عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-24-2013, 01:41 PM
 
Talking مكالمة ما بعد الموت !

[gdwl] بسم الله الرحمن الرحيم ...
روايتي الجديدة *==================* ^-^ أرجو التشجيع

خبر عاجل ... حديث اليوم ... حادثة سفينة تايتنك تتكرر في المحيط
الأطلسي ,هيا اشتروا الصحف ...
- مرحبا ً سيدي , صباح الخير . – "ريمي" , لقد رأيتكـ من بعيد ,فأنت الفتاة المميزة ذات الشعر الأشقر البلاتيني الفاتح ... أريني اليوم ما لون عيونكـ ؟ آه... إنها خضراء مزرقة ,لا شكـ بأن مزاجكـ اليوم جميل .
- آوه سيد "رولينغ" , أشكركـ على هذا الإطراء .
- ألا تريدين شراء الصحف ؟
- لأرد عليه بعدم اهتمام : آه ... لا شيء مميز ,كلام يعاد كل يوم , وقبل أن يرد قاطعته قائلة : اعذرني سيد "رولينغ " , علي الذهاب , و ما إن تقدمت قليلاً حتى قاطعني , ورمى لي بشيء أحمر فالتقطتها سريعا ً و قضمت قضمة منه : أشكركـ سيدي .
- ليرد علي و هو يضحك : لقد سرقت هذه التفاحة من العجوز " جيكـ " , لقد لاحقني في عشرة شوارع متتالية .
- أومأت رأسي و أنا أضحكـ بخفة : أشكركـ مع السلامة .
لا تأبهوا كثيراً , فهذا هو السيد "رولينغ " , له شعر بني , يغطي جانب رأسه في حين تغطي قبعة صلعته التي تقع في منتصف رأسه , كما أنه يملك عيوناً سوداء , أبيض البشرة , نحيل الجسم , دائما ً ما يخترق الكثير من الأحاديث , عشرة شوارع ...ها , في الواقع إنه يبيع التفاح و الصحف ...هههه يا الهي , حسنا ً لا بأس.
أبقيت ناظري مستقيما ً و تقدمت خطاي تتسارع شيئا ً فشيئاً ...إنه الشاب ذو الشعر البلاتيني الفاتح , و العيون الخضراء التي تشبه درجتها درجة لون العشب الربيعي لكن , لماذا يركض " ايكوي " مسرعا ً وكأنه يهرب من شيء ؟ يستحيل أنه سرق الخبز الفرنسي ... من المؤكد أن " ردفان" هو المشهور بهذا العمل , و دائما ً ما يعاقبه أخيه "اريسيو" بأشد أنواع العقاب ...لكن "ايكوي" شابا ً يترأسه الغموض من أعلى رأسه إلى أسفل قدمه ...أسرعت في المشي أكثر ...أكثر يا الهي كم هو سريع ؟ عليه المشاركة بالأولمبيادعلى هذا الركض ..."ايكوي" انتظر .
- أصبحت أركض بين أزقة هنا و هناكـ إلى أن ... تعرقلت بحبل غسيل مشبوكـ بين نافذتين ...فوقعت , جثوت على ركبتاي بعدها وقفت و اخذت انفض الغبار من على ملابسي ...أين اختفى " ايكوي " ؟ لن استطع اللحاق به الآن , علي العودة .
- استمريت أمشي بين المحال التجارية المنتشرة على جوانب الطرق , إلى أن وصلت للمروج الخضراء ...يا له من يوم هادىء , حتى وقفت على جسر متصدع معلق فوق نهر مخصص لعبور الجهة المقابلة , مشيت عليه , لقد كان يصدر صوتا ً مزعجا ً عند المشي , و فجأة ... اخترقت قدمي خشبة هذا الجسر , يا الهي , هل هذا وقت مناسب لكي تعلق قدمي ؟ يا له من يوم هادىء بالفعل , أصبح نظري يتحرك هنا وهناكـ لكي أجد شخصا ً يساعدني , و للأسف ويكأنه اليوم لا وجود للبشر في هذا المكان , رفعت جسدي بيداي حتى ارتفع جسمي و سحبت قدمي , فوقفت بعدم توازن أتمايل يمينا ً و يساراً و صرت أمشي خطوة خطوة و بحذر شديد , و أخيرا ً قطعت الجسر اللعين ذاكـ .
- علي الوصول للمزرعة ؛ لأقطف المزيد من الخضار و الفاكهة , فاليوم دوري في هذا العمل , وصلت للمزرعة الكبيرة , وجدت القليل من الأشخاص هناكـ , وصلت لشجرة البرتقال أخذت القليل منها , و القليل من التفاح ,
يا له من موسم جميل ... أخذت أقطف ما يحلو لي ... انتهيت من هذا العمل , خرجت من المزرعة , نظرت لساعة يدي ... إنها تشير للساعة التاسعة صباحا ً , يا الهي علي العودة بسرعة قبل أن يقتلني أبي و يسخر مني أخي .

- و عندما وقفت أمام الجسر تذكرت ما حدث , آه هل علي عبور هذا الجسر ؟
- حسنا ً ...ربما لو مشيت بحذر لن يحصل شيء سيء , مشيت بحذر و في أثناء عبوري لمنتصف الجسر تذكرت انني قد تركت حقيبتي , يا الهي هل علي العودة لأخذها , تركت السلة في منتصف الجسر و رجعت لأخذ حقيبتي و ما هي لحظات , حتى تغير لوني للأحمر و أصبح البخار من فوقي يتصاعد , ذاكـ الولد الذي يملكـ شعرا ً عسليا ً على أطرافه خصل شقراء فاتحة اللون , ذو عيون زرقاء مموجة بلون البحر القاتم و لون الماء الفاتح مع لمعة , صاحب البشرة البيضاء , انت "اجاي" يا ولد , أعد لي السلة .
- ليرد علي و هو يركض باستهزاء و يغني بكلامه : ريمي البلهاء , إنه دوري اليوم يا خرقاء ,ثم وقف بعد أن وضع راحة يده على وجنته قائلا ً : لكن أشكركـ فلقد سهلت علي الكثير .
- لا أعلم ما القوة التي اعترتني وقتها حينئذٍ , مشيت مسرعة عبر الجسر , و أصبحت أركض كالمغفلين ورائه , إلى ان اصطدمت بعجوز ٍ تبدو في منتصف العقد السابع , لها شعراً أبيض على شكل كعكة لكنها بالتأكيد ليست شهية , يتطاير بعض الخصلات منها , تملكـ تجاعيد في وجهها , لقد كانت ترتدي فستاناً تقليديا ً منفوخاً من الأسفل , وكانت تتكأ على عصا وما إن اصطدمت بها حتى أمسكت بعصاها و أخذت تضربني بها قائلة بصوت هرم :
- يال مراهقي اليوم ! كم أنتم مزعجون ؟ إني في منتصف السبعين و أكاد أرى جحور النمل , و أنت تركضين كالبلهاء , فلتنظري امامكـ .
- و انا أحمي نفسي بيداي التي شكلتا إشارة ضرب ؛ كي لا أتلقى ضربات موجعة , و ما هي إلا لحظات حتى صار كل من في الشارع يضحكون , وأخذت تمشي العجوز ميتعدة عني , فقلت لها و قطرة ماء تعلو وجهي :
- هههه ... حسناً , أعدكـ في ذلكـ في المرة المقبلة .

وصرت أركض وراء الغبي الذي يسمى "اجاي " , إلى أن وصلت لبيتنا ... علي الاعتراف جمال فرنسا يجعل من بيوت الفقراء و كأنها قصور , ماذا أصف؟ لقد كان بيتٌ مربعا ً متواضعا ً , يملكـ نوافذ زجاجية مربعة , و باب خشبي طلي باللون الأسود يملكـ في المنتصف على اليسار مقبض كروي لونه ذهبي , و في أعلى البيت كرميد أحمر فوقه مدخنة , حيث نملكـ ساحة أمامية و خلفية مملوءة بأشجار الزينة و بضع أشجار أخرى , قبل أن تدخل البيت تواجه بوابة أمامية , و ما إن دخلتها حتى لمحت ذاكـ الأخرق يدخل قبلي , دخلت البيت من بعده , فوجدت أبي "دوفسكي " إنه في منتصف منتصف العقد الثالث , يملكـ طولاً جميلا ً , له شعراً أسود مع خصلات بنية مشقرة , كما أن له عيون سوداء تميل للصفرة , و يملكـ بشرة بيضاء , لقد كان جالساً على كرسيه الهزاز يقرأ الصحيفة , عادة ما يسرح شعره للوراء و يتركـ بعض الخصال لتنساب على جبهته , لقد كان يرتدي ملابس العمل تتكون من بنطالاً بني اللون من القماش و قميص مزرر سماوي اللون , دخلت البيت مسرعة و مقياس الغضب يرتفع , وما إن وجدت أبي حتى قلت بمرح :
- صباح الخير أبي.
- ليرد علي و هو ما يزال ينظر للصحيفة : أين كنت حتى الآن ؟
- لأرد عليه بذات مرحي : حسناً ... لقد كنت بالمزرعة .
- نظر إلي مقطباً حاجبيه , كما أنه أقفل الصحيفة و طواها و وضعها على طاولة بنية اللون , و وضع رجله على الاخرى قائلا ً :
- لقد عاد " اجاي " الآن , و هو يملكـ سلة ملئة بالفاكهة و الخضار .
- لأرد عليه بعد ان كتفت يداي و وضعتهما خلف رأسي : حسناً لقد سرقها مني .
- و ما هي إلا لحظات معدودة حتى أصابتني كرة صوف وردية اللون , انتبهت لمصدرها فوجدت "اجاي" , أسرعت نحوه و أمسكت أذنه و أخذته نحو أبي قائلة :
- انظر يا أبي , لقد رأيت بعينيكـ كيف أنه قليل الأدب ؟ كما أنه مثالاً كاملاً على عدم التهذيب و الذوق , اعترف يا ولد , ألم تسرق مني سلة الخضار و الفاكهة ؟ فأبعد يدي عن أذنه قائلا ً ببعض البرود المفتعل بعد أن كتف يداه و أخذ يلعب بقبعة الكاب و يحركها يمينا ً و يساراً :
- ماذا في ذلكـ ؟ جل ما في الأمر انني أود اللعب معكـ ؛ لأنني أحبكـ يا أختي لكنكـ , ... , صمت قليلا ً و نظر إلي بعد أن أدار ظهره ببعض الدموع : لكنكـ , لا تعطيني فرصة , و أخذ شلال الدموع يفيض و يفيض ," ربما يكفي لغسل العالم" .

نهض أبي عن كرسيه و قال ببرود :
- فلتصمتا أنتما معاقبان , لا تلفاز اليوم أفهمتما ؟
وبعد أن ذهب , نهض أخي الأحمق بعد أن ضم يده و ضربها بالأخرى , كما أنه عقد حاجبيه , و أخرج لسانه , و أدار عينيه كالأبله قائلا ً :
- أيتها المغفلة , أتعلمين ماذا فعلت ؟
و بدأ يدور و يدور حول الأريكة مكملاً كلامه : لا تلفاز ... آه لا تلفاز , ماذا أفعل ؟ أيتها الحمقاء ستدفعين ثمن ذلكـ .

- لأرد عليه بعد أن أخرجت لساني : افعل ما يحلو لكـ , بأي حال لا تستطيع عمل أي شيء .
اتجهت من غرفة المعيشة نحو المطبخ بعد ان حملتني تلكـ الرائحة الشهية , لأرى أمي ذات الشعر العسلي ذو اللمعة المصفرة , و العيون التي تشبه لون الرمال البنية الصفراء تحت أشعة الشمس الحارقة , بالإضافة إلى أنها تملكـ بشرة بيضاء , و تملكـ طولاً مناسباً لعمرها التي يصل إلى مقتبل الثلاثينيات , لقد تركت شعرها منسدلاً على ظهرها , و كانت قد ارتدت فستاناً أبيض يصل لمنتصف ساقها , يملكـ دوائر وردية اللون , وحذاء أبيض بالإضافة إلى مأزر المطبخ , و ما إن وجدتها حتى أقبلت إليها معانقة فقبلتني , و قالت لي بمرح :
- أهلاً عزيزتي , كيف حالكـ اليوم ؟
- لأرد عليها ببعض الانزعاج : لا شكـ بأنكـ تعلمين ؛ فلون عيوني المتغير لا يتركـ لي شيئاً .
- لترد علي بذات مرحها : عزيزتي , لا تأبهي لذلكـ , انني أؤكد لكـِ بأن هناكـ يوماً ستشكرين عيونكـ و هذه الصفة المميزة فيكـ ِ ؛ لانها ستنقذكـ من شيء ما .
- لأرد عليها بإبتسامة : أظن ذلكـ , مممم حسناً , متى سيجهز الفطور ؟
- إن الطعام جاهز على المائدة في الساحة الأمامية فلتخبري" اجاي" بذلكـ ؛ لنأكل سوية قبل ذهاب أبيكـ للعمل .
- حسنا ً .
ذهبت بعدها لغرفة المعيشة فلم أجده , صعدت الدرج المفروش بسجادة زرقاء اللون على جانبيها خطوط مزركشة بنية اللون , حسنا ً اعترف اننا فقراء لكننا , نملكـ بيتاً كبيراً لا أدري ما قصته ؟ و من يهتم المهم هو أن أصل لذلكـ الأخرق .

إن بيتنا يتكون من طابقين , الأول يحتوي على مطبخ كبير متصل بباب في الساحة الأمامية و غرفة معيشة تحتوي على تلفاز و مدفأة و مقاعد خشبية ملتفة حول طاولة كبيرة مستديرة الشكل , يتوسطها إناء فيه ورود حمراء اللون , ثم بعض الأرائكـ ذات اللون البني التي تشكل شكل مربع , يتوسطها طاولة خشبية تملكـ لوحاً زجاجيا ً , و أمامها يقع التلفاز , و هناكـ الستائر بنية اللون تملكـ أشكالاً هندسية ذات لون أزرق , و في الطابق الثاني هناكـ خمسة غرف , الأولى لوالدي , و الثانية لي , و الثالثة لي و لأخي بإمكانكم اعتبارها غرفة الفنون , و الرابعة لأخي , أما الخامسة فبإمكانكم اعتبارها حمام صغير للجميع , وصلت لغرفة أخي فوجدت لافتة كُتب عليها : " غرفة الفنان اجاي " , فتحت الباب , لأرى مصدر الصوت المرتفع المزعج لقد كانت أغنية في المذياع , أين هو يا ترى ؟
هذا ما قلته عندما لم أجده , ذهب للشرفة المتصلة بغرفته فلم أجده , رجعت بقدمي اليسار و ما هي إلا لحظات معدودة حتى انزلقت على الأرض , ...
- ههههه , إنه المقلب الأول لكنه ليس الأخير بالتأكيد , هذا ما سمعته من أخي بسخرية .
وقفت بعد أن استعنت بيدي التي وضعتها خلف ظهري قائلة ببعض من الغضب : أيها الغبي , ستنال جزائكـ فيما بعد , انزل لتأكل , لقد جهزت أمي الفطور .
فأسرع يدفعني قائلاً ببعض من السخرية : سأنزل قبلكـ يا سلحفاة .
نزلت للأسفل , سألت أمي عن حالي ؟ فأخبرتها بما حدث , ضحكـت على حالي و قالت : هيا بنا , لا أظن أن أباكـ سيحتمل أكثر من هذا الوقت الذي ضاع .
خرجنا للساحة , لقد كانت هناكـ طاولة بيضاء مستديرة لها أربعة كراسي بيضاء , تملكـ في أعلاها مظلية كبيرة لُونت بألوان الطيف السبعة , جلست على الكرسي الذي كُتب عليه اسم "ريمـــــي " , فكل كرسي لنا كُتب عليه اسمنا كنوع من الإحتياط من أخي جامع الخردة , جلست عليه
كما قلت لـِ... لتتلألأ عيناي من هذا المنظر , ماذا أقول : بيض على شكل عينان في صحن دائري , خبز محمص , جبنة مثلثية من إنتاج المزرعة الفرنسية , نقانق , بالإضافة للجاردينيير *((و هو طبق من الخضر المطبوخة )) , و جوليين * (( و هي شرائح طويلة و رقيقة من الخضر )) , و أشياء كثيرة , أخذت أأكل و آكل إلى أن وضعت يدي على بطني من شدة الألم قائلة : أظن أن بطني يريد نزهة الآن ... أشكركـ أمي .
- ليرد أخي بسخرية : أين أختي ؟ هل ستذهبين للحمام ؟
- أردفت امي من بعده : " اجاي "كن مهذبا ً , و انتقي الفاظكـ .
- لأرد عليه بغرور : عزيزي "اجاي" الصغير , بعد ان تنتهي من طعامكـ و تذكر شرب الحليب لكي تنمو أيها القزم الصغير , فلتذهب لتلعب مع القطة ميلا .
ألم أذكر الأمر ؟ إننا نملكـ قطة بيضاء اسمها "ميلا" , أمي تعشقها لا أعلم ما قصتها , أحياناً عندما أفكر أظن أنني أنعم بحياة غامضة , لا بأس سأذهب لآخذ حماماً ساخناً .

× ×
خرجت من الحمام المتصل بغرفتي , بعد ان أخذت حماماً ساخناً , إن غرفتي تتكون من سرير خشبي من خشب البلوط مستطيل الشكل ذو لون بني محروق ,مغطى ببطانية ناعمة بنية اللون , متصل بالسرير طاولة مربعة بنفس نوع الخشب و اللون كذلكـ , يحتوي على ثلاثة أدرج متصلة مع بعضها البعض , وُضع في أعلاها صورة لي مع عائلتي في عيد زواج والدي , بالإضافة إلى مكتب صغير يحتوي على بعض الأوراق و الأقلام إضافة لمصباح مرتكز بشكل ملتوي و طابعة يد قديمة لأبي اعطاني إياها و كرسي خشبي وضع بعدها , و هناكـ مسرحة شعر تحمل مرآة دائرية الشكل , و تحوي على أدرج أيضا ً متصلة مع بعضها البعض , تحوي مجفف شعر و ربطات شعر و هناكـ ملصقات معلقة على حائطي , تحوي صور راقصات باليه و مغني أوبرا و كثيرا ً من أشخاص يؤدون هذا الفن , و أخيرا ً هناكـ خزانة كبيرة لملابسي , فيما بعد , أخذت من الخزانة ملابس لي , و ارتديت بنطالاً أسود يصل لمنتصف ساقي , و قميص يصل لنهاية ظهري , لونه اسود يملكـ قطة بيضاء ذات عيون خضراء , ربطت شعري ليصل إلى منتصف ظهري , ارتديت حذائي ذو اللون البني , و الساعة البنية , وارتديت حقيبة بنفس اللون السابق علقتها بين إحدى يداي لتصل لنهاية ظهري بشكل مائل , بخخت عطرا ً خفيفا ً , أسرعت للغرفة الأخرى (( غرفة الفنون )) , أخذت الجيتار , نظرت لساعة يدي , لقد كانت تشير للحادية عشر صباحاً .
خرجت من البيت مودعة أمي فقط فلقد ذهب أبي لعمله , ذاهبة لمكان هو أشبه بمخبىء لي يقع عند تقاطع شارع هوكسفود , حينما تمشي تصل لنفق عليكـ النزول أربعة درجات , لتصل لنفق آخر , عندما تدخله تسمع صوت خطى أقدام الناس من فوقكـ , وصوت تلكـ القطرات التي تنزل من السقف المتصدع نحو الأرض لتصدر ذاكـ الصدى , في أول مرة دخلت فيها كنت خائفة جداً من الوضع , لكن فيما بعد أصبح مكاني المفضل , فبعد اجتيازه ببضعة مترات موحلة مخيفة قليلة , تجد مكاناً مغطى باللون الأخضر الفاتح , إنه (( العشب )) , كما تجد تلكـ الأشجار التي تحمل زهورا ً وردية , وذاكـ النهر الأزرق الكبير و الأهم من كل ذلكـ أنه يملكـ جسراً جيداً , عادة ما أتدرب هنا على جيتاري , و أقوم برقص الباليه و الغناء , نعم أقوم بكل ذلكـ لسببين , اولاهما أن مكان كهذا سيجعلكـ تشعر بمعالم الطبيعة الفرنسية الجميلة التي تخبركـ بكثير من الأشياء فأنا احب الطبيعة كثيراً , و ثانيا ً بسبب الأحمق الصغير أخي (( اجاي )) هو و طبوله الغبية .

المكان الهادىء هو المفضل لدي , و مثل هذا المكان الذي يجهله الجميع و الذي يعد مصدراً روحيا ً لدعمي بمعزوفات , فأنا أود ان أصبح فنانة , كثيرا ً ما أؤلف معزوفات جديدة , لكني دائما ً بعد ما أنهيها أمزقها , في الوقت الحالي أنا لا أملكـ سوى معزوفة واحدة أسميتها (( اكانياكيمي )) , أظن أن اسمها غريب لكن تحمل في طياتها الكثير من الألم , عندما أتذكر قصتها , أرى ماض تعيس , أغمضت عيوني للحظة , وبدأت يداي تخطو خطاها على أوتار الجيتار , أصبحت تلكـ الأشكال الخاصة بالنغمات الموسيقية تعم ذلكـ المكان , وقفت بين شجرتين تحمل ورودا ً وردية اللون , يرتفع من كلاها غصنان يتلاقيان في المنتصف , و في هذه النقطة يقع عش عصفور مموج باللون الأزرق و الأخضر بين بيوض بيضاء تحمل دوائر زرقاء اللون , في حين أشعة الشمس تلألأ مياه النهر الذي يقع أمامي , و أنا اعزف بذلكـ الجيتار , التي أخذت العصافير تحيطني من كل جانب , و تغرد بأصواتها , حينما يدق القلب مشتاقاً له , تخرج تلكـ النوتات الحزينة التي تلامس قلوب الجميع , و بعد برهة من الزمن توقفت عن العزف , و ضعت الجيتار جانباً , و أخذت أمشي إلى أن توقفت على ضفة النهر , خلعت حذائي و تدليت قدماي في مياه النهر الدافئة , استطعت أن أرى تلكـ الأشكــال الملونة التي تسبح بزعانفها , تلكــ المخلوقات التي تسمى (( أسماكــ )) , كذلكــ شاهدت الطحالب الملتصقة على بداية النهر في الجانب الآخر , ما أجمل المياه في هذا الوقت من اليوم , فالشمس عندما تُسقط أشعتها على الماء , تجعل مياه النهر متلألئة , تملكــ لمسات سحرية , و تبدو صورتكــ واضحة جداً , لقد بدوت جميلة في ذلكــ النهر , لكن في عقلي تلكـ الذكريات التي تدخل في أعماق ِ , كم أود محوها و إزالتها , لقد مضى وقت طويل بالفعل , نهضت بعدها ارتديت حذائي و حملت جيتارِ , ثم خرجت من هذا المكان السحري , مشيت و مشيت بين الناس إلى أن وجدت (( بين و ردفان و ألين )) , واقفين حسنا ً إنهم مجموعة من أجمل الشبان في هذا المكان , بالإضافة إلى أٌّخر من الشبان .

إن "بين" يملكـ شعراً بني اللون مع خصلات مموجة باللون الأشقر الفاتح البلاتيني الحاد , و عينان تملكــان لوناً نهدياً صافياً ببشرة بيضاء , لقد كان يرتدي بنطال جينز أسود اللون و قميص أبيض مزرر بأزرار سوداء , كما أنه دائماً يلف رقبته بشالٍ لونه اليوم أسود , و يرتدي قفازاً من جلد أسود , و يحمل سهمه تلكـ هي هوايته رمي السهام .
أما " ردفان " فهو الشب الذي يملكـ شعراً لونه بني حاد مع درجة فاتحة من لون النحاس يتوسط شعره , بالإضافة إلى عيناه ذات اللون البني الرملي , و بشرته البيضاء , لقد كان يرتدي بنطال جينز أزرق ضيق نوعا ً ما , بالإضافة إلى قميص كحلي اللون جعل أزراره الأولى الحمراء مفتوحة , ما يميز ردفان غير سرقته للخبز الفرنسي هو ارتدائه لقرط يضعه على أذن واحدة , فالأذن الأخرى ينسدل عليها باقي شعره .
أما الآخر فيدعى " ألين" يملكـ شعرا ً أشقر متوسط الدرجة ذو أطراف بينة حادة الدرجة في أسفل خصلات شعره , كما أن عيناه تملكـ اللون البني العسلي , بالإضافة إلى بشرته البيضاء , لقد كان يرتدي بنطالاً أسود اللون , مع قميص بني اللون فاتح الدرجة .
أقبلت عليهم قائلة بمرح : مرحبا ً .
- ليردوا علي بعدم انتظام : مرحباً .
- ضحكــت بدوري عليهم و على عدم انتظامهم حتى سمعت تمتمة بين لألين ببعض التوتر : يبدو إنها لم تعلم بالأمر .
- توقفت عن الضحكـ , و نظــرت في وجه كل واحدٍ منهم , ثم قلت متسائلة :
- ماذا بكم ؟ أتعلمون أمراً لم أعلمه بعد ؟
- ليرد علي ألين بغرور : بالطبع عندما تحملين جيتاركـ و تفضلين أن تقضي وقتكــ بهذه التفاهة سيفوتكــ الكثير , تدخل ردفان ليهدأ من الوضع قائلاً :
- هه...يقصد "ألين" هو أننا نعلم شيئا ً .
- لأرد عليه بغضب : أعلم أيها الغبي !
- ثم أضاف بين بنظرات جدية : ريمي ... هل رأيت "ايكوي " اليوم ؟
- لأرد عليه باستغراب : اممم ... لحظة تذكرت , بالفعل لقد رأيته اليوم في الصباح الباكــر , لقد خرجت من البيت كالعادة ؛لأجمع الفاكهة كما هو معتاد , وصلت للعم رولينغ و بعد أن تخطيته , وجدت "ايكوي " مسرعا ً وكأنه يهرب من شيء .
- قاطعني بعدها ردفان : هل استطعت معرفة مكانه ؟ أقصد هل تبعته؟
- لأرد عليه باستغراب : إن مثل ركضه الذي يدل على ارتباكه هو ما دفعني لأتبعه .
- ليهتف ألين :ممتاز ,أين ذهب ؟
- لأضحك بخفة ممزوجة بتوتر بعد أن حككت مقدمة رأسي بتملق : لقد تبعته إلى أن ... أن تعرقلت و وقعت و عندما نهضت كان اثره قد اختفى , لكنه دخل في أحد الأزقة المجاورة لمكان السيد رولينغ .
- ليهتف بين بضجر : يا الهي .
- تساءلت وقتها : لماذا ؟ لماذا تسألون عن ايكوي ؟!
- ليرد علي ألين بغرور : ألا تقرأين الصحف ؟
- لأرد عليه بضجر : لا , ما المتعة من قراءة أشياء تعاد في كل يوم ؟
- ليهتف من بعدي و بنفس غروره : إذا ً فلتقرأيها و ستعلمي الأمر أيتها الفنانة صاحبة الجيتار .
- لأرد عليه بغرور : يبدو أنك تغار ألين , حسنا ً لو كنت مكانك لمن المؤكد غرت فأنت لا تملك حتى احساسا ً بالفن .
- ليقاطعنا بين بدوره قائلا ً ببعض الإنزعاج : يكفي ذلكـ , أظن أن المشكلة لا تحتاج مزيداً من تعقيدكما ثم أضاف موجهاً كلامه الأخير نحوي : ريمي , ما هي الساعة التي وجدت فيها ايكوي ؟
- لأجيبه باستغراب : الثامنة و النصف , هي أنتم ؟ قولوا لي ما الذي حدث ؟
- و أخيراً هتف ردفان قائلا ً : خبر اليوم الجديد الذي يترأس الصحف هو حادثة سفينة تايتنك التي تكررت في المحيط الأطلسي في فجر اليوم .
- لأرد عليه ببعض التفكير : أطن أني سمعت هذا الكلام من العم رولينغ اليوم لكنني لم أدقق فيه .
- ليضحك باستهزاء ألين و يكتف يداه , نظرت إلى ألين بنظرات جادة في حين قلت لردفان : أكمل ... ما في الأمر ؟
- ليرد علي : أتذكرين إن والدي ايكوي و ايمي على متن هذه الرحلة .
- ليكمل بين بجدية : كما أظن أن (( ايكوي )) , علم بهذا الأمر في تمام الوقت الذي رأيته ريمي ؟
- لأرد عليهم بعدم تصديق : يا الهي لا أصدق , على الأقل ايكوي يحتمل هذا لكن , ايمي يصعب تصديقها لهذا الأمر ؟ يستحيل ذلك , هل علم اكاي بالأمر ؟ و أين ايمي الآن؟ هذه الفتاة مجنونة يستحيل ان تركتموها لوحدها !!
- ليهتف ألين بجدية : بالطبع لا , لقد علم السيد جاكلين و كل من اريسيو و هيرو و مينوري بالأمر و ذهبا لمنزل ايكوي فبعد أن ذهب ايكوي مسرعا ً , جاءت ايمي و طرقت الباب و حدثت أخي مينوري أن هناك اتصالا ً تلقاه ايكوي استدعى ذهابه مسرعا ً و أضافت انها سمعت كلاما ً يدل على هذه الحادثة و أن والديها على متن هذه السفينة .
- لأرد عليهم بنفس حالتي السابقة : لكن , كيف حصل ذلكـ ؟
- ليهتف ردفان : يقولون أنها حادثة ؟
- يقولون , ماذا تقصد بـ((يقولون)) ؟ هذا ما قلته لردفان , ليرد علي بين ببعض الإنزعاج : حسنا ً , ماذا أقول ؟ إنا نشكـ بأن هذا من فعل العظيم .
- لتكبر عيناي من حجم الصدمة قائلة : لا هذا مستحيل , ألم يمت في تلك الحادثة ؟
- ليومأوا لي سلبا ً و ليهتف ألين قائلا ً : أظن أن علينا البحث عن ايكوي ,فهو وحده الذي يعلم بشأنه ؟
- فلتذهبي يا ريمي إلى اكاي و تخبريه , لا شكـ انه غارق في النوم الآن , أيقظيه و أخبريه أن يوافينا في الحانة المتعارف عليها , هذا ما سمعته من بين فأومأت له ايجابا ً , ودعتهم , صرت أمشي بين الطرق و أنا غير مصدقة للأمر , إن الأمر غريب بالفعل , ظننت أن الهالة السوداء قد أزيلت عنا , لكن يبدو أن الهدوء الذي نعمنا به في الأشهر الماضية هو هدوء ما قبل
العاصفة , أسئلة كثيرة تتجول و تطرق باب أفكاري و ذكريات بشعة تتوارى على ذهني و السؤال الأعظم الذي يترأسها هو : كيف لم يمت ذاك؟
أخذت أمشي إلى أن وصلت بعدها لبيت جميل يزينه أشجار كثيرة أكثرها أشجار تحمل زهور وردية و أخرى زرقاء , يعلو البيت مدخنة و يحيط البيت سور من خشب بلون العسل في كل جانب , ضغظت على زناد الجرس و تراجعت بعدها خطوتين حتى لمحت فيما بعد ذلك المقبض الكروي يتحركـ و ما إن فُتح حتى خرج هيرو اخ اكاي , شب يملكـ شعراً أزرق اللون بدرجة فاتحة يتوسطها على الطرف بقعة صغيرة بيضاء حادة الدرجة , و يلف شعره بياض خفيف و كما أنه يملك عيونا ً خضراء فاتحة الدرجة و بشرة بيضاء مع حمرة خفيفة اللون و هو أُخر من أجمل الشبان , لقد كان يرتدي بنطال جينز أزرق اللون مع قميص شبابي لونه بني فاتح مع ربطة عنق زرقاء مرتخية , فخرج قائلا ً بإبتسامة خفيفة : مرحبا ً ريمي , .

- لأرد عليه بمرح : أهلا , كيف الحال ؟
- ليرد علي بنفس حالته السابقة : أنا جيد , لكن يبدو أن الأوضاع السيئة قد عادت إلينا مرة أخرى , صحيح هل علمت بالأمر ؟
- لأرد عليه بعد أن أومات إيجابا ً : للأسف علمت , لقد طلب مني بين برفقة ألين و ردفان أن أخبر اكاي ليتبعهم في الحانة المتعارف عليها .
- ليرد علي بذهول : اعتذر عن قلة ذوقي ... فلتدخلي .
- لأرد عليه و أنا أضحكـ بخفة : لا بأس ... مثل هذا اليوم لا ضرر فيه أن نفقد عقولنا حسنا ً سأدخل الآن .
- دخلت بعدها إلى غرفة المعيشة لقد كانت جميلة جدا ً , كل جدار فيها طلي باللون الأسود و الذي نقش عليه زخارف بيضاء اللون . بالإضافة إلى مقاعد جلدية حمراء ترتكز على أعمدة ملتفة بيضاء مع أرضية تشع بالبياض يتوسطها سجادة فرو بيضاء اللون مع طاولة سوداء فيها إناء أبيض يحتوي على ورود حمراء اللون , بالإضافة إلى تلفاز مسطح على الجدار و يتصل به مطبخ كبير , كما أن هناكـ باب زجاجي لامع يختفي تحت ستارة سوداء بنفس غرفة المعيشة تخرج من خلاله إلى حديقة مليئة بالأشجار السابقة ذكرها و يتصل بها كذلكـ زاوية يقع بها بيانو تجاوره طاولة سوداء لأربعة أشخاص لتناول الطعام بالإضافة إلى درج أسود اللون مفروش بسجادة حمراء على جانبيها خطوط بيضاء , من خلاله تصعد لثلاثة غرف يتوسطهم حمام , لقد جنى والدا هيرو و اكاي الكثير من الأموال جراء سفرهم إلى كوريا , كثيرا ً ما يسافرون لشراء بضائع ليبيعوها هنا في فرنسا , حسنا ً إنا نسكن في حانة فقيرة و كل هنا فقير لكنه يؤمن حاجات بيتنا بطريقته الخاصة أما بالنسبة لبيتنا الذي ينافي هذه الطبيعة فأنا لا أعلم قصته , و بالنسبة لهيرو و اكاي فوالداهم ينعمان بالكثير من الأموال و رغم ذلك لا يودان أن ينتقلا إلى مكان آخر يناسب وضعهم لا أعلم أيضا ً لماذا ؟
- سمعت بعدها صوت هيرو و هو يقول : لقد عدت قبل بضعة دقائق , لقد كنت مجتمعاً مع مجموعتي مينوري و اريسيو و العم جاكلين , كما كان برفقتنا ألين و ردفان و بين بالإضافة إلى ايمي لنتباحث بأمر اختفاء ايكوي .
- لأردف من بعده : حسنا ً لقد التقيت بمجموعتي قبل قليل لو كنت أعلم بالأمر لتبعت ايكوي .
- سمعت ذاك الصوت المذهول و هو يخاطبني قائلا ً : ماذا تقصدين ؟ !
- قصصت عليه ما حدث , ثم اتبعه قائلا ً بمرح : لا تأبهي , غمامة و ستذهب و سنجد ايكوي عما قريب .
- أردفت من بعده بحيرة : إذا ً ما رأيكـ بأن توقط اخيكـ ؟
حتى سمعت ذلك الصوت المتثائب الصادر من أعلى الدرج لأضحكـ بدوري أنا و هيرو عليه , حتى نزل ذلك الشب الوسيم ذو الشعر البني الغامق مع خصلات تلف شعره بالكامل ذات لون أصفر بعيون نهدية قاتمة و ببشرة بيضاء , لقد كان يرتدي ملابس نوم تتكون من بنطال ٍ لونه مثل لون السكر مخططة باللون الكحلي و قميص يشابهه باللون , لقد كان يضع يده على فمه و هو يتثاءب في حين أن يده الأخرى كانت تتلاعب بشعره الغير مسرح و ما إن نزل حتى رآني قائلا ً بصوتٍ نعس : مرحبا ً ... صباح الخير .
-لنردف له بصوت واحد : صباح النور ...
-و ما كان منه إلا أن رمى بجسده على إحدى الارائكـ بشكل مبعثر و بدأ بتلك السمفونية و هو يطلق تهويدات بجنون , أدار هيرو رأسه بعدم تصديق و ذهب لإكاي و أمسكـ بأذنه حتى خرجت علامات التألم من اكاي قائلاً بغضب : آ...آ...آ...ابتعد عني كم مرة حذرتكـ فيها ؟ لا تمسكني هكذا مجدداً .
-ليردف هيرو بمرح : أيها الأخرق ... لقد قاربت الساعة على... و لم يكـُ يكمل جملته حتى خرج ذلك الصوت من الساعة يعلن عن حلول الساعة الثانية عشر , نهض اكاي مسرعاً , و بدأ يفركـ بعيونه قائلا ً بغضب : هي أنت لم َ لم ْ توقظني من قبل ؟
لم يسمع إجابة محددة بل رأى تلكـ الإبتسامة التي تملؤها الحيرة و الإنزعاج , أعاد سؤاله مرة أخرى بجدية وهو يعلم أننا نعاني من خطب ما , جلس هيرو على إحدى الأرائكـ و أخاه بجانبه بينما كنت في مقابلهما , أخذ الصمت يعلو بالمكان و يكأنه سيد الموقف , بمقدوري أن أخبر الجميع بما حدث إلا اكاي فهو الوحيد الذي لا أستطيع إخباره , في السابق عندما مررنا بتلكـ الحادثة توصلنا إلى حلها بعد مرور عدة ألغاز رآها اكاي في أحلامه في فترات متباعدة , لقد سبب هذا الشيء اليأس و الإحباط بالإضافة للحزن , المهم في الموضوع هو أن اكاي قرر أن يسألنا مرة أخرى بجدية أكثر و هنا قرر هيرو ان يخبره و بالفعل اخبره , و أردفت من بعده بجدية :
-كما انهم يطلبون منكـ موافاتهم في الحانة المتعارف عليها .
نهض اكاي من مكانه قائلا ً بجدية :
-لا يجدر بكما عند إعلامي بمثل هذه الحوادث أن تصمتوا , أنا لست ضعيفاً , أنا لست ضعيفاً , لمَ لا تفهمون ذلكـ ؟ !
-نهضت بدوري لأقول بغضب : و من قال لكـ ذلكـ؟ أنت الذي تزرع هذه الفكرة برأسكـ و تطالبنا بأن لا نعاملكـ بذلكـ في حين أننا لا نبدي أي تصرف تجاهكـ .
-ليردف هيرو من بعدي بحنكة : كما أننا لا نجامل احداً ! عندما نرى إنكـ ضعيف صدقني سنخبركـ بذلكـ ! كل ما في الأمر أننا نود إخباركـ بتمهل حتى تذكر أي أحداث تؤدي إلى الحل في أحلامكـ .
- ليردف اكاي مستغرباً : ههه... بشأن ذلكـ لا أظن انني رأيت أي حلماً يدل على ذلكـ.
عقدت حاجباي قائلة باستغراب : لا شكـ بأننا سنتعب في هذه المشكلة , فهي لا تقتصر على وجود ايكوي أو على والديه , بل إن رجوع العظيم مرة أخرى , سيحي مشاكل جمة لا حدود لها ؟
-نهض اكاي من مكانه و قد كانت علامات الصدمة واضحة تبدو كما يبدو البدر في الليل قائلا ً بلكنة غريبة : لا ... كيف... عظيم ... عاد ؟ و علامات الاستفهام تتكون حوله من كل جانب ؟؟؟؟؟؟؟
-نهضت بعد تهويدة قائلة : لا تسالني أنا ... فأنا لا أعرف سوى أنه عاد و من غيره مهم بالأصل الآن .
-نهض هيرو قائلا ً بعد أن تنهد : حسنا ً , ارتدي ملابسكـ و وافي أصدقائكــ ... ريمي ستذهبين معي الآن , إن ايمي بالتأكيد تحتاجكـ .

لم يبدِ اكاي أي تصرف أشار هيرو لي إشارة مفادها بأنه يحتاج وقتاً للتفكير, دعينا نذهب .

-خرجت من البيت برفقة هيرو مع ملاحظة أن كلينا كان شارد الذهن .
و ما قاطع تفكيري هو صوته الذي أخذ يقول بجدية : أتعتقدين أن ايكوي كان يعلم ذلكـ من قبل ؟
عقدت حاجباي قائلة باستغراب : أظن ذلكـ ... لكن يبدو أن هذه المرة نعاني من مشكلة حقيقية , أعتقد انه يجب أن ننقسم منا من يبحث عن ايكوي و القسم الآخر للمباحثة من أجل استلام الجثث كما تعلم أقصد إن كانا على متن الرحلة هذا و إن عثروا على جثتيهم وسط حشود الجثث في وسط المحيط هذا .

-ليهتف قائلا ً : أظن أنكـ محقة بشأن ذلكـ و بعد برهات قليلة رن هاتفي معلنا ً عن وصول رسالة , أدخلت يدي في جيب بنطالي و التقطته , وقفت قليلاً في حين سار هيرو مبتعداً عني حتى انتبه لتوقفي عن السير فعاد مرة أخرى قائلا ً بحيرة : ما بكـ لم َ توقفت هنا ؟!
-لقد جائتني رسالة من بين .
-علها أخبار سارة .
- حسنا ً . أتمنى ذلكـ , أيا ً كان ساقرأها بصوت مسموع . إنه يقول :
(((( مرحباً ريمي , هل من أخبار حول الحادثة ؟؟ إنَّ َ نبحث ُ عن ايكوي و لقد وجدنا اثراً له و لقد انضم لرفقتنا مينوري و اريسيو و أبي جاكلين يقولون أنه علينا العودة لإيمي فمجموعته كفيلة بالبحث عنه !! إن كان هيرو معكـ فأخبريه أن ينظم إليهم في الحانة المتعارف عليها و اخبريه أن لا يغلق هاتفه , و أخبري اكاي كذلكـ عليه ان يوافينا عند ايمي , إلى اللقاء )))) .

-حسناً , يبدو أن هذا مبشراً بالخير .
- نعم إنه كذلك , او بالاحرى أتمنى أن يكون كذلكـ .
- حسنا ً أظن أن علي ترككـ لتسيري لوحدك فلقد تغير طريقي الآن .
لا بأس , أخبرني أن وجدتم شيئا ً جديدا ً .
-حسنا ً , اطمئني .
- حسنا ً , إلى اللقاء .
-ليرد التحية من بعدي بمرح و أضاف بعدها : كوني حذرة .
× ×


أخذت هاتفي مرة اخرى و نقرت على لوحة المفاتيح طالبة ذلكـ الرقم ليجيب الطرف الأخر : مرحبا ًريمي ... لقد انتهيت و سأوافيهم الآن .
-لا , لقد ذهب العم جاكلين برفقتهم للبحث عن ايكوي أما نحن فعلينا الذهاب إلى ايمي الآن .
- آه... لا تقولي تلكـ الفتاة مرة أخرى .
- لأجيب عليه بغضب : اصمت ... أيها المتذمر المتنمر و وافيني الآن عند ايمي .
-حسنا ً حسنا ً .
- إلى اللقاء .
-إلى اللقاء.
-أغلقت الخط معه , سرت بعد انعطافي لعدة شوارع حتى و صلت لذاكـ البيت , لقد كان بيتاً صغيرا ً فقيراً كعامة البيوت هنا , صعدت لأربعة درجات تقريباً , حتى وصلت لبابهم الخشبي المتصدع , ضغظت على زناد الجرس فانطلق ذاك الصوت القادم من خلف الباب قائلا ً : أنا قادم .
- و ما هي إلا ثواني معدودة حتى فتح بين لي الباب قائلا ً بإبتسامته المعهودة :
- مرحبا ً ريمي , هيا ادخلي .
- دخلت من بعده , مشيت في ممر ليس بطويل ٍ حتى وصلت لغرفة المعيشة , لقد كانت تحتوي على عدة أرائكـ قديمة الطراز تعود للثمانينات زرقاء اللون مع طاولة يلتف حولها أربعة كراسي و طاولة تتوسط الأرائكـ و تلفاز قديم موضوع على طاولة تقابل الأرائكـ و شمعدان تحتوي على شموع يتم إضاءتها في الليل , مع صورة كبيرة معلقة على الحائط يحوي على عائلة السيد اليخاندر و السيدة اليخاندر إضافة إلى ايكوي و ايمي , لقد كانت الصورة موضوعة بغير انتظام , رددت التحية على المتواجدين , أنزلت حقيبتيَّ َ للأسفل و سرت نحو الصورة لأعدلها فقد كانت مائلة للأسفل , و ما إن مددت يدي لأُعدلها حتى انطلق ذاك الصوت الصارخ : أيتها الفتاة اتركي الصورة و صفعتني على يدي , إنها ايمي المجنونة , يا الهي تلكـ الفتاة تجعلني أغضب دائما ً لأنها لا تعاني من خطب في عقلها لكن تصرفاتها المجنونة هي ما تدفعني للغضب , إنها في السادسة عشر من العمر , تملكت شعراً أسود مموجاً باللون السكني الفاتح أطرافه مقوسة للداخل يصل إلى أسفل ذقنها بقليل تقريبا ً , إضافة إلى عيونها الخضراء المزرقة و بشرتها البيضاء , لقد كانت ترتدي قميصاً صينيا ً تقليدياً مزركشا ً كما أنها دائما ً تمشي بشكل ٍ صيني تقليدي حيث يتلاقى الكمان المنفوخان مع بعضهما بعضاً و تمشي بخطوات متلاحقة لا تسألوني كيف ؟
رفعت يدي فوقعت الصورة و تكسر لوحها الزجاجي , أسرع بين نحوي و همس بأذني قائلا ً : هل تأذيت ؟ هل أنت بخير ؟
-لأجيبه بذهول : آه... نعم أنا كذلك ... أنا بخير , جثوت على ركبتي لأجمع الزجاج المكسور المتناثر هنا و هناكـ , أبعدني ردفان قائلا ً بروح دعابة : ريمي , ابتعدي من هنا سأنظفه أنا لكنكـ مدينة لي بقطعة من الخبز الفرنسي .
- نظرت إليه بإبتسامة و استقمت واقفة نظرت لإيمي لقد كانت شاردة الذهن في محل الصورة التي على الحائط الذي أصبح فارغاً , معقول هل تسرح في محل الصورة الفارغ لكن الصورة شكلت شكل البرواز المربع عن طريق السواد المتواجد اثره حتى بعد زوال الصورة , إنها حقاً فتاة غريبة الأطوار , أمسكت بذراعها و هززت يدها قائلة : ايمي ... ايمي , لتنظر إلي قائلة بمرح :
- هي ريمي هل أنت هنا ؟لقد صنعت بسكويتا ً طيب المذاق , هل تفضلين العصير أم الشاي معه ؟
- نظرت إليها بذهول قائلة لها : ههه... ايمي إني متأسفة لأنني كسرت تلكــ فقاطعتني قائلة بمرح :إذا ً تفضلين الشاي حسناً فلتجلسي سآتي لكم بالبسكويت و الشاي أيضاً , جلست على إحدى الأرائكـ بجوار "" ألين"" , الذي يستمتع فقط بالعرض .
- أطلق من فمه صوت ضحكة خفيفة , لم انظر إليه فقد قلت له : أتراه يوما ً مناسباً لآتي و أحطم فيه جمجمتكـ أيها القرد الأشقر ؟
- ليجيبني بذات استهزائه : انت تعلمين أيتها الفنانة عندما آراكـ مع جيتاركـ الأحمق يتغير مزاجي وتصبح معاملتي لكـ قاسية .
- رمقته بنظرة تحدي قوية قائلة : و هل اهتز كياني لغروركـ المصطنع أيها الأحمق ؟ !
- عدل جلسته و شبكـ أصابع يده بالأخرى قائلا ً لي : تضيعين وقتكـ الثمين ...أود أن أذكركـ بتلكـ الذكريات السيئة التي حدثت معكـ ...
- لأجيبه : اصمت ...
- ليردف مكملاً كلامه قائلا ً : لن اصمت تلكـ الذكريات التي جعلتكـ حبيسة و منعزلة و انطوائية و ...
- ارتفع صوتي قائلة : اصمت ... قلت لكـ اصمت ...
-نهضت من الأريكة و نهض معي قائلا ً : لكن عمي لا يزال ينتظر ردكـ لتلكـ الفرصة الذهبية .
- نظرت إليه بحقد و أجبته : ها ... هل تذكر عمكـ الآن , إذا ً جيد هذا فعلاً جيد ؟
هل انتهى حقدكـ له الآن ؟ أم إنكـ ارتحت لأنه كان سبيلاً في فراق عائلتكـ .
-ليجيبني بقوة : لا شأن لكـ بحياتي ... لا تدخلي فيها .
-ركلته بقوة على ساقه قائلة : إذا ً لا تعبث معي مجدداً .
- و بعد برهات قليلة عدل وقفته في حين كنت قد درت ظهري له , انطلقت منه تلكـ الضحكة قائلا ً : فهمت الآن , لا شكـ أن بين هو السبب , أليس كذلكـ ؟!
-و قبل أن أرد عليه اندفع بين نحوه و دفعه للحائطـ قائلا ً :
-لقد استمعت لكل أقاويلكـ مع ريمي و مع ذلكـ صمت رغم كلامكـ الجارح
فقاطعته قائلة : بين , لا يستحق ألين ما تفعله الآن ثم قل لذاكـ الأحمق الذي يسمى ألين أنه مهما حاول لن يستطيع أن يجعلني أتراجع .
-ليرد علي بين : لا ريمي , إن كنت لا تهتمين فأنا أهتم , رفع بين يده ليصفع ألين لكنه فشل في ذلكـ , في الواقع علي إعادة المشهد , رفع بين يده ليصفع ألين حتى تدخل ردفان راكضاً نحوهم و أفشل تلكـ الصفعة , لقد أمسكـ بيد بين قائلا ًو تدخل بالوسط و فكـ النزاع :
-أهذه الصداقة و الإخوة التي عهدنا بعضنا عليها ؟ ! الموضوع خرج عن سيطرتي الآن سأخبر كل من العم جاكلين و مينوري ... كلنا نعلم أن ريمي قوية و لا تأبه لأحد لكنني آبه لصداقتنا التي ستنقطع إذا استمررتم في هذا الجدال .
- بعدها ابتعدوا عن بعضهم بعض و جلسنا نحن الاربعة كلاً على أريكة مختلفة , امامي بين الذي كان شارد الذهن و بجانبي على اليمين ردفان الذي كان يسترق النظر لكلاً منا , و في الجهة الاخرى على يساري ألين الذي بدا نادما ً على فعلته ... سمعت بعدها ذاكـ الصوت الذي انبثق من الباب , ذهبت للجهة المقصودة , فتحت الباب لقد كان اكاي بالفعل , لقد ارتدى بنطالاً أسود اللون مع سترة رمادية في حين أن ياقة السترة كانت بلون فضي مع ذلكـ مشغل الموسيقى الذي يحمله أينما كان في حين أن سماعاته متصلة بأذنيه هذا ما يميز اكاي {مشغل الموسيقى } , أشرت إليه بالدخول دخل و عندما دخل ألقى التحية باللغة الكورية كما يفعل دائما ً , فرحبوا به جلس بجواري نظر إلى كلٍ منا و سألنا : ما بالكم ؟!
-فأجبته : لا شيء جديد , فقط تعلم اكاي مشكلة اليوم مربكة .
-ليجيبني : لكن علينا أن نحتمل أكثر ...
لا أعلم ما الكلام الذي كان سيقوله بعد جملته تلكـ فذلكـ الصوت الصادر من تلكـ الفتاة جعلنا جميعاً نلتفت إليها , لقد وقعت صينية الشاي و تكـسرت و دوت صرختها قائلة : من الذي كسر الصورة ؟لتكبر عينايّ َ من حجم الصدمة : يا الهي هل جنونها سيستمر أكثر ؟ إلى متى ؟ !

-إن أقربنا بها هو إكاي على الرغم من مكره فهو يتجنبها دائما ً و لا يحب أن يلتقي بها لكنه ما إن يراها حتى يشفق عليها و يذهب لمواساتها , ذهب إليها و بعد أن أخبرته ما حدث بشكل محتصر أخبرها بأحاديث جعلها تضحكـ و تقول : حسناً , لا بأس .

انبثق مرة أخرى جرس الباب لكن , هذه المرة ذهب ردفان و فتح الباب و بعد برهات دخل كل من العم جاكلين و مينوري و اريسيو , إن العم جاكلين يملكـ شعراً طويل لونه أشقر غامق نوعاً ما يربط ما تبقى منه بريطة شعر و عيونه خضراء تراها مرة غامقة و تارة تراها فاتحة معاً مثل الشجرة , كما أنه يملكـ بشرة بيضاء و يرتدي نظارة مستطيلة العدسات و يبلغ من العمر الثالثة و الثلاثين عاما ً , لقد كان يرتدي بنطال جينز أزرق مناسب لعمره و قميص برتقالي اللون مع حذاء أسود اللون , أما مينوري الذي يصل عمره للعشرين يملكـ شعراً ناعماً لونه نهدي نيلي اللون فاتح مع خصلات بيضاء تقريباً وعيونه تملكـ اللون العسلي المصفر إضافة لبشرته البيضاء المتلئلئة , لقد كان يرتدي بنطال جينز أسود اللون مع قميص أبيض جعل أزراره الاولى مفتوحة في حين غطى رقبته بمنديل قصير ربطه حول عنقه و جعل الزائد منه داخل قميصه , أما اريسيو فهو أكبرهم من الشباب فالعم جاكلين فقط كمرشد لنا ليس أكثر دائما ً ما نلجأ إليه لحنكته فقط حيث يصل عمر اريسيو للواحد و العشرين له شعراً جميلاً لونه أسود متوسط الدرجة مع خصلات رقيقة من اللون الأشقر له عيون سوداء متلئلئة و بشرة بيضاء , لقد كان يرتدي بنطال جينز لونه أسود هو الآخر و قميص أسود فِضفاض له سحاب بدل الأزرار , جلسنا جميعاً هذه المرة و بدأو يتباحثوا في أمور كثيرة لكنني كنت نوعاً ما شاردة الذهن , لا أظن أن كلام ألين صحيح ؟ علي إكمال حياتي بما احب أنا لا بما يحبه الآخرين , لكن ماذا بشأنه هو ؟
هل يمكن ان يكون كذلكـ ؟ شعرت بتلكـ اليد التي جعلتني استفيق و أعود من شرودي إنه العم جاكلين لقد أردف :
-هل أنت بخير ريمي ؟
- نعم أنا كذلكــــ .
-ليكمل اريسيو : لقد توصلنا لأثر له فلقد وجدنا هذه القلادة التي كُتب عليها حرفا الراء و الألف , اتسعت عيناي من حجم الصدمة , أسرعت نحو اريسيو و أمسكت القلادة التي كان يتحدث عنها نهض من كرسيه قائلا ً :
- ما بالكـ ؟؟ - فأجبته بذهول : إن هذه القلادة لي , ربما أوقعتها اليوم عندما كنت أركض نحو ايكوي .

نهض مينوري قائلاً بذهول : ماذا تقصدين بقولكـ ؟أرأيته اليوم ؟ ثم إن هذه القلادة تحتوي على صورة ايكوي فلذلكـ لم نفكر في أنها لكـ ِ .
لتهتف تلكـ الخرقاء المجنونة ايمي قائلة بإبتسامة حقد :
-إذاً يا ريمي , هل وقعت في غرام أخي ؟!
- حول جميع من في الغرفة أنظارهم لي نظرت إليهم قائلة بعد أن غزاني الخوف في داخلي لكنني كنت قوية جداً عندما قلت لها : ايمي ... هل حقاً إجابتي تعنيكـ ... عزيزتي لمَ لا تسألين أخاكـ إن عاد هذا السؤال؟ !
صدقيني إن كان هو آخر إنسان على الأرض , فأنا لن ارتبط به , بعدها نزعت تلكـ الصورة التي سببت لي هذا الإحراج و أعطيته إياها قائلة :
-أراكـ قريباً ايمي , إلى اللقاء, ثم أردفت قائلة لهم :
- مع السلامة .
× ×


استيقظت من نومي إثر ذلكـ الصوت الذي دوى من الساعة معلناً عن حلول الساعة الواحدة صباحا ً , شعرت بحرارة بعيناي قوية , ركضت نحو الحمام و فتحت صنبور المياه لأغسل عيناي التي اصبحتا كالجمر نظرت للمرآة ... يا الهي لقد تغيرت عيناي للون الأحمر و عندما كنت كذلكـ في ذلكـ الوقت من الساعة دقت في عقلي تلكـ الذكرى المميتة و دوت مني صرخة جعلت أنوار البيت تُفتح في وسط هذا السواد في منتصف الليل .


>< نتوقف هنا ><


..............................................................................................






مرحبا ً , كيف هي الحال ؟؟ أتمنى أن تكونوا بخير ... هذه هي انطلاقتي لرواية في منتدى على الرغم من اني املكـ عدة روايات إلا إني قررت البدء بهذه الرواية ... أتمنى أن أجد التشجيع الذي سيجعلني أمضي في هذه الطريق , و أنا أود شكر كل من يريد متابعة القراءة في هذه الرواية .
ننتقل للأسئلة ^^"
ما رأيكم بعنوان الرواية ؟ ما رأيكم بالشخصيات ؟ ما رأيكم بالوصف ؟ ما رأيكم بلغتي الفصحى ؟ ما رأيكم بالسرد ؟ ما رأيكم بتوافر عنصر التشويق ؟ ما رأيكم بطول البارت ؟ ما هي الشخصية التي أحببتها و الشخصية التي كرهتها "حتى لوكان هذا البارت الأول ^^" ؟
ننتقل للأسئلة الخاصة ^$^
((كون إجابتكـ عن طريق اعتقادكـ أو تنبؤكـ كونه البارت الأول )) .
في بارت أول و واحد ظهرت علامات استفهام كثيرة , منها :
بيت كبير في مجتمع فقير ((بيت ريمي)) , ما رأيكم أهي قصة عابرة أم ماذا ؟ ماذا قصدت ريمي بذلك المكان الذي يجهله الجميع ؟
من هو العظيم برأيكم ؟ ما هو سبب اختفاء ايكوي ؟ وسبب جدال ألين مع ريمي ؟ ما سبب تغير عيون ريمي برأيكم ؟
كل هذه الأسئلة و غيرها ستجدوا إجابة لها في البارتات القادمة .
لقد حوى البارت كوميديا نوعاً ما في مستهل البارت ما رأيكم به ؟
و هل حادثة سفينة تايتنكـ التي تكررت مجرد حادثة أم ... ؟
×× ×× ×××××
يبقى لكم حرية الإجابة و بإمكانكم إضافة أي نقد أو تعليق , أتمنى أن تنال إعجابكم هذه الرواية.
ذهاب للمقتطفات <<< <
تذكرت الطبيب عندما قال لي في ذلكـ اليوم : أما اللون الأحمر الذي يعطي شعورا ً بالحرارة , يزداد هذا الشعور مع اللون عندما , ...
------------
وبدأ اجاي يتراجع بخطواته إلى أن اصطدم بالحائط و هو يحدق بي خائفاً , ...
-----------
سارعت نحو المرآة لأنظر إن عيناي ,لقد كانتا تحملان اللون الأبيض الخفيف و الأسود القاتم , لقد تغيرتا , ...
--------
لا أعلم لقد شعرت أن هناكـ أحداً يسترق النظر من النافذة , استرقت النظر بطرف عيني و نظرت للنافذة لقد كان , ...
--------
لقد كان هذا المكان الأثري الكبير قصراً لأحد اغنياء الجد السابع لعائلة روبرتون أحد أكبر أغنياء العالم لكن ما إن انتشر مرض التلون العيني في أفراد العائلة حتى , ...
--------
ليضحكـ كلانا ثم أردفت قائلة : قل له إن ريمي لا تأبه للماضي بل تتطلع للمستقبل بجدية .
-----------
التففت بروية و أنا أعض لساني يا الهي ماذا أقول حككت رأسي قائلة بتوتر : ...
-------------
و ما إن دخل حتى ألقى التحية و أخرج تلكـ الشارة من جيب معطفه قائلاً : ...
--------------
ليردف ذاكـ الأحمق ردفان بجنون : آه يا الهي أنت تشبه المحقق كونان .
-------------
عندما يهبط الظلام في مدينة يتوقف مصير تحريرها عليكـ أنت و عندما تظهر الظلال و يظهر النصف الآخر من القمر تجد المجهول . " سيد الظلام .ع " .
----------------
حتى استطعت سماع ذاكـ الصوت قائلا ً : بين ... بين أأنت على الخط ؟ ...
---------------
ههههه ... عليكـ رؤية نفسكـ و أنت تلهثين .
-------------



----------------
و في الختام في نهاية كل بارت أضع صورة تحمل عنوان : من أنا ؟! تخص البارت القادم إما ان تكون شخصية جديدة أو حدث عليكم التنبؤ به أو تحليلها كما تريدون و الصورة الخاصة اليوم هي :


*==========================================*
[/gdwl]
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الصورة الأولى.jpg‏
المشاهدات:	4
الحجـــم:	29.4 كيلوبايت
الرقم:	4960   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الصورة الثانية.png‏
المشاهدات:	20
الحجـــم:	191.3 كيلوبايت
الرقم:	4961   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الصورة الثالثة.png‏
المشاهدات:	7
الحجـــم:	194.4 كيلوبايت
الرقم:	4962   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الصورة الرابعة.png‏
المشاهدات:	4
الحجـــم:	155.6 كيلوبايت
الرقم:	4963   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	Untitled-1.jpg‏
المشاهدات:	13
الحجـــم:	5.1 كيلوبايت
الرقم:	4964  

  #2  
قديم 07-08-2013, 09:20 PM
 
حلوه اوى
  #3  
قديم 12-18-2013, 06:35 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة "alaa ali" مشاهدة المشاركة
حلوه اوى

أهلا و سهلا شكرا للمرور الكريم
  #4  
قديم 01-03-2014, 01:23 PM
 
هاي القصة جميلة كثير أتمنى لك كل التوفيق
جانا
__________________

صديقتي الخنفوشارية:
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموت هين والبلا وش ورى الموت بصوت طفل -- مؤثر جداً عررفان خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 08-08-2011 08:30 PM
الكل يكره الموت لكنك ستحب هذا الموت !!! mangatop أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 03-26-2010 10:11 PM


الساعة الآن 02:42 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011