عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2011, 08:39 PM
 
الحرية ومفهومها السليم(1)

الحرية ومفهومها السليم(1)
بقلم : أبو عبيدة أمارة .
(ملاحظة : هذه المقالة وجزءها الثاني نشرته في صحف محلية قيل ما يزيد عن خمس سنوات )
خلق الله الإنسان مخلوقا عاقلا بصيرا مُمَيِزا وأعطاه نعم كثيرة وكبيرة وسخر له ما في السماوات والأرض ، وأسبغ الله على الإنسان نعما ظاهرة وباطنة ، وَإِنْ نَعُد نِعْمَ ٱللَّهِ لاَ تحْصُيهَا ، ولنتذكر بعضا من نعم الله على سبيل الامتنان والتدليل لا على سبيل الحصر والتقليل ، فمثلا كنعمة السمع ، ومثلا كنعمة البصر ، ولمعرفة عظم قدر هاتين النعمتين الجليلتين فقط وكبير نفعهما فليقارن أي امرئ ممن لم يفقدوا هاتين النعمتين بحال من فقدهما ، ونعد أيضا من النعم الكثيرة التي خلقها الله للإنسان على سبيل التذكير والامتنان أيضا أمثلة ، كمثال الهواء والماء والغذاء ، ومثال قدرة التنفس والهضم والذوق و..و.. ، و.. ونعم لا تحصى ولا تعد ، وهنا نتذكر أيضا نعمة العقل والتفكير والتمييز وهي من أعظم النعم وهي في جوهر هذا الموضوع .
ونعمة العقل والتمييز التي أعطاها الله للإنسان مكَّنَته من التمييز بين النافع وغير النافع ، وبين الصائب وغير الصائب ، وبين الضار وغير الضار ، وأمورا كثيرة من الخير والشر يميزها الإنسان ، ونعمة العقل أيضا فتحت للإنسان آفاقا عقلية واسعة في استغلال ما خلق الله للناس على الأرض من نعم لاستعمالها في الصالح والرفاهية الكريمة وللخير ، وكي يُحسّن الإنسان عيشه ويبني وسائل كريمة ، وأيضا لمعرفة فضل وعظم نعم الله و، والله يقول {أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ}(لقمان 20) (ويجدر التذكير والتنويه بأن النعم التي خلقها الله خلقت للصالح والإحسان فلا يَحْسُن أن تستغل للضار أو للفاسد أو لظلم النفس أو الغير أو لأي أمر فيه ظلم ) .
ونتركز هنا في موضوعنا وهو في الحرية ومفهومها السليم ، ونحن واعين عالمين عاقلين أن نعمة العقل والتمييز التي وهبنا إياها الله هي نعمة عظيمة وأعطت الإنسان القدرة وكما ذُكر سابقا أعطته القدرة على التمييز ومعرفة الخير والشر ، ومعرفة النافع وغير النافع ، واللائق وغير اللائق ، ومعرفة الظالم وغير الظالم ، وأمورا كثيرة في التمييز ، ومعها يُذكر ما أنزل الله من حق وما بينه للناس رحمه بهم ، حيث لا تدع مجالا للشك في أن الإنسان قادر على معرفة الصالح (وكل ما يؤدي للصالح وكل خير) وإتباعه ، ومعرفة الفاسد(وكل ما يؤدي للفاسد وأي شر ) واجتنابه ، وللتدليل هنا نذكر مثلا بسيطا فمثلا إنسان في كامل عقله ومعرفته ولياقته لا يضع يده بالقرب من أفعى سمها فتاك قاتل ، أو مثلا يعرض نفسه لأي أذى ولو قليل ، ونستثني ما ندر من رجل (أو امرأة)احترفوا وتدربوا على مقاربة أو اللعب مع المخاطر للترفيه والتسلية وذلك مع أخذ الحيطة والتمرن على كافة وسائل السلامة والحماية ، ونستثني أيضا معها ما استثناه الشرع ممن رفع القلم عنهم في قول رسول الله " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِالصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ " (سنن أبي داوود) .
وأعطى الله الإنسان الحرية في أي السبيلين يختار، أيختار الإيمان والهداية والعقلانية والحكيم والفضيل ومسار الحياة العادل الناجع النافع والمحب الخير للجميع والصالح والحياة الكريمة وما يرضي الله وجنة عرضها السموات والأرض ، أم قد يختار الإنسان العاجل والرديء أو الهابط أو ما يُغرِّر به غرور زائل ، أم تمليه أماني مهلكة بائسة ، أو ما قد يُغرّر من تزيين مُضل مفسد ، أو والتمني على الله ما ليس بحق ولا عادل ، ونذكر قول الله في حرية اختيار أي السبيلين يختار الإنسان حيث قال الله تعالى : {وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (الكهف 29)، فالإنسان بعقله وتمييزه يعرف كما أُسلف طرق الخير وما أدى إليها وطرق الشر وما أدى إليها ، فالإنسان بما وهبه الله كان حقيقا عليه أن يختار الإيمان والصالحوالخير وما أدى إليها مختارا غير مرغم وجعل له في ذلك ثوابا وأجرا ، فإن اختار الإنسان الخير والصالح وتقوى الله وطاعته ومخافته ، واختار أيضا مجانبة المفسد والفساد والفاسد والبعد عنها والنهي عنها فحسن عيشه ، وكان له أيضا ثواب في جنة عرضها السموات والأرض .
وإن اختار الإنسان الكفر أو الفاسد أو الذميم أو عدم طاعة الله كلها أو بعضها أو ما أدى إلى معصية الله ، أو أشرك مع الله أو مع حب الله أي شيء من الدنيا سقيم أو سفيه أو مُعتل أو مُعِل أو منفعة نرجسية ، فمهما ضؤل ذلك الشرك أو كبر ، ومن مات وهو كافر أو منكر أو متعامي عن الله أو فضله الله أو الخير الذي شاءه الله ، فعليه جرمه أو إجرامه أو ما اختار وما قد ظلم نفسه وأشقاها.
ولننظر إلى بعض مدنيات اليوم وإلى الحرية التي فيها وما جعلوا لها من ضوابط في جوانب( فلا يعقل أن تكون حرية بلا ضوابط ) وفي بعضٍ من الجوانب جعلوا فيها من انفلات !!
فنقول أنهم في جوانب قد رعوا حقوقا مدنية رعاية مُقدَّرَة ولا نقول كاملة ، وفي جوانب ما فما رعوا حقوق الله وحق الدين حق الرعاية ، ولا رعوا حق أو حقوق السماحة الطيبة الكريمة الحقيقية ، أو رعوا حق أو حقوق الإنسانية العادلة الحكيمة النزيهة السليمة حق الرعاية ، ومنهم من لم يعط تلك الجوانب الكريمة قدرها أو حتى أهملوها .
ومع المعلوم والمؤكد فأن "الدين الحق" هو خير من رعى الحقوق كلها وأكملها ، وكفل الحريات المستقيمة والطيبة والكريمة ، ورغب للناس والخَلق الحياة العادلة السليمة .
وللمعلومة وللحقيقة الناصعة وللحكمة الجلية فإن الحرية الحقيقية والمستقيمة والكريمة والحكيمة فهي : تلك التي تتحقق في الحدود التي وضعها الله للناس والتي فيها مصلحتهم ومنفعتهم وعدم الأذية أو الظلم لشيء ، وفيها أيضا عدم حرمان الناس مما خلق الله للناس من الطيبات ومن الحلال "وذلك بالتكسب الحلال الطيب الفاضل النظيف" , وهي حرية نافعة تتمثل فيها كل معاني الإنسانية الصالحة والبر والعطاء ومعرفة الحقوق لأصحابها وكل ذي فضل فضله ، وقبل كل شيء معرفة حق وفضل ورحمة الله الخالق العظيم الذي أسبغ على الإنسان النعم والفضل وسخر له ما في السماوات والأرض .
وتلك هي الحرية التي ينال الإنسان بها حقه الذي أعطاه إياه الله دون أن يكون معتديا على حق أحد ولا ظالما لأحد ولا مقترفا لأثم ولا متجنيا على أحد ولا متغطرسا على أحد ولا مضطهدا لأحد، وأن يعيش الإنسان حياته الكريمة لا مضطهدا ولا مسلوب الحقوق ولا مزدريا ولا منتقصا من إنسانيته ولا من قدره ، ولا مغبون الفضل ولا معاقبا دون جريرة ، ولا معاقبا دون محاكمة عادلة ، ولا مسلوبا إرادة الخير والعفاف (كالجلباب الذي فرضه الله على نساء المسلمين مثلا ) , ولا مسلوبا وإرادة فعل الخير والإحسان وإغاثة الملهوف والمحتاج وحب الله وكل صالح وعبادة الله على بيّنة والالتزام بشرعه الحكيم .
ولتبيين جميع جوانب هذا الموضوع ، فسنمعن في أمور قد تسمى حرية جزافا أو افتراءا أو كذبا ولكنها ليست حرية ، وسنرى ما هي الحرية مدلولاتها المقبولة ومدلولاتها الغير مقبولة ، وذلك في مقولة لاحقة بإذن الله .
ونكرر أن الإسلام رعى حريات الأفراد وكرامتهم في إطار جلب المنفعة والحياة السليمة للناس وللحياة ككل , وفي إطار درء المفسدة والفوضى والظلم والنكد , وذلك في ضوابط سليمة هي قمة حماية كيان المجتمع السليم النظيف النزيه , فلا يعقل أن تكون حرية بدون ضوابط وبدون موجهات ، أو أن تكون الحرية ما يمليه الهوى والنزعات , أو ما يؤدي إلى فساد المجتمع والحياة ككل.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعتقاد السليم..... قويدر بوشعالة مواضيع عامة 0 04-17-2010 07:58 PM
العقل السليم في الجسم السليم (صور متحركة في غاية الروعة ) ام محسن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 21 07-24-2007 07:52 PM
الحرية ، القصة الكاملة /لازم نخلي للحرية حدود ، لنرى نهاية الحرية راشد أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-07-2007 09:35 PM
الحرية / لازم نخلي للحرية حدود ، لنرى نهاية الحرية راشد أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 07-06-2007 02:21 AM


الساعة الآن 04:18 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011