البارت الخامس والعشرون

(الصدمة والحنين )




تطلعت إلى نفسها في المرآة لآخر مرة والتي ترتدي ثوبا قطنيا مزركشا بالألوان ..تركت شعرها منسدلا على كتفيها وقد لاحظت زيادة في طوله ..ابتسمت ببهوت رغم راحتها إلا أن آثار الحزن والدموع لازالت تغزو عينيها الواسعتين بعدها خرجت من الغرفة متجهة إلى الأسفل حيث ينتظرها إيريك ...نزلت السلالم بحذر فهي باتت حريصة أكثر منذ ان حبلت ومن ان هدد طفلها بالفقدان .وصلت إلى الأسفل وعندما هبت لدخول غرفة الضيوف سمعت ما سمم بدنها وجعلها تقف كالحجر الجامد تماما "إدوارد مات ".............................هذه الجملة البسيطة زعزعت قلب آليس الصغير التي أحست وكأن سهما غادرا دخل إليه وقسمه نصفين ..ارتجفت أطرافها وبالكاد تقدمت خطوتين إلى الداخل ...كان كل شيء حولها مظلما كظلمة الليل ..جرت قدميها إلى الداخل بصعوبة ونظرت إلى الحاضرين وقالت بصدمة كبيرة" ماذا قلت ...إدوارد مات ..لا يمكن "

نهض الجميع عندما رأوها فقالت روز وهي تتقدم منها بشوق وحزن معا قائلة" آليس عزيزتي "

أكملت آليس بقهر وصعوبة وهي لا تستطيع بسبب الغصة في حلقها "ما تقولينه غير صحيح ..أليس كذلك ...إدوارد لم يمت "

فدنا منها إيريك وحاول إمساكها لكنها قفزت مبتعدة عنه ثم خطت إلى روز ومدت يدها إليها تقول "قولي إن إدوارد بخير ..قولي أرجوك ..طمئنيني بأنه حي وبخير "أرجوك روز "

تلعثم لسان روز ولم تدري ما تقول فأمسكتها وقالت بحزن" آليس رجاء "

ودعتها للجلوس عندما رأت جسدها الصغير يرتجف بقوة ثم جلست بجانبها قائلة" تعالي أجلسي أولا .. لا ندري الحقيقة تماما ولكن"

تطلع إليها ستان بشفقة وكذلك كاثرين بينما إيريك لم يتحمل رؤيتها شاحبة الوجه والذي أصبح أصفر كالموتى تماما ..توجه إليها وجلس إلى مستواها وقال بهدوء "آليس ...لسنا متأكدين جيدا ..لذا لا تقلقي ..مجرد خبر لا أكثر "

قالت بشرود وألم كما لم تستطع البكاء "غير معقول ..ليس إدوارد"
المسكينة لم تتقبل حتى خبر موته فماذا إذا ما رأت سيرته وهي تنفجر وجثته المتفحمة وهي تنقل فقال ستان بأسى وهو يتذكر الأحداث "بلا لقد نقلت جثته إلى المشفى قبل قليل .."

قاطعته روز بنظراتها المعاتبة النارية وكلامها الصارم "ستان ليس الآن "

فقام إيريك ومسح على شعر آليس..لم تصرخ أو تبكي ولم تبدي أي رد فعل بل جلست ترسم على ملامحها الصدمة ...رق قلبه عليها وقال "آليس عزيزتي قولي شيئا ولا تبقي هكذا ..أرجوك"

وبسرعة قالت كاثرين للخادمة بعد أن نادتها "احضري كأس ماء للآنسة ..أسرعي " غادرت الخادمة فورا بينما قالت روز "آليس ..ما الأمر ..أرجوك لا تتصرفي هكذا على الأقل ابكي حتى نعرف ما بك الآن "

لكن آليس بدون استجابة بقيت تحدق أمامها بوهن وكأنها تراقب شيئا ما وإنما عقلها كان يبحث في باطنه عن ذكريات سعيدة مع إدوارد هذا اللعين الذي مات هكذا من دون ان يفسر لها كل تلك الأسئلة التي تدور في خلدها منذ البداية ..وبسرعة أحضرت الخادمة الماء ليستلمه إيريك وحاول أن يشربها قائلا" تفضلي اشربي قليلا ..علّ الأمر يخف عنك "

لكن لا حياة لمن تنادي .وكأن آليس انتقلت إلى عالم آخر فقد بقيت تلك الجملة وصورة إدوارد يرحل تتردد في ذهنها بل لم تعد تسمع أي صوت حولها حتى محاولات الجميع للكلام معها ..حاول إيريك مرة أخرى يقول "آليس أرجوك ..تماسكي ولا تفقدي ثباتك الآن ..سأتأكد من الموضوع بنفسي وأخبرك"

تدخلت كاثرين تقول لإيريك" بني خذها إلى غرفتها لا يجوز تركها هنا في هذه الحالة ..ولنطلب لها طبيبا"

انصاع لها إيريك وأمسك بكف آليس ونهض حتى يوقفها قائلا" هيا إلى غرفتك "..

قالت روز مشجعة " قفي آليس ..هيا إلى غرفتك لترتاحي "

شعرت بجسدها يرتجف كثيرا فنظرت إلى إيريك وقالت" عليك أن تحملها إيريك ...لن تستطيع الوقوف على قدميها "

لذا تكفل إيريك وعدّل وضعيتها ثم حملها وأحس بخفة وزنها وكيف أنها أرخت نفسها تماما ناهيك عن ارتعاش جسدها ..نظر إلى الخادمة وقال بصرامة" اتصلي بالطبيب حالا "

الخادمة "حاضر "

انصرفت إلى الهاتف بينما إيريك صعد بها عبر السلالم إلى غرفة آليس وتبعته روز تاركين كاثرين وستان الذي قال "حالتها غير مطمئنة ..لم تتحمل الخبر "

قالت كاثرين بعتاب" لهذا فضلت عدم إخبارها في الوقت الراهن ..لكنك أصريت"

ستان" نعم للأسف سمعت حديثي بالصدفة ..ماذا أفعل فهو صديقي أيضا"

كاثرين" لم أقل خلاف هذا الكلام ...ولكنها لم تشفى من صدمتها الأولى ...قد تبدو لك بصحة جيدة لكنها بالكاد تقف على قدميها ولا تنسى أنها تحمل روحا داخلها وتعتمد على المقويات حتى لاتفقده"

ستان" أتفهم ذلك ..كنت حاضرا وقتها ..."
ولكن يكمل كلماته فهو الأدرى بحالتها الآن وغادرت كاثرين وهي تقول "يمكنك الصعود إلى الأعلى معهم أو المغادرة حتى لا تبقى وحيدا "

نظر إليها وهي تغادر ثم قال ساخرا لنفسه" انظر إلى أين وصل بي الحال ...أتلقى الأوامر من سيدة وطردا غير مباشر "

بعدها غادر غرفة الضيوف ومن ثم القصر بسيارته تاركا روز خلفه مع صديقتها فلا حاجة لبقائه هنا ...فقد قرر الذهاب إلى المشفى حتى يطلع على جثة إدوارد للمرة الأخيرة ثم يحقق في قضية مقتله فعلى الأرجح أن لستيف يدا في هذا الأمر "











تبين أن آليس دخلت في صدمة صاحية حسب تشخيص الطبيب لها الذي حضر فور الاتصال به وها هم مجتمعون في غرفة آليس التي تستلقي على جانبها الأيمن وتنام كالأطفال وتحتضن وسادتها ...تطلعت إليها روز التي جلست على السرير وقالت بأسى" لم أقتنع بكلام الطبيب لأن حالتها لا تعجبني "

نظر إيريك هو الآخر ولم يتمالك نفسه وقال بحنق "ذلك الحقير ..هو السبب فيما يحدث من معاناة لها ..أولا بقتل والديها والان يحرق قلبها بموته المفاجئ "
كاثرين" هذا لا يجوز يا بني ..الشاب ميت احترم حرمته رجاء "

رفع نظره إلى أمه وأكمل يقول بلهجته السابقة" لا أقول ما يعيبه أمي سوى الحقيقة ...ما كان ليحدث لها هذا لو انه ليس مجرما "

طفح كيل روز ونهضت تقول بحدة مدافعة عنه "لا يحق لك لومه على ما أجبر على فعله ...لم يتبع طريق الإجرام بإرادته "

إيريك" وهل خلا العالم من الأعمال سوى هذا العمل الدنيء..ثم لا احد يجبر على القتل سوى نزعة العنف فيه "

كاثرين" يكفي إيريك"

روز" لقد أجبرته الظروف وطالما أنك سمعت بحقيقته فحتما سمعت بالمدعو ستيف ..إنه الرجل الذي سلب حياته وطفولته وحوله إلى آلة قتل بشرية"

إيريك باشمئزاز "هذا ليس عذرا"
صاحت روز بحدة أكبر "بل عذر يبرئ صاحبه ..إدوارد لم يتربى في العز والجاه كحالك ..كان من أخذ بيده هو ذلك الحقير ستيف ..حرضه على قتل والدي آليس لأنه كان ملاحقا من قبل والدها .هنري دون بلين" وأجزم انه المدبر لمقتل إدوارد اليوم ...لن تنفجر السيارة لوحدها "

بدأت بعض الأمور تتوضح لإيريك الذي قال باهتمام"تبدين حسب كلامك أنك مطلعة على ماضي إدوارد بل تعمقت في جذوره "

روز "نعم ...شدني يوما أسلوب تنفيذه للجرائم فقمت ببحث مطول عنه حتى عرفته شخصيا"

إيريك" إذا أطلعيني على كل التفاصيل حتى أتفهها "

وراحت تحكي له كل شيء بأدق التفاصيل وإيريك ووالدته يصغيان باهتمام شديد ..عندها أدرك إيريك أنه ظلم إدوارد نوعا ما لكنه بقي حاقدا عليه لأنه سلبه حبه وحياته وهي راقدة الآن كجثة هامدة تعاني في صمت وعندما انتهت من رواية حياة إدوارد أوشك على قول شيء لكن صوتها وجملتها أخرسته عندما قالت بصوت خافت منكسر "خذوني إلى شقة إدوارد"

إيريك" عذرا؟؟"

رفعت آليس نصفها العلوي ونظرت إلى الأمام وقالت "خذوني إلى بيتي ..أريد التواجد هناك"

كاثرين بهدوء" هل تراها سمعت ما قالته الآنسة روز ؟"

فأعادت آليس تقول بوهن "خذوني إلى إدوارد ..إنه في بيتنا ..أريد الذهاب إليه "

شهقت روز عندما سمعت كلامها فكلام الطبيب كان صحيحا لن تتقبل موته بسهولة وستظل تتصرف على أساس وجوده معها طالما أنها في حالة الصدمة هذه (ما أعظم حبك يا آليس )...ولم تقل صدمة الجميع عنها هي فقد قالت كاثرين وهي تتنهد بحسرة" سمعتم نصائح الطبيب ..عليكم تنفيذ رغبتها حتى تدرك بنفسها موت زوجها ذاك"

استسلم إيريك للأمر الواقع فلا حل آخر حتى تشفى ثم أذعن وقال "حسنا جهزوها وأعلموني حتى أخذها إلى المكان الذي تريده فربما تعرف الآنسة عنوانه "

هزت روز رأسها وقالت" نعم"

وغادر الغرفة يحمل في صدره أكثر مما يتحمل خصوصا عندما سمع بحكاية خصمه إدوارد ..فبعد لحظات جهزن كاثرين وروز المسكينة آليس وألبسوها فستانا من فساتين ماري للخروج وهاهم عند بوابة القصر حيث ركبت روز وبجانيها آليس التي تجلس كالدمية بلا حركة ولا كلمة ولا حتى رمشة عين .واتخذ إيريك مكانه خلف المقود والتفت إلى روز وقلا" أرشديني إلى العنوان وانتبهي عليها رجاء "

روز" لا بأس ..لا تقلق عليها "

وهكذا انطلق إيريك وروز تدله على الطريق التي يمر عليها وعيناها على آليس ..كان الوقت مساءا ..بعد العصر مباشرة









وصل إيريك إلى العنوان وركن سيارته جانبا ..نزل وفتح الباب لآليس حتى يساعدها على النزول ...مد يده إليها وهو يقول وكأنها ستستجيب له .".هيا آليس لقد وصلنا إلى الشقة "

لم تحرك آليس ساكنا بل ظلت على حالتها وكأنها لا تسمع ما قاله فتنهد إيريك بمرارة وأمسكها من ساعدها وأنزلها ومن نظر إلى روز وقال "أرشديني لو سمحت إلى شقته "

قالها بنوع من الاستحقار ثم قادها كالدمية مكرها يمشي خلف روز التي قادته إلى شقة إدوارد ..ما إن فتحت روز الباب حتى سرت رعشة قوية في جسد آليس وكأنها تذكرت كل ما جرى في هذا القفص الذهبي الذي جمعها مع إدوارد وعادت كل قوتها ووعيها الذين فقدتهما مع تفاعل تلك الجملة على خلايا قلبها الصغير ..صحت فجأة ثم انفلتت من يد إيريك وانطلقت إلى الداخل تنادي بأمل "إدوارد ..إدوارد أين أنت"

تفاجأ كلا من روز وإيريك ودخلا خلفها والتي وقفت عند كل نقطة وركن من هذه الشقة تبحث عنه كالمجنونة التي فقدت حب حياتها وأخيرا تذكرت غرفة النوم فركضت بسرعة إلى هناك تاركة شعرها ينساب خلفها ...وقفت عند الباب على أمل أن تراه نائما أو واقفا أو أي شيء لكن ما من شيء سوى الأثاث الصامت ..غزا حزن شديد ملامح وجهها وسارت بخطوات متثاقلة إلى السرير غير المرتب مؤكدا أنه نام آخر مرة هنا "إنه غير موجود هنا ..هل مات حقا"

وصلت جانب السرير فرأت قميصا يخصه...لم تقوى على الوقوف أكثر ورمت بثقلها على السرير ممسكة بذلك القميص بعدها قربته إلى أنفها واستنشقت رائحته بعمق عندها انفجرت تبكي فاتحة المجال لعبراتها المسكينة بالنزول كالشلال ثم قالت وسط بكائها بنبرة منكسرة" لقد رحل وتركني ...ذلك الأحمق تركني ..لماذا ..لماذا ...يعلم أني بحاجة إليه"

واحتضنت قميصه تخبأه بين ضلوعها وكأنها بفعلتها هذه ستشعر به مجددا ...وراحت تبكي وتردد اسمه بحرقة وندم وبكاء مرير أثرت به على روز التي صارت تذرف الدموع رغما عنها ثم اقتربت منها عندما مدت يدها لتلمسها أوقفها إيريك الذي قال بشفقة" اتركيها ...دعيها تتخلص مما يخنقها ..أدركت للتو أنه رحل ولن يعود"

كبتت روز شهقاتها في الداخل ووقفت تنظر إلى آليس مجبرة نفسها على التحمل ..ماذا يمكنها أن تفعل الآن وماذا يمكننا القول عن حالة إيريك ..إنه الآن كوكر للآلام وطعون خيانة مما يحدث لها فهي تبكي على غيره وليس لأجله هو ..ورآها تستلقي على سريرها والقميص حبيس يديها وضلوعها تواصل البكاء كطفل فقد أمه ..إنها الآن كوردة صغيرة فقدت عطرها وشذاها وبقيت ذابلة من دونه ..وبقيت كذلك تعاني والألم يأكل أوصالها وعظامها تحت أنظار إيريك وروز حتى المساء ..حتى أسدل الليل ستاره الأسود كسواد حزنها على فراقه

في تلك الغرفة وعلى ذلك السرير الذي شهد ضعف وحزن ومعاناة تلك البريئة الساذجة ..دخلت روز عليها فرأتها نائمة كما تركتها منذ ساعات والتي حدثت فيها الكثير حيث علم العم لويس بالحكاية وكذالك ماري وهما الآن في الشقة بانضمام ستان أصبح عددهم 5 أشخاص ..لو يراهم إدوارد حتما سيطرد الجميع لأنه لا يحب الضجيج ولا الاكتظاظ ولكن أين انت الآن ؟

اقتربت روز منها وأطلت عليها فوجدتها تفتح عينيها بوهن وتعب تقول مبتسمة" استيقظتي أخيرا ...كيف تشعرين ؟"

لم تجبها آليس والتفتت بحدة إلى مكان إدوارد ..دائما ما اعتادت أن تنهض وتدعه يحضنها لكن خاب أملها عندما وجدت مكانه فارغا ..لا يوجد سوى عبق رائحته ..زاد الألم الذي يخنق صدرها عندما تذكرت انه رحل ولن يكون هناك المزيد من نظراته وقبلاته ولا حتى لمساته فسالت دمعة حارقة على وجنتها جعلت من روز تقترب أكثر واضعة كفها على كتف وقالت" هل أنت بخير ..أيؤلمك شيء عزيزتي ؟"

وضعت آليس كفها على مكان قلباه وقالت "قلبي يؤلمني روز ..انه يبكي دما على فراقه ..ولا يهمني ما فعله بي فليعد فقط إلي "

جلست روز على السرير قبالتها وقالت عندما مسحت لها دمعتها " وأنت لا تضغطي عليه كثيرا ..لن يرضى إدوارد ان تعذبي نفسك كثيرا"

تذكرت ما سمعته عندما حكت روز لإيريك عن حياة إدوارد فقالت وهي تنظر إليها "أكان ما قلته عن إدوارد صحيحا ..أقصد حياته في الماضي "

أدركت روز أنها سمعت حديثها بطوله فابتسمت وقالت "نعم وكل حرف نطقت به صحيح كل الصحة ..حتى يوم اخبرني ستان أنه التقى بك ووقع في حبك "

طأطأت آليس رأسها وراحت تحدق في كفيها فعادت لمخيلتها تلك الليلة عندما حاولت مقاومته وصدته عنها ودعته بالمجرم رغم انه كان يحاول ان يشرح لها موقفه والحقيقة كلها انه المدعو ستيف المسؤول في سواد حياة إدوارد السابقة وهو الذي لعب بعقله وحرضه على قتل مطارده المحقق هنري دون بلين ..رفعت رأسها ثانية إلى روز وقالت" لربما لم يمت ..لم يرحل فلو انه مات كما تقولون لشعرت بذلك ..أحس انه ما يزال حيا في مكان ما وأنه قد يدخل من هذا الباب في أية لحظة "

نطقت روز بم لا تتوقعه آليس مطلقا وقالت "ولكنه بالفعل موجود ..إدوارد لم يرحل"

أجفلت آليس وقالت بشهقة" ماذا؟"

مدت روز كفها ثانية ووضعتها على بطن آليس وأكملت تقول عندما لاحظت الدهشة على وجهها "إنه موجود هنا بداخلك ولهذا تشعرين بحياته ..لأنه من إدوارد نفسه "

قالت آليس وكأنه تذكرت للتو أنها حامل "وأغلى ما تبقى لي منه"

روز بهدوء " إذا اعتبريها أمانة منه ..والأمانة تستدعي اهتماما والمحافظة صحيح ..أم أنك تريدين أن تزول هذه الأمانة أيضا "
صاحت آليس بذعر وأزاحت كف روز عنها لتغطي بطنها براحتي يديها وهي تقول "مستحيل يكفيني خسارة إدوارد ..لا أريد ان فقدان طفلي أيضا "
روز" حسنا هذا ينهي المسالة ...حضر الجميع وهم مجتمعون على طاولة العشاء لربما تتكرمي وتنوريها بطلتك "

آليس بتردد "لا أدري لا رغبة لي ".

قالت روز معاتبة" وماذا قلنا عن الأمانة"

اقتنعت آليس بعض الشيء وقال بصعوبة "حسنا سأحاول ...لكن دعيني أغير ثيابي أولا "

فرحت روز كثيرا ونهضت تقول "ممتاز وأنا سأساعدك سيفرح الكل بهذا "

وساعدتها على النهوض ..اغتسلت وغيرت ثيابها غير بعيدة عن التفكير فيه كيف تستطيع تجنبه وكل شيء حولها يحمل ذكرى حلوة لها معه ..وبعدها شرفت الجميع على طاولة العشاء وتناولت قدرا كافيا من الطعام يكفي لتفعيل الدواء في أحشائها وبعدها تجنبت قدر الإمكان السهر معهم مدعية التعب لتعود إلى فراشها تحتضن ملابس إدوارد وتتوسد وسادته حتى تشعر به يحيط بها من كل الجوانب ..وتشعر بالذنب لأنها لامته وظلمته وحملته جريمة دامت نصف عمره الطفولي فما ذنبه انه حاول أن يخرج من ذلك المستنقع الرهيب وأنها أحبها بجنون "





انتهى البارت

قراءة ممتعة





حسنا هذا هو البارت ورجاء لا واحدة فيكم
تقتلني لأني تاخرت



سووورييييييييي