عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree318Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #141  
قديم 03-25-2013, 02:42 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:6px double deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا حياتي كييييييييييييييييييييفك

بجد بجد انا محظوظة اليوم قصتين رائعتين ومميزتين على التوالي قصدي ثلاث

بجد من روائع ماقرأت

اسلوبك مميز وفريد وراقني كتيييييييييير

بيدخلني اجواء الرواية

مابعرف اذا فيه بارت تاني وانا ماشفته بس يادوب شفت وقت لحتى اقرأ فما دورت لو فيه ارسليه لي اكيد

بصراحة الرواية بالقمة


الفكرة والشخصيات الرائعة والمميزة

وصفك طريقة تعبيرك عن المشاعر

وأسلوبك احاسيسك ولغتك .. كل شي كان فوووول فنتاستيك

بجد بجد وبلا مبالغة كانت مميزة للغاااااااااااااية

ياويلك لو نزلتي عن هالمستوى

في شوية اخطاء املائية قليلة جداً جداً

بس عالعموم البارت مميز ومذهل

راقني كتير ومتشوقة للأحداث القادمة

وبتوقع منها اكيد انها رح تكون مميزة طالما بدايتها بهالروعة والمثالية

دمتي بود غاليتي بالفعل اكره نفسي هالايام لأني صرت مابعرف عبر واوفي بحق روائعكم

جميل ماكتبته قليل عليه ما أقوله

تقبلي مروري المتواضع وثقي ان ماخطته اناملكِ مميز وآسر بحق

لذا استمري بلا تردد

متابعة لكِ باذن الله ^^


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
  #142  
قديم 03-25-2013, 06:04 PM
 
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نـسمـہ خجل ♫
حجز ،




أعذرينيْ على التأخير ، بسس قسم ، أني عجزآنةه ، على الرد ، وفي كثير روآيات~ لآزم أرد عليهآ ،، بسس وشسوي ، عجزآنةه أردد ، وقسسم ،،

بسس هسةه ، مع ككآسةه الششآي ، رآحح أرد رد ، مآفي زيهه ،،:kesha:

..........

أولاً ، العنوآن ،، يعنيْ وشش أقولل ، عنوآن ، لآفتْ ومجذبْ ، فيهِ بعضُ من أحاسيسكِ ، المُعبرةه ،،

..

الفصَل الأول ، ككآن مليئاً ، بالدرآما ، فصل ، فيه ، بعضُ من الحُزن العميقْ ، بالنسبةه لتلكْ الفتاة ، " بيرما " التيْ تركت طابعْ الحيرة فيْ نفسيْ ،، فعلى ما يبدو ، أنها فتاة غًامضةه ، هادئة ، انطوآئية ، اعتادتْ على الحُزن ، الذيْ يحوم حولهآ ،،

وتلكْ الذكريَاتْ ، العميقةه ، الغامضةه ، الذيْ يستجمع بدآخليْ الفضول ، الحقيقيْ ،، لتلك الذكريآت ،
اقتباس:
رفَعَتْ أنامِلَها بكسَل , وسحَبتْ السَّآعَة المُنبِّهَة
أل ، التعريفْ ، ليس له دآع لوجوده ، فكتفيْ بقول " وسحبتْ ساعة المنبه ،، "

والخطأ الأملآئيْ يجبْ أن نهتم بهِ هُنا ،،

اقتباس:

انْتَهـى بـ آلْفتاةِ بعْدَ نصْفِ سـآعةٍ إلَى البقـآءِ مُسْتيْقظَة لـ تُكْمِلَ




حروف الجر ، تلتصق ، بالأسماء ، يجب ان لًا تبعديهآ عن الاسم ، ..!


اقتباس:
أغلَقتْ صُورَتُه سريْعاً حاوَلتْ تنـآسِي الأمْر ملأَت أرْجَـآءَ غُرْفتِهَـآ
اقتباس:
صخب المُـوسيقى ,


فيْ كلمةه " ملآتْ " يجب~ْ وضع ، حرف العطفْ " فآء" وحرف العطفْ هذآ يفيد الترتيب والعطفْ ،،،وإضافةه حرفْ الجر ، "بًاء" لكلمةه صًخبْ ,,

..

أيمليْ ، حازتْ على الأعجابْ منَ البطلةه بيرمآ ،، وديفيد ، شخصيةه ، لآفتةه لنظر ، فصل ، درآميْ ، جميل ، اعجبنيء ،، فيه ، مشًاعر مختلطةه ،،الوصفْ ، لا بأس بعمقه ،، أنه فصلْ مليئ بالاحداثْ الخآطفةه للعقول ،،ممتاآز ،،
[cc=مَشهد أعجبنيْ ،،]


اقتباس:


كـآنَ الصُّوت بالنِّسْبَة لِهَـآ بعيْدَاً تماماً , لكنَّهُ فِي الوآقِع
كاَن أقْرَب بكثيْرٍ إليْهَـآ إذْ لـآ يفْصِلُ بيْنَـهآ وبيْنَهُ سوىَ بابِ غُرْفتِهَـآ

وسُرْعَان ما أدْرَكت أنَّهُ صُوت ليُو شقيْقَهـآ الأكْبَر .


[/cc]





....


1- رايك باسلوب السرد ؟



جميلْ ، هآدئ ، ليس فيه أية تعقيد ، أحسنتيْ ،



أنتي تملكينْ ، أحساس تعبيريْ ووصفيْ جميل ،،
[cc=مشَهد ، رآقنيْ فعلاًِ~][/cc]


2- انتقادك


ليسً هنآلك أيةه شيءً يحتآج لنقد ، سوى ما قلته لكِ سًابقاً ،،


..................


الفصل ، الثانيْ ، كانْ بديعا ، كيفيةه الوصفْ ، والتعمق بالاحداثْ ،،


وطريقةه الحوآر ، أنتِ لم تنسيْ التعبير الحوآريْ فيَ هذا الفصلل ،


أحسنتِ ،،


لككن وقعتيْ بالخطأ كمآ في الفصل الأول ، حيثْ أنكِ يجب أن تهتمي بحروف~ْ الجر ، فهيْ تلتصقْ مع الأسماء ، لا تكون منفصلةه ،،


أعجبنيْ هَذا الفصلْ عن الأول ، فهو فيه بعضُ من الجو المرح ، على العكسْ الأول ، كآن درآميا أكثر منْ كونه مرحاً ،،


أريكِ ، شخصْ أعجبنيْ ، لفتَ نظريْ ،،


أيْ أنه حاز على أعجابيْ ،، فأنا أحب الشخصيآت ، المرحةه وفي أحيانا أخر تكونْ هادئةه ،،


المشهد الأخير ، كآن يحمل ، شيءً جميلاً ، جذبنيْ ورآئع فعلاً ،،




[cc=مشَهد ـ جذبنيْ جدآ ،،]
اقتباس:




"فِي أريْكَةٍ دافِئةٍ غُطيَّت بمفْرشٍ مُزرْكَشٍ جميْل , كُنت قَد اتَّخذُت مقْعدِي
فِي غُرْفَةِ ضيُوفِ عائِلَةِ برآوْن , حيْثُ ذهبَت إيملِي تُعدِّ أوْرآقاً لـ نكْتُبَ

فيْهَـآ كُلَّ خُطَطِنَا لـ المعْرَضِ الفنِّي وبقيْتُ أنـآ صامِتًة حتَّـى آقتَحم وُحدَتِي

السَّيْدُ قُويْن برآون الاربعينيّ ذلِك الانْسآنُ الهادِيءُ طيْبُ "


القَلب , والّذِي اُجْزِم بأنَّ إيملِي لآ تُشآبِهُ فِي لُون العيْنِين الخضرآويْن فقَط

بلْ حتّى فِي طيْبَة القلْب ذآتِها حيْنَ قالَ لِي :



- ييرْمَـآ أتمنَّى أن تبْقَي لتناوِل العشَاءْ ,!



ومضَى حامِلاً مظلَّتُه نحُوَ مطْعَمِ قريْب ! رُغمَ المطَر الشَّديْد فقَط لـ

يفِيَ بُوعدِه لـِي بُوجْبَة عشآءٍ إيطاليَّةٍ فاخِرَة رُغمَ كُل اعترآضَاتِي علَى ذلِك

لئلاّ يُرْهِق نفْسَه إِنـه رَجـلٌ گبِير بالسـن ! .



وسَط شعُور ييرْمَا بالاحْرآج مِن اصْرار السّيد قُويْن علَى

شرآءِ العشَاء تحْتَ هذَا المطَر الشَّديْد أتَت السَّيْدَةُ هيليْن برآونْ بصيْنيَّةٍ

حَوت ثلاثَة فناجيْن قُهوَةٍ سُودَاء خلْفَها آيملِي وردَّدتْ :



- تفضَّلِي يا ابنْتَي لآ شكّ أنّ البرْدَ قارِسٌ فِي الخارِج !


- شُكراً لكِ سيَّدة هيلِين !



ومضَت السّيْدَة هيليْن لـ تُكمَل أعْمال المنْزِل بَعدَ انِ احْتسَت

القهْوَة بيْنمَا بقيْتُ وآيملِي لـ نتحدَّث حُول العديْدِ من الأفْكار

والمشآريْع !.
[/cc]


..



- اكثر شخصية اعجبتكم

أريك ، وإيمليْ رآقت ليْ هي الأخرى ،،

- رايك في الاسلوب ؟ ، هل تحسن عن قبل ؟

جميل جداً ،، أهنئكِ على الأبداعْ الخاطفْ أختيْ ،،

أنا لمْ أقرء لكي روآيةه سًابقةه ،، لكنْ في أعتقاديْ أنكِ تقصدين الفصل السآبقْ ،،

الحقيقة أنا لًا أرى أيةه تحسنْ ، ما زآل نفسْ الأسلوبْ ، الجآذب ، أستمريْ علىْ هذآ الأسلوبْ الرآقيْ ،،

- توقعاتكم

أنا فًىشلةه فيْ التوقعآت ،، لكن أعَتقد حدوثْ ، شيءً ليسَ في الحسبآن ،،وأنتيْ الأدرى فيْ هذه الأمور ، فأنتيْ الكآتبةه

- اقتراحاتكم

لبيست لديْ ، أقترآححآت ، آسسقةه ،،


....


أعجبتنيْ كتآبتكك الجميلةه ، اللطيفةه الججآذبةه ــ رآقنيْ وأححبت مآ كتبتيْ ،،


ولآ أدريْ أن ككآن رديْ قصيراً أم طويلاً ،، لككنْ أرجو أن يُعجبكيْ ،،


أنتيْ لكآتبةه تستحقُ الثنآء ، فأنتي تملكينْ قلما ، ذهبياً ، مرصعاً بالأبدآع ،،


أرجو لكِ التوفيقْ ،،


لًا تنسينيْ من الرآبط ،، أختيْ


تمْ التقيم ، لروعةه ، قلمكِ الذهبيْ ،،،:


فيْ حفظْ الرحمنً ،،:wardah:
__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
  #143  
قديم 03-26-2013, 12:05 PM
 
^

شكرا لكم جميعاً

نورتوا
جاري تنزيل البارت

اسفهه ع التاخير
TэmαŖi likes this.
__________________


:7b:




:7b:


I lovè ÿòû

  #144  
قديم 03-26-2013, 12:45 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im40.gulfup.com/G6kdz.png');border:5px double purple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

العنوان : سالتك هل هي الايام من تخون - ام على عتبات الطريق ننسى الاحبة





"كَآن النُّعاسُ قَد غالَبنِي رُغمَ أنَّ عقارِبَ السَّاعةِ لَم تتجَاوزِ الثَّامِنَة والنِّصْف
فـ مضْيُت دآخِل غُرْفتِي الَّتِي اشتْقُت لهَا كثيْراً بعَد كُلّ غُرفَ الفنآدِق الَّتِي
قضيْتُ بهَا الأشْهُرَ الأخْيَرة , آشقُّ طريْقِي نحُوَ سريْرِيَ الّذِي آنتصَفهَا ."

ولكنَّ خزآنَةً كبيْرَةً إلَى يسَآر الغُرْفَةِ الواسِعَة كآنت قَد جعلَت
إيريْك يلْتفِتُ إليْهَا لـ تمتدَّ يدآهُـ نحُوَ صنْدُوقٍ كـآن قَد تحآشَا النَّظرَ فيْهُ
منْذُ مدَّةٍ طويْلَـة , ولكنَّه هتَف لـ ذآتِه

" رُبمَّا محُضُ تشآبُه ! . فقَط تشآبُه عآدِيّ "

ولكنَّ كُل تلْكَ الظُّنونِ قَد تلآشَتْ حيْنَ ارتَمى فُوقَ أريْكَةٍ بُنيَّةِ اللُّونِ أمَام
سريْرِه , فَتح الصُّندوقَ لـ يُفْصِح عَن صُورٍ كثيْرَة سحَب إحْدآهـآ رفَعهَا

إليْهِ , تأمَّلها جيِّداً , فـ آتسَعت حدَقتـآ عيْنِيه وسَقَط الصُّندوق لـ تتناثَر
المزيْدُ مِن الصُّورَ , بعْضُهَا بلِ الكثيْرُ مِنْهَا كـآنتْ قَد جمعَتْهُمَا معاً , تأمَّل
الوجَه الّصآفِي سآكِن الملامِح , وهادِيءَ الابْتسَامة , وشعْرُهـ البنِّي كمـآ عيْنيِه تماماً


ولـ لحْظَةٍ فقَد سآدَت العتْمَة فِي دآخِل آيريِك , قلَب
الصُّورَة بهُدوءْ وردَّد مـآ كُتبِ خلْفَها :

ييرْمَـآ باكسْتِر ستَّة عشَر سنَـة و ريُو برآيْس ثلآثَةٌ وعشْرُون سنَة ! .
وهتفَ : إنَّها هِي ذآتُها !


جمعَ الصُور بهُدوءٍ بعَد أن سكَنت ذآتُه وتنهَّد وهُو يُعيْدُ الصُّندْوقَ
إلَى مكانِه فُوق الخِزانةِ .

" أخْشَى أنَّكَ جلبْتَ المشآكِلَ لـ نفْسِك , آيريْك ! "


ولكنَّهُ همَس فجْأًة : ولكِنْ ! .. رُبمَّا لآ تعْرِف شيْئاً ! بالفْعل هذَا
مُؤكَّد كيْفَ ستعْرِفُ أيَّ شيءٍ ؟!


وآبتسَم لـ تعُودَ تلْكَ الثَّقَةُ إلَى نبْرَةِ صُوتِه
وهُو يرْتمِي فُوق سريرْهِـ قائِلاً : لآ داعِيَ لـ القلَقْ إنَّها محْضُ صُدْفَة .






كَآنتْ العتْمَةِ الَّتِي كسَت تلْكَ الغُرْفَة البسيْطَة , خيْرَ دليْلٍ علَى أنَّ النٌّومَ
وجَد طريْقَهُ لـ عيْنِي ييْرمَـآ , كيْفَ لآ ؟! وقَدِ انتصَف اللَّيْلُ وسكَن المنْزِل تُماماً
أو هذَا مـآ كاَن عليْهِ الحآل , حتَّى بدَأتْ تعلُو أصْوآتٌ اقْتحَمت سكُونالمنْزِل وأحْدثَت ضجيْجاً مُعتادَاً مصْدَرُهـ آلخآلَةُ مآرِي وَ لـيُوْ .

فِي البدَايةِ لَم تكْتَرِثْ ييرْمَـآ أوْ مآرسيْل لـ تلْكَ الأصْوآت لكنَّ حواراً
علآ حمَل كلِماتٍ أجْبرَتهُمَا علَى فتْحِ البآبِ فِي ذآتِ اللَّحْظَـة علَّهُمـآ تتدآركَانِ
بضْعَ جُملٍ مِنْه .


- لآ أٌصدِّق كيْفَ تجْرُوء علَى نعْتِي بالسَّارِقَة ؟! , ألْسَت آنْتَ
مِن يسْرِقُ المآل دائِماً .


كـآنتِ الفتآتانِ فِي هذِه اللَّحْظَةِ , قَد وقفتَا على آخِر درَجةٍ على سُلَّم المنْزِل
تتأمَّلانِ بذهُولٍ تلْكَ الملآمِح الغاضِبَة لـ آلخالةِ مـارِي الَّتِي كآنَت تُلوِّح
بحْزمَـة كبيْرَةٍ مِن المآل أمـآمَ ليُو الّذِي كآن بعْكسِهَا يرْتدِي ملآبِسَ تنمُّ عَن أنَّهُ

كـآن سيخْرُج مِن المنْزِل للـ الَّتُو بيْنمَـآ أوْحَى لهُمـآ رداءُ النُّومِ الأزْرَق الطُّويْلِ
الّذِي كآنَت ترْتدِيـه السيَّدةُ مارِي أنَّها كانَت تغطُّ فِي نُومٍ عَميْق ,
ولكنِ ليْسَ أعْمَق
مِن أنْ يُفوِّت وجُودَ شخْصٍ كآن يعْبثُ بخزانَتِها !


علآ صُوت لـيُو الّذِي لَم يُلآحِظ وجُودَ اختيْهِ تماماً
كخآلتِه : هه ! .. مِن السَّارق ؟! أنـآ أمَّ مَن سَرقتْ إرْثَ عائِلَةٍ كامِلَة
ودمَّـرت حياتُهم فِي الوقْتِ الّذِي كآنَ مِن المُفْتَرضِ أنْ تُسآعِدهُم فِيه ؟! هـآآهـ أجيْبِي ؟!

وكـآنتَ عبآرَتُه الأخيْرَةُ قَد علَت لـ تتحوَّل لـ صرْخَةٍ غاضبَـة : أجـييييـبِيْ ؟!


لكنَّ الدُّم قَد تحجَّر فِي وجْهِ السَّيْدَةِ
مارِي لـ يُعبِّر عَن غضَبٍ أكْبَر قَد اجْتاحَها لـ تصْرُخ هِي الأُخرَى : هذآ يكْفِي
ربَّيْتُك خمْسَ سنُوآتٍ ونِصْف , وهذَا جزائِي تتَّهِمُنِي بالسَّرقَةِ أيُّهَا السَّافِل ! ,

وردَّدت بسُخريَة وهِي تُكشّر
عَن ابْتسامَةٍ ماكِرَه : ولكِن الابْنَ سيُشْبِهُ والديْهِ حتْماً لذآ ... !


وتوقَّفَت عَن الكلآمِ فجْأةً ليْسَ لأنَّها أحسَّت بأنَّ ما تقُوله
يُسيءُ لـ أُختِها وَ زُوجِها الرَّاحِل
بلْ لأنَّ صفْعَة قويَّة أتَت مِن كفِّ ليُـو لـ تُعبِّر عَن
شيءٍ يسيْرٍ مِن شرآرَةِ غضَبٍ التمَعتْ فِي عيْنِيه
وجعلَتْهُ , كمَنْ يُفْصِح بهذِه الصَّفْعَة عَن غضَبـه الكآمِن خمْسَ سنُوآتٍ كامِلَة ,

عَن سبَبِ توقُّفِه عَن الدِّراسَة لـ ينْصَـرفِ
لـ الأعْمآل الشَّآقَة ! , عَن كُل ظُلْمٍ تلقـآهُـ طُويْلاً . !
كـآنَ ذلِك مُفاجِئاً لـ الجميْعُ فقَد اتسَعتْ أعيُنهُم مُحدِّقَةً
بـ الشَّابِ الّذِي كآن يزْفرُ بقُوَّة وكُل جُزءٍ فِيْه يرْتجِفُ غيْضاً ! , تغّيـرَ لِيـُو من ذَلك الشـَاب الناجـح الىٰ الشّاب الثّمـل المتنمر !

حتَّى السّيْدَةُ مآري
رسَمت تعْبيَر اندْهاشٍ تمثَّل فِي صمْتِها ويدِهـآ
الَّتِي لآمسَت خدَّها بهُدوءْ وكـأنَّ سكُون
الصَّدْمَـة قَد اعْتراهـآ وشلَّها عَن الحرَكِة تماماً ,


لـ تُردِّد بعْدَ بْضِعٍ ثُوانٍ بنبْرَةٍ مُرْتجِفَة : آخْرُج ! , لآ مكآن لكَ فِي منْزلِي
.. قُلْتُ لكَ اخْرُجْ !
ولكنَّ نبْرَتها الصَّارِخَة كآنَت قَدِ اخْتَفتْ تماماً ,


ليُردِّد ليُو :
- والمَال ؟! أيْنَ إرْثِي وإرثُ اخْتيَّ هاتيْن ؟!
أيْنَ هُو ؟! لقَدِ انْتظَرْنَا طويْلاً ! .


التفَتتْ إليْهِ أخيْراً وردَّدتْ : سأحدِّدُ مُوعَداً معَ المُحامِي , ولْنرَ ما
سيحْدُثْ !


ومضَى ليُو مُتجاوِزاً أختيْهِ كَمَن تنفَّس الصُّعدَاءَ أخيْراً , وهُو يُوضِّبُ
حقآئِبَهُ خارِجاً مِن المنْزِل بهـدُوءْ , مُطْبِقاً البَاب لـ يتْرُك لـ ييرْمَـآ شُعُوراً
رماديَاً بأنَّها غَدتْ وحيْدَةً وسَط غضَبِ خالتِهَا الجارِف , فـ خشِيَتْ أنْ تُصُبَّ جامَهُ عليْهَا
لذآ آكْتفَت بأنْ تُوصِدَ باب غُرْفتِها بهدُوء وكُل أفْكارِهـآ , حُولَ ما حَدث اللّيْلَة
والحِوار يتردَّدُ فِي ذهْنِهَا .


" خالتِي تسْتسلِم ؟! هل سيتنْتَهِي مُعاناتُنا ! بُوصولِ المُحامِي
سنحْصُل عَلى إرْثَنا أخيْراً , حيْنَها فقَط قَد يجْتمِعُ قليْلٌ مِن شتآتِنا ! "


وصُورَةُ ليُو لَم تُفارِق الجميْعَ وهُو يُعبِّر عَن غضَبِه , بتلْكَ الصَّفْعَة ! .





ومَضَتْ بضْعَةُ أيَّام كآن الحالُ خلالَها أشْبَه بسكُونٍ مآ قَبْل العاصِفَة ,
أوْ ما بعْدَها .. لآ أحَد يدْرِيْ ! , آلخالَة مَارِي صامِتَةٌ تماماً لَم تعُد تُوجِّه أيَّ
أوآمِرَ إلَى ييرمَآ أو حتَّى نظَراتٍ حادَّة , حتَّى أنَّها لَم تنْظُر إليْهَا أبداً

كـَآنت وجْبَةُ العشَاءِ هيَ الوحيْدَة الَّتِي يتمُّ تناُولَها فِي المنْزِل , ولكِنْ لَم
تكُن علَى تلْكَ الطَّاوِلَة آلخشبيَّة بلَ كَآن كُلْ شخْصٍ يُوصِد بآبَ غُرْفتِه حامِلاً ما يُعدِّهُـ
لنفْسِه , وأحْياناً تتوسَّطُ مارسيْل غُرْفَة الجلُوسِ أوْ آلخالَة مآرِي ولكِن لَم تكُن
إحداهُنَّ لـ تتناوَلهَا معَ الأُخْرَى فِي ذآتِ المكَانْ .

وحتَّى المعْرِض الفنِّي حضِيَت ييرْمَا بهُدُوءٍ مُناسبْ لتجْهيِز لُوحَتِها للمعْرِض, رُغمَ قلِقهَا حُولَ ليُو الّذِي
لَم تَرُهـ لـ أرْبعَةِ أيَّامْ مُتواليَةْ إلّا أنَّها هدَأت حيْنَ أرْسَل لهَا :


" أنـآ بخيْر , أسْكُن فِي غُرْفَةٍ صغيْرَةٍ قُرْبَ المطْعَم الّذِي أعْمَلُ
بِه , سآتِي لـ الزِّيارَةِ حيْنَ يحْيُن مُوعِد قدُومِ المُحامِي , عنْدَها سنُنْهِي كُل شيءْ وسنُعُود لـ نعيْشَ معاً أنَا , أنْتِ ومآرسيْل ..
لآ تقْلقِي ولآ تخافِي مِن تلْكَ العجُوزِ الشّريْرَة
لَنْ تقْدِرَ علَى فعْلِ شيءٍ الآن "


وآبْتسَمت وهِي تتنهَّدُ بارْتِياحْ ,
وهِي تُزيْحُ شعْرَها الأسْوَد بعْدَ أنْ وضَعتْ هاتِفَها
جانِباً , لـ ترْفَع شعْرَهـآ إلَى الخلْفِ وترْسُم علَى شفتيْهَا قليْلاً مِن مُرطِّب الشَّفآهـ وهِي تُردِّد :

سينْتِهي كُل شيءٍ قريْباً , سينْتهِي !

وترْسُم فِي مُخيِّلتَها وميْضَ تفاؤُلٍ صغيْرٍ لـ صُورَةٍ مُشْرِقَةٍ
تجْمَعُهَا بـ ليُو وَ مآرْسِيل تحْتَ سقْفٍ واحِدٍ دُونَ المزيْدِ مِن العنَآء ودُونَ شجاراَتٍ أوْ حواجِزَ
بنآهـآ وجُود شخْصٍ سليْطٍ كـ خالتِهَا ! .
نجَح فِي زْرِع حُواجِز كبيرَةٍ بيْنَهُم .

" ولكِن ليْسَ بعْدَ
الآنْ , ليْسَ إلَى الأبَدْ ! "


هذَا ما ردَّدْتُه لـ ذآتِها حتَّى أتَتْ إيملِي لتقْتحِم صمْتَها قائِلَةً :
- تُوقَّفِي عَن تأمُل آنْعكاسِك علَى المرآةِ وبقائك فِي دُورَة الميآهِـ طُوال
اليُوم وتعالَي لـ لأن المعْرَض سُيْفتَتحُ بْعَد عشْرِ دقائِقْ !


آبتسَمت ييرْمَا وهِي تقُول : حسنَاً !


كآنَت إيملِي ستُوصِد البآبَ الّذِي دخلَت مِنْهُ ولكنَّها عادَت لـ تفْتَحُه

قائِلَةً : مهْلاً ! , أنتِ تبْتسَميِن ! ما الأمرُ مَع معْنوياتكِ ؟ ، شبْهِ المُرتفَعةِ اليُوم ؟!

- سيأتِي المُحامِي قريْباً لـ الزِّيارَةِ وسنطَّلُع أخيْراً علَى وصيَّةِ والديْنَـآ !


وقَفتْ إيملِي مُقابِلهَا وهِي تقُول : حقَّاً ؟! تعْنِينَ أنَّ مُعاناتكُمْ معَ تلْكَ الخالَةِ
الشَّريْرَةِ ستنْتَهِي !

- هذَا صحيْح ! ,
قالتَها ييرْمَا وسعادَةٌ بداخِلهَا اختزَلت كُلَّ حرْفٍ فيْهَا


لترْبِتَ إيملِي علَى كتفِها قائِلَةً : أنا سعيْدَةٌ لأجْلِك !


نظَرت ييرْمَا لـ ساعتِها ثُم قالَت وهِي تلْتقِطُ الهاتِف المُوضُوعَ
إلَى يسارِهـآ : هيَّا سنتأخُّر عَنِ المعْرِض ! .



ومضَت الصّديْقتانِ سعيْدَتانْ , فإيملِي أخذَت تهْمسُ لـ ذآتِها

" لَقد تحمَّستْ أخيْراً لـ المعْرِض الفنِّي كآنتَ فكْرَةُ الآنِسَة
ميْنآمِي رائِعَة .. "


وعَآدَت بذآكِرتَها إلَى حوارٍ قَبل عدَّةِ أيَّام جمعَها بالآنسَة ميْنامِي
فِي إحدَى أزقَّة المدْرسَة :


- ستكُون مشآركَةُ ييرْمَـآ فِي المعْرِض إلَى جانبِ فتاةٍ مرحَةٍ
مثْلَكِ , عامِلاً قُويَّاً فِي نزْعِ ذلِك الانْطواءِ عنْهَا فكمَـآ تعْلمِين اشْتراكُها فِي نادِي
الفنُون يتطلُّب منْهَا قُدْرةً عَلى الانْدِماج وحُب العمَل الجمآعِي , وهذَا
لـن يتأتَّى إلَى بمُسآعدَتكِ

- حآضِر! , سأفْعلُ ذلِك آنسَة ميْنامِي !

- شُكراً لكِ إذَن تعاليْ غداً إلى مكْتبِي مَع ييرْمَا لنتحدَّث حُولَ
ذلِك .




" كَآن ذلِكَ يُوماً نآدِراً بالنِّسْبَةِ لِي , فَهاهِي التَّاسِعَةُ صبحاً بشِمْسَها المُشْرقَةِ
قَد أطلَّتْ ولكِنَّنِي آقْبُع فِي شُرْفَةِ غُرْفَتِي آسْتمِتُع بهذَا الافْطارِ الجميْل !
أيُّ شَيْءٍ قَد يكُون أجْمَل مِن هذَا ؟! "


هذآ مَا كَآن يدُور بخُلِد آيريْكِ وهُو يتنآوُل , قطْعَة مِن
الخُبْزِ المُحّمَر إلَى جآنِب البيْضِ وقليْلٍ مِن النَّقانِق ,

وقَد أحَاطَت بِه شُجيْرآتٌ
زُرِعت بِدآخِل أصيْصَين علَى جآنبِّي شُرْفَتِه إلَى جآنِب
المنْظَر الجميْل لـ حديْقَة مِنزْل عآئِلَة وآنْسفِيد الواسِعَة تلْكَ الَّتِي
كسْتَها مسآحاتٌ خضْرآء ,

وَ ورُود رسمَت لُوحَـة مُتعدِّدَة الألْوآن علَى جانبيِّ
تلْكَ الأعْشآب . فَلم يكُن لـ أحدٍ أنْ يُفكِّر لـ لحْظَةٍ بالظُلَّمِة القابِعَة
بيْنَ جوآنِب ذلِك الشَّآبِ , الجآلِس علَى كُرسيِّه الأبْيَض
فحتَّى حدَّةُ عيْنِيه كآنَتا قَد بهُتَتا بسعَآدَة .


رنَّ هاتِفهُ ليُقآطِع لحظآتِ سكُونِه النَّادِرَة , فالْتقَطهُ لـتْزداَد سعادتُه
وهُوَ يسْمَع صُوتَاً عميْقاً , ولكِنَّهُ
حازِمٌ بعْض الشّيءِ لـ امْرأةٍ آنْتصَفت الثَّلاثيْنات مِن عُمْرِهـآ ..


- مرْحباً .. آيْرِيك !


- آووهـ .. أهلاً خآلتِي أهذِه أنتِ ؟! يا إلهِي آشْتقُت إليْكِ !


- ههههـ .. وأنا أيْضاً يآ عزيْزِي , أأَنتَ بخيْر ؟! كيْفَ صحُتكْ ؟!
ألَم تمْرَض مِن السَّفَر المُتكِّررْ ؟!
قُلْ لِي كيْفَ تشْعُر , الجُو أكثُر برُودَة هُنـآ أعرِف ذلِكْ !


- هههههـ .. أنـآ بخيْر لآ تقْلِقي وصحَّتِي بأحْسَنِ حالْ ,
اعتَاد جسَدِي على تقلُبَاتِ الجَوْ !


تنهَّدتِ المْرأةُ اللَّطيْفَة بارْتياحٍ ثُم أرْدفَت : كُنت قلِقَة عليْك ,
حتّى حيْنَ علِمتُ أنَّك أوْصَلت ديفيِد
وبَّختُ ذلِك الفتَى المُهْمِل لأنَّه لَم يدْعُوكَ لـ المجيءْ إليْنَا !


- آهـ لآ تقْلِقي بخصُوصِ ذلِك , سأحُاوِل أنْ آتِي إلَيْكِ فِي أقْرَب فُرْصَة !


ولكنَّ المرْأة أرْدفَت بسُخريَة : أقْرَبُ فُرْصَةٍ هِي بَعْدَ آلْفِ سنَةٍ
بالنسَّبةِ لَكْ , فَـ أنَا سآتِي لتنَاوُلِ الغداءِ معَك , لذآ ألْغِي كُلَّ
الأعْمَال الَّتِي يُكلِّفُكَ بِها ذلِك الشّريُر نآكُر الجميْل !


- هههههـ .. الشِّريُر ناكُر الجميْل أخِي يآ خالتِي , لا تقُولِي
عَنهُ ذلِك , ثُمَّ إنَّهُ خارِجَ البلآدِ منذُ فتْرَةٍ طُويْلَة !


- لآ ليْسَ شقيْقَك وأنْتَ تعْرِف ذلِك , ثُمَّ تنهَّدت فقَد علَا صُوتَها
كثيْراً ممَّا أتْعبَها لتلْتقِطَ أنْفاسَها و
تُكمِل : المُهِمُّ الآن فِي تمَام الواحِدَة
سآتِي لتنَاوُلِ الغدَاء مَعك !


- حسَناً بآنْتِظارُكِ!


قالَها والابْتسِامُة تعْلُو شفتِيهِ , وحالَما أغْلَق هاتِفَه رسَم ضحْكَةً
علَت قليْلاً وأخذَ يُردِّد : الشّريُر نآكُر الجميْل , أيْنَ جُورْدآن ليسْمَع هذَا ؟!


كآنَت السّيْدَةُ آيزآبيْل ماكيْنزِي هِي كُلِّ مآ تبقَّى ليْرسُم صُورَة
ذكْرَى حيَّةٍ لِـ والدِةَ آيْريِك بعَد وفآتِها , رُغْمَ الاخْتلافِ الكبيْرِ فِي شخْصيِّتهِمَا !

فـ آيْزابيِل كآَنت مثلاً تقليْديِاً لـ الخالةِ الوفيَّة لـ آبنِ شقيْقَتِها
المُتوفـآة والحَازِمَةُ كـ سآئِر نسَآءِ العائِلاتِ الارْستقرآطيَّة ,

يْنمَا كَانتْ شقيْقَتُهآ
الكبُرْى كآريْن مثالاً حيَّاً لطيْبَةِ نادِرَةٍ تُجآهِ كُلِّ مَن تُقابِلهُم , وعطْفٍ لَم
يمْحُه كُلُّ ذلك المَالِ حُوْلَها حتَّـى مَع مَن
كآنُوا يحْسِدُونَها لـ زوَاجِها مِن الثَّرِي
سميْث وآنْسفِيد ! رُغْمَ أنَّ ثرآءَ عائِلتِها أقلُّ بكثيْر ! .

ألْقَى آيْرِيكْ نْظرَةٍ خاطِفَةٍ لصُورَةٍ جمَعتْ وآلديْهِ , وقبَعتْ وسَط أكْبَر صآلاتِ
القصْرِ ثٌمَّ مضَى وهُو يُوجِّه الأوآمِر
لـ رئيْسِ الطَّباخيْنَ بـ غداءٍ مُميَّزٍ لـشخْصين .




كَآنتِ السَّاعةُ الحادِيَة عشْرَةَ قَد أعْلَنت خِتامَ المعْرَض الفنِّي لجمَاعةِ الفُنونِ
وسَط الكثيْرِ من عبارآتِ الإعْجآبِ الَّتِي تلقَّاهـآ الطُلَّابُ
وَ مُعلِّمَتُهم الآنِسَة ميْنآمِي ,

لذلِك التَّرْتيِب الّذِي حظِيَت بِه قآعةُ المعْرَضِ وتلْكَ الألْوآنِ الزَّاهيَةِ لـ السَّتائِر
ومِنصآتِ العرْضِ الَّتي امتلأَت بمُجسَّماتٍ فنيَّةٍ جميْلَة ,
وجُدرآنٍ تزيَّنت بلُوحاتٍ حمَلت
كُلُّ واحِدَةٍ مِنْهَا معْآنٍ حافِلَةٍ بـالإبْدآعِ ..


كـآنِ مُديْرُ المدْرَسةِ يمْشِي بفخْرٍ بجانبِ
الآنسَةِ ميْنآمِي وهُو يُودِّعُ , آخِر الحضُورِ
والّذِي كآنَ مُوظَّفاً مُهمِّاً لـ وزَارةِ التَّعليْم ! .


وحالَما غادَر الحضُور آنْزاحَ ذلِك الطَّابِع الرَّسْمي الّذِي اتسَّمتْ بِه وجُوه الطُلآبِ
لتُطابِقَ جُوَّ المعْرَض , وذلِك بعَد أنْ هتفَت آلانِسَة ميْنآمِي :


- ذهَب الحضُور لذآ , نسْتطِيعُ الآنَ الاحْتِفالْ !


وسَط هُتآفاتِ الطٌلَّابِ الفرحيْن ,
آتَّجَه الجميْعُ لتناوُلّ الطَّعام فِي غُرْفَة الفنُونِ ,
بعَد أنْ آتشَّحَت بطابِعٍ آحْتفالِّي بسَبِب الزِّيْنَةِ الَّتِي كستْهَا وأصْنافِ الطَّعامِ
الشَّهيْةِ الَّتِي آنْتشَرت هُنآ وَ هُنآك
وتلْكَ الكعْكَةِ الجميْلَةِ الَّتِي احْضَرتها الآنسَةُ ميْنآمِي !


هتَفتْ إيمْلِي بعَد أنْ آبتعَدت هِيَ
والآنسَةُ ميْنآمِي عَن بقيَّة الطُّلآبْ :


- شُكراً لكِ حقاً آنسَة ميْنآمِي ,
ييرْمَا سعيْدَةٌ للغآيَة بهذَا المعْرَضِ والحفْلِ أيْضاً ! .


آبتسَمت الآنسِةُ ميْنآمِي بدفْءٍ
وهِيَ تقُول : شُكراً لكِ أنْتِ , فشخْصيُتُكِ المرْحَةُ
تُضْفِي البهْجَةِ علَى ييرْمَا أكْثَر , !
وَ لُولآ تعاُونِك مَعيْ لمَا شآركَتْ هُنآ الآنْ!


ولكنَّ نبْرَةِ الآنسَة ميْنآمِي تُحوَّلتْ لقليْلٍ مِن الجديَّةِ وهِي تهْمِس :
ولكن أودُّ أنْ أسألَكِ آيملِي , مَا سبُب آنْطواءِ ييرْمَا ؟!


هتفَت إيملِي وهِي تتأمَّل صديْقَتها الَّتِي تتناَول الطَّعامَ
بابْتسامة : إنّه بسَب وفآةِ والدِيْها حيْنَ كُنَّا فِي السَّنةِ الثَّانِيَة مِن
المرْحَلةِ المُتوسَّطةِ بعْدَ حادِث سيْر تعرَّضا لهْ ! ولكِن ... !


- ولكِنْ مـآذَا ؟!


فجْأَةً آبْتسَمت آيملِي وقالَت
لتُخْفِي تردُدَّها : لآ لـآشيءْ ! , سأذْهبُ
الآنْ عَن إذْنِك آنسَتِي

" كنُت أريْدُ أنْ أُدْلِيَ لـ آلانِسَة ميْنامِي ,
بَمشآعِريْ ولكِن .. رُبَّما هذَا وهْم !
رُبَّما مِن مُخيَّلتِي فقَط ! , "

آبتسَمت إيملِي بسُخْريَةٍ وتابَعت حديْثَها لذآتِها

" مُخيَّلِة ! , لآ .. أنَا أكْثَرُ شخْصٍ يْعرِفُ ييْرَما وتلْكَ ليْسَت أوْهاماً
إْحساسِي تُجآهَ الأشْخاصِ الّذِيْنَ أعْرفِهُم لآ يخيْب ! "

كَآن ينْتابُ إيملِي ذلِك الإحْسآسْ , تلِك الذّكرياتْ حيْنَ كآَنت
فِي بدايَةِ المرْحَلةِ الثَّانويَّة بدآ أنَّ ييرْمَا تغيَّرتْ نحُوَ الأفْضَل كَان ذلِك
فِي إجآزِة الصّيْف ولكِن بعْدَ آنْقضاءِ نصْفِ سنَةٍ فقَط بهُتَ كُلُّ شَيءْ ,
أتَآها اتْصالُ ييرْمَا , صُوَتها المُرْتجِف وبكُآءُهَـآ .. تماماً كمَا

بكَت حيْنَ تُوفِّيَ والديْهَا , ولكِن كَان
اليأسُ أكْبَر مِن دمُوعِها ! لتغْرَق مِن جديْد
وسَط تشآؤُهمَا وحُزْنِها , تذكَّرتِ
الوعْدَ الّذِي قطَعتْهُ لهَا تلْكَ الّيْلَةِ المُمْطِرَة ..

- آيملِي , عدِينِي !


- بمَاذَا ؟!


- بأنّ لآ تسْألِينِي أبداً عَن سبَب بُكآئـي البارِحَة أبـداً !


كَآن ذلِك بْعَد آلّليْلَةِ الَّتِي , آنهارَت فيْهَا ييرْمَا وبكَتْ بشدَّة ,
ولكِنْ لمَ ؟! لآزَلتْ آيملِي تتسآءَل !


آنتَشل صُوت ديْفيِد إيملِي مِن عُمقِ أفْكارِها وهُو يرْبِتُ علَى كتفِها :


- آيملِي , هيَّا لَقد آنْتهَى الحفْل !


آلتفَتتْ لتسأَل : أيْنَ ييرْمَـآ ؟!


- ودَّعتِك منذُ نصْفِ سآعَة ! ,
وقَال بقلَق : مآ بكِ ؟!


آبتسَمت : لآ شَيءْ , أرُيِد العُودَة إلَى المنْزِل فقَط !


آبتسَم لَها وهُو يقُول : حسنَاً , سأُوصِلُكِ ! .





- أرْجُوكِ ييرْمَـآ لنذْهَب !


مضَت ييرْمَا نحُوَ جهازِ الحاسُوب لتُغيِّر الأُغْنيَةِ , الصَّاخِبَة الَّتِي علَت
غُرْفَتها إلَى أُخْرَى هادِئَة , مُتجاهِلَةً ندائات صديْقَتها ورجآئهَا !


ولكنَّ آيْملِي قالَت بحُزْن مُمتزِجٍ برجاءْ : هيَّـآ , لآ تتجاهلْينِي .. إنَّهُ
غَداً وفِي منْزِل عائِلَة وآنْسفِيد , أعنِي هَل سنفوِّتُ هذَا ؟!


- تعْنيْنَ هَل ستفوِّتيْن ! , فأنَا لسْتُ مُهتمَّةً بهذَا النُّوعِ مِن الحفَلاتْ ,
ثُمَّ أليْسَ لديْكِ ديْفِيد ؟! ستبْدُوآنِ لطيفيـن معاً !


- أعْلَمُ ذلِك ولكِنْ , أرُيْدِكِ أنْ تأتِي مَعنَـآ , هيَّا هَل ستتْرُكيْنَ
صديْقَتكِ هكذَا ! وُتضيْعيَّن منْهَا فُرْصَتها
الوحيْدَة بالذَهابِ إلَى حفْلٍ جميْلٍ
مَع شابٍّ طيِّب كـ ديْفِيد !


بدَت ييرْمَـآ أكْثَر تردُّداً وهِي تقُول : ولـكِن .. نحْنُ لآ نعْلَمُ طبيْعَة
الحفْل , رسمِي , صاخِب مـآذَا نرْتدِي
مَن سيحْضُر ؟! وهلْ هُو آمِنٌ لنَآ أنْ نذَهبْ !؟


- لآ تقْلِقي , قالَتها إيملِي وهِي تقْفِز على سريْرِ ييرْمَا الَّتِي
كَآنت تتصفُّح إحْدَى المجلآتِ : سألْتُ ديْفِيد عَن كُلِّ هذَا !


- آوهْـ حقّاً ؟!


- نعَم قالَ إنًّهُ حفْلٌ صاخِب , مُوسيْقَى
والكثيْرُ مِن أصدْقاءِهـ وأصْدقـآءِ إيريْكِ ,
أيَّ أنًّ الحفْل ليْسَ رسميَّاً أبداً , ونسْتطِيعُ آرْتداءَ مـآ نُريْد !


بدَت ييرْمَـآ أكْثَر تردُّداً , فهِيَ لم تشَأ أنْ تحْرِم آيملِي مِن فُرْصةٍ
ستُقرِّبُهَـآ مِن ديْفِيد , ذلِكَ الّذِي كآنَت ييرْمَـآ ترَى فِيه الشّخْصَ الأنْسَب
لـ إيملِي وتتمنَّى مِن أعْماقِهَا نجَاح علآقتِهمَـآ .. لذآ هتفَتْ بتردُدْ :


- آذْهبِي مَع ديْفِيْد , إذَا ذهبْتُ أنَـآ سأكُون مُجرَّد دخيْلَةٍ بيْنَكُمـآ !


- مآذَا تعْنيِن بدخيْلَة , أنـآ وديفِيد مُجرَّد صديْقيْن !


- ولكِنَّكِ قُلْتِ للتُّو بأنَّ هذِه فُرْصَةُ وحيْدَةٌ للذّهابِ لـ الحفْل مَع شآبٍ
طيْبٍ كـ ديْفِيد =_="


- آعتِرفُ بذلِك ولكِن أنـآ , حسناً .. لَم أعنِي !

وصمَتت بتردُدِّ لتُخفِي حُمْرَة كسَت
وجُنتيْهَا ثُمّ هتفَت فجْأةً : والآن مَاذَا أستذْهبيْنَ أمْ لآ ؟!


- حسناً سأذْهَب , قالَتْها ييرْمَـآ باْبتسامةٍ


لتحْتضنها آيملِي بفرحْ , قائِلةً : حقّاً ؟! كُنت أعلَم ذلِك ! ,
أنتِ أفْضُل صديْقةٍ فِي العالم



كَآن مساءُ اليُومِ التَّالِي فُوضويّاً تماماً ,
فِي غُرْفَةٍ آكتسَت جُدْرانُهَا بلُونٍ آخْضَر

ورسُوماتٍ بآخَره أفْتَح مِنْهُ بدرَجةٍ واحِدَة ..
كانَ جليْاً أن تلْكَ الغُرْفةَ ذآت الطّابِع المُشْرِق لـ فتاةٍ كـ آيملِي .

كآنَت الملآبِسُ قَد آنتشَرتْ فِي أرْجاءِ الغُرْفة فُوقَ
السّريْر وقُرْب مكْتبِها وعلَى إحْدَى رفُوفِ مكْتبِتها الصّغيْرَةِ ,
فهِيَ حتّى الآن لَم تجِد مآ يُناسِبهَا ممّا سبَب
لِـ ييرْمَا صُداعاً كافِياً
وهِي تسْتلقِي علَى السرير قائِلَة :


- جرّبِتي , كُلّ شيءْ الفُستان الأزْرَق
والبْنطالَ الأسُودَ مَع ذلِك القميْصِ البُنيّ الجميْل
وأخيْراً هذَا الزِّي الرآئِع .


ورفَعت تنُورَةً جميْلَة ذآت قُماشٍ ساتانٍ
أسُودَ وقميْصٌهَا كسَآهُـ البيآضُ وبضْعُ خيُوطٍ سٌودآءْ


ثُم أكْمَلت : لَما لَم تُقرِّري حتّى الآن َ! , انْظُرِي إليْ !


وأشآرَت إلَىٰ تَنورَتِها القَصِيرَة الحَمراءِ ، وَفوقَها قَميصٌ أسود بِخطوطٍ حمراء

ثُم أكْملَت : اخْترُت ملآبِسي خلآل خمْسِ دقائِقَ فقَطْ !


ولكنَّ آيملِي بدَت حقاً غارِقَة فيْ
حيرتِها آلَّتِي كآنتْ ستمْتَدُ لـ ساعاتٍ لُولآ تدُخل
ييرْمِـآ بإقْناعِها بارْتداءِ الزّيُ الّذِي أشآرَت لهُ سابِقاً ! ,

خرَجتِ الصّديْقتانُ إلَى
سيّارةٍ صغيْرًةٍ رماديَّةِ اللُّونِ كـآنتْ قَد
أقلّتُهمَـآ للتٌّوِ وكـآن صاحِبُهـآ هُوَ ديْفِيدْ ! .


ومضَى الثّلاثةُ عبْرَ طريْقٍ بدَأ يغْدُو أجمَل فأجْمَل , حيْنَ وصَلُوا إلَى
أحدِ أفْخرِ أحْياءِ المديْنَةِ حيْثُ يقبْعُ منْزلٌ
أضآءَت أنْوآرُهـ تلْكَ اللّيْلَة الهادِئَة

وأحيَـت المُوسيْقَى الصآخِبَةُ المُنْبِعثَةُ
مِنْهُ الصّخَب وسَط سكُونِ ذلِك الحيّ
كَـآن لـ القصْرِ حديْقَةٌ وآسِعَةٌ هِي مآ منَحهُ مسآحَةً كبيْرَةً وبُعداً عَن

القصُورِ القليْلَةِ الأخُرَى والمنَازِل الكبيْرَة المُنْتشَرة فِي أرْجاءِ الحَيْ .
دخَل الثّلاثُة مُتأنّقيْن , وكـآنَ لـ ديفْيد نصْيبٌ كبيْرٌ مِن عبآرَاتٍ التّرحْيب بهذآ
الشّابِ الأشْقِر الوسيْم بريْءِ الملامِح والّذِي يكْسُوهـ الكثيْرُ مِن المرَح .


كَآنِت المُوسْيقى تمْلاءُ المكَآن فـ علَى تلْكَ المنصَّة ,
فرْقَةٌ مُوسيْقَيَّة مَلأَ صخُب عزْفِها أرْجآءَ المكَـآن ..
وحُولَها الكثيْرُ مِن الشُبّانِ والفتيّاتِ
يرْقصُون تحْتَ أضوآءِ الحفْل .


وَالنّاحِيةُ الأخُرَى لمَن أرَادَ الجلُوسَ وتَناوُل الطّعاَم وتبُادُلَ الأحاديْثِ مَعْ
أصْدقآءِهـ , فالطّاولَات والأرآئِكُ الفاخِرَة
قَد انتشَرت فِي مُؤخّر القآعةِ حيْثُ شُرْفَةٌ كبيْرَةٌ
مُطلّةٌ علَى حديْقةٍ المنْزلِ خرَج مِنْهـآ البعْضُ
مِمّن يُريْدُ إجْرآءَ مُكالاماتِه الخاصَّة
أو الابْتعادَ قليْلاً عَن صخَب الحفْل , وازْدحامِه


همسَت إيملِي : مـآ هذَا ؟!


التفَتت ييرْمَـآ : مَاذَا ؟!


ووقَعت نظَاراتُ الفتآتيْنِ مُندْهشتيْنِ
علَى أريْكةٍ بعيْدةٍ بُلُونٍ أسْوَد آختفَت تحْتَ
أضْوآءِ الحفْل الخافِتَة , كَآن آيْرِيك بحُلّتِه
وبذْلتِه الأنْيقَة بعْيداً عَن رسميَّتِه تماماً

حُولَه أرْبَعةُ فتياتِ كـآن قَد أحـآطَ
بتملُكِن أجمَلهُنّ وآلتِّي لَم تكُن سِوى
عآرِضةِ أزْيآءٍ مشْهُورَة .


قالَت آيملِي بدهْشَة : إذَن فهُوَ مِن هذَا النُّوعِ مِن الأثْريآءِ !
ولكِن , وشهَقتْ بفَزع : هَل ديْفِيد مْثَله ؟!


أجآبَت ييرْمَآ الّتِي مآ تزالُ تحدّق بدْهشة : رُبمّـآ !
ثُمّ أفآقَت لتقُول فجْأةً : آعنِي لآ .. لآ ديْفِيد ليْسَ مثْلَه !


عآدَ ديْفِيد إليْهُمَا بعْدَ أنْ كآنَ قَد ذهبَ لتحيَّةِ بعْض
أصْدقآءِهـ , وهتف : مـآ بكُمـآ ؟! هيّـآ لنسْتمِتع !


- مـآ مفْهُوم المرَح الّذِي تُريْدُ أنْ تحْضَى بهِ سيّد ديْفِيد ؟!


- مـآذَا ؟! مـآذَا تعْنيْنَ إيملِي ؟!


كآنَ ذلِك ردّاً مِن ديْفِيد علَى جُملَة آيملِي الحادّة
لـ تضْغَط ييرْمَـآ علَى ذرآعِ صديْقتِها وهِي تقُول :
لآ شَـيْءْ .. ! إنّها لآ تعْنِي شيْئاً ,
آآ أيْنَ السّيْد آيرْيك ؟ نُريْدُ أنْ نُحيِّيهْ ؟!


ومضَى ديْفِيد لُينآدِيَ آيرْيكِ ,
وتهْمٍسَ ييرْمَـآ لـ إيملِي : مآ بكِ آيملِي ؟!


- لآ شيءْ , ولكِن !


- ولكِن مآذَا كُنتِ ستتفوَّهيْنَ بأكْبَر شيءٍ
تنْدميْنَ عليْهِ فِي حياتِك أمَام ديْفِيد


بدَا على آيملِي قليْلٌ مِن النّدمِ
فقَالت : ولكِن .. هَل هُو حقّاً ليْسَ هكذَا ؟!


- بالتّأكيْد , كُونه قريْبُ إيْريِك لآ يعْنِي أنّهُ مثْلَه , لنُتابِع الحفْل
بهدُوءٍ ونجنّب أنْفُسنَا المشآكِل حتّى
تعْرفِي ديْفِيد علَى حقيْقتِه !


وصمَتتِ الفتآتانِ لـأنّ آيريْك وديْفِيد صآرَا على مقُربَةٍ مِنْهُمَـآ
حيّاهُمَـآ آيْريِك قائِلاً : أهْلاً بكُمـآ,
لآ أصدّق أنّكُمـآ أتيْتُمَـآ ّ!


حيّتهُ كُل مِن آيملِي وييرْمَـآ لينْصِرفَ آيْريْك بعْدَهـآ بدقآئِقْ
وهُوَ يُلْقِي نظْرَةً أخيْرَة علَى ييرْمَـآ مُحدّثاً نفْسَهُ

" أرْجُوا أنْ تكُونَ هذِه هِيَ المرَّةُ الأخيْرَةِ الّتِي آرَآهـآ
فيْهَـآ ,كَآنتْ دعُوتُهَـآ غلْطَـة ! "

قضَى كُلُّ مِن ييرْمَـآ وإيملِي وديفِيد وقْتاً جميْلاً متناوليْنَ
الأطْعِمَة اللّذيْذَة علَى طاوَلةٍ صغيْرَةٍ ,

حتّى وقَف كُلُّ مِن آيملِي وديْفِيد لـ الانْضمِام
لـ المُسْتمتعيْن بصخَب الفرْقَة المُوسيْقيَّة ويرْقُصَـآ علَى أنْغامِهَا
بعْدَ إصْرارٍ كبيْرٍ مِن ديْفِيد , رُغمّ تردُدٍ آكْتسَح آيملِي

لوهْلةٍ لوُلآ تشْجيْعُ ييرْمَـآ
الّتِي آنسَحبت لـ الخارِج بهُدوءْ ... !


بعْدَ أنْ حضِيَ كُلٌّ مِن آيملِي وديْفِيد بوقْتٍ جميْل ,
آنصَرفتْ آيملِي إلَى دُورَةِ
الميَآهِـ تارِكَةً ديْفِيد يرْتشِفُ قليْلاً مِن
الصُودَا قُربَ طاوِلةٍ الأطْعمَةٍ لوُلآ صُوتٌ
باغتهُ بحدَّة :


- فتاةٌ جميْلةٌ , ورآقِصةٌ بآرِعَة .. يالكَ مِن محْظٌوظٍ ديْفِيد !


آلتفَت ديْفِيد لـ مصْدَر الصُوِت ولكنَّ آبتسامَتهُ
تلاشَت حيْنَ رأَى ذلِك الشّآبَ
العشْريْنيّ أمَـآمهُ , ذُو شعْرٍ أشْقَر
وبشْرَةٍ بيْضـآء بملامِح يترآءَى لـ كٌلّ مَن رأَهـآ
أنَّ صاحِبَها يمْلِكُ مِن الحدَّةِ والسُخريَّة ,
والدّهـآءِ نصيْباً كبيراً رُغمَ الجمآل
الّذِي تمْلِكهُ آبْتسامَتهُ إلّا أنّ نظرآتِه

نحُوَ ديْفِيد جعلتْ الأخيْرَ يعْرِفُ جيّداً أنُّه مُقْبِلٌ عَلى
إْزعاجٍ آخَر مِن عدُوّهـ الأوّل مـآيْك جآيسُونزْ


- نعَم , فتآةٌ جميْلَة ولكنَّهـآ لَن تكُون سعيْدَةً حيْنَ
رُؤيَةِ وجْهٍ أخْرقٍ مثْلِكَ تماماً كـ حالِيْ الآن !


ضحِكَ مآيْك بسُخريَة : لمـآذَا ؟! , أنَا لَم أتعرّف إليْهَا بَعْد ,


- ولَن تفْعَل , وآقْترَب ديْفِيد إليْه وهمَس : فهِيَ لنْ تكُونَ مسُروُرَة
بالتّعرُفِ إلَى تاجِر مُخدّراتٍ يقْتاتُ علَى
تدْميِر صحَّةِ الآخريْن والقضَآءِ علَى مُسْتقبَلِهمْ


ولكِنّ السُخريّة الّتِي امتْزَجت بالتّهكُمّ لَم تُفآرِق
مآيْك وهُو يقُول : مُشْكلَتُكَ أنَّك تنْظُر
إلَى نصْفِ الصُّورَة يآ صغيْرِي ديْفِيد !


وصَمت الاثْنآنِ حيْنَ وصَلت آيملِي
قائِلةً : ديْفِيد , هَل رأيْتَ ييرْمَـآ ؟!


التفَت مايْك مُبْتسِماً وقال : وآآآو , أنتِ جميْلَةُ جدّاً !


هُنـآ أمْسَك ديْفِيد يدَ آيملِي
قائِلاً : هيّآ لنذْهَب إيملِي !


- آنتظِر ديْفِيد , لَم أتعرّف إلَى صدْيقَتك
ومدّ يَدهُـ مُصافِحاً : مآيْك جآيسُونزْ ,


مدَّت آيملِي يدَهـآ والدّهْشَةُ
تمْلأُهـآ : وأنَـآ آيملِي برآونْ !


ليُقبّل مآيْك يدَ آيملِي الّتِي سحبتْهَـآ مُتفاجِئَةً , مِن تصرُفِ
هذا الفتَى غريْبِ الأطْوآر أمَآمهَـآ مُتأمِلَةً
بذهُولٍ النّظرَة الغاضِبَة لـ ديْفِيد

وهُو يسْحبُهـآ بعيْداً مٌردِّداً : هيّـآ إيمـلِي !
سنتلوّثُ أكْثَر إنْ بقيْنَـآ هُنآ !


ولكنَّ مآيْك هتَف حيْنَ آبتعَد ديْفِيدْ
وآيملِي : إذَن تلْكَ الفتآةُ هُنـآ , ييرْمَـآ باكسْتِر
هذَا غريْب .. مآ الّذِي يدُور بخُلْدِ آيريْك !؟


قالَهـآ وهُوَ ينْظُر بحدَّةٍ لـ الفتآةِ الواقِفَةِ فِي الحديْقَةِ , تتأمُّل
بشُرودْ , كـآنَت تلْكَ ييرْمَـآ الّتِي
سكنَها الهدُوءِ بعيْداً عَن ذلِك الصّخبِ الّذِي
لآ تُطيْقُهـ ! ,


" لُو كـآن معَيْ ؟! أكُنتُ لـ آسْتمِتعَ بـ هذَا الحفْل ؟! "


كآنَ سُؤالاً بسيْطاً , ولكِن عُمقَ ألمِه بدآخِل
ييرْمَـآ جعلَ الدُّموعَ تتحجّر فِي عيْنيْهَـآ
ليُقآطِعها صُوتٌ شجآرٍ آندَلع بجانبِها

بيْنَ ثلآثَة فتْيآنِ وفتآتانٍ تحلّقُوا حُولَ
شخْصٍ سقَط علَى الأرْضَ .. هتفَ أحَدُ الفتيآنْ :


- قآلًت لكَ صديْقَتِي ,أنَّها لآ تُريْدُ هذِه البيْتزَآ !
أعدِهَآ وآستبدِلهَا بأُخرَى تُنآسبُ مُستوآنـآ !


وآبتعَد ليُفْصِح عَن هويَّةِ الفتَى الجاثِي
علَى الأرْضِ , لـ تهْتِفَ ييرْمَـآ : ليُو ؟!


ومضَت إليْهِ غيْرَ مُصدِّقَة لـ
وجُودِ شقيْقِهـآ فِي مكـآنٍ كهذَا !


كآن يبدُو جليّاً أنّ لكْمَةً قدَ توجّهت
لـ ليُو والسبُب عدَم إعْجابِ
المجْمُوعَة بالبيْتزآ الّتِي قآمَ بإيْصالِه
للـ التُّو إليْهِم , ممّـآ جعلُه يجْثُو علَى الأرْضِ هكذَا .


هتفَت ييرْمـآ : رجاءً , أوقفُوا ذلِك يـآ ساَدْة !


وجلَست بجانبِ شقيْقِهـآ وهِي تلآمِسُ
وجْنتَهُ قائِلةً : أأنْتَ بخيْر , ليُو ؟!


هتَف : آهـ نعَم !


قاطعُهمَا صُوت شآبٍ آخَر ضمْنَ المجْمُوعَةِ
آتَى ليقُول : آنظرُ مَن لديْنَآ هُنـآ
فتاةٌ مُثيْرَةٌ لـ الشّفقةِ وصديْقُهـآ البائِس ,
آوووهـ .. أنـآ علَى وشكِ البُكآءْ !


هتفَ شآبٌ بجابنِه : هيي جُون , لقّنُهمـآ درْساً قاسِياً ,
لـ يتعلّما مِنهُ كيْفُ يُعدِّانِ البيْتزآ بطريْقةٍ أفْضَل !


- توقَّفُـوا حالاً , مـآ هذِه المهْزلَةُ الّتِي تحْدثُ هُنـآ ؟!


هتفَت إحدَى الفتآتانْ : يآ إلهِي إنُّه إيْريِك !


آبتسَمت آلفتاةُ الأُخرَى قائِلةً : هآذيْن الأخْرقيْن يُزعْجِانِنا لذآ
كآن عليْنا التّعامُل معُهمَا ! , لآ تُشْغَل بالكَ سيّد آيريْك !


نظَر آيريْك إليْهُم بحدَّةٍ قائِلاً : ولكنَّنِي لآ أريْدُ أيّ تصرٌّفاتٍ
صبيانيَّةِ طائِشَة هُنـآ , لذآ ستُغادِرُونَ حالاً !


قآل أحُدى الشُبآنِ بحدَّة : مـآذَا قُلْت !؟ ,
أتطْرُدنَـآ آلآن ونحْنُ أصْدقآءُكـ
مُقابِلَ هذيْن الـسخيِفيْن ؟!


ولكنَّ إجآبَة آيريْك آتَت
لـ تقُول : أجَـل ! , فأنَت تُعكّرُ جوّ الحفْلِ هُنـآ


ومضَى الخمْسَةُ يتاهمسُونَ بغضَب ليقِفَ كُلٌ مِن ييرْمَـآ , وليُو
الّذِيْنٍ التفَت إليْهِما آيريْك


قائِلاً : آنآ آسِفٌ لِمَآ حدَث !


أجآبَت ييرْمـآ : لآ عليْكَ سيّد آيريْك , أنـآ سأًغادِر الآن !


- لآ عليْكِ بإمْكانكِ البقآء ,فـ ..!


قاطعتهُ ييرْمـآ : لآ داعِيَ لذلِك ,
شُكراً لـ دعُوتكِ سيّد آيريْك إلَى اللّقآءْ !


ومضَت ييرْمَـآ وليُو بعَد أنّ قدّم الأخيْرُ شُكرَهـ لـ آيريْك ,
الّذِي أصرَّ علَى دفْعِ قيْمَةِ مـآ طلبهُ أولئِكَ الخمْسَة !


وقَف آيريْك لـ لحظاتٍ يتأمُل ظلّ الشّقيْقيْنِ الّذِي آختفَى خارِجَ
بوابَّةِ القصْر , غزَا آيريْك شعُورٌ غريْب ,
كُل مآ يعْرِفهُ أنُّه مُؤلِمٌ لـ الغايَة


ولَم يُوقِظُه مِنه سوَى صوُت يُنآدِي :
آيريْك , تعالَ لنرْقُصَ سويَّةً !


كـآنت تلْكَ إحدَى فتيآتِ آيريْك الّتِي سئِمَتْ آنتظارُهـ , فـ
خرَجت لـ تبْحثَ عنَهْ !





كَآنت السّآعةُ الثّالثُة فجْراً , قَد أعلَنتْ حضُورَهـآ .. ودقَّت عقارُبهَـآ
ليتثاءَب آيريْك , مُعتِرفاً أنَّ كُل هذَا الصّخبِ الّذِي حضِيَ بهِ اليُومَ أرْهَقُه

خصُوصاً بعَد عـآدَ الهدُوء المُريْبُ الّذِي آكتسَحتْهُ الظُّلْمَةُ لـ يغْزُو القصْر
كآنَ إيْرٍيك يتناُولَ كُوبَه الثآلِثَ مِن الكُحوِل ,علَى طاولَةٍ فِي قآعةِ الحفْل
وحيْداً تارِكاً لـ كُل أحْزآنِه أنْ تسْتسلِمَ
لهذَا الاسْترِخـآءِ المُؤقَّتِ الّذِي حضِيَ بِهْ .


أتـآهُـ صُوتٌ لـ يُردِّد :


" ييرْمـآ بآكستِر , ثمآنِيَة عشَر عاماً , تدْرُس فِي ثانويَّةِ سيْمِي ,
آلوالدِان جُون بآكستِر وَ جآكلِين باكستْر تُوفيّا قبْلَ أرْبَع سنُوآت فِي حادِث سيْر
فعآشَت مَع خالتِها مآرِي هاتُورِي , آمرأةٌ عزْبآء فِي الثآنيَة والأرْبعَيْن ,
بالإضَآفَة إلَى ليُو بآكستِر شقيُقُهـآ البالِغ مِن العمُرِ ثلاثةٌ وعشْرُونَ عامَاً والّذِي
يعْمَل فِي مطْعَمِ كآرْتِر لـ البيْتزآ وشقيْقَتُهـآ
مارسيْل البالِغَة مِن العُمْر , خمْسَة
عشَر عاماً والّتِي تدْرُس فِي مدْرٍسَةِ سيْمِي المُتوٍسِّطَة ! "


آلتفَت آيريْكِ غيْرَ مُتفاجيْءٍ بنبْرَة الصُوتِ الَّتِي سرَدت عليْه
كُل هذَا , ليقُول : مـآ الأمْرُ مَع كُلّ هذِه المعُلومآتِ , مآيْك ؟!


ولكنَّ مآيْك أكْمَل : " قبْل سنَتيْن أيّ حيْنَ كآَنت ييرْمَا فِي السّادِسَة عشْرَة
بدأَت علاقَتُهـآ مَع السيْد ريُو برآيْس والّتِي امتدَّت حتّى نصْفِ سنَةٍ فقَط ! " ,
ولكِن كيْفَ عرفَها ريُو , وَ أيْن .. ولِماذَا ؟! هذَا مـآ لَم نُفْلِح فِي معْرفَتِه ؟!

وتنهّد مآيْك ثُمّ هتفَ
بسُخْريَة : لُو كآن ريُو حيّاً لـ آستطْعتُ سُؤآلَه , ولكِن ...!


قاطعُه صُوت آيريْك آلذِي وقَف بانْفِعال : هذَا يكْفِي ,! لآ أدرِيَ لَم تذْكُر كُل
ذلِك وكأنَّنِي بحاجةٍ لـ معْرفَتِه ,
ولكّنِني لسْتُ بحاجَةٍ إلَى ذلِك .. !


كآنَ الغضَبُ قَد احتلَّ مِن آيريْك جُزْءاً كبيْراً , بالإضآفةِ
إلى عجْزِهـ عَنِ التّوازُنِ ممّـآ دفَعُهُ
لـ أنْ يُسْنِدَ يديْهِ إلَى الطّاولِةَ


ليْهتِفَ مآيْك : أنْتَ ثمْلٌ يآ صديْقِي , لكنَّك تسْتطُيعُ إجابتِي !

وآقتَرب مِنهُ هامِساً فِي اُذنِه :
لمَاذَا دعُوتَ ييرْمَـآ إلَى هُنـآ آيريْك ؟!


آلتفَت آيريْك إليْهِ قائِلاً : كـآنَت محْضَ صُدْفَة لَم آكتشِف مَن تكُون
ييرْمَـآ إلّا بعْدَ أنْ دعُوتَهـآ , لذآ .. لذآ لَم أستطِع منْعَها !


كآن يبدُو أنّ آيريْك مُرْهَقٌ تماماً ,
لذآ ربَت مآيِك علَى كتفِه


قائِلاً : حسنَـاً , سأذْهُب الآنَ وأنْتَ
عليْكَ أنْ ترْتَـآح تعْلُم أنَّ ظلَّك الأكْبَر
طلَب مِّنـآ نقْلَ كُلّ تلْكَ الصّنادِيق
مِن الهيْرويّن * خارِج البلآد لذآ لديْنَا
الكثيْرُ لـ نفْعَلُه غداً !





ازدات الامُور تعقيداً كُلمَا زَادتِ الفُصول ، فـَ أي مَقطـع مِن هَذا الفَصلِ
آلمك . أسعَدك ؟!

لِيُو ، مَايك ، آيريك
هَذهِ الشخصيَات أَي انطِباع تَركتهُ فِي نفُوسِكمْ !؟


فِي كُل فصلٍ ، كُل شخصيةٍ تُعطيكم مفاجأة ! ، الفصلُ القاَدِم سَتكونُ لكُم صَدمةً عارمة تتَعلق بـ " مارسيل- الخالة ماري " فَماذا تَتَوقعُون سَيحدث





ملاحظة : الهيروين نوع من انواع المخدرات :ha3:[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة • мįηнσ ; 03-26-2013 الساعة 01:55 PM
  #145  
قديم 03-26-2013, 12:48 PM
 
أقرأ الفصل وارجع *,*
اذا ريو ظهر لا احد يأخذه >,<
لانه لي -^-
Prismy and TэmαŖi like this.
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ღღ نزيف الحب ღღ روح سمر روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 244 10-10-2017 08:05 PM
روايه الحب الكبير (ناروتو) دلوعه سيتو كايبا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 04-27-2013 03:39 PM
روايه نزيف الحب أثير المشاعر@ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 18 01-24-2013 02:06 AM
روايه ( احلام الحب ) روايه انمي من تأليفي Đřęĕɱ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 68 12-06-2010 01:55 PM
تاهت في عينيه ,, (روايه سعوديه جريئه) مميزة غزل! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 44 06-12-2010 05:31 PM


الساعة الآن 09:18 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011