يمنع وضع روابط لمواقع اخرى لؤلؤة بالقران




القاهرة 19 يوليو 2012 الساعة 01:39 م


من طهران اكتب..

من أعلى نقطة فى الجبال المحيطة بطهران أرى .

من أعلى نقطة فى الجبال المحيطة بطهران اتأمل.

حالة من صفاء الذهن عشت فيها أمس خلال رحلتى لإيران التى بدأت منذ ظهر الجمعة الماضية .
أول الأشياء التى هزتنى هنا فى طهران هى حالة الحب الجياش والعاطفى لمصر والمصريين ، كلما عرف أى مواطن إيرانى أنك مصرى قال لك : أهرام .. عبد الناصر ... ثم يصنع علامة الانتصاربأصابعه قائلا : محمد مرسى
ومن الاسم الأخيرأقول من هنا وبأعلى صوتى ،وأرسلها عبر الآف الكيلومترات إلى الدكتور مرسى : اتخذ القرار فورا قبل استقبالك طهران لحضور قمة عدم الانحياز ولاترسل أى شخصية رسمية بالنيابة عنك، والأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر.


أول الأشياء التى هزتنى هنا فى طهران هى حالة الحب الجياش والعاطفى لمصر والمصريين
أولا: هذه القمة والحركة صنعها جمال عبد الناصر والرئيس اليوغسلافى تيتو ورئيس الوزراء الهندى " نهرو" لمواجهة التسلط الغربى ، يعنى نحن أصحاب القمة ، ونجاحها الأن ينسب لمصر، وفشلها أوإضعافها يسىء لمصر ، خاصة بعد ثورة 25 يناير التى يتحدثون عنها هنا باعتزاز كبير ، ورغم إن هناك خصومات تاريخية بينك وبين عبد الناصر ، لكن لاتنكرأن مكانة مصر كانت فى السماء وعليك وعلينا أن نعيدها إلى المحافل الدولية بعيدا عن مصر التبعية لأى نظام غربى أو إقليمى ،أو المخاوف الوهمية والفزاعات المصطنعة إلى روجها وصنعها الغرب بيد عملاءه فى المنطقة العربية .
ثانيا: أن الاعتقاد أن القرب من إيران يكون على حساب العلاقات العربية الخليجية يحتاج لنقاش أعمق ، ففى الوقت الذى نقول إن إيران احتلت 3 جزر أمارتية ولابد من إعادتها حتى نتحاور ، نجد أن طيران الإمارت يرسل نحو 100 رحلة شهريا فى الوقت الذى لاتصل مصر للطيران إلى العاصمة الإيرانية ، أما التعاون الاقتصادى بين إيران والإمارات فيصل إلى مليارات الدولارات فى الاستثمار والبورصة .
يعنى ندفع فاتورة العداء هنا وحدنا
ثالثا: فى الوقت إلّي يكون التمثيل الدبلوماسى بيننا فى أدنى درجاته ، نجده على مستوى السفراء بين إيران وأغلبية دول الخليج وفى مقدمتهم السعودية والكويت وعمان والإمارات.
يعنى ندفع فاتورة العداء هنا وحدنا
رابعا: فى الوقت الذى تتدنى فيه العلاقات التجارية بيننا إلى نحو 120 مليون دولار ، نجده بالمليارات بين إيران ودول الخليج .
خامسا: إذا كانت العمالة المصرية فى الخليج التى تقدر بالملايين ويراها البعض نقطة ضعف لأى مسؤل مصرى ، أقولها ببساطة لنحسب أعداد الإيرانيين فى الخليج والغرب وأمريكا صاحبة العلاقات المقطوعة مع طهران ، وسوف نندهش للأعدادالكبيرة ، بالإضافة طبعا أن العديد من دول الخليج بدأت بالفعل تقلص من حجم العمالة الاجنبية ومن ضمنها العمالة المصرية ، ولاننسى المعاملة السيئة للبعض ، مع أنظمة التشغيل غير الأدمية أحيانا .
ولاننسى أن ملايين المصريين عادوا من العراق وليبيا ولم نمت
والحل الذى لابد أن نسعى ونخطط له هو إقامة مشروعات عملاقة فى الصناعة والزراعة والسياحة مع إيران ومن يشاء من دول الخليج لنصنع مع تركيا شرق أوسط عربى إسلامى بعيد ا عن المشروع الإسرائيلى المدعوم من واشنطن.
خامسا: العلاقات المصرية الإيرانية من واقع المصالح البحتة تضم الكثير من مقومات النجاح والتفوق ، يكفى أنهما وحدهما يملكان سوقا قوامه أكثر من 160مليون نسمة.
واعتقد أن قمة عدم الانحياز قد تكون فرصة ذهبية للبدء فى بناء مشروع النهضة لمصر ،بعد أن سقطت الكنوزالاستراتيجية لأعداء مصر .
بصراحة لو تعاوننا يمكن أن تكون إيران بوابة مصر إلى أسيا ومصر تكون بوابة إيران إلى إفريقيا وإذا انضمت تركيا لنا تكون بوابتنا إلى أوربا .
يعنى نكون قد تواصلنا مع أكثر دول العالم
والسؤال هنا بلغة المصالح العلمية والتكنولوجية والاقتصادية ماذا يفعل مثلث مكون من مصر إيران تركيا ؟
قد يقول البعض إن علاقتنا بأمريكا وإسرائيل سوف تتأثر والأمر ببساطة أقيسه مع الفارق طبعا ، العلاقات الإيرانية التركية قويه جدا فى الوقت إلى تقيم فيه أنقرة علاقات متميزة مع إسرائيل وأمريكا فضلا عن أنها عضو حلف الناتو الذى اشترك فى ضرب إيران فى الحرب الإيرانية العراقية .
يعنى كل شىء قابل للتفاوض والمصالح هى الغالبة
واعتقد أن قمة عدم الانحياز قد تكون فرصة ذهبية للبدء فى بناء مشروع النهضة لمصر ،بعد أن سقطت الكنوزالاستراتيجية لأعداء مصر .
أخيرا لمن يروجون للخلافات المذهبية والطائفية بين الشيعة والسنة أقول انتهى هذا الزمن ، أوربا متوحدة رغم الخلافات بينهم فى كل شىء .
والدول العربية والإسلامية تقيم علاقات قوية مع دول غيرإسلامية ولا تنتمى حتى إلى الديانات السماوية .
نعم أنا أقصد أن الأغلب فى هذا المقال للمصالح الاقتصادية المشتركة بين مصر وإيران وهى أكثر بدرجة لاتوصف حتى أقنع من يتحدثون بلغة الأرقام.
وللحديث بقية عن الصورة التى رأيتها فى إيران بعكس ما ترسخ فى الذهن عبرالإعلام الغربى على مدى السنوات الماضية .