عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree318Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #211  
قديم 05-02-2013, 07:54 PM
 
مشكوره حبيبتي والبارات مررره حلو
وارجو انك تكملينها واعذريني اذا ما
حلية الواجب حق البارات
TэmαŖi likes this.
__________________




  #212  
قديم 05-12-2013, 12:53 PM
 
Lightbulb الفصل الخامس






أتلآشَى , علَى صفْحَةِ الأيَّامْ
{ أبْكِي إنْساناً ضائِعاً بدآخلِي }

إنَّنـِي ....
أغرَقُ فِي العتْمــَة !










كَآنَت ييرْمَـا قَد أدارَت مقْبَض البآبِ للتَّوِ , وَ
لكِنَّ صُوَت لطيْفـاً أوْقفَهـاَ :

- ييرْمآ , تعالَيْ لتناَوِل الفطُورٍ أوَّلاً !؟

آلتفَتت لـ تجِد آلسَّيْدَة اللَّطيْفَة هيليْن برآون , تبْتسِمُ
بحنانٍ مُبْديَـة تعاَطُفاً ينْعِكسُ جليّاً فِي عيْنيْهَـآ الزَّرْقاويْن
كـ مياهِـ الغديْرِ الصَّافِيَـة , لـذَآ ووسَط لؤُلؤيَّةِ لُطْفِها السَّاحِرْ
وجَـدتْ ييرْمَـآ نفْسَهـا غيْرَ قادِرَةٍ على مُجارَاتِها أو آلاعْتِذارِ منْهَـا
فمضَت ببُطءٍ خلْفهَـا نحُوَ غُرْفَـة الطَّعامْ

حيْثُ آلسَّيْدُ قُويْـن برآوُن قَد اتَّخذَ رأسِ المائِدَة
مكاَناً لـ وجُودِهـِ بجانبِ زُوجَتـِه وآبْنَتِه تاركيْنَ كُرْسياً
أخيْراً فُوقَ الطَّاوِلَة آلدَّائريَّة بُنيَّةِ اللَّوُنِ لـ ييرْمَـا
قالَت آيملِي لـ ييرْمَا بابْتِسامَـة :

- أيْنَ كُنتِ ستذْهبيْنَ مِن دُونِي ؟! ,
لنتنآوَلِ الإفْطارَ أوَّلاً

آبتسَمت ييرْمَـا , وهِي تهُمُّ
بالجلُوسْ مُتمْتِمَة بنبْرَةٍ خجُولَـة :

-صبآحُ الخيْر !

- أهلاً آبْنَتِي ييرْمَـا , صباحُ الخيْر
كيْفَ حالُكِ ؟!


كاَنت تلْكَ نبْرَةً عميْقَـة تحْمِلُ الكثيْرَ مِن المَودَّةِ
مِن السَّيْدِ قُويْن , لتُجيْبَ ييرْمَـا :

- بخيْر , شُكراً سيِّديِ

آبتسَمت السّيْدَة هِيليْن وهِي تمْلأُ طبَق ييرْمَـا
بالكثيْرِ مِن أنُواعِ الخُبْزِ والبيْضِ واللَّحْم , قائِلَة :

- تفضَّلِي , وجْبَةُ الإفْطارِ هِيَ الأهَمُّ !
لذَا ليْسَ عليْكِ تفْويْتُهـا أبداً

أضآفَتْ آيملِي :

- تناَولِي شرائِح اللًّحْمَ الَّتِي تُعدِّهُـا
أمُيْ , ستُعْجبِكِ حتْماً !

آبتسَمت ييرْمَـا , امتدَّت يدَهُـا لـ الطَّبقِ المُوضُوعِ
أمَامِهَـآ , التقَطت قطْعَة صغيْرَةً مِن اللَّحْم .. تذوَقتَها
أغْمَضتْ عيْنيْهَـا حيْنَ آلتقَط لسانُها نكْهَة التَّوابِل اللّاذِعَة
فقَد كآنَت ذاتُها التَّوابِلَ اللَّتِي تسْتخِدمُهـا
والدَتُهـا , كَانَتْ قادِرةً علَى تمْييِزِهَـا

فعَادَتْ بِها ذاكِرتُهـا إلَى أبْعَدِ مِن مُجرَّد عُلْبَةِ
تُوابِلَ كاَنتْ قَد وضُعَت علىَ طاوِلَةِ مطْبَخ والدِتَها وسقطَت عدَّة مرَّاتِ
لـأنّها كانَت تعْبَثُ بهَا حيْنَ تتسلَّلُ إلَى المطْبَخِ خلْسَـةً
لتلْعبَلا لُعبَـةِ الطَّبْخِ الخاصّةِ بهِمـآ هِيَ وَ مآرْسيْل

عآدَت بهَا ذاكِرتُهـآ إلَى طاوِلَةٍ كـهذِه الطَّاوِلَةِ
تماَماً , مَع آختلافِ الشَّخُوصِ إلَّا أنّ الحميْميَّةَ الَّتِي يحْضَى بهَا عائَلةُ
برآوُنْ الآنَ هِيَ ذاتُهـا الَّتِي عاشتْهَـا قبْلَ سنُوآتْ عائَلةً
بآكْستِرْ !


صحَـت مِن عُمقَ الذّكرياتِ السَّعيْدَةِ علىَ صُوتِ
آيملِي وَ نظَراتِها المُترقِّبَة :

- هـآهْـ ! ما رأيُكِ أليْسَت رائِعَة ؟!

آبتسَمتْ ييرْمَـا ونظرَت لـ السَّيْدَةِ هيْليْن قائِلَةً :

- إنَّ شرائِحَ اللَّحْمِ هذِه رائِعَةٌ جدّاً , شُكراً
لكِ سيَّدَة هيْلِين !

- لآ داَعِيَ لـ شُكْرِي , سرَّنِي أنَّها أعْجبَتْكِ

مضَت وجْبَةُ الافْطارِ وسَط لُطْفِ عائِلَةِ برآوْن
بِـ سعاَدةٍ طفيْفَةٍ غمَرتْ ييرْمَـا , آلَّتِي كَانتْ ممُتنَّةً
لـأنَّها حضِيَت بـ صديْقَةٍ تمْتلِكُ عائِلَةً ساندَتْهـا بهذَا الصِّدقْ !

لكنَّها مضَت بعْدَ أن آنتَهت , مُعللِّةً
لـ آيملِي رغْبتَها بزيآرَةِ ليُو بيْنَمـا كـآنَت
لآ تْحِملُ سوَى حيْرَةٍ بداخِلَها حُولَ وُجْهتِهـآ فِي هذَا الصَّباحِ
وهِيَ تسيْرُ وسَط شُوارِع المديْنَـة .

***


- آيريْك ! .. آيريْك !

كَانَ صُوْتاً عميْقاً , بعيْداً ولكِنَّ تأثيْرَهـ كانَ قويْاً لـ يرْتجِفَ
الحنيْنُ بداخِلِ قلْبِ آيريْك , آلّذِي وقَف وسَط عتمَـةِ السَّوادِ الّذِي
أحاطَ بهِ مُحاوِلاً الوصُولَ إلَى مصْدَرِ ذلِكَ الصُّوِت الّذِي كَان يُجْزِم
أنَّهُ يعْرِفُه حقَّاً ! عبْرَ الالْتفَاتِ بحيْرَةٍ حُولَه

أيْنَ أنَـآ ؟!
ماهذِه العتْمَة .. ؟!

عبارَةٌ يائِسَة ما إنْ نطِق بهَا , حتَّى أحسَّ بجسدِهـ
يطْفُو فُوقَ آلميَـاهـ ولكِن لَم هذَا السَّوادْ ؟! لمَ لآ يسْتطيْعُ رُؤْيَةَ
زُرْقَةِ الميآهـ ؟!

فجأةً أحسَّ بأنْفاسِه تخْتِنق وهُوَ يغْرَق إلَى أعْماقِ تلْكَ
الميآهـِ السَّوداءِ الغريْبَـة , آختَنق حاوَل أن يحُكِم يديْهـ حُولَ
رقبتِهـ , أن يصْرُخ ! ولكِن لآ جْدَوى .
حتَّـى عآدَ ذلِك الصُّوتُ الأنُثَويُّ العميْقُ :

- آيريكْ , بُنيْ .. احْذَر وأنْ تغْرَق فِي العتْمَـة!

تحجَّرَتْ دمُوع الحنيْنِ فِي عيْنيِه , همَـس بصعُوبَـة :

- أمُـي !


لكنَّ صُوَتهُ لَم يكُن مسْمُوعـاً , همَس مُجدَّداً .. مرَّةً بعْدَ أُخرَى حتّى
علآ صُوتُه شيْئاً فشيْئاً , لـ يفْتَح عيْنيِه فجأةً وقَد هبَّ مِن سريْرِهـ
بشهْقَـةِ فزَع .

آلتفَت حُولَـه , كَانَ فِي غُرْفَتِه فُوقَ سريْرِهـ والبِطاءُ
الفُوضويُّ الأسُوَد فُوقَ جسَدهـ يدُل علَى نُومِه العميْق , وستائِرهُـ
بيْضاءُ اللُّونِ المُسْدَلةِ تدلُ علَى شرُوقِ شمْسٍ آخترَقتْ بياضَها ..
تنفَّسَ بعُمقْ , قائِلاً :

- كآنَ مُجرَّد حُلْم !

وأخذَت يدُهـ تعْبثُ بشعْرِهـ وجبيْنِه الّذِي تعرَّق
رُغَم برُودَة الجُوِّ حُولَـه

أمُيْ ؟! , لَم أحْلُم بِها منْذُ سنيْن .. منْذُ كُنتُ
فِي الحادِيَة عشْرَة ! , منْذُ ربتَ والديّ على كتفيَّ قائِلاً
" كُن قُويّاً ! , أنْتَ ستكُون وريْثَ عائِلَةِ وآنْسفيِد "
منْذُ أنْ , منْذُ أن أتْمَمتُ سنَةً بعْدَ فُقْدانِهـا


ابتسَـم بحُزْن , ولكِنَّهُ بدَّدهُـ حيْنَ تذكَّـر شخْصاً واحِداً
قادِراً على آجْتثاثِ الكآبَةِ الَّتِيْ يُعاَنِيْ مِنْهـا منْذُ ليْلَةِ
الحفْلِ تلْك ! .


***


كَانَتِ قَد أتمَّتْ ساعتيْنِ كاملتيْنِ وهِي تتجوَّلُ مُقلِّبَةٍ عيْنيْهَـا
بيْنَ كُلِّ إعْلانٍ وآخَـرْ علَى وآجِهاتِ المحلَّاتِ التِّجاريَّةْ , وَ البنايَاتِ السَّكنيَّةِ
المُخْتلَفِة , فجلَسْت علىَ كُرسيٍّ حَجريٍّ بلُونٍ بُنيٍّ علَى الشَّارِع العاَمْ

كَانَت قَد شعَرت بالتَّعَبِ والانْهَاكْ , خلَعتْ معِطفَاً أسْوَد كَانَ
يقيْهَا البرْدَ الّذِي لَم تشْعُرِ بهِ بْعَد الآنْ , بسبَب سيْرِهـَا المُتواصِل !
وضعْتُه جانِباً بمَللْ أنْكسَت رأسَها واضِعَةً يدْيهَا علَى وجْهِهَا
وقَد بدَأ اليأسُ يتملَّكُهـا !

آهـ .. لقَد تعِبْت ! , ولكِنَّنِي لَم أجِد غُرْفَةً
شاغِرَةً واحِدَة ! .. هه .. وَلآ حتَّى عمَلاً بسيْطاً مهْمَا كانَ أجْرُهـ !
يالـحظِّيَ التَّعِسْ !

ولكِنَّ ييرْمَـا كَانْت مُخْطِئَةٍ هذِه المرَّة , فحيْنَ
رفَعتْ رأْسَها وجَدْت أمَامَها مقْهَـى صغيْر , يُقدِّم خدْمَة الاتِّصالِ
بالشَّبكَةِ العنْكبُوتيَّةِ مجَّاناً ! , إلَى جانبِ أنَّها لآ حظَت تُوْزيعَهُم

لـ الصُّحفِ اليُوميَّة مَع القهْوَةِ مجّاناً فلَم تجِد فِي دفْعِ ثمَنِ
كُوبِ قهْوَةِ مُتوسِّط الحجْمِ خسارَةً تُذْكَـر , حيْثُ ستتوفَّرُ لهَا فُرْصَةُ
البحْثِ عَن عَملٍ ومنْزلِ علَى الصَّعيْديَن التَّقليْدِي والالكْترُونِي !

ومضَت مُسْرَعةً إليْه , لتّتخِذَ بعْدَ لحظاتٍ مُوقِعَها فُوقَ طاوِلَةٍ
صغيْرَةٍ أمَامَ حاسُوبٍ مُتوسِّطِ الحجْمِ إلَى جانِب العديْدِ مِن مهْووسِي التَّقْنيَةِ
حُولَها حيْثُ يفْصلُ بيْنَهُم حاجُزٌ زُجاجيُّ بسيْط ومضَت تجُوب المُواقِع

تارةً وتقْرأُ صفْحَةَ الاعْلانَاتِ فِي الصَّحيْفَة تارةً أخرَى حتَّى
كتبَتْ فِي مُذكِّرَةٍ صغيْرًةِ فِي جيْبِها خمْسَة أرْقامٍ هاتفيَّةٍ
مَع العناويْنِ الخاصَّةِ ببعْضِهـآ , حيْثُ كَانت ثلاثةٌ مِن تلْكَ الأرْقامِ
لـ شُواغِرَ سكنيَّة وآثنيْن لـ فُرصَ عملٍ شاغرَةٍ !

وخَرجتْ ساحِبَةً كُوبَ قهُوتَها مَع قليْلٍ مِن الأمَل ! ,
وفِي حافِلَةٍ خلَتْ مِن الرُكَابِ سوآهـا وَ سيّدةٌ عجُوزٌ آتّخذَتِ المقْعَد الخلفيَّ
الواسِع خلْفَها مكَاناً لـ نُومِـها , قرَّرتْ أنَّهُ الوقْتُ المُناسِبُ
لـ آلاتِّصالِ بهَم ..


كَانْت قد وجَدتْ فِي فُرْصَةِ العمَل الثَّانَيَةِ كبائِعةٍ
فِي متْجَرِ الهدايَا عملاً أفْضَل مِن نادِلةٍ فِي مطْعَمٍ حتَّى فتْرةٍ مُتأخِّرَةٍ
مِن اللّيْل لذآ , كتبَت بسعادَةٍ مُلآحظَةً صغيْرَةٍ فِي دفْترِ مُلآحظَاتِها أصْفَر اللُّونْ :

" السّيْدَة شيْلاَ كلآرْس , محُل سُويْت لـ الهدايَا علَى رأسِ
شارِع ستُوكلِم , تمَام الحادِيَة عشْرَة صباحاً يُوم الارْبِعاء "


وهمسَت :
- أيْ بعْدَ ثلاثَةِ أيَّامْ !

كَان المُوعدُ قَد تحدَّد هكذَا إثْرَ آنْشغالِ
السّيْدَةِ شيْلآ هذِهـ , بـِ آفْتتِاحِ المحَل فهُوَ جديْدٌ تماماً !

ثُمَّ بدأَت تُجرِّب حظَّها ثانيَةٍ مَع أرْقامِ
الشَّواغِر السَّكنيَةِ .. ولكِنَّه وجدَتْ نفْسَهـا أمَام خيارٍ واحِد
لـ غُرْفةٍ سكنيَّةِ فِي الطَّابقِ الثَّانِي فِي منْزلٍ رجُلٍ ستيِّنيٍ عجُوز
وحيْد ! مُقابِل مبْلغٍ كَان الأرْخَص وقدَ توفَّر لديْهَا نصْفُه .

لذآ كتبَت مُلاحظَةً ثانِيَة :

" منْزل رقَم خمْسَة , الشَّارِعُ الثّالِثْ عشَر أمَام
الحديْقَةِ العامَّـة "

ولكِنَّها أعْطَتِ المُلاحظَة لـ سائِق الحافِلَةِ هذِهـ
المرَّة , ذلِك الّذِي أبْدَى امْتعاضَا ًبقُولِـه :

- لكنَّكِ قُلْتِ إنَّك تُودِّيَن الذّهابَ لـ مطْعَم كارْتِر
لـ البيْتزَا , لمَ غيَّرِتي رأيَك يآ آنِسَة ؟!

آعتذَرتْ بقُولِهـا : أنَّا حقَّاً آسِفةٌ سيِّديِ
أرْجُوك لقَد طرأَ أمْرٌ مُهْم !

ومضَى السَّائِقُ والامْتعاضُ ذاتُه لآ زالَ على وجْهِه
كسائِر سائقِي هذِه المديْنَة , اللّذْيْنَ
لآ يتوانُونَ عَن التّملُملِ والتَّهكُمِ سريْعاً !

علَى ليوُ أنْ ينْتظِر فيْبدُو أنَّنِي
سأؤُجِّلُ زيارَتِي لهُ الآنْ !

كَانْت ييرْمَـا تُودُ لُو تزُورُ ليُو لـ تطمَئِنَّ
عليْهِ , وتمْنعَهُ مِن الانْشِغالِ بالتَّفْكيِر بهَا حيْثُ أنَّهُ
يظُنُّهَا تحْتَ رحْمَةِ الخالَةِ مارِي حتَّى الآنْ ! , رُغَم إتْمامِهـا

أرْبعَة أيّامٍ لدَى عائِلَةِ برآوْن !
لكنَّها قرَّرتْ عَدم تضْييعِ فُرْصَتِها فِي
الحصُولِ على سكَنٍ أخيْراً ! .

***


أسْدَل اللَّيْلُ ثُوبَه المُتلألئَ بنجُومِ فُضيَّةِ , وملأَتِ شوارِعُ الجهَةِ
الغربيَّةِ مِن المديْنَةِ صخَباً حيْثُ ملأتِ الحانَاتُ وَ النَّوادِيْ اللّيْلَةِ جوانِبَها
لذَا كَانتْ مكاناً خطيْراً بعْدَ تجاوُزِ السَّاعَةِ العاشِرَة عقارِبهَـا .. لكنَّ
الكثيْرَ مِن الشَّبابِ لَم يكُن لـ يكْترِثَ بذلِك , وآيريْكَ

كَانَ واحِداً مِنْهُم ! حيْثَ تأنَّقَ بـ وشاحٍ رماديّ وقميْصٍ بلُونٍ أخْضَرٍ
غامِق وبنْطالٍ مِن الجينْزِ ومضَى يجُوب تلْكَ الشَّوارِع بلآ آكْتراثٍ - على غيْرِ
عادَتِه - لنظراتِ وعبارآتِ الإطْراءِ الّتِي يتلَّقاهَـا مِن الفتياتِ حُولَهْ
مُتجاوِزاً صخْبَ تلْكَ الشَّوارِع إلَى أُخرَى مُظْلَمةٍ تماماً ,



بأضْواءٍ خافَتةٍ رُومانسيَّةِ إثْرَ أعْمَدِة الإنارَةِ السَوداءِ الَّتِي آنتشَرتْ
حُولَهـآ ومُوسيْقَى ملأَت واجِهاتِ المطاعِم وَ المقاهِيْ الفاخِرَةِ بمُخْتلَف
اللُّغاتْ , فالمطاعِم الفرنْسيَّةُ آتَّخذَت مِن الأغانِي الفرنْسيَّة العريْقَةِ عُنوانَاً
لهَا .. بعكْسِ إحْدَى الحاناَت ِ الفآخِرَةِ الَّتِي فضَّلْت صخَب إحْدَى
أُغانِي السّتيْناَتِ لـ تجْذِبَ الزُّوارَ .


وصَل أخيْراً إلَى زاويَةِ الشَّارِع نزَل ثلاثَ درجاتِ , ليدْفَع باباً
أسُودَ ذُو نُقُوشاتٍ تلاءَمت مَع النّوافِذ مُسْدلَةِ السّتائِر ذاتِ اللُونِ الأحْمَر
القاتِمْ , مُفْسحِاً عَن مكانٍ هاديءٍ لـ مقْهَىً صغيْر ولكِنَّ يحْملُ طابِعاً
فريْداً فالطَّاوِلاتُ ذآتُ مفارِشَ جميْلَةٍ يتناَوبُ فيْهَا الأحْمَر والأخْضَرُ
والأسُودُ إلَى الأطْرآف ! حُولَ كُلِّ طاوَلةِ كُرسيَّيْنِ صغيْريْن


توقَّفَ آيريْك وسَط ذلِك المقْهَـى الفارِغ حسْبمَا يبْدُو مِن الزُوارْ ,
إثْرَ لوُحَةٍ حملَة كلِمةَ مُغْلَق .. عُلِّقَتْ علَى البابِ خارِجاً ! , ولكنَّهُ آلتفَت
إثَر صُوتٍ قالَ :

- أهْلاً آيريـِك !



والْتفَتَ لـ يرَى أمَامَهُ , فتَاةً فِي الثالثَةِ والعشْريْنَ بابْتسامةٍ جميْلَةٍ
كجمـآلِ فُسْتانِهـا ذُو اللًّونِ الأزْرَق القصيْرِ , المُتناسِب مَع بشْرَتِها القمْحيَّةِ
وجمالِ عيْنيْهَا البُنيَّتانِ بعكْسِ لُونِ شعْرِهـآ المصْبُوغِ بلُونٍ ذهبِّيْ ! كَانتْ
تحْملُ جمالَاً داخليّاً بقدْرِ ذلِك الجمالِ الخَّآرجي , حيْثُ كانَت نبْرتُهَا تحْملُ
حنيْناً واضِحاً فِي عيْنيْهَـا لـ الماثِل أمامَهـآ , ذلِك الّذِي همـَس :

- مآرْلِين ! , لقَدُ آشْتقْتُ إليْكِ !

ومضَى آيريْك نحُوَ صديْقَتِه ليُعانِقَها , بيْنمَا قالَت
هِيَ :

- أيْنَ كُنتَ غائِباً طُوالَ هذِه المُدَّة ؟!

آبتعَد عنْهَـا وهُو يتأمُلُهـآ قائِلاً : أنتِ ,
ثُمَّ آلتفتَ إلَى المكانِ

مِن حُولِه بسعادَة : والمكَآنْ ! , ذاتُه لَم يتغِّيْر

أمسكَت كفَّهُ ليْلْفِتَ إليْهَـآ , بعْدَ
أن قالَت : هيَّـآ تعالْ , إجْلِس !

ومضَيا نحُوَ كُرسيِّ قُرْبَ الطَّاولَةِ المُسْتطيْلَة لـ تقْف خلْفَها
قائِلةً : حسناً , ماذَا تُريْدُ أنْ تشْربَ أوّلاً ؟!

ولكِنَّها أرْدَفتْ : آهـ .. أعرِف !, قهُوَةٌ بكريْمَـة الكآراميْل
إنَّهَا المُفضَّلةُ لديْك !

قهْقَهَ إيْريِك بمَرحْ : آهـ , هذَا صحيْح !
هههه أنِت لَم تنْسَي ذلِك

- بالتَّأكيْد ! , إلَّا إذَا كُنْتَ قَد نسيْتَ أنْتَ
بنفْسِكَ ذلِكْ

- لآ لَم أنْسَـى , ولَم أنْسَى أنَّ صديْقَتِي العزيْزَةَ
مارْلينْ هِيَ أفْضَلُ مَن يُعدِّهُـآ !

آبتسَمت مارْلِين بمرَح , قائِلَةٍ :
حسناً فقَط آنْتَظرِ !
ومضَت نحُوَ آلَةِ إعْدادِ القهْوَة

- إذَن , هَل سامحَكِ والدآكِ أخيْراً
على قرآركِ المُتهوِّر بافْتتِاحِ هذَا المكاَن ؟!

- آهـ نعْم , لَقد فوتَّ الكثيْرَ فِي الثَّلاثةِ
أشْهُرٍ الماضِيَة ! لَقد آقتنَع والدِي أخيْراً بأنَّنِي لآ يجبُ أنْ
أوآصِل العمَل فِي مجالَ تجارَةِ المُجوْهرآتِ كمآ يفْعُل هُوَ
وَ أمِّي , بَل وكَّلآ كُلّ ذلِك لـ جيْمِي الّذِي كاَن سعيْدَاً بلْ وفُخوراً
بذلِك ! .


والتفَتتْ إليْهِ مُبْتسِمَة : وقَد قامَا بزيارَتِي
قبْلَ أنْ يعُودَا إلَى سويسْرآ !

- آهـآآ , هكذَا إذَن جميْل .. يبْدُو أنَّنِي
فوَتُّ الكثيْرَ حقّاً !

- وأنَا ماذَا فوَّتُ يا إيريْك ؟!

كَانَ سُؤالاً , مُباشِراً مِن مارْليْن تعمَّدتْ أنْ تنْظُر فِيْهِ
إلَى عيْنَي آيريْك , الّذِي شحَب وأشَاحَ بُوجْهِه بحُزْنٍ قائِلاً وهُو
يُنْكِسُ رأسُه :

- فوَّتِي الكثْيرَ أنْتِ كذلِك !


قالَت بنبْرَةٍ عميْقَة وهِي تتأمَّلُ صديْقَها بعْدَ
أنْ وقَفتْ أمامَهُ مُباشَرةً : أرَى ذلِكَ فُوجْهُكَ شاحبٌ وصُوتكَ حيْنَ آتَّصْلَت
بِي كاَن يْفتقِدُ الكثيْرَ مِن مرَحِه !



وآبْتسَمت وهِي تمُد كُوبَ قهْوَةٍ مُزيَّنِة بالكريْمَـة
وتقُول : لذَا جعلْتُ المكَان لكَ خالِياً , هذِه اللّيْلَة
لذآ اشكُوْا كمَا يحْلُو لكَ سيِّد وآنْسفِيد الثَّريْ !



وضحِكَ آيريْك بشدَّةٍ فقَد كاَن هذَا هُو الاسْمَ
الّذِي نادتْهُ بهِ مارْليْنَ حيْنَ التقياَ لأوَّل مرَّةٍ قبْلَ
سبْعِ سنُوآت رُغْمَ كُونِه لَم يتجاوَز الخامِسَة عشْرَ
فِي ذلِك الوقْت وكَانت هِي فِي السَّادِسَ عشْرَة .


لذآ ردَّد بصُوتٍ مَرحْ : لآ أصدِّق لآ زلْتِ تذْكُريْنَ ذلِك
كُنتْ صغيْراُ حيْنَها !


شاركتْهُ مآرْلِين الضَّحكْ وقَالتْ : كيْفَ أنْسَى
ذلِك ! , بدُوَت حقّاً سيِّداً ثريّاً فِي تلْكَ الحفْلَة !



وبعْدَ لحظاتٍ تبادَل فيْهَا آيريْك ومارْلِين ذكْرياتِهمَا
معاً , عآدَت مارْليْن لـ تقُولَ بجديَّة : حسناً , لَن نملأَ
اللَّيْلَ بذْكرياتِنا الَّتِي لآ تنْتَهِي , قُلِّ لِي مابِك ؟!


آختفَت آبتسامَةُ آيريْك , عآدَ بذآكِرتِه إلى
الكثيْرِ مِن السَّواد , إلَى لحظاتٍ مُعْتَمةٍ سيْطَرتْ عليْهِ ووجَدتْ
طريْقَها إلَى قلْبِه مُؤخِّراً ! إلَى صُوتٍ بدأَ يسْمَعُه مُؤخَّراً
بدآخِل قلْبِه , صُوتٍ يُشْبِـهُ الضَّميـِر !



- أتعلَميْن ؟!



قالَها وهُوَ يعْبَثُ بكُوبِ القهُوَةِ أمَامَهُ :
حلُمت بأمِّي , لقَد قالَت لِي " آيريْك , احْذَر أنْ تغْرَق
فِي العتْمَة " ! , ولكنَّنِي كُنْتُ حيْنَها غارِقاً بالفعْل !

وآبتسَم بسُخريَة : هه ! .. لَم أحلُم بأمِّي منْذُ كُنْتُ طفْلاً
حتَّى حيْنَ ماتَ والدِي العَام الماضِي , لَم أشْعُر بحُزْنٍ كبيْر !

وعآدَ ليقُول : أتعلَميْن مآرْليْن !؟ أنآ أحْيانًا .. أُحسُّ بـ ..
بأنَّنِي آفْتقِدُ إنْسانَاً مَّـا بِداخلِي !

وتنهَّد ليُقولْ : كَان ذلِك الانْسانُ مُوجُوداً بإيريْك حيْنَ
كانَ فِي العاشِرَة , ثُمَّ آنهارَ بعْدَ أن رأى أمَّهُ طريْحَة المرَض
ذلِك الّذِي أخذَها بعيْداً ! , وبدَأ يتلآشَـى شيْئاً , فشيْئاً ..
حتَّـى !




وغرِقَ إيريْك فِي صمْتِه , حيْنَ عادَ
بذاكِرتِه إلى لحْظَةٍ كـآنَت الأشدَّ عتْمَةً فِي حياتِه
عآدَ إلَى مآ قبْلَ سنتيْن , لآ شيْءَ سوَى



الألَم , وَ صُوتٌ دَوى لـ يُعلْنَ النِّهايَة !
وآبْتسامَةٌ آنْتصارٍ مِن شخْصٍ مآ , بيْنَما
غرِق آخرٌ فِي دمائِه !



تذكَّر آيريْك صُوَتاً بعيْداً يهْمس :
" لـِ .. لمَاذآ .. فعْـ .. لـت ذلِـ ..ـكْ ؟! "
كآنَ يتحدَّثُ بصعُوبَة يخْفُت
مَع كُلِّ كلِمَةٍ حتَّى تلآشَـى

بدآ إيريْك غارِقاً فِي خضِم تلِكَ
الذِّكرياتِ حتَّـى وجَد نفْسَهُ وقَد علَا صٌوت بُكآءِهـ
وضَع يدَهـُ علَى عيْنيِه مُحاوِلاً محْوَ دُموعِهـ ,

كَان ينْتفِضُ بشدَّةٍ ممّا دفَع مآرْلِين لـأنْ تهْرَع نحُوَ صديْقِها
آحتضَنتْ كفِّه بشدَّة وقَد ربتَتْ علَى رأسِه قائِلَةً :
- حتَّـى مآذَا ؟! , آيريْك ! ..

قالَتْهَا بقلَقْ , ليهْتفَ آيريْك وهُو يبُعِدُ يدَهـ
عَن عيْنيِه : لآ شَـيءْ !



ولكنَّ كلِماتِه قَد آختنقَت وسَط غمْرَةِ بكُآءِهـ
ليْهتِف ثانِيَةً بهستريَّةٍ: حقَّـاً , لآ شَيءْ ..
أنَـآ لَم أفْعَلْ شيْئاً !!


لكنَّ مارْليْن عآدَت لتحْضِن كفَّه قائِلَةً :
وأنَا أصدِّق ذلِك أنْتَ لَم تفْعَل شيْئاً ,
لذآ اهْدَأ عليْكَ أنْ تهْدَأ آيريْك !


رُغْمَ أنَّ مارْلِين لَم تفْهَم مَآ يدُور بخُلْدِ آيريكْ
لكنَّ كلِماتِهـآ تلْكَ خرَجتْ فْجأةً لـ مُوآسَاةِ صديْقَهـآ
العزيْز , حتَّى يتمالَك أعْصابَهُ كمَآ حدَث بعْدَ دقائِق


حيْنَ قدَّم آيريْك آعتذَارهُـ لـ مارْلِين وهُمَا فِي
السَّيارَةِ يتجوَّلانِ حُولَ شوارِع المديْنَة , وطُرقاتِها بسُرْعَةٍ
جعلتَهُمَا يسْتمتِعانِ بنسيْمِ الجُوِّ حُولَهُمَـآ :

- آنا آسِـف , أنآ دائِماً أزْعُجكِ ثرْثَرتِي وينْتهَي
بِي الأمْرُ لـ عدَم قُدْرَتِي عَنِ الإفْصاحِ ! .


آبتسَمت مآرْلِين : وآوْ إنَّها أُغْنيَةُ Hands of Time !
أنَا أحبِّهُـآ , آستمِع إليْهَـآ آيريْك



ورفَعت صُوتَ المذْياعِ .. ليعُمَّ الصَّمْتُ المكَآن
الّذِي قطَعتْهُ مآرْلِين بقُولِهـآ :

- أتعْلَمُ لِمَ أحبُ هذِهـ الأُغْنيَة !؟

آسْتمِع لمَ تقُول .. " أنْتَ لآ تسْتطيعُ إعآدَة عقارِب الزَّمْن ,
آجعَل ماحصَل يذْهبَ وستكُون بخيْر , ما حدَث قدْ حَدث وقدْ آنْتهَى "


أنَا أؤُمِن بذلِك , فهُناكَ أشْياءُ لَآ يُمْكِنُنَـآ تعْديْلُهَـآ
أو إعآدَتُهـا , أنَا لا أعْلَمُ ماهِيَ مُشْكلَتُكَ ولكِن ما دَامتْ حصَلت
فلآ يُمكِنُكَ منْعُهـآ , عليْكَ تجاوُزَهـآ ! .



وآلتفَتتْ إليْهِ قائِلَةً : بإمْكانِكَ مثَلاً تقْديُم
آعْتذَارٍ مَّـا , مهْمَـآ كَان بسيْطاً , مهْمَـآ كَان مُتأخِّراً !
فسيكُون أفْضَل لكَ لُو تظْهِرُ ندَمُكَ بدلاً مِن إخْفآءِهـ خلْفَ قناعِ
اللَّآمُبالَـآة !




***


- أحْياناً يكُونُ التَّعبيْرُ عَنِ المشآعِر أفْضَل
بكثيْرٍ مِن كبْتِهـآ وَ خنْقِ الدَّمُوع !


كَآنَ ذلِك الصُّوت قآدِمَاً مِن آيملِي الَّتِي وقَفْت عنْدَ بابِ
غُرْفَةِ ييرْمَـآ المُظْلِمَةِ حيْنَ لآحَظتْ أنَّ صديْقَتهـآ لَم تخْلُد إلَى
النُّومِ كمَآ تتظاهَر

جلَستْ ييرْمَآ الَّتِي كَآنت مُسْتلقيَةً علَى سريْرِهـآ لتقُول:
آيملِي , لَم أُلآحِظ وجُودَكِ !

ولكِنَّ آيملِي أوْصَدت البابَ , وَ آضاءَت الغُرْفَة
لـ تجْلِسَ مُقابِلَ صديْقِتها قائِلَـةً : آتَّصَلْتُ بـ ليُو , لأنَّنِي كُنْتُ
سأسْألُه إذِا أردِّتِيْ تناُوَل الغدآءِ , لكنَّهُ قالَ إنَّكِ لَم تأتِي !


ولكنَّ ييرْمَآ قالَت بفَزعْ : هلْ أخبرتِه أنَّنِي
أُقيْمُ لديْكِ ؟!


- لآ , بالطَّبْعِ لآ ! تظاهَرْتُ بأنَّنَا سنتناَولُ الغدَاءَ معَاً
ثُمَّ أكْملَت بجديَّة : أيْنَ ذهبْتِ ؟! , لَم أشْعُر أنَّكِ تُخفيْنَ شيْئاً ؟!

تنهَّدَت ييرْمَـآ وهِي تُشيْحُ بُوجِههَآ
وقَالَت باسْتسِلآمِ من سيُقرُّ بالحقيْقَـة :

- وجدَّتُ غُرْفَةً شاغِرَةً وذَهبْتُ لـ أدْفَع نصْفَ ثمِنهَا
مُقدَّمـاً , كمَآ وجدَّتُ عملاً جيِّداً ... !

وعآدَت لـ تنْظُر لـ صديْقَتِها الَّتِي أخذَتْ تنْظُر
إليْهَ بتهكُّمٍ وغضَبْ , وقالَت بنبْرَةٍ مُعْتذِرَة :

- آسِفَة , لكَّنِنيْ لآ أسْتطَيعُ الإقَآمَة هُنآ إلَى
الأبَد , عزيْزَتِي آيملِي افْهَميْنِي !

وشدَّت قبْضَة صديْقَتِهـآ برجاءْ , لتقُولَ
آيملِي : أنـآ لَن أضْغَط عليْكِ للإقَامَةِ هُنـآ لكَنَّنِي
لَن أسْمَح لكِ بالسَّكِن وحيْدَةً فِي هذَا السِّنْ , آنتَظرِي حتَّى ندْخُلَ
الجامِعَة , فقَط عنْدَها سيُمْكِنُكِ السَّكُن مَع طُلّآبِ الجامِعَة
فهُوَ أكْثَرُ أمانَاً !


آبتسَمت ييرْمَـآ , وهِي تُردِّد : آيملِي ,
أنا لا أخطِّطُ لـ دخُولِ الجامِعَة , لديَّ عمَلٌ الآنْ , وسأطُلُعكِ
علَى كُلِّ تفآصيْلِه لذَا أرْجُوكِ لا تغْضَبـِي منِّي


وأكْملَـت : أنَا حقَّاً قضيْتُ أفْضَل أيَّامِي
هُنـآ , بلْ لَم أشْعُر بمثْلِ هذِه الحميْميَّةِ الَّتِي شعَرْتُ بهَـآ
فِي منْزلٍ آخَر ولآ حتَّى مَع آلخالَةِ ماريْ إنّنِي مُمتنَّةٌ لـ
والديْكِ , ولَكِ أنْتِ أفْضَل مآ لديَّ الآن بعْدَ عائَلتِي ..

تلْكَ الَّتِي
بدأتُ أفقْدِهُـآ وتبْتعِدُ عنِّي يُوماً بعْدَ آخَـر , لذَا
أرْجُوكِ لآ تغْضــبِي , سأرُحِّبُ بكِ فِي منْزلِي دُوماً
وأخبُركِ بكُلِّ شَيءْ يحْصُل لِي !


لكِنَّ آيملِي بكَت وهِي تقُول بحدَّة :

- أنْتِ تنْهآريْنَ أمـآمَيْ دُوماً , وأنَا لا أسْتطَيعُ فعْلَ
شيْءٍ لكِ فقَط كُلُّ ما أفْعَلهُ هُو مواستُكِ بكلماتٍ بسيْطَة حتَّى
حيْنَ وفاةِ والديْكِ ومُعامَلةُ خالتُكِ لكِ بقسْوَة لَم أفْعَل شيْئاً
والآنَ هذَا الأمْر , ليْسَ لديْكِ منْزلٌ وأنَا كالعادَةِ لمْ أستطِع مُساعدَتُكِ


ولكِنَّ ييرْمَـآ احتضَنت صديْقَتها مُبْتسِمَةً :

- علَى العكْسِ آيملِي , أنـآ أعْرِف ما تُحاوليْنَ
فعْلَهُ لـِي , لَم أنْسَى العُطْلَة الصَّيْفيَّة الأخيْرَة حيْنَ قضيْنَا
شهْراً كامِلاً فِي مُنْتَجعِ المديْنَة


وضحِكَت وهِي تقُول :

- أتذكَّرُ جيْداً كذْبَتكِ حيْنَ قُلْتِ أنَّك فُزْتِي
بالإقامَةِ مجَّاناً لـ مُدَّةِ شهْر ! , هه .. تتوقَّعيْنَ مِنِّي أنْ
أصدِّقَ ذلِكْ !






وبعْدَ أنْ قضَتِ الصَّديْقتانِ ليْلَـة حافِلَةً
بالذِّكريآتِ , وَ الدُّموعْ رُغَم تخُللِّ بضْعِ ضحْكآتٍ هُنـآ وهُناكْ
أعلَنت خيُوطُ الفجْرِ أنَّ علَى ييرْمَـا الاسْتعَدادَ لـ الرَّحيْل

كَانتْ آيملِي تُسآعُدَهـآ علَى تُوضيْبِ
أشْياءِهـا , رُغَم يأسِها وحُزْنِهـا كمَا حصَل معْ والديْهَا
حيْنَ حاوَلا ثنْيَها عَن الرَّحيْلِ مرَّة بعْدَ أخُرَى
حتَّى أنَّ السَّيْدَة برآوْن رفضَت إلَّا أنْ
تحُمِّل آيملِي بالكثيْرِ مِن صناديْقِ الطَّعامِ , والمشْرُوبَاتِ
لـ ييرْمَـا

والسَّيْدُ برآوِن أصرَّ علَى أنْ ينْقُل حقائِبَ
ييرْمَـآ بنفْسِه نحُو سيَّارِته ويُوصِلهَا حيْثُ تُريْد ,
ودَّعَت ييرْمَـا عائِلَة بروآنْ , اللَّطيْفَـة
بابْتسامَةٍ تُردِّدُ فِي داخلِهَا

مِن الجميْلِ أنْ يكُونَ لدَى المرْءِ أناسٌ بهذَا
اللُّطْفِ النَّادِر فِي هذَا الزَّمــآن

ومضَت نحُوَ منْزلٍ مُتواضٍع ذُو حديْقَةٍ مُهْملَةٍ
وبابٍ قديْمٍ كمَا ألْوآنُ جُدْرانِه الباهِتَة , مضَت قرَعَت جرَس البابِ
الّذِي أفْصَح عَن رجُلٍ عجُوزٍ تجاوَز السَّتيْنَ بقليْل

يحْمُل تعابيْرَ السأَم التِي يحْملُهَا كثيْرُونَ
فِي مثْلِ عُمْرِهـ , مَع شعْرٍ أبْيَض وَ ظْهرٍ محُدودبٍ وقدميْن
بالكادِ تقُودانِ الفتاتينْ بصُوتٍ أجَشْ :

- الغُرْفَةُ فِي الزَّوايَة , هذَا هُوَ المفْتَاح ..
الحمَّامُ بجوارِهـآ , الفتاةُ رأتْهـآ أمْس

وأشارَ نحْوَ ييرْمـآ ثُم أكْمَل :
- لآ أسْتَطيْعُ صعُودَ الدَّرَج هذِه الأيَّآم ! ,
لذَآ تفضَّلاَ



ومضَى نحُوَ غُرْفَةٍ بدَت كمكْتبَةٍ قديْمَةٍ
وجلس على كُرْسيٍّ خشبيِّ مُكْملاً نحْتَ تُحْفَةٍ خشبيَّةٍ كَان
يْعَملُ عليْهَـآ


بيْنَما مَضتْ كلٌ مِن ييرْمـآ وإيملِي تجُرَّانِ الحقائِبَ
وَ تُفْرِغانِ مُحْتواياتِهـآ فِي أرْجاءِ الغُرْفَةِ مُتوسَّطِة الحجْم ,
بسيْطَةِ الأثآثِ ولكِن لَم تكُن لـ حُسْنِ الحَظِّ باليَةً تماماً
إذْ كآنَت المُستأجِرَةُ السَّابقَةُ قَد تركَت
قطَع أثاثِ مُمْتازَةُ , وَ مُوقدَاً صغيْراً جاهِزاً لـ آسْتِعمَال

آبتسَمت ييرْمَـا حيْنَ آنتهتـا مِن توظيْبِ
الغُرْفَة قائِلةً :


- شُكراً لكِ آيملِي , اشْكُرِي والدَتكِ علَى كُلِّ
هذَا الطَّعامْ كمَآ اشْكُري السّيْدَ برآوْن قُولِي لهُمَا
أنَّنِي مُمتنَّةٌ كثيْراً

آبتسَمت آيملِي :

- لآ داعِيَ لكُلِّ ذلِك ,



وقفزَت إلَى سريْرِ ييرْمَـا قائِلَةً :

- آهـ لَم ننَم منْذُ الأمْس , كمَ السَّاعةُ الآن ؟!
آوهـ .. التَّاسِعَة ! أنـآ مُتْعبَة , أخْشَى أنَّ عليَّ الانْصِراف


همسَت ييرْمَـآ : لا بأسْ , شُكراً لكِ
فعْلتِ الكثيْر هيَّا اذْهبِي لترْتاحِي سأرآكِ غداً
فِي المدْرَسة

ومضَت آيملِي مُوصدَةً البابَ خلْفَهـآ ,
لتتُركَ لـ ييرْمَـا تأمُل المكانِ مِن حُولِهـآ
علَى الأقْل , يُوجَد أريْكَةٌ زرْقآءُ جميْلَة
ومُوقدٌ وَ تلْفاَز
ابتسمَت مُتوجِّهَةً إلى النَّافِذَة ,


فتحَتْهَا ملأَت رئتيْهَا بنسيْمِ الصَّبَاح , كأنَّها
تأمَلأُ رُوحَها اليائِسَة بأمَلٍ تجسَّد فِي المنْظَر الجميْلِ
أمَآمَهـآ لحديْقَةٍ وقَعت مُقابِل المنْزِل اتَّخذَ
الأْطفالُ منْهَا مكاناً لـ اللعَّبِ بيْنَما ,
أخذَ البعْضُ يتجوَّل بداخلِها , أو يُمارِسُ رياضَة المشْيِ
حُولها فهُوَ صباحُ العُطْلَة الأسْبوعيَّة بعْدَ كُلِّ شَيءْ

حسنَـاً , وجدَّتُ منْزلِي .. الآنَ
علَى الأقَل , لآ أحَد سيطْرُدنِي بإذْلالَ
لآ أوآمِر أوْ إهاناَت َ!

ونظَرتْ حُولَها رُغْمَ الوحْدَةِ الَّتِي كآنَت
مُدْرِكَةً أنَّها ستُلازِمُهـآ , إلَّا أنَّهـآ حاولَت تجُاوزَ
ذلِك , بأنْ تغْمُر نفْسَها بالتَّفْكيِر بأنَّها هُنـآ
أفْضَلُ مِن اللَّامكَان اللّذِي قَد تجِدُ نفْسَها فيْهِ إنْ هِيَ
آنهارَت باكِيَةً !




كلِماَت الأغنيَة " Hands of Time "
مُأخُوذَة مِن أُغنيَة حقيْقيَّة تْحمِل ذآت الاسْم
^^


- مَاالّذِي تحْملهُ الأيَّامُ لـ ...
آيريْك , ييرْمَـا والبقيَّـة ؟!



- مَآ علاقَةْ مارلِين بِـ آيريُك ؟!


- الجُزءْ القادِم سيكُون بعُنوآن :
" ذكْرَى وفآة ريُو برآيْس " فهْل ستغْمرُهـ سوداويَّةُ
الذِّكريآتِ ! أم أشْياءٌ أُخْرَى ؟!

- رآيك بششكل عام عن هذا الفصل ؟

ملاحظةة

" للاسف اضطريت لالغاء ريو من قائمة الشخصيات الرئيسة التي لا تزال على قيد الحياة بصراحة لم اتوقع يوماً باني سافعل هذا لكن احداث روايتي تخبرني بان ابقائه حياً غلطة قد تمحي نهاية الرواية .. سامحوني لكن اظن بان هذه الخطوة ستجعلني اكثر دقة بالنهاية "








__________________


:7b:




:7b:


I lovè ÿòû

  #213  
قديم 05-12-2013, 01:30 PM
 
ليه ان ابي ريو مالي دخل
ومشكوره اختي روايتك جداا جميل بنتظار البارات الجااي
لاتطولين علينا ومعا تحياتي ^_^
TэmαŖi and • мįηнσ like this.
__________________




  #214  
قديم 05-12-2013, 01:37 PM
 
حجز ..
TэmαŖi and • мįηнσ like this.
__________________
Flames just create us but burns
don't heal like before
  #215  
قديم 05-12-2013, 01:44 PM
 
حجز لي عودة بعد القرآءه
TэmαŖi and • мįηнσ like this.
__________________




 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ღღ نزيف الحب ღღ روح سمر روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 244 10-10-2017 08:05 PM
روايه الحب الكبير (ناروتو) دلوعه سيتو كايبا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 04-27-2013 03:39 PM
روايه نزيف الحب أثير المشاعر@ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 18 01-24-2013 02:06 AM
روايه ( احلام الحب ) روايه انمي من تأليفي Đřęĕɱ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 68 12-06-2010 01:55 PM
تاهت في عينيه ,, (روايه سعوديه جريئه) مميزة غزل! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 44 06-12-2010 05:31 PM


الساعة الآن 11:22 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011