كتير آسفة لأني تاخرتم عليكم بس كانت هناك مشاكل حالت بيني و بين تنزيل البارت ... أرجو أن تقبلو اعتذاري و إلكم بارت طويل و إذا مليتوا في نصوا اتوقفوا لمدة ثم أكملوا على اعتباره بارت جديد ............. ههه لا تلوموا ني فنا جنيت
البارت الرابع: ذكريات ضائعة
ملاحظة: الكلام الذي بين عارضتين هو ذكريات
إد: حسنا ...... إن وراء ذلك الخاتم سر غريب و من أجله نحن هاربين أو لنقل ملاحقين
مارك بهدوء: و الملاحق هو كلارك؟
إد: صحيح ..........
تانيا و هي تحاول أن تتحكم في غضبها: لكن لماذا؟ ....هل هو ثمين إلى هذه الدرجة؟
ساير إد في نبرته ذلك السكون المخيف الذي لف المكان فكان صوته يجبر الآخرين على الاستماع لهدوئه و رزانته: أكثر مما تتوقعين؟ ........ الأفضل يا أصدقاء أن أبدأ من البداية فالواضح أن كلامي يزيد الأمور تعقيدا
أومأ الكل له في حين هو شرد في الفراغ أمامه و قد تراءت له صور من الماضي ..... الماضي الذي يحمل جميع الأسرار و جميع الآلام
إد: قبل ثمانية أشهر كان كل شيء على ما يرام ...... القرية تنعم بالهدوء ، الأمان و الازدهار ...... و كانت تلك الفتاة الهادئة التي تثير بابتسامتها عبقا من المشاعر في كل نفس تلقاها مما يجعلها الزهرة التي تعطر المكان و الشمس التي تبعث أسمى الأمان ... كانت هذه الفتاة هي كاثري ........[ بين تلك الأشجار الشاهقة و تحت ظلال تلك السماء الشاسعة و فوق أزهار أخذت من كل لون بهيج ما يزيدها بهاء تعالت تلك الضحكات البريئة الصادقة و كأن صاحبتها طفلة صغيرة لم تعرف الشر مطلقا
قالت و ضحكاتها المرحة تسابقها: هيا ليو ( اختصار لاسم ليوناردو)،إد الحقا بي و لا تكونا كالسلاحف
ليو: كات اتفقنا على السباق لا على السخرية
كات بمرح و هي تلتفت إليهما مستمرة في الجري: اعذراني و لكنكما تثيران غريزة السخرية لدي
غضب إد وقال: ماذااااااااااااااااااااااااا؟ سأريك
أشار إلى ليو بعينه ففهم الآخر الأمر ......
ليو: انتظري يا أختي، لقد تعبت
كات بذكاء: كنت أتمنى أن أصدقك و لكني لست بتلك السخافة
اكتسى ليو ملامح شريرة خبيثة و قال بينه و بين نفسه أظنك بتلك السخافة حقا)
زاد من سرعته و اقترب من كات كثيرا مما جعلها تفعل نفس الشيء لكن بدون فائدة فمن المعروف عن ليو أنه من الأقوياء في القرية فقالت و هي تلفت جزئيا غير منتبهة أمامها : هذا ليس عدلا أنت يجب أن تكون شخصا عاديا في مثل هذه الألعاب
ليو بضحكة سخرية: يا عيني هكذا لن أفوز أبدا ..... كات حان وقت النهاية (قال هذا بعد أن تنبه للشخص الذي يجري سابقا كات بعدة أمتار )
كات:؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليو: أنظري أمامك
أعادت بصرها للأمام لتجد أن إد قد سبقها و هو الآن يركض بسرعة نحو الهدف الذي كان شجرة، هي أكبر شجرة في القرية و التي تعتبر من أهم المعالم فيها
إد بسخرية: أظن أنه يجب أن تثار غريزتنا للسخرية الآن ...... أليس كذلك يا سلحفاة
شعرت كات بالغضب يمزق أحشاءها فأسرعت أكثر و أكثر و لكن دون جدوى فقد استقبلت الشجرة بأحضانها يدي إد و هو يقول بفرح غامر: نعم ....أنا الفائز لقد فعلتها
كات: لابأس بالمركز الثاني .....
لم تكد تكمل كلامها حتى رأت شبحا يخترق الفراغ أمامها و يلمس الشجرة ثم يضرب يد إد بسعادة: أحسنت إد
أبطأت كات من سرعتها شيئا فشيئا، ثم جلست بإحباط خافضة رأسها: هذا مخز كيف لأسرع فتاة في القرية أن تخسر أمام غبيين
أخذت بالبكاء فركض إليها الصديقان و انخفضا لمستواها مهدئين لها ........ كات بعد أن عادت لحيوتهما من كلامهما المشجع جرت نحو الشجرة و عانقتها و قالت بمرح: هه لا اعلم كيف استطعتما أن تصيرا من الآمرين في القرية و أنتما لا تستطيعان حتى التمييز بين الدموع الصادقة و دموع التمساح
أصيب الشابان بالحسرة على هذه الفتاة و عرفا ذلك الشعور الغريب الذي اعتراهما و هما يواسيان كات التي تعتبر جوهرتهما الوحيدة في هذا العالم لكنهما أفاقا من شرودهما حين قالت كات بتحذلق: و لأنكما غبيان بحق .... سأكون انا الفائزة
غضبا و قالا بصوت عال: ماذا؟؟؟؟
طفقا يجادلانها حتى هزمتهما و اعتبرت نفسها الفائزة من جهة و قول إد وهو ينظر إلى ساعته: علي الذهاب أراكما لاحقا .......... من جهة أخرى
ودعاه ثم ارتميا تحت تلك الشجرة الوارفة ظلالها يراقبان السماء الصافية و يتنعمان بخيوط الشمس الذهبية إلى أن شعرت كات بإحساس غريب سرعان ما تحول إلى قلق و خوف شديد و سمعت صوتا من عقلها يقول لها برعب و تهديد: كان هذا الوقت كاف لتستمتعي بالضحك و السعادة أما الآن فعليك أن تستيقظي من هذا الحلم الجميل لتري الحقيقة
ترقرقت عينيها بالدموع و عاد حزن الصباح ليسيطر عليها فقد استيقظت اليوم على كابوس مخيف رأت أخاها ليو و هو يموت بين يديها بسبب شخص لم تستبين ملامحه سوى عينه اليمنى الحمراء القانية و قد قال لها تلك الكلمات المهددة بسخرية
انتبه لها ليو فالتفت بقلق: كات هل أنت بخير؟
صدم حين احتضنته كات بقوة و هي تتمسك به بشدة خائفة من الذي رأته و سمعته، مما ضاعف من قلقه و خوفه هو الآخر لكنه أخفاه لكي يهدئ حبيبة قلبه فقال بحنان لا يضاهيه حنان و هدوء يبعث الراحة في النفوس: اهدئي عزيزتي كل شيء على ما يرام ......
قطعته و صوت شهقاتها يسابقها: ليو أنت لن تتركني صحيح؟.... أنت لن تجعلني وحيدة؟ ...... ستبقى معي ولن تعيد ذكرى مقتل والدي ....... أليس كذلك؟ ....ليو أرجوك قل إنك لن تفارقني مهما حدث
ليو و ابتسامة شفافة تحمل كل حنان الدنيا و عطف من هم بقلوب رحيمة: أعدك يا صغيرتي الحلوة أني سأبقى معك إلى الأبد و أجعل حياتك أسعد حياة ........
أمسك بوجهها برفق و مرر أصبعه بخفة على شفتيها و هو يقول: و سأعمل على أن تتزين هاتين الشفتين بابتسامتك الصادقة البريئة دائما .........................

ابتسمت كات بألم و قالت بخفوت: أثق بكلامك لكني خا..ئف ...ة
قالت كلمتها الأخيرة و قد هزمت أمام دموعها فما كان من ليو إلا أن يحتظنها حتى استسلمت للنوم، حملها و عاد بها إلى القرية لكنه لم يغفل لحظة عن كلام أخته بل إنه فكر فيه بعمق و عرف أن أمرا ما سيحدث ................
غادر ليو بيته بعد أن طلب من إليزابيث و هي مربية كاثري أن تعتني بهذه الأخيرة، ثم اتجه إلى مركز التدريب للشباب و هناك نادى إد
إد باستغراب فليس من عادة ليو أن يأتي في هذا الوقت : ليو ..... ما الأمر؟
ليو بغموض: اتبعني و سأخبرك
اختارا مكانا هادئا لا يزعجه فيهما أحد و هو غصن أحد الأشجار فقال إد بملل: هيا ليو .... قل ما وراءك
حكى ليو ما قالته له كاثري و ما لاحظه عليها هذا الصباح
فهم إد الأمر تماما فاكتسى هو الآخر الغموض و قال: هل تعتقد إذن أن أمرا ما سيحدث لكاثري
ليو: صحيح .....فالماضي يثبت أن انفعال كاثري بهذا الشكل و خوفها سيؤول إلى حقيقة
كاد إد أن يقول شيئا و لكن أجراس الطوارئ تعالت أصواتها في كامل القرية مما جعلهما ينظران إلى بعضهما و يتفقا على نفس الشيء ثم يغادرا باتجاه مركز القيادة
من جهة أخرى و عند ذلك السرير الحامل لتلك الفتاة النائمة، استمرت هذه الأخيرة في التألم وكأنها تشاهد كابوسا مرعبا و طفقت الدموع تسيل من عينيها بغير و عي ..... صرخت بقوة و هي تستيقظ قائلة: أرجوك يا ليو لا تذهب ....... سيقتلك
لمست وجنتها المزينة بعبراتها و قبل أن تقول أي شيء سمعت الانذار الذي تعالا في القرية فقالت و هي تقوم مسرعة: مستحيل
اجتمع كل سكان القرية أمام ذلك المبنى الضخم الأشبه بالقصور و هم ينتظرون ما سبب دق ناقوس الخطر ...... و في داخل هذا الأخير كان هناك اجتماع من نوع مختلف لأنه كان اجتماع لكبار القادة و الآمرين و كذلك الحاكم العام للقرية
سأل المستشار ذلك الجندي القابع في وسط القاعة: هل أنت متأكد؟
الجندي: أجل سيدي
الحاكم: و كم بقي من الوقت حتى يصلوا إلى هنا
الجندي: حسب تقديرات الجواسيس فإنهم سيصلون منتصف هذه الليلة إلى حصون القرية
قال أحد النواب بانفعال: و ماذا كنتم تفعلون أنتم؟ لماذا تأخرتم في تحذيرنا؟ إن الوقت المتبقي لا يكفي حتى لتجهيز الحصون فكيف بحماية السكان
الجندي: سيدي لقد استعملوا طرقا سرية و ممرات لم نستطلعها و أيضا خططوا لكل شيء بسرية
الحاكم: هكذا إذن ............. (أرجو أن لا يكون ما أفكر فيه صحيحا )
تدخل شاب يافع في التاسعة عشر من العمر: سيدي .... إذا كان تحركهم كما وصفهم هذا الجندي فهذا يؤدي بنا إلى ثلاث خيارات لا غير
التفت إليه الجميع في حين هو أكمل: الخيار الأول هو أن يكون هؤلاء المعتدون يملكون تقنيات عالية هزمت دفاعاتنا الخارجية و إما أن يكون أحد جواسيسنا متواطئ معهم و بذلك مكنهم من العبور بسرية .............. و أخيرا أحد الأعداء ،هذا إن لم نقل مجموعة منهم من القرية و بالتحديد من عملائها و سيكون سهلا عليه أن يخون وطنه و يخبرهم بكل نقاط ضعفنا
الحاكم: ليو بما أنك حللت الأمر بحكمة ماذا تقترح لنخرج من هذه الكارثة
لم يجب ليو هذه المرة و إنما ذلك الشاب خلفه و الذي كان في الثامنة عشر من العمر أو أقل: علينا إعلان حالة الطوارئ في كل القرية و شرح الأمر للسكان و بما أننا في وضع محرج لإنقاذ الأرواح فعلى الحاكم إنهاء قانون السلامة و تفعيل القانون البديل .........
فهم الكل ما قاله إد و رغم صعوبته إلا أنهم أسلموا للأمر الواقع و قبلوا باقتراحه
الحاكم و هو يقف: ليو، إد أشرفا على المهمات ، جماعة إدين (و هي مسؤولة عن بناء الملاجئ في حالات كهذه)، جهزوا جميع قواكم لإغاثة أهل القرية ،..............
استمر في إعطاء الأوامر لكل القادة ثم خرج للشعب و أخبرهم بالحقيقة كاملة فأحدث ذلك هيجانا في سرائر أنفسهم منهم من خاف و منهم من قلق، بعضهم تحمس فليس هناك وقت للرعب، أما كاثري فقد استمعت و مع كلمة ينطق بها يتفطر قلبها، اتسعت عينيها و الكابوس يمر أمامهما بسرعة، قالت بشفتين مرتجفتين: لا يمكن ......... إنه يتحقق، الحلم يتحقق ........................................
استعد أهل القرية بشكل سريع لما سيقاتلونه حيث كسروا قانون السلامة الذي ينص على أن القتال محسور على الفئة العسكرية للقرية أما الآخرون فيعتبرون مواطنين محميين و فعلوا القانون البديل و الذي يقر بأن كل مواطن قادر عاقل سيشارك في أي معركة بشرط أن تكون هذه الأخيرة حاسمة إما أن تنقذ القرية أو تبيدها
وحان وقت الالتحام بالأعداء الذين استمروا في التقدم رغم كل المعيقات فيبدو أنهم على علم بها و بكل خطط القرية ..................... توقف الأعداء على مرمى من القرية و في المقابل تكللت أسوار هذه الأخيرة بمقاتلين و معدات كثيرة و كان ليو و إد في المقدمة و اللذان لم يعودا للبيت مذ علموا بالمشكلة و لم يطمئنا على كاثري التي انهارت و أخذت بالانفعال راغبة في الذهاب لأخيها لكن بفضل مسكن طبي استطاعت إليزابيث جعلها تنام غير عالمة بالذي سيحدث، عند طرفي النزاع نزل ليو يتبعه إد بحركة رشيقة بعدما رأى أن أحد المعتدين يود الحديث معهم
رفع الجندي رسالة و طفق يقرؤها: إلى مقاتلي هذه القرية أقدم لكم نصيحة مجانية..... انسحبوا فعلى الجرذ الوضيع أن لا يقاتل أفعى مسيطرة....... و نعدكم في المقابل ان لا نسفك قطرة دم واحدة ...... المرسل: قائد القوات
إد بسخرية: اعذرنا و لكن لا نقبل النصائح المجانية ............. أخبر سيدك أننا إما أن نموت أو ننتصر
ليو بتفكير في سريرته: ( أعرف هذا الأسلوب الساخر ....... أرجو ان لا يكون هو)
إد: و أخبره أيضا أن ما نصحتنا به منطبق عليه فلسنا نحن إلا الأفعى و أنتم الجرذ الخائف
صدر صوت من العدم، صوت ساخر قاس بارد كالثلج و الأكثر أنه يحمل نبرة الشر الأعظم: هه ..... حقا لم أكن أعلم أنك سخيف إلى هذه الدرجة......... عزيزي إد
صعق الصديقان لذلك الصوت فهما يعرفانه جيدا و ازدادا صدمة و دهشة تجسدت في اتساع عيونهما على آخرها عندما ظهر ذلك الشخص من بين الظلال و انعكاس القمر يزيده بهاء و شرا و قال بنفس نبرته مسندا يده إلى جذع الشجرة بجانبه: لم نلتقي منذ زمن ليو ...و إد
ليو و إد بهمس معا: كلارك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلارك: ألن ترحبا بي؟
الآن فهما كل شيء، سبب عدم معرفتهم بزحفهم، الأسلحة المتطورة و معرفتهم بالطرق السرية للقرية، اكتسيا هما الغموض و الهدوء و كأنهما يخفيان غضبهما المكبوت تجاه كلارك الذي يحمل أكبر سخرية و احتقار في العالم لهما
ابتسم ليو بشفقة بعد لحظة صمت و قال وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره: أظن أنك لست في حاجة لأن نرحب بك و أنت قد سبقتنا بذلك
كلارك: ما زلت كما أعرفك شخصا ذكيا يا عزيزي
التفت ليو عائدا للوراء و هو يقول بقسوة و برود: الأفضل لك أن تنسى أني عزيزك و تستعد للمغادرة فأنت غير مرحب بك هنا
زاد كلارك من بسمة الاحتقار وقال: آسف و لكني لست مضطرا لتنفيذ أوامرك
تجاهل ليو كلارك تماما و قال لإد: هيّا إد ..... بعد ان عرفنا عدونا لا داعي للبقاء
رمق إد كلارك بحقد و كراهية غير مسبوقة وقال و هو يغادر: في المرة القادمة عندما نلتقي لن أكتفي بمراقبتك و أنت تحتقرنا .............. أيها الخائن
عادا إلى أسوار القرية و كلارك عاد إلى معسكره و بمجرد أن وصلوا أعلنوا الحرب ……. الحرب التي ما انفكت تبث الحزن في كل نفس و تحيل السعادة إلى هموم ......إنها التي تبيد أمامها البسمة و الحب الفرح و الوجد ...... هي التي تقتل في القلوب قبل النفوس معنى الشعور بقيمة الحياة و يصبح الانسان فيها سحابة قاتمة تذرف أمطار من دم و دموعا بلا دفئ .......الكل يخافها لكن عندما تدق أبوابنا لا يبقى لنا سوى أن نسلم للقدر و نغرق فيها بقدر ما نستطيع.......
هكذا كان الحال بالنسبة لقرية كاثري ، الدماء عنوانها و الدمعة فحوها ، لقد استمرت لمدة شهر كامل دون انقطاع فعلى ما يبدو أنه رغم قوة كلارك إلا أن القرية أبلت جيدا في الدفاع لكن الوقت حان للنهاية إن القرية لم تعد تستطيع الصمود و كلارك لم يكشف كل أوراقه بعد، كان ليو يلتقي بكاثري مرة على الأكثر في اليوم ثم يعود إلى ساحة المعركة و لم تكن كاثري تعلم بأن عدوهم هو كلارك و إلا لفقدت كل رغبتها في الحياة و هبت إلى الحرب بدون تردد، ( أهل القرية أخفوا هذا الأمر عنها لسبب لن يكشف الآن)
و في ليلة اكتمال القمر استدعى الحاكم ليو لاجتماع يجمعهما هما فقط و من جهة أخرى تكاد القرية تسقط في يد كلارك
انحنى ليو في احترام للحاكم و قال بهدوء: أرجو ان تكون بخير سيدي ؟
الحاكم: أكون بخير عندما تكون قريتي بخير أما الآن فلننتقل للأهم
تبع ليو الحاكم الذي ضغط زرا سريا في أحد صور الحائط و دخل من خلال ذلك الباب ليجد درجا كثيرا يقود إلى الأسفل، حمل أحد المصابيح المعلقة على جانبي الباب و نزل في هدوء تام حتى إن صوت تنفسك تسمعه، بلع ليو ريقه وهو يقترب رفقة الحاكم من ذلكم النور الفضي القوي في آخر الدرج و ما إن وصل حتى فغر فاه من المنظر البديع الذي تجلى أمامه، كان المكان أشبه بالأحلام، الكريستال يحتل كل شبر في تلك القاعة بل إنها بالأصل مكونة منه، و قد كان منحوتا بأشكال مختلفة تمتد بين التي في السقف و التي في الأرض خيوط مائية لولبية تزيده بهاء و ما شد انتباهه أكثر أو لنقل أنه أخذ كل اهتمامه هو ذلكما التمثالان القابعان في مركز القاعة و قد أحاطت بهما من كل جهة تماثيل لطيور و فراشات و أزهار و جنيات متفرقة بشكل منظم في الهواء يربط بينها خيط سميك من المياه السائرة تحت طبقة رفيعة من الكريستال، لنعد الآن إلى التمثالان فقد كانا لرجل و مرأة بدا أنهما وسيمان جدا يمدان احدى يديهما إلى بعضهما و يتشاركان في حمل صولجان ذهبي، أما المرأة فتمد ذراعها الأخرى قليلا و قد لمع في يدها ذلك الخاتم الجميل، و الرجل يحمل في خصره غمدا لسيف يبدو ثمينا جدا و يتجه بيده ليمسك يد المرأة
علق ليو بانبهار قائلا: لست متأكدا أن ما أراه حقيقي
الحاكم: تستطيع أن تصفع نفسك لتتأكد من ذلك
ليو و قد عاد إلى رشده: سيدي ..... هل هذه هي القاعة الأسطورية ؟
أومأ الحاكم موافقا و اتجه إلى مركز التمثالان ثم وقف متأملا إياهما و قال في هدوء و قار: اسمعني ليو ....... تعلم أن هذه القاعة محرمة على الجميع عدا السلالة الحاكمة الأصلية: أي الحاكم و زوجته و أبناؤهما
ليو: إذن لماذا استطعت الدخول و أنا لا أمت للعائلة الملكية بصلة
الحاكم: هناك استثناء ان آخران لم يذكرا في كتب التاريخ
ليو: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحاكم: الأول أن يكون من العائلة الملكية الفرعية مع حمله لقلب المقاتلين القدماء النقي، و الثاني أن يكون شخصا يحمل طاقة ظلامية كبيرة لا تستطيع أدوات الحماية الخاصة مقاومتها ....... و أنت طبعا تعرف إلى أي الفئتين تنتمي .........
فهم ليو الأمر و لهذا اكتسب الغموض و سأل: إذن هل لي أن أعرف لماذا أنا هنا
الحاكم: إنه كلارك ........
فهم ليو قليلا لكنه لم يعلق و انتظر الحاكم أن يكمل الذي قال: هل تعلم هدف كلارك من هذه الحرب
ليو: السيطرة على القرية و ..............( تردد في الإجابة)
أكمل الحاكم عنه: و السيطرة على مقاليد القوة فيها
خفض ليو رأسه لأنه شعر بالخزي من كلارك و هدفه ...... أن يسيطر على مقاليد القوة في القرية يعني ان يسيطر على كامل العالم لأن هذه القوة خارجة عن حدود المعقول ، و شعر بالهوان لأنه لم يستطع إيقافه و لن يستطيع
الحاكم: و لكن أنت تستطيع أن تمنع ذلك
ليو بلهفة: كيف ؟؟؟؟
الحاكم: أولا أخبرني ما مقاليد القوة
ليو بتذكر غير منتبه لأمر ما: إنها صولجان العدل و الحكم، سيف القوة، و خاتم الص.... ل ...ة
وقع بصره على ما ذكره و لهذا قال الكلمة الأخيرة متقطعة ثم أكمل بعدما رأى تلك البسمة الهادئة على وجه الحاكم: و ها هي الآن أمامي
الحاكم: لهذا أفضلك على الجميع .........
ليو ناسيا أنه مع الحاكم: لم أكن أعلم و إلا لأصبح للقرية ملكان .... ملك الناس و ملك الغرور
ادعى الحاكم الصرامة و قال: مازلت تقف أمام الحاكم يا عزيزي
ليو بادعاء أيضا و هو ينحني متأسفا: آسف لوقاحتي..... سيدي الحاكم
همهم الحاكم بضحكة في عز الألم الذي يعتصر قلبه ما لبث أن عاد إلى هدوئه و رزانته و قال: أظنك تعلم انها لن تكون بدون فائدة حقيقية ما لم تجتمع معا في وقت واحد و زمن محدد
أومأ ليو إيجابيا في حين أكمل الحاكم و قد تجلت أمامه بمجرد ان خطى الخطوة الأولى للمركز جدار من نار خفيف الكثافة لكنه بالتأكيد لن يسمح بعبور أحد خاصة و أن ناره ليست نار عادية : و بما أن ليست مجتمعة الآن و الزمن المحدد ما زال مداه بعيدا
ليو مقاطعا: فنحن بخير
الحاكم: ليس لوقت طويل ............. فالعناصر ستجتمع قريبا
صعق ليو لأنه فهم الأمر: مستحيل ...... هل تعني ان السيف الذي يحمله كلارك الآن هو سيف القوة
الحاكم: صحيح و إلا لما كان يدمر آخر دفاعاتنا الآن و لما فتحت بوابة هذه القاعة
لم ينبس ليو بحرف و هو يتذكر حادثة ما في حين الحاكم طفق يكتب في الجدار الناري رموزا بلغة قديمة جدا ....
استيقظ ليو على اختفاء ذلك الجدار و تقدم الحاكم من تمثال المرأة بعد أن ألقى نظرة على تمثال الرجل، ثم قال: سيدي ....... قلت إني أستطيع إيقافه لكن كيف؟
الحاكم و هو ينزع الخاتم من أنامل المرأة و قال: بإبعاد أحد المقاليد عن هذا المكان بحيث لا يجدها كلارك و لا غيره
صدم ليو و قد عرف مهمته أخيرا فقال معترضا: سيدي و لكن أنا لا أستطيع أن أخفيه .... سيجدني كلارك بسهولة .......
الحاكم: من قال لك أن كلارك سيعرف بأنه عندك ............
اعترض ليو و اعطى حلا آخر: لما لا نتخلص منها و تنتهي المشكلة
الحاكم: لو كنا نستطيع لما رأيتها الآن .......... اسمعني ليوناردو أنت الوحيد الذي يمكنك فعل هذا و من أجل القرية و العالم اقبل بهذه المهمة و لا تسمح لكلارك بتحقيق هدفه
تردد ليو و هو يتذكر قريته لكنه حسم أمره حين تجلت أمام عينيه تلك الفتاة و البسمة تعانق شفتيها، و هاهو يتقدم نحو الملك و يجلس جلسة الرسان ثم يستلم ذلك الخاتم الموضوع في علبة صغيرة جميلة و يقول: أعدك أيها الحاكم أني سأدافع عن هذه القوة بكل جوارحي حتى آخر نفس
قام و بسمة هادئة على محياه ، بسمة تدل على قيمة المسؤولية التي حملها الآن
الحاكم: لكن احذر.............إياك و أن تلبس هذا الخاتم أو أحد آخر
ليو: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحاكم: صحيح أن قوته لن تكون كبيرة جدا بقدر ما هي عليه و هو مجتمع مع السيف و الصولجان لكنها تكفي لتشعرك بالندم طول حياتك و الموت في النهاية على يده
ليو: كيف
الحاكم: إن هذا الخاتم بمجرد أن تضعه سيبيد هذه القرية عن بكرة أبيها و إذا نزعته فستضعف و تموت ببطء مالم تعده بسرعة إلى يدك
ليو و قد تلعثم في الكلام: و تقول أن قوته غير كبيرة ...... ترى ما هي قوته الحقيقية إذن؟
الحاكم: بالتأكيد لا تود أن تعرف مقدارها و لا رؤيتها وهي تتجلى أمامك
ليو: بالتأكيد لا
أعطى الحاكم نصائح أخرى لليو تتعلق بالخاتم ثم همّا بالمغادرة لكن الحاكم أخذ الصولجان
ليو: لماذا؟
الحاكم: لا أود أن أترك قريتي لقمة سائغة لكلارك ....... قد اهزمه رغم ان قوة الصولجان لا تشمل القتال ......
رأى ليو الاخلاص و العزيمة في عيني الحاكم و لهذا همس بكلمة واحدة: سيدي ........
تذكر الحاكم أمرا ما و لهذا حرك الصولجان بطريقة معينة نحو الخاتم فتوهج هذا الأخير قليلا ثم عاد لطبيعته، وبعدها وجهه نحو يد المرأة و بنفس الطريقة ظهر خاتم مطابق للخاتم الأصلي
ليو: سيدي ماذا فعلت؟
الحاكم: إن حامل أحد مقاليد القوة يستطيع استشعار مكان الأخرى و لهذا ألقيت لعنة تمنع كلارك من الاحساس بالخاتم .........
و أثناء وصوله إلى الدرج التفت و قال ببعض الشر: و صنعت خاتما مزيفا لنلعب على أعصابه قليلا
ابتسم ليو برضى و قد نسي أن السماء الليلية فوقهما قد توهجت بنيران الحرب وويلات القتال، ثم قال و هو يركض بخفة نحو الحاكم: عمي هل تسمح لي باختيار طريقة و كيفية حفظ هذا الخاتم
الحاكم و هو يطوق رقبة ابن أخيه بذراعه و يصعد إلى القلعة: و هل أرفض طلبا لابن أخي ....... لكن إياك و أن تنسى أن أمر قرابتنا سري و لا يجب أن تناديني بعمي ......
ليو بمرح: أجل
ما لبث الفرح يحي في محياهما حتى مات و هما يتذكران أن الأمور لن تكون أبدا جيدة في الأعلى بل إنها أسوء مما يتوقعان
أظن أني جعلتكم تملون من هذه الذكريات و قد أحلت البارت إلى فصل لذلك أعتذر منكم أصدقائي و أعتذر من صديقتي anime world و سأختصر الأحداث القادمة و لنا رجعة مع تفاصيلها في المستقبل إن شاء الله
في الليلة التي التقى فيها ليو و الحاكم سيطر كلارك على القرية تماما و رغم أن الحاكم قد تصدى لكلارك بقوة الصولجان لكنها لم تكن ذا فائدة أمام قوة السيف التي تعتبر الأفضل، أما ليو فقد قام بإخفاء الخاتم في مكان آمن لا يعلمه أحد .............................مع انبعاث الخيوط الأولى لأشعة الشمس حتى احتل كلارك مكانه في ديوان الحكم و نظر إلى نفسه مليا و هو يجلس على كرسي العرش ثم أمر بسجن الحاكم بعد أن أخذ منه الصولجان و اتجه إلى القاعة الأسطورية لكن جن جنونه عند معرفته بأمر الخاتم المزيف مما دفعه لاستجواب الحاكم دون فائدة و قبل أن يستخدم طرقا تجبر الحاكم على البوح ضحى هذا الأخير بنفسه من أجل ألا يكشف الأمل الأخير لنجاة قريته و العالم ....................................................................
لم يكتف كلارك بالمشاهدة حينها بل قام بتفتيش القرية و أهلها دونما فائدة و لكنه بعد مدة اكتشف خطة الحاكم عن طريق تعذيب الجندي الذي أوصل رسالة الاستدعاء لليو، و تمكن من الحصول على الخاتم في النهاية لكن ذلك لم يدم طويلا لأن أحدهم قد خطف حامله و هرب به إلى خارج القرية المهدمة الميت أهلها و هو الآن يهيم به في الأرض ........................................
تسألون عن كاثري ما علاقتها بكل هذه الأحداث و الحقيقة أنها هي فحوها و لب كل مشكلة فيها و مسرى كل دمعة ساقطة بينها و عبق كل حزن مر عليها و نسمة كل شتاء دق أبوابه نحوها
لكن مازال الوقت باكرا لتعرفوا عن هذا ..............................................................]
إد: و هكذا استطعنا أن ننجو أنا و كاثري من خراب تلك القرية و أصبحنا هائمين على وجه هذه الطليعة لا نعلم إلى متى
مارك: لا تهتم بالأمر كثيرا فأظن أن رحلتكما قد انتهت ................................
إد: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تانيا: يقصد أنكما لن تضطرا للضياع بعد الآن و قرية جليدو ترحب بكما في أي و قت
إد بسخرية: لو لم أسمع ذلك بأذني لما صدقتك ................. منذ برهة كنت ترفضين حتى وجودنا
تانيا ممسكة غضبها: أسحب كلامي و أتمنى أن لا أراك غدا هنا
قطع مارك شجارهما ، فعلى ما يبدو أن مشاجرته الدائمة ليست هنا : و لكن أين هو ليو
صمت إد برهة ثم قال بهدوء يخفي حزنا عميقا ...... عميقا جدا: لقد مات نتيجة لجراحه البالغة التي تعرض لها بسبب كلارك
تانيا مكتسية الأسى رداء و قالت بغموض: أن يفقد المرء أخاه إنه لأمر صعب جدا
رمقها إد باستغراب و مارك بحدة مخفية تحت قناع البرود و الذي قال: لكن ما علاقتكما أنت و ليو بكلارك فمن ذكرياتك بدا أن شيئا أعمق من القرية يجمعكم
إد مخفيا انزعاجه من أسئلة مارك الحساسة: هل تعني بالشيء الصداقة أو القرابة ...... يمكنك القول أنها زمالة و شبه صداقة لا غير هذا ما يجمعنا
مارك بغير اقتناع: و ماذا عن علاقته بكاثري و لماذا يجب أن يخفوا أمره عنها
إد: (ألا يلاحظ هذا الخبيث إلا الأشياء المهمة .............سنرى إلى أين سيصلك بك فضولك) ....
قال بغير اهتمام يحمل بين طياته شرا و رسالة تحذيرية لمارك: في الواقع لقد كانت حبيبته قبل أن يغادر القرية و كان ينوي الزواج بعد أن يسيطر على القرية لكن شاءت الظروف أن تكرهه كاثري بعد أن علمت بخيانته لوطنه و هربت منه
لم يصدق مارك حرفا واحدا و قال بهمس بعد أن عرف أن إد يقول له: كفاك تدخلا .......: مستحيل
تانيا: آآآآآآآآآ هل تعني أن كاثر ي مخطوبة لكلارك
إد: كان هذا في الماضي أما الآن فهي لا تنوي أن تجرب مجددا مخافة أن يتكرر الأمر .......
قام مارك بعد أن استمع إلى ما فيه الكفاية و قال بهمس و هو يميل نحو إد مارا بجانبه: في المرة القادمة انسج قصة أكثر تقبلا من طرف العقل ............و غادر إلى الخارج
ذهبت تانيا عند كاثري لتطمئن عليها و إد إلى غرفته لكن مطر الذكريات منعه من معانقة النوم
أما مارك فقد اتخذ موضعا في أعلى الشجرة المغطية لمنزل العجوز و أخذ يتأمل القمر المغادر هذا العالم و قلبه قبل عقله غارق في قصة كاثري ، همس بغموض: هه يبدو أن الحياة لم تترك أحدا إلا و سلبت سعادته .............. سيكون القادم ممتعا إلى حد ما و مؤلما إلى أقصى الحدود
اكتسى ملامح ماكرة و تلك البسمة ما زالت تعلو شفاهه و قال: أتمنى أن لا تنصدمي كثيرا كاثري
انتهى
آسفة كتيرلأني طولت عليكم في هذا البارت، بلا شك أنتم تشعرون بالنعاس الآن ههههههه ،أليس كذلك؟
لكن سأحاول أن يكون الأمر ممتعا في المرات القادمة
أرجو أن يعجبكم و إذا لم يعجبكم لا تبخلوا علي بقول ذلك لأن الامر يفرحني أكثر مما يحزنني لكن يجب أن تقول لي السبب حتى اصححه .................
لا تنسوا التوقعات و الانتقادات و الملاحظات ..................
المرة القادمة مع صديقتي anime world

هااااااااااي اعتبروني متابعة جديدة للقصة
القصة مرررررررة روعة
بانتظار البارت القادم

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
البارت رووووووووووووووعة
مـــــــــــــبــــــــــــــــدعــــــة
نريد البارت القادم بأسرع وقت

__________________

ابتسم ولا تسأم ليصبح الخريف ربيعا .. والليل المظلم صباحا مشرقا .. وتتحول الغربان لعصافير جميلة مغردة مبتهجة .. :kesha:

القصة روووووووعة اعتبرينى من المتابعين

__________________