عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree143Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 04-05-2013, 08:51 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
معنى شهادة أن محمداً رسولُ الله _ صلَّى الله عليه وسلَّم :

أ- معناها :

" معنى شهادة أنَّ محمدًا رسولُ الله : طاعتُه فيما أمر ، وتصديقُه فيما أخبر ، واجتنابُ ما نهى عنه وزَجَر ، وأن لا يُعبَدَ الله إلَّا بما شَرَع " .

وهذه الشهادةُ هِيَ الشَّطْرُ الثاني مِنَ الرُّكن الأول مِن أركان الإسلام الخمسة ، كما أنَّ الإيمانَ بالنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - داخِلٌ في الرُّكن الرابع مِن أركان الإيمان الستة ، ويشهد لذلك حديثُ جبريل المشهور .

ويُلاحَظُ أنَّنا عرّفنا الشهادةَ والإيمانَ به بتعريفٍ واحد ، وهذا الأمرُ يَصِحُّ في حالةِ الإفرادِ ، أما في حالة الاقتران فالإيمانُ به يَختَصُّ بتصديق القلب وإقراره ، والشهادةُ يُرادُ بها نُطقُ اللسان واعترافُه ، ويجب تحقيقُ هذه الشهادة مَعرفةً وإقرارًا وانقيادًا وطاعةً .

قال شيخُ الإسلام ابن تيمية : ‹‹ وأما الإيمانُ بالرسول فهو المهم ، إذ لا يَتِمُّ الإيمانُ بالله بدون الإيمان به ، ولا تحصل النجاةُ والسعادةُ بدونه ، إذ هو الطريقُ إلى الله سبحانه ، ولهذا كان رُكنا الإسلام : " أشهدُ أن لا إله إلَّا الله ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه " ›› .

ب- شروطُ الشهادتين :

بعد ذكر معنى " شهادة أن محمدا رسول الله " ناسب المقام أن نشير هاهنا إلى شروط هذه الشهادة بشقيها ، لأننا في زمان يجهل فيه كثير من الناس هذه الشروط ، إذ يعتقد كثير منهم لجهلهم أن التلفظ وحده يكفي لتحقيق الشهادة ويستغنون بهذا عن العمل بالمقتضى المترتب على هذه الشهادة .

وتصويبًا لهذا الخطأ وإزالةً لهذا الجهل ، أقول : إنه من المعلوم أن العبد لا يدخل في دين الإسلام إلا بعد الإتيان بالشهادتين "شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمدا رسول الله".

قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } الحجرات/15 ،

وقال صلى الله عليه وسلم : ‹‹ أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ›› متفقٌ عليه .

ومن المعلوم كذلك أن جميع الدين داخل في الشهادتين إذ مضمونهما أن لا نعبد إلا الله ، وأن نعبده بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونطيعه فيما جاء به عن ربه سبحانه وتعالى ، والدين كله داخل في هذا .

ولهاتين الشهادتين شروطٌ لا بد من توفرها فيهما ، إذ لا يمكن لقائلهما أن ينتفع بهما إلا بعد اجتماعها فيهما ، وهذه الشروط مطلوبةٌ في كلا الشهادتين ، وذلك لما بينهما من التلازم ، فالعبد لا يدخل في الدين إلا بهما معا .

وهي سبعة شروط :

# الشرط الأول : العِلم :

إذ العلم بالشيء شرطٌ عند الشهادة ، به ويشهد لذلك قوله تعالى : { إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } الزخرف/86 .

ومن الأدلة على وجوب العلم بالشهادة قوله تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ } محمد/19 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ‹‹ من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ›› رواه مسلم . والعلم المراد به هنا : هو معرفة معنى الشهادتين ، ومقتضاهما ، واللوازم المترتبة على ذلك .

فلا إله إلا الله معناها : لا معبود بحَقٍّ إلا الله .

ومقتضاها ولازمها : نفي الشرك ، وإثبات الوحدانية لله تعالى ، وإفراده بالعبادة ، مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته من ذلك ، والعمل به .. تيسير العزيز الحميد

ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله : الإقرار والاعتراف للرسول صلى الله عليه وسلم أنه عبد الله ورسوله إلى الناس كافة .. دليل المسلم في الاعتقاد ، للشيخ عبد الله خياط

ومقتضاها ولازمها : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يُعبَدَ الله إلا بما شرع .



# الشرط الثاني : اليقين :

أي استيقان القلب بالشهادتين ، وذلك بأن يعتقدهما اعتقادًا جازمًا لا يصاحبه شك أو ارتياب ؛ لأن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن ، قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا } الحجرات/15 . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : ‹‹ مَن لقيتَ وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مُستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة ›› الحديث .. رواه مسلم ، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‹‹ أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شَاكٍّ فيهما إلا دخل الجنة ›› رواه مسلم .



# الشرط الثالث : الإخلاص :

"وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك" .

قال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } الآية .. البينة/5 ، وقال تعالى : { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } الزمر/3 ؛ "أي لا يقبل الله من العمل إلا ما أخلص فيه العامل لله وحده لا شريك له" .

وقال قتادة في قوله تبارك وتعالى : { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } شهادة أن لا إله إلا الله " . تفسير ابن كثير

وعن عتبان بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‹‹ فإن الله حرم على النار مَن قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ›› متفقٌ عليه .

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‹‹ أسعد الناس بشفاعتي مَن قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه ›› رواه البخاريّ .



# الشرط الرابع : الصدق فيها المنافي للكذب :

"وهو أن يقولها صِدقًا من قلبه يُواطىء قلبه لسانه" .

قال تعالى : { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } العنكبوت/1-2-3 ، "أي الذين صدقوا في دعوى الإيمان ممن هو كاذب في قوله ودعواه ، والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة" تفسير ابن كثير .

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ رديفه على الرحل – قال : ‹‹ يا معاذ بن جبل ›› قال : لبيك يا رسول الله وسعديك . قال : ‹‹ يا معاذ ›› قال : لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثًا . قال : ‹‹ ما مِن أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا مِن قلبه إلا حرمه الله على النار ›› الحديث .. رواه البخاريّ .



# الشرط الخامس : المحبة :

"لهذه الكلمة ، ولما اقتضته ودلت عليه ، ولأهلها ، والعاملين بها ، الملتزمين لشروطها ، وبغض ما ناقض ذلك" معارج القبول .

قال تعالى : { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } التوبة/24 ، ففي الآية دليلٌ على وجوب محبة الله ورسوله ، ولا خلاف في ذلك بين الأمة ، وأن ذلك مقدم على كل محبوب .. تفسير القُرطبُيّ

وقال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } الآية .. البقرة/165 .

وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه } الآية .. المائدة/54 .

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ‹‹ ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : مَن كان اللهُ ورسولُهُ أحب إليه مما سواهما ، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَفَ في النار ›› متفقٌ عليه .



# الشرط السادس : الانقياد :

أي الانقياد والاستسلام ظاهرًا وباطنًا لأوامر الله ، وما أنزله من الشرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى : { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور ِ} لقمان/22 .

ففي هذه الآية : "يقول تعالى مُخبِرًا عَمَّن أسلم وجهه لله ، أي أخلص له العمل وانقاد لأمره واتبع شرعه، ولهذا قال : { وَهُوَ مُحْسِنٌ } ، أي في عمله : باتباع ما به أمر ، وترك ما عنه زجر { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ؛ أي فقد أخذ مَوثِقًا من الله مَتينًا أنه لا يُعذبه { وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }" . تفسير ابن كثير

وقال تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً } الأحزاب/36 . والآية عامة في جميع الأمور ، وذلك أنه إذا حَكَمَ اللهُ ورسولُهُ بشيءٍ فليس لأحد مخالفته ، ولا اختيار لأحد هنا ولا رأي ولا قول ، كما قال تبارك وتعالى : { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } تفسير ابن كثير .



# الشرط السابع : القبول :

أي قبول الشهادتين ، والالتزام بمقتضياتها ولوازمها .

قال تعالى { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } البقرة/285 ، وقال تعالى في شأن مَن لم يقبلها : { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } الصافات/35-36 .

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ‹‹ مَثَلُ ما بعثني اللهُ به مِن الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا ، فكان منها نقية (1) قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير ، وكانت منها أجادب (2) أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان (3) لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً ، فذلك مثل مَن فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعلَّم ، ومثل مَن لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ›› متفقٌ عليه .

فهذه هي شروط الشهادتين يجب على المسلم تحقيقها ، والإتيان بها على الوجه المطلوب حتى يكون من أهلها .[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
السعادة متواضعة جداً :
بدرجةِ أنها تخرج بكلمة واحدة
فقط ، وتغيّر الوضع تمامًا كن
سعيدًا لا شيءَ يستحق !
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-05-2013, 08:57 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
ج- مراتب الشهادة:
للشهادة مراتب يتدرج عليها الشاهد مرتبة بعد مرتبة حتى يتم له تحقيق الشهادة على الوجه المطلوب.
ومراتب الشهادة أربع هي الكواشف الجلية:


# المرتبة الأولى:
العلم والمعرفة والاعتقاد لصحة المشهود به وثبوته، فلا بد للشاهد أن يعلم ويعرف معنى الشهادتين وإلا كان الشاهد شاهدا بما لا علم له به
قال تعالى: {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} الآية .. الزخرف/86.





# المرتبة الثانية:
تكلمه بالشهادتين وإن لم يُعلِم بها غيره، بل يتكلم بها مع نفسه ويتذكرها وينطق بها
أو يكتبها , والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:
{وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ}الآية .. الزخرف/19.
فجعل ذلك منهم شهادة وإن لم يتلفظوا بلفظ الشهادة ولم يؤدوها عند غيرهم.





# المرتبة الثالثة:
أن يُعلِم غيره بما شهد به ويخبره به ويبينه له ومرتبة الإعلام والإخبار نوعان:
إعلام بالقول، وإعلام بالفعل.
وهذا شأن كل مُعلِم لغيره بأمر، تارة يعلمه به بالقول وتارة بفعل ومما يدل
على أن الشهادة تكون بالفعل قوله تعالى:
{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ} الآية .. التوبة/17.
فهذه شهادة منهم على أنفسهم بما يفعلونه الكواشف الجلية



# المرتبة الرابعة:
أن يلتزم بمضمونها ويأتمر به.
ومجرد الشهادة لا يستلزم هذه المرتبة، لكن الشهادة في هذا الموضع تدل عليه وتتضمنه، فإنه سبحانه وتعالى
شهد به شهادة من حكم به وقضى وأمر وألزم عباده كما قال تعالى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}الآية .. الأسراء/23.
وقد شهد الله لنفسه بالوحدانية فقال تعالى
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}الآية .. آل عمران/18.
المطلب الرابع: نواقض الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم

المطلب الرابع: نواقض الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم


لابد أن نعرف نواقض هذا الأمر ومبطلاته حتى يحترز المسلم من الوقوع فيها، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..." أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن: باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟،

ولمعرفة نواقض الإيمان به صلى الله عليه وسلم نقول:
لما كان الإيمان به صلى الله عليه وسلم يعني تصديقه وتصديق ما جاء به صلى الله عليه وسلم، والانقياد له، فإن الطعن في أحد هذين الأمرين ينافي الإيمان ويناقضه فالنواقض على هذا الاعتبار يمكن تقسيمها إلى قسمين:
القسم الأول: الطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: الطعن فيما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما هو معلوم من الدين بالضرورة، إما بإنكاره أو بانتقاصه.













القسم الأول: الطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم:


ومما يدخل تحت هذا القسم نسبة أي شيء للرسول عليه الصلاة والسلام مما يتنافى مع اصطفاء الله له لتبليغ دينه إلى عباده، فيكفر كل من طعن في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أو أمانته أو عفته أو صلاح عقله ونحو ذلك.

كما يكفر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو عابه، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو عرّض به، أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه أو العيب له، فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كفرا، وكذلك من لعنه، أو دعا عليه، أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه مالا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهُجر (1) ومنكر من القول وزور، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو تنقصه ببعض العوارض البشرية الجائزة المعهودة لديه"(2) .
فالساب إن كان مسلما فإنه يكفر ويقتل بغير خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم.
وإن كان ذميا فإنه يقتل أيضا في مذهب مالك وأهل المدينة وهو مذهب أحمد وفقهاء الحديث وهو المنصوص عن الشافعي نفسه كما حكاه غير واحد"الصارم المسلول على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية
وهذا الحكم على الساب والمستهزئ، يستوي فيه الجاد والهازل بدليل قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}الآيتان (65، 66) من سورة التوبة.
ومن الأدلة الواردة في السنة حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله"،فقام محمد بن مسلمة فقال: يارسول الله أتحب أن أقتله؟، قال: "نعم..." أخرجه البخاري في صحيحه- واللفظ له - كتاب المغازي باب قتل كعب بن الأشرف. انظر: فتح الباري (7/
فعلم من هذا الحديث أن من آذى الله ورسوله كان حقه أن يقتل كما قتل كعب بن الأشرف
والأدلة من الكتاب والسنة على هذه المسألة كثيرة ولا مجال لاستيعابها هنا.
- الإجماع:
وقد أجمعت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابه، وكذلك حكى غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره.
وقال الإمام إسحاق بن راهويةأحد الأئمة الأعلام: "أجمع المسلمون على أن من سب الله، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل، أو قتل نبيا من أنبياء الله عز وجل أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بكل ما أنزل إليه".
وقال الخطابي "لا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله". وقال محمد بن سحنون :أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم والمتنقص له كافر، والوعيد جاء عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر"الصارم المسلول
ومن المعلوم أن سب النبي صلى الله عليه وسلم تعلق به عدة حقوق:
1- حق الله سبحانه:
فإن الطعن في الرسول طعن في المرسل وتكذيبه تكذيب لله تبارك وتعالى وإنكار لكلامه وأمره وخبره وكثير من صفاته.












2- وتعلق حق جميع المؤمنين:


فإن جميع المؤمنين مؤمنون به خصوصا أمته فإن قيام أمر دنياهم ودينهم وآخرتهم به، بل عامة الخير الذي يصيبهم في الدنيا والآخرة بواسطته وسفارته فالسب له أعظم عندهم من سب أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وسب جميعهم، كما أنه أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وآبائهم والناس أجمعين.

من حيث خصوص نفسه، فإن الإنسان تؤذيه الوقيعة في عرضه أكثر مما يؤذيه أخذ ماله، وأكثر مما يؤذيه الضرب، بل ربما كانت عنده أعظم من الجرح ونحوه، خصوصا من يجب عليه أن يظهر للناس كمال عرضه وعلو قدره لينتفعوا بذلك في الدنيا والآخرة، فإن هتك عرضه وعلو قدره قد يكون أعظم عنده من قتله، فإن قتله لا يقدح عند الناس في نبوته ورسالته وعلو قدره كما أن موته لا يقدح في ذلك، بخلاف الوقيعة في عرضه فإنها قد تؤثر في نفوس بعض الناس من النفرة عنه وسوء الظن به ما يفسد عليهم إيمانهم
ويوجب لهم خسارة الدنيا والآخرة ..الصارم المسلول
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
السعادة متواضعة جداً :
بدرجةِ أنها تخرج بكلمة واحدة
فقط ، وتغيّر الوضع تمامًا كن
سعيدًا لا شيءَ يستحق !
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-05-2013, 09:01 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
القسم الثاني: من نواقض الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم:
الطعن فيما أخبر به الرسول لا- مما هو معلوم من الدين بالضرورة- إما بإنكاره أو انتقاصه.
فإذا اجتمعت الشروط التالية في المنكر وهي:
أ- أن يكون ذلك الأمر المنغص من الأمور التي أجمعت عليها الأمة وأن يكون من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة انظر صحيح مسلم بشرح النووي
ب- أن لا يكون المنكر حديث عهد بالإسلام لا يعرف حدوده فهذا إذا أنكر شيئا من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة جهلا به فانه لا يكفر صحيح مسلم بشرح النووي
ج- أن لا يكون المُنكِر مكرها على ذلك، والمُنكِر في هذه الحالة يحكم بكفره وانتقاض إيمانه. والمنتقص لأمور الدين إذا كان غير مكره فإنه يكفر سواء كان جادا في ذلك أم هازلا.



والأمثلة على هذا القسم كثيرة جدا نذكر منها على سبيل المثال ما يختص بجانب الإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
أولا: "أن يعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه
ثانيا: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فهو كافر"الجامع الفريد
ثالثا: اعتقاد الإنسان أنه يسعه الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم.




ولهذا الأمر صورتان:
الأولى: أن لا يرى وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا وجوب طاعته فيما أمر به وإن اعتقد مع ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عظيم القدر علما وعملا وأنه يجوز تصديقه وطاعته ولكنه يقول إنه لا يضر اختلاف الملل إذا كان المعبود واحدا ويرى أنه تحصل النجاة والسعادة بمتابعة الرسول وبغير متابعته وهذا هو قول الفلاسفة والصابئة مجموع الفتاوى
وهذا القول هو الذي ينادي به في وقتنا الحاضر من يدعون إلى وحدة الأديان ويروج لهم في ذلك الماسونية (1)

الثانية: من يرى طلب العلم بالله من غير خبره، أو العمل لله من غير أمره، وهؤلاء وإن كانوا يعتقدون أنه يجب تصديق الرسول أو تجب طاعته.
وإضافة إلى هذه النواقض فإن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ينتقض أيضا بالنواقض العامة الأخرى للإسلام وهي:

1- الشرك في عبادة الله تعالى:
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}النساء/48 .

2- أن يجعل بينه وبين الله وسائط:
يدعوهم ويسألهم الشفاعة فيما لا يقدر عليه إلا الله، ويتوكل عليهم فهذا كافر بالإجماع الجامع الفريد
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}الأعراف/194

3- السحر:
ومنه الصرف والعطف (2) فمن فعله أو رضي به كفر الجامع الفريد بدليل قوله تعالى: { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}البقرة/102




4- "مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين"الجامع الفريد :
والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}المائدة/51
وهذا من أعظم النواقض التي وقع فيها سواد الناس اليوم في الأرض وهم بعد ذلك يحسبون على الإسلام ويتسمون بأسماء إسلامية، فلقد صرنا في عصر يُستحى فيه أن يقال للكافر يا كافر.
ومظاهرة المشركين أخذت صورا شتى فمن الميل القلبي إلى انتحال مذاهبهم الإلحادية إلى مجاراتهم في تشريعاتهم، إلى كشف عورات المسلمين لهم، إلى كل صغير وكبير في حياتهم..."كتاب الولاء والبراء في الإسلام تأليف محمد بن سعيد القحطاني



5- الإعراض عن دين الله تعالى:
لا يتعلمه ولا يعمل به الجامع الفريد والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}السجدة /22

ولا فرق في جميع هذه النواقض يين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره وكلها من أعظم ما يكون خطرا، وأكثر ما يكون وقوعا فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه الجامع الفريد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
السعادة متواضعة جداً :
بدرجةِ أنها تخرج بكلمة واحدة
فقط ، وتغيّر الوضع تمامًا كن
سعيدًا لا شيءَ يستحق !
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-05-2013, 09:14 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center]...‿. ✿ .‿...









المبحث الثاني: وجوب الإيمان بنبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم.

المطلب الأول: معنى النبوة والرسالة
جمع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يين النبوة والرسالة قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} الأحزاب/40
أ- معنى النبي لغة وشرعا:
النبوة في اللغة العريية مشتقة إما من (النبأ) أو (النباوة) أو (النبوة) أو (النبي)لسان العرب
1- فإذا كانت مأخوذة من (النبأ) فتكون بمعنى الإخبار، لأن النبأ هو الخبر.
2- وإذا كانت مأخوذة من (النباوة أو النبوة) فتكون بمعنى الرفعة والعلو، لأن (النباوة أو النبوة: هي الشيء المرتفع).
3- أما إذا كانت مأخوذة من (النبي) بدون همز، فيكون معناها الطريق إلى الله عز وجل لأن معنى "النبي" الطريق.
ولو نظرنا إلى النبوة الشرعية لوجدنا أنها تشمل كل هذه المعاني إذ النبوة إخبار عن الله عز وجل، وهي رفعة لصاحبها لما فيها من التشريف والتكريم، وهى الطريق الموصلة إلى الله سبحانه.



أما النبوة في اصطلاح الشرع: " فهي خبر خاص يكرم الله عز وجل به أحدا من عباده فيميزه عن غيره بإيحائه إليه ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي ووعظ وإرشاد ووعد ووعيد"شعب الإيمان للبيهقي
أما النبي فقد اختلف العلماء في تعريفه:
- فمنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه بشرع ليعمل بهشرح العقيدة الطحاوية ولم يؤمر بتبليغه.
- فمنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله.أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي
- ومنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه وأخبره بأمره ونهيه وخبره، ويعمل بشريعة رسول قبله بين قوم مؤمنين كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية وهذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ولعله هو أرجح الأقوال وأسلمها من الاعتراض .



4- معنى الرسول لغة وشرعا:
الرسول لغة: إما مأخوذ من الرِّسل.
والرِّسل: هو الانبعاث على تؤدة. يقال: ناقة رسله: أي سهلة السير، وإبل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا. ولفظ الرسل متضمن لمعنى الرفق ومعنى الانبعاث.
فإذا تصور منه معنى الرفق يقال على رسلك إذا أمرته بالرفق. وإذا تصور منه معنى الانبعاث يقال إبل مراسيل أي منبعثة.
ولفظ الرسول اشتق من المعنى الثاني أي الانبعاث.
فالرسول على هذا الاشتقاق هو المنبعثالمفردات في غريب القرآن تأليف أبي القاسم حسين محمد المعروف بالراغب الأصفهاني
وإما مأخوذ من الرَّسْل وهو التتابع فيقال جاءت الإبل رَسْلا أي متتابعة، ويقال جاءوا أرْسَالأ: أي متتابعين.
ومعنى الرسول على هذا الاشتقاق: هو الذي يتابع أخبار الذي بعثه.لسان العرب مادة "رسل"
ولو نظرنا إلى كلا الاشتقاقين فإنا نجد أن لفظ الرسول في اصطلاح الشرع يدل عليهما فالرسول مبعوث من قبل الله، وهو كذلك يتابع أخبار الوحي المنزل إليه من الله تعالى.



والرسول في الشرع: عرف بعدة تعريفات:
فمن العلماء من عرفه بقوله: هو الذي أوحى الله إليه بخبر وأمره بتبليغه للناس، وهؤلاء فرقوا بينه ويين النبي بأن النبي أوحي إليه بخبر ولم يؤمر بتبليغه شعب الإيمان للبيهقي
ومنهم من عرفه بقوله: هو الذي أنزل إليه كتاب وشرع مستقل مع المعجزة التي تثبت بها نبوته.
وقالوا: إن النبي هو الذي لم ينزل إليه كتاب وإنما أوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله أضواء البيان
ومنهم من قال: إن الرسول هو الذي ينبئه الله ثم يأمره أن يبلغ رسالته إلى من خالف أمره أي إلى قوم كافرين.
أما النبي فهو من أوحى الله إليه وأخبره بأمره ونهيه وخبره، ويعمل بشريعة رسول قبله بين قوم مؤمنين بهما.
وهذا القول الثالث هو أرجح الأقوال.
أما القول الأول فهو غير مسلم كما سبق وإن وضحت في الكلام على معنى النبي.وكذا الأمر بالنسبة للقول للثاني فليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة كما تقدم ذكر ذلك.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
السعادة متواضعة جداً :
بدرجةِ أنها تخرج بكلمة واحدة
فقط ، وتغيّر الوضع تمامًا كن
سعيدًا لا شيءَ يستحق !
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-05-2013, 09:16 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]...‿. ✿ .‿...





المطلب الثاني: الأدلة من القرآن والسنة على وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم
أ-الأدلة من القرآن:
أوجب الله سبحانه وتعالى على الثقلين أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء به كما شهدت بذلك نصوص الكتاب العزيز,
في مواضع كثيرة من القرآن الكريم منها:
قال تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ، وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} الحديد/7.
وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} التغابن/8.
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً} النِّساء /136.
أما الحق الثاني له:
فهو طاعته قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} آل عمران /132.
والحق الثالث هو:
محبته قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة / 24.




ب- الأدلة من السنة على وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم:
أ- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه.
2- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله"أخرجه البخاري في صحيحه.
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع لي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار"أخرجه مسلم في صحيحه .



ج-دليل الإجماع:
أجمعت الأمة على وجوب الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما أجمعت كذلك على أن كل من قامت عليه الحجة برسالة محمدا صلى الله عليه وسلم من الإنس والجن فلم يؤمن به استحق عقاب الله تعالى كما يستحقه أمثاله من الكافرين الذين بعث إليهم الرسول وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين وسائر طوائف المسلمين أهل السنة والجماعة وغيرهم إيضاح الدلالة في عموم الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنيرية.
:
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
السعادة متواضعة جداً :
بدرجةِ أنها تخرج بكلمة واحدة
فقط ، وتغيّر الوضع تمامًا كن
سعيدًا لا شيءَ يستحق !
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
* أسْتَغفِرُ اللهَ ، أسْتَغفِرُ اللهَ عِقْد لُؤلُؤ مِكس ديزاين 13 04-03-2013 03:14 PM
لكَ اللهَ يآزمـنَ ترآ مليتَ /..هآلكتماَنْ.. ELIOT قصائد منقوله من هنا وهناك 4 06-18-2012 05:23 PM
أَمَرَ اللهُ المُؤْمِنِينَ أَنْ لاَ يُقِرُّوا المُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَيَعُمَّهُمُ اللهُ بِالعَذَابِ . عاطف الجراح نور الإسلام - 2 02-08-2012 11:58 AM
ليحفظ اللهُ مصرَ الموعود9 شعر و قصائد 1 10-21-2011 09:00 PM
لماذا يفعلُ اللهُ ذلك للطيِّبين؟ zyoss1 قصص قصيرة 1 04-30-2010 06:37 PM


الساعة الآن 11:05 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011