- 6

- حظٍ بائس "

- أُخرجي ! لا أحتَمِل فتاةً تُخالف والدها ، بِحق الله هَل أنتي بِكامل وعيِك ؟"

فانتين التي تَوجهتْ للريف بعد عَزِيمة طويلة ، أخبرت والداها بإمر انفصالها اللآ مُتوقع !

هاهي تقف أمامه بعيناها الزرقاوتان ، وقد غطاوهُما غشاءً شفافْ يُدعى الدَمع !

نطقت وصوتها مُصاب برجفة باكيه

- لَقد أخبَرتُك بالحقيقة ، نِيت هُو من طَلب ذلك ، انا .. أنا لَم أقُل أنني أريد ألأنفصال "

- هَل تُريدينني أن اصدِقكِ بإمرًا سخيفً كهذا ؟ لقد قُلتي ان اخيه أخذ الخاتِم من دُون النظر الى العَواقب ؟ هذا لا يُصدق فانتين ! أنا مُتأكِدًا بإنكِ من اعطاهُ لأخيه "

إلتفتت فانتين لوالدتها وكأنها تطْلب النجدَة !

لكِن والدتها طأطأت رأسهَا وكأنها تقول .. انا معْ والدكِ !

لم تتفاجأ فانتين بل كان تخمينُها صائبٍ

أخذت حَقيبتها وخرجتْ فَولاً لتتوجه لسيارَتها ومن ثُم العودة إلى باريسْ !

لَم تتردد بالذهاب الى الشَركة وأخذ مكافئتها الشهرية على الاقل ستستطيع إستئجارْ شِقه تسعها !

دَخلت الشَركة وتوجهتْ فَوراً لغُرفة المدير ..

- أوه أوه ، فانتين هُنا !"

قابلتهُ بإبتسامة وقالت – لا أضُن انه من الغريب وجُودي هُنا ، لكِن الامر الذي جِئت إليه هذه المرة مُختلِف عن سابقيه "

صَمتت قليلاً وأخذت نفسَاً عميقاً لتتابع –

سَيد شين أنا .. أنا هُنا لأخذ المَال ، أُريد مكافئتي لهذا الشَهر قبل البقية ، هَل تستطيع ؟"

كانت نظراتها مُترجيه وخائفة من ردَة الفعل لكنهُ تنحنح وقال

- يُسعدني ، يُسعدني لَو أنكِ بقيتي تعملين لَدينا ، لكن الآن فالأمر مُستحيل ، فقد اُلغي عقدكِ مُنذ الامسْ "

تقاربت حاجبيهَا ونطقت بأسى – عفواً ؟"

- أنتي تتغيبين كَثيرًا لقد تغيبتي 5 أيام لِهذا الشهر وحذرتك بإلغاء العقد ان تغيبتي للمرَة السادسة لكنكِ خالفتِ الوعد !"

- كُنت مريضَة ، أجل مَريضة أخذني نيت للمنزل دُون شوري ، أعطني فُرصة اخرى ... أرجُوك "

كان صَوتها يحمل رجاءاً كثيراً لكن المُدير شين لَم يُبالي وتابع الرَفض ..

خرجت من الشركة والبُؤس كان رفيقها

- تباً لك نيت ، تباً لك تباً لك "

رددت ذلك طُول الطرِيق إلى ان وَصلت لمحَل بيع الطعام والشمس قد غابت مُنذ ثلاثُ ساعات

نظرت لحقيبتها ولَم تجِد سِوا 100 قَرش

أخذت بعشرينْ قِرشاً معكرُونةً حمراء وسارت من جديد

- 80 قرش ؟ رُبما يمكنني إستئجَار شِقة صغيرة "

كانت تسير بشارِع الشقق لكِن تِلك الشقق كانت باذِخة النعيم .. أعتقد انها للأغنياء ، أوقفت السَيارة امام شِقة وأخذت تتأملها زفرت بملل من هذا اليُوم ، بل من هَذه الحياة – أنعم بمثل هذه ؟ هه .. انه خيال خيالاً وليسْ أُمنية

فجأة ! أغمضت عينيها وسكنها النُوم !

مَرت نِصف ساعة الا أن جاء احدُهم وأخرجها من السيارَة

همس – خُذو جميع الحقائِب هُنا "

كان معهُ رجلين وقد اخذا الحقائِب

أمسك بقماشً أسود وربط بِه ثغرها ، سارت بِه يديه إلى فتحُ قميصَها ليهمسْ صدِيقة الاخر – ياللفتنه ، حالما تنتهي منهَا أخبرني ، اريدْ تَجرُبة ذلك أيضَاً "

- لا تقلق ياصاح "

فُتحت عينيّ فانتين بتِلك اللحظة ، أرادت أن تُبعد شعرهُا الاسَود عن وجهها لكِن يديها كانتا مُقيدتين !

رفعت وجهها لتجد ثلاثْ رِجالٍ يحملون أجساداً ضخمة

جحظت عينيها وأرادت ان تَصرُخ لكِن ذلك لَن ينفع

هَمس كبيرهُم – لا تخافي لَن نقتُلكِ ، فقط أُعجبنا بِك ، وأعتقدنا ان اللعب معك مُمتع !"

صَارعت فانتين وَقتً عصيباً ومُشكلة جديدة وقعت على رأسها ..

وأخيراً تمكنت من ضَرب كبيرهم بقدمها ولو ان تِلك الضربة لم تُؤثر عليه سلبياً

- اوه ! أنكِ جريئة ايَتها الفاتنة !"

ناوله الاخر سكينه وأقترب من وجنتها البيضاء ليخدشها وتتسرب الدماء .. تَسربت دُموع فانتين مع ذلك الدَماء ، كَيف لا ! وهي تُعاني من آلاآم نفسية وجسدية

تمنت الصُراخ ولو بأسم شخص لم تحبُه كَ نيت ؟ أو تصرخ ناجدة بإسم والديها ؟ أو تشاك الساخر !

لكِن هذا لن ينفع أبداً

سَارُوا بِها الى نهاية الشارع وبُكاءها مازال مُستمر وهي ترى كَيف ينزف خدها وكيف رداءها عارِياً مُمزقاً !

ملامحً جَامدة ، عينيّ رماديةً

وضعت حداً لهم وهي تقف أمامهم !

- هل لكَم ان تقولون لي ماذا يُسمى هذا ؟ اختطاف فتاةٍ مسكينة لمظهرها الفاتِن ؟ اتسمون أنفسكم رِجالًا ؟"

وكأن نُورًا أشع وسط الظلام عِندما رفعت فانتين ررأسها وأخذت تُحدق بِه بعينيّ دامعتين !

ألقى على كبيرهُم رصَاصة جعلته ينزفُ دماً ، سارعا الاخرين بحمله والهَرب بعيداً

.. توجه ذلك الشاب لعند فانتين المُلقاه

ابعد القُماش عن فمها وعن يديها

صَرخت وبُكاءها لَم يتوقف – تشاك "

أسقطت نفسُها بينّ حُظنة وتشبتت بِه لتتُابع بكاءها البائِس

.. لم يتردد بوضع يديه على ظهرهَا والمسح على شعرهَا الحريري !

مرّت 5 دقائِق إلى ان نطق تشاك – سأحملكِ إلى شقتي "

وضعها بِسهولة بين يديه ، نطقت مُعارضة – تشاك لـ .."

- ششش "

لم تنجح تِلك المُعارضة فقد حملهُا وأدخلها للشقة

شقته كانت نفسُها تِلك الشقه التي حلمت فانتين بِها !

ليس غريبا على تشاك ، فلاننسى انهُ مغنيٍ شهير !

جلست فانتين على أحد ارائِك غُرفة المعيشة نظرتْ لعيني تشاك الذي كان يُحدق دُون تحرك عيناه بِ جَسدها

نظرت إلى مايُحدق لِتجده ينظر إلى صَدرها بينما قميصهُما مُمزق

صرخت ووضعت عليه يديهَا كَ حاجِزاً

إبتسَم تشاك بسخر قائِلاً – سأجلُب لكِ قميصي "

توجه لغُرفته وفانتين مازالت تُصارِع الخجل

مرت دقائِق ليعُود ومعه قميصَهُ الابيض

رَماه عليها وألتفت للجانِب الآخر – إرتديه "

نظرت فانتين إليه وهمت بالتحدُث – ك كَبير "

- قُلت إرتديه "

لم يكُن هُناك خِياراً آخر بحوزة فآنتين ، لذا خلعت قميصها وبطالها الازرَق وقآمت بإرتداء قميصْ تشاك

- إ إنتيهت " توردت وجنتيها

عندما نظر إليها تشاك وبدا على ملامحه الضحك

إرتمى على الاريكة المُقابلة وأخذ الضحك يتملكُه

.. ذلك القميص كان كبيرًا للغاية

فهُو يَصِل لركبتي فانتين وأكمامهُ تُغطي كامل يديها !

توقف عن ضحكه فجأة وتوجه لفانتين ، إقترب مِن وجههَا كَثِيراً

- وجنتكِ ، تنزِف "

وضعت إصبعها على وجنتها لتجدها بالفعِل تنزف

أخذ تشاك صُندوق الأسعافات الاولِيه وضمد الجُرح

بلاصِق بلاستيكي

تمدد بجانبها وساد الصَمت على المكان ()*

إلى ان نطقت فانتين – وجنتك .. مازالت زرْقاء "

تنهد تشاك ووضع إبتسامة جانِبية – أرأيتِ ؟ خطيبُك الذي كُنتِ تتفاخرين بِه ، لقد شوه وجهي ! ، أعتَقدُ أنهُ يغار لكُثرة مُعجباتي"

لَم تُعلق فانتين إكتفت بطأطأة رأسهَا إلى ان نطق تشاك من جدِيد – مابكِ"

- أ .. ألم تقُل انه علينا التظاهُر بإننا لا نعرِف بعضنا ! لِما أنقذتني إذاً ؟ وكيف علمت ان الفتاة المخطوفه هي .. انا !"

- قُلت ذلك مُسبقًا ، كان لأجل نيت .. لكِنك تعلمين ماحالنا مع نيت الآن ..لذا أنا أسحَب حديثي .. سُؤالكِ الآخر ، أنقذتُك لأنني رَجل ! أسأترُك فتاة تُخطف ويديّ مُكتفه ! سُؤالك ألآخير ، لأني كُنت عائِداً لشقتي بعد ماكُنت مُرافقاً لسيجارتي ، ووجدتكِ محظ صدفه !"

إلتفت فانتين إليه ونطقت – تسحَبُ حديثك ! أتقصِد أن .."

صَمتت وألتفتت للجهه الاخرى ، أبعد تشاك خُصلات شعرَه للخلف ونطق – أسحب جُملتي التي اخبرتكِ بها بأننا لانعرف بعضنا وليس تحذيري بإن لاتقعي بحبي "

صمت لبُرهه وعاد ينطق – وأنا اُحذركِ من جَدِيد "

إلتفتت إليه من جديد قائِله - وانا أخبرتك بإنني لَن أقع بحبك .. ب بالمُناسبة ، دعني أخرُج من شَقتك "

رفع تشاك حاجباً ونطق – لِما ؟"

- ألم نقل للصحافة اننا إنفصلنا ، ماذا لَو عَلِمُوا بوجودي داخل الشِقة !؟"

- لا عليكِ ، سأتكفل بالأمرْ "

أخذ كِتاباً وكأنه يحمل رِؤاية بدأ بقرآئتها بينما فانتين تزفر مللاً نطق – تشاك !"

لم يلتفت حَرّك عدسة عينيه فقط – أنتي مُزعِجة "

- تشاك "

ألتفت بملل لتنطق فانتين – أنت .. أنت تُعملني بِ لين "

- مالمُشكلة في ذلك !"

- لَقد تغيرت فجأة !"

- لا تقلقي ، انا لم أقع بِحُبك ، هذا فقط لأن مزاجي جَيد !"

- آه .. أنا ل لم أقصد ذلك "

وضع تشاك الكِتاب جانباً وبدأ حديثًا جديد

– بالمُناسبة ، كَم عُمركِ ؟"

- 20 "

- أوه ! أنا أكبركِ بخمس سنواتْ "

- افهم من ذلك انك تبلغ خمسةً وعشرون ربيعاً "

- أحسنتِ "

- حسناً ، أيُمكنك أخباري أين اجِد المَطبخ ؟"

- انتي لاتخجلينْ مِن مكوثكِ مع رَجلاً لا تعرفيه !"

- لكنني جائعه !"

- هُناك "

أشارْ بأصبعه الى المطبخ لترحل فانتينْ

أخذ سيجارَة جديدَة وبدأ يُدخن ، مرت خمسٍ دقائق فَ

عادت فانتين ومعها شطيرتين

بدأت بالأكل بينما تشاك بدا الصقيع يسكن شطيرته !

رَكز بصيرته على عينيّ فانتين الزرقاوتين

عادت ذاكِرتهُ للوراء

(- عينيكِ "

- مابهما ! "

- أحبهُما كَثيراً ، اُحِب زراقُهما ، وأحُبِِِك أُحبك ميلا ")

توقفت تِلك الذكر على تنبهت فانتين لنظراته الغرِيبة

- ماذا ؟"

شَد تشاك قبضته ونطق بِ عَزم

- فانتينْ ,, مُنذ الغَد ستعودين حبيبتي أمام الخليقَة ، سأقُول ذلك أمامهُم سأقُول ذلك بنفسي !"

- أ .. ألم تُحذرني من الوقوع بحبك ، لِما قد تقع بحبي "

زَفر تشاك – قُلت أمام الخليقه ! يَجب يَجب علينا تمثيل ذلك فَحسب !"

*إنتهى*

Afnan_camellia