كان جالساً بألم وهو في غرفة الانتظار بينما دموعه لا تكف عن الانهمار بدا كئيباً جدا وكانت هذه اول مرة في حياته يبكي الي هذا الحد بينما صديقه موجود بجواره
البرت بحزن : مارك اهدء لا يجب ان تفعل هذا بنفسك
مارك بألم وهو يبكي : زوجتي اتاها انهيار و ابني لم يخرج من العمليات كيف لي أن اهدء
اكمل وهو يجز علي اسنانه : انا السبب .. ليتني لم اتركهم .. لن يسامحونني
البرت بألم : سيسامحوك .. واعلم ان كان احد يعلم عن زوجتك وابنك صدقني لن يدعوهم احياء
مارك بأسف شديد : لن يسامحوني .. لقد كنت شخصاً احب نفسي
البرت : لا لا .. لقد فعلت هذا لاجلهم وعرضت حياتك للخطر كي يعيشوا في امان
مارك وهو يتمتم: لن يسامحوني .. لن يسامحوني .
فتحت عينيها بهدوء ونظرت حولها لتجد كل شئ ابيض وسرعان ما علمت انها في المشفي وتذكرت ما حدث نهضت بفزع وازالت الاشياء التي عليها وخرجت بسرعه من الغرفه وهي تجري كالمجنونه و تبكي نهض مارك بفزع واقترب منها وامسكها
مارك بقلق : لما نهضتي ؟
صرخت اليزابيث بالم : ابني .. كاميلون
البرت : اتركها اجعل قلبها يطمأن واذهب خلفها
فتركها لتركض هي بسرعه .
وصلت لغرفه العمليات التي هناك زجاج يحميها بينما كاميلون هناك ويجرون لها الاشياء اللازمه
صرخت وهي تضرب الزجاج : ابتعدوا عنه .. اتركوا ابني .. لا تؤذوه ايها الحمقي
اخذها مارك بسرعه البرق نحو احضانه وضمها اليه بشده بينما بقيت تبكي بالم علي صدره
اليزابيث : اريد كاميلون
مارك بألم وهو يحتضنها اكثر : اهدئي .. سيكون بخير
هدئت اليزابيث وهي بين احضان مارك واتجه بها نحو غرفة الانتظار وجلس جوارها بينما كان ممسك يدها والبرت جالس امامهم .
تذكرت فورا اليزابيث ان هذا الشخص لا تعرفه فابعدت يدها عنه بسرعه وكم كانت خجله ولم يخفي ذلك علي كلا من مارك و البرت ابتعدت اليزابيث عنه قليلا
اليزابيث بخجل : مـ .. ن .. انتما
البرت بهدوء : تقريبا انا صديق كاميلون وكأخاه الاكبر امين المكتبة
اليزابيث بابتسامه حزينه حينما تذكرت كاميلون : اه .. حسنا
اكملت وهي تنظر الي مارك : ومن انت يا سيد
نظر نحو بحنان فهي بنفس ملامحها لم تتغير مطلقا بينما هي نظرت اليه بذهول صحيح انه تغير كثيرا لكن تلك العنين وهذا القلب لا يخطأن ابدا حاولت ان تقول ان هذا شعور عادي ونفضت تلك الافكار من عقلها بينما اشاح مارك وجهه الي الجهة الاخري
مارك ببرود : انا مارك
فتحت عينها علي مصارعيهما واخذت تردد ذلك الاسم الذي لم تنساه مطلقا اكتفت بالايماء برأسها بهدوء بينما الحزن يعتري تقاسيم وجهها .
البرت بهدوء : سيدة اليزابيث يجب ان تذهبي الي غرفتك الان حتي ترتاحي لا تقلقي سنجلس انا ومارك هنا
اليزابيث وهي تهز رأسها بألم : لا استطيع ترك كاميلون وهو في تلك الحالة
اتت الممرضة بهدوء وهي ترتدي ملابس بيضاء فوراً وقف الجميع .
الممرضة بهدوء : اين وليّ امر المريض كاميلون مارك
اليزابيث بحزن : انا والدته .. كيف حاله ؟
الممرضة ببرود : لقد اخرجناه تواً من العمليات يجب ان يجلس هنا مدة لا تقل عن اسبوعين
اليزابيث بصدمة : هل حالته خطره
الممرضة بسخرية : حدث له حادث بـ سيارة مسرعة فكيف تريدينه ان يكون بخير
مارك بحدة : احترمي الفاظك
نظرت له الممرضه بخوف و شعرت بالخوف يعتريها من عينيه خصوصاً بينما اليزابيث اطرقت برأسها كانت تتمني ان يكون هناك شخص يحميها .. لو كان مارك معها لما تركها تقول هذه الكلمات تماما كما يفعل هذا السيد
الممرضه بارتباك : اسفه سيدتي
حاولت اليزابيث ان تكون قوية : هل استطيع الدخول له ؟
الممرضة وهي تهزّ رأسها بسالبية : لا .. تستطيعين بعد هذا اليوم فهو في حالة خطره
ورحلت بعدها الممرضة بينما وقعت اليزابيث منهارة علي الارض والدموع تنزل علي وجنتيها .
ويليام بقلق : لا لا .. هناك امر حدث معه
ليزا بحزن : عزيزي سيكون بخير اعدك
ويليام بألم : لا .. كاميلون ليس بخير .. انا اشعر به ليزا .. قلبي يقول انه قد حدث له شئ
يوكي بقلق هي الاخري : اهدء ويليام صدقني سيكون بخير
نيك باستغراب : الا تستطيع الذهاب الي منزله ؟
ويليام بسعادة : يا الهي طار هذا من عقلي سأذهب له علي الفور
ليزا : سااتي معك
كانت يوكي تريد ان تقول وانا ايضا .. ولكن من هي حتي تقول ذلك ! انها حتي لا تعرفه جيد
ويليام بابتسامة : نيك .. يوكي .. تعاليا سيكون رائع ان يتعرف عليكما
تسارعت نبضات قلب يوكي من سماع هذا الطلب
يوكي وهي تحاول السيطرة علي مشاعرها : الامر سيسعدني
وذهبوا جميعا الي منزل كاميلون يحسبون انه هناك .
(( ليس هنا ))
كان هذا صوت ويليام المصدوم وينظر الي المنزل الفارغ المظلم البارد
ليزا بارتباك : ربما يكون في غرفته
هزّ رأسه بسالبية وصدمة : اشعر به .. كاميلون ليس هذا
اصدقكم القول .. يوكي ايضا شعرت بالقلق الشديد علي كاميلون رغم انها لا تعرفه الا انها نجذبت له بسرعة
نيك بهدوء وهو يلتفت الي ليزا : هل تعرفين اين بيته
اؤمت ليزا راسها بهدوء بينما اخذوه الي منزله وجلست معه ليزا في صدمته اما يوكي كانت تريد الجلوس والاطمئنان عليه لكن ليزا لم تجعلها تجلس فهي تعلم انها ستتعب يوكي اكثر من اللازم وهذا الشئ هو الذي لا تريده ابداً .
مارك بهدوء : هيا انهضي سيدة اليزابيث يجب ان ترتاحي
حاولت اليزابيث النهوض والثبات لكنها لم تستطيع امسك وانهضها وذهب بها الي غرفتها اعطاها دواء خاص وجعلها تنام بعدها نامت بسرعة فهذا الامر المتوقع لانها متعبة جدا .. مسح مارك دمعة كانت مستقرة علي وجنتها اليمني
مارك بحنان : تعلمين اني اشتقتُ لكِ
قبّل شفتيها برقة وخرج بهدوء حتي لا يزعجها رغم انه لا يحتمل فراقها طٌرفة عين .
مر اربع ايام لم يستيقظ فيها كاميلون اما عن اليزابيث فاغلب اوقاتها البكاء والنوم لم يكن ارثر لينام دون ان يطمأن علي صديقه ففي خلال هذه الايام لم ينعم بالنوم حتي رغم البرت ومارك اللذان يخبرانه الا انه أبي عن ذلك وبشدة اما عن ويليام فلقد جنّ جنونه هو الاخر بفقدان صديقه فحتي الان لا اثر لهم انه فعلا قلق بشكل لا يصدق واما عن ساندي وميرا فكلاهما قلقان بشأن اليزابيث وشعرا ان هناك شئ سئ قد حدث والذي جعلهما يتأكدان هي يوكي التي اخبرتهما بكل شئ اما عن مارك فلم يكن يبعد عن كاميلون لحظة واحدة رغم انه ممنوع دخول أي شخص الا انه حالة استثنائيه .
مارك بحنان وهو يمسح علي شعر كاميلون : اووه يا صغيري اشتقت اليك كثيرا لا تعلم كم تمنيت ان اراك
اردف بحزن : هل ستسامحني علي ما فعلته ام لا ؟ حينما تعرف انه كان يتوجب عليّ ذلك ستسامحني اليس كذلك ؟
جميعنا اعزائي كنا نتمني من كاميلون ان يسمع كلام والده ولكن كاميلون في وادٍ غير الذي نحن فيها نهائياً فهو في عالم حيث لا ينحرم فيه من شئ عالم الاحلام حيث ان كل شئ ممكن فيه .
في غرفة الانتظار اتت الممرضة بهدوء لينهض كلا من البرت وارثر
الممرضة بهدوء : لقد سمحوا لكم بالدخول لان الان حالته مستقرة ولكن رجاءا لا نريد ازعاجاً
ارثر ببرود : حسنا
لم تكن تلك نبرة ارثر الحقيقة انما كان يتصنع البرود والهدوء في نفس الوقت فلو تعلمون كمّ القلق الذي قلقه علي صديقه لما سمعتم تلك النبرة في صوته وايضا لا تعلمون بعد حجم سعادته الكبري بلقاء صديقه مجددا ولكن الامر الذي يحيره .. ما علاقه السيد مارك بـ كاميلون رغم ان كاميلون ليس له اقرباء ؟ لدرجة اجزم انه والده فلو كان فاعل خير لذهب علي الفور اما مارك فلم يخرج اصلا من غرفة كاميلون الممنوعة ؟ الامر غريب بالنسبة له .
دخل ارثر غرفة كاميلون بحزن ليتفاجأ ان كاميلون مستيقظ وينظر للسقف بشرود بينما مارك ممسك بيده وينظر له كان مستغرب من هذا ولكن قرر التجاهل ركض بسرعة واخذ كرسي وخلع نظارته و وضعها علي المنضده واحتضن رأس كاميلون بحزن
ارثر بقلق : اووه عزيزي كاميلون هل انت بخير ؟ هل تشعر بالألم ؟
ابتعد ارثر عنه منتظرا الاجابة لينظر له كاميلون بابتسامة هادئة : بخير شكرا واسف لاني اقلقت الجميع
قبّله ارثر من جبينه : لما الاعتذار ؟ ومن ثم نحن جميعا نحبك و واجبنا ذلك نحوك
خجل كاميلون من هذا التصرف
كاميلون وهو يجزّ علي اسنانه بخفوت : هل اصبحت شاذ ؟
ضحك ارثر بخفة : هههههه هذا واجبي نحو صديقي ومن ثم انا قبلتك من جبينك ايها الاحمق
اشاح كاميلون رأسه بخجل : وان يكن
صمت الجميع لم يسمعون شئ سوي صوت قياس نبضات القلب الخاص بـ كاميلون لم يكن مارك يريد مشاركتهم في الحديث فيكفه فقط صوت ابنه التفت كاميلون نحو ارثر
كاميلون بتردد : هل .. هل اتي ويليام ؟
نهض ارثر من الكرسي الخاص به بغضب
ارثر بغضب وخفوت : ابعد كل هذا مازلت تريده ؟
ابعد كاميلون عينيه عن ارثر بينما وضع ارثر يده علي وجنته التي اخذ منها الصفعه
ارثر بحنان : هل مازلت تتألم منها ؟
ابعد كاميلون يد ارثر بغضب طفيف : لقد التمس عقلك حقا يا ارثر
ضحك اكثر ولكن هذه المرة بصوت عالي بعض الشئ : ماذا افعل لصديقي المتهور ؟
كاميلون بانزعاج : افرح هذه المرة في الحديث معا ولكن لن اكون هذه الشخصية مرة اخري
ارثر بابتسامة : لكني احبها
كاميلون بانزعاج : وانا اكرهها .
نطق مارك بتردد : صغيري
نظر له كاميلون بصدمه كان يتسائل ما تلك اليد الدافئة التي تمسك به وما هذا الشعور الرائع الذي يشعر به منذ ان استيقظ حينها تأكد انه من هذا الرجل بالتأكد
كاميلون ببرود : من هذا ؟
ارثر بهدوء : انه الذي ساعدك .. لولاه لما كنت علي قيد الحياة كاميلون
اشاح كاميلون وجهه الي الجهة الاخري : لم اكن احتاج مساعدة علي أي حال
حاول ارثر تمالك نفسه حتي لا يصرخ علي صديقه فلا يريد ان يكون ويليام الثاني الذي لا يهتم بمشاعر كاميلون
مارك بحنان وهو يمسح علي شعر كاميلون : سعيد انك بخير صغيري
كاميلون بغضب : لست صغيرك ابتعد عني
وابعد كاميلون يده علي مارك كان مارك مصدوماً من ردّة فعل كاميلون لم يكن يتوقع ان كاميلون يمكن ان يكون هكذا مطلقا
ارثر بسرعة : اعتذرُ مكانه سيد مارك انه ليس في رشده
قاطع كل ذلك دخول اليزابيث وهي تركض بلهفه .
ضمته اليزابيث وهي تبكي : اووه عزيزي الحمدلله انك بخير .. انا سعيدة لاجلك
كاميلون بهدوء : اسف لاني اقلقتكِ امي
اشار مارك عليّ ارثر بالذهاب الي الخارج أي يذهبان هما الاثنين الي الخارج اخذ ارثر نظارته التي تركها علي المنضدة وارتداها بينما خرجا شعر مارك بالألم الا يحق ان يكون هو من تلك العائلة ؟ ربما لا مكان له .
كان كلا من مارك و البرت و ارثر في غرفة الانتظار
البرت : كيف حاله
ارثر بابتسامة : الحمدلله اصبح بخير .. تركناه مع السيدة اليزابيث
اطرق ارثر رأسه قليلا : سيد مارك اسف لتصرف كاميلون معك انه هكذا دائما
مارك بهدوء : أقدر له هذا .. لا بأس
لحظة صمت تعمّ المكان لا احد يتحدث و البرت يمثل بمهاره انه لا يعرف مارك والعكس صحيح اصدقكم القول كان البرت يتمني الان ان يجلس بجوار صديقه ويحاول ان يسانده فهو يعلم الان انه في اسوء حالاته وخاصة حينما قابل عائلته خلال التسعة عشر عاما نهض ارثر
ارثر بهدوء : سأذهب الي منزل كاميلون كي ااتي بالاشياء اللازمة له .. اعذروني
البرت : هل ااتي معك ؟
ارثر بهدوء : لا يجوز ترك السيد مارك وحيداً .. ابقي هنا رجاءا البرت
البرت بابتسامة هادئة : كما تشاء
بعدها رحل ارثر متجهاً نحو منزل كاميلون حينها اقترب البرت من مارك كي يواسيه .
اخذ ارثر المستلزمات الخاصة بـ كاميلون لم يهتم بالاضواء التي لم تكن مشعله المهم انه استطاع ان يري وبينما هو في غرفة المعيشه ليتقدم الي باب الخروج سمع صوت ويليام الغاضب الهادئ
ويليام : اين كاميلون ؟
ارثر ببرود : وما شأنك به
صرخ فيه ويليام : اين هو صديقي
ارثر بغضب : صديقك حينما صفعته ؟ ام صديقتك حينما جرحته ؟ ام صديقك حينما فعلت ذلك به ؟ كل ذلك بسببك
امسك ويليام قبضته ليضرب ارثر ولكن ارثر امسكها بقوه
ارثر بحده : كاميلون الان في المشفي منذ اربعة ايام وحالته خطره بسببك
ويليام بصدمه : ماذا !!
صرخ ارثر بغضب : لقد حدث له حادث وحينما استيقظ سأل عنك .. لقد خيبت ظنه
بعدها خرج ارثر بعد ان اخذ الحقيبة وذهبت متجهاً نحو المستشفي الذي يتواجد فيه كاميلون .