عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree11Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2013, 11:13 AM
 
وحلق بأحلامة بطائرة ورقيه..مجرد خربشة


....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


هي خربشة قمت بها حديثا ، ليست أكثر من خربشة أردت بها الهرب من بين الكتب لبعض الوقت لهاذا ارجو ان تتقبلوها.الرتابة الشديدة ليومي وضيق الوقت منعني من جعلها أفضل من هذا ... ثم وكما أسلفت ، هي مجرد هروب من الواقع لبضع دقائق ، ولم أرى بأسا من عرضها هنا ..
أتمنى فقط أن تنال بعض استحسانكم ^^ ، نظرا لكونها طفولية قليلا ^^
في أصيل يوم ربيعي دافئ ، تعالت أصوات مبتهجة من حديقة منزل ريفي ، يقبع بين أحضان قرية صغيرة تتوج قمة الجبل الصخري ، الهدوء يوشحها ويتألق الربيع فيها .
ولكن تلك الضحكات كانت ما تزيد الموقع جمالا ، مصدرها مجموعة صغيرة من الأطفال لم تتجاوز الستة ، يبدون متقاربين في الطول فجميعهم يناهز الثانية عشرة من العمر ، عدا واحدا فقط بدا أصغر ببضع سنوات ربما يكون في ربيعه التاسع ، ولكن ليس هو من يشد عن هذه المجموعة البريئة التي كانت تتخذ من العصي الخشبية – مصدرها أشجار الزيتون التي تضلل القرية – سيوفا لتحاكي بها زمن المحاربين ، تسمع صيحات الانتصار لحظة تتبعها ضحكات عالية ساخرة إذا وقع البطل على الأرض ، وفي أحيان أخرى تتحول إلى شجار طفولي لا ينفك يعود مرة أخرى إلى ضحك بعد تعب المتخاصمين وامتلاء ثيابهم بالغبار وتلونها بالأخضر لتدحرجهم على العشب المعطر بأزاهير الربيع الملونة .
أحدهم فقط اكتفى بجلسة متأملة تحت شجرة غزيرة الأوراق ، يحدق أمامه بغدير ضحل ، توجت حوافه أعشاب متراقصة وانحنت لترى صورتها في مياهه الصافية ، حدق إليه الطفل بشرود وانعكست أشعة الشمس المترنحة على سطح الماء في حدقتيه العسلية ، كان من يراه يضن أنه يحمل هموم الدنيا على رأسه الصغير ، اعتدل في جلسته لحظة وأخذ نفسا عميقا يملأ به رئتيه ولكنه لم ينفك أن يعود إلى صورته الأولى ، عابثا بورقة خضراء يلفها من غصنها بين أصابعه وهازا قدمه الممدودة بملل .
ناداه أحد الأولاد بصراخ عالي : دايكي تعال إلى هنا ، أحتاجك في فريقي .

رفع الفتى عينيه إليه لحظة ثم عاد إلى صورته الأولى بدون أن يرد له الجواب ، قد تكون حركة غريبة منه ولكن جماعته التي تعودت تصرفاته كانت تفهمه من دون أن يتكلم ، لذلك كانوا يعرفون أن هذه الحركة تعني الرفض ، فما كان منهم إلا أن انصرفوا ليكملوا لعبتهم .
لم تكد دقيقة أخرى تنتهي لتتبع سابقتها المنصرمة استغرقها الفتى في التفكير ، وكأنه يراجع قراراته ، هل يذهب ليلهو معهم أم يبقى في مكانه مفكرا بما يعكر مزاجه، ولكن تحت إغراء أصدقائه له تغلب الخيار الأول بكل بساطة ، فترك مكانه راكضا نحوهم ، كانوا يتخذون من المرج الاخضر اليانع ساحة نزال ، يتربع في ركنها كومة قديمة من طوب البناء ، يجلس فوقه فتى ابيض البشرة غزير الشعر، حيث كان ذاك المكان بمثابة مقعد رئيس المجموعة ، لذلك وقف دايكي هناك رافعا أحد حاجبيه باستنكار ، ليصدح بذلك الفتى – الذي كان في نظره يتجاوز حدوده – : جون ! كيف لك أن تأخذ مكاني؟ أنا رئيس هذه العصابة ولن أتنازل عن عرشي بدون قتال .
قفز جون من مكانه برشاقة : قلت أنك لا تريد اللعب ! .
-: بدلت رأيي الآن ، سألعب معكُـ .... ــمْ .
وقبل أن ينهي كلماته تلقى دفعة من الخلف ليسقط على ركبتيه ، أثار ذلك أعصابه ، فرغم سنه الصغير وقسماته الجميلة التي تدل على أنه طفل هادئ بشعر أشقر أكثر من كونه كستنائي وعيون عسلية واسعة بدت رائعة برموشها الطويلة في بشرته البيضاء ، لكنه في حقيقة الأمر عكس هذا تماما ، فهو عصبي المزاج ، صعب الإرضاء وله طباع مسيطرة جعلته يحتل عرش الرئيس في عصابته بكل جدارة .
استدار غاضبا ليلاقيه وجه طفل أخر ، يبتسم وعيناه البنية تضفي لمسة جميلة على وجهه المستدير ذي الغمازة : هل انتهت جلستك تلك ؟ .
صرخ به دايكي متجاهلا سؤاله : كم مرة أخبرتك أني أكره من يدفعني من الخلف .
-: كنت أمزح ليس أكثر .
صفة أخرى من صفات دايكي العجيبة هو أنه يعشق استفزاز الآخرين ، لذلك أجابه : حسنا لم أكن أعرف أنك جبان ، تهاجم من الخلف وأنا غافل ! .
أشتعل الفتى غضبا : لست جبانا ...
-: لنتبارز إذا .
-: لا ، لن ألعب معك هكذا .
أجابه باستفهام : ماذا تريد إذا ؟ .
-: إن فزت أكون أنا رئيس العصابة وستنفذ كل أوامري ! .
ضحك بغرور وكأنه واثق من عدم حصول هذا : حسنا موافق ، وإن خسرت فسوف أحصل على سيفك .
أومأ الفتى باستجابة وبدأ القتال ، استمرا طويلا فكلاهما لم يرد التخلي عن منصب الرئيس بسهولة ، و لم يحتمل أي منهما أن يفقد كرامته جراء الهزيمة أمام الجميع، ولكن النزال لن يستمر للأبد وانتهى أخيرا مؤكدا ضحكة دايكي إذ حصد الفوز بعد أن سقط غريمه على الأرض متعثرا بشريط حذائه ، ما منحه فرصة ذهبية لتوجيه نصل السيف إلى رقبته .
وقف محتجا : سنعيد اللعبة ، لقد تعثرت .. وإلا كنت فزت عليك .
-: لا ، الشرط هو الشرط .. لو كنت في معركة حقيقية لكنت ميتا الآن ، لذلك كن شاكرا وسلمني سيفك .
علت ضحكات الأطفال الذين كانوا متحلقين حولهم ، ولم يكن الفتى يملك خيارا سوى تسليم سيفه رغم أن ملامحه أبت قبول الهزيمة ، تظاهر دايكي أنه يعيد السيف لغمده ومشى بخطوات مختالة متسلقا كومة الطوب ليجلس على عرشه : وهكذا أكون أنا الرئيس مرة أخرى ، وسأختار ماذا سنلعب الآن .
ضحك الجميع بما فيهم صديقه المهزوم ، فوقف يحييهم بطريقة مسرحية : شكرا يا أتباعي .. .

وعندما عاد ليجلس وقعت عيناه صدفة على الساعة في معصمه ، والتي من الواضح جدا أنها ليست له فحجمها أكبر من رسغه بكثير ، نظر إليها باهتمام لحظة ما لبث أن تغيرت ملامحه للهلع ، وقفز من على كومة الطوب راكضا باتجاه الطريق المكون من الطوب ، ركض خلفه الجميع بينما صاح به ذلك المدعو جون : إلى أين تذهب ؟! .
لم يوقف دايكي ركضه السريع عندما أجابه من بين لُهَاثِهِ : لقد تأخرت عن حصة الموسيقى التعليمة ، سيشنقني المعلم .
وصلت إلى أذنيه ضحكات هستيرية من الخلف فاستدار ليلمح أصدقائه واقعين على الأرض منهم من يتدحرج ومنهم من يمسك معدته وكل يضحك بجنون، ارتفع حاجباه تعجبا ، فأجابه صديقه المهزوم والذي ينادى داني : يا جاهل ليس لدينا حصة موسيقى اليوم ، إنه يوم الجمعة .
ظهرت على وجهه ملامح الغباء لحظة قبل أن تتحول إلى غضب خفيف : لماذا لم تخبروني ، وتركتموني أركض كل هذا الطريق .
اجابه جون : نحن لم نستطع اللحاق بك حتى ، لنخبرك !! .
انحنى دايكي باعتزاز يكاد يصير غرورا: هذا سبب أخر لكوني الرئيس ، فلن يسبقني أحد منكم .
ضحك داني ليتابع كلام صديقه : هل يرعبك المعلم إلى هذه الدرجة فتنطلق مثل السهم لحديقة الموسيقى ؟.
دعك رأسه بعبث وملامح المرح تجلت على محياه إذ أجابهم : نعم ، أنا لست خائفا منه ، ولكن في أخر مرة تأخرت أبقاني واقفا على قدم واحدة طوال الحصة .
ولأول مرة يتكلم الفتى الصغير ذو التسع سنوات : صحيح ، وأمرك أن تقوم بالعزف على البيانو وانت على تلك الحال ، هذا لأنه رآك تلعب في الخارج بينما أنت متأخر عن الحصة من الأساس .
ضحك الجميع ليتابع دايكي بشيء من الاعتزاز وإن كان ذكر ذلك الموقف قد جرح كبريائه : ولكن أثبت المعلم لكم جميعا أني عبقري موسيقى .تكلم جون بصوت مخنوق بضحكاته : صحيح أنك أثبت أنك ذكي ونلت إعجاب المعلم ومدحك كثيرا يومها ورغم هذا لم يسمح لك بالجلوس بل بقيت تقفز على قدم واحدة حتى انتهاء الدرس .
جعلتهم تلك الذكرى يضحكون لحظة من الزمن ، عادوا بعدها متمهلين لساحتهم الأولى ، وجلسوا في حلقة واسعة على العشب يثرثرون عن ما فعله المعلم بكل واحد منهم ، استمر ذلك فترة قصيرة من الزمن قبل أن يسأل أحدهم : دايكي ، لماذا كنت تجلس هناك لوحدك ؟ .
قطب دايكي حاجبيه في ضيق : من دون سبب .
تكلم داني ونيته أن يعيد له إحراج الهزيمة التي تلقاها منه : هل كسرت شيئا في البيت فوبختك أمك مرة أخرى ؟ .
ضحك الجميع ليشتعل دايكي خجلا ، وصرخ وهو يقفز على رقبة داني ليلقيه أرضا : لا ، ثم أمي لا توبخني أبدا ...
توقف لحظة ليقول متظاهرا التفكير : إلا عندما آكل في غرفتي وأترك الصحون تحت السرير .
انفجر الجميع واستلقوا للخلف فلم يعد أحد يستطيع منع نفسه من الضحك حتى دايكي الذي قال من وسط قهقهاته : وعندها تجبرني على ترتيب الغرفة بأكملها وإلا سأمضي حياتي أكل في صحن لوحدي في المطبخ .
قام مبتعدا عن داني الذي أردف : إذا ما سبب غضبك ؟ .
-: حسنا ، سأخبركم .. لقد أوصيت أبي أن يشتري لي طائرة ورقية بالأمس ، وعاد وأخبرني أنه نسي ، وذهب مجددا صباحا للعمل ، وعاد ولم يحضر لي الطائرة .
صاح فتى أخر لم يتكلم قبلا ، يرتدي نظارات طبية ولكنها لا تخفي بريق عينيه المائل للاخضرار متناسبة مع بشرته القمحية وابتسامته الواسعة : لماذا لا نصنع واحدة بأنفسنا الآن ؟ .
قفز دايكي واقفا : نعم .
ولكن بسرعة أخمد جون حماسه : دايكي ، ليس لدينا الأدوات ! .
حدق به وكأنه يعني شيئا : أنا أدعى الزعيم وليس دايكي.
وضع جون كفه الصغيرة على خده ليقول-: حسنا أيها الزعيم ، أين سنجد الأدوات ؟ .
-: اتبعوني أعرف أين سنعثر على كل ما نحتاجه .

قال ذلك وتقدمهم الركض حتى وصلوا لباب معدني – يغلق غرفة تقع تحت البيت – مطلي باللون الأحمر ولكن بدا واضحا أن الطلاء قديم فهو متشقق وباهت كما أن حواف الباب كانت صدئة بالفعل ، حرك دايكي مقبض القفل لأعلى وأسفل بسرعة ليفتحه ، كان خلفه غرفة مربعة صغيرة الحجم ، مظلمة ورائحة الرطوبة تنبعث منها ، تقدم مبعدا نسيج العنكبوت من على الباب ومضيئا الغرفة لتبدو الفوضى داخلها .
قطع خشب بكل الأحجام والمقاسات مرمية في المكان ، وبعض أدوات النجارة والنحت موضوعة بعشوائية على الرفوف المثبتة في الجدران ، هذا بغير المسامير والقطع المعدنية وبعض المفكات المرمية على الأرض ، دخل دايكي مخاطبا عصابته : هذا مشغل جدي القديم ، سنجد كل ما نريده هنا.
أجابه الفتى ذو النظارات وكان يدعى ساتورو: مشكلة واحدة فقط يا زعيم .
أجاب محبطا : ماذا الآن ؟ .
-: لا نعرف كيف نصنع طائرة جيدة ! .
صمت دايكي يفكر في أن كلامه صحيح ، حتى جاء صوت داني ليكسر شروده : لماذا لا نطلب من جدك صنعها لنا ؟ .
-: لا ، سيقول جدي أنه مشغول ولن يساعدنا .
-: ماذا عن أبيك ؟ .
-: أبي لن يفعل ثم انه خرج ولم يعد بعد ، ولا تقل لي أمك ، فأمي لا تعرف كيف تصنعها .
رد داني مقطبا حاجبيه : كنت سأقول أخوك الكبير .
-: لقد ذهب مع أبي .
صرخ الطفل الأصغر في المجموعة والذي يسمى جيم: كيف سنصنعها إذا ؟ .
جلس دايكي على الأرض المغبرة يفكر ، ما لبث أن قفز بسعادة تنبئ بعثوره على فكرة : زعيمكم الذكي سيحل هذه المشكلة .
تداخلت أصوات الفتيان وهم يسألون كيف ؟ وماذا ؟ كانت الحجرة ضيقة بالفعل ووسط هذه الضجة زادت اختناقا على صدره لذا صرخ ليسكتهم : هيــه ! أصمتوا لتسمعوا ما أثرثر به .
ساد الهدوء الغرفة الصغيرة ليردف : رين ستساعدنا .
عادت الهمهمات العشوائية مجددا وكل يتذمر من حقيقة مساعدة رين كونها فتاة ، وبحسب رأيهم الصريح في الفتيات فهن لا يصلحن لمهام مثل هذه ، هذا وقد احتلت فكرة الطائرة المزينة بالشرائط الملونة والورود الصغيرة عقل كل منهم ، ليعبروا جميعا عن خجلهم من اللعب بطائرة فتيات وردية .
طاولة معدنية تتخذ شكل الدائرة كانت تتوسط الغرفة ، ولم يجد الزعيم الضجر حلا أمثل لإسكاتهم من حمل أول أداة معدنية وهوى بها على المنضدة لتصدر صوتا حادا كقرع الجرس في أعلى كنيسة ، صمت الجميع مجبرين ليردف : كم مرة يجب ان اقولها ، أنا الزعيم ، وعندما أقول اصمتوا يعني اصمتوا ، ثم رين تستطيع صنعها أنا متأكد من ذلك فهي ذكية جدا وماهرة في هذه الأشياء لكن التحدي يكون في إخراجها من غرفتها ونزع الكتاب من يديها .
ضحك الجميع ليتابع دايكي جولة السخرية : إنها مهووسة بالقراءة ، لا أذكر أني دخلت مرة لغرفتها ولم أجدها تعمي عينيها في الكتاب ! تصدقون تبقى أحيانا طوال اليوم تقرأ ، وأحيانا أخرى تنهي الكتاب في جلسة أو اثنتين ! .
عاد الجميع بعدها للضحك الهستيري بضع ثوان قبل أن يقطعهم دايكي بضربة أخرى من المطرقة على الطاولة : يكفي الآن ، لنذهب ونطلب منها المساعدة .
صعد الأطفال الستة إلى البيت ودخلوا متسللين على أطراف أصابعهم حتى باب غرفتها ، وعلى غير العادة لم تكن تقرأ بل كانت تعبث بحاسوبها وتديرهم ظهرها ، لذلك ابتعد دايكي عن الغرفة وأومأ لرفاقه أن يتبعوه ، دخل غرفته واستلقى على السرير نادباً حظه السيئ فهو يدرك جيدا أن لا شيء سيدفعها للتحرك من مكانها .
تكلم جون وهو يجلس بجواره : ماذا سنفعل إذا ؟ .
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.

التعديل الأخير تم بواسطة أميرةالانمي ; 06-08-2013 الساعة 10:30 AM
  #2  
قديم 06-07-2013, 11:39 AM
 


.. صمت دايكي وهو يحدق في السقف ، صمته هذا أثار تساؤلات أصدقائه ولكن ابتسامة ماكرة ظهرت على وجهه : أعرف كيف أرغم أختي على مساعدتنا .
صاح الجميع متسائلين عن الحل فقفز جالسا ليجيبهم :
إنها تحدق بالحاسوب وفي العادة أتسلل دائما من خلفها وأخذ ما أريده من دون أن تنتبه لي ، وخاصة عندما يكون الباب مفتوحا فلا أضطر لأن أحدث ضجة ، ثم هل رأيتم الكتاب على السرير ؟ يمكنني سرقته ونستفزها به .
راقت هذه الخطة للجميع ليتابع الزعيم ذو العقل الشيطاني :
لن تفرط في كتابها لأي سبب ، وستصنع لنا الطائرة بكل طاعة .
عادوا لموقعهم الأول ودخل دايكي بخفة ليحصل على الكتاب بكل سهولة ، خرج ليهمس لأصدقائه :
انتظروني عند الباب ، جون سأرميه لك عندما تركض خلفي وأنت أسرع به للخارج .
أومأ الجميع فوقف أمام الباب وصرخ :
رين! أنظري ماذا لدي .
استدارت نحوه بحيرة لتفاجأ بأنه يلوح لها بالكتاب :
-: أعده لمكانه حالا .
-:
بشرط ...
-: أ
عتبر أني أرفض الشرط ، أعد الكتاب دايكي .
-:
تريدينه ؟! حسنا الحقي بي ..
قالها وأطلق ساقيه للريح ليخرج وينفذ ما اتفقوا عليه قبل ثوان ، بينما أسرعت رين خلفهم لاستعادة كتابها الثمين ، ابتعدوا عنها مسافة طويلة وهم يلقونه لبعضهم ، توقفت لاهثة عندما أدركت أنها لن تستطيع اللحاق بهم :
دايكي إن لم تتوقف في الحال سأقتلك .
-:
سأعيد لك كتابك بشرط .
-: قل و أرحني
.
صاح الجميع في وقت واحد :
أن تصنعي لنا طائرة ورقية !.
ظهر التعجب واضحا على وجهها لحظة قبل أن تبتسم :
هذا فقط ! لماذا لم تقولوا هذا منذ البداية وتوفروا علي كل هذا الركض ؟ .
صرخ دايكي من بعيد :
هل أنت موافقة إذا ؟ .
-:
نعم لكن أعيدوا لي كتابي .
-:
ليس بعد يا أختي ، سنتأكد أولا أن طائرتنا ستصنع ثم نعيد الكتاب .
-:
حسنا ، لقد قلت لك سأصنعها .
-:
سنخبئ الكتاب ونعيده له بعد أن تنهي العمل .
زفرت بقلة حيلة :
موافقة ! .
أومأ بعدها لـ جون ،لينطلق الأخير ينفذ ما طلب منه ، بينما قادها باقي الأولاد للغرفة المغبرة ، تجولت في المكان قليلا وهي تفكر في ماذا ستفعل قبل أن يقطعها صوت زعيم العصابة :
هيا رين ابدئي وسوف نساعدك .
-:
حسنا ، كونوا مفيدين وابحثوا عن أخشاب رفيعة .
انتشر الأطفال بعدها في الغرفة يفتشون عن المطلوب ، وعاد إليها ساتورو بطلبها ، وضعتها على الطاولة واقتربت من الزاوية لتأمر:
دايكي، هل ترى كرة الصوف تلك ؟ أحضرها .
-:
ولماذا لا تحضرينها بنفسك ؟
تساءل ، لتجيبه :
أنت من قال ستساعدونني صحيح ؟ ثم إنها محاطة بخيوط العنكبوت ولن أقترب منها لأي سبب ! .
ضحك الأطفال ليشير لها دايكي من فوق كتفه وهو يتقدم :
أرأيتم أختي الجبانة ، إنها تخاف الحشرات جدا .. وأخبركم بسر صغير ؟ إنها تموت رعبا إذا اقتربت منها نملة ، لذلك عندما أريد أن أضحك أركض خلفها بواحدة ، صدقوني مرة فعلتها وركضت خارج البيت بدوت حذاء .. إن رأت نملة تصبح كالصاروخ في الركض ! .
أحمر وجهها خجلا ، وشعرت برغبة بأن تخنقه بالخيط الذي سيحضره .
ـ:
تفضلي..
-:
حسنا ، داني أمسك بالألواح بهذا الشكل ولا تحركها حتى أربطها .
نطق ساتورو متسائلا :
لماذا لا تطرقين مسمارا بها وننتهي ؟ .
-:
المسمار ثقيل يا أيها العبقري .
عندما أنهت تثبيتها لتكون متصالبة ، خطفها دايكي من بين يديها ليصيح :
هذا يشبه شكل الصليب ، رين !.
-:
حسنا وما الخطأ في القصة ؟.
-: ولاكني لااريد ا تصنعي لي صليب..

-:
حسنا ، هذا يعتمد على ما تريد صنعه ، فهل تريد صنع صليب ، أم طائرة ورقية .
-:
طائرة !! .
-:
إذا فالتغلق فمك .

استدار دايكي في حركة سريعة ليغمز للجماعة خلفه وابتسامة ماكرة على وجهه ، ثم عاد لوضعه الأول ليخاطبها :
حتى لو صنعت صليبا ، لا أضنه سيتسع لأحد سوى الفأر تحت قدميك ! .
ما أن استوعبت كلماته حتى قفزت صارخة لتصعد

فوق الطاولة المعدنية ، انفجرا الجميع ضحكا ، بينما صاح دايكي : أمزح معك ، ليس هناك أي فئران هنا يا أختي الجبانة .
شعرت برغبة قوية لتضربه بأقرب شيء ثقيل يقع في يدها وخاصة وهي تسمعه يردف :
أختي عمرها ثمانية عشر عاما ، ولازالت تتصرف كالأطفال .
ضحك الجميع لتصيح بهم :
أصمتوا ، ولننهي هذه اللعبة الغبية بسرعة ، نحتاج إلى قطعة ورق كبيرة ، دايكي هناك ورق في غرفتك أحضر واحدة بسرعة .
انطلق دايكي من فوره ينفذ الأمر ، ولكنها أوقفته :
أترك اللوح هنا يا ولد .

حرك شعره بأطراف أصابعه بحرج ووضعه لها على الطاولة وأسرع لمقصده ، بينما أتمت هي صنع الشكل الخارجي ، وعندما عاد كانت الخطوة الأخيرة أن يثبتوا الورق على اللوح ويترك كل منهم لمسته الخاصة عليها باستخدام الطلاء الذي وجدوا علبا كثيرة ملونة منه في الغرفة ماحين بذلك فكرة الأزهار والفراشات الملونة، ولم تكد تمر خمس دقائق أخرى حتى استلم الأطفال الطائرة واستعادت رين كتابها ، عادت لغرفتها وتركتهم يلهون بها في فناء المنزل ، كان حظهم جيدا أن الرياح تهب ذلك اليوم وحلقت طائرتهم الملونة عاليا وهم يتراكضون خلفها .
كان دور جيم الصغير في اللعب تلك الساعة ، ولكنه لم يعرف كيف يسيطر عليها فدفعتها الرياح

لتتشابك خيوطها في شجرة صنوبر معمرة ارتفعت عاليا عن الأرض وتشابكت أغصانها السميكة فجعل تخليص الطائرة منها مستحيلا .
تحلق الأطفال حولها وبدت نظرة انكسار في عيونهم ، قال جيم معتذرا :
أنا آسف ، لم أقصد أن أضيعها .

وجه نظره للأرض وكاد أن يبكي بل أن أحدى دموعه تسللت زاحفة على وجنته رغم محاولته الفاشلة لحبسها، عندها اقترب منه دايكي بابتسامة : جيم ! ليست مشكلة ، ثم أنا لا أقبل الأطفال في عصابتي إن كنت رجلا فلا تبكي .
جفف دموعه بسرعة وأجاب :
وكيف سنسترجعها الآن ، هل ننادي رين مجددا .
انحنى دايكي وهو يحكم رباط حذائه :
لا ، رين لا تستطيع تسلق هذه الشجرة ، ثم ما حاجتكم إليها ولديكم زعيم مثلي ؟ سأصعد وأحضرها لكم .
صرخ به جون ناهيا وعلامات الحزم على محياه

جعلت من ملامح أكبر سنا وكأنه رجل يناهز الثلاثين من العمر : لا تفعل ، جميعنا يعرف أن تسلق هذه الشجرة بالذات صعب ، ثم أنظر إلى الطائرة أين إنها في أعلى جذع فيها ، لن تصل إلى هناك ، وحتى إن فعلت قد تسقط وتكسر رقبتك ! .
لامست إحدى يديه ظهره والأخرى حضنت معدته في انحناءة مسرحية ،وكأنه نجم كبير يُحَيِّ جمهوره الوفي :
شكرا لك جون، كأنك تقول يا زعيم أنت شجاع جدا لتتسلق إلى هناك .
حول جون بصره بعيدا عاقدا حاجبيه ، نعم إن الأمر لم يعجبه ، عقله الكبير وتصرفاته الناضجة كانت مناسبة تماما لتعادل جنون دايكي، ولتمنح العصابة لمسة لا غنى عنها :
لا ، أنا أقول إنه خطر ليس أكثر ، ثم كيف ستصعد يا سيد شجاع ؟ حتى أنه ليس في جذعها فروع ، أم تضن نفسك الرجل العنكبوت لتلتصق بها ؟ .
-:
لا ، كنت أضن أن جدي لديه سلم ، نحضره و أصعد به حتى أصل إلى الجزء المتفرع ، عندها يكون التسلق سهلا .

ولكن للاعتراف فقط ، فإن دايكي أكثر نباهة وذكاء مما يبدو عليه ، ومن يستطيع تغير قرارات الزعيم ؟

لا أحد ، لذلك عاد الأطفال للبيت بسرعة وحملوا سلما طويلا صنع من الألمونيوم رفعوه ستتهم معا وكانوا يخرجون رؤوسهم من بين درجاته ليروا طريقهم ، ولسبب ما بدوا أشبه بسرب نمل يحمل شيئا ثقيلا ! أسندوه لشجرة الصنوبر ، وتنهد جون

اذ كان السلم طويلا بما يكفي فلا يضطر صديقه المخبول لاستعراض عضلاته في حل قد ينهي حياته .
فرك دايكي يديه ببعضهما وهو يقترب من جذع الشجرة :
لا تقلقوا سأحضرها وأنزل ، ليس الأمر صعبا علي .
ولكنه توقف لحظة ، فمهما كان الموقف لن يتخلى عن خصلة الاعتزاز وروح المرح في شخصيته ، فاستدار إليهم واقترب من داني قليلا :
أجلس على ركبتيك يا داني .
-:
لماذا ؟ .
-:
أوه ، ألا يمكنك أن تفعل ما أطلبه منك مرة دون أسئلة ؟ .
نفذ داني ولا يزال مستغربا ، فكسر فرع صغير من شجرة قريبة ونزع أوراقه وتقدم نحوه ليضعه على كتفيه وكأنه يعينه فارسا :
إن لم أعد من هذه المعركة حيا ، فأنا أعينك يا داني لتكون الزعيم بعدي ، وإن حدث ولم تكن زعيما جيدا سأخرج من قبري وأتي إليك لأخذ المنصب ، وسوف أطردك من العصابة .
ضحك الجميع ليسأل جون بسخرية لاذعة :
إن مت كيف ستخرج من قبرك لتنفذ ذلك يا ذكي ؟ .
ابتسم دايكي كاشفا عن أسنانه :
لم أفكر في ذلك بعد ، لكن بما أنني الزعيم هنا ، سأكون زعيم الأشباح بعد موتي ، وسأرسلهم إلى داني ليرعبوه حتى يموت، وعندها يصبح مثلي وأطرده من العصابة .
ضحك الجميع بما فيهم, جون لهذه الإجابة السريعة والبعيدة عن المنطق ، ولكن بعدها انصب داني واقفا :
لا تقلق يا زعيم سأكون زعيما جيدا بعدك .
-:
حسنا ، احتفظ بأحلامك يا داني ، أنا لم أمت بعد ، والآن توقفوا عن الثرثرة ودعوني أهتم بعملي .
قال ذلك وبدأ يرتقي السلم ورفاقه يحاول تثبيته على الجذع العريض حتى لا يتحرك ، وصل لأعلى وبدأ التسلق أسهل لكونها متفرعة من مكانه ، ولكنها كانت متشابكة جدا ، فكان إخراج رأسه من بين الأغصان صعبا ولكن لم يكن بصعوبة تثبيت يديه في مكان جيد احتراسا من السقوط .
كان الجميع يراقبه من أسفل و داني وجون يحاولون إرشاده أين يضع أطرافه ، وبعد وقت لا بأس به وجهد كبير من الزعيم المتسلق وصل لقمة الشجرة ، أخرج رأسه من بين الأوراق ليرى مشهدا رائعا أمام عينيه ، لقد كانت الشجرة عالية جدا وهو الآن على أعلى غصن فيها ، وبدا منظر القرية من مكانه رائعا ومزارع الزيتون مدهشة ، بدا كل شيء صغيرا من مكانه ، رفع رأسه للسماء فشعر أنه عصفور حر يطير ويكاد يلامس السحاب ..
ابتسم بسعادة وضل ثابتا يحدق في المكان ، وتلك الرياح الخفيفة التي تعبث بملابسه وأطراف شعره أبعدته عن الواقع فكأنه يعيش في حلم بعيد ، تحرك واعتدل في جلسة ثابتة ليحرر يديه ، رفعهما بجانبه وصدق أنه بالفعل يطير في تلك اللحظة ، شعر وكأنه يلامس السحاب ، ولأول مرة يحس بصفع الهواء البارد على وجهه ، لم يرد الاستيقاظ من هذا الحلم السرمدي أبدا ، وأراد لو يمضي كل حياته هنا .
عاد للواقع على أصوات صراخ الأطفال وأولهم طفل لم يتكلم قبلا فله شخصية تابعة أكثر من قيادية ، ببشرة سمراء وعيون بندقية كان يدعى بن ولم يكن ينافسه على الزعامة مثلما يفعل جون و داني :
يا زعيم .. ماذا تفعل حتى الآن ؟ .
-:
يا لكم من عصابة مزعجة ألا يستطيع الرجل أن يرتاح قليلا من ثرثرتكم ؟ حسنا ، حسنا سأنزل .
والتقط الطائرة ورماها في الهواء لتسقط بين يدي

ساتورو ، بينما استدار هو ببطء وبإرشاد دقيق من جون وصل الأرض بخير ، أخذ نفسا عميقا وضرب كفه بأكف مجموعته كتحية لانتصاره : يبدو أنني سأضل الزعيم يا داني .
-:
لا تفرح كثيرا ، سأنازلك مرة أخرى وأفوز عليك .
ضحك ليردف :
أتمنى أن يكون حظك أفضل من المرات السابقة يا صديقي .
وتابعوا لعبتهم ببهجة .


.... ××× ....
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.
  #3  
قديم 06-07-2013, 11:48 AM
 


انتهى لقاء الأصدقاء وعاد كل منهم إلى منزله ، ليرجع دايكي منهكا في نهاية يوم سعيد لبيته هو الأخر ، والده وأخوه لم يعودا بعد ، أمه كانت تهتم بشيء ما في المطبخ ، ورين في غرفتها تقرأ كتابا ما كالعادة .
دخل إليها ووضع الطائرة عند الباب : عدتِ للقراءة ؟ ألا تملين ؟ .
لم تجبه لذلك قفز بجانبها على السرير : ألن تنتبهِ لي ؟ .
-: لا .. .
أردف بنبرة غرور : يجب أن تكوني سعيدة لأني أتحدث معك .
أغلقت الكتاب ووضعته بعيدا : المشكلة ليست انك تتكلم ، المشكلة في جعلك تسكت ! .
-: كنت أريد أن أخبرك بشيء مهم .
نبرته الجادة أثارت فضولها : ما الأمر ؟ .
اعتدل في جلسته فوق السرير وابتسامة رائعة شقت مكانا له على وجهه ، تنبئ عن سعادة بالغة يرقص على وقعها قلبه : لقد علقت الطائرة في تلك الصنوبرة الكبيرة على الحد الفاصل بين أرضنا و أرض العم كيفن ، وتسلقتها لأنزل الطائرة .
قفزت رين جالسة : ماذا ؟ كيف فعلت ذلك ، يا أحمق ماذا لو وقعت ومِت ؟! .
-: حسنا أنا لم أمت ، وليس هذا ما أريد أن أخبرك به .
-: ماذا إذا ؟

ابتسم بتأمل وهو يجيب بنبرة حررت اللهفة حروفها فخرجت سريعة حادة تفضح ما يختلج في صدره من حبور : عندما كنت في الأعلى أحسست أني حر ، أحسست أني لو فتحت ذراعي سأطير كعصفور أو... أو كطائرة ورقية ! .
صمت لحظة ليتابع بسعادة مضاعفة : عندما أكبر سأدرس لأكون طيارا ! .
التقطت رين الكتاب مجددا وهي تدرك أنها على وشك البدء في نفس الحديث عن الأماني والذي يتكرر كل ليلة : جميل ، وماذا عن مشروع صناعة سيارات السباق الذي أخبرتني عنه بالأمس .
-: غيرت رأيي .
تابعت متسائلة : وماذا عن أنك ستكون رئيس أكبر شركات الحاسوب في العالم، أو ستكون أول رائد فضاء يطأ كوكبا مجهولا وينقش اسمه هناك ؟ .
-: لم أعد أريد ذلك .
-: وبشأن قرارك بأن ستصبح قائد غواصة حربية ، أو عالم مستحثات ؟ .
ظهرت الحيرة على دايكي قليلا : ما معنى مستحثات ؟ قلت أني أريد أن أكون عالم يبحث عن أثار الديناصورات .
-: هذا ما تعنيه مستحثات
! .
صرخ بها متجاهلا إجابتها : رين !! لماذا لا تفهمين ، كان كل ذلك سابقا ، لقد صعدت لمكان مرتفع جدا اليوم ، وأحببت السماء كثيرا ولم أعد أريد إن أكون على الأرض ! ، كل هذه الأعمال على الأرض ويقول لك شخص معين في كل مرة أفعل هذا ولا تفعل ذاك .
تابع بحماسة : أريد أن أفعل شيئا من دون أوامر ، الجميع يتحكمون في الأرض ، فهذه الأرض لنا وتلك للعم كيفن ، وبعدها أرض السيد روبرت والد جيم ... وهكذا ، لكن لا أحد يملك السماء ! ، سأقود طائرة من بلد لأخر ولن يقول لي أحد ماذا تفعل هنا .
ورغم الابتسامة الظاهرة على وجهها بسبب أقوال أخيها الصغير وأحلامه التي تنافس السماء في سعتها ، أحبت أن ترى ردة فعله لذلك قالت: وإن دخلت حدود دولة ما من دون إذن أسقطتك طائرات الجيش ، جميل ! .
وقف غاضبا وقطب حاجبيه : أنت تعرفين كيف تفسدين كل أحلامي ، الحق معي لأني أخاطبك من الأساس ! .
ضحكت لحظة لتردف : آسفة ، تابع لن أتكلم مجددا .
-: حسنا أخذ الإذن ليس مشكلة ، ثم شركة الطيران ستهتم بذلك وأنا أقود الطائرة فقط .
-: حسنا هذه فكرة جميلة ، ولكن أنت محتاج لأن تدرس بجد لتحققها .
ابتسم دايكي بسعادة : سأفعل ، وربما لن يكفيني أن أكون طيارا فقط ، أريد أن أصنع طائرة بنفسي لأقودها .
فتحت رين الكتاب وأخذت تتابع قراءتها ولكنها لم تستطع منع نفسها من الاستماع لأفكار أخيها الواسعة فأردف : ماذا يجب أن أكون لأفعل ذلك .
-: مهندس طائرات !! .
صمت بضع ثوان وكأنه يخطط لكل مستقبله خلالها : حسنا ، سأكون طيار ومهندس طائرات معا ، وسأصنع طائرة على شكل صقر ، لأنه أقوى الطيور صحيح ؟ .
-: ربما ، لست أعلم .
أغلقت الكتاب وأردفت بنبرة عالية : ستصيبني بالصداع دايكي ، هذا الحديث يتكرر بيننا كل ليلة ، كلما فعلت شيئا جديدا برفقة جماعة المجانين خاصتك استهوتك الفكرة حتى الصميم ... كل هذا لأنك صعدت الصنوبرة ؟! هل إذا نزلت في البئر غدا ستريد أن تكون حفار أنفاق ؟ .
زم شفتيه بغضب : لا ، لقد اتخذت قراري ولن أتراجع عنه سأكون طيار ومهندس طائرات ، ثم جماعة المجانين هم أصدقائي ولا اسمح لك بالتطاول عليهم ، لن أكون رجلا إذا سمحت لك بذلك .
-: جميل ! .
صمت قليلا يفكر في شيء ثم أعاد الكلام : هل تعطينني كل كتبك لأقرأها ؟ .
زفرت بملل فكما يبدو أن للحديث تتمة يرفض هو أن يخرج قبل أن ينهيها : ألن تتوقف عن الثرثرة ؟.
- : أجيبِي رين ، هل ستعطينني إياها ؟ .
-: لن تفيدك في شيء صدقني .
-: وماذا أقرأ إذا .
-: أنت فقط اهتم بدروسك الآن وعندما تكبر ستعرف ماذا تقرأ .

ابتسم وكأن الفكرة أعجبته أو ربما يتخيل نفسه طيار كبير ببذلة بيضاء وقبعة دائرية بحافة عريضة ، ولكنه أخيرا كسر صمته بأن قال بضحكة : رين ! أنت تدرسين لتكوني طبيبة ، وأنا لأكون طيار ومهندس طائرات ، ونترك اختي جيني لأحلامها الصغيرة بأن تكون معلمة رسم ! .


حاولت رين جاهدة كتم ضحكتها لنبرته الساخرة من طموح جيني الصغيرة وأردفت معاتبة : أترك شذى في حالها واهتم بنفسك فقط ، وقبل ذلك إنها الثامنة الآن ، متى تنوي يا عزيزي الطيار أن تدرس لاختبار الرياضيات في الغد ؟! .
قفز من مكانه في هلع : أوه ، لقد نسيت أن غدا مدرسة ، رين أرجوك ساعديني الرياضيات صعبة .
-: هل تعلم يا عبقري أن الهندسة تعتمد على الرياضيات ! هل تذكر يوم اشتعلت النيران في المخزن وساعدت وعصابتك في نقل دِلاءْ الماء لإخماد الحريق ؟ يومها سببت لي صداعا حادا وأنت تخبرني بأنك تود أن تصبح رجل إطفاء ، أرى أن تهتم بتحقيق ذلك الحلم وتترك الهندسة وشأنها .
أجاب بنبرة تدل على أن كرامته جرحت : كنت أمزح معك فقط ! ليس هناك أي شيء صعب على الزعيم الطيار دايكي.
ضحكت طويلا : الزعيم الطيار!! ، حسنا سوف نرى
مشى بخطوات متفاخرة إلى الباب : سأدرس حتى الصباح ، وسأحصل على الدرجة الكاملة غدا ، وسأثبت لك أنه لا شيء صعب علي ، ولكن عندما أصبح طيارا وأصنع طائرة لن اسمح لك بركوبها أبدا .

ضحكت بصمت على اعتزازه بنفسه ، وغادر الطفل ذو الأحلام الكبيرة ، وكان أخر ما سمعته منه تلك الليلة هو صفعه لباب غرفته ، ولكن من يدري قد يُحَقِقْ حُلْمَهُ في النهاية ، وإن حدث يوما ورفعتم أعينكم إلى السماء فرأيتم طائرة غريبة الشكل تحلق في دوائر أو تهبط وترتفع بجنون ، ووصل إلى آذانكم صدى صرخات سعيدة ، فاعلموا أن
الزعيم دايكي – الذي لن يتخلى عن جنونه – هو طيارها ! .



__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.
  #4  
قديم 06-07-2013, 12:32 PM
 
حجز
__________________








  #5  
قديم 06-07-2013, 01:09 PM
 
حجز
__________________













 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خربشة ألم مـلاكـ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 0 06-07-2012 04:29 AM
خربشة بأقلام الفحم زَيْنَب لوحات فنية و خط عربي 37 04-07-2012 12:38 PM
خربشة على جدارن قلبي aaasmatrex أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 08-11-2010 09:50 PM
اصتدام سيارة بطائرة مقطع فديو أبهاوية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 10-26-2007 02:42 AM


الساعة الآن 10:57 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011