عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 01-03-2013, 11:24 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




نسبها :

زينب بنت رئاب بن يعمر بن صبيرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. جحش بن رباب
أمها : أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فهي ابنة عمة النبي صلى الله عليه و سلم
سيدة من سيدات النساء دينا و ورعا و جودا و معروفا رضي الله عنها


زواجها من زيد بن حارثة :

بعد هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة، أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يبني المجتمع المدني على أسس جديدة فيها الثورة على كل الأعراف الجاهلية، و قيمها الزائفة. أراد أن يبني ذلك المجتمع على قاعدة صلبة من الإخاء الإنساني في الله، بحيث تكون بشرية الإنسان و الفرد، و تقواه مع الله هي مؤهلاته فقط، لا ماله و لا حسبه و لا بأسه و لا مكانته …
و بدأت الأخوة في الله .. ، فيروى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال لــ زينب بنت عمته: ” إني أريدك أن تتزوجي من زيد بن حارثة…و فاجأها الطلب”، فقالت:” يا رسول الله.. لا أرضاه لنفسي و أنا أيم قريش.” فقال صلى الله عليه و سلم:”فإني قد رضيته لك ..”

و كان القول الفصل، فما دام رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الذي ارتضى زيدا لـ زينب فمعنى ذلك حكمة ما بعدها حكمة.
و تم زواج المولى زيد بن حارثة من الفتاة القرشية ذات الحسب و النسب زينب بنت جحش، و لم يعد هناك من فرق بين الزوجين لأن الإسلام سوى بينهما، فأكرمهما عند الله أتقاهما (1)
و نزل قوله تعالى : ” و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا “ الأحزاب 36
فما كان لزينب و أهلها إلا أن يقبلوا بهذه الزيجة امتثالا لأوامر الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم فتم الزواج بمشيئة الله تعالى
و لما دخل عليها زيد أرته من كبريائها و عظمتها ما لم يتحمله، فاستمر الخلاف بين الزوجين فتعذرت الحياة و تعسرت المعيشة فكان زيد رضي الله عنه يشكو من زينب للرسول صلى الله عليه و سلم فيقول له عليه الصلاة و السلام : ” أمسك عليك زوجك و اتقالله “، و لكن زيد لم يستطع أن يتحمل و ضاقت به نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم بالعزم على طلاقها و قرر ذلك
(1) أورده ابن سعد في ” الطبقات الكبرى” (8/101)


زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم :

كان جبريل قد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن زينب ستكون زوجة له، و لكن النبي صلى الله عليه و سلم وجد في نفسه غضاضة أن يأمر زيدا بطلاقها، و يتزوجها من بعد ،فتشيع المقالة بين الناس : إن محمد تزوج حليلة ابنه
فهذا من خشية الناس،حتى أخفى ما أخبره الله به و هو نكاحها، و هو ما عاتبه الله عليه في قوله :
و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه ” الأحزاب 37
و قد صرح الله تعالى في كلامه بالسبب الباعث على هذا الزواج فقال : ” لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا و كان أمر الله مفعولا “ الأحزاب 37
و بعد أن أذن النبي صلى الله عليه و سلم لزيد بطلاقه لزينب بعد أن شكا له معاملتها و شكا له عزمه على الطلاق
فتزوجها النبي صلى الله عليه و سلم بأمر من الله تعالى حسما لهذا الشقاق من جهة و حفظا لشرفها أن يضيع بعد زواجها بمولى من جهة أخرى، : ” فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ” الأحزاب 37
فزوجها الله تعالى بنبيه بنص كتابه، لا ولي و لا شاهد، فكانت زينب تفخر بذلك على أمهات المؤمنين، و تقول : ” زوجكن أهاليكن، و زوجني الله من فوق سبع سموات“

عن أنس رضي الله عنه، قال : جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ” اتق الله و أمسك عليك زوجك “ قال أنس : لو كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كاتما شيئا لكتم هذه، قال : فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم تقول : ” زوجكن أهاليكن، و زوجني الله تعالى من فوق سبع سموات ” (1)
(1) صحيح: أخرجه البخاري ( 13/347-348) في التوحيد


آية الحجاب :

قال الله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه و لكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا و لا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم و الله لا يستحي من الحق و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ” الأحزاب 53

عن أنس رضي الله عنه، قال: ” بني على النبي صلى الله عليه و سلم بزينب بنت جحش بخبز و لحم، فأُرْسِلْتُ على الطعام داعيا، فيجيء قوم فيأكلون و يخرجون، ثم يجيء قوم فيأكلون و يخرجون، فدعوت حتى ما أجد أحدا أدعو، فقال: يا نبي الله، ما أجد أحدا أدعوه، قال : ” فارفعوا طعامكم ”
و بقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت، فخرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى حجرة عائشة فقال : ” السلام عليكم أهل البيت و رحمةالله ” ، فقالت : و عليك السلام و رحمة الله، كيف وجدت أهلك بارك الله لك ؟ فتقرَّى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة، و يقلن له كما قالت عائشة
ثم رجع النبي صلى الله عليه و سلم ، فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون، و كان النبي شديد الحياء، فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة ، فما أدري أخبرته أو أُخبر أن القوم خرجوا، فرجع حتى إذا وضع رجله في أُسْكُفَّهِ الباب داخلة و أخرى خارجة أرخى الستر بيني و بينه و أنزلت آية الحجاب ” (1)
(1) صحيح : رواه البخاري في تفسير سورة الأحزاب (6/149)


عائشة و حفصة :

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمكث عند زينب وقتا طويلا، و كان يشرب عندها عسلا، و كان يحب العسل و يشتهيه،
قالت عائشة : فتواصيت أنا وحفصة أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه و سلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير
فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال: بل شربت عسلا عند زينب، لن أعود إليه
فأنزل الله تعالى قوله : ” يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك …. ” إلى قوله : ” إن تتوبا إلى الله … ” التحريم 1-4 يعني عائشة و حفصة
“ وإذ أسرَّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا … ” التحريم 3 يعني قوله لهما: شربت عسلا عند زينب


جودها و كرمها رضي الله عنها :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه و سلم لأزواجه : ” يتبعني أطولكن يدا ” فكنا إذا اجتمعنا بعده نمد أيدينا في الجدار، نتطاول، فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب، و كانت امرأة قصيرة، لم تكن رحمها الله أطولنا فعرفنا أنما أراد الصدقة و كانت صناع اليد، فكانت تدبغ و تخرز ، و تصدق ” رواه الحاكم و قال صحيح (4/25) و وافقه الذهبي
اشتهرت زينب بين أزواج النبي صلى الله عليه و سلم بالصدقة أكثر منهن جميعا، فما كانت لترضى ان تبيت درهما في دارها قبل أن تتصدق به على من هو بحاجة إليه ..
يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل لــ أم المؤمنين زينب بنت جحش بالذي لها من الصلة و الرزق، فلما أدخل عليها قالت:
غفر الله لــ عمر، غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني . قالوا : هذا كله لك . قالت : سبحان الله. ثم استترت بثوب و قالت: صبوه و اطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت لـــ برزة بنت رافع أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان، و بني فلان من أهل رحمها و أيتامها حتى بقيت بقية تحت الثوب
فقالت لها برزة: يا أم المؤمنين، غفر الله لك، و اله لقد كان لنا في هذا حق، فقالت: لكم ما تحت الثوب
فوجدنا تحته خمسة و ثمانين درهما، ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء لــ عمر بعد عامي هذا. (1)

عن القاسم ، قال : ” قالت زينب بنت جحش حين حضرتها الوفاة : إني قد أعددت كفني، فإن بعث لي عمر بكفن، فتصدقوا بأحدهما، و إن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بحَقْوَتِي ، فافعلوا ” (2)
(1) طبقات ابن سعد (8/109)
(2) سير أعلام النبلاء (2/217)


كلمة في حق زينب رضي الله عنهما :

قالت عائشة رضي الله عنها : ” ما رأيت امرأة خيرا في الدين من زينب، أتقى لله، و أصدق حديثا، و أوصل للرحم، و أعظم صدقة “ أخرجه مسلم (2422)



وفاتها :

روى القاسم بن عبد الرحمن فقال :
لما توفيت زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها و كانت أول نساء النبي صلى الله عليه و سلم لحوقا به، فلما حملت إلى قبرها، قام عمر إلى قبرها فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :
إني أرسلت إلى النسوة يعني أزواج النبي صلى الله عليه و سلم حين مرضت هذه المرأة أن من يمرضها و يقوم عليها ؟ فأرسلن: نحن، فرأيت أن قد صدقن، ثم أرسلت إليهن حين قبضت، من يغسلها، و يحنطها و يكفنها ؟ فأرسلن نحن، فرأيت أن قد صدقن، ثم أرسلت إليهن: من يدخلها قبرها فأرسلن: من كان يحل له الولوج عليها في حياتها.
فرأيت أن قد صدقن، فاعتزلوا أيها الناس، فنحاهم عن قبرها ثم أدخلها رجلان من أهل بيتها
و كان عمر رضي الله عنه هو الذي صلى عليها، و رافقها حتى البقيع، و انتظر حتى فرغ من حفر القبر. تكرمة لها و اعترافا بفضلها و مكانتها.

رضي الله عن أم المؤمنين، و إمامة المتصدقين، و زوجة رسول رب العالمين، بوحي في الكتاب المبين، و ألحقنا بها في الصالحين (1)
(1) رواه ابن سعد في ” الطبقات الكبرى ” (8/114-115)

** ابن عبد البر في الاستيعاب (4/406) ، ابن الأثير في ” أسد الغابة ” ( 5/463)
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 01-12-2013, 05:00 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



نسبها :

هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة ابن المصطلق من خزاعة
تزوجت من ابن عمها مسافع بن صفوان ذي الشفر بن السراح ابن مالك بن جذيمة ، فقتل يوم المريسيع على أيدي المسلمين . و كان كافرا

روى الحاكم (4/6782) ، من طريق محمد بن عمر، قال : جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة بن المصطلق من خزاعة، تزوجها مسافع بن صفوان، فقتل يوم المريسيع .



زواجها :

سبيت جويرية بنت الحارث في السنة الخامسة للهجرة في غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق مع بنات قومها :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: ” يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، و قد أصابني من البلاء ما لم يَخْفَ عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال :” فهل لك خير من ذلك ؟ ” قالت:”و ما هو يا رسول الله ؟” قال :” أقضي عنك كتابتك و أتزوجك” قالت : ” نعم يا رسول الله . قال : ” قد فعلت “

قالت: و خرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد تزوج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أرسلوا ما بأيديهم “

قالت : فلقد أعتق تزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها “

رواه البخاري و مسلم

فلما رأى بنو المصطلق هذه المعاملة الإسلامية و هذا الكرم العظيم و الخلق الرفيع للنبي صلى الله عليه و سلم و لصحابته رضوان الله عليهم أجمعين أسلموا عن بكرة أبيهم، و كانوا للمسلمين بعد أن كانوا عليهم

قال ابن حجر في الاصابة ( 2/160) : ” إن أباها الحارث قدم على النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم “




من بَرَّةَ إلى جويرية :

روى ابن عباس رضي الله عنه فقال :

كانت جويرية بنت الحارث تدعى برة، فحول رسول الله صلى الله عليه و سلم اسمها فسماها جويرية، لأنه كان يكره أن يقال : خرج من عند بَرَّةَ . رواه ابن سعد في ” الطبقات الكبرى ” (8/118-119)



الصوامة القوامة في بيت النبوة :

يروى عن تقواها رضي الله عنها كثير من الوقائع الطريفة التي تدل على تغلغل الإسلام و الإيمان في أعماق قلبها، و في صميم وجدانها.

فقد صلَّى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليل الفجر، ثم خرج من عندها، فجلس حتى ارتفع الضحى، ثم جاءها في بيتها و هي لا تزال في مصلاها، حيث أدت فريضة الفجر خلفه . فقال : ” ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ” ، قالت : نعم

فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ” لقد قلت بعدك كلمات لو وزن لرجحن بما قلتِ، قلتُ : سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته ” (1)



و يروي أيضا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على جويرية بنت الحارث يوم جمعة و هي صائمة فقال لها : أصمتِ أمس ؟

قالت : لا ، قال : أفتريدين الصوم غدا ؟ ، قالت : لا ، قال : فأفطري إذا ” (2)

(1) الحديث بتمامه و طوله رواه مسلم في صحيحه ( 2726)، الإمام أحمد (10/ 26820) و ابن حبان و أبو داود و الترمذي و النسائي

(2) الحديث بتمامه رواه البخاري في صحيحه (1986) و الإمام أحمد، و أبو داود و النسائي و ابن سعد في” الطبقات الكبرى” (119-120)




موقفها من الفتن :

عصفت في أيام خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه الفتن بالمسلمين، و ذر قرنها، و أطلت الأمة برؤوس كالشياطين .

فوقفت جويرية رضي الله عنها من الخصومات موقف المحايدة الحريصة على وحدة الأمة و ترابطها و تماسكها فكانت لا تصدر في أقوالها و أفعالها إلا عن دعوة إلى الخير و المحبة و السلام، فلا تناصر فئة على فئة، و لا تقف إلى جانب جماعة دون أخرى

اعتزلت يوم الجمل بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه، بل وجهت النصيحة إلى عائشة رضي الله عنها كما فعلت أم سلمة و غيرها من أمهات المؤمنين

إذ رأت أنه أجدر و أليق بها أن لا توري الزناد، و أن لا تعادي طرفا على حساب مستقبل الأمة الاسلامية

و كانت رضي الله عنها تدعو الله تعالى أن يحجب دماء الناس، و يحقن دماء و أرواح المسلمين، و يُلهم الجميع الصواب و السداد و الرشاد

و كذلك فعلت بعد استشهاد علي كرم الله وجهه، لقد لزمت دارها و ألزمت نفسها موقف الحق و العدل و حب المسلمين جميعا.



وفاتها :

لما أطل شهر ربيع الأول من العام السادس و الخمسين كانت جويرية قد شاخت، و وهن منها العظم، و ضعفت …

و وقعت تحت وطأة المرض الذي لم ينفع معه علاج، ثم وافتها المنية، و انتقلت إلى الجوار الكريم.

و صلى عليها والي المدينة في ذلك الحين مروان بن الحكم وكانت جنازتها مشهودة

رضي الله عن أم المؤمنين، الحسيبة النسيبة، الطاهرة العفيفة، التقية النقية، الصوامة القوامة، المتصدقة الكريمة .

جويرية بنت الحارث و أكرم مثواها (1)



(1) أورده الهيثمي في ” مجمع الزوائد ” (9/15371) ، و الإمام الذهبي في ” سير أعلام النبلاء” (2/263)

و ابن سعد في ” طبقاته “(8/120) ، و ابن عبد البر في ” الاستيعاب” (4/367) و ابن الجوزي فيّ” صفوة الصفوة”49



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 02-27-2013, 10:40 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/19.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





نسبها :
هي السيدة المحجبة : رملة بنت أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي و أخت معاوية بن ابي سفيان
أمها : صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، عمة عثمان بن عفان رضي الله عنها
هي من بنات عم الرسول صلى الله عليه و سلم ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها
ابن سعد في ” الطبقات الكبرى ” (96)


نشأتها :
نشأت نشأة بنات الأشراف من العرب، على الترف و العز و الرفاهية، و التضلع في الأدب، و حفظ الشعر، و المأثور من القول و الحكمة .
و لقد جمعت إلى رفعة النسب و الحسب الغنى الوافر و الجمال الباهر، فكانت محط الأنظار، و مجال الافتخار، و وَدَّ شباب قريش أن يتخذها زوجة له، فتنافسوا عليها لمكانة والدها و زعامته في قريش، غير أن رملة الناضجة المتعلمة كانت تتريث في الاختيار و الموافقة، و تتأنى في الإيجاب، حتى لا تقع في محذور تكرهه مستقبلا .و كذلك أبو سفيان آثر أن يشاركها في طول الأناة سعيا وراء الكفاءة و التماثل الاجتماعي بين الخاطب و خطيبته
زواجها :
جاءها عبيد الله بن جحش خاطبا، و كان شابا مرموقا يتمتع بالوسامة، و الجاه العريض، و الحسب الرفيع، أضف إلى ذلك تضلعه في علوم الديانات و أصولها، إذ كان ملازما لـورقة بن نوفل الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التنصر، و الذي كان من متحنفي الجاهلية، راغبا عن عبادة الأصنام و الأوثان، كارها لها، مستخفا بأصحابها … العاكفين عليها
فقبل أبو سفيان بعبيد الله زوجا لابنته الحبيبة رملة
وعاش الزوجان على خير ما يكون الزوجان تفاهما و تقاربا و محبة إن عرض أمر من الأمور أو وقع حادث من الأحداث الجسام، أبدت رملة رأيا ناضجا، وحكما صائبا لنضوج عقلها و وضوح تفكيرها و إدراك عقلها لأنها على قسط وافر من العلم و المعرفة، تقرأ و تكتب

إسلامها :
أسلمت رملة بنت أبي سفيان بنت رجل من أكبر المعاندين و المعادين للدعوة آنذاك تاركة أباها و أمها و أخواتها و العز و المنعة في ظلهم، فلم يكن جاه و نسب و غنى والدها حائلا لها ضد إسلامها

الهجرة :
هاجرت رملة بنت أبي سفيان إلى أرض الغربة و النأى مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة و تشاء الأقدار أن يتنصر زوجها في بلاد الحبشة و يدعوها إلى النصرانية فترفض قاطعة إياه متمسكة بدينها و أنه لا شيء يثنيها على التخلي عنه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أيا كان ، و دعت زوجها إلى الثبات على الإيمان و الإسلام فرفض وأصر على الرفض، و خرج من بيته إلى جماعة المسلمين المهاجرين ليقول لهم :
فقَّحنا و صأصأْتُم أي أبصرنا و أنتم تلتمسون البصر و الرؤية و لم تبصروا بعد، ثم انكب على الخمرة يعب منها حتى الثمالة، و استمر على ذلك أياما طوالا، حتى احترق كبده و التهبت أمعاؤه، فقضى كافرا (1)

فاجتمع عليها بلاء الإغتراب ومفارقة الوطن و ارتداد الزوج و الترمل و فقد الزوج و المعيل، مع مهاجري الحبشة لا يجمعها معهم إلا رابطة العقيدة صابرة صادقة مجاهدة و كفى بالله وليا و كفى بالله نصيرا لا ونيس لها و لا رفيق لها غير ابنتها الوحيدة ” حبية ”

(1) قال ابن عساكر في ” تاريخه ” (69/143) من طريق ابن سعد : ولد أبو سفيان بن حرب : حنظلة، قتل يوم بدر كافرا، و لا عقب له. و أم حبيبة. زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي، حليف بني عبد شمس. فولدت له حبيبة، ثم توفي عبيد الله مرتدا بأرض الحبشة .

زواجها من النبي صلى الله عليه و سلم :
و حين يأتي الفرج فلا تسألن عن السبب لأن الوهاب إن وهب فإنه يرزق من يشاء بغير حساب فهاهي البشرى تزف للصابرة المحتسبة
تقول أم حبيبة على لسانها : فماهو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه و دهنه. فدخلت علي فقالت : إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلي أن أزوجكه
فقالت : بشرك الله بخير . قالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك.
فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته و أعطت أبرهة سوارين من فضة و خدمتين كانتا في رجليها و خواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها .
فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب و من هناك من المسلمين فحضروا
فخطب النجاشي فقال : الحمد لله الملك القدوس المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و أنه الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام، أما بعد ، فإن رسول الله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأحببت إلى ما دعا إليه رسول الله، و قد أصدقتها أربع مائة دينار . ثم سكب الدنانير بين يدي القوم .
فتكلم خالد بن سعيد فقال : الحمد لله أحمده و أستعينه و أستنصره و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبد ه و رسوله ، أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد ، فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله و زوجته أم حبيبة بنت ابي سفيان فبارك الله لرسول الله . و دفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها.
ثم أرادوا أن يقوموا فقال : اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج . فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا . (1)

أبو سفيان عندما سمع بهذا الزواج، قال مفتخرا : ” ذاك الفحل، لا يُقرغ أنفه (2) بالرغم من عدائه للدعوة الاسلامية
و لكنها كلمة حق يقولها المسلم و الكافر في حق أشرف الخلق و لكن التعنت و الإصرار و السيادة و القيادة يعميهم عن تبصر طريق الحق

عن عروة ، عن أم حبيبة : أنها كانت تحت عبيد الله ، وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوجها بالحبشة، زوجها إياه النجاشي، و مهرها أربعة آلاف درهم، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة، و جهازها كله من عند النجاشي” (3)
(1) ابن سعد ” طبقاته ” (8/97-98)
(2) الحاكم (4/22)
(3) إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2107) في النكاح

في البيت النبوي :
و لما كان يوم فتح خيبر و وصل وفد المهاجرين العائدين من الحبشة، بعد طول غياب، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا أدري بماذا أفرح؟ بفتح خيبر ؟ أم بقدوم جعفر و كانت رملة أم المؤمنين رضي الله عنها مع الوفد القادم بقيادة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فبنى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أقامت في بيته زوجة تقدر مسؤوليتها، و تحفظ مكانتها، و تحرص على إسعاد زوجها .
و عرف لها رسول الله صلى الله عليه و سلم قدرها فأغدق عليها من فيض حنانه و حبه و رعايته و عطفه.


موقفها من أبيها :

تفتخر رملة بالإسلام و تعتز بولاءها لله تعالى و لرسوله لا لأحد سواهما لا تقيم لنسب وزنا إلا نسب الإيمان و الإسلام ، وهكذا المؤمن الحق لا يعرف صلة إلا الصلة بالله وحده قائلة :
أبي الإسلام لا أبَ لي ســــــواه === إذا افتخروا بقيـــس أو تميــــــــم

فقد حدث بعد فترة من عقد صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين وفد من قريش، أن نقض حلفاء قريش بنو بكر هذا الصلح، فجاء أحد بني خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه و سلم مستجيرا به، فوعده خيرا و طمأنه .
و أدرك أبو سفيان زعيم قريش مغبة الأمر، و استشعر في نفسه خطورته، فجهز نفسه و قصد إلى المدينة المنورة ليثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العقد و ليمدده .
فلما انتهى إلى المدينة، دخل على ابنته رملة يطلب وساطتها لدى رسول الله، ثم أراد أن يجلس ليستريح على فراش النبي، فطوته عنه رملة ابنته، فقال لها: يا بنية !! ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش، أم رغبتِ به عني ؟
فأجابته قائلة: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنت رجل مشرك نجس، و لا أحب أن تجلس على فراش رسول الله
فقال لها : و الله لقد أصابك يا بنية بعدي شر …(1)
فأجابت : بل هداني الله للإسلام، و أنت يا أبتِ سيد قريش وكبيرها كيف يسقط عنك الدخول في الإسلام، و أنت تعبد حجرا لا يسمع و لا يبصر.
استمع إليها و هو يكاد يتميز من الغيظ، ثم خرج غاضبا، إلى أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب يتوسطهما، فرفضا…
ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم .. فصده و لم يقبل وساطته

كبنت لأبي سفيان فقد تألمت أم حبيبة من عدم إيمان والدها و آلمها الحر الدائرة بينه و بين زوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن هي سنة ربانية فنوح عليه السلام لم يسلم أبنه و إبراهيم عليه السلام لم يسلم أبوه بالرغم من محاولاتهم في هداية أقربائهم و بعد أن تم فتح مكة ، أعلن أبو سفيان إسلامه، و نادى مناد في مكة ” من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ” و عادت الفرحة تغمر قلب أم حبيبة و سجدت لله شاكرة
(1) طبقات ابن سعد” (8/99-100)، صفة الصفوة (2/33)

وفاتها :
عن عوف بن الحارث: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول :
دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت : قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي و لك ما كان من ذلك ”
فقلت : غفر الله لك ذلك كله و حللتك من ذلك، فقالت : سررتني سرك الله، و أرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك
قلت و هذه سنة نبوية قائمة
فقد روى البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب في مرض الموت فقال : ” أما بعد أيها الناس … فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، فمن كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليستقد منه ! و من كنت شتمت له عرضا، فهذا عرضي فليستقد منه ! ألا و إن الشحناء ليست من طبعي و لا من شأني، ألا و إن أحبكم إلي من أخذ مني حقا ! إن كان له، أو أحلني منه فلقيت الله و أنا طيب النفس ..
و توفيت رضي الله عنها و أرضاها سنة أربع و أربعين في خلافة معاوية أخوها فدفنت بالبقيع
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 03-16-2013, 12:46 AM
 
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 03-16-2013, 06:28 PM
 
لا اله الا الله محمد رسول الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هى دى مصر (متجدد) يحي مسلم مواضيع عامة 1 08-12-2012 05:49 AM
أتحدى ماترحبون العنقري عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 2 03-21-2010 05:11 PM
صور عدة صوت - متجدد МŘ. ali afandi قسم السيارات 7 09-02-2009 01:49 AM
حصرياً . .بنى ادم شو - متجدد chetos777 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 08-28-2009 11:56 AM
أتحدى البعض..لا..لا بل أتحدى الكل... زهرة الرمال أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 29 05-15-2007 01:28 PM


الساعة الآن 09:21 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011