عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-30-2012, 12:17 PM
 
Thumbs up أحمد هريدي يكتب كل هذا البهاء والجمال يسكبه فن الباليه في نفوسنا وأرواحنا .. شعر الحركة

القاهرة 29 اغسطس 2012 الساعة 01:53 م


ما وراء هذه البهجة التي نستشعرها ونتذوقها في رقص الباليه؟.. ما سر كل هذا البهاء والجمال الذي يسكبه فن الباليه في نفوسنا وأرواحنا؟.. هل لأن الرقص منذ نشأة الكون وبداية الخلق كان ضرورة للجسد ثم أصبح ضرورة للروح، فكان استخدم الإنسان الرقص في تمجيد القوى الخارقة للطبيعة بعد أن حمّله شعائر دينية وعبادات؟.. هل لأن الحركة هي التعبير البدائي للحياة، وبالحركة الراقصة والإيماءة الصامتة يعبر الجسد عن مكنون نفسه ومخزون روحه، واهبًا الإنسان لذة التعرف على قوانين الإيقاع الناشئة عن توافق الجسد والحركة؟
في فن الباليه تمتزج روح الراقص بجسده ويتحدان معًا بوشائج الحقيقة الشاعرية، فتصبح حركة الجسد وخطوات الرقص المتآلفة مع نسيج النغم وقوانين الإيقاع تعبيرًا صافيًا عن دفء العواطف وحرارة الرغبات والغرائز. فن الباليه، حاملا في ذاته أسرار بهائه وجماله، يمس الجميل والفاضل في عوطفنا، ويكشف عن قوانين التشكيل وتجليات الشعر في داخل أجسادنا وأرواحنا جميعًا.
الباليه، فكرة غامضة تداعب مخيلة مصمم الرقصات، تلك المخيلة الخصبة المسكونة بعرائس الخيال وحكاياتهن الخرافية. تتشكل فكرة الباليه الغامضة تلك عند مصمم الرقصات خطوطًا ومسودات لوحات على الورق، حتى إذا ما برزت كل لوحة أمام عيني مخيلة مصمم الرقصات حياة ناطقة متحركة، هنا تكون فكرة الباليه قد نضجت، ويكون على مصمم الباليه أن يسارع إلى المؤلف الموسيقي، ويقدم إليه خطوط ومسودات لوحاته، وعندئذ يدور حوار بين مصمم الباليه والمؤلف الموسيقي حول طبيعة المشهد والحركة والإيقاع والتشكيل. ويمتد الحوار بين الصور الجمالية الحية الرشيقة في مخيلة مصمم الباليه وبين ألوان نغمية وإيقاعية في طور التكوين في مخيلة المؤلف الموسيقي، إلى أن تبدأ في التخلق حالة توافق وانسجام داخل حركة أجساد الراقصين، والمشهد العاطفي، واللحن الموسيقي، والتشكيل البصري في معمار الفضاء المسرحي.

تتردد داخل فضاء المعمار المسرحي الكبير بدار الأوبرا المصرية أصوات نغمات متقطعة لآلات موسيقية وترية مختلطة بأصوات نغمات خافتة صادرة عن آلات النفخ الخشبية والنحاسية، تفتقر جميعها إلى نوتة موسيقية تؤلف بينها. بعد اطمئنان كل عازف على ضبط نغمات آلاته الموسيقية على درجات السُلَّم الموسيقي، تتحرك دائرة الضوء لتصاحب قائد الأوركسترا الذي ما إن يبلغ مكانه في مواجهة العازفين، حتى يتحول بجسده إلى جمهور النظارة من المصريين والأجانب، ليرد على تحيتهم بانحناءة وابتسامة، ثم يعود سريعًا، وهو يُمسك بعصا قيادة الأوركسترا ليواجه عازفيه، والنوتة الموسيقية على الحامل، وستارة المسرح.
بعد المقدمة الموسيقية لباليه "لاسلفيد" أو "الجنية الصغيرة" التي سكبتها في نفوسنا وفي فضاء المسرح، آلات العازفين، وعصا قائد الأوركسترا "بيتر أرنست لاسين"، وأصابعه، ينفتح الستار الأحمر المخملي للمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية عن فرقة الباليه الملكية الدانمركية، لينقلنا إلى بيت ريفي في اسكتلندا في وقت السحر. جنية صغيرة ترقص رقصة منفردة تعلن فيها حبها للشاب "جيمس" الجالس في مقعد إلى جوار مدفأة مستغرقًا في نومه وحلمه. ترى الجنية الصغيرة راكعة إلى جوار "جيمس" تتأمل قسمات وجهه، وترفرف حوله بجناحيها وتحلق، وتنحني فوقه لتضع قبلة على جبهته. يهب "جيمس" مستيقظًا من حلمه ليطارد الطيف الجميل الذي يراه قد اختفى داخل المدفأة.
هذه "إيفي" الفتاة الجميلة كفراشة ملونة مزركشة بذات لون وزركشة الثياب الإسكتلندية التقليدية، ترقص رقصة منفردة تعبر فيها عن فرحها؛ فاليوم ستزف إلى خطيبها "جيمس" الذي لم يزل يفكر في الجنية محدقًا في الموضع الذي اختفى عنده طيفها الجميل. "إيفي" تعاتب "جيمس" فيعتذر لها، ويلثم يدها الرقيقة التي تمدها إليه.
هل الحقيقة الشاعرية الموجودة في فن الباليه هي الأكثر صدقًا من الحقيقة التي نشهدها في الواقع المعيش؟
الموسيقى تتدخل في اللحظة التي لا يُجدي فيها الكلام _على حد قول الموسيقي الفرنسي "ديبوسي"_ كذلك يتدخل الرقص في لحظة الانفعالات القوية العنيفة التي لا يُجدي فيها الكلام أي نفع. وإنه الباليه أكثر الفنون تجريدًا ورمزية، قادر على أن يجعلنا نرتاد عالم ما وراء الطبيعة، فيغدو مفهومًا وجليًا ما استعاد معنى كان يعوذه من التشكيل والموسيقى والشعر.
الساحرة العرافة "مادج" التي تقرأ الكف وترى الطالع، تظهر في المكان نفسه الذي اختفى عنده طيف الجنية لتزيد الاضطراب _الذي أحدثه قدوم الجنية من عالم ما وراء الطبيعة_ في شبكة العلاقات والمصالح التي تربط "جيمس" بمجتمعه الإسكتلندي، والتي تصطدم برغبة الجنية في منافسة "إيفي" على قلب "جيمس".
على خلفية الرقصة الجماعية الإسكتلندية البهيجة، يتعانق فيها جمال التشكيل والصور بفرح الراقص على وقع النغم الصادح الجهير والإيقاع النشوان، تتناهى إلى أسماعنا خيوط لحنية حزينة، تصاحب وصول الجنيات من قلب ظلمة الغابة والتفافهن بصاحبتهن وهي تسلم الروح، و"جيمس" يركع إلى جوارها وقد أثقله الحزن، يراقب الجنيات الحزينات حاملات صاحبتهن، وينصرفن صاعدات إلى أعلى الأشجار، ويختفين عن الأنظار.
يعزف مزمار القرية الإسكتلندية لحنًا سريعًا يصاحب رنين الأجراس المرحة، ويطلع من بين الأشجار موكب العروس؛ حيث يشاهد "جيرن" منافس "جيمس" وهو يمسك بيد "إيفي" التي ذهب عنها أساها. يرقص "جيمس" رقصة متألمة. إنه الألم الذي يبعثه داخلنا تخلينا عن السعادة الحقة جريًا وراء أوهام باطلة.
ساهمت ديكورات ومناظر "مايكل ميلباي" بتشكيلاتها الواقعة على حدود ما هو مجرد، وبألوانها الأقرب إلى التأثيرية، في إثارة خيالنا، الذي انطلق سابحًا وسط موجات الرقص والموسيقى، يستحث ذاكرتنا البصرية، لكي تستحضر أعذب صور الذكريات، وأجمل قصص الحب.
هل نجح مصمم الرقصات "أوجست بورنتفيل" في أن يجتذب روح الراقصة، ويجعلها تطفو على سطح جسدها الصغير الرشيق؟... هل نجح الرقص في التعبيرعن الانفعالات العاطفية في صورتها الخالصة المجردة عن الزمان والمكان على نحو واضح وجلي ولا لبس أو غموض فيه؟... هل امتزجت حركات الرقص بحركات موسيقى "هيرمان لافنسكولد"، وعبرتا سويًا عن دفقات شعورية داخل جسد الراقصة وروحها، حتى يمكن لمشاهد الباليه أن يصفه بأنه شعر الحركة، كما وصفته "إيزادورا دنكان" رائدة الرقص الحديث؟
إن في مقدور مشاهد الباليه، كل حسب خبرته الجمالية وثقافته ودرجة تذوقه، أن يجيب عن أسئلة عديدة تقفز إلى ذهنه، بعد أن تكون روحه قد شربت من رحيق فن الباليه، ذلك الفن الذي يتراشق فيه عاشقان القبلات الرقيقات في وضع الأرابيسك، وتبدو فيه خطواتهما وكأنها تغرد، وتصير فيه حركة جسديهما روحًا واحدة، وتغدو فيه روحهما الواحدة حركة كالشعر..
باليه "لاسلفيد" أو "الجنية الصغيرة" باليه من فصلين، عرض لأول مرة في مسرح الأكاديمية الملكية للموسيقى في باريس في الرابع عشر من مايو عام 1832، وكان قد صمم رقصاته حينذاك "فيليب تاليوني"، ووضع موسيقاه "جان سينز هوفر"، وصمم مناظره "تشيشيري"، وصمم ملابسه "أوجين لامي". وعلى اعتبار أن "لاسلفيد" أول الباليهات الرومانسية، فإن تأثيره لم يقف عند حد إلغاء الباليه الأسطوري الذي كان شائعًا في القرن الثامن عشر، بل فتح المجال واسعًا أمام عالم جديد ومفهوم جديد لفن الباليه.
http://www.misrelmahrosa.gov.eg/NewsD.aspx?id=17031
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يلا نشوف مين أحلى شي رح يكتب موديh مواضيع عامة 0 03-09-2010 05:56 PM
ابو هريدي ماجد majed نكت و ضحك و خنبقة 0 12-23-2009 03:23 AM
ابو هريدى من المانيا‎ ‌•·.·ًٍَِ]\ٍِ/ًٍٍَِِ[·.·• نكت و ضحك و خنبقة 0 06-29-2009 10:08 AM
•°•°•°ماذا لوعكست المرايا نفوسنا•°•°•° اناغير مواضيع عامة 5 10-29-2008 01:02 PM
..;; البهاء ومساقطُ المياه ;;.. صمت السَراب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 08-03-2007 10:14 PM


الساعة الآن 05:59 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011