البارت ( 25 )
كان يسير بلا هدف , بلا واجهة , غارقا في بحر أفكاره المتلاطمة , لا يعرف ماذا يفعل , لا يملك أب أو أما .... ولا لأخا و لا أختا .... جدته قد رحلت ... و منقذه قد فل ... و أصدقائه سيختفون قريبا ... أين سيذهب .. أين سيرحل .. ماذا سيفعل .
هنا وقف ريو كعادته فوق تلك التلة , كانت تتأمل تلك المدرسة التي أوتها ... هذا المكان الذي تعرفت به جميع أصدقائها .. و قضت معهم أجمل لحظات حياتها .
تسللت تلك الذكريات إليها و تذكرت أوجه جميع من تخلا عنها .
هبت نسمات الهواء لتلتف حولها و طارت معها خصلات شعرها لتتراقص مع تلك النسمات .
بدأت بالغناء فهو الشيأ الوحيد الذي بقي يخفف عنها ألامها , بدأت دموعها تتسلل و أفكارها تترابط .
لتفتح عيناها من جديد و هي عازما على أن تبني مملك لنفسها .
أجل , لا ينفع البكاء على ما صار ... لن ينفع الندم ... لن ينفع الوقوف في صف الراكضون .
سارت متجه نحو المسكن , لم ترى أي أحد من أصدقائها , فتحت الغرفة الخاص بها و لم تجد أريا متواجد بها .
جلست على المكتب و بدأت بتفكير بحل جذري لجميع مشاكلها .
.......................................................
كان الأصدقاء جالسون سويتا في الكفتريا .
كون : ماذا كان المدير يريد من ريو .
هوان : أرجو أن لا يكون شيء سيئا .
روز : ألم تروه .
كون : لا لقد اختفي .
هوان : أتظنه فوق التلة .
أريا باستهزاء : و هل يوجد مخبأ لأسراره غيرها .
أقبلت عليهم سالا مسرعة و غاضبة و ضربة يديها على الطاولة : أين ريو ؟
هوان : سالا ما بك غاضبة .
سالا : كيف لا أغضب و بسببه فقدت ثلاثين علامة .
كون : سالا اهدئي .
سالا بنفس ذلك الغضب : طبعا فهو ليس أنت من فقد علاماته .
كون : سالا أنا أسف ... إن الذنب ذبي لأني طلبت منه أن يسهر طوال الليل .
هوان : لا الذنب ذنبي لأني اقترحت الفكرة من الأساس .
أريا : إذا كان هناك أحد يجب أن يلام فهو أنا لأني تركتكم تبقون بالغرفة .
سالا : لا يهمنِ ذنب من أنا لقد خسرت جزء كبير من علامــــــ
و لكنها توقفت و استدارت على صوت ريو الذي كان منزلا رأسه وقال : أنا أسف .
سالا بغضب : و ماذا سيفيدني أسفك الآن .
ريو : أجل , أنا أعرف بأن الاعتذار لن يحل شيء , و لكن لا أريد أن يحمل أي أحد حقد على قبل أن أغادر .
و هنا تيبس الجميع .
كون : ماذا تقول ؟؟؟ إلى أين ستذهب .
ريو : أعتقد بأنه يتوجب علي ترك المدرسة .
أريا : أنت تمزح أليس كذلك .
ريو و هو يمسك نفسه حتى لا يبكي : أنا لا أمزح ..أنا حقا قررت أن أغادر .
هوان : ريو إذا كان هناك أي مشكلة نحن بالخدمة .
ريو : شكرا هوان , أريد أن أعتمد على نفسي لقد ساعدتماني كثير .
سالا و قد هدأت بشكل غريب : ريو إذا كان كلامي قد جعلك تتخذ هذا القرار , فأنا أتراجع عنه , حقا لا تتركنا .
ابتسم ريو تلك الابتسامة التي جعلت قلبها يتمزق : أسف .. لقد قررت ذلك مسبقا .
اتجهت إليه و عانقته و بصوت مبحوح من البكاء : ريو لا تتركني .
ريو : روز أنا اتخذت قراري .
روز و لم تتركه بعد : ريو و لكني أحبك .
ريو بعدما أبعدها عنه برقة و هي ما زالت منزلة رأسها للأسفل , فقام بجعل عينهما تلتقيان و قال بهدوء : روز , أنتي تستحقين رجلا أفضل مني , رجلا يحبك و يدافع عنكِ و طبعا لا يجعلكِ تبكي . و قام بمسح تلك الدموع التي كانت على خذيها .
كون : إذن قررت و لم تقم باستشارتنا .
ريو : أنا أسف لهذا , ثم ابتسم : و لكن سآتي لزيارتكم كل فترة .
عم الهدوء برهة من الزمن , كان ريو حزينا لكونه سيترك جميع من وقف بجانبه و لكنه اتخذ القرار الصائب فعليه أن يؤمن مستقبلا له , و بعد كل شيء عليه أن يعيش طبيعيا .
هوان : إذن متى ستغادر .
ريو : في نهاية الأسبوع .
روز محاولة عدم البكاء : و لماذا الاستعجال .
ريو : أنا مُطر للمغادرة .. أنا أعتذر للجميع .
و هنا لاحظ الجميع تلك الدمعة التي هربت من عيني ريو لكنه تماسك للنهاية , كان الجميع يعلم بأن الموقف بالنسبة لريو أصعب عليه منهم ... فهم بالنسبة له عائلته الوحيدة .
عادوا الجميع لغرفهم , كان أريا يسير بجاني ريو صامتا , دخلوا تلك الغرفة عندها عادت بالذاكرة لأريا أول لقاء بينه و بين ريو .
أريا : هل حقا ستغادر ؟
ريو باستهزاء : ماذا ؟ هل لازلت لم تصدق بعد .
أريا : أجل . هل تتذكر أول يوما أتيت به إلى هنا .
جلس ريو على السرير و بدأت تلك الذكريات بالتدفق و تنهد : أجل .
أريا : ريو هل هناك أي شيء يمكنني المساعدة به , لقد كنت زميل غرفة سيء .
أجاب ريو : أجل و لكنك مع ذلك صدقا جيد .
ضحك أريا , فتأمله ريو و قال في نفسه " أنا حقا سأتفقد هذه الضحكات "
أريا : ريو أين شردت .
ريو : لا شيء , أه هل يمكنك مساعدتي بموضوع ما .
أريا : بالطبع تفضل .
فاعتلا الخجل وجه ريو و لم يعرف كيف يطلبه من أريا .
ضحك أريا على شكل ريو : ماذا ألهذا الموضوع مخجل .
ريو : اصمت , أنا فقط أريد أن أسألك حول ....
أريا : ريو هيا تكلم لقد قتلت فضولي .
ريو : أريد أن أسئل كيف تكون الفتاة أنوثة .
و هنا سقط أريا على الأرض من كثرة الضحك التي جعلت ريو يغضب و ينفخ وجنتاه .
ريو : أريا لا تضحك .
أريا : حســهههههههــنا أنا لا ههه أستـهههههطيع .
ثم لف ريو وجهه و أقبل على مغادرة الغرفة لو لا يد أريا التي أوقفته : أنا أسف ههه , أنت حقا بريء جدا يا ريو .
ثم جلس على مكتبه و تناول جهازه اللاسلكي و بداء بتصفح بعض المواقع , ثم أدار لريو الجهاز , و أردف : هذه ما تدعى بالأنوثة .
لقد كانت صور أعضاء الفرقة الثلاثة الأساسين ثم بعد ذلك جعله يشاهد فيديو لإحدى أغانيهم و لقاءاتهم كان ريو منجذب لهم مع أنه فتاة لقد كانوا فتيات رقيقات أنثويات من الدرجة الأولى جميلات , كان ريو مختلفا جدا عنهم , ماذا سيفعل الآن هذا هو السؤال الذي جال على خاطره .
أريا : هكذا لقد انتهينا .
و لكنه لاحظ شرود ريو , أريا : ريو أين شردت .
ريو : هل أستطيع أن أصبح مثلهم .
هنا توسعت عينا أريا لأخرهما : ماذا ؟؟؟؟
نظر إليه ريو : هل تعتقد بأني أستطيع أن أصبح أكثر أنوثة .
أريا : ريو أنت فتى يا رجل , لا تقول بأنك ـــ
تدارك ريو نفسه و قال بارتباك : لا أنا في الحقيقة حصلت على عمل و لقد كان تمثيل دور فتى متنكرة بفتاة و قالوا يجب أن أعلم عن الأنوثة .
هنا ارتاح أريا و أردف : لقد قتلتني اعتقدت لبرهة أنك قد تكون شاذ , هههههه أليس مضحكا .
ريو : ههههه أجل , و في نفسه " كم أنا أحمق "
أريا : حسنا , إذا كان من أجل العمل سأعلمك كيف سيستحيل عليهم أن يشكوا بكونك فتى .
و بدوا بالتدريبات ... من طريقة السير كعارضات الأزياء .... لطريقة الكلام .... و كل شيء يلزم ريو ليصبح فتاة .
سار الأسبوع سريعا , و ها هو أتى اليوم المنشود لريو , وقف ليودع بها أصدقائه , لقد كان توديع حزينا ممزوجا بالقلق و الخوف .
ريو : وداعا .
هوان : إذن ستتركنا أيها ... و لم يستطع أن يكمل كلامه لكون دموعه قد تجمعن .
أريا : اعتني بنفسك .
أما كون فقام باحتضانه : تذكر دائما بأني كأخيك الكبير .
ريو و قد انهمرت دموعه على خديه : طبعا .
ابتعد كون , ليودع كلا من روز و سالا ريو .
سالا : أتمنى لك التوفيق .. سنشتاق لك .. ثم قامت باحتضانه لقد كان احتضان مليء بالمشاعر و همست سالا في أذن ريو تلك الكلمات التي جعلت عيونه تتفتح لأوسعهما , ثم قامت بتقبيل خده , الأمر الذي جعل الجميع يندهشون بهذا المنظر الرومانسي فقد كانت تلك الدموع تتساقط على خدي سالا كاللآلئ .
كانت روز مبتعدة ... كانت تبكي بصمت بين الجميع .
ريو : روز , لماذا تقفين هناك .
ركضت روز ليستقر رأسها على صدر ريو و كانت تبكي بغزارة .
بدأ ريو بالمسح على شعرها : لا بأس أنا لن أختفي سأزوركم كل فترة .
أريا باستهزاء : يبدو يا ريو أنك لم تغادر وحدك .
كون : بالطبع يبدوا أنه سرق معه قلوب فتيات المدرسة .
بحيث كان هناك كثير من الطالبات حزينات على ترك ريو للمدرسة .
سار ريو مبتعدا عنهم ,و قام بتركيز على صورة أوجههم حتى تحفر بذاكرته .
الجميع : وداعا تعال لزيارتنا .
ريو : لا تقلقوا سآتي كلما أتيحت لي الفرصة .
لم يكن لريو أمتعة كثيرة كانت مجرد حقيبة صغيرة تحتوي على بعض الملابس , وجيتاره فقط .
كان مستأجرا غرفة سابقا كانت بسيطة للغاية فلم يكن بها سوى سرير و مكتب و هناك شبه مطبخ و حمام صغير , كانت هذه الغرفة تكفي لريو .
دخل ريو لمنزله الجديد رمى بحقيبته و ذلك الجيتار الذي قام بتذكيره بشخص له مكانة خاصة في قلبه .
ارتمى ريو على السرير و لكنه سرعان ما قام و توجه للحمام , أخذ حمام سريع و ارتدى هذا ^^( الصور دليل إنها تأنثة ... أي أصبحت فتاة أنوثية من الدرجة الأولى ^^)

و خرجت من المنزل و أخذت سيارة أجرى و وصلت إلى ذلك المبنى .
.......................................................