدره على قراءة الأفكار مثلا...؟!!
قال بابتسامه خفية : هل أعجبك ؟!
_ أجل.. شكرا لك..
رشف قليلا من فنجانه و قال وهو ينظر إلى المكتبة بعيداً : لو كان هناك بعض البسكويت , لكن لا يهم..!!
قالت ريمي بتردد خفيف : آ... سيد بلاك , بما أننا هنا أود أن .. أتحدث !.
عاد ينظر نحوها و قد ابتسم بشكل واضح أخيراً قال :
_علمت بأنك تودين الحديث , بكل سرور أطلب منك أن تسألي ما تشائين آنسة كراوس..
طرفت ريمي بعينيها ثانية , ثم هزت رأسها ... أنه ذكيّ.. و هادئ الطباع... يشبه ريديك في الصفات , لكنه أصغر سنا بالطبع و بارد التعامل بالرغم من تهذيبه.. ريديك يملك عينان فضيتان ساحرتين كالقمر بينما هو يملك عينين ذهبيتين حادتين..!
قالت بعد أن تنفست بعمق : أريد أن أعرف كامل القصة ,و عن عائلتكم أن لم تمانع..!
رشف من فنجانه قليلا ثم قال وهو يسند ظهره إلى كرسيه : بالطبع لا أمانع .. همم حسنا , كيف لي أن أبدأ... علاقاتنا ممتازة جداً , فنحن اجتماعيون للغاية .. لا تتصوري بأن السيد كريست عمك يكره عائلتنا بشدة.. لا هو متحفظ قليلا و قلق عليك فقط... كم مرة شاهدته يتحدث إلى أمي يدعوها...
تذكرت السيدة الرائعة الحنونة , فقالت وقد لمع في ذهنها شيء غريب : مهلا.. أمك تدعى السيدة رولينا صحيح ؟!.
ضيق جبينه ثانية وهو يجيب : حسـنا.... ؟!
اعتدلت في جلستها و قالت غير مصدقة : لكن ريديك عندما تحدث إلى السيد براون قال بأن أمه تسلم عليه و قد ذكر السيد براون اسمها آنذاك وهو السيدة رولينا.. كيف يمكن أن تكون أم ريديك أيضا...؟!.
في البداية بقي جامداً لثوان... ثم ظهرت أسنانه بابتسامه ضاحكة وهو يقول : لا أصدق !. هل قابلت عمي بــراون ...سأخبرك يا صغيرة ...!
ظلت مصدومة منه , فقال بهدوء و رزانه : عمنا أنا و ريديك براون هو الأخ الأوسط و والد ريديك "ليكسس" هو عمي الأكبر ... أم ريديك توفيت بمرض سيء فتولت أمي "رولينا" تربيته معي وهو يناديها بـ أمي لا بأس بهذا لكنه لا ينادي والدي بـ أبي ...!
سألت ريمي مبهورة : هل والدك على قيد الحياة سيد بلاك..؟؟
طرف بعينيه و قال بعذوبة : أنا المحظوظ هنا , نعم كلا والداي على قيد الحياة و بأفضل حال.. والدي "رايندر" و ريديك يعملان في الفندقة .. و أنا لا أراهما كثيراً ..
فكرت ريمي بنفسها "كيف يبدو والد بلاك "عم ريديك" الأصغر... الوضع يبدو طبيعيا للغاية... و لكنه يستخدم اسم أبوه و ليس اسم عائلته "آيدنـس" ؟! , هل يحاول التخفي مثلا... يبدو محققا أكثر من أن يكون محامياً... يالا الغرابة , و لا تزال عيناه تخفيان الأسرار مثل عينا ريديك..!
وهم من يظنونها لا تزال طفلة ..! بالرغم من أنها في الرابعة عشرة لكنها شديدة الملاحظة..
سألت بهدوء : هل يأتي السيد رايندر هنا؟!.
_ مرتين أو ثلاث خلال السنة.. أن والداي يسكنان في قصرنا في الريف بمنطقة بعيدة قليلا.. ريديك يسكن و يعمل لوحده و أنا كذلك.. لكننا متواصلون دوماً..
فهمت ريمي الأمر... و فكرت في الماضي.. هل كان ريديك مريضا حقا أم....
سألته بصوت يشوبه قلق : ما أمر ريديك... هل كان مريضا جدا..؟!.
عبس بلاك قليلا ثم قال بهدوء : في الحقيقة ... لا .. لكنه كان يائسا وليس مريضا بالمعنى الحرفي... كان مراهقا و أنا كنت لا أزال في التاسعة لكني أذكره تماماً ...
صمت ثوان ثم أكمل : كان منعزلاً و لم يحب أمي في البداية ولا أنا... ثم قدرت أمي لاحقا على معالجه حزنه , لكن بعدها بفترة بسيطة ... حدث هجوم سيء .. قُتل فيها والده "عمي ليكسس" و كذلك والداك .... فأصيب ريديك بصدمة عنيفة مكنته من التحول و السعي للأنتقام.. !
أردف سريعا : كم أنا آسـف لكل هذا...
أدريك ريمي أن ريديك عانى طفولة صعبة و مراهقة مؤلمة ..
قالت بهدوء حزين : لقد ذكر لي أنه قتل من قبل بعضهم , و أظنه لهذا مصاب في قدمه...
رفع بلاك عينيه العسلية نحوها وهو يقول مستغربا : حقا ؟! , قال لك هذا , أنه لا يتحدث بالموضوع قط ..!! متى أخبرك ؟!.
حدقت به ريمي بقلق و قالت بتوتر : منذ زمن طويل... آ... أول لقاء لنا...!
ظل بلاك يحدق بها مفكا بعمق.. فشعرت ريمي بالتوتر أكثر...
قال بلاك بنبره هادئة غريبة : آنسة كراوس هو لم يعرف هويتك تماما إلا عندما أرسلت له الرسالة كما أظن و قابلنا في الفندق.. هنا كان يعلم من أنتِ .. لقد قابلته بالأمس و تحدثنا... آ..!!
صمت فجأة عندما جاء بذكره ... أتى دور ريمي لتحدق به بريبة...
_ قابلته بالأمس...؟! – كانت مصدومة , ثم بنبرة عاديه سألت – كيف حاله ؟!.
أشعرت نبرتها بلاك بأنه مذنب... فقال باقتضاب : أنه يسأل عنك ..
شعرت ريمي بالسعادة فقالت و عيناها التركوازيتان تلمعان : حقا ..^^
أكمل بلاك و قد عاد إلى بروده القديم : نعم وهو يريد أن يبعث برسالة إليك عن طريقي... فقلت له أن يوصلها لك بنفسه لأنني لست ساعي بريد !!.
لأول مرة شعرت ريمي بأن بلاك شخص راائع... ثم شعرت بالخجل بشدة.. ما قصده من هذا الكلام ؟!.
فسألت بتردد : و حتى بعدما... انتقم ريديك من اؤلائك.. لا يزال عمي غاضباً منه فقط ..؟!.
نظر نحوها و هنا بدت عيناه متعبتان قال بصوت هادئ : حتى بعدما انتقم و عضه أحد الملعونين أولائك و أصيب بشكل دائم , فالسيد كريست لا يحب رؤيته !. أنه لا يكره عائلتنا أبداً بل هو غاضب فقط من ريديك.. و قد تشاجر مع عمي براون منذ سنوات لأنه حاول أن يصلح بينهما..
قالت ريمي بحزن : غضبه بلا مبرر ليتني أقدر على التحدث إليه هذه الفترة...
_ لا تفعلي.. أنت لا تزالين صغيرة و قد لا تفهمين دوافع الكبار.. دعي الأمر كما هو وإلا سيسوء..
شعرت ريمي بالغضب من عمها .. لقد عانى ريديك بما يكفي... متى يمكنها أن تتدخل..
فجأة سألته بضيق : كيف يمكنني أن أتحدث إلى ريديك..؟!
نظر نحوها بلاك بغموض.. ثم استرخى وهو يرد : آممم.. اعتقد بأنه سيأتي لرؤيتك.. لكن لست واثقاً من سهولة الأمر.. و أظن بأنه يجب على ريديك أن يدعك و شأنك..!
طرفت ريمي بعينيها و قالت بضيق شديد : ماذا ؟! , لا.. لا أفهم ماهو شأنكما أنت و عمي بنا..! لا أظن بأن ريديك سيقتلني حتى بعد أن علم بأنني من عائلة كراوس..
قال بلاك سريعا : اوه كيف فهمت الأمر هكذا .. , كلا عزيزتي.. كل مافي الأمر هو يجب الصبر على الوضع و انتظار بعض الوقت..
_ سنوات مثلا...؟؟؟ قالت ريمي بغيض.. أكملت : يريد أن يتحدث معي و أنا لا أرفض أن نكون أصدقاء مهما كان.. ظننت أن القصة مريعة لكن سبب كل هذا الغضب سخيف مع احترامي لك سيد بلاك..
حدق بها بلاك مصدوما قليلا.. قال بهدوء مجدداً : أرجو أن تكوني عاقلة قليلا آنستي , احترمي رغبة عمك لبعض الوقت..
رفعت ريمي حاجبيها الدقيقين و قالت ببرود اكتسبتها منه :
_ حقا لبعض الوقت ؟! , أنا سأحترمها دوماً , لكنه تمادى في كرهه لـ ريديك الذي لا ذنب له..
ضيق بلاك جبينه و قال ممتعضا بضيق : أهذه رؤيتك للأمر , حسنا بعدما تتحدثين إلى ريديك سترين الحقيقة من الجهة الأخرى.. سيتبين الوضع قريبا لذا أنا أطالبك بالصبر..!
شعرت ريمي بالقلق... فقالت بهدوء أكثر : طيب , شكرا لنصيحتك سيد بلاك..
ابتسم لها ابتسامه سرعان مااختفت ثم نهض وهو يقول : لقد طلع الفجـر...!
كان ينظر خلفها .. إلى النافذة ... فنظرت هي أيضا و تبسمت.. الفجر الجميـل..
لقد مر الوقت بسرعة معه... بلاك شخص يستحق التقدير و أهلا جدا للثقة..
لكن بالنسبة لـ ريديك... فهو شخص قوي مخلص جداً... و
حساس... و يصعب عليه الوثوق بالآخرين و قد كره في البداية وضعه الحقيقي..
لكن هل لا يزال يكره ما هو عليه..؟! مع كل هذا... عرفت ريمي كيف تصفه..
هي لم تره على تلك الهيئة... لكن تخيلته... ذئبــاً..
ذئــب يقف وحيداً و شامخاً أمام القمـر الفضيّ..~



مر أسبوعان و لم تتلقى أي نوع من الرسائل أو التلميحات من بلاك عندما يأتي لتناول العشاء في بعض الأيام... و لم ينطق اسم ريديك أبداً ... لكنها هي أرسلت مرتين للميتم مع هدايا بسيطة للجيمع ... تسأل عن صديقاتها و السيدة ماري .. و قد ردوا لها الرسالة مع الكثير من الهدايا المشغولة يدويا خصيصا لها...
بدأت السيدة إليسيا بالتحضرات للسنة الجديدة حتى تدرس ريمي مع اريك في المنزل لحين بلوغها الخامسة عشرة حتى تدخل بنفس مدرسة سامنتا ...
كان اريك لطيفا جدا معها و يعاملها بطريقة لطيفة أكثر بما أنه الأقرب لها سنا فهو متفهم كثيراً و قد أيقض فيها روح الفضول و المغامرة مجدداً عندما اصطحبها مع سامنتا ذات يوم للغابة كي يتمشون و يمرحون...

في صباح اليوم التالي... /

نزلت ريمي الدرج بمرح , كانت تلبس تنورة داكنة إلى أسفل ركبيتيها كنزة من الصوف الخفيف بلا أكمام نقشت عليها حرف
اسمها الأول و حرف اسم تارا الأول كانت هذه هدية من تارا لبست من تحتها قميض خفيف ..وقد تركت شعرها متطاير ...
كادت تسقط لكن لحسن حظها كان عمها واقف يتحدث مع زوجته عندما تعثرت قريبا منه... فأمسك بها بسرعة و ثبات..

قال معاتبا : آوه لا.. عزيزتي هل أنت بخير , كدت تتأذين..!!
قالت ريمي ضاحكة : آسفـة عميّ..
قالت السيدة إليسيا و يدها على قلبها : انتبهي جيداً لخطواتك صغيرتي , ثم لا أريد منك أن تكوني نسخة آخرى من سام...
كانت سامنتا لا تعرف شيئا يدعى المشي ... فهي دوما تركض... صحيح أن اريك مغامر لكنه متعقل أكثر من أخته الأكبر سناً..
ضحكت ريمي و سألت : كنت أريد أن أسأل عنها فهي ليست بغرفتها..
قالت السيدة إليسيا : آوه عزيزتي.. سامنتا قد بدأت الدراسة اليوم في المدرسة... لأنهم يبدؤون باكرا قليلا , لكنهم ينتهون قبل الجميع...
تأوهت ريمي وقد شعرت بالضجر.. فهي لن تبدأ الدراسة إلا قبل أيام..
_ يمكنك أن تذهبي لـ اريك فقد انتهى تدريبه..
سألت ريمي : ألا يغفو في هذا الوقت...؟؟
كان اريك ينام ساعة واحدة بمنتصف الظهيرية كي يرتاح بعد تدريبه الصباحي المبكر..
أجابها هذه المرة عمها بهدوء وهو ينظر من النافذة الكبيرة : لقد رأيته خارجاً في الحديقة..
قالت ريمي بمرح : حسنا.. سأذهب إليه..
ودعتهما وهي تهرع نحو الباب...
خرجت تتمشى في الحديقة الرائعة حتى وصلت إلى النافورة .. ولم ترى أثراً لـ اريك...
فكرت بضيق , أين هو ؟!.

_ مرحبـا ريمــي...!

التفتت فوجدته , قالت بمرح وهي تراه يقبل نحوها و بيده سيف حقيقي :
_ لا تقل لي أنك كنت تتدرب..
أجابها معترفا : حسنا... كان تدريبا خفيفاً..
ألتمعت عينا ريمي وهي تقول : ليتني أراك أثناء التدريب..
ضحك و قال : آوه أفضل ألا تفعلي...و لا تسأليني لماذا ؟ , بالمناسبة معلمنا سيأتي اليوم على العشاء .. والدي داعاه و هو متشوق للتعرف إليك..
قالت ريمي بدهشة : حقا ؟! , رائع... صفه لي..!!
توقف قربها وهو يقول : همم .. يدعى "ماركوس ديلان" وهو من أهل الشمال البعيد.. لكن لديه بيت و عائلة هنا.. معلم قدير لكنه صلب جداً يجيد تعليم كل شيء. و بصراحه والدي قلق عليك يفكر في البحث عن معلمة خاصة لك.. لكني أقترحت دعوته للعشاء اليوم حتى تتعرفي إليه أن كنت مرتاحه معه قلا بأس.. على العموم نحن سنكون معا ندرس ولن يكون مضطراً لتعلم كلا منا على حده..
قالت ريمي بارتياح : معك حق.. لا أظن بأن هناك أي داع للقلق.. آ.. بالطبع هو....أ..
أكمل اريك جملتها بابتسامه : منا... بالطبع هو منا و هو مدربي أيضا بالمناسبة.
قالت ريمي بإعجاب : راااائع , يبدو بأنه يعرف الكثير بالفعل...
تحدثا كثيرا عن الدروس و التدريبات و المعلم الجاد القاسي.. لكنه سيظطر لتتغيير أسلوبه قليلا لأجل ريمي...
قالت فجأة وهي تنظر إلى السماء : أحـب أن أتمشى بالغابة.. الجو جميل جداً..
نظر اريك للبعيد.. ثم تنهد و قال : للأسف لدي تدريب كثير.. و سامنتا ليست هنـا لـ....
قاطعته ريمي بتفهم : لا بأس ... سأكون وحدي بخير ثم أنني لن ابتعد.. ويمكنك الوثوق بي..
قال مندهشا : بالطبع ريمي , لكني كأخاك الأكبر أنا سأقلق عليك و سأنتهي تدريبي بسرعة ثم ألحق بك...
قالت ريمي وهي تمشي إلى البوابة : سأخبر السيد "فلاد"بأنني سأتمشى هنا لا تقلق.. سيعلم الجميع أين أنا..
الحارس "فلاد" رجل بالاربعين قوي و شديد الملاحظة وهو زوج السيدة لويسا و حارس المنزل مع بعض مساعدينه الذي لم تره ريمي كثيراً سوى عندما تستيقظ منتصف الليل و تنظر من النافذة لتجد حارس أو اثنين يمشون و على ظهورهم بنادق أو سيوف بأحزمتهم..
... لوح لها اريك مودعا فبادلته التلويح...

تمشت كثيرا بالغابة وهي تغني مع نفسها و للعصافير على الأشجار.. و تجمع بين يديها أزهارا صغيرة ... جلست تحت ظل شجرة قرب الجدول الجميل...
وهي تسمع تدفقه استرخت كثيراً فالوقت لا يزال في الظهيرة ... ثم دون أن تشعر... غرقت بالنوم...
حلمت بالظلام الشديد... البارد... ثم تضايقت بشدة و لم تقدر على التنفس...
شهقت وهي تفتح عينيها... فصدمت رعبا مما رأت...



لن يكون هناك اسئلة بسسب تأخرى
وارجو ان تسامحونى



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________
لا أقبل صداقة الذكــــــــــــــــــــــــــــــــور
أبى ♡
الغائب الذي لن يعود
وأنا المشتاق
الذى لم يجف عينه

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-16-2014 الساعة 01:53 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-31-2013, 12:59 PM
 
اييييييييييييييييييه " class="inlineimg" />" class="inlineimg" />
بارت رااائع راائع
شكبرا لي ارسالك رابط بااارت شكرااا
كثثثيييير اييه ياقلبي
واسفة علي رد متاخر
جانا
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-06-2014, 12:58 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im38.gulfup.com/hO7kR.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[/ALIGN]
[ALIGN=center]

ابارت التاسع و الأخير ~

( ماوراء القمـر الفضـيّ ! )



عينان حمراوان...
عينان حمراوان مريعتان , تحدقان بها بشكل مريع مميت...!!
كانت مقيدة بشكل غريب , جالسة بلا حراك على الأرض , بلا قيود حقيقية..
كانت مشلوشة..!!
لأن ليس فقط زوج العينين هذه من تحدق بها , بل ثلاث أزواج من عيون الرعب و النيران..
المكان شديد الظلمة... شديد القذارة.. شديد البرودة !
لا تدري مالجدار الذي مستند ظهرها إليه.؟ , شيء صلب فقط خلفها..
و امامها كل تلك العيون المرعبة...
فقدت صوتها و عقلها شل من شدة الرعب... أنها ترى عيون الموت..
_ هل سيأتي ؟ لقد مضى وقت طويل .. " صوت فحيح مخيف من أحد أصحاب العيون المريعة.
_ بالطبع , هذه الصبية مهمة .. أنها من عائلة كراوس اللعناء
نسيت ريمي كيف تتنفس أو تفكر , لم تقدر على الحركة أو تحرك لسانه للنطق..
كانت أحد العيون تلتمع محدقة بها بشكل مرعب ..
_ هاها ها , لا تحاولي صنع أي شيء .. أنت بائسة تماماً سوف تموتين قريباً لا تقلقي , لكن بعد أن ننتقم منه..
عما يتحدث هذا الوحش ؟!...
فجأة مر ضوء فضي باهت من الأعلى يسير على الأرض و ألقى بالظلال على وجهها و من يحاصرونها.. كانت وجوههم مرعبة بيضاء شاحبة متجهمة ... كأنها منحوتة من الرخام الصلب ..
تحرك عقل ريمي بتعب و فهمت الكثير مما هي عليه...
نطقت فجأة بصوت خفيض : لا تقدرون على أذيته.. ولن تؤذوني !.
كانت تشعر بثقة عمياء للغاية.... عرفت أنهم يتحدثون تماماً عن [ريديــك] !.
ضاقت زوج من العيون الحمراء , بينما بقي الآخرون جامدين كالصخور..
_ أهذا ما تظنينه , أيتها الهجينة الضعيفة الهشة.. لقد أوقعناه بالفخ.
رفع صاحب العيون هذا يده فجأة عالياً فشعرت ريمي بألم شديد و كأن كهرباء قوية عبرت جسدها ... فتلوت متألمه بشدة على الأرض الباردة... وهي تنتفض لم تكن ألم شديدا لكن عقلها شكل مجدداً..!!!
_ لا تفعل هذا... أنها ضعيفة جداً و ستموت قبل أن نحقق مرادنا..!
توقف سيل الكهرباء و أخذت ريمي تجاهد حتى تستنشق الهواء... مهما كان قذرا ثقيلاً..!!
فجأة سمعوا صوتا غريبا في الخارج... زمجرة أو عواء بعـيـد...
رأت ريمي ضوء القمر الفضي مجدداً يلقى عليها...و على يديها... فالتمع السوران في رسغها..
و كان في الضوء لمعان غريب و هبت رياح تحمل شذى أزهار ليست غريبة الرائحة...
رفعت رأسها على الأرض و عينيها عن الضوء الملقى و لم تجد سوى شخص واحد يقف مراقبا إياها بعينيه الحمراوين الحادتين..
_ لا أطيق الصبر حتى أغرس أسناني في لحمك و أقتلك..
شعرت ريمي بقلبها يقف من شدة الرعب... و لكن صدر الصوت مجدداً...
صوت ذئـب...!
عوى الذئب بصوت عالي رهيـب و غاضـب... و هو قريب جداً..!
فجأة أصبح مصاص الدماء بجانبها , فحملها بشدة بذراع واحدة ثم ألتفت يريد القفز
لكن هدم سقف الكوخ المهترىء و هبط شيء أبيض مضيء لامع بقوة من الأعلى..
اهتزت الأرض بشدة و الذئب الفضي يقف بشموخ و قوة وسط المكان... و ضوء القمر
ينعكس عليه ليضيء الظلام...
حدقت ريمي بلا أنفاس بالعينين الرماديتين الفضيتين الكبيرتين... لذئـب ضخم لم ترى له مثيل..!!!
كان ذئبا كبيرا جدا طوله إلى رأسه الشامخ يقارب المترين بينما جسده عريض طويل رشيق و ساقيه ضخمتين مخالبه ظاهره و ملطخه بالدماء..!!
أصدر زمجره مرعبة قوية من حلقه بدون أن يكشر بأنيابه... و عينيه تلمعان بتحذير ..
فقال مصاص الدماء بصوت فحيح رهيب : ربما قتلت رفيقيّ , و ستقتلني بلا شك لكن ليس قبل أن أريق دماء هذا الكائن البائس بين يدي..!!
إذن رفيقيه الذين خرجا قبل ثوان... لم يعد لهما وجود ؟!!!
و شعرت ريمي بالألم و يدي مصاص الدماء كالسكاكين حول جسدها...لكنها قاومت الألم و ظلت صامته..
هذه المرة كشر الذئب الفضي عن أنيابه الحادة الكبيرة و صدرت زمجرة مخيفة وهو يقترب خطوة واحدة في المكان الضيق جدا عليه...!
صرخت ريمي فجأة وهي تشعر بأشياء تطعن في جنبها و تنغرز في جسدها..!! في نفس الثانية قفز الذئب مزمجراً بقوة ... سقطت هي على الأرض... سمعت صوت عالي.. ثم أنهار المكان فوق رؤوسهم!!
ظنت بأنها ماتت ... لكنها شعرت بشي ناعم تحتها يتحرك...
فتحت عينيها و رأت نفسها ملقاه بكل ارتياح فوق ظهر الذئب الذي ظنت بأن لونه فضي.. لكنه رمادي لامع و ناعم جداً... و عميق جداً...
انحنى و زلقت ريمي تحت شجرة في الظلام الدامس.. قرب وجهه منها وهو يتفحصها...
كانت بخير تماما و لا تشعر بأي ألم ... وجهه كبير جداً و جميل للغاية و عيناه رماديتان و كأن الفضة منثورة في وسطهما تلمعان..
همست ريمي وهي تمسك وجهه : ريـديـك ؟!.
ظلت عيناه تحدقان بعينيها... ثم وضع رأسه على رأسها وهي تضحك و تعانق رقبته...
أغمضت عينيها وهي تقول بمرح : أنت رائـع.. كيف استطعت حمايتي عندما انهار البناء ظننت أنني سأموت .
كيف يمكنها أن تقول بأنها سوف تموت وهي تضحك ؟!!!
سمعت همسه في أذنها : ريمي صغيرتي !.
حدقت بعينيه الرائعة و هي متفاجئة , قالت : تتحدث معي ؟!.
لكن فمه لم يتحرك... أنما سمعت الهمس العميق مجدداً وهو يغمض عينيه لثانية
_ صغيرتي العزيزة..
عانقته ريمي بسعادة وهي تردد : ريــديك .. لقد عدت.!
فجأة انتفض الذئب و التفت و قد أشتدت عضلاته بقوة و ألتمعت عيناه و أسنانه برزت بحدة...
_ هه و أنا كذلك ظننت بأنني سأموت.. لكنني عدت أيضا !.
ثم فجأة و بلا سابق أنذار قفز مصاص الدماء تجاه الذئب... و اشتبكا في صراح أثار الغبار إلى الأعلى
و تساقطت جذوع الأشجار... شهقت ريمي فزعه وهي ترى شجرة ضخمة تنهار فجأة باتجاهها
أرادت الهرب سريعا لكنها تعثرت و سقطت أرضا ثم شيء ما قوي قبض على ملابسها من الخلف و شدها عاليا بقوة و سلاسة...
وضعت قدماها على الأرض و رأت من بين خطوط ضوء القمر ... ذئب آخر .. بلون داكن جداً بدا أسود و عيناه ذهبيتان ... تبادلا النظرات لثانية... ثم شهقت مجددا و الذئب يظهر أنيابه القوية و يمسك بملابسها و يلقيها على ظهره الضخم...
أخذ يركض بين الأشجار برشاقة لا مثيل لها... فصرخت ريمي فجأة : لا .. ريديك هناك.. أنه...
فزعت وهي ترى ظلا طويلا يعترض طريقهم... مصاص دماء آخر !!!
هجم عليهم بسرعة خاطفة ... و قفز الذئب الأسود "بلاك" عالياً جدا في جزء من الثانية لدرجة أن ريمي رأت سماء الليل..
و ركض بلاك و ريمي متمسكه بشدة بشعر الأسود الطويل... لن يقدر على القتال وهي فوق ظهره..!!
و مصاص الدماء خلفهم تماماً... ثم فجأة التفت بقوة و قفز فوق صخور جانبية مما جعل مصاص الدماء يصطدم بالأشجار بشدة.. كادت ريمي تضحك... بلاك مراوغ بارع !!
لكن .. سمعت عواءا مرعبا غاضبا من بعيد... فزمجر الذئب الأسود و عيناه تحذران...
لكن مصاص الدماء تجاهل التحذير و قفز باتجاههم بسرعة... شهقت ريمي و لم تقدر على أغماض عينيها...!!!
رأت الضوء الفضي ينقض عليه في وسط قفزته و ظل آخر من الجهة الأخرى...
فغرت فاهها وهي ترى ذئبين يمزقان مصاص الدماء إلى أشلاء بين أنيابهما... الذئب الصغير الذي تدخل .. كان بلون الشوكولا الداكنة , و عيناه تلمعان بشدة و بدا أصغر من الذئبين الضخمين...
صدمت وهي تبادله النظر... كان هذا [ اريــك] !!!
اصدر زمجرة لطيفة من حلقه , كأنه يحييها... قفز بلاك إليهم في الأسفل... و هبط ريمي من ظهره.. اقترب منها [ريديك] و هو يقف بجانبها و يميل برأسه إليها يتفحصها بنظراته العميقة...
أغمض عينيه الفضيتين و بدا مرتاحا قليلا...
فجأة أتى صوت صهيل حصان !!!!!

ثم أحدهم يصرخ : ريمــي ... تباا... لقد تأخرت...!

هرعت ريمي إلى أحضان عمها الذي قفز من ظهر الحصان و عانقها بقلق بالغ...
أخذ يصرخ على الذئاب وهو يخبئ ريمي تحت ذراعيه :
_ بحق الـ..... آريك عد لأمك ستموت قلقاً... و بلاك.... آه...!!
زمجر عمها بغضب شعرت بأنه ينظر نحو "ريديك"... فهتفت ريمي وهي تتملص منه
_ عميّّ مابك ؟!! ريديك أنقذ حياتي.. و بلاك أنقذني و اريك أ....
أسكتها وهو يهزها قليلا و يصرخ : هل تأذيت ؟! هل جرحت ... هل أصـ....
قالت ريمي بصوت عال : عميييي ><!! أنا بخير لم أجرح حتى.... حتى....
و شعرت بدوار فضيع.... و ألم شديد برأسها...
سمعت صوتا فزعا يقول : لقد أذوها اؤلائك الـ......
ثم غابت عن الوعي...
مر يومين... و عندها أفاقت... عندما كانت نائمة سمعت صوتا مألوفا و شجارا دار قرب رأسها..
صوت عجوز متذمر مألوف جداً... همست وهي تفيق : آوه .. مالذي حدث ؟.
سعمت شهقه ثم عانقتها إليسيا بشدة... و صرخت سامنتا معلنة بفرح
_: ريمييي استيقظت...!!
فدخل أشخاص كثيرون الغرفة... حدقت بوجه عمها الشاحب من شدة الغضب..ثم آه بلاك.. لكنه واقف قرب أطر الباب و لم يتقدم أكثر... تفحصها بتهذيب بعينيه الذهبيتين ثم ابتسم نصف ابتسامه و أومأ برأسه.. التفت و غادر...
أما الشخص الذي فاجئها هو .... براون...!!! و بومته واقفة على كتفه ... بدا كأنه قرصان معه ببغاءه... قرصان عابس...
قال بعبوس : حمدا لله !!.
حدثها عمها بصوت حاول جعله طبيعيا من شدة قلقه : هل أنت بخير عزيزتي..؟!
نظرت إليه مباشرة في عينيه و قالت بهدوء : أين ريديك ؟! أين اريك ؟!
قالت إليسيا عندما عبس عمها بعبوس ينافس عبوس براون
_ أ.. أنهما بخير عزيزتي...!
قالت ريمي وهي تحاول الخروج من السرير : أني بخير . جدا .. جدا.. هيا لنخرج...!!
كانت تفكر بالكثير من الأشياء ... مالذي حدث ؟! ماذا عن ريديك و الآخرين !.
زمجر العجوز فجأة : قلت لكم بأنها ستتجاوز المحنة !! قلت لك بأنك....
قاطعه كريست بزمجرة أيضا : كنت بحاجه إليك و قد مددت يد العون... شكرا لك.. و الآن أقفل موضوع أصحاب العيون ال....
قالت إليسيا مقاطعة بلطف : عزيزي.. اهدئا أرجوكما.. سيد براون أبقى للعشاء..
عبس براون و قال بصعوبة جعل صوته مهذبا : كلا و شكرا سيدة كراوس !.
هربت ريمي دون أن يشعر بها أحد خلال هذه الثانية...
و رأت بلاك ينزل آخر الدرجات... فهرعت خلفه... و نادت : سيد بلاااك..!!
التفت إليها مذهولا... قال : هل أنت بخير حتى تغادري الفراش...؟!
قاطعته مبهورة الأنفاس وهي تقفز الدرجات : نعم... جداً...
قررت الدخول في صلب الأسئلة : أين ريديك ؟!! و مالذي حدث لا أفهم...
رفع حاجبيه و قال ببرود : لا أدري... و آسف يجب علي الرحيل فوراً..!
ثم اختفى بسرعة من الباب... صدمت وهي تصرخ من خلفه : فليخبرني أحد !!!!.
_ ريمي !!
التفتت بسرعة و رأت اريك واقف عند مدخل الردهة...
هتفت وهي تقترب منه : هل أنت بخير , هل أصابك مكروه...؟!
قال ضاحكا : كانت تجربة رائعة , لكني بخير ريمي لا تقلقي..! المهم هو أنتِ..
حدقت به ريمي لثوان... يبدو طبيعيا جداً... مسترخيا جدا...
قالت له بتعب : كنت أنت الذئب البني اللون صحيح ؟!.
نظر نحوها و قال مبتسما بثقة و فخر : أنني كنت لآشكر ريديك.. لكنه اختفى سريعا جدا.. هو من نبهني .. فتحولت بسرعة.. مصاصي الدماء تجاوزا حدودهم و دخلوا إلى أرضنا ..بينما بلاك يهرب بك.. كنت و ريديك فريقا رائعا...
قالت ريمي سريعا : أخبرني كل شيء... لقد كنت غافلة صحيح !! و أنا من سبب كل هذه المتاعب..!!
ضيق جبينه وهو ينظر خلفها... قال بسرعة وهو يلتفت : لنتحدث يا ريمي لكن ليس الآن.. و ثقي بأنها ليست غلطتك .. كنت مستهدفة منذ فترة... آوه والدي أتى سأذهب...!
عندما خرج من الشرفة الكبيرة... قالت سامنتا بغموض من خلفها
_ والدي غاضب من اريك...
التفتت ريمي و قالت بتعب من كل هذه الفوضى : عميّ دائما غاضب إليس كذلك..
هزت سامنتا كتفيها و قالت برقة وهو تمسك بيدها : تعالي لتأكلي شيئا.. أنت ضعيفة جداً..
_ ماذا عن براون...؟!
_ لقد غادر العم براون للأسف.. لقد تشاجرا هو و والدي .. دوما يتشاجرا لذا لا تقلقي...
قالت ريمي بحذر : كيف أتيت إلى هنا.. ؟!
_ لقد جلبك والدي... و كان من خلفه بلاك و اريك.. هل رأيتهما ؟!
قالت ريمي وهي تجلس على كرسي خشبي وثير في مطبخ فاخر " أجل".
قربت منها سامنتا أطباق طعام كثيرة و قالت بهدوء : لقد أثروا عليك بنحو خفيّ , آذوك بشكل غير ظاهر.. آوه عزيزتي...
نظرت نحوها ريمي وقالت بسرعة وهي تقضم من الفطائر اللذيذة : لا أنا بخير جداً... أنني بخير كما ترون..!!
تنهدت سام و لم تنطق... بينما شعرت ريمي برأسها ثقيل جداً ولا تقدر على التفكير..!
--------
في وقت مبكر جدا من الفجر..
كانت لا تقدر على النوم... نهضت ثم نظرت من النافذة.. كانت قد سمعت همسا خفيفاً..
الحديقة مظلمة جداً و هادئة... ستائر الشرفة تتراقص برقة مع نسيم الفجر..
رأت عينان فضيتان تلمعان خلف أحواض الزهور الضخمة..
اتسعت عينيهاو قالت شاهقة : ريديـك..!!
نزلت من شرفتها على السلم النباتي .. حتى لمست قدماها الأرض.. ثم هرعت إلى الأحواض..
قالت بسعادة غامرة وهي ترى ظل الشخص الطويل خلف الأشجار..
_ ريديــك...!!!
انحنى باتجاهها وهو يمد ذراعيه.. فقفزت إليهما وهي تعانقه بمرح.
مسح على شعرها وهو يقول : ريمـي صغيرتي العزيزة..
جلسا على الأرض بجانب أحواض الأزهار الكبيرة متقابلين , وهي تحدق بعينيه الرمادية..
أمسك بيديها الصغيرة وهو يقول بحزن : لقد تأذيـت و أنا السبب..
هزت رأسها بعنف و قالت : لا ... لست السبب بأي شيء .. أنني غاضبة فقط لأنك نسيتني..!!
اتسعت عيناه : أنا لم أنسك قط..!
_ بلى , و لم ترسل لي أيضا!! , ألسنا أصدقاء ؟! , لقد تخليت عني !!
شعر بالألم الشديد وهو يهمس بحزن : سامحيني صغيرتي.. أنا آسـف..
فجأة ضربته ريمي على ركبته وهي تضحك و تقول : هاها كنت أمزح معك..
لكن ريديك بقي عابسا و حزينا.. تنهد وهو يقول : أنني جديّ آنستي الصغيرة , بسببي أرادوا الانتقام و قتلك..
حدقت به ريمي و قالت : لكنك أنقذتني..
قال غاضبا : بعدما آذوك , لو تأخرت ثانية.. لو لم يتنبه آريك لاختفائك .. لولا سرعة بلاك..!!
قاطعته ريمي بعصبية : لكن هذا في الماضي , كنت أريد معرفة كل شيء.. لكني الآن بعدما رأيتك لا يهم ما حدث..
طرف بعينيه ثم هدأ و قال : لا يمكنني زيارتك , أبقي في حماية عائلتك إلى أن تكبري و....
قاطعته ريمي : لكني لا أفهم .. أريد رؤيتك دوماً..
تنهد مجدداً وهو يقول : ستكبرين و تعرفين كل شيء صغيرتي..
نفخت ريمي خديها بغضب و نهضت وهي تقول متذمرة بشدة : لا ... أريد أن أعرف الآن !!
نهض ريديك ببطء و كأنه يتألم... قال وهو يستند على عصاه الذي لم تلمحه :
_ عمك هو كبيرنا في هذا المكان و يجب حتى علينا نحن اللذين لا علاقة لنا أن نحترم قرارته و نتبعها أن كنا بأرضه..
لكن ريمي كانت تنظر إلى ساقه.. قالت بقلق : لقد أصبت..! لقد أصبت صحيح ؟!.
_ هذا لا يهم.. المهم سلامتك..
_ لكنك تدخلت بأرض عمي لحمايتها مع بلاك و اريك.. على عمي أن يكون ممتنا جدا لك.. و كذلك.. و كذلك براون.. لقد أتى ...
_ براون آتى لعلاجك.. و الأطمئنان عليك عزيزتي.. و كلانا يجب أن يرحل..
ألتمعت عيناها الزرقاوان بالدموع وقالت بحنق : أذهب لا أريد رؤيتكم لقد اكتفيت منكم أيها الكبار أنتم قاسون جداً..
اتسعت عيناه وهو يهدأها : صغيرتي.. لا أرجوك.. لا تبكي...
ضمها بهدوء لتهدأ... قالت ببكاء : هل أصابتك خطيرة ؟!.
_ كلا صغيرتي , أنه الجرح القديم فقط آلمني بعدما تحولت.. أنني بخير صدقيني..
قالت ريمي بصدق : أنني لا أحب أن تغادر..
_ سوف أعود عندما يحين الوقت.. كوني كما كنت دائما فتاة شجاعة..


~ بعد مرور أربع سنوات.. بلغت ريمي الثامنة عشرة من العمر...
طوال تلك السنوات... لم ترى ريديك أبداً و لم تتلقى أي رسالة منه... فقط قابلت بلاك كل سنة مرة و كان يأتي فقط لأجل العمل و الاجتماع بعمها.. يلقي تحية عابرة سريعة عليها و يغادر..
و لكن هذه المرة أتى ليقابلها هي في غرفة المكتبة...
كانت ريمي فتاة كبيرة جميلة جدا و مهذبة و رسمية التعامل مع عمها الذي كان يحدق بها أحيانا وهو غارق بالتفكير... كانت تريد أن تفتح معه عشرون موضوعا للنقاش على الأقل.. لكنها قررت أن تتريث قليلا.. و تتركه يراها تكبر و تتخذ قرارتها الصائبة..
الليلة كانت احتفالاً بتخرجها من المدرسة ... و كذلك بلغت الثامنة عشرة..
بعد أن ذهبوا الضيوف , كانت تجلس في غرفة المكتبة الهادئة الفاخرة..
و أتى "بلاك" داخلا بخفه و خطوات واسعة.. بدا تعبيره هادئا , فكرت ريمي بأنه موضوعه ليس مهما لكنه قال بعدما جلس مقابلا لها...
_ ميلاد سعيد...
_ لقد هنئتني قبل ساعات..
_ حقا فعلت ؟! , هذا يجعلني أدخل في صلب الموضوع إذنً..
ابتسمت له ريمي... فشعر بالارتياح لأنها كانت باردة التعامل معه و مع عمها أغلب الأحيان..
قال وهو يخرج أوراقا كثيرة من حقيبته السوداء..
_ رسميا آنسة كراوس.. الليلة ترثين ثروة والديك..
اتسعت عيناها.. آه لقد بلغت السن القانونية لترث والديها..
قال بهدوء : أنا محامي آل كراوس الشخصي أم أنك نسيتِ , لم أنت مصدومة آنسة كراوس.. كان يفترض بك معرفة هذا الأمر..
هزت ريمي رأسها و قالت بهدوء : لقد نسيت فقط.. تابع أرجوك.
_ كان السيد كريست يستثمر نصف الثروة التي تركها والداك لك.. و المجموع الآن قد وصل إلى 20 مليونا مع الاستثمارات طبعا.. عليك التوقيع على ممتلكاتك عزيزتي هذا كل شيء.. و سيتكفل السيد كريست و أنا بحماية الثروة إلى أن تقدري على أدراتها كما تشائين..
عادت ريمي مصدومة مرة أخرى... عشرون مليونا... ليس مبلغا قليلا أبداً..
ضيقت جبينها و سألت بخفوت : و كم كانت ثروة والداي قبل أن يستثمرها عميّ..!
_ كانت عشرة ملايين.. و قد أخذ منها السيد كريست خمسة ملايين ليديرها كما أمنية والدك..
اتسعت عيناها و قالت : ما أمنية والدي...؟!!!
تنفس بلاك بعمق و قال : أمنيته أن تعيشي بسعادة..
حدقت به ريمي : لكني أعيش بسعادة..
_ ليس تماماً , المهم الآن... هل استدعي السيد كريست لأجل مناقشة الاستثمارات ؟.
تنهدت ريمي مفكرة... فقال بلاك متفهما : تبدين مرهقة , سنأجل هذا لوقت لاحق...
نظرت نحوه بامنتان فهي لا تريد مناقشة أمور مالية سخيفة.. هي لا تفكر إلا بـ ريديك.. و مالذي حدث معه خلال هذه السنوات..
ألقى عليها تحية المساء و خرج... نهضت ريمي متذمرة وهي تفكر , أريد مناقشة أمور مع عمي لكنها لا تتظمن قط كلمة مال أو استثمار !!
خرجت خلف بلاك بدقيقة... و فوجئت وهي تراه واقفا في الممر مع عمها يتهامسان...
رمقتهما بنظرة خطيرة وهما ينظران نحوها صامتين...
تقدم عمها وهو يقول بحنان : عزيزتي.. هل يمكننا التحدث معاً ؟!.
لانت نظرتها لـ عمها فقط و قالت وهي تحدج بلاك بنظره جعلته يبعد عينيه الذهبيتين عنهما
_ أجـل عمي..
_ أعلم بأنك متعبة حبيبتي .. لكن يجب أن أقول لك شيئا.. ليس هنا دعينا نجلس في الردهة..
جلسا معا يشربان الشاي , ثم أخذ يتحدث عن سامنتا التي تدرس مع بنات معروفات من عشائر الذئاب في كلية معروفة يديرها شخص يعرفونه.. وعن اريك الذي أنظم لاصدقاء له أيضا في رحلات دراسية بعيدة أحيانا , ثم ينظم إلى أبيه في العمل ليساعده في الأدراة..
لكنهما هنا الليلة... سامنتا و آريـك و آصدقاء كثيرون للأحتفال بيوم مولدها..
فكرت ريمي " آآآووه ليت عميّ مثل بلاك يدخل مباشرة في الموضوع ~~" "
و لكن عمها صمت و هو عابس فجأة , نظرت إليه ريمي و حاولت الابتسام..
حدثت نفسها " و لكنه يملك عبوس براون... اوه هذا يفتح الموضوع ! "
قالت بهدوء : أتدري أنك تشابه السيد براون في عبوسه.. و هذا يذكرني.
خفف عمها من عبوسه و ظل يراقبها..
قالت بهدوء و جدية : أنا لم أعد طفلة صغيرة عميّ !.
حدق بها عمها و توترت عيناه لثانية... ثم ... عبس مجدداً و بان الحزن.
قال بصوت خفيض وهو ينظر إلى المدفئة و النيران تنعكس على عينيه
_ أنتِ تشبهين دانيل , .. و كذلك أمك.. جميلة جداً .
شعرت ريمي بقلبها يعصر ... فصمتت و عينيها تتأمل خطوط الحزن في وجه عمها..
رفع بصره إليها : أنا... ليس لدي أي سلطة الآن عليك... أو على آريك , سامي.. لقد كبرتم و حان الوقت..
كانت عيناه تلمعان بالحزن و الحب الأبوي الشديد..
همست ريمي بعذاب : آوه.. عميّ..
أكمل " على كل واحد منكم أن يطير إلى عالمه الآن.. كما فعلت مع ابنائي.. دانيــل يحبك بشدة لقد غمرك بحنانه لكان أب رائع و لكانت أمك إلى جانبك الآن .. لشعروا بالفخر و السعادة.. كما أشعر أنا الآن صغيرتي..
نهضت ريمي من مقعدها و جلست بجانبه وهي تضمه وهو يحيطها بذراعه و يمسح على شعرها .
_ تتحدث و كأننا نتركك إلى الآبـد.. لا تقل هذا , أنا أحبك عميّ..
_أنا آسـف عزيزتي لأنني كنت شديدا معك..
تنهدت ريمي و قالت : إذن ستتصالح مع ريديك و براون ؟!.
رفع ذراعه عنها و حدق بها , قال : ما خبطهما ؟!.
قالت ريمي بتوتر خفيف أمام نظرات عمها : لا تقل لي أنك لا تزال تكره ريديك..
نهض كريست و حدق بعيداً , همهم و قال : لا تزال هذه شؤون الرجال..!
نهضت ريمي و قالت ببرود : إذن لا شأن لي بكم... سأحاول لاحقا أن أرسل لـ ريديك و براون كي أزورهما.
ألتمعت عينا كريست و قال بحدة غير مقصودة : ريمي ! أنت تعرفين ما فعل.. تعرفين القصة ! , كيف يمكنك مسامحته و....
قاطعته ريمي مندهشة : أنت لم تغفر له خطأ لم يرتكبه !! عمي عليك النظر إلى الموضوع من الجانب العادل !.
غضب عمها و قال بصعوبة : لايزال هذا الموضوع صعب الفهم عليك ..!
تماسكت ريمي وهي تقول : آسفة عمي لكنك خاطئ , أنا أفهم تماماً ما عليه الوضع قبلاً و حتى الآن..
_ ريمي أنا لا أقبل نقاش هذا الموضوع معك , ألأنه أنقذك تدافعين عنه ؟!. أنسيه فقط اتفقنا و كذلك العجوز !.
هزت ريمي رأسها و عمها يلتفت ببرود و يغادر بدون أن يسمح لها بالرد..
همست بغضب : آآوه كيف استطيع تغيير رأيه ؟! .
عندما خرجت و تمشت قليلا في الحديقة وحدها كي تفرغ شحنات غضبها , رأت ظلا واقفا قرب النافورة..
اقتربت أكثر و رأت "بــلآك" ....... قالت بهدوء : سيد بلاك..
سمعته يأتأوه هامسا : آوه لا...~~"
التفت إليها بعبوس... قالت بحدة : لم الجميع يعبس بوجهي اليوم >< ؟!.
هز كتفيه و عيناه الذهبيتان قاتمتان : المعذرة...
_ لا يهم , هل يمكنك تقديم خدمة لي... قلت بأن أموال والدي باسمي الآن..
طرف بعينيه و قال بخفوت و بطء : حســنا ؟!.
توقفت ريمي شامخة أمامه و قالت بجدية : أريد السفر بدون علم أحد , لقد تخلى عمي عن مسؤلياته تجاهي رسميا هذه الليلة..
طرف مجدداً بعينيه و قال مستنكراً : ليس كل المسؤليات آنسة ريمي..!! أنت لا تقدرين على أدارة الأموال حتى تضعي يديك عليها و....
قاطعه ريمي بجدية و حدة : أنا لا أتحدث عن تلك الأموال.. أريد الجزء كمصروف خاص , النصف الغير مستثمر.. ثم... ما شأنك أنت أريد بعض المال لأسافر..!!
حدق بها بلاك مصدوماً , ثم...
ضحك فجأة... لأول مرة يضحك..!!!
قال بعد أن هدأ و ريمي تحدق به كأنها تراه أول مرة..
_ حسنا سيدتي.. معك كل الحق.. و في الحقيقة أظنني سأسافر قريبا لنفس الوجهة , لذا لنذهب معا..
قالت بمرح و عيناها التركوازيتان تلمعان : أيناسبك غداً فجراً ؟! , لا أريد من عمي أن يدري.. سأخبرك عمتي إليسيا كي لا تقلق و كذلك ابنا عمي.. لكن ليس هو.. حتى...
رفع أحد حاجبيه ساخراً وهو يقول : حتى تعلميه درساً..؟!
غضبت ريمي لأنه رأى هذا الجانب , لكنها قالت بعصبية : أنا احترم عميّ.. ربما حتى يتفهم ما أراه.
أومأ باحترام و رصانه وهو يقول : بالطبع آنسة كراوس.. بالطبع.
اعتدل قائلا : يناسبني الفجر.. سوف آتي تمام الرابعة..
_ أجــل و...آه شكراً لك..
_ في أي وقت آنسة كراوس.


نزلا من السيارة الفورد السوداء معاً , قال بلاك بهدوء مخاطباً ريمي : أنت متأكدة بأنك لا تريدين النزول بفندق ؟!.
كانوا وسط بلدة صغيرة هادئة و الوقت مساءاً
... استنشقت ريمي الهواء النقي بسعادة و دارت حول نفسها وهي تقول : واااااه لقد عدت هنا مجدداً...
قاطع لحظة مرحا ببرود : آنسة كراوس !!.
توقفت و نظرت إليه .. قالت بتعجب : ماذا ؟!.
_ بعدما زرنا الميتم , إلى أين الآن ؟!.
_ أنت تعرف إلى أين ؟!.
_ لا , لا تقولي بأنك ستمكثين عند عميّ براون ؟! , كوخه غير قابل لاستقبال أي شخص آخر غيره..!
_ و بومته أيضا !.
اعتدل بلاك في وقفته و قال بهدوء : أنت مسؤليتي ! , و يجب عليك التفهم أكثر آنسة أنتِ لم تعودي صغيرة..!
فكرت بلاك هو الشخص الوحيد الذي لا يعاملها كطفلة , بل كشخص مسؤل ناضج..!!
قالت ريمي بمرح : سوف يكون سعيداً برؤيتي !!.
...بعد دقائق قليلة جداً..
ظل براون يحدق بـ ريمي و كأنه رأى شبحاً مريعاً ..
قال بحدة و بعبوسه الذي لا ينافسه سوى عمها"كريست"
_ أغربوا من هنــا....!!
و أغلق الباب المغبر في وجهيهما..!!
ظلت ريمي واقفة بينما قال بلاك ببرود : سعيداً برؤيتي هاه ؟!.
ضحكت ريمي بمرح و قالت : حسنا.. أنه لم يتغير..! هيا لنحاول مجدداً..
و كانت تمسك بحقيبتها الصغيرة بينما يحمل بلاك حقيبة ملابسها و أغراضها..لم تكن كبيرة جداً.
قالت وهي تطرق الباب : سيد برااااون... عمي براون أرجوك أفتح الباب لنتحدث.. عمي بر....
فتح الباب و حدق بها بعينيه الرماديه الحادة و قال بحدة :
_ ماذا تريدين ؟!
قالت ريمي ببراءه : هل يمكننا المبيت عندك ليلة واحدة فقـط..!
حدق بها بلاك وهو يهمس : لا تستعملي كلمة الجمع !! < مع نفسك يعني !!
قال براون بحدة في وجهها جعل شعرها الأشقر يتطاير : لااا...
غضبت ريمي و قالت : يجب أن تسمح لي بالدخول لأن هناك أمر مهم ><..!!
حدق بها و رأى أصرار مرعبا في عينيها.. زم شفتيه بشدة و رفع بصره نحو بلاك الذي
اخفى ابتسامته بصعوبة...
عبس بوجهيهما بشدة ثم تنحى جانبا بصمت و عدم رضى كبير..
فتبسمت ريمي بعذوبة في وجهه الحاد وهي تتقدم من جانبه و تقول
_ شكرا لك عميّ , أنت طيب القلب..
مر بلاك وهو يكافح ألا يضحك... انحنى له قليلا محترما عمه الذي كاد أن يغلق الباب على
طرف سترته الثمينة..!
وقفت ريمي بسعادة بين الطاولات و الأرفف المغبرة المتربة و المكان الكئيب...
بينما وقف بلاك بجمود وهو قلق من أن تمس سترته الغالية أحد الأشياء الغريبة في الكوخ..
توقف براون أمامهم لثوان يحدق بهم ثم قال بصوته البارد الحاد
_ أجلسوا أيا كان..!!
همس بلاك : أفضل الوقوف...
بينما مشت ريمي إلى أريكة لا تدري كيف لاحظتها وسط الفوضى و نفضت عنها الغبار
ثم قالت بمرح : شكرا عميّ... تعال سيد بلاك.
جلست على الأريكة و اقترب بلاك فقط من داعي التهذيب و جلس قربها..
قال براون بعبوس : مالموضوع الذي تريدين الحديث عنه بالضبط ؟!.
توترت ريمي لثوان.. همس لها بلاك ببرود على أساس تشجيعها: هيا أيتها المصلحة الاجتماعية !.
فضحك ريمي و قالت بقلق : جئت للأطمئنان عليك..
همهم براون ببرود... فكرت ريمي ما خطب هذه العائلة الباردة.. غير أن ريديك لم يكن باردا و حاداً معها كان مهذباً و رقيقاً.. لكن كان هناك بالفعل بعض الحدة و البرود الذي لا يوجهما إليها..!
تنهدت ريمي و قالت بخفوت : أنا في الحقيقة لا أشعر بالانتماء إلى أي مكان !.
أخيراً طرف العجوز براون بعينيه اللامعة العميقة.. فنهض بلاك فجأة و قال
_ تذكرت لدي عمل ما... سآتيك آنسة كراوس غداً.. إلى اللقاء..
و غادر بهدوء... فتنهدت ريمي مجدداً..
فجأة قال براون بصوت خفيض : هل تودين شرب شيء ما ؟!.
حدقت به ريمي و تبسمت بشكل لطيف... أخيراً بان هناك أمل..!
بعد دقائق قليلة...
_ يا صغيرة يا بلهاء !! , لا يجب عليك أن تتحولي كما تشائين !!
حدقت به ريمي بيأس.. كان بين يديها كوب خزفي قديم بهم ايشبه الشاي الأخضر ذو رائحة عطرة.
قالت بحزن : أنا مختلفة !.
_ بالطبع أنتِ مختلفة هل تريدين أن تكوني نسخطة طبق الأصل عن أحدهم ؟!.
فتنهدت ريمي ببطء... عاد للتكلم معها بحدة و عبوس..!
قال : أنت لست نقية الدم , والدتك العزيزة ليست من العشيرة !. , لكن لديك الحس.. لديك حس عالي بأصحاب العيون !!
نظرت نحوه ريمي : لا أحب هذا ..!
_ ريديك لم يحب أبداً ما كان !!.
طرفت بعينيها.. سيرة اسم ريديك غريبة عليها.. فلا أحد ينطق اسمه في منزل عمها ولا حتى بلاك..
أكمل ببرود : لكن عليكم هذا... شئتم أم أبيتم ! , هذه حقيقتكم.. يجب أن تتعايشوا معها.. و تستفيدوا منها , أفهمي هذا يا صغيرة !.
قالت ريمي بيأس : لكني لم أشعر بشيء عندما اختطفني مصاصوا الدماء قبل سنوات !.
زم براون شفتيه و قال بحدة : مؤكد بأنك رأيتي علامة أو شعرتي بشيء لكنك بلهاء لم تلاحظي..!
شعرت ريمي بالغضب يتصاعد.. لأنه لا يزال يراها طفلة و بلهاء أيضا..
فجأة همهم ببرود : أنتما حمقاوان..!
لم تكن متأكدة تماماً , أهو يقصدها و ريديك.. أم بلاك أم أي أحد آخر...
قالت ببطء : هل رأيته ؟! , قريباً..
رفع حجابه الخفيف الأبيض و قال بعبوس : بالأمس كان هنا.. فقط يبحث عن الشجار !.
ابتسمت ريمي... فضيق عينيه بحدة و قال : لم تبتسمين ؟!.
هزت ريمي كتفيها و شعرت بالتعب من طول الرحلة.. قالت بمرح : لا شيء , أين سأنام ؟!.
زاغت عينا براون و كأنها ستخرج , شعرت ريمي لثانية بأنه سيرميها خارجاً..
لكنه عاد لهدوءه و قال ببرود : في الأعلى , توجد غرفة جيدة كفاية !.
كانت الغرفة في الطابق العلوي جيدة جداً , نظيفة لكن خالية , فتح لها الباب.
و قال بهمهمة : سأجلب لك غطاءا ما..
خرج و رأت ريمي البومة البيضاء الجميلة تقف على أطر النافذة.. تنظر نحوها بعينين كبيرتين صفراوين.. التفتت ريمي و مشت قليلا خلف براون.. فرأته ينزل درجا طويلا إلى أسفل..
ثم سمعت صوت تكتكة .. بعدها عاد يصعد.. فعادت ريمي بسرعة إلى مكانها.. فكرت هل لديه مخزن سريّ للأسلحة في القبو.. هذا لن يكون غريباً..
نظرت نحوه , كان يضع بندقية طويلة على ظهره.. و بين يديه غطاء ثقيل أبيض , استلمته منه..
قال ببرود : أنا مستيقظ بالاسفل أن أردت شيئا..
ثم غادر... التفت ريمي بالغطاء و هي تشعر براحة عميقة في أوصالها..
ابتسمت و نامت بعمق...
مرت ساعات... و تغيرت الراحة التي تشعر بها... حلمت عن الظلام مجدداً..
و رأت للغرابة .. آريــك.. كان ذئبا بنياً.. و من حوله عيون حمراء كثيرة.. حاصرته هذه
العيون ثم هجمت عليه...
صرخت ريمي وهي تنهض : لاااااا ..
اقتحم براون الغرفة و بندقيته موجة أمامه , حدق حوله بسرعة ثم هتف بـ ريمي
_ يا ألهي ! , ظننت أحدهم هاجمك.. استيقظي يا طفلة ...
لا تدري من أين لكنه رش على وجهها الماء..!!
شهقت ريمي بخوف : آريك.. آريـك.. في خطــر..!!
حدق بها براون مصدوماً.. ثم التفت وقال بسرعة : تعالي إلى الأسفل , يجب أن استدعي ريديك..
نهضت ريمي تتعثر بالغطاء و نزلت خلفه..
صدمت وهي ترى باب الكوخ مفتوح على آخر و هنالك ذئب... ذئب باهت داكن كبير..
يقف في الخارج وسط الحشائش.. كان ينظر إلى السماء ثم فجأة فتح فمه الكبير و عوى..
ادركت ريمي أنه براون قد تحول.. و عواءه عميق عالي و غير مخيـف أبداً..
فجأة رد عليه بعواء آخر بعيد... وضعت ريمي يدها على قلبها و هي تحدق بأشجار الغابة
المظلمة... ظهرت عينان...
لكن عينان ذهبيتان كبيرتان تلمعان ... شعرت باليأس... هذا ليس ريديك.. أنه بلاك..!!
تقدم الذئب الأسود بسرعة و خفة ... ثم قفز إلا به يهبط على الأرض بقدمين !!.
ظهر بلاك يمشي نحوهم بسرعة و كان بمثل ملابسه بالأمس... بدله سوداء..
عندما التفتت ريمي إلى براون وجدته كما رأته... ببنطال جينز باهت و قميص رمادي قديم..
فكرت بصدمة ... كيف يتغيرون بهذه السرعة ؟؟؟!!!
قال بلاك قلقاً وقد وقفوا كلهم عند باب المدخل عند ريمي
_ اشتم رائحة غير مطمئنة في الأجواء...!
قال براون بعبوس : لقد شعرت ريمي بهذا... ابن كريست..
صرخت ريمي برعب : هل حدث لـ آريك شيئ...؟!!
قال بلاك بسرعة : هناك مصاصوا دماء منتقمون لكني لست واثق بـ...
شهقت ريمي وهي تحدق خلفهما...

رأت الذئب الرمادي الذي يلمع شعره كالفضة يمشي إليهم و على ظهره فتى مستلقي بلا حراك..
هرعوا كلهم إليه... و هتفت ريمي بخوف : آريك.. هل هو بخير...
رأت دماءا كثيرة تلطخ آريك المغشي عليه و على ظهر ريديك أيضا.. حمل بلاك الفتى و ركض به إلى الكوخ و لحق به براون بسرعة ... التفتت ريمي لتلحق بهم لكن.. توقفت وهي تعيد النظر برعب..
الدماء هذه كانت تخص ... ريديك.. الذي جلس منهاراً على العشب...
أغمض عينيه الفضية ببطء... فصرخت ريمي : ريديك... ريديك... هل أنت بخير..؟!
أنه لايبدو بخيراً أبداً..
جلست بجانبه وهي تمسح عليه و تحاول أن تضم الجسد الكبير البارد...
بكت وهي تقول : لا ..لا... ريديك...
رفعت يديها بدماء حارة متدفقة... فصرخت مجدداً : عم براااااون...
و رأته يخرج من الكوخ هارعاً إليهم , كان يصرخ.. لم تفهم ما يقول..
اقترب أكثر و قال بغضب : لا يمكنني علاجه وهو يهذه الهيئة.. يجب أن يعود... لم لا يعود...!!
زاغت عيناه وهو يتفحص ريديك : لقد عضه مصاص دمـاء ...!!!
اتسعت عينا ريمي الباكيتين و قالت : كيـ...ف... لا أفهـ...م..!!
قال بقلق مريع وهو يمسك برأس ريديك : مصاص الدماء سام لنا كما نحن مسمومين له..لا شك بأن الذي عضه مات.. لكنه سيقتل ريديك..
صرخت ريمي : لا... لن يموت..
_ عليه أن يعود .. لكنه لن يستطيع...!
فجأة ظهر صوت بلاك الخفيض : هناك حل..
التفتت إليه ريمي بسرعة و كذلك براون... قال و عيناه تلمعان بتوتر وخوف رهيب:
_ تخاطري معه ريمي.. أنت تستطيعين و ايقضيه بسرعة..
هزت ريمي رأسها مصدومة و يائسة : ماذا ؟! , لا أقدر...
_ بلى يمكنك أنت الحل الوحيد الآن..!!
فجأة قال براون بقلق بالغ لأول مرة وهو يشد قبضتيه على جسد ريديك
_ أرجوك حاولي... أنه ابن أخي , و أنت جئتِ من أجله أليس كذلك ؟!.
شعرت ريمي بألم شديد...براون بدا خائفا جداً و لأول مرة يهتم بـ ريديك أنه يحبه.. وبلاك بدا شاحبا جداً و عيناه تلمعان و تهتزان بتوتر..
فقالت : سأنقذه حتماً..
تنفست بقوة و أغمضت عينيها وهي تضم الذئب المتحضر..
_ آآآوه ريديك عد.. لا يمكنك الذهاب هكذا.. أنت قوي جداً .. هيا عد الآن سيصبح كل شيء بخير.. أنت عزيز جداً , أرجوك عد من أجلي... أن كنت أعني لك شيئا..
_ بالطبع... تعنين الكثير لي... سيدتي الصغيرة...
سمعته... همسه في عقلها... ففتحت عينيها و كذلك فعل هو .. و صرخت فرحاً..
وهي تلقي بنفسها عليه بعدما عاد إلى طبيعته البشرية...
عانقها بشدة وهو يقول بلا تصديق : ظننت بأنني أحلم..
_ آوه يا ألهي أنت لا تزال جريحاً..
اتكأ ريديك على بلاك و ساروا جميعا إلى الكوخ... لقد أفاق آريك من اغماءه و كان واقفاً عندما دخلوا
قال بسرعة وهو يساعدهم على وضع ريديك على الأريكة :
_ هل أنت بخير , لا أكاد أصدق.. لقد قتلتهم وحدك.. و ذلك اللعين...
قاطعته ريمي وهي تعانقه : آريك.!!
انتبه آريك لـ ريمي مصدوما : أنت هنا..! آوه آختي العزيزة لدينا العديد من الاعترافات لأبي !!
حضر براون سريعا علاجا من الأعشاب و وضعه على الجرح ثم لفه بقماش نظيف.. و أعطى آريك شرابا مقوياً ...نام ريديك دون أن يشعر بشيء..
أخذ آريك يشرح ماحدث لـ بلاك و براون و ريمي... لقد كان مع مجموعة من أصدقاء عاديون.. و شعر بمصاصي الدماء يلاحقونهم... فقرر أبعاد اصدقاءه عن الخطر و التضحية بنفسه..
و لكن ريديك كان في الجوار.. فأنقذه و أصيب هو... كانوا خمسة من مصاصي الدماء مجتموعين معا ذو قوى شديدة... لكن ريديك قوياً للغاية و آريك كان لا يزال صغيراً..
قال بأسف شديد : لو كنت أقوى .. لو كنت أسرع...
قاطعه براون : هون على نفسك بني.. أنت قوي جداً , لكنهم كثيرون..
قال بلاك بهدوء : يجب أن تعودا...
زاغت عينا ريمي و قالت : ماذا ؟! مستحيل..
_ لا لن أعود... قال اريك ببرود.. " أريد البقاء هنا حتى شفاء ريديك.. لقد أنقذ حياتي..و لا يهمني والدي.."
_ أنه سيقلق حتى الموت عليكما... قال براون.
اشاحت ريمي بوجهها بينما قال آريك ببرود : عليه أن يفهم أنه على خطأ...
صمت فجأة ثم قال : مهلا.. علي أن أعود حقا إليه.. و سأخبره الحقيقة ثم أعود إلى هنا...
و هكذا فعل آريك.. ذهب لمدة يوم واحد فقط ثم عاد مساء اليوم الآخر..
قال ضاحكا لـ ريمي : يكاد يجن قلقا... أنه لا يعرف أن نحن .. لكنه يعلم بأننا معاً.. قلت له بأننا بخير و عليه أن ينسى أمرنا.. تركته بسرعة وهو يصرخ من خلفي..
ابتسمت ريمي لكنها شعرت بالحزن لتعذيب عمها هكذا..
أكمل آريك بهدوء وهم جالسون في الأسفل بينما ريديك لا يزال نائما في غرفة التي كانت تنام بها ريمي بالأعلى..
_ قلت له أن ريديك أنقذ حياتي.. لكنه فهم الموضوع بالعكس طبعاً.. فغضبت و شرحت له كل شيء.. صمت قليلا" قلت له أنه لن يرنا إن لم يصدق مع نفسـه..
كان براون و بلاك قد خرجاً ليتفحصا المنطقة و يتأكدا من هدوء الوضع..
سمعت ريمي طرقات خفيفه على الباب.. فنهضت و كذلك آريك.. فتحت الباب بخفه و هي تنظر..
صدمت وهي ترى عمها واقفاً بجلال أمامها..
شهقت بخوف وهي تقول : عمي ّ..؟؟؟!!!
أتى آريك و تجمد واقفاً و قد ضيق عينيه بتوتر...
قال بصوت هادئ جداً : مساء الخير..! ألن تسمحي لي بالدخول ؟!.
ابتعدت ريمي بصمت و ذهول وهو يدخل بهدوء.. وقف بينهما و تنهد.. وهو يتأمل الكوخ..
_ لم يتغير كثيراً , لا تنظران إلي هكذا كنت هنا مرات عدة , أين صاحب البيت عزيزاي ؟!.
كانت ريمي لا تقدر على النطق... هز آريك كتفيه و قال : سيعود قريباً..
تنهد كريست و قال : أنا مدين بأكثر من الاعتذار للعديد من الأشخاص هنا..
شعرت ريمي بأنها ستضعف و تضم عمها.. لكنها تمسكت بالباب بقوة..
قال آريك ببرود : أجلس أبي..
جلس كريست على الأريكة الوحيدة بتهالك.. بدا مرهقا جداً و يائسا أيضا..
فجأة دخل براون وهو متذمر و من خلفه بلاك الهادئ...
صمت و حدق بـ كريست... همهم : لقد رأيتك قادماً , مالأمر كريست ؟!.
نهض كريست واقفا وعينيه مثبتتين على براون : لقد حدثني أبنائي كثيراً و حاولا أن يبعدا العصابة عن عينيّ.. لكني...
زفر بحدة و هو يغمض عينيه بقوة , أكمل بعد ثوان
_ لقد اكتفيت... براون , لقد سئمت من هذا.. كل فترة حياة , لا أريد أن يتكرر التاريخ.. حقيقة أنه يجب أن يضحي أحدهم بهذا و أنت تعرف قطعاً !!!
قال الكلمة الأخيرة بحدة و غضب يلمع في عينيه و أخذ يتحرك بخطوات ضيقة دائرية..
أشار على ابنه بعصبية على طول ذراعه وهو يكمل بنفس الحدة : هذا الولد !! يريد أن يقتل نفسه لأجل حماية الآخرين !! , بمن ذكرني سأخبركم جميعا...
نظر ريمي نحو اريك بتوتر عاصف , كان آريك ينظر نحو والده بألم مخفي..
_ ابني الوحيد هذا و الذي أعتز به على كان وشك الموت... يريد أن يلقي بنفسه كما فعل والدي من قبل لأجل حمايتنا أنا و دانيــل , و كما فعل دانيل من قبل عندما ألقى بنفسه لحماية ابنته و ريديك و كما فعل الكثيرون من قبل أعرفهم , لقد سئمت من التضحيات !! لقد اكتفيت من فقدان من أحبهم هكذا...! براون و أنت تعرف تماماً ما أعني..
كان براون العجوز ينظر إليه بعينين ضيقه مركزة صامتة , بينما تنفس كريست بصوت عميق مسموع , و قال بصوت أكثر هدوئاً :
_ لا أريد أن أفقد أبنائي... أريد تحقيق أمنية آخي.. أريد أن نحيا بسلام.. لا أريد قتال لا أريد تضحيات.. و أنا أعرف تماماً أنك فقدت أتزانك عندما رأيت ريديك يحتضر..
طرف براون بعينيه.. و شحب وجه بلاك...
_ أنه نفس شعوري عندما رأيت ريمي على الفراش قبل سنوات كنت مرعوباً بل أكاد أموت خوفاً.. أما ماذا عن ما أصابني عندما أتاني هذا الشاب...!!
و أشار على اريك بحدة فاقترب اريك و ريمي من بعضهما خوفاً
_ و قال لي القصة ... كدت أجن مما يحدث !!
همس اريك لـ ريمي بصوت مرتجف مازحا : لقد قلت لك بأنه جنّ !!
فكتمت ريمي الضحكة بصعوبة
_ أنهم يبحثون فقط عن التضحيات و الغباء ><..!!
همس براون فجأة بصوت أجش غريب : لا بأس على قلبك كريست , أنت أب مفجوع و أنا أتفهم هذا !
تنحنح قليلا و حول اريك و ريمي ابصارهم من كريست إلى براون..
قال براون بتعب : أنا أيضا تعبت من هذا.. لويسس "والدك ريديك" كان أن يفقد حياته من أجلي عدة مرات.. و كدت أجن من شدة شعوري بالذنب.. لكني سأتخطى الأمر أن مات ريديك بدلا عن آريك..!
اتسعت أعينهم جميعاً... فهز كريست رأسه مصدوما وهو يقول
_ لا.. لا .. لن يموت أحد بدلا عن أحد , ريديك ثمين علينا.. و أنا قادم هنا لأجل الكثير من الكلام معه خاصة.. كان يتقبل أوامري و يحترم رأيي بينما أنا تجاهلت ما عاناه في الماضي و لا يزال يعانيه.. أنني أود الاعتـ....
_ لا تفعــل سيد كراوس..
سمعوا صوت خطوة على الدرج الخشبي و رفعوا أبصارهم... لقد كان ريديك واقفا متكأ على الدرج.. لم يلبس قميص كان جسده كله ملفوف بالقماش الأبيض...
قال ريديك بهدوء : لا اعتذارات... أنا أيضا تعبت من ثقل الذنب فوق كاهلي.. قد نحاول نسيانها لكن أحيانا تكون هناك وصمة لا تمحى من حياتنا..
كان ينزل بحذر وهو يعرج بشكل طفيف متمسكا بسور الدرج المهترئ..
قال كريست بهدوء : ريديك.. هذا يكفي عد إلينا لا تهرب إلى الظلام و عندما ترى أننا بحاجة إليك تظهر فقط لتختفي مجدداً بعدما تنتهي.. و أنا آسف...
قال كلمته بسرعة قبل أن يقاطعه ريديك الذي وقف لثانية و عبس...
أكمل كريست : لكل ما اتهمتك به..
رفع ريديك أحد حاجبيه وهو يقول ببرود : اتهاماتك صحيحة..
شعرت ريمي بأنه يشبة براون و بلاك بعبوسه و بروده... هه حتما من عائلة واحدة..!!
قاكعه كريست بحدة كما يفعل مع ابنه : لا ليست صحيحة !! رولينا قالت كل شيء.. أنت كنت مريض حقاً.. و كنت تحتاج لدعم شديد , لذا من له الحق في الشعور بأنه السيء هنا فهو أنا..!!
توقف ريديك أمام كريست و قد بانت عيناه الرماديتان تلعان كالفضة..
همس ريديك بعمق : أنني أعرفك سيد كريست أنت لست السيء لهذا أنا تابع لك أنا لا أخالف أوامرك لا أتجاهل تعليماتك .. أنت سيدي هناك . و هنا سيدي هو عمي براون.. أنني أريد منح ولائي لك لا تهم مشاعري.. أنا...
قاطعه كريست بعصبية : هل لك أن تتوقف ابن لويسس ؟! , لا أريدك أن تشعر بالذنب و تلقي بنفسك للموت , أريدك أن تعود معي منطقتنا واحدة..
فجأة قال براون بعبوس : مهلاً , هذا الشاب هو ابن أخي !! يجب أن يبقى هنا..
التفت عليه كريست وهو يقول : ماذا ؟!.
فجأة همس ريديك و بلاك و ريمي و آريك قربه : لم أصبحت مهما فجأة...؟!
ابتسم بلاك و ضربه بقوة على ظهره ثم التفت و غادر.. بينما ضحك اريك بصوت مسموع..
فجأة التفت كريست و حدق بابنه بحدة قال : لكن حديثنا سيكمل لاحقا أيها الشاب !!.
ففقد آريك كل حسه بالسعادة هذه اللحظة..!! و قرر أن ينسل هاربا مع بلاك..
التفت ريديك نحو ريمي و بدا مندهشا و حائراً قليلا.. قال بصوت رقيق :
_ العزيزة ريمي.. سبب عودتي للحياة..
قال كريست بفخر عالي : بالطبع ابنة أخي رائعة و جميلة أنها هي على عكسكم تمنح الحياة..
قال براون متذمرا وهو يخرج إلى الغابة ليلا : أنها لا تنتمي إليك.. ما دامت تمنح الحياة..!
التفت إليه كريست قائلا بغضب : مهلا أيها الرجل..!!
شعرت ريمي بالحرج لوحدها مع ريديك فلتفتت تريد اللحاق بعمها..
لكن ريديك قال بصوت ضعيف : ريمـي.. اسمعيني.. أنا..
التفتت إليه مبتسمه , فأكمل : أنا آسف صغيرتي..!
ضيقت جبينها و أحمرت وجنتاها : لا تقل لي صغيرتي..
ظهرت أسنانه الرائعة وهويتقدم منها خطوة : لا تزالين سيدتنا الصغيرة الغالية..
أمسك بيدها : أسمحي لي..
و قبل يدها برقة.. شعرت ريمي بقلبها يجن.. فقالت بخجل : هل تحسنت..؟!
جلس القرفصاء أمامها وهو يمسك بكلتا يديها و يتأملها بعينيه الرائعة :
_ نعم عزيزتي , بفضلك.. أنا أعيش الآن.. لكنني أريدك أن تكوني سعيدة... أنت لا تزالين غاضبة مني صحيح ؟!.
قالت ريمي بهدوء : كلا..
_ لقد تركتك كثيراً و لم يكن هذا خياري.. كان خيار عمك الذي احترمه..
زمت ريمي شفتيها و قالت ببرود : لقد أوضحت هذا..!
_ أرأيتِ ..أنت تكرهينني !.
اتسعت عينا ريمي التركوزايتان و قالت بصدمة : أنا لا أكرهك , أنا أحبـك..!
شهقت و أحمر وجهها بشدة وهي تبعد عينيها عن عينيه الفضية..
لكنه ضحك برقة و نهض وهو يعانقها بحنان و يقول : و أنا أيضا أحبك.. لكن آه..
تركها وهو يلف ذراعه حول كتفيها الرقيقة و يسيران معا خارجاً
_ لكنك لا تزالين طفلتي الصغيرة.. هل تدركين كم أكبرك..؟!
همست ريمي : لا يهم.. لكنك لا تزال تعاملني و كأن الزمن لم يتقدم..!
ضمها إلى جانبه وهو يقول بسحر : لأنني حقا لا أشعر بالوقت و أنتِ معي صغيرتي , لكني سأنتظر الوقت الذي عنده سأسألك ذلك السؤال الذي ستقتلني أجابتيه أحداهما سترسلين إلى السعادة و الأجابة الأخرى إلى الجحيم...!
ضحكت ريمي بخجل و قالت وهي تلكزة : أنت حقا تظنني طفلة لا أفهم.. أنا أكرهك..
_ و أنا أحبك صغيرتي..
ثم قبلها على رأسها وهما يراقبان مشاحنة الرجلان الكبيران قرب الغابة..
و تحت ضوء القمر الفضي.. الذي ينعكس على عيونهم الصافية الملئية بالحياة..~


النهاية


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
لا أقبل صداقة الذكــــــــــــــــــــــــــــــــور
أبى ♡
الغائب الذي لن يعود
وأنا المشتاق
الذى لم يجف عينه

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-16-2014 الساعة 01:44 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-22-2013, 04:45 PM
 
حلووووووووووو بجنين البارت يخبل بس انقهرت ع ريمي
المهم يا مبدعه ايمتا البار الجديد
مشوقه لعرف انتظر ابداعكي
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
summer's memories روايتي الأولى خيال رورمانس غموض MAIRU روايات و قصص الانمي 62 04-27-2015 03:32 AM
صور انمي غموض×غموض سبسر# أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 18 04-09-2015 12:10 AM
برتبلات,خيام,مظلات,مقاولات,مركز,خيام,شوقي,المسوقة/العنود عنود شوقي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 12-31-2011 11:10 AM
Des silver =$ .. ѕιlνεr مِكس ديزاين 7 08-17-2011 04:17 AM


الساعة الآن 07:50 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011