يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

اخواااتي \ اخواااني \
هذه المحاضرة التى وفقني الله تعالى بتقديمها يوم الثلاثاء الماضي ..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

اخواتي الغالياات حيااكن الله وزادنا واياكن قرباً منه
وحرصاً على نيل محبته ورضااهـ ونسأل الله ان يجعلنا جميعاً
ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنهـ ...


غاليااتي كيف حال قلوبكن اليوم ؟؟
واين ترين نفسك من طاعة الله وماهو تقيمك لهاا ..؟

سبحان من يغير ولا يتغير وسبحان من جعل قلوب العباااد
بين إصبعين من أصابعه يقلبهااا كيف يشااء ...

وقد ورد فى الحديث الصحيح عن النواس بن سمعان الكلابي .. قال :

(ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه
وإن شاء أزاغه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك قال والميزان
بيد الرحمن يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة )
صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 166

غاليااتي ... ان كان هذا حال نبينا المعصوم صلوات الله وسلامه عليه
نعم هذا نبيناا الذى غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. يخاف ان يزيغ قلبه
ويتقلب من حال الى حال .... ااما نحن ما حالنا ؟! نسأل الله السلامة ,

نحن فى زمن اشتدت فيه الفتن وعظم فيه الابتلاء واحوج ما نكون للدعاااء
بان يثبت الله قلوبنا على طاعته ومحبته واتباع اوامرهـ واجتنااب نواهيهـ ...
نعم هذا ما نحتااجه فلا تظن احدانا انها مهما بلغت من قوة الايمان
و المداومة على الطاعات والعبادات مهما كان دأبهاا وهمتهاا
انها فى مأمن من تقلب قلبها وتبدل حاالها فى لحظة ..

نعم قد تبدء احداانا يومهاا بصلاة القيام وبعدهـ الفجر وقراءة القرأن
والادعية والاذكاار وتكون فى اول النهاار داعية الى الله
وفى ااخرهـ داعية الى الفسق والرذيلة ....
او حتى تشاهد افلام واشيااء غير جائزة ...
وخلافه من المعاصي .. ياارب سلم



* وعن شهر بن حوشب قال : قلت لأم سلمة يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك
( قالت كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت فقلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
قال يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا )
صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3522

اخوااتي الفتن عظيمة والنفس ميالة للشهوة بطبيعتهاا فاسألوا الله الثبات
فى كل حين ,,

ومما ورد عن سلفنا الصااالح قولهم ..

و إذا كانت الهداية إلى الله مصروفة ، و الإستقامة على مشيته موقوفة ، و العاقبة مغيبة ، و الإرادة غير مغالبة ، فلا تعجب بإيمانك و عملك و صلاتك
و صومك و جميع قربك ، فإن ذلك و إن كان من كسبك فإنه من خلق ربك و فضله الدار عليك و خيره ، فمهما افتخرت بذلك ، كنت كالمفتخر بمتاع غيره ،
و ربما سلب عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف البعير ، فكم من روضة أمست و زهرها يانع عميم . فأصبحت و زهرها يابس هشيم ،
إذ هبت عليها الريح العقيم . كذلك العبد يمسي و قلبه بطاعة الله مشرق سليم ، فيصبح و هو بمعصية مظلم سقيم .
ذلك فعل العزيز الحكيم الخلاق العليم

وسأورد لكن بعض الامثلة لاناس كانوا من اعبد الناس وفى لحظات تغير حالهم
نسأل الله ان يثبتناا على الايماان وان يجعل اخر كلامناا من الدنيا
شهادة ان لااله الا الله وان محمدً رسول الله ..

* هذه القصة يرويها الإمام القرطبي رحمه الله :

أنه كان بمصر رجل ملتزم مسجداً للأذان و الصلاة ، و عليه بهاء العبادة و أنوار الطاعة ، فرقي يوماً المنارة على عادته للأذان ، و كان تحت المنارة دار لنصراني ذمي ،
فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار ، فافتتن بها و ترك الأذان ، و نزل إليها و دخل الدار فقالت له : ما شأنك ما تريد ؟ فقال : أنت أريد . قالت : لماذا ؟
قال لها : قد سلبت لبي و أخذت بمجامع قلبي . قالت : لا أجيبك إلى ريبة . قال لها : أتزوجك . قالت له : أنت مسلم و أنا نصرانية
و أبي لا يزوجني منك قال لها : أتنصر . قالت : إن فعلت أفعل . فتنصر ليتزوجها ، و أقام معها في الدار
فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقي إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات


* وهذه قصة اخرى لرجل ..
كان من المجاهدين كثيرًا في بلاد الروم ، فلمَّا كان في بعض الغزوات ، والمسلمون مُحاصِروا بلدة من بلاد الروم ؛ إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن ،
فهَوِيَها ، فرَاسَلَها : ما السبيل إلى الوصول إليكِ ؟ فقالت : أن تتنصَّر ، وتصعد إليَّ ، فأجابها إلى ذلك ، فما راع المسلمين إلا وهو عندها ،
فاغتمَّ المسلمون بسبب ذلك غمًّا شديدًا ، وشقَّ عليهم مشقة عظيمة ، فلما كان بعد مُدَّةٍ مرُّوا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن ،
فقالوا : يا فلان ! ما فعل قرآنك ؟ ما فعل علمك ؟ ما فعل صيامك ؟ ما فعل جهادك ؟ ما فعلت صلاتك ؟ فقال :
اعلموا أنِّي أُنسِيتُ القرآن كلَّه إلا قوله : {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}
وقد صار لي فيهم مالٌ وولد"

انظرن فى حاال من ذكرت قصصهم ااما الآول فأصبح مؤذن وامسي نصراني
وااما الثااني فكان مجااهد فى سبيل الله
حافظ لكتابه واامسي على حال غير الحال !!

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ,,


وقد امرنا الله سبحانه وتعالى بالحرص على الدعاء بالثباات
قال تعالى : ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )


اذا اخواتي لنتعهد قلوبناا كل وقت ولندعوهـ فى كل حين ان يثبت قلوبنا
على دينه الى ان نلقاهـ ..


ولنحرص على سلامة قلوبنا .. وااما كيف نحرص على سلامة قلوبنا
فقد قال ابن القيم رحمه الله : لا يسلم القلب حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد،
ومن بدعة تناقض السنة، ومن غفلة تناقض الذكرى،
ومن شهوة تناقض الأمر، ومن هوى يناقض الإخلاص.
تلك هي شروط سلامة القلب
وتلك هي أركان صحة القلب

ومن اقواال السلف الصالح فى هذه المسألة ...

* أبي موسى:
(إنما سمى القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة
يقلبها الريح ظهراً لبطن)

* وقال المقداد بن الأسود:
(لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمعت غلياً)

* وقال ابن القيم رحمه الله :
( ليس في الجود شيء أصعب من الثبات والصبر إما عن المحبوب
أو على المكروهات وخصوصًا إن امتد الزمان ووقع اليأس من الفرج
وتلك المدة تحتاج إلى زاد يقطع بها سفرها، والزاد هنا الثبات
على حكم الله وقضائه وابتلائه )

رحم الله قائل هذه الابياات ....

والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سـكينة علينـا وثبت الأقدام إن لاقينا

وفى الختاام ,,,,
أسأل الله العظيم ان يصرف قلوبنا وإياكم على طاعته اللهم يا مقلب القلوب
ثبت قلوبنا على دينك اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء اللهم اغفر ذنبنا
واستر عيبنا واختم بالصالحات أعمالنا اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
اللهم واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله

واخر دعوانا ان الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأله وصحبه أجمعين ..



هذا و ما كان فيه من صواب فمن الله وحده وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان ...

م/ن داعيات منتدى بداية الهداية النسائي

:7b::glb::7b:

ليس لها من دون الله كاشفة

http://upquran.com/gift/1.htm

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فى قلوبنا