عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree253Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #256  
قديم 08-30-2012, 01:45 PM
 


ســـلااااااااااااااااااااااااااااااااامممممممممممم
وعااااااااااادت يسلمــووو بطلّتهـا الجـديــــده لبـي قلوبكم بس ^
وحشتوووووووووووووووني يا بطـاااااااااات :baaad:
إحححححححممممم
كيفـكم أخباركم علومـك طيبين إن شاء الله، كيف العيد معكم إن شاء مستانسين :looove:

اممممممممم تصدقون بأأجل اعتذاري لما بعد البارت أروبكم تحنون علي شويه وما تذبحونـي :hah:

بـالله شوفوا هاا هذي العيون البريئه الحلوه تسوي شي يزعل له له له :baaad:
المووووووهييييييييم
نجي للأهـم و هو البااااااااااارت
وقسم إني تعبت فيه و أنا أكتب وعشانكم خليته طويييييييل حق خمسه شهور :kesha: <<أعطوني إجازه خخخخخخخ
يـلا يـلا أشوف النار بعيونكم خوفي بس أنحرق هههههههههه
وه فديتـكم بـث يا عمري

BRB
:looove::looove::looove:
marwa_97 likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #257  
قديم 08-30-2012, 01:58 PM
 


البارت الرابع عشر‘‘مخاطره كبيره،واندفاع غبـي!‘‘




خرجت من البوابه، وبقيت أتلفت يميناً ويساراً


نظرت للورقة في يدي من جديد، ولكن لا إشارة تدلني على مكان المرسل!


مشيت عدة خطوات نحو اليمين وأنا أتلفت في محاوله لرؤية أحدهم


ودون سابق إنذار، أطبق أحدهم على فمي من الخلف، ثم حملني وهو يلف ذراعه الأخرى حولي


مشى باتجاه أحد الأزقة المظلمه ثم تركني


انطلقت لأبتعد عنه عدو خطوات،وبنفس الوقت


تذكرت أول لقاء لي بـــ آرثــــر، إن ما حدث سابقاً يعاد الآن!


.............


ما إن وصلت إلى بناية شقتي حتى نزعت المعطف واستدرت للخلف لأعطيه إياه فقد كان طوال الوقت يسير خلفي.


توقف هو الآخـر عندما رآني أدنو منه، مددت يدي إليه ليأخذ المعطف و لكني توقفت


"لماذا لا تدخل معي، فالمطر سيهطل قريبـاً"


ما إن أنهيت جملتي حتى رفع كلانا رأسه للسماء التي أخذت تنثر علينا لآلئها


................


أغلقت الباب خلفهما بعد أنا دخلا ولكني صرخت قبل أن يتقدما أكثر


"أيها الأحمقان إنزعا حذائيكما ومعطفيكما، أنتما تسببان الفوضى"


وفعلا ما طُلب منهما، فقد كانا مبتلين بالكامل و اتسخ المدخل بسببهما!


عندما دخلت إلى غرفة المعيشه حيث آرثـر شعرت بأحدهم يسحبني للخلف، شعرت بالغضب من تصرف بيتر الغبي


لذا فكرت بإعطائه صفعة لينتبه، ولكنه فاجئني وهو يشير إلى بأن أصمت وكذلك جاكـس


أشرت له إيجاباً فترك ذراعي وسأل بهمس


"من ذلك الشـاب معـكِ"


قطبت حاجباي وقلت بغضب بنفس همسه " وما شأنك أنت؟!"


................


رفعت السماعه إلى أذني دون أن أنظر للرقم أو من المتصل


"نـعــم، من يتكـلم؟"


"أهـلاً"


أجاب الطرف الآخر بصوت غريب و أجش مما جعل قلبي يتراقص رعبـاً


"أ أهـلا، من يتكـلم مـ معي؟!"


"أوه لا داعي للقلق يا، صغيـره"


خفت بشده، من هذا الرجل، إنه يعرف من أنا يعرف بأني فتاة، وهذا يعني بأنه من ....


"قلت لا داعي للإرتعاب فقط أردت أن أخبـرك بأمر"


قاطعني من تساؤلاتي بكلامه ذاك لذا قلت بصوت مرتجف


"مـ من أنتَ؟! ومـا هو هـ هذا الأمر؟!"


"إن كنت تريدين صديقك الصغير على قيد الحياة، فأسرعي بتنفيذ طلبي"


جن جنوني، شعرت بالدنيـا قد أسودت أمام عيناي، دون أن أشعر سقط رأسي على الوساده


أدركت للتو، لا أظن بأنه يقصد آرثـر بـل أحد رفيقاي


يا إلهي بيتـر جاكس، أحدهما في خطر بسببي


..............


وقفت على الشارع الآخر على بعد مبنيين عن الميناء تقريبـاً


أطللت برأسي من خلف ذلك الجدار المكان معتم هنا وبالكاد أرى شيئـاً من تلك الخرداوات


فالمكان أشبـه بمرماً للنفايات، وهذا متوقع من مينـاء قديم


أخرجت هاتفي من الحقيبـه، و اتصلت بـ آرثـر


،،من الجيد بأنه قد طلب أخذ رقمي بالأمس فها أنا أستفيد من ذلك الآن،،


أخفضت يدي وشعرت بالخزي مما أفعل ،، أجل أستفيد من رقمه في خيانته


إنني أخونه، أخون أقرب شخص إلى قلبي،،


دمعت عيني ولكني مسحتها تلك المتمرده بسرعه بطرف كم السترة القطنيه التي أرتديها


رفعت الهاتف من جديد واتصلت به


كان قلبي يخفق بشده من الخوف، و من الشعور بالألم


..............


عدت إلى السرير، و استلقيت بتعب، لم أكن أريد أن أفكر في شيء


أريد أن أرتاح ولو لدقيقة واحده، واحده فقـط


و آرثـــر، سـوف أنسـاه!.


..


..


..


..


..


..


..


..


"أوه من قد يتصل في هـذا الوقـت؟!"


أزعجني رنين الهاتف المستمر و أنا نائمه بعمق، لذا استيقضت بانزعاج


"نعـم من يتحـدث؟!"


"حمداً لله أنك أجبتِ نيكي، إن بيتـر في المشفـى و بحالة خطـره"


بدا جاكسـي في حالة ذعر وهو يدحثنـي، مهـلا بالتأكيد سيكون كذلك فقد قال ....


صرخـت بفزع غيـر مدركـه "بيـتــــر في المشفـى؟!"


نهضت من السرير بسرعه و ألقيت نظرة على الساعه كانت الــ6:30


.................


وقفت في ذلك الممر وأنا أسترق النظر لتلك السيده ذات الشعر البني، إنها والـدة بيتـر!


لوهله يظن من يراها أنها في العشرين من عمرها! ولكنها في الحقيقه أكبر من ذلك!


تنهدت بعمق و التفت إلى جاكسي كان على بعد خطوات مني يتحدث بالهاتف، ربما يكلم والدته


فأنا لم أكن أميـز ما يتحدث بـه!


،،مرت نصف ساعة مذ وصلت إلى المشفـى، ولكن جاكس أخبرني أن الطبيب لا يزال في الداخل يعاين حالة بيتـر التي بدت مفاجئة للجميع!


أشعر وكأن ما حدث له هو السبب، أقصد عندما اختطف!


ولكني أتساءل، ألم يكن بمقدورهم القبض على آرثـر دون أية مشكـلات أو توريط أحد؟!


أم أنهم لم يستطيعوا ذلك؟!


أوه، آرثـــر، إنه لا يخرج من عقلـي أبداً أبداً،،


استندت على الحائط وانزلقت بظهري لأجلس على الأرض و أنا أغمض عيناي، لكني لم ألبث أن سمعت صوت الباب يُفتح


فتحت عيناي ورأيت الطبيب يخرج من الغرفه، وقفت بسرعه واقتربت، فيما وقفت والدة بيتر أمام الطبيب و أخذت تسأله عن صحة بيتر


وقفت بجانب جاكس ولم ننطق بكلمه، إلى أن سمعت الطبيب يكلم السيده


"سيدتـي لا تقلقي إبنـك بخيـر، تعـرض لحـالـة صدمـه أثـرت عليـه ولكن ليس تأثيراً كبيـراً ...."


،،بقي الطبيب يثرثر و أنا كل ما استحوذ على تفكيري هو كيف تعرض بيتـر لحالة صدمه وقد بدا بخيـر حينـما تركتـه وعدت للبيت!


لقد كان بخيـر أنا متأكده، أم أن حالتـه ساءت عندما عاد لبيتـه؟!،،


................


اطمأنيت على بيتـر ولكن لم يسمحـوا لي ولا لجاكس بالدخول لذا قررت العوده إلى المنـزل أما جاكس فقد بقي هنـاك


لا أظن أن بيتر سيغضب إن علم بأمر عودتي فهو أكثر شخص يعلم بما حدث أو ربما تقريباً!


شعرت بثقل في جسمي أثنـاء السير وشعرت بالإختناق وصعوبة التنفس


جلست على الأرض في الشارع مستنده على الجدار وبقيت أراقب الماره من الناس


رفعت بصري ورأيت السماء، لم تكن صافيـه كما تمنيت بل ملبـده بالغيوم منذرة باقتراب العاصفه


وقفت مجدداً ولم ألبث أن شعرت بشيء بارد وقع على كتفي رفعت رأسي مجدداً لأرى قطرات المطر الصغيـره تنهمر بغزاره


أخذت نفسـاً عميقـاً وأدخلت يدي في جيب المعطف الجلدي الذي أرتديـه



وصلت للمنزل أخيـراً ولكن بعد فوات الأوان فقد تبللت بالكامل!


أسرعت للحمام لأجفف نفسي قبل أن أصاب بالزكام، لمحت شيئـاً في المطبخ لذا توقفت بسرعه و أنا أمعن النـظـر إلى الباب


لست مخطأة، لقد شعرت بشيء تحرك في المطبخ!


انتابني الفضول لأتأكد دخلت المطبخ بهدوء، وضعت يدي على كابس الإناره و ضغطت الزر لتشتعل الأضواء


عندها فقط بنفس الوقت شعرت أحدهم بأحدهم يمسك برأسي من الخلف ويدفعني بقوه تجاه الطاوله ملتصقه بها وما زال مستمرا بالضغط علي


صرخت بفزع، من قد يهاجمني في منزلي!


"أيتهــا الحقيـره سوف أقتـلك"


صرخ بتلك الكلمات التي اقشعر منها جسمي و لكني فوراً عرفتـه، وصرخت أنا الأخـرى


"رايان ابتعـد عنــي"


هـدأ ولكنه كان يزيد من الضغط على رأسي على الطاوله


لم أسمع شيئـاً وبدأت أتوهم أني أسمع قطرات المياه التي تقطر مني ومن ملابسي لترتطم بالأرض، لم يتحدث أبـداً وكأنه ليس موجوداً


ظننت لوهله بأنه شارد الذهن لذا تـحركت لأتحرر من بين يديه ولكنه شد شعري للأعلى ليضرب برأسي مجدداً في الطاوله


اقترب مني و همس "أتظنين بأني لا أعلم بما فعلتـه أيتهـا الحقيـره؟؟"


"دعنـي أشرح لك الأمر أولاً راي"


صرخ بقوه وهو يضرب برأسي مجدداً في الطاوله "لا تنادني باسمي أتفهمين؟"


صرخت برجـاء "حسنـاً حسنـاً ولكن اسمع مني أولا أرجوك"


صمت قليلاً قبل أن يتكلم بحنق "ماذا لديك"


"أولاً اتركني حتى أستطيع التحدث بشكل جيد"


بدا مترددا ولكنه في النهايه أطلق سراحي، شعرت بأن رأسي سيقط من مكانه بعد تلك الضربات!


أخذت نفسـاً قبل أن أتكلم وقلت بتردد "من أخبـرك بما حدث؟!"


"وما شأنكي أنتِ، والآن ماذا ستقولين؟!"


ارتبكت عندما قال ذلك وهو يخرج مسدسه من معطفه، ماذا أقول له؟! حتى لو صدقني فهو لا يهتم بأمر أحد سوى آرثـر


ولكن لا بأس سأخبـره بالحقيـقه وحسب


"في الحقيقـه لقد هددوني بقتل صديقي إذا لم أسلمهم آرثــر"


رأيت الشرر يتطاير من عينيه بحق وهو يصر على أسنانه، بدا و كأنه مستعد لقتلي دون أية رحمه!


"أتظنين بأني أهتم لأمر صديقك الغبي ذاك"


شعرت بالغضب لما كل شيء يكون فوق رأسي أنـا؟!


صرخت بغضب و أنا أدافع عن نفسي "ولكن ماذا عساي أن أفعل، لم أجد حلاً آخـر غيـر الإقاع بـ آرثـر


لن أورط شخصـاً لا ذنب له بما حصل، لن أفعـل


ثم إن تلك المصائب كلها لم تأتِ إلا بعد أن ظهر آرثــر في حيـاتــي


و أنت كذلك، لماذا لم أمـت في ذلك الإنفجـار


لماذا لم أكن في سيارة بيتـر عندما انفجـرت، ليتني مت ولم أعاني كل هـذا


واحزر من السبب أيضـاً، إنه أنتمـا أنتمـا"


قلت آخر جملتي و أنا أشير إلى رايان وبعدها سقطت جاثية على ركبتاي ولم أستطع الوقوف أكثر


غطيت وجهي بكفاي وانخرطت في البكـاء


لازلت أشعر به يقف أمامي ولكنه لم يتحـرك، لا أعرف كم من الوقت مر و نحن على هذه الحال هو صامت و أنا لازلت أبكي


"سـوف تـخـرجيـنــه"


أبعدت يداي عن وجهي المحـمـر ونظرت إليه باستغراب،، مالذي يقولـه؟!،،


يبدو بأنه قدر رأى ملامحي المتعجبـه فقال مجدداً "سوف تخرجين آرثــر من هنـاك كما ورطتـه أنتِ"


بقيت أحملق به بغبـاء،، هل يقصـد بأن آرثــر لا يأزال حيـاً؟!!


آرثــر لم يمـت؟! لم يصبـه أي مكروه؟!


أوه حمداً لك يا إلهي،،


ابتسمت لا إرادياً و وقفت بسرعه "أتقصد بأن آرثــر لم يمـت، آرثــر لا يزال بخيــر؟!"


تقدم باتجاهي، ولم أشعر إلا عندما أطبق على عنقي بيده القويه و ثبتني على الجدار بعنف


"إن لم يرج من هنـاك قريباً فسوف، ينتهي، أمرك"


شعرت بالإختناق، بدا جاداً فيما يقول وقد أشعرنـي بالخوف حقـاً


تـركنـي وابتعد عني لأسقط على الأرض و أنا أتحسس عنقـي بألم و قد أزرق وجهي


توقف أمام باب المطبخ وقال دون أن يلتفت إلي "صدقيني لم ينتهي الأمر هنـا بعـد"


لم أفهم ما يرمي إليـه، ولكنه خرج وتركني أبقى غارقة في تساؤلاتي عما سيحصل لاحقاً؟!


................


أخفيت وجهي المحمر من كثرة البكاء بين ركبتاي المضمومتان إلى صدري


وبين كل تلك الدموع ابتسمت!


وبدأت ابتسامتي بالتوسع حتى رفعت رأسي وأخذت أضحك رغم الدموع التي تنهمر على وجنتاي!


أجل ففي مثل حالتي هذه لا أعرف، هل أبكـي أم أضحـك؟!


هل أبكي لأني في ورطه عظيمه!


أم أضحك لأن آثر لم يمت!


خبت ابتسامتي فجأه، وأنا أفكر وعيناي محدقتان للسقف


،،مالذي يجعل رايان متأكداً أن آرثر لم يمت؟!


هو لم يكن متأكداً ولكنه قال أنه يجب أن يخرج قريباً، وهذا يعني أنه حي في الوقت الحاضر؟!،،


نهضت من على السرير متجهة إلى الباب وأنا أتناول سترتي الحمراء من على كرسي مكتبي الدراسي وأخرج من المنزل راكضه.


...................................


لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقف أمام تلك البنايه المليئه بالشقق


دخلت إلى صالة الإستقبال ورأيت بعض الأشخاص الذي أخذوا يحدقون بي باشمئزاز، فقد بدا مظهري مزرياً


كنت مببله بالكامل، و الماء يقطر من ملابسي و شعري


بالإضافه إلى وجهي المرهق و الهالات السوداء المحيطه بعيناي.


رمقت جميع من في المكان بجفاء، لم أكد أتقدم خطوة واحده وقد لاحظت أحدهم يقف أمامي!


رفعت رأسي إليه، كان ضخم الجثه يرتدي ملابس رسميه نوعاً ما!


لذا عرفت فوراً بأنه أحد الموظفين.


"مالذي تفعلـه هنـا أيهـا الفتـى؟!"


ألقيت إليه بنظرة حاده وقلت بازدراء "على ما أظن هذا ليس من شأنك!"


بدا لي أن كلامي لم يعجبه، عندما أمسك بياقة الستره وجذبني إليه


"أستطيع أن أرمي بك في الشارع أيها المتشرد الصغير سليط اللسان"


لم تتغير ملامح وجهي، بل ازدادت بروداً و ازداد قلبي قسوه!


لم أتمالك نفسي وركلته في ساقه بقوه كبيره لم أعتد عليها من قبل!


جثا على الأرض وهو يتأوه ألما، بينما أسرعت أنا إلى المصعد ودخلته بسرعه وضغطت على الزر ذو الرقم 4 دون أن أشعر فقط حدسي أخبرني بذلك!


انطلق المصعد للطابق الرابع، وما إن توقف وفتـح الباب تلقائيا


حتى خرجت سائره بهدوء وأنا أرمق كل أبواب الشقق التي عن يميني وشمالي


توقفت أمام تلك الشقه ذات الرقم 24


رفعت يدي لأطرق الباب ولكني توقفت وبدأت يدي ترتجف أصبحت متردده


لم أعلم هل أطرق الباب أم لا!!


انتشلني من ترددي عندما فُتح الباب وخرج ذو الشعر الأشقر


"رايـان!"


همست بخفوت عندما رأيته يلقي علي بنظراته الحارقه تلـك


قطب جبينه وسأل بحده "مالذي جاء بك إلى هنا الآن، أم أنك تسعين إلى نهايتك"


"أين هـو؟!"


سألت بخفوت ولكني لم أسمع أي إجابة منه لذا صرخت وأنا أحاول جاهده كبت دموعي


"أين هو آرثر؟! أخبرني أرجوك"



"هاهـو هنـاك أمسكــوا بـه"


التفت ناحية ذلك الصوت، لأرى ذاك الرجل البدين لا يزال يلاحقني


دفعت رايان للداخل، ودخلت وراءه مغلقة الباب خلفي!


"بحق الله مالذي تسعين إليه الآن!


ألا يكفيك ما تسببينـه من مشاكل لنا حتى الآن، ألم تكتفي بعد"


تجاهلت الطرق على الباب بعنف من خلفي وصرخت


"بالله عليـك، من السبب الآن في هذه المشاكل أنا أم أنتما؟! لما تريدان توريطي معكما هاا"


لم يجب واكتفى بالتحديق إلي بهدوء وكأنه يفكر


،،أيفكر بقتلي يا ترى!؟؟،،


ازدردت رمقي بخوف وحاولت طرد هذه الفكرة من رأسي، أو بالأحرى صوت الطرق الذي ازداد من الخارج هو ما جعلني أنساها


شعرت بالإنزعاج كثيراً والتفت للخلف كي أخرج وأصرخ بوجوههم


ولكن رايان الذي فاجأني بتجاوزه لي وفتح الباب!


أمسك بقميص ذلك البدين ولم أعلم بما همس له وجعله يرتبك ويعتذر له!


دفعه للوراء وأغلق الباب مجدداً والتفت لي وهو عاقد ذراعيه وكأنه ينتظر مني شيئاً!


أردت أن أكون شجاعه ولا أجعله يرى ضعفي لذا قلت بحدة مصطنعه


"هل ستخبرني أين آرثـر الآن أم لا؟!"


رفع أحد حاجبيه وهو يرمقني بنظرات رأيت السخرية فيها


بادلته أنا الأخرى بنظرة أكثر حده وأنا أعقد ذراعاي أمام صدري قائله "هل ستخبرني أم لا"


"ولماذا تريدين أن تعرفي؟!"


رفعت حاجباي باستغراب "ألم تقل أني إذا لم أخرجه فسوف تقتلني"


رأيت تلك الإبتسامة الساخره على زاوية فمه عندما قال "إذن أنتِ خائفه؟!"


"لا لست خائفه منك يا هذا، ولكن ألا ترى أن قولك ذاك يجعلك مجبراً على إخباري؟!"


اختفت تلك الإبتسامه وأشاح بوجهه جانباً وهمس "لم أكن أعي ما أقوله وقتها


(ابتسم بسخريه مجدداً) هل تعتقدين أنكِ بذهابك ستتمكنين من مساعدته"


توقف عن الكلام وهو يستند على الباب من خلفه وتابع بجديه "لا يا عزيزتي فهناك ستكون نهايتك


فلا تعتقدي أن كل ما تريدينه سوف يتحقق لك أتفهمين أيتها المدللـه"


لا أعلم ولكن رغم كلامه الذي يحاول إرعابي به، إلا أنني استشعرت شيئاً ما


شيئاً، أشبه بأنه لا يريدني أن أتأذى! ولكن هذا مستحيل!


تنهدت قليلاً وأشحت بوجهي عنه، أعلم أنه على حق لن أستطيع فعل شي، إنني ضعيفه ولاداعي للكذب في هذا الشأن ولكن...!


لن أتراجع، لقد أقسمت بأن أساعده كما ورطته لذا لن أتردد ولن أخاف


"أعلم أنني قد اموت، وأعلم أنني ربما لن أنجح في ذلك ..."


"ربمــا ؟!!"


قاطعني بقوله ذاك بابتسامه ساخره، لكني تجاهلته وتابعت بجديه


"أريدك أن تخبرني أين هو الآن، سأفعل أي شيء لمساعدته..."


صمتُ قليلاً وقد تذكرت مالذي جعلني أسرع بالمجيء إلى هنا، قلت بسرعه


"مالذي يجعلك متأكداً بأن آرثر لايزال حياً؟!"


حدق بي قليلاً قبل أن يتحرك من أماي متجهاً للداخل "اعتقد بأن آرثر أخبرك بكل شيء"


نعم كنت محقه في اعتقادي، هناك أمر ما لا أعرفه!


هناك أمر ما كان آرثر يخفيه عني ولم يذكره أبداً عندما أخبرني بكل شيء، أو بالأحرى أخبرني بالقليل فقط !


أسرعت بخطاي ودخلت خلفه لأراه يجلس على الأريكه ويمسك بهاتفه لا أعلم ماذا كان يفعل ولم أهتم أصلاً !


بل وقفت أمامه وقلت باستنكار "لا، آرثر لم يخبرني بكل شيء، بل إنه لم يخبرني بشيء يستحق الذكر أصلاً"


رفع رأسه إلي ونظر إلي من اعلى رأسي إلى أخمص قدماي، ليكرز عيناه الزرقاوان في عيني تماماً


شعرت بالكهرباء تلسعني في جسمي من نظرته تلك!


"مالذي تريدينه بالضبط؟!"


"كل شـــيء"


أجبت سؤاله بجملتي القصيره تلك بكل تحدٍ وجديه


وقف أمامي فأصبحت لا شيء أمام طوله الفارع، لذا دون أن أشعر تراجعت خطوتين للخلف عندها قال ببرود


"ألم تعلمي حتى الآن بأنكِ وراء كل شيء!"


قطبت جبيني بتعجب وما إن هممت بالكلام حتى تابع بصوت أعلى من السابق بقليل


"ألم تعلمي حتى الان بما سببته لنـا ولــ ليونارد"


حدقت إليه باستنكار، من ليونارد هذا أيضاً


"أظن أني لم أترك أحداً وقد أخطأت في حقه، أوليس هذا ما أفهمه من كلامك"


ابتسم جانباً ولأول مره، ليست ابتسامة سخريه!


"ربما تكونين كذلك"


انزعجت، فهو سيكون سعيداً لو كنت مخطأه في حق الكثيرين، ياله من شخص لئيم بحق!


عقدتُ ذراعاي مجدداً ونظرت إليه بحده "ومن ليونارد الغبي هذا أيضاً؟! أم أنه يود قتلي مثلك!"


بقي يحدق فيّ للحظات قبل أن يضيق بين عينيه وهمس "أحقاً لا تعرفين من هو؟!"


"بحق الله كيف لي أن أعرف"


"أنا متأكد بأن آرثر أخبرك"


"لا لم يخبرني، بل لم أسمع عن ليونارد هذا من قبل"


صاح بغضب "كاذبه، أنتِ تعرفين"


يا إلهي إنه يجزم بأني كاذبه، إن الأمر لا يستدعي حتى كل هذا الصراخ، ولكني بادلته بصراخ أعلى!


"ومالذي سأستفيده من الكذب عليك أيها الغبي؟!"


زفرت بضجر، وتمنيت لولم آتي إلى هنا، لقد أزعجني بما فيه الكفايه وأنا لست بحاجة إلى المزيد!


"ليونارد، إنه ..."


صمت قليلاً وكأنه يبحث عن الكلامات ولكنه تنهد وقال أخيراً


"إنه مسجون، ذاك الرجل(صمت قليلاً ليكمل) يحاولون إخراجه من السجن"


شعرت بأن كلامه متناقض نوعاً ما، وكأنه مرتبك ولا يظهر ارتباكه أمامي!


تكلمت بخفوت "وما علاقة هذا بآرثـر إذن؟!"


ما كدت أنهي سؤالي حتى تذكرت كلام آرثـر لي في المرة التي زرتـه هنـا


لقد ذكر شيئاً من هذا القبيل وأن هناك سجين يسعى آسـو لإخراجه!


ولكن من أو كيف؟! لا أعرف .... أوه مهلاً آسو ذاك المتوحش لقد نسيت أمره تماماً، ترى أين هو الآن، مالذي يخطط له ليجهز عليّ!


"لنقل أن آرثر هو من باستطاعته إخراجه فقط"


ألجمتني جملته تلك، بحق الله كيف لـ آرثر أن يجرج ذاك الـ ليونارد من السجن!


،،هل هو شرطي مثلاً!،،


قلت وأنا أفكر "لما لا نبلغ الشرطه، ألن يكون هذا أفضل؟!"


نظر إلى ببرود فسرت قشعريره في جسمي وقلت بارتباك مستنكرة من تلك النظره "ماذا؟!"


"يالك من حمقاء، أتظنين هؤلاء المجرمين مجرد متشردين؟!


لا يا عزيزتي إنهم ذوي مناصب كبيره في البلاد، أوتعلمين بأن أحدهم هو مدير السجن الذي به ليونارد؟؟"


"إذن لماذا لا يخرجه؟!"


"وكأنه يستطيع، ذلك الرجل ليونارد وراءه الكثير من الأسرار، ولكنه لن يفلت"


شدد على آخر جملة قالها، فكل ما خطر ببالي أنه شخص سيء و راي يريد قتله


ولكن هل يعقل بأنه و آرثر متورطون معهم؟!


هززت رأسي نفياً طارده هذه الأفكار الغبيه وسألت "ولماذا آرثر فقط من يمكنه إخراجه"


"ولماذا كل هذه الأسئلة منكِ"


صرخ بغضب لم أتوقعه بعد أن كان هادئاً وهو يتحدث إلي بكل برود!


وكأني أحقق معه في قضيه لينفعل بهذا الشكل!


"مالذي دهاك لتصرخ بوجهي؟! أنت من بدأ بالأمر وأخبرني عن ليونارد هذا"


حدق بعيناي بهدوء واكتفى بالصمت، ليجلس على الأريكه بعدها وهو يطرق برأسه


لم أصدق أنه تغير في لحظات، قبل ساعات كان يريد قتلي!


وقبل قليل أخذ يصرخ بوجهي!


والآن، إنه هادئ تماماً ويتصرف بغرابة حقاً! لم أعد أعرف أهو عدو أم صديق!!


بدا شارداً وهو يمرر أصابع يده بين خصلاته الشقراء، ويفكر بعمق


ولا أعلم السبب الذي جعلني أشفق عليه وهو بهذه الحاله


همست بخفوت "رايان!"


لكنه جعلني أصمت بوقوفه المفاجئ وهو يتجه إلى إحدى الغرف، دخلها وترك الباب مفتوحاً خلفه فلحقت به


ورأيته يبحث في أحد أدراج تلك الطاوله التي توسطت سريرين منفصلين!


أخرج شيئاً من الدرج الثاني، لم أره إلا عندما رفع قميصه قليلاً ليثبته على حزامه


اتسعت عيناي عندما رأيت ذلك المسدس الأسود!


إذن هو يفكر بالذهاب أنا متأكده!


"إلى أين ستذهب؟!"


سألته وأنا أتابعه بعيني وهو يجول في أنحاء الغرفه ويستعد للمغادره، أعلم إلى أين سيذهب ولكني أردت التأكد أكثر!


أجبت نفسي عندما لم أسمع منه رداً "هل ستذهب لـ آرثر؟!"


التفت إلي وأجاب بسخريه "لا، ولكني سأذهب مساء الغد!" وتابع سيره ليخرج من الغرفه ماراً بجانبي


"سآتي معك"


توقف دون ان يلتفت إلي فتابعت برجاء "أرجوك راي، دعني أذهب معك


أريد أن أخلص آرثر كما ورطتُه، أرجوك"


حلت لحظة صمت بيننا وهو مازال يدير لي ظهره، ودون سابق إنذار رفع يده ورمى إليّ بمسدسه دون أن يلتفت إلي


التقطته وأدركت بأن هذا يعني الموافقه!


رفعت رأسي إليه عندما تكلم "ولكن لا تعتقدي بأني سألتفت لك أو أهتم بك، أتفهمين"


أجبت بجديه "كما تشاء، ولكن هل نذهب الآن؟!"


"أخبرتك ليس الآن، سأتفقد الأوضاع أولاً وأتأكد من إن كانوا لا يزالون هنا، أم لا"


شددت من قبضتي على المسدس وقلت بحزم "إذن سأتي معك أيضاً"


لم يجب بل تحرك باتجاه الخارج فتبعته، وأنا لا أعلم إلى أين سيذهب!


..


..


..


..


..


..


..


تعبت من السير وسط تلك الأزقه، فتوقفت وأنا ألتقط أنفاسي


إنها الساعة الثالثة عصراً ونحن نسير منذ ساعتين تقريباً ولم نصل إلى حيث نريد!


تكلمت بعفويه "ألم نصل بعد؟! لقد تعبت"


"بلا لقد وصلنا"


رفعت رأسي والتفت إليه بعدم تصديق،، أيعقل بأن هذا هو مخبأهم؟!،،


سألت باستغراب كبير و أنا أتلفت حولي "وهل آرثر هنا الآن"


"أأنتِ حمقاء، بالله عليكِ هل ترين هذا المكان القذر مقر عصابه؟! ثم ألم أقل لن أذهب الآن؟!"


أجابني بكل هدوء لم يخفَ منه إنزعاجه، وبالرغم من ذلك انزعجت من طريقة حديثه، لذا قلت بغضب


"إذن مالذي نفعله هنـا؟!"


لم يجبني بل اتجه إلى يساراً إلى أحد الأزقه أيضاً وهناك استقبنا ذلك الباب الخشبي


كان يقف أمامه رجل ضخم الجثه، أقرع الرأس ومفتول العضلات!


ازدردت رمقي وأسرعت قليلاً بخطاي حتى أصبحت بجانب راي الذي كان يتقدمني


"هيـه هل سندخل إلى هناك؟!"


"ولماذا، أأنتِ خائفه؟!"


صمت ولم أرد عليه وتابعت سيري خلفه إلى أن وصلنا إلى ذلك الرجل الضخم


دون سابق إنذار تحرك ليفتح الباب الخشبي لرايان الذي دخل بكل ثقه، كنت أتبعه


ولكن الضخم أوقفني عندما أمسك بكتفي وقال بصوته الأجش "إلى أين يا صغير؟؟"


أردت أن أتكلم لكن صوته جائني مباشرة فالتفت إليـه بسرعه


"لا بأس يا تشارلي، إنه معـي"


حدق إلي ذاك المدعو تشارلي قليلاً قبل أن يتركني أدخل ويغلق الباب من خلفي


كان المكان هادئاً، ومعتماً، ورائحة السجائر منتشره في المكان حتى كدت أختنق!


نظرت حولي إلى تلك الغرفة الصغيره، بدا لي أنها مهجوره، نوعاً ما، ماعدا ذلك المصباح الصغير المتدلي من أعلى السقف ما يلبث أن ينطفئ ويشتعل مجدداً


كان هناك باب وحيد عن يميني تقدم رايان منه وعندما وصل إليه توقف ونظر إلي


"سأدخل وحدي، انتظريني هنـا، أهذا واضح؟!"


أومأت إيجاباً فدلف هو للداخل دون أن يطرق الباب حتى!


اتجهت للطاوله الوحيده في الغرفه وجلست على طرفها وأنا أحدق حولي باشمئزاز


،،إن المكان قذر هنـا،،


..........................


مرت عشر دقائق تقريباً وأنا أنتظر هنا، التفت ناحية الباب وشعرت بالفضول تجاه ما يحصل في الداخل


أردت أن أعرف، لذا تقدمت ببطئ واقتربت من الباب بهدوء وأخذت أسترق السمع


لم يكن الكلام واضحاً جداً، ولكني سمعت صوتاً غريباً، يبدو بأن هذا هو الشخص الذي يريد راي مقابلته!


حاولت التركيز لأفهم ما يحدث ولكن كل ما استطعت سرقته هو بعض الجمل الغير مفهومه


سمعت أخيراً راي وهو يسأل وقد بدا صوته واضحاً هذه المره


"ألم توفرها حتى الآن؟!"


لم أعرف بما رد عليه الرجل إلا أنه تابع قائلاً


"كم سيحتاج الأمر؟!"


أيضاً لم أستطع فهم ما يقوله الآخر!


"أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً"


ألصقت أذني بالباب أردت أن أفهم ما يجري في الداخل


"مزرعة بيرانا في الجنوب، إنهم هنـاك"


اتسعت عيناي عندما سمعت صوت ذلك الرجل أخيراً، بدا صوته حاداً ونبرته واثقه


تراجعت للخلف قليلاً و قلبي يضرب بعنف داخل صدري


،،هناك، في تلك المزرعه حيث يحتجز آرثر!


ولكن ما علاقة هذا الرجل بكل ما يحصل، هل يعرف آرثر؟! هل هو الآخر متورط؟!


و إن لم يكن كذلك، لما يساعدهم، بل كيف عرف بكل ذلك؟!،،،


شعرت بخطوات تقترب من الباب، فانتفضت من مكاني بفزع متجه إلى الطاوله وجلست عليها بسرعه


وفي ذات الوقت فُتح الباب وخرج راي ومعه رجل قصير القامه، ذو شعر بني وعينان ناعستان بلون الشكولاه


شعرت بأن الإرتباك بادٍ على وجهي، وأنهم يعلمون بما فعلت


حاولت تهدئة نفسي عندما رأيتهما يتحدثان، كنت مرتبكه للغايه وكل ما أسمعه هو ضربات قلبي المضطرب بشده


رأيت في يد رايان ورقه مطويه بعنايه فانتابني الفضول لأعرف ما بها!


..


..


..


..


..


..


..


"ماذا في الورقه؟!"


"ليس من شأنك"


أجابني بهدوء مماثل دون أن ينظر إلي وأنا أسير خلفه، لكني عاودت السؤال مجدداً


"ألن تخبرني بما فيها؟!"


"لا"


إجابه مختصره، ولكنها أشعلت نيراناً في صدري، شددت على قبضتي وأنا آخذ نفساً وسألت مجدداً


أردته أن ييأس ويتكلم لأشبع فضولي


"ماذا قلت له؟!"


"أيضاً ليس من شأنك"


"إذن ماذا قال لك؟!"


توقف عن السير عند مدخل الزقاق الذي يطل على شارع عام وقال بحده دون أن يلتفت إلي


"كفي عن الأسئله وإلا ستندمين"


"أخبرني إذن، وعندها سأصمت"


قلت بتحدٍ فلاحظت قبضت يده التي أخذ يشددها على تلك الورقه


"حسناً أيّن يكن، لم أعد أريد معرفة شيء"


تجاهلته وخرجت إلى الشارع مارة من جانبه ولم ألتفت له حتى، بل أخذت أسرع بخطاي


،،هاقد حان الوقت، يجب أن أكون مستعده وليذهب ضعفي للجحيم سوف أنهي كل شيء،،


وضعت يدي على جانب خصري الأيمن وأنا أتحسس المسدس من فوق معطفي بعد أن ثبته في حزامي!


"أجل، أنا مستعـده"



...................


جلت ببصري بين كل تلك المواضيع محدقه بشاشة الحاسوب وكل ما أفكر به هو (مزرعـة البيـرانـاً في الجنـوب)!


لا زال صوت ذاك الرجل يتردد في أذنـي عندما نطقها! انطلقت نظراتي كالسهم حتى كادت تخترق الشاشه


حركت المؤشر بسرعه بعد بحث طويل دام نصف ساعة وضغطت على كلمة ‘‘مزرعة البيرانــا‘‘


وحقـاً ظهر ما أردت، أخذت أتطلع و اتطلع حتى انقضت نصف ساعه أخرى تقريبـاً، شعرت بالدوار و أحسست أن رأسي سينفجر لكثرة التفكير


لذا تركت الجهاز واتجهت للسرير و أغمضت عيناي بتعب



أخذت أتقلب في سريري دون فائده، وكلام رايان لازال يتردد داخل عقلي



"غداً سيكون اليوم المنتظر"


نظرت إليه بعد أن تتمتم بتلك الكلمات، وسألت بتردد "وأين هو مكان آرثـر الآن؟!"


يبدو أنه عرف بما أفكـر، أو بما قد أفكر به إن أخبرني فقال "ولمَ عليّ إخبـارك!"


تنهدت قليلاً ولم أرد عليـه، فعلى كل حال أنا أعرف أين هـو!


،،مزرعـة البيـرانـا في الجنـوب،،


....................


لم أسمع عن تلك المزرعه من قبل! يبدو أنها مهجوره أو ما شابه!!


حتى في الإنترنت وجدت معلومات بسيطه جداً لا أكثر، وكأن أمرها ممحي تماماً من العالم! ولربما هي كذلك حقاً، ولكن لماذا؟!!


هببت جالسه من على السرير وأنا أشعر بالقلل يقتلني!


لم أرتح حتى في استلقائي، إنني متوتـره مرتبكـه للغايـه في ذات الوقت متحمسـه!


أخفضت بصري للساعه التي على جانب السرير لأرى أنا تشير إلى السابعه!


وقفت بسرعه وأنا أحمل المسدس الذي أعطاني إياه رايان ظهر اليوم من على الطاوله


،،،لا، لا يمكنني الإنتظار حتى مساء الغـد!


ثم مالذي يؤكد لي أن راي لن يكذب علي ويذهب من دوني؟!،،،


وبالفعـل، تفـقـدت المسدس، لأجده خالٍ من الرصاص!!


شعرت بالغيـض كثيراً


"هكذا الأمر يا راي، تحاول خداعي إذن


ولكنـي سأريـك من أكـون، فلا تستهـن بـي أبـداً؟!"


..


..


..


..


..


..


بالكاد عثـرت على الطريق بين كل تلك الأزقـه!


إنها أشبه بالمتاهه حقـاً!


توقف أما مدخل ذاك الزقاق المظلم وأنا أرى ذاك الــ تشارلـي لايزال واقفاً أما الباب الخشبي!


،،ماذا ألا يتعب؟!،،


أخذت نفساً عميقاً، وهدأت نفسي قليلاً وتقـدمت للأمام


أردت أن يبدو الأمر طبيعيـاً لذا لم أطلب الإذن من تشارلي الضخم بل تقدمت بكل ثقه، تماماً كما فعل راي من قبل


عندها وضع ذراعه أمامي مانعاً إياي من التقدم


نظرت إليـه بطرف عيناي وقلت ببرود "إنني مرسولـة من قِـبَـــل رايان"


أجاب بصوتٍ أجش وضخم جعل شعر جسمي يقف!


"ولكنه لم يقل أنه سيرسـل أحـداً !"


حاولت قدر الإمكان أن أكون هادئه واثقه من نفسي، وقلت ببرود دون أن أنظر إليـه


"هل تظن سيدك سيكون سعيـداً إن أفسدت عملـه"


رفعت بصري إليه ورأيت تلك النظرة المتسائله في عينيه الزرقاوان


فتابعت ببرود أكبـر ونبرة ملؤها الثقـه "صدقنـي حتى أنت لن تكون سعيـداً إن لم تبتعد عن طريقي"


استطعت ملاحظته وهو يبلع رمقه تماماً كما ابتلع الطعم هه هذا الأحمق، عندها قال بتوتر


"حـ حسنـا، أدخل"


فتـح الباب لي ودخلت وما كاد أن يغلقـه حتى تنفسة الصعـداء، وكأن حملاً كان على صدري!


تلفت حولي و أنا أشتم هذه الرائحة النتنـه، رائحة السجائر والقمامه، إن المكان قذر بحق!


تقدمت من ذلك الباب الوحيد في الغرفه، ورفعت يدي لأطرقه، ولكني تذكرت ما فعلـه رايان من قبل، وفعلت المثـل!


دخلت دون أن أطرق الباب وتفاجئت بـه يجلـس على ذلك الكرسي الخشبي، أمام طاوله مستطيله صغيـره واضعـاً ساقيـه عليهـا


ويمسك برزمـة من النقـود في يـده، وعينـاه البنيتـان لم تفارقاني و أخذ ينظر إلي من رأسي إلى أخمص قدماي!


ليسألني أخيـراً بتلك الإبتسامه الماكره على شفتيـه!


"مالذي جاء بـك، أيهـا الوسيـم؟!"


تقدمت أكثـر وشعرت بالإختناق من رائحة السجائر المنتشره في المكـان!


وقفت أمامه و وضعت يدي على الطاوله وأنا أقترب منه وقلت بثقـه كبيره


"أعطنـي كل ما لديك من أسلحـه!"


اتسعت تلك الإبتسامه الماكره على شفتيـه وأنزل ساقيه من على الطاوله بعد أن أطلق بخار السجائر من فمه قائلا وهو يدس بالمال في جيب معطفـه البني


" ووو ووو ووو يبـدو بأن لدينـا عمليـة مهمه وخـطره هذه المـره (رفع عينيه إلي وهمس بمكر) أليس كذلك؟؟"


قطبت حاجباي واقتربت منه أكثر وقلت بحـده "افعل ما أطلبه منك وحسب، اتفهـم"


"حسنـاً حسنـاً، لك ما تريـد يا عزيزي"


وقف من مكانه وتقدم ناحيـة إحدى الخزائن الحديديه الموجوده في الغرفه، أخرج حلقة من جيبه مليئه بالمفاتيح بل الكثير الكثير منها!


وبسهوله أمسك بأحدها وفتح قفل الخزانه، التفت إلي وقال "لتـرى ما يناسبـك، وخـذه"


أتبع جملتـه هذه وهو يفتـح باب الخزانه


فغرت فاهي مما أراه، في حياتي كلها لم أرَ أسلحة من جميع الأنواع بهذه الكثـره سوى بالأفلام!


ويبدو بأن صاحبنـا قد لاحظ ذلك علـي عندها أمسـك بأحد الأسلحـه، وكان عبارة عن مسـدس ذو لون رمادي قاتم اللون وقال


"هذا سيكون هديـة منـي، بما أنها المرة الأولى التي تأتي فيها إلي!"


ابتلعت رمقي وأنا أحدق بكل هذا! ،،ياللهول، منذ متى الأسلحه القاتله تقدم كهدايا؟!!!،،


انتولته منه وأخذت أحدق به وكأنها المرة الأولى التي أرى فيها مسدساً!


"كم واحداً ستقتــل"


صمت ولم أجبـه، بل لم أجد ما أقوله وعدت أحدق بالمسدس الذي بين يدي دون أن أشعر بشي، أيقضني صوته من شرودري عندما تابع


"هيا، ألن تأخذ شيئاً آخر؟! صدقني إنها ليست باهضة الثمن"


التفت إلى الأسلحه المصطفه بعنايه ومكدسه فوق بعضها، جلت بناظريّ بينها و وقع أخيراً على مسدس آخر يشبه الذي بيدي غير أن لونه أسود وبه بعض الكتابات بلغة أخرى لم أفهمها!


يبدو أنه أدرك نظراتي المصوبه للسلاح


عندها ضحك بخفه قبل أن يرفع رأسه إلي ويقول "أحسنت الإختيار أيها الشاب"


بدا كلامه غامضاً نوعاً، حسناً كثيراً ما أسمع أن قصيري القامة من هذا النوع الغامض، لربما هذا القصير أمامي الذي لم أعرف اسمه حتى الآن واحد منهم!!


جلت بنظري مرة أخرى وهذه المرة وقع على سكينين حادين للغايه بأطراف مسننه كالمنشار بينما مظهرها كالسكين تماما، ملفته للغايه بتلك النقوش الذهبيه!


ربما مظهرها هو ما جذبني إليها لذا أمسكت بها دون تردد وقلت "أريـد هذه"


وكأني حقاً سأخدش أحد بها فكيف بالقتـل!!


"حسنـاً هذا رائع إن ذوقك مذهل بالفعـل"


،،ياللهول أشعر وكأني أتبضع في محل تجاري وأنتقي الهدية الأفضـل، هذا فظيع حقاً،،


تنهدت بتوتر وقلت "أجل سآخذهم كلهم"


نظرت إليه ثم إلى يده الممتده نحـوي وقال "أخذت ما تريد و الآن دوري"


هذه المره أردت أن أكون لئيمة حقاً لذا قلت بابتسامة ماكره "آه بالمناسبه رايان هو من أرسلني وأيضـاً


هو سيتكفل بدفع المبلغ لا تقلق يا صديقي"


ويبدو بأن الأحمق قد صدقني بالفعل، عندها وضعت بضاعتي في داخل المعطف وغادرت مارة بجانب تشارلي الذي لم يتزحزح من مكانه ،، إنه كالصخرة فعلاً!،،


...............


"كم واحداً ستقتــل"


بقيت تتردد جملته في رأسي، شعور غريب أشعر وكأني شخص آخر عندما أفكر بجملته تلك وكأني فعلاً مجرمه!!


صحيح أنا سأذهب لمكان مختلف، بل لعالم مختلف، عالم آخر مدمر و قد تنتهي حياتي هناك


وهنـاك إما أن تَـــقتُـــل أو تُقتَـــل!!


............................؟



بــــــرووووووووووووب لا حــد يــرد قتلتـــه
و لا حتى حجــــز :baaad::baaad:
ســــيي ييـااا
__________________
رد مع اقتباس
  #258  
قديم 08-30-2012, 02:25 PM
 
Cool



بــــــــــــــااااااااااااااااااااااااك لعيـونـكم :kesha:
.............................



أمسكت بحقيبة الظهر الصغيره خاصتي ورحت أملأها بالضمادات والمعقمات وكل ما هو ضروري! فأنا حقاً لا أعلم ماقد أواجهه هنـاك!


وما إن انتهيت حتى اتجهت للخزانه أخرجت منها ملابس مناسبه و ارتديتهم بسرعه


ألقيت نظرة على الساعه، إنها التاسعه إلا ربعاً!


لا بأس سيبزغ الفجر و أنا هناك على ما اظن، فالمسافه ليست بالبعيده بالنسبة لي في بورنمث! فهذا ما قرأته في الإنترنت!


التقط سترتي السوداء من على السرير وارتديتها واضعتاً القبعه التابعه لها على رأسي


أخيراً أمسكت بهاتفي واستدرت لأخرج لكني توقفت أنا أحدق به، لأعود جالسة على السرير وأنا أتصل بأحدهم


"أهـلاً نيكي"


بدا صوت جاكس هادئاً ومتعباً لذا أجبت بسرعه "أهلاً جاك، كيف حال بيتر أهو بخير الآن؟!"


"أجل إنه بخير"


استغربت نبرة صوته لما كل هذا الهدوء "جاكس مالأمر؟ أأنت بخير؟!"


سمعت ضحكته القصيره ليقول بعدها "لا عليك أنا بخير، مجرد زكام لا أكثر"


ارتحت عندما قال، وبالرغم من كونه متعب إلا أنه لا يزال بمرحه، ابتسمت وقلت


"حسناً أتمنى لك الشفاء، كنت أتمنى زيارتك ولكني مشغولة كثيراً، أوصل تحياتي لبيتـر إتفقنـاً"


"مهلاً مهلاً..."


استوقفني صوته فأجبت " مالأمر!؟"


"ألن تذهبي لزيارته على الأقل؟!"


تنهدت بألم وقلت بهدوء "جاكس أنا مشغولة حقاً أبلغ تحياتي للجميـع وطمئن عمتي إن اتصلت بـك رجاءً"


"لماذا، لا تقولي لي بأنك مسافره إلى الهنـد؟!"


ضحكت على سخريته وتابعت "لا لست مسافره ولكن ...."


خبت ابتسامتي وصمت، صحيح ولكن ماذا؟! أين سأذهب، تداركت الأمر وقاطعته عندما هم بالكلام


"بلغ تحياتي للجميـع، إلى اللقـاء"


أغلقت الخط، بل والهاتف كله وأعدته لجيب بنطالي وانطلقت للخارج، كانت الساعه قد أصبحت التاسعه تماماً


انطلقت إلى محظة القطار، ويبدو أنه قطار التاسعه قد فاتني!


تباً هذا ما ينقصنـي أريد أن أذهب بسرعه، لذا لم أتردد وخرجت للشارع على أمل أن أجد سيارة ليموزين تقلني حيث أريد


بدا الشارع مخيفاً والضباب يعم المكان حتى بالكاد أرى أمامي، ظللت أدعوا ألا أقابل أحداً فأنا لست في مزاج يسمح لي بالعراك أو الهرب!


حتى الناس أختفوا من الشوارع، فمن قد يتجرأ ويتجول ليلاً في مدينة الضباب، لندن، بحريه!



أخيراً بعد انتظار دام عشر دقائق تقريباً كنت أنتظر فيها على أحر من الجمر، رأيت سيارة ليموزين توقفت أمامي، ركبت دون تردد فالتفت إلي الرجل يسألني عن وجهتي وأجبته "إلى مزرعة البيرانا في الجنوب يا سيدي"


همهم قليلاً قبل أن يقول "ولكن تلك المزرعه مهجوره فماذا تفعل هناك؟!"


آه يالَ فضول الناس هنـا!!، اصطنعت ابتسامه مزيفه وأجبت


"لا عليك رفاقي بانتظاري هناك"


"حسناً كما تشاء"


حمدت الله لأنه لم يسألني أكثر، ورحت أنظر عبر النافذه إلى الشارع المغشي بالضباب


كان السائق رجلاً عجوزاً بلحيته البيضاء، لم يبدو لي أنه بريطاني أبداً خاصتاً مع لكنته الغريبه بدا لي آسيويـاً بحق!


لوهله تذكرت سخرية جاكسي مني عندما قال بأني مسافره للهنـد! فهاهو السائق أمامي يبدو هندياً من خلال ملامح وجهه الحاده وبشرته السمراء


...................


بعد مرور ثلاث ساعات تقريبـاً بدأت أشعر بالنعاس، ورأسي يفلت دون أن أشعر!


أخذت أحرك رأسي بعشوائيه حتى أنفض النعاس وما إن رفعت بصري حتى وقع على المرآة في الأعلى


وقعت عيناي على عينيه السوداوات، فابتسم بهدوء وعاد ينظر للطريق قائلاً


"يمكنك أن تنام إلى أن نصـل، فالطرق طويل قليلاً وقد لا نصل إلا عند الفجـر"


"لا بأس شكراً لك"


صمتُ قليلاً وعدت إنظر إليه من خلال المرآة وسألت "إذا كان المكان الذي سأذهب إليه مهجوراً فلماذا وافقت على إيصالي؟! فغالباً ما يعترض الكثيرون!!"


ابتسم بهدوء مجدداً وقال "أنا أبحث عن رزقي يا بني، لذا لا أعود للمنزل إلا في وقت متأخر أو عند الفجر"


شعرت بالشفقه عليه، إذن هو يعمل ما بوسعه ليحصل على رزقه ويطعم عائلته ولكني أستغرب!


كيف وصل إلى هنـا!!


"لا يبدو لي بأنك بريطاني يا عم بل لا تبدو من أوربا! فمن أين أنت؟!"


أجابني بهدوء ونظره كله مصوب على الطريق الذي بدا يظلم أكثر ويصبح أكثر وحشه


"انت على حق فأنا لست من هنـا، وإنما من باكستـان، انتقلت إلى هنا منذ عشرين سنه و أنا الآن أعمل أعيش هنـا وبفضل الله أصبحت أتقن اللغة تقريباً"



بحق استمتعت بصحبته ونسيت كل ما يخيفني مما أنا مقدمه على فعلـه، أخبرني أن أسمه زين وأراني بصورة لأبنتيه الوحيدتين


كانتا جميلتين جداً، شعرهما الأسود الطويل وعيناهما الواسعتان وجسميهما الممشوقين!


و أيضاً أعاطني رقم هاتفه وطلب مني أن أتصل به ما إن أحتجت إلى شيء


..


..


..


..


..


..


..


"هيا استيقظ يا بني فقد وصلنـا"


فتحت عيناي على ذاك الصوت الهادئ يوقظني


تذكرت لا زلت في السياره مع العم زين، نهضت بسرعه وأنا أنفض النوم عن عيناي أو بالأحرى هو من طار مني بعد أن أدركت أين أنــا بثوان !!


ابتلعت رمقي وسألت "هـ هـل وصلنـا حقـاً؟!"


"أجل ولكنك ستحتاج لمسيرة النصف ساعة حتى تصل إلى حدود المزرعه، فالطريق وعره ولا يمكن أن أدخل بسيارتي الصغيره أكثر من ذلك"


ابتسمت له بامتنان، فرغم أن المكان مهجور وموحش إلا أنه أوصلني


"لا بأس، شكراً لك على كل ما فعلته من أجلي لن أنسى معروفك معي يا عم"


نزلت من السياره بعد أن دفعت له المبلغ و وقفت حاملة حقيبتي على كتفي الأيسر


فتح زجاج نافذته وقال مشيراً إلى الأمام"إن اتبعت هذا الطريق فستصل لبحيره صغير هنـا إنها على بعد ساعة من هنا تقريباً (أشار لجهة الجنوب الشرقي وتابع)


اما هذا الطريق فسوف يوصلك للمزرعه خلال نصف ساعة أيضاً (نظر إلي وتابع) ولكن هل أنت متأكد من أن رفاقك هنـا، فأنا لا أرى أي أثر لعجلات سيارات أو أي شيء"


ابتسمت بارتباك وقلت بسرعه "لا عليك يا عمي سأتدبر أمري، أنا متأكد من أنهم هنا"


حدق إلي بنظرات غريبـه وقال أخيراً "حسناً كما تشاء، وكما أخبرتك إن احتجت شيئاً فاتصل بي"


أومأت إيجاباً فأغلق النافذه وحرك السياره بنفس الإتجاه الذي جئنا منه!


راقبته إلى أن اختفى وعدت ببصري إلى طريق البيـرانـا! كان الطريق موحشاً بالفعـل لا أرى شيئاً سوى الأرض القاحلـه والرمال تغطي كل شيء، كان العم زين محقاً عندما قال بأنه لا يستطيع التقدم، واضح أن السيارة كانت ستعلق،،


حدقت مجدداً كل شيء دفنته الرمال وكأنها تحاول أن تفرض سيطرتها على كل نبتة صغيره وكبيره ما عدا تلك الصخور المتراميه هنا وهناك!


السماء من الأعلى ممتدة للبعيد وكأنها ملتصقة بها، ورغم ذلك أعطتها منظراً رائعاً ورونقاً خاصاً مع تسلل تلك الخيوط المتلونه لها


رفعت رأسي للأعلى وأنا أضم نفسي من شدة البرد، بدأ الفجر بالبزوغ كما توقعت ولوّن السماء باللون البنفسجي والبرتقالي القاتمان والنجوم بدات تختفي رويداً


عدت أنظر للأمام وتقدمت بالسير أخيراً، طوال الطريق وأنا أفكر ماذا سأفعل عندما أصل؟!


كيف سأتصرف، أين سأذهب، ماذا لو اضطررت للقتال والدفاع عن نفسي؟! أنا حتى لا أعرف كيف أقاتل!


ثم كيف لي أن أعرف أين سأجد آرثـر؟!


توقفت وأمسكت برأسي وأنا أصرخ مغمضة عيناي "كم أنا غبيه، حمقاء ما كان علي أن أتهور بهذه الطريقه كان علي أن أفكر قبل أن أبدأ


كم أنا غبيه غبيــــه!!"


فتحت عيناي بسرعه وأنا أسمع صوتاً غريبـاً، بدا لي كصوت سياره أو شاحنه ضخمه!


رحت أتلفت حولي بسرعه ولكني لم أرَ شيئاً، انبطحت أرضاً وزحفت إلى أن وصلت لصخرة متوسطة الحجم واختبأت خلفها


لازلت أسمع الصوت ولكني لا أرى شيئاً، أخذت أدقق النظر لأرى شيئاً صغيرا قادما من بعيـد وكل ما اقترب كبر حجمـه


نظرت لساعة معصمي لأرى أنها السادسه و النصف، لقد مر على سيري ثلث ساعة تقريبـاً وهذا يعني اني اقتربت!


شعرت بنبضات قلبي تضرب بعنف، وضعت يدي على صدري في محاولة مستمته لأهدئ قلبي المضطرب!


لمحت تلك الشاحنه الكبيره تغادر المكان باتجاه المدينه في الشمال، كانت بعيده عني لذلك لم أخف من كون السائق قد يراني!


خطرت في بالي فكره، فنهضت بسرعه ما إن اختفت الشاحنه عن ناظري بل لم أعد أسمع صوتها حتى، اتجهت إلى المكان الذي مرت منه وبالكاد عثرت على آثارها ورحت أسير متتبعة إياها إلى حيث لا أعلم


هل ستوصلني إلى المزرعه أم إلى مكان آخر، وهل حقاً سأصل إلى حيث يوجـد آرثــر!!


..


..


..


..


..


..


سرت كثيـرا على آثار الشاحنه أو كما شعرت أنا بسبب التعب ولكنها لم تكن أكثر من ربع ساعة أو أقل تقريبـاً


و أنا أرى تلك الأحراش أمامي على بعد مترين مني


بدأت ألمح شيئاً من بعيد خلف تلك الأحراش المتيبسه،، إنهـا أكـواخ،،


دققت النظـر أكثـر ولكن تبين لي أنها شيئاً آخر، تمتمت "بل إنهـا مستودعـات! ولكن لمَ في هذا المكان؟!...."


شهقة بفزع واضعة يدي على فمي "هل يمكن أن يكون آرثـر محتجزاً في أحدها؟! غير معقول؟!"


انطلقت راكضه وما هي إلا خطوات حتى أصبحت وسط الأحراش الشبه خضراء وقد أعاقت حركتي بالفعل فكلما أسرعت تعثرت وكدت أقع، ولهذا أبطأت من سرعتي كثيراً ورحت أسير بهدوء


كلما اقتربت من تلك المستودعات، اقترب قلبي لأن يقع بين قدماي


إنها المرة الأولى التي آتي فيها إلى مكان مهجور كهذا، والأسوأ أنني وحدي!



انتهيت أخيراً من تلك الأحراش وعندما وصلت لنهايتها انحنيت و اختبأت بينهـا، أظهرت فجوة صغيره بين الأعشاب بيدي وأخذت أختلس النظـر


حقاً المكان مهجور تماما!!


جلت ببصري حول المكان مترقبه ظهور أي شيء غريب، أول لعلي لمح أحداً!


طال انتظاري ولم أرَ شيئاً حتى ظننت لوهله بأن لا أحد هنا وأن المكان مهجور بحق!


،،بحق الله، هل هذا مكان مناسب ليكون مزرعه؟!،،


يئست حقـاً وقررت الخروج من مخبأي، شعرت بالغباء حقاً فأنا أنتظر هنا منذ ساعتان تقريباً ولم أرَ شيئاً يدعو للريبه غير تلك الشاحنه التي رأيتها سابقاً !


خرجت بسرعه وأخذت أركض حتى وصلت لأحد تلك المستودعات المتلاصقه ولا يفصل بينها سوى مسافه بسيطه يمكنني العبور منها، أسندت ظهري عليها وأخذت أترقب ظهور أحد


ومجدداً، تنفست الصعداء عندما لم يحصل شيء ولم أسمع شي سوى صوت الرياح التي تعصف بالمكان والغبار الذي أعمى عيناي!


تقدمت بهدوء ولم أترك حذري إطلاقاً، أمسكت بمسدسي الرمادي ورفعته بمستوى كتفاي ورحت أتقدم بهدوء


اتجهت للمنعطف الذي يصلني للمستودع الثاني، حركت إحدى قدماي ولكني سمعت صوتاً


اتسعت عيناي وبدأت يداي ترتجفان، لازلت أسمع صوت تلك الخطوات تقترب وتقترب مني ببطئ!


أغمضت عيناي محاولة ضبط تنفسي وإيقاف اضطرابي ولكن الأمر باء بالفشل


اقتربت الخطوات مني أكثر ولكن قررت أن أرى من قد يكون هنا، أخذت نفساَ وابتلعت رمقي بصعوبه حتى كدت أن أغص به


أطللت برأسي للجهة الأخرى ولمحت أحدهم يستند على حائط المستودع من الجانب الآخر، لم يبدو لي طبيعياً فقد كان يترنح، وفوراً اتجه بصري إلى الزجاجه التي في يده


،،إذن، إنه ثمـل!!،،


أدركت بأن هذا الأمر في صالحي، ولكني لم أعرف كيف أقترب منه فعلى كلٍ هو لن يدرك ما حوله بما أنه ثمـل!


تلفت من حولي ولكن لا فائده جميع الجهات مكشوفه، نظرت للمسدس ولكني سرعانما أبعدت هذه الفكره الغبيه، قد أكشف نفسي إن تهورت!


رفعت رأسي للأعلى دون قصد ولكن لفتني ذلك السلم الحديدي الصدئ يمتد من أعلى المستودع حتى منتصفه!


أسرعت بتسلقه وصعدت للأعلى ورحت أزحف على ركبتاي حتى أصبحت فوقه تماماً


لازال في مكانه ولم يتحرك بل إنه يهنأ بشرابه القذر ذاك!


وقفت وأخذت نفساً عميقاً ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصرخ مع تلك القفزه الكبيره فوق الرجل


كل ما رأيته هو ملامح وجهه المذعوره قبل أن أضربه بكعب مسدسي في رأسه ويخر على الأرض فاقداً وعيه تماماً


ابتعدت عنه وأنا أتنفس بسرعه ورحت أتلفت حولي بارتبكاك، ولكن من ناحيه إخرى تحمست للأمر فلم يبدو هذا صعباً جداً ولكني سأبقى حذره أكثر!


.....................................


أدخلت يدي في تلك الفتحه وسط البوابه الحديديه وسحبت بكل قوتي فلم تسلم أذناي من صوت صريرها المزعج للغايه


لوهله شعرت بأني أسحب صخره لا جهة واحده من تلك البوابه الغبيه


ما إن فتحت نصفها تقريباً حتى اخترقت أشعة الشمس ذلك الظلام في الداخل، ومع ذلك لم أتمكن من رؤية شيء غير الفتحات التي اخترقتها أشعة الشمس لتبدد بعضاً من تلك الظلمه الحالكه!


تقدمت بهدوء وأنا أتلفت بحذر، المكان واسع جداً ومليئ بالخرده وقطع السيارات التي يغطيها الغبار تماماً


أخذت أجول ببصري حتى وصلت لمجموعة من السيارات المحطمه بدون عجلات كل ما كانت تقف عليه هو أربع قطع من الحجاره الكبيره نوعاً ما


تلمستها قليلاً ونظرت لأصابع يدي ،،لقد غطاها الغبار ،، ترى من أي زمن وهي مركونة هنـا؟!،،


وضعت يدي على الزجاج ومسحته بهدوء وأخذت أتطلع للداخل، اتسعت عيناي وابتعد بسرعه عن الزجاج وأنا أشعر بالغثيان حقاً!


مظهر تلك الدماء تملئ السيارة من الداخل حقاً يثير الإشمزاز والقرف!


وضعت يدي على فمي وابتعدت عنها وأخذت أجول بين السيارات الأخرى، ربما كانت أكثر من 15 سياره دون فائده تذكر!


رفعت رأسي لنافذة السقف ذات الزجاج المحطم وأغمضت عيناي بسبب أشعة الشمس القويه، تنهدت وعدت أنظر باتجاه البوابـه وتقدمت لأخرج


وقفت أمام البوابه قبل أن أخرج وأنا آخذ احتياطاتي، تقدمت لأخرج رأسي وأتطلع للخارج لأرى إن كان المكان آمناً، أخرجت رأسي ونظرت ليساري ولم أرَ أحداً غير الرمال عدت أنظر ليميني ولكن كل ما رأيته هو شيئاً أسود اللون


حاولت أن أدرك ما هيته ولكني ما أشعر بعدها سوى بشيء قوي ارتطم برأسي


أطلقت آهة خفيفه و وقعت على الأرض، حاولت رفع رأسي ولكني لم أستطع وكل ما رأيته هو قدمان تنتعلان حذاء أسود اللون طويل الرقبه تقف أمام وجهي تماماً وبعدهـا!!


لا شـــيء ....................؟؟!!!



في الجـزء القادم بإذن الله....


...................


تحركت بهدوء وسط ظلام ذالك الزقاق بين المستودعات، وما إن لكحت احدهم مستلقياً على الأرض حتى رفعت المسدس دون تردد مستعده للقتال


ولكن في داخلي كدت أموت رعباً ولا زلت


جائني صوته من الخلف "ارتاحي إنه فاقد وعيه، كم أنت غبيه بحق كدتِ تفضحين أمرك"


التفت عليه وقلت بنوع من الإستنكار "أنــا؟؟!"


..................


تلفتت مجدداً لأتكد وكان الطريق ساكاً لذا بسرعه تشبثت بالقضبان الحديديه ورحت أتسلق الشاحنه حتى وصلت للأعلى


شعرت وكأني فوق قمة جبل وليس شاحنه، أطلقت نظري لسطح المستودع و أنا فوق الشاحنه


إن المسافه كبيره نوعاً ما، ولكن يجب أن أقفز لأصل إلى السطح


تراجعت قليلاً وحاولت أن أسرع قدر الإمكان، ورحت أركض بأقصى سرعة لدي وبنهاية الشاحنه انطلقت قافزه!


شعرت لوهله بأني لن أصل، سوف أقع و أتحطم تماماً وينتهي أمري


لم أشعر بنفسي إلا وأنا أرتطم بطرف السطح ولكني مالبثت أن تشبثت بقوه بعد أن أطلقت تلك الآه المكبوته من الألم


....................


جثيت على ركبتاي و استندت بيداي على الرمل، وسرعانما بدأت تلك القطرات الطاهره تفلت مني وتتساقط على الأرض كحبات الثلج الناصعه سرعانما تختفي!


لم أستطع ان أمسكها أكثر وراحت تنهمر بلا هواده! شددت قبضتي على الرمل حتى شعرت به اقتحم أظافري وأغمضت عيناي بشده وأخذت أتمتم من بين أسناي بغيض وبصوت مبحوح


"لماذا؟! لماذا لم أفعل شيئاً، لماذا أنا ضعيفه، ماكان علي تركه


حمقاء، حمقااااااااااااء"
__________________
رد مع اقتباس
  #259  
قديم 08-30-2012, 09:41 PM
 
ياااااااااااااااااا واخيرا نزل البارت راح اطييييييير من الفرح

لي عودة بعد قراءة البارت ^ ^
__________________

















رد مع اقتباس
  #260  
قديم 08-30-2012, 11:01 PM
 
البارت روووووعة انا كنت متابعة لروايتك لكن في صمت زي مايقولوا
بس هذا البارت شوقني اكثر لارد على الرواية الروووووعة
اتمنى تكملي باسرع وقت
والان جاناا
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية أنمي من تأليفي..أحبك ملاك بعيون الناس روايات و قصص الانمي 35 11-25-2016 05:27 PM
الفراق ذكريات بوليانا قصص قصيرة 6 11-20-2016 06:15 PM
رواية(حياتي انا وصديقاتي)من تأليفي мια.αηgєℓ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 24 11-21-2013 11:31 PM
رواية أنمي من تأليفي Ŝŧερћαŋεч أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 107 04-12-2012 08:31 PM


الساعة الآن 02:43 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011