عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2013, 04:37 AM
 
حقوق الإنسان

حقوق الإنسان
أبو عبيدة أمارة .
نحن هنا في مبحث مختصر ومفيد وذا أهمية جليلة ، مبحث كريم رحيم وذو سداد(وذلك للصالح) لتبيين كم هي حقوق الإنسان جليلة ، ومقدرة ، وكريمة ، وذات اعتبار ، وذات قيمة كبيرة ، وذات أهمية قصوى عند المسلمين خاصة ، وأيضا عند كل من هو عاقل ومنصف ويعرف الله ويعرف الحق والحقيقة .
ونحن إذ نعلم أن التفريط بحقوق الناس العادلة وحقوقهم المشروعة ، والتي هي المشروعة أصلا عدلا وقسطا وصدقا وحقيقة وإنصافا ، فإن التفريط بها أو بجزء منها يجر النكد والظلم والتنغيص الفساد ويسخط رب العباد ويسلب السعادة والمودة من الحياة ، وإن سلب الحقوق أو غمطها يسلب الجمالية المقدرة والمعتبرة من الناس ، وحقيقة فأنه وفي حال قد تم التفُريط في أي حق من حقوق الإنسان، أو بجزئية ، منها أو بكثير ، منها فأعلم أنه من يقف وراء هذا التفريط هو الإنسان نفسه ، والتفريط قد يكون وأسفا على حساب الإنسان نفسه وهو الذي قد يظلم نفسه ، أو وقد يكون التفريط والسلب وأسفا على حساب حقوق كثير من الناس ومستحقاتهم ويظلمون ظلما ليس بالهين .
والتفريط في حقوق الإنسان كثيرا ما يكون حقيقة تحت مسميات جميلة وخادعة وضالة والحاصل من هذا السلب والخداع هو التعس والنكد والتذمر والفقر ، وهضم الحقوق ، وسلب المقدرات ، وظلم الشعوب ، والشواهد على هذا كثيرة وليست خافية على كثير من الناس وسنأتي بالأدلة بإذن الله .
ومن أجل أن نتحدث عن حقوق الإنسان ومن أجل تبيين قدرها وأهميتها ، وجب أولا أن نعبر حقا عن مجمل عِظم وكريم وجميل لحقوق الإنسان وهي التي وهبها الله للإنسان ، وكفى أن نذكر الآية الكريمة حيث يقول تعالى " ألم تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً "(سورة لقمان آية 21) وكل نعمة أخذت دون ظلم وبطر فهي حق ، ومن هذه الآية نعرف الحقوق الكريمة التي وضعها الله للإنسان ، ونعلم أيضا قيمة وعظمة ما وهبه الله للإنسان ، ولو أردنا حقيقة أن نحصي نعم الله والحقوق الكريمة التي وهبها الله للإنسان فلن نستطيع ، وكما ورد في الآية الكريمة " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ "( سورة النحل آية )18 ..
وهذه الحقوق والنعم التي وهبها الله للناس كافة فلا يحق لأحد أن يستأثر بها عن غيره من الناس ، ولا أن يسلب أي كان أحد حقوق غيره . ومن يُفرّط في هذه الحقوق أو يتجنى عليها أو يسخرها للمفسدة فهو ظالم ، فمن الناس يسلب حقوق الناس تحت مسمى حقوق الإنسان المخادعة والمراوغة (ومثلا كحرية المرأة : التي والمقصد منها انحلال المرأة والحياة وفقدان المرأة لكرامتها الإنسانية الحقيقية ومسخ كينونتها وكينونة الحياة المحترمة المزدهرة) ، ومنهم من تحت مسمى حقوق الإنسان يقلب نعم الله لتصبح نكدا وتعسا (مثلا كحرية التملك والتكسب التي تهدر مقدرات الخير التي خلقها الله للناس كافة وتفسد البيئة).
ولو نظرنا إلى مدى حفاظ الإسلام على حقوق الإنسان لعلمنا أن الإسلام يضع الناس في أكرم مكانة وأحسن منزلة وأسعد عيشا وأرغده ، وذلك في احترام الإسلام لحقوق الناس العادلة والحفاظ على الخيرات والمقدرات الطيبة والجميلة لعيش الناس .
وتدليلا والله على مدى عدل الله وعدل دينه الإسلام ، ومدى النظر لأي مستحق للناس ولو كان قليلا ، فأول ما نذكر مما قد قاله الله تعالى في القرآن الكريم في أن الله لا يظلم الناس شيئا ، ويقول أيضا جل وعلا أيضا بما معناه أنه لو كان مثقال حبة من خردل أو أقل فإن الله يأتي بها ولا يظلم الله نقيرا ، فانظر إلى عدل الله ومدى الحفاظ على الحقوق فلو كان مثقال حبة خردل أو أقل منه لم يهمله الله .
ولننظر أيضا للتدليل إلى فعل رسول الله r حيث كانت تأتيه الجارية الضعيفة الصغيرة وتطلب من الرسول r وهو زعيم الأمة فتطلب منه المعونة في طلب حق لها أو في طلب العون على قضاء حاجة شرعية لها فكان يمشي رسول الله r مع الجارية متواضعا صابرا سمحا حتى تنال الفتاة الصغيرة ما لها من حق أو ما لها من حاجة ، ومثال آخر على احترام حق الناس ما فعله r عندما بال أعرابي جاهل في ناحية من المسجد ، فما عنّفه رسول الله بل علمه r بالحسنى والرحمة الصواب ونهاه عن الخاطئ ، وأبا بكرt ظل يكنس للمرأة المسكينة بيتها ويحلب لها شاتها حتى وبعد أن أصبح خليفة للمسلمين ، وهذا عمر t رضي الله عنه يقول متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، وهذا علي t يجلس جنبا إلى جنب مع مخاصم له غير مسلم أمام القاضي ويتقبل حكم القاضي ولا يستكبر عن الحق ، والأمثلة كثيرة جدا ولكن المقصد هنا التدليل .
فحقيقة ومنذ خلق الله آدم عليه السلام وجعله مستخلفا على كوكب الأرض هو وذريته ، وجعل الله للناس الكم الكبير والجميل من النعم ومن المستحقات فهذا أول التكريم ، ثم جاء الإسلام شرع الله من أجل أن ينعم الناس بهذه النعم ويحافظوا عليها ، من أجل أن ينظمها بعدل بينهم ، وأيضا فالإسلام جاء أصلا ليحافظ للناس على مقاصد طيبة وعلى حقوق الناس الكريمة العادلة التي أوجدها الله لهم ويصونها لهم ، وتدليلا فأن مقاصد الشريعة الإسلامية هي من أجل أن تحفظ علي الناس دينهم ونفوسهم وعقولهم ونسلهم وأموالهم ، وتصونها دون كبر من أحد أو تجبر من أحد ، فالهدف الأساسي للإسلام هو الحفاظ والصون على حقوق الناس كاملة غير منتقصة وأموالهم كاملة وسلامة أنفسهم وعقولهم كاملة سليمة ، وليس معاذ الله تدميرها ، أو سلبها ، أو امتهانها تحت أي مسمى غرير أو ظلم مرير أو دون وجه حق ، ومعه أيضا منع أي جهة ظالمة أو مستبدة بالتفريط ، أو سلب أي من المقاصد أو الحقوق التي ذكرت ، وهذا الأمر بتمامه وكماله هو للناس المقسطين المنصفين جميعا دون تفرقة أو أي تمييز أو أي استكبار مقيت وهو بكامله وذلك ، والخير والتقدير لمن اجتنب الظلم وأبعده عن نفسه أولا ، ومن ثم اجتنب الظلم والشر عن غيره ، ولكن متى ظلم ألإنسان نفسه أو وغيره أفنقول له شكرا !
أوليس حقيقة وعدلا وواجبا أن نقول للظالم والغاشم والمستكبر ارفع ظلمك وغشمك وكبرك واستكبارك ؟ّ
وندعوه إلى الخير وسبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ونجادل بالتي هي أحسن .
ولكن متى شط الظلم أو الطغيان أو الاستكبار أو الإفك ، أو طغى الكذب والخداع وسلب الحقوق ! أليس من الواجب رد الحقوق لأصحابها ؟ أليس الواجب هو فضح دجل وكذب الظالمين والفاسدين والسالبين للحقوق ؟ أليس الواجب دفع ورفع الظلم والغبن والامتهان والدجل عن المظلومين والمستضعفين ؟!!
وأيضا كثير من الناس ينادون بالمثل العليا والمطالبة بالحقوق والإنسانية الفاضلة ، ولكن واقعهم يقول أنهم يؤازرون الظالمين وسالبي الشرعية أينما كانوا ، ومنهم حتى من يهدرون الحقوق والمثل العليا وكرامات الناس ، ومنهم من قد يكونون تحت مسمى المثل العليا وتحت مسمى حقوق الإنسان يسلبون الناس إنسانيتهم ويريدوهم أن يتصرفوا كالبهائم .
وثالثا فنحن المسلمون والله مع اختيارات الناس الحرة والنزيهة والشريفة ، ومع احترام حرية تقرير الناس لرغباتهم الخاصة التي لا تعود بالضرر على المجتمع ، ودليل ذلك أنه لا إكراه في الدين ، ولكن من أراد تحت هذه الحرية أن يهدم العدل والعدالة وأن يهدم المجتمع السليم فهو ليسا حرا في أن يضر غيره أو أن يعتدي على حقوق غيره أو أن يكبل حريات غيره ، ونحن وحقيقة وإذ والله مع صناديق الاقتراع ومع آلية وشمولية اختيار والانتخاب للمسئولين ، ولكنا لسنا كلية مع مناهج اختلط فيها الغث مع السمين ، واختلط الضال مع المستقيم .
ورابعا نقول : إن الشعوب المسلمة والتي اختارت بحرية ونزاهة الأشخاص والمسئولين الذين يريد الناس أن يمشوا لهم في حاجاتهم ، واختاروا أيضا المناهج التي يريدون أن تُسيّر حياتهم وفقها ، واختاروا أيضا الشرعية المناسبة الحكيمة العادلة لشؤونهم . وحصلوا على شرعية اتفق عليها المعارض مع الموافق ، وعبر كل إنسان بحرية تامة واحترام كامل عن رغبته ، والأهم أن المواطن قد عبر عن حريته التي كانت هي مسلوبة أصلا ، وعبر عن حقه واختياره في غير انتقاص من كرامته (ومع العلم أن السلطة كانت تكبل يد الصالحين وتطلق يد الفاسدين وربما تعينهم إلا أنه نمت شرعية رضي عنها جل الناس)، أفتسرق حرية الناس واختيارهم وكرامتهم وشرعيتهم ؟! أيسلب كفاح وجهد ونضال من ضحى كثيرا كي تصل الحقوق والمقدرات والسعة والعدل للجميع !! أيعقل هذا ؟! ومتى طالب مظلوم بحقه صار ظالما أو مشبوها ؟ّ سبحان الله !!
ولنضرب مثلا بسيطا لتصوير الظلم والافتراء على الناس : نقول أن إنسان هاجمه حيوان متوحش وأراد الحيوان أذيته فدافع الإنسان عن نفسه وربما آذى الإنسان الحيوان المتوحش ، فرب قائل يقول أن هذا الإنسان الذي دافع عن نفسه وحقه هو إرهابي ! أما الحيوان المتوحش والمعتدي فهو مظلوم أو هو من اعتدي على حقوقه ، فهل يُعقل هذا ؟! وهذا مثال للتدليل فقط ليس إلا .
وأخيرا نقول أن بعض الشعوب التي تنادي بالديموقراطية وتتغنى بها ، ولكن متى حصل شعب مغلوب على حريته وحقق حرية اختياره وحرية انتخابه للصالح وذلك بالوسائل الشرعية والعادلة والنزيهة والإجراءات النزيهة ، فتراهم يؤيدون ويعينون خفية أو علنا من ينقلب على الشرعية ويباركوا له ظلمه . وليس هذا فقط بل هم الآن لا يريدون عودة الشرعية ، فالشرعية التي تأتي بالفضل والفضيل لا يريدونها ، بل يريدون شرعية متضمنة لفسق وتابعة لفلكهم . بل هم يناشدون المنقلبين على حياء أن لا يستعملوا العنف ، وأما الشرعية المهدرة فلا تهمهم .
وعندهم متى جاءت ديموقراطتهم بالفاضل الكريم والخير الحقيقي للناس ، فالمسرحية أو المهزلة عند الظالمين أو الفاسقين فهي لاغيه . ولكن هيهات هيهات أن يضيع حق لناس ، أو أن يعلو باطل زاهق على حق دامغ ، ولكن العاقل من يدرك نفسه ويثوب لرشده ولا يتمادى في غيه ، وليس لات حين مناص وليس خزي عند مندم ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان يرشح ويزكي المستشار رباب المعبي للفوز بوسام التميز التدريبي عام 2013 الدنانير أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-08-2013 06:52 PM
حقوق الإنسان .. د. راغب السرجاني . jber88 حوارات و نقاشات جاده 2 04-16-2011 11:37 AM
حقوق الإنسان .. هل تنطبق على غزه . خاصة ..والأمة العربيه عامة !!! سعدو حوارات و نقاشات جاده 11 02-16-2009 04:07 PM


الساعة الآن 07:17 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011