عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-27-2006, 03:35 PM
 
مذكرات عاشق

الذكرى الأولى :



لست ادري ما اكتب .. او لم اكتب .. ولكنني اشعر بشعور غريب يدفعني للكتابه ..




إنها اول مرة اكتب فيها .. والغريب في الأمر انني اريد ان اكتب لنفسي .. وليس ليقرأني أحد .. بل لأفرغ مايختلج بداخلي .. ولأتذكر كل ما سأكتبه هنا .. دوما .. ولكن .. ماذا اكتب ؟ ومن اين ابدأ؟! هل أبدأ بكتابة نبذة عن نفسي ؟! لا يهم .. فقد تقع هذه المذكرات في يوم ما في يد أحد الأشخاص ويقرأها .. ولذلك اريدها ان تكون اجمل مايمكن .. وبأكثر تفاصيل ممكنه ..



سأرتب افكاري قدر المستطاع وأدون مذكراتي بتسلسل مفهوم ومقبول .. وسأبدأها بالتعريف بنفسي اولا ..



ادعى سيف ..عمري عشرون سنه .. ادرس التمويل في احدى الجامعات الأجنبية العريقه .. في الغرب طبعا .. وانا الآن في سنتي الدراسية الثانيه .. قضيت 13 سنه في المدرسه .. وذلك لأنني كنت ادرس وفقا للنظام البريطاني في التعليم .. بالطبع لم انشأ في الغرب .. فقد ترعرعت ونشأت في بلدي الحبيب قطر .. ولكنني درست في مدارس اجنبيه هناك بناء على رغبة اهلي الذين يعتقدون بأن النظام البريطاني هو النظام الأفضل في التعليم .. وهكذا كان ..



تكلمت عن عمري .. عن دراستي .. والآن سأتكلم عن شكلي .. لست فائق الوسامه .. ولكنني اتمتع ببعض الجاذبيه .." على الأقل هذا ماتقوله لي المرآه " .. لا .. مهلا .. لست مغرورا .. فأصدقائي يقولون لي بأن لي حضورا طاغيا وهيئه ملفته … فأنا ابلغ من الطول 180 سم .. ولي جسم متناسق .. فلست نافر العضلات .. فأنا اكرهها .. ولكنني ايضا لست مترهلا .. لأنني امارس الرياضة بانتظام لأحافظ على وزني الذي يبلغ 76 كج ..



اما بالنسبة لشخصيتي .. فأنا مرح .. احب الضحك والمزاح .. ولكنني في نفس الوقت هادئ ومتزن .. لا احب الوقاحه .. وقلة التهذيب .. واكره الصراخ والضجيج .. اميل للعزله والانفراد بنفسي في بعض الأحيان .. وقد كنت كذلك مذ كنت طفلا صغيرا .. وكبرت والكل يمتدح هدوئي واتزاني ورجاحة عقلي .. إلا انني كنت اعاني من الخجل الشديد لدرجة كانت تعجزني احيانا عن النطق .. وقد كنت طفلا انعزاليا نوعا ما .. ولكنني تغلبت على هذا الخجل والانعزال بعض الشيء مع تقدمي في العمر .. وأصبح لدي الكثير من الأصدقاء من مختلف الأعمار والجنسيات ..



اصدقائي .. بالرغم من انني تغلبت على خجلي وانعزاليتي .. وأصبحت اعرف الكثير من الناس الذين اعتبرهم اصدقاء لي .. إلا انني كنت متحفظا بعلاقتي بهم .. فصفتي الحذر والتحفظ تلازمانني .. ولا امنح ثقتي لأحد بسهوله .. لا أمنحها إلا لمن اشعر بأنه فعلا يستحقها .. ومن يستحقها اكثر من راشد .. هلا .. وعمر الذي اصبح يزعجني بعض الشيء مؤخرا .. ولا ادري لماذا تغير وابتعد عني هكذا .. ولكني سأعرف يوما ما ..



لقد تعرفت بهؤلاء الثلاثة حين كنت في الصف الخامس الإبتدائي .. وقد كبرنا سويا .. يوما بيوم .. وسنة بسنه .. ولازلنا مرتبطين ارتباطا وثيقا ببعضنا البعض .. ولا اتصور ان افترق عنهم في يوم من الأيام .. حين انهينا الثانويه .. قررنا الالتحاق بجامعات في نفس البلد .. لنظل معا ولا نفترق ابدا .. بالرغم من اختلاف ميولنا واختيارنا لتخصصات مختلفه وكليات مختلفه .. إلا اننا قررنا ان تكون وجهتنا واحده .. وها نحن نتقابل هنا .. بشكل اسبوعي واحيانا يومي ..



قد تكون هلا هي الأقرب إلي من راشد وعمر .. ربما لأنها تفهمني دون ان اعبر عما اشعر به بالكثير من الكلمات ؟! وربما لأنها تفكر بنفس الطريقة التي افكر فيها .. لا ادري بالضبط .. ولكنني اقول لهلا مالا استطيع قوله لراشد ولعمر .. وهي كذلك تقول لي كل شيء عنها .. كل ماتشعر به .. كل ما يزعجها .. كل مايفرحها .. وكنت ايضا اقرب اليها من راشد ومن عمر .. بالرغم من انها كانت مغرمة بعمر منذ ايام الثانويه .. ولكنها بالطبع لم تجرؤ على البوح بمشاعرها هذه له ..



حين كنت في المدرسه اغرمت بأكثر من فتاه .. ولكنه كان دوما حبا من طرف واحد .. دون علم الطرف الآخر .. فلم اجرؤ يوما على التقرب من اية فتاة اعجبتني .. ربما لأنني لم اكن اشعر برغبة في التعرف إليهن ؟ وربما لأنني كنت اظن بأن التقرب إليهن سيفسد حلاوة المشاعر التي اشعر بها .. فقد كنت دوما أؤمن بأن اجمل مافي الحب هو عذابه .. وربما .. لأكون صادقا .. يكمن السبب الحقيقي في خوفي وخجلي من التقرب إلى الفتيات .. فأنا لم اكن قد تغلبت على هذا الخجل كلية في ذلك الوقت .. فقد كان دوما يمسك بتلابيبي .. ويعوقني عن اتخاذ خطوات ايجابية تجاه اي فتاه اكن لها المشاعر .. بعكس راشد وعمر .. اللذان كانا دوما سباقان للتودد إلى الفتيات في المدرسه .. وكانا دوما محاطان بالكثير من الصديقات ..



لهذا السبب بالذات لم اكن لأخبرهما يوما بإعجابي بفتاة ما .. فأنا اعرف بأنهما سيدفعانني دفعا للتقرب إليها .. وانا لا اريد ذلك .. فكانت هلا هي الوحيدة التي تعرف عن اخبار قلبي .. ومن يسكنه بالضبط ..





لقد اغرمت ايام المدرسة كثيرا .. هذا صحيح .. ولكنه لم يكن ابدا غراما حقيقيا .. نعم .. لقد كنت في كل مره اظنه كذلك .. ولكنني اكتشفت مؤخرا بأنه لم يكن سوى إعجابا .. فما اشعر به الآن مختلف كليا .. لم يسبق لي ان شعرت بمثل هذه المشاعر من قبل .. لم يسبق لي ان ارتعش حين تمر بي فتاه .. ان يخفق قلبي بعنف حين تكون هذه الفتاه متواجده في المكان الذي اكون فيه .. ولم يسبق لي ان اشعر بهذه الرغبة الملحه في التعرف إلى فتاة ما .. ان اشعر بأنه يجب ان يكون لي دور في حياة هذه الفتاه ..



لن انسى ابدا اول مرة رأيتها فيها .. لا اعرف ما اصابني .. لقد كان شعورا غريبا ينتابني لأول مره .. لم استطع ابعاد عيني عنها .. ظللت احدق بها مشدوها .. فاغر الفم .. غير مدرك لما يحيط بي او لما يدور حولي .. حتى انني لم ادرك بأن راشد وهلا كانا يناديان علي .. وانهما كانا يقفان بقربي .. لم اشعر بهما حين اقتربا مني ..



لم ادرك وجودهما الا حين اختفت هذه الفتاة عن الأنظار .. ياإلهي ما اجملها .. كم تبدو رائعه .. لا ليست رائعه .. بل إنها خلابه .. لقد سلبت لبي .. ترى من تكون هذه الحوريه ؟! هذه الغادة الممعنة في الحسن والجمال ؟!



لقد رأيتها في جامعة هلا .. وقد كنا قد اتفقنا انا وراشد وهلا على الالتقاء هناك للذهاب للغداء .. فقد كان يوم الجمعه .. اي اخر ايام الأسبوع الدراسي .. وقد كنا نخرج دوما في هذا اليوم .. ولكنها كانت المرة الأولى التي ارى فيها الفتاه ..



وصفتها لهلا فيما بعد .. علها تعرفها .. إلا انها لم تستطع ان تعرف من اقصد بالضبط لأن وصفي لها كان مبهما وفيه الكثير من المبالغه كما تقول .. ولكنني كنت مصمما على معرفتها .. ولذلك قررت ان اتوجه إلى كليتهم يوم الأثنين .. الذي سيكون غدا .. فإلى الغد يامفكرتي العزيزه .. فربما اعرف غدا من تكون .. واخبرك بتفاصيل عن اجمل مارأت عيناي إلى الآن ..



الذكرى الثانيه ..


لم استطع النوم بالأمس ... فالقلق كان يتآكلني .. نعم .. اعرف بأنه لا يوجد سبب منطقي للقلق .. ولكني كنت قلقا .. خائفا الا اراها اليوم .. وحتى هذه اللحظه .. لازال القلق يرافقني .. ولكني ذاهب إلى هناك لا محاله فلابد لي من رؤيتها مجددا ..




******


ذهبت إلى جامعة هلا .. وانتظرت وحيدا في استراحة الكلية .. جلست لأحتسى كوبا من القهوه .. وانا اشعر بالملل الشديد من الجلوس وحيدا وانتظار انتهاء محاضرات هلا .. وخاصة بأنني هنا لغرض واحد فقط ... وهو رؤية الفتاه التي لم تظهر إلى الآن ..



مر الوقت ببطء شديد .. ساعه .. ساعتان .. لا أثر للفتاه .. ولا لهلا .. ليتني لم آذهب مبكرا هكذا .. لقد اخبرتني هلا بأن محاضراتها ستنتهي في الساعه الثالثة ولكنني اثرت الذهاب مبكرا اولا لأنني كنت شديد القلق .. وثانيا .. لأنني لم اجد مااشغل به وقتي فلا محاضرات لدي اليوم ..



ظهرت هلا فجأة .. واخيرا .. رأيتها تتجه نحوي .. ولكن .. لم تكن هلا وحيده .. كانت ترافقها فتاه .. ياإلهي .. انها هي .. نعم .. كانت هي .. كما رأيتها يوم الجمعه .. جميله .. رائعه .. فاتنه ..



صدمت من معرفة هلا بالفتاه !!! فهي لم تخبرني عنها قط .. ترى من تكون ؟! ولم لم تعرفها هلا حين وصفتها لها ؟! لقد وصفتها بدقة متناهيه .. وبما انها صديقتها فكان لزاما عليها ان تعرفها مباشره .. لا ان تخبرني بأنها لم تفهم اي فتاة اعني ...



ارتبكت حين اقبلت هلا وبرفقتها الفتاه .. لم تكن هلا قد رأتني بعد .. أخذت أتساءل .. ءأقف وألوح لها ؟! ام انتظر إلى أن تراني وتتجه نحوي ؟! فقررت أنه من الأفضل ان اقف والوح لها .. وهذا مافعلته بالضبط .. وقفت .. لوحت لها بيدي .. إلى أن رأتني .. وابتسمت .. ثم تمتمت ببضع كلمات للفتاه واتجهت نحوي دونها .. تمزق قلبي حين اقبلت وحيده .. فقد كان يصرخ طالبا أن تحضرها معها ..



ما إن وصلت هلا حتى بادرتها بالسؤال عن الفتاه .. فاغتاظت لأنني لم اسأل عن حالها اولا .. ولم اسلم عليها حتى .. ولكنني تجاهلت غيظها وأصررت على السؤال عن الفتاه .. فاستغربت هلا إلحاحي ..



أخبرتها بأن هذه هي الفتاه التي كنت اقصدها يوم الجمعه .. فضحكت هلا .. وقالت لي بأنني بالغت كثيرا في وصفها .. فهي ليست آية في الجمال كما كنت اقول .. بل إنها فتاه عاديه .. نعم هي جميله .. بعض الشيء ولكنها ليست بالروعة التي وصفتها أنا بها ..



استأت من سخرية هلا .. وقلت لها بأنني وصفتها كما رآها قلبي .. جميله .. لا بل جميلة جدا .. لها حضور يطغى على المكان .. لها بريق يجعل كل ماحولها باهتا .. لا يكاد يرى .. لها وجه توحي قسماته بالبراءة والطهر .. بالنقاء .. بالسلام والهدوء .. لها عينان كبيرتان ناعمتان .. تعدان بالسعادة الأبديه لكل من يغوص في بحرهما .. لها بشرة بيضاء .. نقية صافيه .. لها شعر اسود غزير .. وكأنه أخذ سواده من ظلمة الليل الحالكه .. كم هي جميلة ابتسامتها .. كم هي جميلة اسنانها البيضاء الصغيره .. التي تظهر حين تبتسم .. كم توحي بالبراءة والطفولة هذه الفتاه الرقيقه ..



تفاصيل كثيره ودقيقه لاحظتها... مع انني لم ارها سوى لحظات .. لحظات خاطفه .. لم تكن تكفي لأروي عيني من روعتها .. وجمالها الباهر ..



عدت لألح مجددا على هلا .. اردت ان اعرف كل شيء عن الفتاه .. اسمها .. عمرها .. من اي بلد .. ماذا تدرس .. كل شيء .. فأخبرتني هلا بأن اسمها حور ( كان للاسم وقع غريب على أذني حين سمعته لأول مره .. ياله من اسم رائع ويناسبها تماما .. حور .. حوريتي .. ) كما اخبرتني بأنها ابنة عمتها .. ولم اكن اتوقع ذلك نهائيا .. فكيف يكون لهلا ابنة عمة لم تحدثنا عنها مطلقا ؟! ولكنها اخبرتني بأن عمتها قد تزوجت رجلا من الكويت وانتقلت للعيش هناك .. ولم تكن تزورهم كثيرا لأنها انشغلت بعملها وبأبنائها .. ولكنها قالت لي ايضا بأن علاقتهم بعمتها كانت وديه .. فكانوا على اتصال دائم .. وإن لم يكونوا قادرين على رؤية بعضهم البعض ..



اخبرتني هلا بأن ابنة عمتها في التاسعة عشر من عمرها .. وتدرس تخصص الديكور .. ( اعجبني تخصصها .. ففيه من الفن والإبداع ما يلائم جمالها الرقيق ) .. كما اخبرتني بأنها تحاول قدر استطاعتها التقرب إليها لأنها تريد ان تعوض سنين البعد عن عمتها وابنائها الذين تكن لهم كل موده وتقدير ..



اردت ان اعرف اكثر عن شخصية حور .. عن طريقة تفكيرها .. لكن هلا اخبرتني بأنها لا تستطيع ان تخبرني بما اريد ان اعرف .. لأنها هي نفسها لم تكن تعرف حور جيدا لتحكم على شخصيتها .. فلا زالت هناك الكثير من الحواجز والتحفظ بينهما .. ولكنها وعدتني بأنها ستحاول القضاء على هذه الحواجز .. وستتقرب منها .. ليس لأجلي بالطبع .. ولكن لأنها كانت فعلا تريد ان تكسب صداقة حور .. التي تبدو ودوده وطيبه للغايه ..



في الحقيقه .. انا سعيد جدا لأن حور قريبة لهلا .. فذلك يعني انني سأستطيع ان اعرف عنها الكثير .. وسأتمكن من التقرب إليها في يوم ما .. ولكن بالطبع ليس الآن .. فلا يزال الوقت مبكرا جدا لاتخاذ اي خطوة للتقرب إليها ..



ترى .. كيف سأنام اليوم ؟! لا بد انني سأحلم بها .. ان صدى اسمها لا يزال يتردد مرات ومرات في عقلي .. ( حور .. حور .. حور ... حور ) يبدو اسما خرافيا .. آت من قصص الجنيات الطيبات .. او من قصص الف ليلة وليله .. اسم يحيطه الكثير من الغموض والسحر ..



لأول مرة في حياتي يعجبني اسم فتاة إلى هذا الحد .. ربما لأنه لم يسبق لي ان سمعت بهذا الاسم .. او ربما لأنه مرتبط بها شخصيا .. مهما كان سبب اعجابي بالاسم .. لا يهم .. المهم هو انه اسمها .. اسمها هي .. وحدها .. دون غيرها من نساء الكون ..



والآن .. لا بد ان اخلد للنوم .. فيوم الغد يعج بالكثير من المحاضرات والدروس ولابد ان اكون مستعدا ومتيقظا .. فتصبحين على خير يا مفكرتي العزيزه .. وانتظري مزيدا من ذكرياتي الحلوه .. والمره ..
الذكرى الثالثه ...

مر شهر كامل مذ رأيت حور لأول مره .. وها انا اتوجه كل يوم اثنين إلى جامعتها لأتمكن من رؤيتها .. وكلي أمل أن الفت انتباهها .. كلي أمل ان تلاحظ وجودي .. تنظر إلي ولو نظرة خاطفه .. ولكن دون جدوى ..

دوما حين اكون متواجدا في المكان .. تنظر في كل اتجاه .. إلا الاتجاه الذي أجلس فيه .. حتى حين اكون برفقة هلا .. فهي لا تنظر إلي .. نعم .. تنظر إلى هلا .. تبتسم لها .. ولكن كما لو ان هلا تجلس وحدها .. وكأنني خيال او طيف في المكان ..

كان ذلك يغيظني .. ألهذه الدرجه لا حضور لي .. ام انها تتعمد تجاهل وجودي ؟! تتعمد ان تتحاشى النظر باتجاهي ؟! لا .. مستحيل .. لم تتعمد ذلك وهي لا تعرفني حتى ؟! لا بد انها لم تلحظني من الأساس .. لا بد انني لست من النوع الذي يعجبها ..

لابد لي ان الفت انتباهها .. بطريقة او بأخرى .. لقد حان وقت التحرك .. واتخاذ خطوة إيجابيه للفت انتباهها ... ولكن كيف ؟! واين ؟! يستحيل ان احاول ذلك في كليتها وامام انظار كل زملاؤها وزميلاتها .. سيكون ذلك محرجا .. سأنتظر إلى ان تأتيني الفرصة من تلقاء نفسها .. ربما اراها صدفة في مكان ما .. فقد رأيتها صدفة اكثر من مرة خارج الكليه ..

نعم .. وجدتها .. لقد رأيتها في المقهى المجاور لكليتي .. مرتان او ثلاث مرات .. لابد اذن انها تتوجه إلى هناك دوما .. سأذهب إلى هناك .. كم الساعة الآن ؟! انها الثانية ظهرا .. إذن لا يزال الوقت يسمح لي بالذهاب إلى هناك .. إلى اللقاء .. سأذهب حالا .. وسأخبرك بما حدث بالتفصيل يا مفكرتي حين اعود ..


*****

ياإلهي .. ليتني لم اذهب .. كان موقفا في غاية الإحراج .. لقد كنت احمقا .. طائشا .. تصرفت بمنتهى الرعونة والغباء .. مهلا مهلا .. لا تستعجلي .. سأخبرك بكل شيء .. وبالتفصيل .. وسأبدأ من البدايه ..

حسنا .. ذهبت للمقهى .. وصلت إلى هناك في الساعة الثالثه .. ووجدتها جالسة هناك وحدها .. تحتسي كوبا من القهوه وتقرأ الجريده .. كانت اول مرة اراها بالمساحيق .. لقد كنت معتادا على رؤيتها دون مساحيق حين تتوجه للكليه .. ورغم انني رأيتها اكثر من مرة خارج الكليه دون مساحيق .. فقد استغربت ان تتزين اليوم بالمساحيق .. كانت فائقة الجمال .. شكلها مختلف جدا .. ولكنني كنت افضلها كما اراها دوما .. شفافه .. ناعمه .. طفلة .. بريئه .. اعطتها المساحيق مظهرا جريئا .. واكسبتها بضع سنوات على عمرها اليافع .. تمنيت لو اطلب منها ازالة هذه المساحيق فهي لا تناسبها .. إنها تشوه صفاء روحها وشفافيتها ..

شعرت بالغيرة من زينتها ... ترى لمن تتزين ؟! هل هناك مناسبة خاصه تتزين لها ؟ ام انه شخص مميز تتزين له ؟! لا ادري .. شعرت بالاختناق حين انتابتني هذه الفكره .. ولكن .. لا .. لم اكن لأسمح لأحد بسرقتها مني ..

دفعتني غيرتي لارتكاب اكبر حماقة ارتكبتها في حياتي .. اقتربت من طاولتها .. وجلست على الطاولة الملاصقة لطاولتها تماما .. واحدثت جلبة وضجيجا وانا اسحب الكرسي للجلوس عليه .. وانا انادي النادل لأطلب منه كوبا من الشاي.. وانا اتصل براشد .. احدثه وامازحه بصوت مرتفع ..

فعلت كل ذلك للفت انتباهها .. وقد نجحت .. فقد كانت تنظر إلي بطرف عينها .. وتبتسم .. حسنا .. لم تكن ابتسامة ترحيب .. بقدر ماكانت ابتسامة سخريه .. ولكنها ابتسامة على أي حال .. شجعتني هذه الابتسامه على المزيد من الحماقات .. فأخذت اغني لها بصوت خافت .. لم يكن ليسمعه سواها .. وليتني لم افعل ..

حسنا .. اشعر بالخجل الشديد وانا اخبرك بذلك .. نعم لقد غنيت لها .. يا إلهي كم كان موقفي محرجا .. ومظهري سخيفا .. لقد اخذت اردد :
( هالعيون شلون املها .. سحر ذوبني بخجلها ) .. فتفاجأت بها .. تقفز غاضبه من مقعدها .. وترمقني بنظرات احتقار .. ثم تنصرف من المقهى ..

شلت حركتي .. لم استطع النهوض من مقعدي .. الشعور بالخزي كان يملؤني .. لقد فاجأني غضبها .. وفاجأتني اكثر نظرتها المحتقره ..

هل سبق ان شعر احد برغبة في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟ ليمحو ذكرى مزعجة من ذاكرته ؟ او ليغير تصرفاته وافعاله ؟ هذا ما اشعر به الآن .. اتمنى لو تعود عقارب الساعة إلى الوراء .. فلا اذهب إلى المقهى ولا اراها هناك ..

كيف سأستطيع مواجهتها مجددا بعد هذا الموقف المحرج ؟! ولكن .. لم غضبت إلى هذا الحد ؟! الم يغازلها أحد من قبل؟! ام ان طريقتي كانت غبيه وحمقاء ؟! لا ادري .. لا بد من ان اتصل براشد او بعمر لأطلب منهما إعطائي دروسا في فن التقرب من الفتيات .. فهما لم يواجها مشكلة قط في ذلك ..

*****
اتصلت بهلا .. لأن حالتي النفسيه كانت في الحضيض .. واردت ان استشيرها فيما حدث .. اردت ان اعرف تفسيرا لتصرف حور تجاهي .. فأخبرتها بكل ما حدث .. اخبرتها بردة فعل حور الحاده نحوي.. فأخذت هلا تضحك وتضحك .. وانا احمر غيظا وغضبا ..

سألتها لم تضحك علي .. وهل ما جرى مسل إلى هذا الحد من وجهة نظرها .. فاعتذرت مني .. وقالت بأنها تضحك لأنها تفاجأت من تصرفي .. فهي لم تتخيل بأنني قد اقدم على مغازلة فتاة في يوم من الأيام .. فالمغازلة لا تناسبني ..

ازداد غيظي .. وتمنيت لو انني لم اخبرها عما حدث .. فهي بدلا من ان تهدئ من روعي .. زادت الأمر سوءا .. ( لا يناسبني ) يالها من كلمه !!!! كيف لا يناسبني ؟! ألا يتقرب كل الرجال من الفتيات ؟! هل تقربهم منهن يثير الضحك ؟! مالذي اختلف فيه عن بقية الرجال ؟! إن راشد وعمر يتقربان دوما من الفتيات .. ولم تضحك هلا منهما يوما .. كان ذلك بالنسبة لها امرا عاديا وطبيعيا اعتادت عليه منذ ايام المدرسه .. إذن لم تجد تقربي انا من فتاة امرا مضحكا .. وغير مناسب لي ؟!

شعرت بالضيق من ردة فعل هلا .. وطلبت منها انهاء المكالمه .. فرفضت وظلت تعتذر وتحاول إصلاح الموقف .. ولكن شعوري بالانزعاج كان كبيرا .. فلم اصغ اليها .. وألححت على انهاء المكالمه .. فوافقت هلا على مضض ..

لم تمض نصف ساعة حتى عاودت هلا الاتصال .. قائلة بأنها تشعر بالذنب لما فعلته .. وطلبت مني الإصغاء إليها .. فاحترمت رغبتها .. وأصغيت ..

بررت هلا ضحكها .. قائلة بأنني كنت دوما شابا خجولا .. يفضل الإعجاب بالفتيات من بعيد دون الاقتراب منهن .. وقد اعتادت هي على موقفي تجاه الفتيات .. وتقبلته تماما كما تقبلت موقف راشد وعمر الأكثر جرأة تجاههن .. وإن كانت تشعر بالألم حين ترى تصرفات عمر تجاههن ..

قالت بأنها لم تتوقع ان اقدم يوما على التقرب من فتاة ما .. ليس لأنه لا يناسبني .. ربما كانت قد اخطأت التعبير على حد قولها .. بل لأنه باختصار ليس انا .. ليس من شخصيتي .. ليس من طباعي ..

ارتحت حين فسرت هلا الموقف بهذه الطريقه .. وتقبلت وجهة نظرها .. وأخبرتها بأنني انا نفسي .. لا ادري كيف اقدمت على مثل هذا التصرف .. ثم غيرنا الموضوع .. لأننا تكلمنا عنه بما فيه الكفايه .. واتفقنا على اللقاء يوم الاثنين في الكلية كالعادة .. بالرغم من اني كنت مترددا في الذهاب إلى هناك .. فلا يزال الموقف حيا في ذاكرتي .. واعتقد بأنني لن استطيع رؤيتها وجها لوجه قبل وقت طويل .. طويل جدا في الحقيقه ..

حسنا .. إلى هنا تنتهي ذكرياتي المؤلمه لهذا اليوم .. لا أدري متى سأعود لك يا مفكرتي لأدون ذكرى جديده .. ولكن .. إلى أن يحين ذلك اليوم .. سأودعك .. على امل ان القاك قريبا .. تصبحين على خير .. واراك لاحقا ..




__________________
كل الشكر لأبو نجم للتوقيع المذهل

للمراسلة

  #2  
قديم 07-20-2006, 04:26 AM
 
مشاركة: مذكرات عاشق

تسلم أخوي فراس


__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
همس عاشق فاروق أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 10-23-2007 11:23 PM
مذكرات مراهق بوح المشاعر نكت و ضحك و خنبقة 5 09-04-2007 06:55 AM
مذكرات بقرة مجنونة<><> ABUMOHANAD أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 03-04-2007 10:49 PM
اخوكم عاشق الشهادة raede عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 8 01-08-2007 11:16 PM
عاشق...في غرفة العمليات beauty rose أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-14-2006 08:44 AM


الساعة الآن 06:08 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011