عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه (https://www.3rbseyes.com/forum62/)
-   -   "بيّن جٌـدرانْ الـقِـلاع" ترَاجِيديّا الأمِيراتْ (https://www.3rbseyes.com/t412952.html)

Nescafé 06-28-2013 10:43 PM

لهثت الأميرة ذات الشعر الأسود المتموج الرائع وهي تساعد نفسها بوضع يدها على قلبها و خلف ظهرها..
قالت بتعب ممزوج بالغضب : آوه ~ هل كان عليه أن يضع غرفتي في أعلى البرج الشاهق هذا ! , عندما أصعد ماذا سيحصل لي , و كم مرة كدت أتعثر و أسقط على وجهي !.
ثم ألقت بنظرة حادة مغتاظة نحو الحارس المعدني و كأنها تلومه !. كان يقف قربها بصمت الجبـال و كأنه مجرد تمثال متحرك بلا روح..
أمسكت بسلتها و اتجهت نحو البوابة الصغيرة المطلة على الحديقة... وها قد خرجت من الحبس.. يالا السعادة .
ابتسمت بلا شعور وهي تتجه بوقار نحو أشجار الورد الأحمر و شجيرات الأزهار و السوسن...
قالت وهي تشتم الهواء المعطر بأجمل الروائح : آآوه ما أجملها .. هذه حديقة الأزهار السرية إذن .
_ الحديقة ليست سرية قط يا أميرة ! , لكنك للتو ترينها !.
التفتت الأميرة مصدومة نحو مصدر الصوت الحاد المزدري.. وجدت عجوزاً قصيرة ظهرها منحني و ملامحها طيبة لكن نظرتها مستحقرة !!.
سارت على عكازها الذي بيدها اليمنى بينما بيدها اليسرى سلة خيزران كبيرة , وقفت بجانب الحارس الحديديّ الذي بدا كالجبل الشاهق بجانبها...
قالت ببرود : أرى أنك خرجتِ بدون طعام حتى.. لذا جلبت هذا و لحقت بك.. أخبريني أن اردت الخروج مجدداً.
كانت الأميرة مصدومة قليلا فهذه المرة الأولى التي تقابل فيها شخصا عجوزاً !!. و وصيفتها أيضا , سمعت بها لكنها لم تظنها هكذا .... ضعيفة الجسد ..سليطة اللسان !!.
صرخت بداخلها بغضب " والدي لم يكتفي بأن أرسل لي مايشبه السجّان الضخم , بل معه أيضاً عجوزاً سليطة !! اكتملت الصورة !! "
لكن قطع عليها غضبها صوت قرقرة معدتها الخالية منذ زمن طويل... كان بودها لو تتهكم هي أيضا عليها لكنها مندهشة و جائعة .. فاستجمعت روحها المهذبة الأميرية لهذا الوضع و
بصوت مهذب رقيق قالت : أجل سأخبرك أن نزلت مجدداً , لكن لا أعلم أين تكونين !.
ابتسمت العجوز فجأة بشكل لطيف و مشت نحوها ثم سحبت الغطاء من تحت سلتها و جلست بتعب وهي تشير إلى الأميرة للجلوس... فجلست الأميرة وهي تنظر بلهفة نحو السلة ...!
_ أنني في كوخ قريب خارج أسوار البرج لكني سأحاول خدمتك و أظهر عند احتياجك لي , اعتقد بأنني سأظهر كثيراً..
تجاهلت الأميرة تعلقيها الساخر وهي تراقبها تخرج الكثير من الشطائر المنوعة و فاكهة بسيطة و قشدة لذيذة و زجاج ملفوف بالقماش لعصير طبيعي...
أخذت الأميرة تأكل كما اعتادت ببطء بالرغم من العصافير التي تزقزق ببطنها..و الفراشات التي تدور.
رفعت العجوز بصرها نحو الحارس و قالت بصوت عطوف : من فضلك .. أجلـب بعض الماء.
رفعت الأميرة رأسها نحوه وهي تراه ينحني بخفه و يسير مبتعدا بين الشجيرات.. تعجبت بشدة منه بالرغم من حجمه و ثقله لكن خطوات رشيقة للغاية و بلا صوت..!!
تذكرت عندما نزلت من الدرج , كانت صوت كعبها عالي مزعج خاصة عندما تعبت و حاولت أن تقفز درجتين.. وهو كان خلفها مباشرة بلا صوت كأنه غير موجـود !!. شعرت بالحرج قليلا من نفسها..
_ يالا هذه الفتاة ! جلبت سلة للأزهار و لم تجلب لنفسها شيء يقويها , أنظري لنفسك جلد و عظم !.
قالت الأميرة مدافعة عن نفسها بالرغم من أحمرار بشرتها البيضاء : لقد كنت متلهفة جداً و..
التمعت عينا العجوز الغريبتين وهي تمسك يدها بشدة مقاطعة كلامها , قالت بصوت غريب ناصح
_ أحذري ! , أحــذري من التلـهف العديم المسؤلية هذا.. عليك بالتفكير في الأمر مرتين قبل الفعل. و اتركي دوما دليلا خلفك...
كانت الأميرة مصدومة منها و خائفة مما تعنيه.. قالت لها بتوتر : لكني مسؤلة جداً , و والدي...
_ المــلك يعرف تماماً وضعك... لقد أحسّن باتخاذه "سيــدريك" حارساً لك... و بقيت بعض الخطوات الصحيحة التي تبدأ من عندك أميرة "
مارسيلين"..
لم تستوعب الفتاة سو اسم حارسها.. قالت متعجبة : سيــدريك ؟!.
صرخت بها العجوز : نعم سيدريك.! أليس بشرياً له اسم !!.
هزت "
مارسيلين" رأسها غير واعية و قالت : ظننته آلة ما ..من حديد!.
قرصتها العجوز فجأة من فخذها.. فأخذت الأميرة تصرخ آلما وهي تمسد مكان القرصه..!!
قالت و عيناها الخضراوان تلمعان بالدموع : هذا مؤلم للغاية . مالذي قلته أنا ؟!.
_ مالذي قلته هاه http://www.mexat.com/vb/images/smilies/ogre.gif؟!.
فجأة ظهر الحارس المعدني الأسود مقترباً و بين يديه الحديديتين جرتين من الماء..
انحنى و جثى على ركبه واحدة أمام الأميرة التي لا تزال منزعجة من القرصه و مد لها بأحدى الجرتين..
زفرت الهواء بضيق ثم مدت يداها و أخذتها منه... بعدها وضع الجرة الأخرى على الأرض وهو ينهض شامخاً.
حدقت به الأميرة "مارسيلين" و قالت ببرود : ألا تنطـق ؟!.
ردت عليها العجوز بصوت أبرد و أحد : هل تريدين قرصة أخرى؟! دعي الحارس و شأنه.
شعرت الأميرة بالحرج الشديد , و بدأت تشرب وهي تشعر بنظرات العجوز تحرقها من شدة التركيز..
قالت لها بصوت حاد أفزعها : هيا بسرعة فالشمس غابت و أنتِ تشربين !!.
كادت تختنق... ثم قالت برعب : آآووه أكره الظلام لنعـد... لنعد حالا..
نهضت بسرعة و برشاقة , و انتظرت العجوز تنهض فمدت يد العون..
تمتمت العجوز بيأس وهي تحمل سلتها الكبيرة : أنتِ فتاة طيبة لكنك بلهـاء !! من الشخص الذي هربت من أجله تلك الليلة و تقولين بأنك تخشين الظلام !!
تغير وجه الأميرة و شحب بشدة حتى شفتيها أبيضتا... خفق قلبها بألم وهي تقول : أنتم لا تفهمون... بالطبع لا... لن أخبركم قط ... حتى يقتله والدي بوحشية ... أفضل أن أموت أنا دونه...
فلتفتت بعصبية و أسرعت الخطى إلى بوابة البرج..
هتفت العجوز من خلفها : أحذري جيداً , فدرج البرج بلا مشاعـل سوف أحضرها غداً عندما أزور المدينة !.

شعرت الأميرة بالبؤس الحقيقي... الظلام يرهبها.. و عندما حدقت إلى الدرج اللولبي وجدته بلا نهاية و حالك جداً... و بارد... يثير القشعريرة .. ما كان عليها التنزه في هذا الوقت المتأخر !!
قالت متذمرة بيأس : آآآوه !! و أنت أيضا ستشكل مشكلة لي... كيف لي أن أصعد الآن...
و سمعت صرير حديد من خلفها فقفز قلبها رعباً و كاد يقف وهي ترى الحارس الأسود يقف خلفها...
قالت له بحدة :آآه.. لقد أخفتني !! أعلن عن قدومك مجدداً !!.
رفعت ثوبها الحريري البسيط و الفاخر بنفس الوقت ثم وضعت قدمها النحيلة على أول درجة مظلمة...
حدثت نفسها بألم " يا ألهي ســاعدني... الطريق طويل.. سواءاً إلى غرفتي أو إلى سابق حياتي.. "
أخذت تصعد ببطء و توتر وهي تحسب بقلبها عدد الدرجات.. وصلت إلى عشرون و لم ترى مشعل أضاءه واحد.
شهقت وقد نال منها التعب... تذكرت كل خلافاتها و ما مرت به و استهزاء العجوز التي يقال لها وصيفة...
فلم تقدر على رفع قدم مرة أخرى... جلست منهارة على ركبتيها وهي تضع يديها على وجهها... شهقت مرة و مرتين.. ثم سالت دموعها الحارة.. قالت بصوت متألم : لا أريد أن أكون هنا... لا أريد... لقد حرموا علي الحـب و حبسوني.. لم أكن أعرف بأنه جريمة!! صدقوني.. لو أن أمي على قيد الحياة لكنت الآن بين أحضانها.. آه , لكنها ليست هنا... لا ليست هنا... آه...
مرت دقائق ثقيلة و أسّود الظلام أكثر و أكثر و الأميرة تنحب حالها وسط درجات باردة كالثلج...
مسحت دموعها بمنديلها أخيراً و استعادت وعيها للواقع... بالرغم من أن الغضب و الحزن يعميان عينيها...
رأت الحارس كالتمثال صامتا واقفا بلا كلل خلفها عندما التفتت إليه... كان خلفها بدرجتين فقط...
قالت بتعب و صوت بح تماماً : لا أقدر على الصعود.. أني متعبة..
حدقت به بصعوبة بسبب عينيها المنتفختين الحمراوين..كان أسوداً جداً لا يبين منه أي معالم... لكنها رأته يتقدم منها بخطوة واحدة ثم مد ذراعيه و حملها عالياً بعيداً عن برودة الحجر...
بالرغم من أن درعه معدني فولاذي لكنه ساخن ...كأنه كان يقف تحت الشمس القوية قبل لحظات..!!
ارتاحت بشدة و زال الخدر عن قدميها وهو يصعد بها بثبات و هدوء ...
شعرت برغبة غريبة في النوم الآن... لكنها قاومت و وجدت الفرصة للتحديق بقناع وجهه المعدني و رؤية الشقوق ...لكن الظلام الغامض لا يزال يغمرها..!!
قالت بصوت مبحوح بسبب البكاء : ألا تتحدث ؟!.
و أجابها الصمـت الثقيـل ... ثقيل للغاية... كأنها تتحدث إلى جدار...
قالت مجدداً بغيض : يجب أن تتكلم و إلا ظننتك تستحقر الكلام معي..!
لم تسمع حتى صوت شهيق أو زفير , لا نفس لا أحساس.. شعرت بالبرود و الجمود و أنه حقا يبدو كآلة !!
رفعت رأسها من فوق كتفة الفولاذي و هي تحدق إلى الخلف , إلى الدرجات المظلمة التي تهبط إلى المالا نهاية..
ثم عادت لوضعها الطبيعي , فكرت بسخرية أنها لو تتحرك حوله و تتسلقه فلن يمانع , هو يبدو كتمثال معدني قوي و يمكنه تحمل حركاتها المزعجة اللاعبة . استقرت و حدقت ثانية بقناعة الحديدي..
قالت بهدوء : اسمك سيدريك صحيح ؟!. لن تمانع أن ناديتك به ؟!.
كان تعلم سلفاً بأنه لن ينطق بشيء فحدقت بمكان عينيه بتركيز شديد و توتر.. لا يمكننها رؤية عينيه قط... هذه المرة... لكنها شعرت خلال ثانية بأنه نظر نحوها..
شعرت بالتذمر و بدأ التهور يتسلل إليها , أتتها رغبة جامحة بأن تمسك درع رأسه هذا و تنزعه بقوة حتى ترى أي شخص يكون و تهلل بفخر أهـاا .. لكنها قد وصلت إلى باب غرفتها...
لم ينزلها أنما فتح الباب بقبضته و دخل بثبات و هدوء حتى أنزلها على سريرها.
ابتسمت له بمرح و قالت : شكراً لك.
فكرت بعفوية أن تسأله إن كان بإمكانه أن يحملها دوماُ إلى غرفتها , صمتت بحزن لن تقدر على النزول و الصعود كما ترغب .. هل هذا جزء من خطة والدها في العقاب القاسي هذا ؟!.
نظرت نحوه فوجدته ينحي باحترام ثم التفت و مشى بصمت إلى أن أغلق الباب بصوت كتوم..
تنهدت ثم سارعت إلى ركن دولاب ملابسها فدخلت الحمام المرفق الصغير جدا كما بدا لها , فهي معتادة على الرفاهية , لكن لم يكن صغيراً فمساحته تقريبا ستة أمتار و به حوض واسع ,لكن ليس فخماً .
غرقت بنوم عميق لإرهاقها و حاولت ألا تفكر بأي شيء يكدر راحتها الآن , فغداً سوف ترى ما يمكنها فعله..!


Nescafé 06-28-2013 10:44 PM

جرت بما تحمله قدماها من قوة خارجاً في الحديقة المظلمة , رأت سائس الأحصنة الواقف في الركن المظلم مع فرسين كبيرتين خارج القصر قرب الحديقة , هرعت نحوه و قالت و صوتها بح تماماً بسبب تنفسها السريع و ضربات قلبها المجنونة...
_ سيدي.. من فضلك أريد العودة سريعا على ظهر حصان...
كان الرجل يمسح أحد الفرسين المتعرقتين بقماش كبير, قال دون أن يلتفت إليها : آسف إن الحصانين ترتاحان الآن.
أخذت الأميرة تشهق رغما عنها من شدة ركضها بكعبها العالي و قالت له بيأس : سوف يعاد سريعاً سأحرص على هذا.
التفت الرجل نحوها ببطء و كأنه يملك كل الوقت... لم يكن سائساً , فملابسه الفروسية الفاخرة لا تدل قط على هذا..
كان بشعر داكن ذهبي ولم تخفي العتمة لمعة عينيه اللؤلؤتين الزرقاوين...
كان مستغرباً منها قال بهدوء متعجب : أنت أميرة و لست خادمة فـارة !!.
هتفت الأميرة و عيناها الذهبيتان تلمعان بخوف شديد : اعرني فرساً سيدي..!
هز رأسه نفياً و قال مصراً : لا و أنا اعتذر , سوف ترهق بسرعة و تقف بنصف الطريق...
ثم همس بلطف : لا تبدين بخير هل أساعـ.....
قاطعته بصوت خفيض غاضب : لقد نفيت مساعدتك قبل قليل . سأمضي وحدي.
التفتت بسرعة و شعرها يتناثر بعشوائية و اختفت في الظلام..
مشت بحذر و رعب بين أشجار الحديقة حتى وصلت إلى طرف من القصر هادئ... فدخلت من البوابة الصغيرة الغير محروسة... كانت مفتوحة على ممرات مفروشة بسجاد فاخر ولكن أضائتها خافتة و غرف قليلة طويلة مقفلة بإحكام... بدا المكان خالياً..و صامتاً جداً.
خفقات قلبها المرعوبة لم تهدأ , ليتها تفر إلى أي غرفة آمنة تقفلها بإحكام حتى ترتاح قليلا و عندما تطلع خطوط الفجر تخرج بعد أن تنظم الخطة في رأسها.
وصلت إلى نهاية الممر و لم تجد شيئاً ثم تذكرت أنها مرت بممر آخر لعله يقودها إلى المطبخ أو غرف ضيوف آخرى.
فلتفتت تريد العودة إلا بظل كبير أمام وجهها... أشد سودا من الظلمة..
شهقت برعب و صاحب الظل يمسك بيديها كلتاهما بقوة يتعصرهما...
صرخ بها : هل تريدينني أن ألعنك ؟! , لقد باعك والدك لي , لا مفر لك أبداً كان المفترض أن نعلن خطوبتنا قبل دقائق لكنك تصيرن على التصرف بغباء "آنـابيـلآ" ! , سوف أخضعك لي و أنتِ تستحقين الأذلال.
صرخت به بغضب و ألم و دموعها تسيل تلقائياً : هل هناك إذلال بعد إذلال والدي لي..؟! تبا لك .
غضب بشدة فدفعها على الباب المقفل من خلفها بقسوة... فسقطت منهارة تماماً...
قال بقسوة و ابتسامه لعينة ترسم على شفتيه : بالطبع أنا سأخضعك تماماً و ستتمنين لو تموتين الآن..
أمسك بوجهها بشدة تشوه شكل فكيها الناعمين , قالت بصوت باكي : دعني أيها الوضيع... لا تلمسني.
_ سأرد لك كل اهاناتك و تتذكرين صفعتك لي بالأمس.. سوف ترد لك أضعافاً و لن تقدري على أن تري وجهك للناس.
....لا مجال للهرب لا أمل في الخلاص من قبضتي الشيطان...
فتذكرت الفارس في الخارج هو ليس بعيداً جداً...كتمت شهقاتها المتألمة و صرخت بضعف شديد : آآآآه !!
لكن صوتها لن يتعدى الجدار بجانبها.. شعرت بألم شديد في رأسها إلا به ينهض وهو يشد شعرها بكامل قوته و كأنها بلا شعور... صرخ بها بقسوة : لن تنجي من عذابي .
فسحبها بشدة إلى غرفة ما مظلمة و ألقاها على الأرض... ثم نزع عنه عباءته الفاخرة و ألقاها فوق سرير كبير يقبع في الظلام... ثم توجه نحوها وعيناها تومضان بخبث شيطان.. قال بصوت يثير الرعب
_ أقسم بأنني سأحطمك و أجعلك تتسولين كثيراً قبل أن تتمني الموت..
حاولت أن تدفعه بقوتها الهشة وهي تصرخ بشكل شهقات مؤلمة : لن يحدث لن أتحطم أيها الوضيع , لن أتوسل
صفعها بقوة على وجهها جعلها تترنح وتكاد تفقد وعيها من شدة الألم , شعرت بأن خدها تقطع بفعل سكين و ليس يد..!
سقطت غير واعية تماما على أريكة طويلة , فتقدم نحوها بجسده الضخم و مزق طبقة ثوبها الأول وهو يقول بصوته الخبيث : لا يا أميرة ليس على الأريكة...
و اجترها من شعرها الذي تقطع بما فيه الكفاية.... لكن و بينما عيناها تدوران بشكل مشوش , رأت زهرية زجاجية فوق طاولة قريبة منها.. مدت ذراعها بسرعة و أسقطتها لتتحطم أشلاء...
فلتفت الرجل غاضبا و صرخ بها : أيتها الـ....
ضربها مجدداً لتسقط فوق حطام الزجاج .. شعرت بألآف الزجاج يدخل في جسدها , لكن لا مجال للألم ... تلمست بيدها بخفة كسرة زجاجة كبيرة... أتى من فوقها ليشد شعرها وليجعل رأسها يرتفع عاليا..
صرخت به : سوف تدفع الثمن...
ثم بحركة سريعة غير متوقعة جرحت يده بشدة و عمق من رسغه فتركها وهو يصيح غضباً و دمه الداكن بدأ يسيل..
هذه هي الفرصة الوحيدة... نهضت و انطلقت بكل ما أوتيت من قوة إلى الباب المفتوح لحسن الحظ ثم إلى الممرات... لكن مهلا هذا ليس الممر الذي أتت منه... تباً..
_ لن تفلتي مني , سألاحقك لكل مكــان , أتسمعين....؟!
كانت تشعر فقط بضربات قلبها التي جنت بشكل يائس يصل إلى حلقها ليسد عنها النفس . و لكن رأت النافذة ... فتحتها بسرعة و قفزت وهي تسمع صوت جلبته و صراخه الغاضب يشتمها بكل شيء... سقطت وسط شجيرات كثيفة , لكنه سيجدها هنا حتما أن رأى النافذة مفتوحة.. فخاطرت برعب شديد على أن ترفع نفسها و تغلق النافذة... فعلت قبل لحظة ظهوره بجزء من الثانية..
أدخلت نفسها بين الأشجار ثم زحفت كثيراً حتى وصلت إلى بركة ماء كبيرة في الظلام ساكنة...
التفتت إلى الخلف و شهقت برعب مميت وهي تراه واقفا خارجا يتلفت حوله باحثا عنها.. أن رأها فلن تفلت منه هذه المرة و سيقتلها حتماً . لا حل آخر سوى البركة.. زحفت إليها وهي تشكر الظلام القابع في الحديقة...
ثم نزلت وسط المياة المثلجة وهي تنتفض و كأنها ستموت برداً و رعباً... كتمت أنفاسها بشهيق شديد مؤلم ثم غطست كلياً...
أخذت تغوص و تسبح بأطراف مجمدة فقدت الأحساس تقريبا بها... حتى تمسكت بالصخور التي على الأطراف و جاهدت وهي ترفع نفسها... ثم انزلقت و حاولت مجدداً حتى نجحت في الصعود.. كانت تنتفض بشدة و أسنانها تصطك بقوة...
مسحت عينيها لترى مجدداً إلا بها وسط الحديقة من الجهة الأخرى... استندت على الشجرة وهي تضم نفسها بقوة و ترتجف بشكل يثير الشفقة و شعرها الداكن قد ألتصق بوجهها... فكرت أن تجد حصاناً و تهرب به بعيدا جدا...
سمعت صوت جلبة و أناس كثر يصرخون باحثين... مؤكد عنها , لكنها لن تسلم نفسها أبداً.. لن تكف عن القتال أن لزم الأمر ستستخدم أسنانها في العض ...التفتت على شجرتها وهي قد فقدت قدرتها على السير مدت ذراعها و حاولت التسلق كانت الشجرة كبيرة كثيرة الفروع لعلها تختبئ لحين استرداد أنفاسها... لكن ذراعيها خاتناها بضعفهما و ارتجافهما الشديد.. صكت على أسنانها وهي تسمع الجلبة تقترب.. : يا ألهي ماذا أفعل ؟!.
شهقت رعباً فضيعا وهي تسمع صوت صهيل خفيف لحصان من خلفها... فلتفتت مرعوبة .. لتجد فرساً رمادية داكنة واقفة في الظلمة... اقتربت الفرس منها تلقائياً.. و كان عليها السرج و اللجام..!
بلا تفكير ألقت نفسها على ظهر الفرس الكبيرة التي تقدمت إليها و كأنها هدية من الربّ..
أخذت تتنفس و كأن الحياة عادت إليها و تمسكت باللجام , لكن الفرس مشت سريعاً و بخفة بين الأشجار بدون أن تقودها الأميرة....
ثم أخذت تركض بخفة و جلبة الرجال اختفت... رأت سوراً كبيراً أمامهم ..عاليا جداً...
التفتت الفرس بسرعة من تلقاء نفسها و قفزت فوق صناديق كبيرة موضوعة جانب السور .
ثم قفزت من فوق السور و الأميرة تتمسك بها بقوة و تدس نفسها وسط ظهرها و كأن لا أحد فوق الفرس..!!
ظلت تركض وسط مرج كبير قريب فسمعت صوت صفير عالي... ثم صوت حصان آخر يركض..
كانت الأميرة شبة مستلقية فوق ظهر الفرس حتى ظهر حصان أسود آخر يمتطيه الفارس... قال مصدوما وهو يقترب منهما
_ يا ألهي الرحيم , تسائلت أين تكوني "سيلفرين" ؟!


يتبـع..

Nescafé 06-28-2013 10:45 PM

كان يحدث الفرس , فتحت الأميرة عينيها لتنظر نحو الفارس الذي أصبح موازيا لها فأمسك بحبل اللجام و هتف
_ هل أنت بخير ؟!.
ردت بصوت بارد مرهق و ساخر : بخير جداً و كأنني في الجنة.!
ضيق جبينه الناعم و بان وجهه تحت ضوء القمر... قال بصوت آسف : لا يمكن أن تكوني , آوه أنت مبللة و....
و أخذ يتأمل شكلها المزريّ برعب تصاعد في عينيه, فتوقفت الفرسين و خلع الفارس عباءته وهو يضعها يده برقه على شعرها.. قال مجدداً بصوت غريب قاس :
_ من الذي فعل بك هذا , لو أخبرتني أن....
قاطعته وهي ترتجف و تغمض عينيها : دعني و شأني رجاءاً , فقط أريد الفرس لبعض الوقت..
هز رأسه وهو يقول بصوت غاضب : و إلى أين تذهبين , أنتِ لم تخبريني من تكوني.
فتحت عينيها وهي تنظر إليه بحده , عيناها بلون العسل الصافي تلمعان كالنار.. قالت بحرارة : أنني لا أكون شيئا !! , لقد تخلى عني والدي , أني لست شيئا الآن , و لا حتى أحقر شيء !!.
كان مصدوماً ينظر نحوها غير قادرة على التفكير , قال بصبر و عيناه تلمعان : لا أحد يقول عن نفسه هكذا , أخبريني مالذي حدث؟! , سوف أقتص لكِ...
صرخت به و لم تعد تحتمل : آآه لم يحدث شيء حتى تتحدث هكذا , المهم أنني فررت بحياتي..
فقد صبره وهو يشد لجام الفرس حتى أصبحت ملاصقه لفرسه... مسح على رأسها حتى أمسك بذقنها برقة , لكنها مع هذا شعرت بألآلآم تعود ... ألآلآم الضربات و تحطيم عظام فكها... فتأوهت و سالت دموعها...
صدم و شعر بارتجافها بل انتفاضها الشديد.. قال وهو يحرك وجهها قليلا ليراها : آوه يا ألهي, ما هذا ؟!.
رأى الضربة الحمراء على خدها قد أزرقت متورمة بشدة ... تأوه ثانية بغضب...
قال بحدة : أنا مصر على أن تخبريني ما حدث !؟ و من هو هذا اللعين الذي شوه وجهك ؟!
زفرت هواءا حاراً لفح يده الباردة الملمس و همست بهدوء : حسنا سأخبرك لكن ليس بكل شيء.. فأنت لا يزال لا شأن لك بهذا..
قال مزمجراً بصوت مخيف : أنا الذي يقرر أن كان لي شأن أم لا...!!!
فتحت عينيها و قد خفق قلبها لكن ليس خوفاً أنما صدمة منه... كان قوياً جداً و صوته صارم للغاية.. زمجر ثانية وهو يرى كدمات مؤلمة رمادية حول فكيها الدقيقين ..
_ و هذا أيضا , سحقـاً مالذي يمنعني الآن من العودة و قتل أحدهم ؟!.
قالت ببرود : لو أعطيتني الفرس منذ البداية ما حدث كل هذا...
تجهم و عبست عيناه الزرقاوين اللؤلؤيتين أنه خطأه إذن... و لم تلاحظ أن الفرس و الحصان يمشيان معاً بشكل مستو تماماً..
أطرق برأسه ثانية ثم همس بأسف : آسف جداً , كنت مشغول البال ,سيلفرين و إينوس مرهقين بالفعل...
سألت بخفوت : لمن هذه الفرس ؟!.
قال بعبوس : التي تمتطينها , أنها لي أيضا..
أخذت تبادله النظر في عينيه , و بدا شعره الذهبي الداكن يشابه لون عينيها العسلية الذائبة...
طرف بعينيه كأنه أفاق من أحلام بعيدة , أخرج بعض الماء و سكبه على منديله , ثم انحنى قليلا نحوها و وضعه على خدها.. ثم مسح برقة حول فكيها..
همس بحنان طالبا العفو : اعذريني على فضاضتي و فقدان صبري .
كانت عينيه مركزتان على عينيها... اختلط الأزرق الؤلؤي بالذهب السائل...
أغمضت عينيها بأرهاق و أجابت بابتسامه خفيفة للغاية : سأفكر بهذا...
سمعت صوت نفَسه و كأنه يكتم ضحكة... فقال بلطف : لم أعرف اسم مرافقتي الأميرة الجميلة..
صدمت و حدقت به.. قالت بقلق : من قال لك بأنني أميرة ؟!.
لسبب ما شعرت الأميرة بأن الأفصاح عن هويتها الحقيقية خطر..!!
ضيق عينيه اللامعة و قال بكل ثقة العالم : هذا واضح !. بهذا الجمال و الكبرياء.. أنت لست وصيفة أو حتى نبيلة.. أنت أميرة !
شعرت بأنفاسها تضيع... فقالت مستسلمة لحذقه : حسنا.. أنا أميرة لكن أنا لا أشعر بالأمان لـ....
قال بحدة و قد شعر بإهانه خفية : أنت بأمان معي ... بأمان تام !! لا أعرف من يجرؤ لكني سوف أقتص منه بيدي هاتين..
قالت آسفة : لا أرجــوك... سيسبب هذا مشاكل كثيرة . لوالدي خاصة و ...
حدق بها بعينين خطيرتين و قال ببرود : والدك الذي تخلى عنك... لقد فهمـت.
و كأنها استعادت قوتها جلست باستواء وهي تلف عباءته حولها , رجته :أني أرجوك أيها الفارس , فليبقى هذا سراً..
هز رأسه مستنكراً و قال بصوت خفيض : لا يمكنك , أنتِ تضحين بنفسك..
قالت متألمة وهي تمسح على كدمة رأسها : ليس مهماً الأمر.. أريد فقط أن.. أنعزل قليلاً.
ظل يحدق بها حتى ظنت بأنه لن يطرف بعينيه أبداً , قال وهو يمد يده إليها : ستأتين معي إلى قصري.
ضيقت عينيها اللامعة و هي تحدق بيده و انكمشت على نفسها , قال بصوت رقيق دافئ : ثقي بي . لن أؤذيك .
تأوهت بشكل خفي و مدت يدا مرتجفة لتمسك بيده... تبسم لها بشكل آخاذ و همس برقة مجدداً : ستكونين بأمان و سأحفظ السر الذي لا أدري ما هو تماما حتى !.
فعضت "
آنـابيلآ"على شفتيها كي لا تضحك... قال متجهما : لا تخفي بسمتك..!!
قالت بهدوء : لن أكون ضيفة عند أحد..
رد بحدة : أخبريني , لماذا..؟
ترددت كثيراً , لكنها قالت بصوت ضعيف : أقبل دعوتك لكن ليس كضيفه , أريد أن أعمل في القصر..
اتسعت عيناه و قال مصدوما غاضباً : ماذا ؟! , لا يمكنك ..!! لن أقبل عملك كخادمة..
قاطعته بهدوء و تعقل : سوف يتسائلون عن هوية ضيفتك هذه , لا أريد من أحد معرفة هويتي...
قال بغضب : أنا أرفض تماماً , تحولك من أميرة إلى خادمة في القصر !! فيما تفكرين ؟!.
قالت بإصرار : لا أريد الاختلاط بالناس سيعرفون من أنا حتما حتى بدون نطق اسم ! , و بعدها سيعرف والدي ثم ذلك الرجل ثم...
هز رأسه وهو يصر بين أسنانه : لا... قطعاً لا.
شعرت "
آنـابيلآ" باليأس وهمت بقول شيء لكنه سبقها وهو يقول بعبوس : لن يعرف أحد هويتك , لن تقابلي أشخاصا لا ترغبين بمقابلتهم , و ستكونين بأمان تام..
قالت بهدوء و هي تخشى أن ينفجر غاضبا وسط البرية المظلمة : هل يمكنني أن أكون وصيفة في القصر إذن ؟!
حدق بها غير مصدق و قال بحدة : لا...لا.
همست و عيناها تلمعان : سيشكون بي مهما فعلت , هذا هو الحل الوحيد..
زمجر : تتحدثين و كأنك لصه هاربة !.
قالت بصوت متألم : أرجوك وافـق .
زفر بحدة و ظل يفكر بعصبية , ثم قال ببرود : لا يمكنني التخيل.. هذا صعب.. لكني لا أريد الضغط عليك.. هل تكونين وصيفة خاصة لأمي .
رفت برموشها برقة و ابتسمت له بشكل ساحر جعل كل ملامح غضبه تختفي , قالت بامتنان : شكـرا لك كثيراً.
ابتسم لها بعذوبة و مد يده وهو يهمس : أعدك بأنك ستكونين بأمان تام . أعطني يدك..
مدت يدها بقليل من التردد فمسح عليها برقة ثم صمت فجأة و رفعها ليحدق براحتها... قال متجهما : و ماهذا ؟!.
رأى جرح غائر شبة ملتئم عريض لكنه مشوه و الدم قد تجمد حوله , حاولت سحب يدها بسرعة فهذا الجرح بسبب زجاج الزهرية الكبيرة لأنها بذلت جهدا كبيراً في القبض عليه بقوة كي تجرح ذلك الرجل .
قالت متلعثمة بقلق : أنه لا شـ....
قاطعها بغضب : لا , بالطبع أنه شيء مؤلم يدل على حدوث مصيبة..كل هذه الآثار عليك..!!
قالت بغضب أشد و عيناها تدمعان : هذه المصيبة لم تحدث...! لقد دافعت عن نفسي...
زفر غاضباً : كم من الأسرار تطبع على جسدك ؟!.
أحمر وجه الأميرة غضبا و أهانة و حزن و هي تسحب يدها بقوة و ترد و دموعها تسيل بلا شعور :
_ أتعجب من قدرة تبدل نفسك , لقد أهنتني...!
شد على قبضته الفارغة و صك أسنانه مرت دقيقة قبل أن يقول بهمس : اعتذر..
شهقت بصوت باكي وهي ترد : لو تدعني أرحل بعيداً.
تفاجئ و حدق بها قائلا : ماذا ؟! , لا ... قلت بأنك ستكونين في قصري !.
_ لا أريـد.. دعنـ....
قال يائسا بغضب : أني آسف جداً , لقد تفوهت بغباء... سامحيني.
كانت عيناه تلمعان في ضوء القمر بصدق... فارتجفت وهي تقول : حـ.. حسناَ..!
_ اعطني يدك أرجوك...
ارتجفت مجددا و نظرت في عينيه الساحرة و هزت رأسها بشكل خفيف رفضا مؤدباً..
فقال بهمس حزين : لن اسامح نفسي أن لم تعطني يدك الآن...
ترددت لثانية ثم مدت يدها بشكل يسير فمد يده كثيراً حتى أطبق برقة عليها و رفعها إلى شفتيه ليقبل جرحها..
شعرت بأن قلبها أخذ يقفز من مكانها ... أخفض يدها و ظل ممسكا بها وهو يقول بصوت حنون :
_ لم تخبرني أميرتي باسمها..
خجلت و قالت وعيناها على رأس الفرس : سأخبرك باسمي الأول فقط...
عبس قليلا لكنه قال : حسنا , لأنني اعطيتك وعداً.
_ آنـابيـلآ..
طرف بعينيه مرتين و قال مبتسما بسحر : جميـل جداً .
و كان ينظر نحوها متأملاً بشكل مهذب و عيناه تلمعان كالخيـال بكل صدق الأرض و حنانها و دفئها.. مرة ثانية حاولت أخفاء ابتسامتها و قالت :
_ جاء دوري لتخبرني من تكون ...
هز كتفه بلا اهتمام و قال : سأخبرك باسمي الأول فقط حتى لا تتكون بيننا عوائق الرسميات , نادني "
أليكسس".
هزت رأسها وهي تهمس : كما تشاء.. أنني أكره الرسميات , أنها عديمة الفائدة و مليئة بالزيـف..!
ابتسم بسحر وهو يمسح بإصبعه على ظاهر يدها ...همس بلطف : معك حق ,
آنـابيـلآ...
همس باسمها و كأنه يجرب نطقه هكذا... فاحمرت وجنتا الأميرة و تنهدت بأسى.. كان يراقبها , قال بعطف : أنتِ مرهقة جداً , يمكنك أن تغفي قليلا قبل أن نصل..
همست و رجفة غريبة تسري : هل قصرك بعيد ؟!.
_ كلا أميرتي . سنصل قبل منتصف الليل , هل تشعرين بالبرد؟!
_ آوه لا.. أنني بخير.



تمــــ الجـــزء : ))

محبة يامي 06-28-2013 10:46 PM

القصة رائعة غاردينيااسم جميل ترى من هوالخاطف ؟؟ارجوك اسرعي لا أطيق الانتظار صديقتي

:glb::glb::glb:

Nescafé 06-28-2013 10:47 PM

تفضلو و استمتعوا بالجزء الثاني


الساعة الآن 06:58 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011