عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-25-2012, 12:06 PM
 
Thumbs up حلمى سالم... شرفة الشعر وليلي مراد

يمنع وضع روابط لمواقع اخرى لؤلؤة بالقران



القاهرة 19 يوليو 2012 الساعة 02:02 م


مختارات من أشعار حلمي سالم

شين، عين، راء
أنا جننتُ فاتقوني:
رعبٌ يعمّدُ الفؤاد، رمحٌ يمزقُ الضلوعَ، كون يوّجعُ
العيونَ في، نجمٌ كلَّمَ ابتهالتي، قال:
سيدُ العارفينَ أنتَ، سيدُ العالمينَ أنتَ،
لا تلزمِ الصمتَ، لا تلزمِ الصمتَ، تكلم.
* * *
أنا خائفٌ وفرحانُ في خوفي،
جسمي بهيجٌ ومطلوقٌ علي سلاسل الأعضاء،
جسمي فاتحٌ شرفةً علي جنينةِ البرتقالِ. خائفٌ
وفرحانُ، يا تري هل هي النعمةُ الرءوم أم هي
النقمةُ السموم:
دثريني، دثريني
ورطّبي لي جبيني
النارُ في عيوني
والريحُ في يقيني
2
إنها الشجرةُ التي تمدّدت في حشاي: سُمّي
إنها الشجرةُ التي تمدّدت في حشاي: عورتي وعاري
أيا عشّاقةً تحلمُ الحلمَ الجميلَ باضطجاعها في
ضلوعي إن شجرةً تلبسّتني وشققتني
فلا تعشقيني أو إعشقيني:
أنا مخالفٌ لعقلي وجسمي فلا تعشقيني أو
إعشقيني،
أنا في ارتباكةِ الخلقِ، خائفٌ وفرحانُ،
والشيءُ الذي يهسُّ في هسَّ في
هسةً شهيةً، أنا اضطربتُ، ماذا تُراي
قارئٌ: بحرآً أم تري ثماراً؟
ثماري تفجّرت والبحر منفجرٌ، قال لي: أنتَ
منذورٌ للفجيعة.
* * *
هي شجرةُ الكتابه
الجوعُ والرعبُ والغبطةُ - الكآبه
الماءُ واللهيبُ والوردةُ المصابه
والهلاكُ في السؤالِ والإجابه.
* * *
في ارتباكة السماء سُحتُ.
خائفٌ وفرحانُ، حاملٌ رصاصةً فعليةً ستشطرُ
الواحدَ الكمالَ شطرتين: عاشقا ومعشوقا.
انفطرتُ. هذه الشجرةُ قسّمت جميعي،
كأنني انفتقتُ عن ضدين توأمين. والشيء عاد هسّ
في هسّة دفينة. سمعتُني أضيعُ في سؤالي:
أكتبُ أو لا أكتبُ؟
الشجرةُ التي تجذرت في أشاعتني علي الأرضِ رائحةً
من الكبريت والزعفران.
الصمتُ والكلامُ غابةٌ، وغابتي تفتحُ النخلُ جثمانا،
وجثماني يستحيلُ في جماجمي سؤالا، السؤالُ:
أكتبُ أو لا أكتبُ؟
يا شجرةُ اعرفيني وفهّميني:
أأقطفُ البرتقالَ ثم أكتبُ: يصعدُ صاعداً؟
أأقطفُ البرتقالَ ثم أكتبُ: يدخل داخلا؟
أأقطف البرتقالَ ثم أكتبُ: يكشفُ كاشفا؟
الشجرةُ استطالتْ وأومأت أن اتبعْ رفيفي،
تبعتُ، قابل الرجلُ اختلالتي، وقال لي:
امتلكْ ما وُهبتَ، أنت منذورٌ لطعنةٍ العشقٍ
والكلامِ، فاعشق وتكلم.
قابلْتني:
صاحت: انهضْ يا مدّثراً بالدماءِ، هذه
الأرضُ المدي فاقبض المدي الذي وُهبتَ،
قلتُ: هل منحةٌ؟ قالت: المانحُ البحرُ
والخيولُ فاحضنِ الأرضَ فالأرضُ البتولُ، قلتُ: وعرةٌ.
قالت: الأرضُ زهرةٌ ففتّحِ الزهورَ،
قلتُ : مُرةٌ. قالت الأرضُ جمرةٌ تموج فاقذفُ
الجمرَ، قلتُ: أين؟
قالت: المدي اختزلتهُ بين حاجبيكَ فانظر،
رأيتُ نافورةً بعيدةً. عنفتّني: ألا أمعنِ
العيونَ والفؤادَ. رأيتُ شعباً من النوافير
ينداحُ أشلاءَ، قالت اقترب وأمعن:
رأيتُ جثتي علي الرمال مبذورةً جنداً
وأعلاماً ملّوثةً بقيحي وأعضائي.
فقالت أصرخ، قلتُ: آه من زيف أنبيائي،
قتلوني من الظهر قتلوني.
* * *
هل أنا مرعبٌ ومرعوبٌ، اشهدوا تحوُّلي:
نخلةً ينحلُّ جسمي، والنخيلُ يستحيلُ نيلاً،
ونيلي مرّكبٌ علي شكلِ كونٍ ضبابي،
وكوني مهندسٌ علي استقامة البدن.
والبدنُ كانَ للذي يلقاني، قال لي:
انهض واعبر الجسر تلقَ المرأةَ العاشقة،
المرأةُ العاشقة كانت علي العشب منطرحه
سمعتها تقول: أنت لي.
رأيتُني أكتبُ في بطنها شيئاً يشبه اسمي،
وغطيتُ ساقيها بكلمتين: طفلٌ جميلٌ،
وجدتُ باباً، طرقتُ، قيل: مَن؟ قلت:
نهداكِ رائقانِ رائقانِ. قالت: ادخل.
دخلتُ.
قالت: اكتبْ، كتبتُ فوق نطفة تسيل من
مشيمها الجليل: أنا حلمي فقومي.
* * *
ما لهذه المدائنْ/ مبهمةٌ أليفة؟
ما لهذه الجنائنْ وديعةٌ مخيفة؟
نارُها قطيفه
وأشجارها شفّافةٌ كثيفه.
فويحي من الوخزةِ الرقيقةِ العنيفه!
* * *
الجمرةُ اخترقت الرئتين، فاشهدوا كياني يهاجر من
مفرداتي التي شَوَتْ جلدي.
سمعُتني أقولُ في مسيري: أهذه الأرضُ لغةٌ جديدةٌ؟
وكنتُ أعني: أهذه الأرضُ محنةٌ جديدةٌ؟
قال لي الذي يقول لي: أنتَ منذورٌ لطعنتين:
طعنةِ العشقِ والكلامِ، قلتُ فتّاكتان. قال:
عمَّدتُكَ انطلقْ، فخلتُني أقولُ للعشيقةِ: اعرفيني،
فبعدَ لحظةٍ أكتبُ:
2
شين، عين، راء.
يا محنةَ الشعراء.
غزالةٌ وحيدةٌ تموتُ في العراء.
مدينةٌ تسير للأمام والوراء.
شين، عين ، راء.
* * *
أقولُ خائفٌ وفرحانُ في خوفي:
رأيتُني أمتدُّ حتي أصبحَ اشتباكآً مع الوجود.
والوجودُ حطّ مقلتيكِ تحتَ حاجبيه،
فابتهجتُ وارتعشتُ حينما لمحتُ فوق أنفكِ
الشامةَ ، الشامةُ: الدليلُ والعلامةُ، العارفُ
العرّافُ قال: إنه النجمُ أرسلني لأعطي لكَ
الشجرةَ. الشجرةُ استطالتْ علي جسمي وكونتْ
شكلَ جسمكِ البهي. قال: أنتَ منذورٌ لطعنتين،
طعنةِ العشقِ والكلامِ، فاعشقْ وتكلمْ.
تكلمتُ.
قلتُ كنتُ الفتي الفردَ القتيل،
قال تكلمْ، تكلمتُ، قلتُ كنتُ ياقوتَ جيدها
الأثيل،
قال تكلم تكلمتُ قلتُ كنتُ للوجود صاحباوكنتُ
للوجودِ فتنةَ الغريم،
قال تكلم تكلمتُ قلتُ ها هنا اللغاتُ ما
فضَّ ختمَها الكريمَ فحلُ التصاوير،
قال عمَّدتُكَ انطقِ الوجوبَ، قلتُ: شين،
قال: زد، قلت: عين، قال: زد، قلتُ راء
قال أفصحِ البلاغَ، قلتُ: انكساري وانتصاري.
* * *
دثريني دثريني
ورطّبي جبيني
النارُ في عيوني
والريحُ في يقيني
* * *
خائفٌ وفرحانُ في خوفي.
أنا الأشجارُ والأشجارُ بعضي،
فانظروني أخلعُ الأثوابَ صاعداً فوق تلي
غير محمولٍ سوي علي بدني،
وغيرَ حاملٍ سواه في جماله،
أنا الجميلُ فارقبوا جثةَ الجميل تنحلُّ في النهر ماءً
وفي الماء موجا،
وفي الموج شطّا مخصّبا بالزرع والنساء.
* * *
هذه الكهوفُ مظلمةٌ، مضيئة
والغابة الجموح مكشوفة خبيئه
ومهجتي:
جبانةٌ، جريئه.
* * *
ممسكاً بأشجارٍ ثقيلةٍ كنتُ بين وعيي وغيبوبتي،
غزني الذي يغز غزةً فتيةً، نهضتُ
شفتُ كائنآً حلواً وسيالا، فحدّقتُ
قائلي القوّال قال: قمتَ؟ قلتُ: قمتُ
قال: غسَّلتَ ضلعكَ القديم، قلتُ: غسّلتُ،
قال: خشَّ في عباءتي وأبلغ البلاغ، قلتُ:
سين، حاء ، راء،
قال: زد، قلتُ: حاء ، لام، ميم، ياء،
قال: زد، قلت: واو، طاء، نون،
قال: بين الغموضَ، قلتُ: نارٌ ودمٌ،
قال: وضّح الوضوحَ، قلتُ: الأساطيرُ والسكاكينُ
والسجونُ والجنون،
قال: سِرْ، فسرتُ، قال: ماذا تري؟
قلتُ:
بلاداً بها ناسٌ يموتونَ،
وناسٌ يبعثونَ ويطلعونَ خارقينَ،
هذه طفولةُ الأرضِ أم أرضُ الطفولةِ؟
الخارجونَ أطفالٌ بحجم سُرَّة الأرضِ،
والأرضُ كلمةٌ كبيرةٌ كبيرةٌ، قال: قلها،
قلتُ: بدءٌ، قال: صِرْ،
صرتُ القصيدة.



أحوال إبراهيم أصلان


(1) يدخل كل بيت

لا بدّ أن يستوثق الموتى من أن القبور ستكون
بها لمباتٌ من الكهرباء،
حتى يستبينوا المسافة الرَّواغة بين
الملاك والشيطان.
كان الرجل يبذر قمحا على الثورة من
جبل المقطم،
بعد أن كان يوزع أقمشة على مصدُورين
في فضل الله عثمان،
حيث يتجاور أبو ذرٍّ والمودوديُّ على مائدة العشاء.
طائر البلشون يرفّ على رؤوس المهمشين،
ويرفّ على رؤوس أطفال الشوارع،
وهو يعلم أن ساعي البريد يدق الباب مرتين،
لكنه هذا المساء دق دقة واحدة
ودخل كل بيت مسلِّما على سكانه،
وغفا في أفئدة جريحة قرب طرح النهر،
بينما العصافير مصابة بالدفتريا،
وشارب كثيف يغطس في كوب ليمون.
أنا داعبته حينما قلت:
«لن أغار من ميل الجميلات إلى بسمة الساردين»،
لأن طيوراً مشت في شرايين مهتوكة،
والشرايين المهتوكة مشت في أزقة فقيرة،
والأزقة الفقيرة أرسلت إلى الكورنيش الميتين،
والميِّتون لا بد أن يستوثقوا من أن القبور
ستكون بها لمباتٌ من الكهرباء،
حتى يستبين المعذبون الطريق إلى قيامة
الحساب والعرش

***

(2) يحمل أشجاراً على كتفين

هنا منطق الطير،
حيث قال سيد لسيد:
يجلس المحرومون تحت جلبابي،
ويجلس المصابون فوق ركبتي،
أما الذين فقدوا العيون من أجل أن
تطير يمامة،
فسوف أعطيهم يديَّ كي يعبروا البرزخ.
هذا الذي يتهكم على عروقه وعلى الدراما،
يعرف أن قطعة فضية تدحرجت على سلالم
العمارات،
تشير أن المجد للمقاولين،
ولذا فهو يحول العُقَد المسرحية إلى مَسْخَرةٍ.
تساءلتُ: هذه البرقيات روَّاحةٌ غديانةٌ
فهل فَقْدُ الأحباء زينة الحياة الدنيا؟
قيل لي: ذاك شيخ يمشي خفيفاً بين ناسه
مع أن الأشجار ثقيلة على الكتف.
معهد القلب مكتظ بالدراويش والثوار
وعازفي الكمان المسيحيين،
فمن يرقب العجوز وهو يباشر هَلَّةَ
النهايات؟
فوق هضبة كان صوت يذيع:
يوجد هنا عميان،
فلماذا شَحَّتِ الكلمات؟
- لأن الرؤى فياضة.
- لماذا تناسل البوسطجيون؟
- لأن الجروح قصاص،
والغسيل كان مسروقاً على سطح البيوت.

(3) يخرج من ألف ليلة

عندنا حمام زاجل،
وأطباق مكسورة في مطبخ،
عندنا ناس طبيعيون يصنعون من الجغرافيا
التواريخ،
ومن سرادق العزاء منبع الشهوات.
صار طائر البلشون أمثولة،
عندما كان رجلٌ
يبذر أرزاً على الثورة من جبل المقطم،
بعد أن كان يوزع تمراً على الصبيان
في فضل الله عثمان،
حيث يتجاور أبو ذرّ والمودودي على مائدة
العشاء،
وبينهما مصحف وقناصة.
قلت: جاء الروائيون من ألف ليلة،
لكي يطعِّموا المسيرات بالكوميديا،
قيل: جاء الروائيون من كليلة ودمنة،
كي يهوِّنوا خوف خائفين من لصوص كل
ثورة.
عاد صوت من وراء المقطم:
هبت طوابير من أساطير الأولين
كي يحملوا النعش،
والوطاويط واقفة فوق كل صخرة.
قبل أن تقصَّ أحسن القصص،
طمِّن القلوبَ يا إبراهيم.

نشيدُ اللوتس

يستيقظ موتي من عُمق التابوتْ
في أيديهم وردٌ أبيضُ، واللوتسُ، وردٌ أحمرُ، سنبلةٌ،
يرمون بها عرشَ الطاغوت
جاء المنياويون، سوايسةٌ، إسماعيليون، وصيادو الثغر،
الطنطاويون، بناتُ المنصورة، ليس يخيف
الطفلةَ منهم كرباجُ الرهبوتْ
وقف الخلقُ يبصّون جميعآً كيف سنبني المجدَ علي أطلالِ الجبروتْ.
الليلة صعدتْ في الميدان شموعْ
كانت ماءٌ ودماءٌ، تمتزجان، فتُولدُ من مزجهما راياتٌ،
داياتٌ، وهلالٌ بصليبٍ، شرفاتٌ، وقلوعْ
مدنٌ ، وكفورٌ، حاراتٌ، ونجوعْ
إسلاميون، ونجّارون، شيوعيون، وعشاقٌ،
أرثوذكسيون، وصبيانُ العشوائياتِ، وعلماءُ،
، نساءٌ يحملن الرّضعَ فوق الكتفِ،
وسبّاكونَ، وفوق الهاماتِ العطرُ المصري يضوعْ
زخّاتٌ في الصدر، وزخّات في الظهر، ودبّاباتٌ فوق ضلوعُ
يتشكّلُ نهرٌ من لحمٍ ودموعْ، كان رصاصٌ وخلاصٌ يكتب سطراً بكرآً:
قُدّاسُ الأحد، وأكبادٌ تحت مجنزرةٍ، وصلاةُ الغائب،
عرسُ الدمّ السائلِ ينقش زمناً أبيضَ للناس وللناسوتْ.
كان القائدُ إبراهيمُ يراقبُ لمعَ الغضب،
فجاءت إيزيسُ تلملم أشلاءً، جاء الفلاحُ الأفصحُ،
جاء عرابيون، ودرويش الحضرةِ، في حنجرةٍ واحدة، حتي ينتبه اللاهونَ، وحتي يندحرَ اللاهوتْ
طفلٌ ينزع عن عورةِ ملكٍ ورقَ التوتْ
كانت كعكاتٌ حجرياتٌ تعلن نوبةَ صحيانٍ،
فتهلُّ كمنجاتُ، وبيانو، ناياتٌ، عوّادون كفيفونَ،
الرسْامون التلقائيونَ، زغاريدُ، ومزمارٌ بلدي، وربابْ
كتب التاريخَ شبابْ
جاوبهم مكبوتون، وطلابُ كرامةُ نفسٍ،
مرضي سرطان القمح،ومجروحون، ضحايا ذلًّ وخرابْ
تهوي في العزف أباطرةٌ، ومماليكُ، جراكسةٌ، ولصوصٌ
محترفونَ، بغالٌ من طبقاتٍ وحشياتٍ،
هجانةُ إبلٍ، ونعيقُ غرابْ
ينزاح عن القلب المكسور حجابْ
عندئذٍ ، طفلٌ ينزع عن عورة ملكٍ ورقَ التوتْ
يبني مدنآً فاضلةً بالعدلِ، وأبواباً للحرية تطرقها
كفٌّ بالقهر مضرّجة، وقري ليست ظالمة الأهلِ،
تعيد إلي الدنيا ميزانَ الملكوتْ
فيقول شقيقٌ لشقيقٍ:
من يهتف ليس يموتْ
يتشكّل نهرٌ من لحمٍ ودموعْ
«إرحل يا خفّاشُ»» ليرحلَ إذعانٌ وضلال ٌوخضوعْ
هذا عبّادُ الشمس، وهذا فَوَرانُ الفطرةِ،
و قرانُ البهجة بالبهجة،
صنمٌ يتهاوي، لتنزَّ بلبنِ الري ضروعْ
فيطلّ أبوذّرٍ، ويطلُّ حرافيشُ، ومئذنةٌ،
والأفغاني، وصابئةٌ، ومشرّفةٌ،ويسوعْ
الجمعُ هو المفردُ،
والمفردُ فينا تلخيصُ جموعْ.
بدأ الفتيةُ إنقاذَ الملكوتْ
فاهترأ العسَسُ المهترئون،
وفرَّ العسكرُ،
وانكسرَ الجبروتْ
قال شقيقٌ لشقيقٍ: من يهتف ليس يموتْ.
ياخَي: استيقظ موتي من عمقِ التابوتْ.




المرأة التي تعرّتْ أمام مجلس الوزراء

هذي غيبوبةُ شطحٍ صوفي:
حين أنجرَّ الجسدُ علي الإسفلت
رأيتُ أبي
يطوي السجادةَ بعد صلاة الفجرِ،
ويختتم الوِرْدَ علي الدمعِ.
وحين هوتْ هرّاواتُ فوق الرأسِ
رأيتُ أبا العباسِ المرسِي
يسير بغير النعّل علي جمرِ،
ويطير علي أضرحةٍ
فيما الأضرحةُ تحفُّ بموجٍ يجري
خلف الموجِ،
علي كل ضريح
فَرَسُ نبي يركض جنبَ اللورّياتِ.
وهذي غيبوبةُ شطحٍ صوفي:
لما هَوَت الأحذيةُ علي نهدي
تبسَّمَ شبحٌ وهو يحدّثني:
نادي الحلاّجَ لينقذَكِ ولن ينقذَكِ الحلاجُ،
ونادِي المعتصمَ لينجيكِ ولن ينجيكِ المعتصمُ،
ونادي التوحيدي فلن يسمعكِ التوحيدي
لأنا سوفَ نصيرُ هذا الجسدَ الفائرَ
درساً في سوء الحظِ.
أما قلنا: قَرّي في البيتِ؟
أما قلنا: عِطرُكِ معصيةٌ،
وحبالُ الحنجرة ينابيعُ الإثمِ؟
أما قلنا: الأدني أدني؟
هذي غيبوبةُ شطحٍٍ سطح صوفي،
حين انتزع العسكرُ ثوبي
شفتُ الخِضْرَ يطوف علي الشهداء
بخبزِ الرحمنِ،
وشفتُ حُماةَ العِرْض يجرِّسهم جرحُ الطفلِ،
وشفتُ القار علي كابِ العُقداء،
فقال دراويشُ الحَضْرةِ:
لستِ تبيتينَ علي ضَيمٍ.
هذه غيبوبةُ شطحٍ صوفي:
راياتٌ فوق مآذنَ ، ومريدونَ،
وموءوداتٌ، جُبَّةُ مصلوبينَ،
الحُورُ العينُ، رجالٌ قوّامونَ علي النسوةِ،
ويماماتٌ خضراءُ.
انزاحتْ غُمَّةُ شوْفٍ،
وانكشفَ حجاب،
فرأيتُ البلدَ الآمنَ:
مَسْخرَةً.

صائد العيون

علّمني كهّاني أن أتخصص في البؤبؤ.
… فالبؤبؤ جوهرة المرء،
كما أن التصويب عليه بحرفنة
برهانُ الموهبة الربانية،
أوسلمة ترق في درجات الرضوان.
أنا القرنيات هيامي،
لا الصدر ولا البطن ولا الرأس
تهيّج لذة فوهتي والناشنكاه،
فقد دربتُ الماسورة في ليل الكهان
علي شهوة أن تسكن ورداتي
بين الرمش وبين الرمش.
أنا أكره كل عيون بني آدم،
فعيون المرء هي البوابات،
هي الكشّافة لسواد النفس السوداء،
هي الفضّاحة للبطش.
بليل يهجم ماضي الموغل فيّ عليّ:
عيون فقير هزمتني
حين تجبّرتُ بجاه الأهل،
وكنت أظن الجاه يكسره ويرممني،
نظرات فتاة القرية سخرت مني،
حين زهوت بنجمات تلألأ في كتفيّ،
وأعطت فلتها للنسّاج المتقشّف،
حين ظننتُ النجمات تستّف طبقات
فوق الطبقات،
عيون الفتية في الميدان
تشظّت تحقيرا لخطاي،
إذا خطوي خرق الأرض،
وكنتُ تشرّبت سلافة: نحن الأعلون.
أنا أدّبني الشيخ
علي أن التنشين صبابات،
وعلي أن السكني بين الجفن وبين الجفن
هي الأدفأ،
حين يصير سواد الدنيا موعظة.
كان الدرسُ يقول:
الهدفُ هو الحلمُ النابضُ بين الهدبين،
فركّزْ في الخيط الواصل بين الفوّهة وبين
النظرات،
فذاك دليلُ التربية العليا.
كنتُ المتميز والمائز والممتاز:
فكلّ مراسيلي كانت إعلانا لرهافة حسّ
ومؤشر عافية لفؤادي،
فإذا نزّتْ عين الفتيان نضارتها
انفكّتْ عُقد في قاعي،
وإذا وضعتْ فوق عيون الشبّان ضمادات
بردتْ ناري،
وإذا غربتْ شمس تحت الحاجب،
أحسستٌ بتاج يعلو رأسي.
أنا قدمي أعلي من هامات الدهماء،
وسوف يهندم ربُّ العائلة
وشاح الفخر علي صدري،
ويلقبّني في الحفل:
القنّاص الأمثل،
وسيهديني الجنرالات ثلاث جوائز:
جمجمجة،
أكفانا،
أطباق عيون مفقوءة.





ارفع رأسك عالية, أنت المصري


ارفع رأسك عالية, أنت المصري
الضارب في جذر الماضي, والعصري
خالق أديان المعمورة, مكتشف الهندسة, ومبتكر الري
صاحب درس التحنيط, ومبتدئ الرقص,
وخلاط القدسية بالبشري
ارفع رأسك عالية, أنت المصري
الصامت صبرا لا إذعانا,
بل تطويل للحبل الشانق كل بغي
لا جرت على جار, لا لوثت مياه النيل, ولا أنكرت نبي
أنت موحد شطرين,
وواصل شطين
وجامع أشلاء فتاك على دلتا النهرين,
ونساج الظلمة بالضي
ارفع رأسك عالية, أنت المصري
المبدع أن الدين لرب الأديان,
وأن الوطن مشاع للناس سويا بسوي
المانع عن بابك أمواج غزاة
فرسا, هكسوسا, أتراكا,
وفرنجة أوروبا, والصهيوني
أنت الواحد في الكل,
وأنت الكل المتلخص في الواحد,
فرد جمعي أو جمع فردي
ارفع رأسك عالية, أنت المصري
زعموا أنك خناع, قناع
فكنست الزعم بمعجزة في الرفض الجذري
تمشي من عصر الشهداء الأقدم,
حتى عصر الشهداء الأحدث
كل شهيد قديس وولي
تعويذة أهل العرب,
وإلهام الشرق,
وقنديل الزمن الجي
ارفع رأسك عالية, أنت المصري
كريم العنصر مضفورا في العنصر,
فكنيس بالمسجد. كهان بشيوخ.
راهبة بالمقرئ, ونسيج وطني
علمت الدنيا أن العسكر ليسوا خصما للصبية,
بل قطع من لحم الصبيان الحي
أنت حكيم القرية, وبتول المدن, رسول حضارات,
شيخ وفتي




أحمد حرارة




عيناي مخصَّصتان لسنبلةٍ مقبلةٍ،
ذهبت واحدة للباريء
يوم الحزن السابق،
ذهبتْ ثانية للباريء
يوم الحزن اللاحق،
في الأولى: مُرٌّ،
في الثانية: مَرَارةْ
اليُسرى شاهدةٌ كيف يقوم الموتى
من كتب الموتى،
واليمنى شاهدةٌ كيف نُصر جنازاتٌ:
شارةْ
بينهما عجلات من بؤسٍ دائرةٍ،
دوّارة
عيناي مخصصتان لسنبلة مقبلة،
تستبدل بالبصر الزوّال بصائر أبدياتٍ،
من زرقاء يماماتٍ،
يكشفن وراء الأشجار
قيامةَ مدن منهارةْ
أهبُ القرنّيات لأولاد الأرصفة،
وتلميذ الفصل،
لوعد حبيبين بلُقيا
حتى لا يصعد فوق الربوة فقهاءُ الرجم،
ووكلاء التقطيع من الخلف،
بغارات ، ومغارات ، وإغارةْ
قالوا: نتجرُ مع المولى،
فإذا الشيطان شريكُ السّلعة:
بيعاً ، وشراءً ، وتجارةْ
وهنا صارت عيناي شرارةْ
كي يبصر أطفال البر الخطوات،
يعيدوا للأرض الرؤيا،
ولأفئدة المرتجفين الجمرةَ متوهجةً،
أطفالُ البرِّ همُ البَصّارةْ
عيناي مخصّصتان لسنبلةٍ مقبلةٍ
حتى يتخلص صبيانُ الحارات
من الشرطيّ،
ومن ضباط الصاعقة،
ومن شيخ إمارةْ
واحدةٌ للحزنٍِ الأولِ،
واحدةٌ للحزن الثاني،
في الأولى: مرّ،
في الثانية: مرارة
الليلة أقرأ تاريخي بالكفين،
أعالج مرضى الأسنان بأنفاسي،
فالأنفاس رسالاتٌ،
وتحياتٌ
وحرارة
والحكمةُ:
أن القرنية إن صفّاها الصائدُ،
تغدو في ليل الحيرانين: منارةْ
وأنا أعلم:
أن عَمَايَ هو المبصرُ،
أن أصابعَ كفيَّ:
حضارةْ



الشيخ عماد عفت

سنصفُّك بجوار بن عليّ،
وننوّه: هذا سيد شهداء الجنّة
فيما هذا سيد شهداء العسكرِ
سنحط شريطاً أبيض فوق الرسمِ
ونكتب:
ذلك كبد الطائر
إذ رفرف مخفوراً بعشيرته:
خالد، مينا، عبد الحكم، وقاشوشُ،
بكير، مطارنةٌ، عبّودي، والمعتزلة،
سالي، بسيوني.
كان التشريح يقول:
المرسال اخترق الرئة
إلى فقه المصلحة
فحمل تلاميذُ الكتّاب الروحَ الرائَح
ببخور الصندلِ
حتى صحن المسجدِ
حيث زرابيُّ وسندسةٌ
ونمارقُ،
حينئذٍ طار
على الهامات
سجلٌ:
هذي زخاتٌ في
الأضلاع
وذا طلق أفقيٌّ في
الرأس
وتلك خطوط
جنازيرَ مشرَّشةٌ فوق
البطنِ.
أنا قلبي راض عن طيراني:
كنتُ الهمزةَ بين المنسيّين وبين العدل
وكنت الجسر الواصل بين العسرِ وبين اليسر
وكنت أرى أن الله هو اللطف.
حواريُّوك على الميسرة
شيُّوخك في الميمنة
فسِرْ بينهما مصطحبا أشباهك
للساحاتِ
وعلِّمهم أن المعرفة إذا اتسعت
ضاق عليها الثوب
وأن جنازات المرء مطالع كونشيرتو.
كان الرب سواسيةً
فتنحى الرُّكع بعد صلاة الغائب
كي يتلو الطائر في الرهط وصاياه:
أنا نجل الطهطاويِّ
فحطوا الجبّة فوق جدار العزلِ
أنا الشباك المفتوح على قنديلٍ
زيدوا الزيت لعل العصفورة تنجو
أخطأتُ بأجرٍ
وأصبتُ بأجرينِ.
المرسال اخترق الرئة
إلى فقه المصلحة
ولكن البسمة باقيةٌ
فخذوها مبتدأً في رأب الصدعِ.
الآن نصفُّك بجوار بن عليٍّ
ونباهي سُرَّاق النطفةِ:
هذا سيد شهداء الجنّة
فيما هذا سيد شهداء العسكرِ.
ليرددّ في الصحن غنائيون:
القِبلة حمّالةُ أوجه.

التعديل الأخير تم بواسطة مـجـرة ; 07-25-2012 الساعة 03:36 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فريد أبو سعدة يكتب عن حلمى سالم " الحداثة أخت التسامح" yousrielsaid أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-25-2012 12:05 PM
من شرفة بيتي AMINWALID قصص قصيرة 0 12-23-2010 11:48 PM
انشودة ألا ودع فكم زرفة عيوني دموعا ليس يخفيها الوقارو حزينه جدا ومؤثره بتول الشرق خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 10-09-2010 07:51 PM
سويدي يلقي ابنه من شرفة مطار في إسرائيل ويقفز وراءه script أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 20 07-22-2007 10:54 PM


الساعة الآن 03:06 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011