عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-13-2011, 07:01 AM
 
قصة العمياء والمشرد

قصة : العمياء والمشرد.
بسم الله الرحمن الرحيم
العمياء عجوز ذات رداء ملوثا وظهرا مقوسا وعينين بيضاء تمشي وفي يدها اليمنى عصا تسير بها لأنها عمياء تأكل من النفايات وتنام قرب القمامة مظهر عيناها مريب كان هناك فتى مشرد عمره عشرة أعوام مرح ولطيف وطيب حيث أن أصدقائه كانوا يلقبونه بطائر الفرح و كان يخفي حزنا جارفا إذ أنه ذاق مرارة الجوع وطعام النفايات والنوم على الأرصفة وبينما العمياء تمشي ببطء بعصاها وتزحف بها الأشياء أمسك بيدها المشرد ليساعدها على السير قالت له العمياء : توقف هنا يا بني أود أن أجلس.
فجلست العمياء وجلس برفقتها المشرد قالت العمياء بلطف
: سأخبرك بقصة حياتي البائسة .. أنا من أسرة متوسطة الحال ماتا والداي وأصبحت أعيش مع عمي وزوجته وابنتهما التي في عمري كان عمي ثريا ويقيم في منزل كبير وفاخر عندما دخلت منزله كنت سعيدة ظننت أني سأقيم كالأميرة فيه كانت زوجة عمي قاسية معي بل تمقتني أخذت ملابسي وكستني بملابس ابنتها القديمة وابنتها كانت تتكبر علي ولا ترافقني وتصنع لي دوما مشاكل ومضايقات وأتذكر حينما ذهبت إلى المدرسة حيث أن زوجة عمي لم تكن تسرح لي شعري وكنت حينها طفلة صغيرة وكانت ملابسي ملوثة الفتيات عندما رأوني نعتوني بالمشردة فأخبرتهن أني يتيمة! تمنيت أن يكونا والداي موجودين وانزويت في غرفتي وبكيت وأصبحت منعزلة فأتى يوما عمي ورآني حزينة وملابسي ملوثة وممزقة إذ أنه دوما يشتري لي ملابسا جديدة إلا أن زوجته تعطيها لابنتها فوبخ زوجته وابنته وحينما خرج من المنزل دخلت زوجة عمي إلى غرفتي وصفعتني بقوة شديدة على عيناي وخرجت من غرفتي بكيت كثيرا وأنا أتألم وهربت من المنزل من خلال نافذة غرفتي .. وأصبحت مشردة لا مسكن لي ثم فقدت نظري من جراء صفعة زوجة عمي وعشت إلى هرمي مشردة ودون نظر.
حزن اليتيم عليها..
حضرت أسرة ثرية إلى تلك المدينة كانت الأم الأنيقة حزينة ونظرت من خلال نافذة المنزل الذي أقاموا فيها مؤقتا وقالت : في هذه المدينة ضاع ابني محمود.. مضت سبعة أعوام على ضياعه والآن عمره عشر أعوام! كان لديها ابن توأم لأخيه الضائع ثم أخذت ابنها التوأم وخرجت من المنزل لتبحث عن ابنها الضائع وكانت تسأل الناس : أرأيتم طفلا يشبه طفلي هذا؟ ولا تجد جوابا من أحد وهي تمشي باحثة عن ابنها الضائع محمود وجدت ذلك المشرد الطيب يجلس مع العمياء المسكينة تعجبت وقالت : إنه يشبه ابني التوأم كثيرا نعم هو ابني محمود! ثم جرت نحوه وقالت له بلهفة ونبرة عالية : ابني محمود! وعانقته وهو مندهش قالت له : يا ابني أنا أمك.. انظر إلى أخيك محمد أنه توأمك أتتذكره! قال المشرد : أأنت أمي!
_ نعم لكن!. تذكرت الأم تلك الوحمة التي كانت في بطن محمود منذ صغره وكانت الوحمة في أخيه التوأم كائنة في جفنه أزاحت الأم فنيلة المشرد ورأت تلك الوحمة فرحت كثيرا وبكت وقالت : محمد أنظر إلى أخيك محمود.. لقد وجدت ابني حبيبي إنه هو يا الله شكرا! ثم عانقته مجددا وقدموا رفقائه وفرحوا لمحمود وابتعدت العمياء ببطء عنهم وهي مبتسمة بفرح وقالوا رفقاء محمود له : وداعا يا طائر الفرح. رجع محمود إلى أحضان أمه وقال في نفسه بصوت عذب : من أنا ومن أكون البعض ينادونني بطائر الأحلام والفرح ولكن أنا كطائر الأحزان والآلام! وبينما العمياء تمشي ببطء بعصاها أخذت تردد : أين أكون أين دياري أين مكاني أنا وحيدة لا أعلم ماذا أفعل لا أعلم أين أذهب فقط أتجول في الطرق وأنام في الطرق. ومضت العجوز المسكينة في سيرها.
2006
للكاتبة : ابتسام ناصر بن عتش.
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفتاة العمياء cute anime girl أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 23 05-09-2013 10:05 PM
الفتوى العمياء سنان المصطفى شعر و قصائد 4 10-07-2011 11:25 AM
السيد الحسني والمسرح المهدوي رونق النرجس مواضيع عامة 0 08-18-2009 06:37 PM
انظر إلى المعجزه العمياء أبو أسامة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 18 04-30-2007 08:03 AM


الساعة الآن 11:07 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011