عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-01-2011, 05:46 AM
 
العريس الحاقد

السلام عليكم يوم راح اقدملكم من قصص عبير وهي قصة العريس الحاقد

( العـريـس الحـاقـد )
(1074)

(سارا وود)
{عبير دار النحاس}



الملخـــص



مضت عشرة أعوام منذ قادت شهادة كارولين في المحكمه , ادوارد إلى السجن .. عشرة أعوام منذ حادث السيارة الذي ادى إلى قتل اختها.. عشرة أعوام منذ خيـانة حبيبها لها.



ولكن السنوات كانت جعلت من ادوارد رجلاً اكثر قوة وعنفاً , لقد تجرأ على العودة إلى اورنتي مرة اخرى, رغم الهمسات المتكتمة والنظرات المعبرة , وذلك لكي يستعيد الإحترام الذي فقده.



كانت خطته تتطلب عروسا ً, ولكن ها هي ذا كارولين تدرك مبلغ ما يتصف به ادوارد من حقد وقسوة.

الفصل الأول





كان عليها ان تعبر إلى هناك. ما هذا ؟ حتى سيارات الرولز رويس تتعطل ؟ وإلا لماذا يتمدد هذا الرجل تحتها ؟ وأغلقت كارولين باب شقتها وقد خلب لبها شكل هذه السيارة ذات اللون الاخضر الداكن والتي كانت متوقفة على قطعة الأرض المهجورة بجانب منزلها . ومن تحت مقدمة السيارة , برز زوج من الأحذية الجلدية , وبركة زيت صغيرة .


فكرت في أنه رجل منهمك في العمل حقاً . وكان هناك مجموعة الطلاب البالغ عددهم اثني عشر تلميذاً . أما لماذا صعد ذلك الرجل بسيارته إلى حيث المبنى المهدم , بالقرب من كاراج جدها , فهذا ما لم تستطع معرفته . وازاحت إلى الخلف خصلات شعرها الأسود الكث الذي تشعث من جراء سرعة هبوطها السلم, وهي تعتزم ترك صاحب الرولز رويس يغالب مصاعبه. وارتسمت على شفتيها ابتسامة بطيئة وهي تفكر في ما لابد أن يعانيه ذلك المسكين الآن .


كان بإمكانها أن تتجاهل ورطته تلك حيث أن جدها كان أمرها بأن تهتم بنفسها وبما يسرها ولو لمرة واحدة , تاركة كل شي آخر . وذلك منذ أخذ ديانا في رحلة علاجية بمناسبة ذكرى مولدها . ذلك أن العطلة الأسبوعية لا تكفي لتنفيذ الخطة التي كانت ديـانا بحاجة إليها إذا شاءت الشفاء .


ورغم أن كارولين كانت شديدة المحبة لهما , إلا أنها لم تكن تملك لحظة فراغ لنفسها وذلك منذ جلوسهم إلى مائدة الإفطار, إلى ان تجلس هي بجانب سرير ديانا تقرأ لها قصة مرفهة قبل النوم .


تقدمت نحو الطلاب وهي تهتف بصوت ودود :

( مرحباً للجميع ) .


أجابوا بحماس:

( مرحباً يا آنسة بلايد ).


فأشرق وجهها بالإبتسام ومطت جسمها البالغ مئة وتسعة وخمسين سنتيمتراً لكي تتمكن من النظر إلى تلك السيارة الواقفة على مقربة منهم. ثم قالت:

(أتراكم تدرسون متاعب الأقدام والعنايه بها هذه المرة أم انه زبون لجدي)


وكانت تشير بذلك ساخرة من القدمين اللتين كانتا تبرزان من تحت السيارة . وتملكتها الدهشة وهي ترا القدمين تهتزان وكأنما سرتهما هذه النكته الواهنة.


صاح جورج دونيز وهو يشير إلى من حوله لإفساح الطريق لها:

( هناك ماهو أكثر من ذلك يا أنسه بلايد تعالي وانظري)


همهمت ****ة وهي تجيل نظرات خبيرة في السيارة لابد أنها تهدر أولا ثم تندفع لتسبق كل ما أمامها من سيارت مخلفه وراءها عاصفة من الغبار وابتسمت وهي تقول :

( ان جدي سيهلك أسفاً لو علم انه فاتته رؤيتها ).


تمتم جورج :

( نعم إنها مهيبة ومريحة للغاية )


قالت موافقة :

( إنها كالحرير )


واطلت برأسها إلى داخلها مادة يدها تمر بأصابعها على المقعد الجلدي. إنها تعشق ملامسة الأشياء الناعمه الرقيقه . واستنشقت بعمق رائحة الجلد العابقة في الداخل . وما لبثت أن عبست وهي تستغرب ارتداء صاحب السيارة بنطالاً من الكتان التبني اللون وهو يتمدد تحت السيارة وخطر لها ان هذا الرجل الثري الذي حلت به المتاعب قد اختار الوقوف في هذه الطريق المؤديه إلى الحديقة ليتمكن من ارتداء شي فوق ملابسه قبل أن يباشر في العمل تحت السيارة كانت تتسائل عن كل ذلك بحيرة ثم نظرت خفية إلى بركة الزيت لتستنتج أنها مصطنعه.

واخرجتها ليندا ويل من كل الأحاجي بقولها شبه حالمة :

( يا للروعة والجمال )


سألتها كارولين :

( اتقصدين السيارة؟)


اجابت :

( لا بل اقصد صاحب السيارة يا لجاذبيته ويا لعينيه اللتين تذيبان الحديد) وتنهدت فتاة في السادسة عشرة .


قالت كارولين برصانة :

( لا عجب إذن إذا كانت عيناه قد أحدثتا ثقباً في السيارة)

فانفجر الطلاب بالضحك , بينما تحركت القدمان بضيق.


عادت كارولين تقول:

( أظنك رأيت صاحب السيارة وهو يدخل تحتها )


اجابت:

( نعم وانا انتظر هنا إلى أن يعود فيخرج إنه يبدو اجنبيا وشعره في غاية الغرابه بلونه الأشقر الذي يقرب من البياض )


وفي الحال تبادر إلى ذهن كارولين اسم ادوارد ما جعلها تصعق . لقد كان ادوارد ذا جاذبية غير عادية بشعره ذي اللون الأشقر الفاتح الذي كان يتكوم كالقشده المخفوقه فوق جبهته السمراء اللاتينيه الشكل , مظهراً الفرق الصاعق بين اللونين .


وعادت إلى ذاكرتها تلك اللحظه التي غرقت فيها في حبه . لقد دخل إلى صفها, وكانت هي في الرابعه عشره وكان هو يكبرها بعام واحد .. طويلاً رشيقاً , دمه مزيج من البولندي والإيطالي الصقلي , وقد جاء من شوارع سولارم المتواضعة تنطق ملامحه بالتمرد والكبرياء والحذر .


قالت تخاطب ليندا :

( انني افضل الرجال السمر)

قال جورج يخاطب صاحب القدمين والبنطال البني وذلك ببالغ الإحترام :

( كيف تسير الأمور معك يـا سيدي؟)


أجاب هذا :

( عظيم.)


وارتاحت لجوابه إذ لم لم تعد بحاجة إلى التسكع هناك ولكنها لم تستطع إلا ان تتمنى لو انه ثري بحيث يفكر بشراء الكاراج فيكون بإمكان جدها عند ذاك ان يتقاعد ويريح نفسه من صرير الأجهزة والمحركات كل صباح رغم معاونة العمال ومشاركة الطلاب له في العمل وكان ينتهي من العمل وقد بلغ به الإرهاق حداً كبيراً يزيده ديـانا , وهي تلاحقه بمتطلباتها البريئه مهما كان قدر انسه بوجودها معهما.


وبدا الحنان على ملامح كارولين وهي تتحول بنظراتها نحو الكاراج الصغير وقد قامت فوقه شقتهما الضيقه بينما علقت على الباب لوحة مكتوب عليها للبيع . ثم عادت نظراتها إلى الأبنيه المحترقة في محلة دالبن المهجورة على بعد ياردات قليلة والتي كاد يحترق فيها بول وبريل والذي هو زوج ام جورج وذلك عندما شب ذلك الحريق منذ عدة سنوات كم كان المنظر مريعاً .


ولكن وجهها ما لبث أن أشرق بابتسامة عريضة وهي تتذكر ما سبق واوصاها به جدها بعدم التفكير في أي شخص ما عدا نفسها فقط في هذا النهار ولكن ها هي ذي الآن بين مجموعة من طلابها وسائق سيارة الرولز رويس يقوم بإصلاحها دون خبرة مسبقة تحاول ضبط الأمور شاعرة في نفس الوقت بالقلق بشأن بيع الكاراج .


وأخيراً قالت بوجه مشرق :

( حسناً إذا كنتم جميعاً بخير فإنني سأترككم الآن إلى نزهة على الشاطئ تسكعوا هنا إيها الفتيان ولا تبارحوا فقد يلقي إليكم المحسنون بقطع من النقود)


قهقهت ليندا ضاحكة وقالت :

( إنني لن أغادر هذا المكان ولو كنت انتي في السادسة عشر مثلي لبقيت أيضاً )


قالت كارولين :

( الحق معك ولكنني تجاوزت هذا السن بعشر سنوات )

وابتسمت إذ تدرك كم سيبدو سنها هذا كبيراً في نظر ليندا ثم تابعت تقول:

( لاينظر إلي الآن سوا رجل ذي معاش تقاعدي محترم )

وهنا شعرت بشي يصطدم بقدمها التي كانت تنتعل حذاء مكشوفاً كان قطعة نقود فضية بقيمة عشر سنتات فرمشت بعينيها :
(ماهذا الذي..)


فضحك الجميع وقالوا :

(إنها قطعة نقود لفتاة متسكعه يا آنسه بلايد )


وصرخ جورج :

( إنها من معاشه التقاعدي لقد اصبت المرمى يـا آنسه بلايد )



قالت ببساطة :

(إذن فهو حكم صائب )

وامتلأت نظراتها دفئاً وهي ترى ضحكتهم , وتسمع دعاباتهم لها إذ يعتبرونها صديقة لهم . لقد توثقت الألفه بينها وبينهم على مدى السنوات, واحيـانا تتجاوز الألفه حدودها وشعرت بالأسف لذلك . إذ اخذ الطلاب يظنون انها رهن اشارتهم في أي ساعة من اليوم نهارا وليلا ولكنهم بذلك قد ادركو انها مستعدة لفعل أي شي من لأجلهم وعلى الكفاح في سبيلهم إل ان تسقط من الإعياء.


وإذا بقطعة نقود أخرى تصطدم بإصبع قدمها , فوضعت يديها في جيبي البنطال الذي ترتديه وهي تفكر بإستغراب في كيفية قيامه بهذا العمل من تحت السيـارة حيث ضيق المكان لا يسمح به , وقالت متعجبه :

(يبدو انني اصبحت هدفاً للرماية اسمع يـا هذا , انني مستشارة شؤون اجتماعية في مدرسة , ولست شقاً في ماكينة لإدخال قطع نقود).


قال جو فيشر بإعجاب :

(انه ماهر في الرماية)


فجثمت على الأرض بعد ان تملكها الفضول وهي تميل برأسها تحاول رؤية ما تحت السيارة , وإذا بها ترا رجلا مكسوا بغطاء سابغ تبني اللون , مائلا بظهره قليلا نحوها ما منعها من رؤية وجهه , وذراعا عارية لمعت فيها ساعة ذهبية في الوقت الذي اندفعت فيه قطعة نقود فضية في اتجاهها.



قالت :

(ما هذا ؟ اتمارس الرجم بالأحجار؟ )

ولما لم تحظ بجواب,عادت تقول :

( لا بأس اني أقر بالهزيمه , ما الذي تفعله ؟ جرب قذف دولار, بطاقة حساب في مصرف , قطعة ذهبية )


وكانت تغالب عبثاً الضحك وهي تقول ذلك ولكن يـا للجنون إن الرجل ما زال لا يجيب.. ووقفت حائرة شاعرة بالهزيمة ثم إذا بالقدمين تندفعان إلى الخارج وانحبست انفاس الفتيـات حين برزت ساقان طويلتان انتهتا بوركين نحيفين إنه ايضاً بادي الثراء كما أخذت كارولين تفكر وهي تتأمل بنطاله الثمين المكوي واشتد فضولها وهي تتساءل من تراه يكون.



وما لبث أغلب بقية جسمه أن ظهر للعيان , ليروا أنه كان متمدداً تحت السيارة على عربة ميكانيكية حقيقية وتزايد الغموض ذلك أن الرجل الغني لا يحتفظ عادة بعربة كهذه.



قالت ليندا :

(اظنه ايطاليا بالرغم من شعره الأشقر انتظري إلى ان تري وجهه).


وانتظرت كارولين متلهفه إلى أن ترى لماذا أخذ رجل ايطالي يرشقها بقطع النقود .. وفجأة تراجعت خطوة وقد انتابتها صدمة وارتفعت يدها الصغيره إلى فمها .. ايطالي اشقر.. حذاء ايطالي.. واقشعر جلدها واتسعت عيناها الكبيرتين ذعراً . وفجأه , لم تشأ ان تمكث بقرب ذلك الرجل الذي كان يرشقها بقطع النقود أكثر مما فعلت , هذا فيما لو كان هو نفسه من تفكر فيه , وشعرت بقلبها يكف عن الخفقان وبالأرض تميد تحت قدميها فحاولت أن تتمالك توازنها.

نعم من الممكن أن يكون هذا الرجل هو ادوارد.. أخذت تتأمل القدمين الرشيقين كلا لا يمكن هذا.. إن هذا شخص آخر.. لماذا تبادر ادوارد إلى ذهنها ؟ لابد انها جنت , إذ ليس بإستطاعته أبداً أن يستأجر سيـارة رولز رويس فكيف بأن يمتلكها ؟ لابد أنه.. وابتلعت ريقها . كلا لا يمكن أن يرغب في العودة في وضعه . وهناك العار, نظرات الإتهام , الصمت البارد الذي سيقابله به كل انسان.. كل ذلك لا يمكن أن يطيقه.



في ذلك الحين , كان قلبها يخفق لرؤيته , وتشعر بنفسها تكاد تذوب عندما يتحدث إليها أو يسمرها بنظراته.

ومنذ فراقهما منذ سنوات طويلة لم تتغير مشاعرها تلك نحوه وتجهم وجهها وهي تنبذ بحزم الأفكار التي اندفعت إلى ذهنها بأن ليس بين كل الشبان من تمكن من جعلها تشعر أنها في قمة السعاده كما كان ادوارد يفعل.


وتقلصت شفتاها ألماً انها لم تعد تريد أن تشعر بأنها تموت في أعماقها لأجل رجل رفضها وخانها بكل بساطة وأن هذا الرجل هو دون شرف أو ثبات ولا عجب أن يتبرأ من ادوارد والداه اللذان كانا يحبانه إلى حد لا يوصف.


وتنفست بحدة وهي تصفق بعنف باب ذكريات مؤلمة مضت عليها عشر سنوات هكذا تصرفها ازاء تلك المأساة لقد ابعدتها عن ذهنها واغرقت نفسها في العمل ليلاً نهاراً ومن ثم اتخذت لنفسها سبيلاً خاصاً في الحياة.

وارتجفت شفتاها منذ ذلك الحين حتى الآن وكل كلمة كل اشارة كل وجهة نظر تقال على شاشة التلفزيون تنبئها بالحقيقة القاسية وهي ان حبها لادوارد لم يندثر لقد كان مكبوتاً فقط وكل ذلك يعني أنها حمقاء مجنونة لأن الأحمق المجنون فقط هو الذي يستمر على حب من هو كذاب مخادع.

كان أمثال ادوارد من الرجال قد ولدوا لتعليل النساء بالآمال ومن ثم يخدعونهن يخيبون آمالهن تلك ثم يختفون بعد ذلك لقد كان جباناً كلا بل كان اسوأ من ذلك أسوأ بكثير وتملكتها تعاسة وهي تفكر في كل هذا.


جاءها صوت براد يقول :

( هل أنت بخير يـا آنسه بلايد ؟)


أجابت وهي تسحب نفساً عميقاً :

(انني ..آه لقد تناولت كثيراً من الكعك الدسم أثناء الإفطار أخشى ان أتأخر عن الذهاب إلى نزهتي هاكم ما تجمع من قطع نقدية كل انسان يكافح ليحصل عليها . اسأله ان كانت تصلحي لكي.. )


ولم تستطيع اكمال حديثها بعد إذ ابتدأت أعصابها تخونها وهي ترى جذع الرجل المتين البناء قد ابتدأ يظهر من تحت السيـاره وهتفت في أعماقها انه ادوارد.. وسرعان ما استدارت وهي تقول بسرعه :

(إلى اللقاء, يا شباب علي أن أسرع بالذهاب)

وفي اللحظه التالية كانت تسرع الخطى نحو الشارع .


وتناهى إلى مسامعها صوت صرير عجلات العربة تخرج من تحت السيارة فأسرعت تسير على الرصيف وهي تحدث نفسها , ليس هنالك سبب يجعلني أفترض أنه هو نفسه , ليس هنالك سبب يجعلني افترض انه هو نفسه.. لا يوجد أبداً..

وقطع عليها تفكيرها صوت يناديها:
(كارولينانانا).


وشهقت متأوهة واسرعت الخطى مدعية بأنها لم تميز ذلك الصوت ولا تمديد لفظ اسمها بهذا الشكل الذي لا يمكن ان يقوم به احد في العالم سوى ادوارد.. ادوارد فقط بإمكانه أن يترنم حتى بالكلمة العادية ذلك الإيقاع الموسيقي المنغم على الطريقة الإيطالية مع النساء قد يجعله مفضلاً عندهن على غيره من الرجال فكان أن افسده سهولة اكتسابه لقلوبهن وانقبض قلبها ألماً وهي تتذكر تهافت النساء عليه.

(كارولينانانا).


ولكنها تابعت طريقها عابسة مدعية الصمم إلى أن توقفت لدى سماعها صفيرا موسيقيا شجيا وقد غمر الألم نفسها .. فقد كان هذا هو النداء السري الذي كان متعارفا عليه بينهما.

اندفعت المشاعر المدمرة تجتاح كيانها الحب الندم العار الغضب إلقاء المسؤولية على الغير بشكل حقير كان هذا فوق ما تستطيع مواجهته وعادت تتابع طريقها وما زال الإضطراب يتملكها ادوارد .. لم تكن تتوقع رؤيته ولو بعد خمسين عاما كلا ولم تكن تريد ذلك.


لماذا جاء ؟ ودرا عقلها وهو يبحث عن سبب يجعله يستأجر سيارة للمباهاة بينما ليس في طاقته التبذير بهذا الشكل . فهو لم يدخل الجامعه قط ثم تلك المدة التي امضاها في .. وعضت على شفتها محاولة تمالك مشاعرها السجن لقد اخذ السجن سنتين من عمره ومع سجل مثل هذا ما كان ليجد فرصة كافية تمكنه من اكتساب ثروة.



ها هي ذا تواجه مرغمة الحقيقة التي تتجنبها فقد اقسم أنه سيعود ذات يوم .. وسيدخل الدهشة والإهتمام إلى نفس كل شخص.

وارتسمت امامها صورة جعلتها تغمض عينيها محاولة التخلص منها وقد تملكها العذاب ولكن لتصبح الصورة أكثر وضوحاً.. وعندما عادت تفتحهما بعنف كان هو مايزال هناك.. في المحكمة بعد صدور الحكم مباشرة , وهو ينقل نظراته بينها وبين ما كانت يوماً صديقتها العزيزة , جوليا وهو يلعنهما , ويشتمهما , لأنهما تقدما بشهاديتهما اللتين دمرتاه.


لقد صرخ حينذاك بألم محطماً قلبها وهو يقاوم الشرطيين اللذين كانا يمسكان به صرخ قائلاً انه سيعود إن الألم يحطمها الآن كما حطمها في ذلك الحين وادوارد يصرخ علناً معلنا ً براءته إلى النهاية غير معترف بذنبه لقد صرخ حينذاك :

(أقسم انكم ستهتمون جميعاً عندما اعود مكتسحاً المدينة).


وبوجه شاحب اتجهت كارولين نحو المقهى على بعد مئات من الأمتار وتمنت لو لم يكن هذا اليوم هو السبت حيث لم يوجد سوى عدد قليل من الزبائن اغلبهم من الطلبة وامثالها ممن اعتادوا النهوض من النوم للذهاب إلى المدرسة الساعة السابعه والنصف كانت تفضل لو ان هناك جمعا من الناس لكي تجد الأمان بينهم بوجوههم المألوفة لأن يوم المحاكمة ذاك كان يوماً حاولت نسيانه دوما لتجده امامها فجأه الآن وهنا.. ما لم تستطع احتماله.

نعم من الممكن أن يكون هذا الرجل هو ادوارد.. أخذت تتأمل القدمين الرشيقين كلا لا يمكن هذا.. إن هذا شخص آخر.. لماذا تبادر ادوارد إلى ذهنها ؟ لابد انها جنت , إذ ليس بإستطاعته أبداً أن يستأجر سيـارة رولز رويس فكيف بأن يمتلكها ؟ لابد أنه.. وابتلعت ريقها . كلا لا يمكن أن يرغب في العودة في وضعه . وهناك العار, نظرات الإتهام , الصمت البارد الذي سيقابله به كل انسان.. كل ذلك لا يمكن أن يطيقه.



في ذلك الحين , كان قلبها يخفق لرؤيته , وتشعر بنفسها تكاد تذوب عندما يتحدث إليها أو يسمرها بنظراته.

ومنذ فراقهما منذ سنوات طويلة لم تتغير مشاعرها تلك نحوه وتجهم وجهها وهي تنبذ بحزم الأفكار التي اندفعت إلى ذهنها بأن ليس بين كل الشبان من تمكن من جعلها تشعر أنها في قمة السعاده كما كان ادوارد يفعل.


وتقلصت شفتاها ألماً انها لم تعد تريد أن تشعر بأنها تموت في أعماقها لأجل رجل رفضها وخانها بكل بساطة وأن هذا الرجل هو دون شرف أو ثبات ولا عجب أن يتبرأ من ادوارد والداه اللذان كانا يحبانه إلى حد لا يوصف.


وتنفست بحدة وهي تصفق بعنف باب ذكريات مؤلمة مضت عليها عشر سنوات هكذا تصرفها ازاء تلك المأساة لقد ابعدتها عن ذهنها واغرقت نفسها في العمل ليلاً نهاراً ومن ثم اتخذت لنفسها سبيلاً خاصاً في الحياة.

وارتجفت شفتاها منذ ذلك الحين حتى الآن وكل كلمة كل اشارة كل وجهة نظر تقال على شاشة التلفزيون تنبئها بالحقيقة القاسية وهي ان حبها لادوارد لم يندثر لقد كان مكبوتاً فقط وكل ذلك يعني أنها حمقاء مجنونة لأن الأحمق المجنون فقط هو الذي يستمر على حب من هو كذاب مخادع.

كان أمثال ادوارد من الرجال قد ولدوا لتعليل النساء بالآمال ومن ثم يخدعونهن يخيبون آمالهن تلك ثم يختفون بعد ذلك لقد كان جباناً كلا بل كان اسوأ من ذلك أسوأ بكثير وتملكتها تعاسة وهي تفكر في كل هذا.


جاءها صوت براد يقول :

( هل أنت بخير يـا آنسه بلايد ؟)


أجابت وهي تسحب نفساً عميقاً :

(انني ..آه لقد تناولت كثيراً من الكعك الدسم أثناء الإفطار أخشى ان أتأخر عن الذهاب إلى نزهتي هاكم ما تجمع من قطع نقدية كل انسان يكافح ليحصل عليها . اسأله ان كانت تصلحي لكي.. )


ولم تستطيع اكمال حديثها بعد إذ ابتدأت أعصابها تخونها وهي ترى جذع الرجل المتين البناء قد ابتدأ يظهر من تحت السيـاره وهتفت في أعماقها انه ادوارد.. وسرعان ما استدارت وهي تقول بسرعه :

(إلى اللقاء, يا شباب علي أن أسرع بالذهاب)

وفي اللحظه التالية كانت تسرع الخطى نحو الشارع .


وتناهى إلى مسامعها صوت صرير عجلات العربة تخرج من تحت السيارة فأسرعت تسير على الرصيف وهي تحدث نفسها , ليس هنالك سبب يجعلني أفترض أنه هو نفسه , ليس هنالك سبب يجعلني افترض انه هو نفسه.. لا يوجد أبداً..

وقطع عليها تفكيرها صوت يناديها:
(كارولينانانا).


وشهقت متأوهة واسرعت الخطى مدعية بأنها لم تميز ذلك الصوت ولا تمديد لفظ اسمها بهذا الشكل الذي لا يمكن ان يقوم به احد في العالم سوى ادوارد.. ادوارد فقط بإمكانه أن يترنم حتى بالكلمة العادية ذلك الإيقاع الموسيقي المنغم على الطريقة الإيطالية مع النساء قد يجعله مفضلاً عندهن على غيره من الرجال فكان أن افسده سهولة اكتسابه لقلوبهن وانقبض قلبها ألماً وهي تتذكر تهافت النساء عليه.

(كارولينانانا).


ولكنها تابعت طريقها عابسة مدعية الصمم إلى أن توقفت لدى سماعها صفيرا موسيقيا شجيا وقد غمر الألم نفسها .. فقد كان هذا هو النداء السري الذي كان متعارفا عليه بينهما.

اندفعت المشاعر المدمرة تجتاح كيانها الحب الندم العار الغضب إلقاء المسؤولية على الغير بشكل حقير كان هذا فوق ما تستطيع مواجهته وعادت تتابع طريقها وما زال الإضطراب يتملكها ادوارد .. لم تكن تتوقع رؤيته ولو بعد خمسين عاما كلا ولم تكن تريد ذلك.


لماذا جاء ؟ ودرا عقلها وهو يبحث عن سبب يجعله يستأجر سيارة للمباهاة بينما ليس في طاقته التبذير بهذا الشكل . فهو لم يدخل الجامعه قط ثم تلك المدة التي امضاها في .. وعضت على شفتها محاولة تمالك مشاعرها السجن لقد اخذ السجن سنتين من عمره ومع سجل مثل هذا ما كان ليجد فرصة كافية تمكنه من اكتساب ثروة.



ها هي ذا تواجه مرغمة الحقيقة التي تتجنبها فقد اقسم أنه سيعود ذات يوم .. وسيدخل الدهشة والإهتمام إلى نفس كل شخص.

وارتسمت امامها صورة جعلتها تغمض عينيها محاولة التخلص منها وقد تملكها العذاب ولكن لتصبح الصورة أكثر وضوحاً.. وعندما عادت تفتحهما بعنف كان هو مايزال هناك.. في المحكمة بعد صدور الحكم مباشرة , وهو ينقل نظراته بينها وبين ما كانت يوماً صديقتها العزيزة , جوليا وهو يلعنهما , ويشتمهما , لأنهما تقدما بشهاديتهما اللتين دمرتاه.


لقد صرخ حينذاك بألم محطماً قلبها وهو يقاوم الشرطيين اللذين كانا يمسكان به صرخ قائلاً انه سيعود إن الألم يحطمها الآن كما حطمها في ذلك الحين وادوارد يصرخ علناً معلنا ً براءته إلى النهاية غير معترف بذنبه لقد صرخ حينذاك :

(أقسم انكم ستهتمون جميعاً عندما اعود مكتسحاً المدينة).


وبوجه شاحب اتجهت كارولين نحو المقهى على بعد مئات من الأمتار وتمنت لو لم يكن هذا اليوم هو السبت حيث لم يوجد سوى عدد قليل من الزبائن اغلبهم من الطلبة وامثالها ممن اعتادوا النهوض من النوم للذهاب إلى المدرسة الساعة السابعه والنصف كانت تفضل لو ان هناك جمعا من الناس لكي تجد الأمان بينهم بوجوههم المألوفة لأن يوم المحاكمة ذاك كان يوماً حاولت نسيانه دوما لتجده امامها فجأه الآن وهنا.. ما لم تستطع احتماله.

وعاد الصفير مرة أخرى وقد ازداد ارتفاعا وإلحاحا وكأنه ينتظر منها ان تستدير راكضة إليه كالكلب المطيع وكاد يقف قلبها عن الخفقان وهي تتذكر كيف نعتها بأنها كلبة بينما عيناه تلمعان بالكراهية وكل خليه من جسده تتوعدانها بالإنتقام .انتقام صقلي , حذر, هادئ , حاسم.


وها هو ذا الآن هنا ادوارد الذي تربى كصقلي نصف حياته فهو يرعى حقده الكامن والذي سيذهب معه إلى القبر إذا هو لم يشف غله لقد اندمج الماضي بالحاضر بكل قسوة.. كل شي رأته وشعرت به ذلك اليوم في المحكمة عينا ادوراد السوداوان الحاقدتان اللتان كانتا تحدقان فيها تدينانها رشفها العصبي للماء الذي قدم إليها عندما خانها صوتها في الكلام شعورها بالمرض والغثيان.. وجعلتها موجات الغثيان التي شعرت بها الآن جعلتها تتعثر في سيرها وتمالكت نفسها وهي تندفع إلى الأمام بعينين لا تريان إن عليها ان تصل إلى قرب الجسر حيث المقهى والأمان الذي ينتظرها في داخله.


وفي الوقت الذي وصلت فيه إلى الجسر توقفت انفاسها وهي تشعر به خلفها شبه ملاصق لها فشعرت فجأة بساقيها لا تقويان على الحركة وقفت عند جدار منخفض ونظرت إلى ساقيها بإرتباك محاولة عبثاً تحريكهما.


تمتم ادوارد ببطء ورقة بإمكانها أن تحرك بها قلب أي امرأة :

( مرحبا يا كارولين)


وسرعان ما شملت جسدها رجفة وتوقف ذهنها عن أي تفكير وحذر لتحل بدلا من ذلك بهجة عامرة دغدغت احاسيسها باعثة إياها إلى الحركة لقد كان حبها له مازال هناك كامنا في اعماقها رغم كل ما فعله وصرفت بأسنانها وهي ترى ما فعله صوته الرقيق العاطفي في نفسها كلا إن هذا لا يخرج عن كونه ذكرى من الماضي أو لعله ردة فعل لا غير.

ولما استدارت عنه بعنف بعد إذ سمعت تحيته عاد يقول :

( استديري إلي كارولين )


وسرت رقة صوته في كيانها ليبدأ فيض الذكريات بكل قسوته جارفا كل الحواجز الهشة تاركا اياها وحيده عاجزة لا ترى أمامها سوى شخص ادوارد . رفعت وجهها نحو شمس الصباح الدافئة ورأت نفسها بجانبه في اول أيام حبهما وضاقت عيناها اللتان أظلمتا بالغضب نعم لقد علمها كل ذلك فماذا كان جزاؤه منها ؟


قالت بصوت خشن :

(لا اريد أن أراك ولا ان اسمعك إنني ذاهبه إلى المقهى )

كانت خائفة لا تريد أن تنظر إلى وجهه انه الرجل الذي احبته وتألمت لأجله وخانته.



قال ببطء :

(ولكن بإمكانك أن تواجهيني لا يمكنك الهرب من اخطائك إلى الأبد )


استدارت إليه ذاهلة وكل خلية في جسدها ترتجف لما في قوله هذا من ظلم لقد ثار طبعها الإيرلندي الحاد وهي تشعر مرارة الند لمنح قلبها إلى رجل مخادع.

وصرخت:
(إنك انت الخطأ الذي وقعت في ادوارد لقد كنت انت الخطأ ان مجيئك إلى عالمي هو اكبر خطأ )

ورفعت يدها لتسدد صفعة مدوية إلى وجهه الساخر ولكنها سرعان ما اطلقت صرخة ندم استدارت بعدها تبغي الهرب وقد انتابها الذهول لمنظر فمه المتوحش وعينيه الحاقدتين.


لكن يده الضخمه قبضت على ذراعها توقفها عن التقدم وهو يقول بهدوء خطر:

(تلك الصفعه يا كارولين هي غلطتك )


قالت وهي ترتجف :

(ارفع يدك عني)

ها قد عادا فالتقيا مرة اخرى حيث اشعل التوتر الذي بينهما النار في احاسيسها وجذبت ذراعها من يده بذعر وقد غاص قلبها.

ان بإمكانها التصرف في هذه الحالة فهي لم تعد مراهقة فقد اعتادت في مهنتها مواجهة المتاعب وحدثت نفسها بأن هذا الأمر في غاية السهوله ولكنها كانت تعلم أنها كاذبة لأنها كانت متورطة عاطفياً في هذا الأمر ماجعله مختلفا عما اعتادت عليه في مهنتها.


قال :

(إنني لن اتركك الآن لدي أولا شيئا لك ياكارولين )

ثم استدار نحوها لينظر في عينيها نافذاً إلى أعماقها بعينيه الحالكتي السواد .



وكانت تحدق في اثر صفعتها على وجهه كالمنومة مغناطيسيا ً.

ثم قالت بصوت منخفض :
( ليس لديك أي شي لأجلي )


كان قد تغير اصبح أكبر حجما واكثر خشونة وكانت عيناه القاسيتين تفيضان بالكراهيه ومع هذا ومهما كان مقدار ما عاناه من مشقات فإنه مازال ذا مظهر لافت بجماله فشعره الأشقر على بشرته الصقليه السمراء كان يجتذب النساء من كل الأذواق والأعمار ولم تكن هي ذات مناعه ضد ذلك وارتجف فمها بزفرة مكتومة.



اجابها متمتما :

( بل لدي أكثر مما تظنين )


قالت بهدوء :

( ذكريات فقط )


أغانيهما معا رحلاتهما عل زورق مسطح في نهر لواسكس الأيام التي كانا يمضيانها بكسل يبنيان قصورا من الرمال الضحك الحنان.

وتنفست بسرعة وهي تشعر بالذنب إذ ادركت انه يراقبها بعينين لامعتين لا يمكن سبر غورهما وكان اثر الصفعه على وجهه قد استحال إلى لون الدم.

قال ساخراً :

( هلا انتهيت من تأملي ؟ اتراني تغيرت كثيراً ؟ )


هزت كتفيها متظاهرة بأن هذا ما كانت تفعله ومازالت و مبدية دهشتها لأناقته البالغه ومع ذلك فإن القسوة في عينيه الماكرتين كانت تشير إلى الخطر.

اجابت بصوت اجش :
( تغير قليل .. إنك مازلت من الغرور بحيث تتصور أن النساء رهن اشارتك .. دعني اذهب وإلا صرخت )


ضاقت عيناه ودار رأسها وقد عادت إلى ذاكرتها تلك الساعات الهانئة التي كانا امضياها معاً ما ملأ قلبها بألم هائل وعندما بقيت صامته ابتسم ظافرا وهو يرى الوحشة ترتسم عل اساريرها .

قال :
( اريد من وقتك خمس دقائق لا أكثر في الوقت الحاضر )


خمس دقائق ؟ إن بإمكانها ان تحتمل هذا ومن ثم تمحوه من حياتها مرة أخرى , فسألته باقتضاب :

(ما الذي تريده ؟ )


بدت على شفتيه ابتسامة وقال :

( انك تركت هذه خلفك الأن فقط إنها لك اضربيه بعشر تكونين حصلت على ثلاثين قطعة من الفضة )

كان يتكلم ببطء ولهجة ذات معنى وقبل أن تدرك ما يعني بكلامه كان قد اسقط في جيب بنطالها الثلاث قطع نقدية بما كان ملتصقا عليها من تراب وغيره.


احمر وجهها غضبا وقالت :

( أيها المتوحش لقد جعلتني أشعر بالقذارة من الداخل )


اجاب بلهجة ذات معنى :

(كارولين لقد كنت اظن فيك القذارة من الداخل قبل الآن)

انتفضت قائلة :

(ولكنني اغتسلت جيداً).



قال باقتضاب :

(انك تبدين نظيفة انما لا يوجد هنا شرف ولا وفاء)

واشار بيده إلى قلبها وهو يتابع قائلا :

(عندما تتخلى المرأه عن الإحتشام تبدو على حقيقتها فالمرأه التي تسيرها عواطفها لا يهمها سوا نفسها )

وللحظة فقدت كارولين القدره على النطق وشيئا فشيئا اخذت عيناها تتسعان ثم شحب وجهها ثم عاد فازرق لونه تبعا لتقلب مشاعرها من الصدمه إلى الشعور بالعار ثم الثورة العنيفة وهي تقول بمرارة :

(يالك من منافق كنت اظن ان ما كان بيننا علاقة حب لم أكن اشعر بالعار من ذالك حينذاك ولكنني الآن اشعر بالعار بأقصى معانيه لقد ائتمنك على ادق اسراري ولكنك غدرت بي وانا سأبقى احتقرك طوال حياتي لأخذك برائتي ثم خيانتي بعد ذلك).


قال ببطء :

(وهل تعتبرينني وحدي المسؤول عن وقوعك في الحب ؟)


حنت رأسها وهي تلوم نفسها لوضعها ثقتها به ثم قالت :

(لقد كنت بريئة كنت بريئة ولم اكن اعلم انني كنت... )


قال يكمل كلامها :

(كنتي توصلينني إلى نقطة اللارجوع فهل انا الملوم إذا وجدت من غيرالممكن مقاومتك أم انك انت الملومه لعدم ادركك مبلغ السذاجه في تصرفاتك بالنسبة لمراهق ذي دم صقلي ؟)


قالت بهدوء :

(نحن الإثنان ملومان)



قال ساخرا :

(ها نحن نتقدم اخيرا فهنالك مشاركة في اللوم على الدوام كارولين تذكري هذا اجعليه في رأسك الجميل وفكري فيه ثم تذكري اننا كنا حبيبين)

قال ذلك وكأنه يتذكر مسرورا متابعا :

(كنا حبيبين)

قال ساخراً :

( هلا انتهيت من تأملي ؟ اتراني تغيرت كثيراً ؟ )


هزت كتفيها متظاهرة بأن هذا ما كانت تفعله ومازالت و مبدية دهشتها لأناقته البالغه ومع ذلك فإن القسوة في عينيه الماكرتين كانت تشير إلى الخطر.

اجابت بصوت اجش :
( تغير قليل .. إنك مازلت من الغرور بحيث تتصور أن النساء رهن اشارتك .. دعني اذهب وإلا صرخت )


ضاقت عيناه ودار رأسها وقد عادت إلى ذاكرتها تلك الساعات الهانئة التي كانا امضياها معاً ما ملأ قلبها بألم هائل وعندما بقيت صامته ابتسم ظافرا وهو يرى الوحشة ترتسم عل اساريرها .

قال :
( اريد من وقتك خمس دقائق لا أكثر في الوقت الحاضر )


خمس دقائق ؟ إن بإمكانها ان تحتمل هذا ومن ثم تمحوه من حياتها مرة أخرى , فسألته باقتضاب :

(ما الذي تريده ؟ )


بدت على شفتيه ابتسامة وقال :

( انك تركت هذه خلفك الأن فقط إنها لك اضربيه بعشر تكونين حصلت على ثلاثين قطعة من الفضة )

كان يتكلم ببطء ولهجة ذات معنى وقبل أن تدرك ما يعني بكلامه كان قد اسقط في جيب بنطالها الثلاث قطع نقدية بما كان ملتصقا عليها من تراب وغيره.


احمر وجهها غضبا وقالت :

( أيها المتوحش لقد جعلتني أشعر بالقذارة من الداخل )


اجاب بلهجة ذات معنى :

(كارولين لقد كنت اظن فيك القذارة من الداخل قبل الآن)

انتفضت قائلة :

(ولكنني اغتسلت جيداً).



قال باقتضاب :

(انك تبدين نظيفة انما لا يوجد هنا شرف ولا وفاء)

واشار بيده إلى قلبها وهو يتابع قائلا :

(عندما تتخلى المرأه عن الإحتشام تبدو على حقيقتها فالمرأه التي تسيرها عواطفها لا يهمها سوا نفسها )

وللحظة فقدت كارولين القدره على النطق وشيئا فشيئا اخذت عيناها تتسعان ثم شحب وجهها ثم عاد فازرق لونه تبعا لتقلب مشاعرها من الصدمه إلى الشعور بالعار ثم الثورة العنيفة وهي تقول بمرارة :

(يالك من منافق كنت اظن ان ما كان بيننا علاقة حب لم أكن اشعر بالعار من ذالك حينذاك ولكنني الآن اشعر بالعار بأقصى معانيه لقد ائتمنك على ادق اسراري ولكنك غدرت بي وانا سأبقى احتقرك طوال حياتي لأخذك برائتي ثم خيانتي بعد ذلك).


قال ببطء :

(وهل تعتبرينني وحدي المسؤول عن وقوعك في الحب ؟)


حنت رأسها وهي تلوم نفسها لوضعها ثقتها به ثم قالت :

(لقد كنت بريئة كنت بريئة ولم اكن اعلم انني كنت... )


قال يكمل كلامها :

(كنتي توصلينني إلى نقطة اللارجوع فهل انا الملوم إذا وجدت من غيرالممكن مقاومتك أم انك انت الملومه لعدم ادركك مبلغ السذاجه في تصرفاتك بالنسبة لمراهق ذي دم صقلي ؟)


قالت بهدوء :

(نحن الإثنان ملومان)



قال ساخرا :

(ها نحن نتقدم اخيرا فهنالك مشاركة في اللوم على الدوام كارولين تذكري هذا اجعليه في رأسك الجميل وفكري فيه ثم تذكري اننا كنا حبيبين)

قال ذلك وكأنه يتذكر مسرورا متابعا :

(كنا حبيبين)

قال ساخراً :

( هلا انتهيت من تأملي ؟ اتراني تغيرت كثيراً ؟ )


هزت كتفيها متظاهرة بأن هذا ما كانت تفعله ومازالت و مبدية دهشتها لأناقته البالغه ومع ذلك فإن القسوة في عينيه الماكرتين كانت تشير إلى الخطر.

اجابت بصوت اجش :
( تغير قليل .. إنك مازلت من الغرور بحيث تتصور أن النساء رهن اشارتك .. دعني اذهب وإلا صرخت )


ضاقت عيناه ودار رأسها وقد عادت إلى ذاكرتها تلك الساعات الهانئة التي كانا امضياها معاً ما ملأ قلبها بألم هائل وعندما بقيت صامته ابتسم ظافرا وهو يرى الوحشة ترتسم عل اساريرها .

قال :
( اريد من وقتك خمس دقائق لا أكثر في الوقت الحاضر )


خمس دقائق ؟ إن بإمكانها ان تحتمل هذا ومن ثم تمحوه من حياتها مرة أخرى , فسألته باقتضاب :

(ما الذي تريده ؟ )


بدت على شفتيه ابتسامة وقال :

( انك تركت هذه خلفك الأن فقط إنها لك اضربيه بعشر تكونين حصلت على ثلاثين قطعة من الفضة )

كان يتكلم ببطء ولهجة ذات معنى وقبل أن تدرك ما يعني بكلامه كان قد اسقط في جيب بنطالها الثلاث قطع نقدية بما كان ملتصقا عليها من تراب وغيره.


احمر وجهها غضبا وقالت :

( أيها المتوحش لقد جعلتني أشعر بالقذارة من الداخل )


اجاب بلهجة ذات معنى :

(كارولين لقد كنت اظن فيك القذارة من الداخل قبل الآن)

انتفضت قائلة :

(ولكنني اغتسلت جيداً).



قال باقتضاب :

(انك تبدين نظيفة انما لا يوجد هنا شرف ولا وفاء)

واشار بيده إلى قلبها وهو يتابع قائلا :

(عندما تتخلى المرأه عن الإحتشام تبدو على حقيقتها فالمرأه التي تسيرها عواطفها لا يهمها سوا نفسها )

وللحظة فقدت كارولين القدره على النطق وشيئا فشيئا اخذت عيناها تتسعان ثم شحب وجهها ثم عاد فازرق لونه تبعا لتقلب مشاعرها من الصدمه إلى الشعور بالعار ثم الثورة العنيفة وهي تقول بمرارة :

(يالك من منافق كنت اظن ان ما كان بيننا علاقة حب لم أكن اشعر بالعار من ذالك حينذاك ولكنني الآن اشعر بالعار بأقصى معانيه لقد ائتمنك على ادق اسراري ولكنك غدرت بي وانا سأبقى احتقرك طوال حياتي لأخذك برائتي ثم خيانتي بعد ذلك).


قال ببطء :

(وهل تعتبرينني وحدي المسؤول عن وقوعك في الحب ؟)


حنت رأسها وهي تلوم نفسها لوضعها ثقتها به ثم قالت :

(لقد كنت بريئة كنت بريئة ولم اكن اعلم انني كنت... )


قال يكمل كلامها :

(كنتي توصلينني إلى نقطة اللارجوع فهل انا الملوم إذا وجدت من غيرالممكن مقاومتك أم انك انت الملومه لعدم ادركك مبلغ السذاجه في تصرفاتك بالنسبة لمراهق ذي دم صقلي ؟)


قالت بهدوء :

(نحن الإثنان ملومان)



قال ساخرا :

(ها نحن نتقدم اخيرا فهنالك مشاركة في اللوم على الدوام كارولين تذكري هذا اجعليه في رأسك الجميل وفكري فيه ثم تذكري اننا كنا حبيبين)

قال ذلك وكأنه يتذكر مسرورا متابعا :

(كنا حبيبين)

قال ساخراً :

( هلا انتهيت من تأملي ؟ اتراني تغيرت كثيراً ؟ )


هزت كتفيها متظاهرة بأن هذا ما كانت تفعله ومازالت و مبدية دهشتها لأناقته البالغه ومع ذلك فإن القسوة في عينيه الماكرتين كانت تشير إلى الخطر.

اجابت بصوت اجش :
( تغير قليل .. إنك مازلت من الغرور بحيث تتصور أن النساء رهن اشارتك .. دعني اذهب وإلا صرخت )


ضاقت عيناه ودار رأسها وقد عادت إلى ذاكرتها تلك الساعات الهانئة التي كانا امضياها معاً ما ملأ قلبها بألم هائل وعندما بقيت صامته ابتسم ظافرا وهو يرى الوحشة ترتسم عل اساريرها .

قال :
( اريد من وقتك خمس دقائق لا أكثر في الوقت الحاضر )


خمس دقائق ؟ إن بإمكانها ان تحتمل هذا ومن ثم تمحوه من حياتها مرة أخرى , فسألته باقتضاب :

(ما الذي تريده ؟ )


بدت على شفتيه ابتسامة وقال :

( انك تركت هذه خلفك الأن فقط إنها لك اضربيه بعشر تكونين حصلت على ثلاثين قطعة من الفضة )

كان يتكلم ببطء ولهجة ذات معنى وقبل أن تدرك ما يعني بكلامه كان قد اسقط في جيب بنطالها الثلاث قطع نقدية بما كان ملتصقا عليها من تراب وغيره.


احمر وجهها غضبا وقالت :

( أيها المتوحش لقد جعلتني أشعر بالقذارة من الداخل )


اجاب بلهجة ذات معنى :

(كارولين لقد كنت اظن فيك القذارة من الداخل قبل الآن)

انتفضت قائلة :

(ولكنني اغتسلت جيداً).



قال باقتضاب :

(انك تبدين نظيفة انما لا يوجد هنا شرف ولا وفاء)

واشار بيده إلى قلبها وهو يتابع قائلا :

(عندما تتخلى المرأه عن الإحتشام تبدو على حقيقتها فالمرأه التي تسيرها عواطفها لا يهمها سوا نفسها )

وللحظة فقدت كارولين القدره على النطق وشيئا فشيئا اخذت عيناها تتسعان ثم شحب وجهها ثم عاد فازرق لونه تبعا لتقلب مشاعرها من الصدمه إلى الشعور بالعار ثم الثورة العنيفة وهي تقول بمرارة :

(يالك من منافق كنت اظن ان ما كان بيننا علاقة حب لم أكن اشعر بالعار من ذالك حينذاك ولكنني الآن اشعر بالعار بأقصى معانيه لقد ائتمنك على ادق اسراري ولكنك غدرت بي وانا سأبقى احتقرك طوال حياتي لأخذك برائتي ثم خيانتي بعد ذلك).


قال ببطء :

(وهل تعتبرينني وحدي المسؤول عن وقوعك في الحب ؟)


حنت رأسها وهي تلوم نفسها لوضعها ثقتها به ثم قالت :

(لقد كنت بريئة كنت بريئة ولم اكن اعلم انني كنت... )


قال يكمل كلامها :

(كنتي توصلينني إلى نقطة اللارجوع فهل انا الملوم إذا وجدت من غيرالممكن مقاومتك أم انك انت الملومه لعدم ادركك مبلغ السذاجه في تصرفاتك بالنسبة لمراهق ذي دم صقلي ؟)


قالت بهدوء :

(نحن الإثنان ملومان)



قال ساخرا :

(ها نحن نتقدم اخيرا فهنالك مشاركة في اللوم على الدوام كارولين تذكري هذا اجعليه في رأسك الجميل وفكري فيه ثم تذكري اننا كنا حبيبين)

قال ذلك وكأنه يتذكر مسرورا متابعا :

(كنا حبيبين)

شعرت بالحرارة تسرى فى عروقها . لقد هزها الدفء فى صوته والذى عاد إلى ذاكرتها ذكرى لياليهما السابحة فى ضوء القمر والنجوم . وأخفت ما بدا فى عينيها من تعاسة ووحشة , بأهدابها الكثيفة . يا ليتها لم تسمح له , حينذاك بالتأثير عليها . ما أوصلها الى نقطة اللارجوع تلك , ذلك الخطأ الفادح الناتج عن تلك الكلمة , أحبك . فقد كان لا يحب سوى نفسه . وعضت على شفتيها توقف ارتجافهما ...



قال بتوتر : ( خذى قطع النقود . فهى تمثل خيانتك . لقد سلمتنى بثلاثين من الفضة .)


انتفضت قائلة :

(ماذا كنت تريدنى أن أفعل فى المحكمة ؟ أن أبقى ساكتة ؟ أن أشهد زورا؟)


سألته ذلك بصوت يتهدج بالمشاعر , ذلك أنها فكرت فى هذين الخيارين , ولكنها فضلت إطاعة ضميرها .


أجاب بهدوء:

( كنت أريدك أن تصدقيني . )


صرخت بضيق :

( كان هذا مستحيلا , فقد كنت اعرف ما رأيت . من فضلك , يا ادوارد . لا تتطرق إلى هذا الموضوع مرة أخرى . ما الفائدة من نبش الماضى واتهام الواحد منا للآخر ؟ دع الامور وشأنها .) وكان التوسل يبدو فى صوتها .


أجاب :

( لا أستطيع . أتمنى لو بإمكانى أن أذهب بعيدا فى هذه اللحظة . ولكن الذكريات قد اعادتني , وليس باستطاعتى الهرب منها بعد الآن .)

ولا هى تستطيع إن كل ما بإمكانها التفكير فيه حاليا هو كيف يكون حالها لو عادا إلى حبهما من جديد ؟ وخافت أن تفضحها نظراتها . إن عليه أن يذهب . الآن . وذلك قبل أن تقول او تفعل شيئا تندم عليه بقية حياتها . ويكفى ما سبق وندمت عليه .


قالت بفتور :

( عليك أن تترك المدينة وإلا ... )


تمتم قائلا :

( وإلا ماذا ؟ هل ستستدعين الشرطة مدعية بأننى أضايقك ؟)


قالت :

( إننى لا أريد ذلك , ولكن قد أفعل ذلك . إذا أنت دفعتنى إليه .)


قال ثم يقبضون علي )


قالت : ( لن يكون هذا إذا أنت رحلت )


قال : ( هل ستسببين لى المتاعب مرة أخرى لا لشئ إلا لأنه ليس بإمكانك التحكم بمشاعرك نحوى ؟ كما حدث فى الماضى ؟)


لم يكن يبدو عليه أى شعور بالخجل أو بالذنب , أو أى إدراك لما كان علي من خطأ , وشعرت بالشحوب يكسو وجهها , وبضربات قلبها تتصاعد .


فشهقت قائلة : ( لقد كانت الشواهد ثابتة , فقد كنت تقود سيارتك ليلة الحادث , ولكنك بقيت تنكر ذلك وما زلت تنكر بكل عناد , ولكننى رأيتك وكذلك رأك عشرات من الناس , وليس لدى أى شك فى أنك كنت تقود السيارة التى ... التى ... )


وارتجفت , ولكنها أرغمت نفسها على الكلام مهما أذاها ذلك . وتابعت تقول : ( التى قتلت أختى ... وطفلها )


واعتصر الألم قلبها وهى تتذكر آخر مرة رأت فيها أختها فيرا وطفلها غابي حيين .. كانتا تغرقان فى الضحك عندما كان غابي الصغير يحاول أن يأكل بيده فيغرقهما برشاش خبيصة الموز والتفاح . وصعدت غصة إلى حلقها . وصرت بأسنانها تغالب دموعها .


توترت شفتا ادوارد غضبا وقال : ( كيف كان بإمكانك أن تصدقى ذلك , فهذا ما لن أستطيع فهمه .. )


ابتدأت تقول بتعاسة : ( لقد قالت جوليا ...)


فقاطعها قائلا بخشونة : ( أما ما أقوله أنا فهذا لا يهم ألست أستحق شيئا من الوفاء ؟ لقد كنت حبيبك . وانتى , لهذا , أستحق أن تستمعى إلى كلامى . ولكنك لم تفعلى . كيف تظننين شعورى وانا أراك تتخلين عنى ؟)


قالت باكية : ( إننى أطلب منك لأخر مرة . أن تدعنى بسلام )


قال بمرارة : ( بسلام ؟ إننى أطلب دوما أن يرفرف السلام على حياتى لو أنك صدقتنى فقط . لكانت حياتى , قد انتعشت من كل ناحية , ولكنك بدلا من ذلك , محوت كل ما كان بيننا , وكل مبادئى عن الشرف والحياء والنساء, وهبطت إلى مستوى الكلبة التى تنكر الكلب الذى تريده )


حاولت أن تتنفس وقد امتلأت عينياها الكبيرتان ألما . ادوارد وجوليا .. حبيبها , وأفضل صديقاتها . ما كان أصعب احتمالها لرؤيتهما معا تلك الليلة , والأسوأ من ذلك رؤية السيارتين تصطدمان بينما كانت تعلم أن كلا من السيارتين فيها من تحب .


وضعت يديها على أذنيها وهى تتمنى أن تطرد صوت جوليا وهى تصرخ فى تلك الليلة الهائلة , ليلة الاصطدام , لا تريد أن تتذكر وجه ادوارد الشاحب وهو يهز جوليا بعنف صارخا بها أن تخرس , وذلك قبل ان ينحرف بسيارته بعيدا عن سيارة فيرا .


لقد تغير . لم يعد فيه أية رقة الآن . وارتجفت , وتساءلت ما عسى لسنتين فى السجن أن تحدثا فى فتي كان مشغوفا بوالديه وبالإستمتاع بالحياة . جم التفاؤل ؟ وأثناء كل عيد مر عليها . كانت تفكر , وهى تحتفل به مع جدها وديانا , كانت تفكر فى ادوارد متسائلة عما تراه يفعل . ذلك أنه كان وحيدا ولم يكن يحظى بزيارة من أحد . وأشاحت بوجها وقد امتلأت عيناها دموعا .

من طرف HAMS في الأربعاء أغسطس 04, 2010 5:07 pm
قالت بخشونة : ( إنه السجن , لقد أحالك السجن إلى وحش ... )


واختنق صوتها بفعل المشاعر المضطربة . كانت المشاعر قد دمرت جزءا من شخصيته . هو أيضا . أو ربما هى ذكريات الأيام المظلمة التى امضاها فى السجن .

واجفلت لما أحست بعطف صادق يبدر منه تجاهها . هو فى غير موضعه.


قال بعنف : ( إنك أنت التى أحلتنى إلى وحش )


واكتسحها شعور بالغثيان , فوضعت يدها على فمها بسرعة وهى تغالب غصه صعدت إلى حلقها .


تنفس بصعوبة وهو يرمقها بعينين قاسيتين جعلتاها تجمد فى مكانها . ثم قال ساخرا : ( وهكذا تظنين نفسك تتألمين ., بينما لا تشعرين حتى بأنك حية . ولكن ستشعرين قريبا بذلك )


وبدا عليه غضب بالغ , فساورها إحساس بالظلم وكأنه كان يخطط . طوال السنوات الماضية , للانتقام . ونظرت حولها بعصبية أملة ان ترى من تعرفه . ما قد يساعدها على الهرب من ادوارد . ولكن الشارع كان خاليا . وعلى كل حال , كانت تعلم أن أملها الوحيد كان فى ان تحمله على الرحيل , فهو إذا بقى فترة مهما كانت مدتها , فسيعلم بأمر ديانا .

وتملك قلبها الرعب لهذه الفكرة , عليها أن تخفى أمر ديانا عنه . وإلا لعمل كل ما فى استطاعته لكي يأخذها منها , عند ذلك ستبكى المسكينة ديانا وستصرخ دون أن يهتم هو لذلك مقدار ذرة .


وغمرها شعور رقيق بالرغبة فى الحماية وهى تتصور ذلك المشهد المرعب . يجب الا يحدث هذا أبدا . ولهذا يجب ان تتأكد من أن ادوارد سيرحل الآن .


ورفعت رأسها بحدة وهى تزم شفتيها عزما وتقول :

( كان من الجنون قدومك إلى هنا , إذ أنهم سيعرفونك فى أية لحظة . مما يجعلهم يتحينون الفرص لمعاقبتك )


قال بلهجة حاقدة : ( وأنت ؟ )


أجابت : ( سأساعدهم على ذلك . إنك لا تدرك . فى الواقع , مدى قسوة شعور البعض هنا نحوك . إن لهم ذاكرة قوية .)


قال بهدوء : ( وكذلك انا ) واكتسح وجهها بنظراته ما جعلها تتورد خجلا . بينما تابع قائلا :

( إن الذكريات تجعلنى مليئا بالرغبة ... بالعمل )


سألته وهى تبلل شفتيها الجافتين : ( مثل ماذا ؟ )


ابتسم بفتور ولم يجب عن سؤالها بل سألها قائلا : ( أتظنين حقا أنه ما زال ثمة مشاعر سيئة فى هذه المدينة نحوى ؟ حتى بعد كل هذا الزمن ؟)


قالت : ( إننى أعلم انه يوجد ذلك .. ) ونظرت اليه متوسلة وكانها تقول له أن يرحل ويتركهم بسلام .


ولكنه وقف عاقدا ذراعيه فوق صدره بكل ثقة وهو يقول :

( هذا شعور سيئ . فى منتهى الغرابة )


سألته : ( لماذا ؟ )


أجاب باسما : ( لأننى عدت لكى أقيم هنا . )


ومشى متجها نحو منزلها بينما وقفت هى تنظر إليه مذعورة .



( نهاية الفصل الأول )

الفصل الثانـــى




كانت ديانا بحاجه الى الاستقرار اكثر من اى شىء اخر واغمضت عينيها وقد اثار فكرة فقدانها رعبها انهم اسرة واحده اما ادوارد فقد كان غريبا عنهم مهما كانت درجة قرابته لديانا فهى قد نسيت حقوق ادوارد ولم يخطر ببالها انه سيعود الى مدينة اورنتى
يجب ان تقنعه بمغادرة المدينه قبل يتحدث الى اى انسان واندفعت الى العمل واخذت تركض الى ان وصلت اليه فهتفت
"ادوارد انك تخدعنى اليس كذلك؟انك سترحل....."
القى نظره سريعه عليها وقال"كلا اننى لست راحلا.."
سالته"ولكن لماذا من بين كل الامكنه فى العالم لم يعجبك سوى هذا المكان؟"
اجاب بهدوء"جئت لاجل امر واحد اننى اريد ان اقنع الناس هنا بتغيير فكرتهم عنى تلك الفكره التى الصقتها انت وصديقتك العزيزة جوليا بى"

"جوليا؟"
وشعرت بالارتياح لان جوليا الان هى فى فلوريدا ولكنها صديقتها سابقا فازدواج علاقة ادوارد بهما والمحاكمع قد قتلتا صداقة العمر وسالته بقلق
"وماهى خطتك للوصول الى هناك؟"

"ان لدى خطه وضعتها بكل عنايه فالوقتى فى السجن كان طويلا ثقيلا وعلى المرء ان يقوم بشىء للتسليه"
"ولكن هذا غير معقول فليس بامكانك ان تعود للسكن هنا"
قال ساخرا"حسنا هذه هى تخيلاتى وانا احققها"
قالت غاضبه"اليس لديك اى اهتمام بما قد اشعر به انا او جدى وانا اراك تسير فى الشوارع"
قال بهدوء"ان وصول المرء الى مايريد يستلزم شيئا من الالم"

اذا كان مايعنيه هو انه سيسبب لها الالم فقد سبق ونجح فى ذلك فان جدها سيتالم حين يرى الرجل الذى قتل حفيدته الكبرى وطفلها يسير فى انحاء المدينه ومن ثم تقع ديانا فى دوامة هائله....
واذا راته يعود فيشرع فى السير اسرعت تقول"ان بقاءك هنا سيسىء الينا وكذلك الى والدى جوليا والى كل من راك تلك الليله وكل من يعرف فيرا ويحبها"
"هذا ممكن"
فبدا عليها الغضب لعدم مراعاته لمشاعر الاخرين وقالت "اليس لديك من الذوق واللياقه ما يدفعك الى البقاء بعيدا الم تتعلم شيئا مما حدث؟"
"نعم لقد تعلمت الا اثق بالنساء ابدا "وبدت عيناه مليئه بالسخريه وهو يقول"اذا كنت تريدين ان تعلمى ماذا تعلمت ايضا فى السجن فسياخذ هذا منا ساعات عديده"

لقد كانت فى اعماقها على استعداد للقيام باى شىء لكى تبقيه قربها هذه لو كان قد تغير ولكن للاسف لم يبد لها ملائما لبكون حارسا لعزيزتها الغاليه ديانا
قالت "لو انك قد عدت لتعتذر ان بامكانك ذلك وهذا يغير الامور تماما"

اجاب بفتور"ليس هناك مايدعونى للاعتذار واذا بقيت تركضين بجانبى بهذا الشكل فسيظن الناس انك تلاحقيننى ما اغرب ماياخذ الناس فكرة مغلوطه من اية حادثة قد يرونها اليس كذلك؟"
احمر وجهها لهذا التعريض وقالت باصرار
"ولكننى رايتك فى مقعد القياده فى ليلة الحادث مع جوليا ما اريده ان ترحل "
"اريحى نفسك ياكارولين فليس بامكانك اقناعى بالعدول عما انويه"

سكت فجاه واخذت عيناه تحومان فوقها ودار راسها وهى تفكر كم هو رائع وانتبهت الى نفسها وهى تتمنى لو لم تكن تلبس ملابسها البسيطه........
قال فجاه متاملا"هل كنت حقا بهذا الجمال من قبل؟"
ولابد ان الدهشه ظهرت عليها لانه قال باسما"جذابه فاتنه غامضه"
لم تتمالك من ان تشال"غامضه؟"
"انما هنالك من فعل الزمن"
"الزمن؟"
وغضبت من نفسها لوقوعها فى مثل هذا الشرك وعادت تقول"اسمع...."
قال بلطف"انه يستغفلنا جميعا لاننى لا اتذكر ان عينيكى كانت بهذه الزرقه من قبل"
وابتسم لها فحاولت ان ترد بجواب مناسب قال وهو ينظر اليها
"مازلت اذكر رقتك ونعومتك اتعلمين بماذا كانت تذكرنى دوما؟"
ولما هزت راسها بصمت عاد يقول"بنعومة اوراق الزهره"

قالت "لقد قلت ان وجودك فى هذا المكان غير مناسب"
"انك مخطئه فانا باق هنا "وابتسم بغموض وقال"كما ان لدى خطه تحمينى صبرا فستعلمين كل شىء فى الوقت المناسب"
وسار معها حتى وصل الى منزلها وقال "انى اريد التحدث الى جدك"
"لقد سبق ان اخبرتك انه ليس هنا"
"اننى لا اصدقك دعينى ادخل ياكارولين"
فاجابت ببرود"ولا فى حياتك كلها"
"لقد جئت للتحدث الى جدك وبما انه غير موجود يبدو على ان اقوم بذلك معك بدلا منه والا القيت اسئلتى على من اجد فى المدينه" "اية اسئله؟"
"اى شىء يعطينى معلومات عنك مادمت مستشارة اجتماعيه فى مدرسه اظن ان طلابك يعلمون عنك بعض الاشياء التى يقبلون بالحديث عنها"
قالت بسرعه"لا تشركهم فى الامر" "لن افعل اذا سمحتى لى بالدخول"
كان امامها ثلاثه احتمالات اما انه يعلم بشان ديانا واما انه يرتاب فى شىء او انه لا يعلم شيئا على الاطلاق .قالت له بحزم

"ليس بامكانك الصعود فالناس سيتكلمون"
من مواضيع :

هز كتفيه ثم استدار متوجها نحو سيارته ولكنه بدا يتحدث الى ليندا فاذا لم تتصرف بسرعه سيبدا فى توجيه اسئله تورطها وهكذا تقدمت بسرعه الى حيث كان ادوارد كان يقول
"اه نعم اننى اعرفها منذ سنوات"
فاخذ الطلبه يحدقون فى كارولين وهى تتقدم نحوهم ابتسم لها وهو يتابع قائلا
"لقد كنا نتحدث عن الايام القديمه اتذكرين؟"
نظرت اليه كارولين ساخره"لقد حان وقت عودتك الى البيت ادوارد"
ولكنه استمر قائلا"وذات مره سكبت كارولين نصف صفيحه من الايس كريم الذائب فى خزان غاز تابع لموظف المدرسه الذى كان متحكما سىء الطباع"

فاستدارت اربعه ازواج من العيون الذاهله نحو وجه كارولين المتوهج التى تمتمت "انك توحى اليهم بذلك افكارا غير مستحبه يا ادوارد"
"احقا؟هل لنا ان نتابع حديثنا فى المنزل؟اننى مستعد لذلك"
"ولكننى ذاهبة للشاطىء بعد فتره"وقالت للطلبه"الستم ذاهبين للشاطىء انتم ايضا؟"
ولكن ادوارد ابتسم لهم قائلا"او يمكنكم ان تجلسوا فى السياره لحظه فتجربوها"
فوافق الجميع وهكذا فتح ابواب السياره الرولز رويس ونظرت هى الى الوجوه المتحمسه بينما كانت تسمعه يجيب على اسئلتهم ولم تملك الا ان تعجب بالطريقه التى استطاع ان يجتذب بها اهتمامهم لقد قام بشىء لاجلهم فاصبح الان عليهم ان يردوا له الجميل مثل الاجابه على اسئلته فشعرت انها لا يمكنها الهرب ومهما فعلت سيعلم انها اخفت عنه سرا له كل الحق فى معرفته
قال لكارولين بلهجه دافئه"لن اتاخر يا عزيزتى "وعندما شهقت عاد يقول بابتسامه بريئه"لا اظنهم كانوا يعلمون اننا كنا يوما حبيبين"

قاطعته بلهفه"كفى ادوارد"
فضحك بخبث قائلا"ماكان ينبغى لى ان اغيظ فتاتى المفضله اليس كذلك؟"والقى عليها نظرة حبيب قد التقى حبيبته بعد ان فرقهما الزمن
قالت للطلاب وهى تنظر اليه بابتسامه صداقه عريضه"ربما تقابلنا على الشاطىء ايها الفتيان واذا رايتمونى احمل معى ايس كريم فذلك لاننى اريد ان انتقم من شخص متحكم"
قاطعها بضحكه خافته"امل الا تفكرى فى افراغه على راسى "
قالت بعذوبه "كلا فوق بذلتك الانيقه هذه"
قال وهو ينظر الى عينيها بحب"انك تعلمين اننى ساجعلك تلحسينها بلسانك ايتها الوقحه"

تصاعدت الشهقات حولهما واحمر وجه كارولين ارتباكا ورات التعبير الذى ارتسم على وجوه الطلبه ان عليها ان تقول شيئا والا فقدت مصداقيتها وهكذا اجابته بلهجه ودوده
"انك معتوه لاتهتموا له فهو كثير المزاح هيا بنا"
ونظرت عابسه الى ادوارد الذى كان ينظر اليها هازلا وهى تتابع
"هيا اخبر خالتك كارولين مالذى فعلته منذ رحيلك وما هو شكل زوجتك واولادك؟انه يحب الاطفال الى اللقاء يا اصدقائى استمتعوا بوقتكم"
وبابتسامه ذات معنى ابتعد الفتيان وذهبت مع ادوارد باتجاه باب شقتها وقالت:
"انه دورك الان"ولكنها صرخت محذره وما لبث ان تمتم بشىء ثم ضحك وهو يلوح لها بمفاتيحها التى نشلها من جيبها دون ان تشعر فصرخت غاضبه انه دوما يحتال عليها بنفس الطريقه
سمعت صوت المفتاح الذى يتحرك فى القفل وقبل ان تحتج كان قد دفعها الى الداخل ثم اغلق الباب خلفهما وتمتم"هذا حسن"
بينما نظرت هى اليه باشمئزاز قائله"اخرج"
"طبعا ساخرج انما حين اشاء"
اتسعت عيناها بحذر كانت وحدها مع شاب لايتمكن من السيطره على نفسه فهمست وهى ترتجف"ادوارد لا لا ينبغى لك" "اننى سافعل ما اريد"
اخذت تبتلع ريقها لا تريد ان تسمح لنفسها بان تتاثر به واخذت تردد فى ذهنها(ان اختى متوفيه وطفلها ميت وادوارد هو الذى قتلهما) ولكن هذه الطريق لقتل شعورها الحالى لم تنفع كثيرا
وابتسم ساخرا وكانه يقرا افكارها وقال متعجبا

"اذن فما زالت تلك المشاعر لديك؟ومازالت النظره الواحده تؤثر فيك؟"
صرخت بوجهه"هذه اهانه ان قربى منك يثير فى نفسى الغثيان"
قال"اصحيح هذا؟"
سرى الالم فى جسدها وقالت"انا واثقه من ذلك"

قال ببطء ساخرا "لا اظنك واثقه مما تقولين ان عينيك تفضحانك"
قالت وهى تحاول تضييقهما"كلا"

ضحك وتالقت اسنانه البيضاء فى وجهه الاسمر الوسيم فدار راسها كما اعتاد فى تلك الايام الخوالى يوم احبت دون خجل حبيب اعز صديقه لها ذلك ان ادوارد كان باستثناء بول بريل الذى كان المنافس الوحيد له فى كل مايتعلق بامور الحياه كان ادوارد اكثر الفتيان جاذبيه للفتيات فى المدرسه قال لها:
"انك تخادعين نفسك فقد كنت متهالكه على "
"حسنا كنت انا كذلك ولكنك انت كنت غادرا استغللتنا جميعا"
"الم اعد كذلك؟"
تراجعت شاعره بالخوف ازاء نظراته التى كانت تحوم حولها
نهاية الفصل الثاني الفصل الثالث
كانت غريزتها تدفعها الى حمايه ديانا العاجزه من ادوارد وان تبقيه في نفس الوقت بعيدا عنها هي اترى الانور تشابكت في ذهنها؟
قال فجاه
-والان ياكارولين هل ستخبرينني بمكان امي؟
جمدت في مكانها وهي تردد بغباء
-امك؟
قال
-لقد ذهبت الى بيتها فلم اجدها
قالت
-لقد رحلت
قال ساخرا
-هذاما فهمته من تلك السيده التي تسكن فيه لقد رحلت امي منذ سنوات كانت معرفت بهذا شيئا جميلا
نظرت في عينيه الكئيبتين وغمرها شعور بالحزن البالغ لفقده صلته بامه وبحزن اكثر لما تسبب في ذلك وقالت بهدوء
-ولكنك كنت تعلم انها تبرات منك
فبدت فب العينين الخامدتين لمعه خاطفه ثم قال بصوت اجش
-نعم وعلى كل حال فقد توقعت ان يعلمني احد بعنوانها فتلك المراه لاتعرفه ولكن لابد ان يعرفه جدك فقد كان وابي صديقين حميمين وذلك هو السبب في مجيئي اليه ومادام هوغير موجود فعليك انت ان تخبريني به او تجديه لي باسرع وقت
وتالقت عيناه بنظره اخافتها كان له الطبع البولندي
الحاد الذي ورثه عن والده وحس العداله الصقلي الذي ورثه عن امه وهذا يعني كما اخذت تفكر المتاعب فهي تعرف طباع ادوارد العنيف
لقد ثار على جوليا حين رفضت ان تتوسط لدى والدها لكي يمون دراسته في جامعه هلبرت واثناء ثورته العمياء تلك انحرف خطا سيارته فاصطدم بسياره فيرا شقيقتها
لقد اقسم ان جوليا هي التي كانت تقود السياره رغم انه كان هناك شهود عديدون يكذبونه في ذلك وكانت هي واحده منهم ولقد روعهم غضبه جميعا
ارتجفت كارولين وعيناها في عينيه يبدو ان الزمن لم يقلل من شعوره بالخيانه يل عمقته وازدردت ريقها محاوله التخلص من الغصه في حلقها واستجمعت شجاعتها ثم قالت
-انني ارفض التهديد هل محاولتك العثور على امك هو سبب كل هذا؟
اجاب بصوت اجش حافل بالمشاعر ماجعل عينيها تمتلان بدموع الحزن جاب قائلا
-وماذا غير ذلك يجعلني احضر من البندقيه؟
البندقيه؟لابد انه ذهب الى هناك بعد خروجه من السجن عائدا الى اسره امه ومسقط راسه وذلك لكي يلعق جراحه
قالت لها امله ان يعود من حيث اتي
-اني اسفه لقد كانت رحلتك فاشله لقد علمت انها رحلت من المدينه
سالها بلهفه
-الى اين؟
اجابت بلهجه متمرده وهي تكتم اساها
-ومالذي يجعلني اعلم مكانها؟
قال وقد بدت على وجهه خيبه الامل
-نعم هذا صحيح
تمتمت بعطف
-ادوارد

توجه نحو الباب الخارجي يفتحه وهو يقود مترددا
-لقد كنت ذاهبه الى المقهى
فاومات براسها وقد اعمت الدموع عينيها ثم خرجت الى حيث اشعه الشمس وتوجهادوارد نحو سيارته ومع كل خطوه له كانت هي تشعر بقلبها يتمزق الى ان شعرت بانه لم يبق منه شئ حتى ولا خفقاته..لم يبق سوى هدوء الكارثه المتخلفه عن العاصفه
هاقد نجحت في مسعاها انه راحل..اه وتاوهت انها بحاجه الى الانفراد بنفسها الى السير...الى اي تمرين جسدي قد يصرف افكارها عن ادوارد وعن تلك الايام المظلمه التي عادت لتبلبل افكارها
وركضت نحو المقهى دون ان تفكر في شئ اخر ولكنها وهي تقف امام منضده تقديم الطلبات حيث القتنظره على قائمه الطعام شعرت بانها لاتريد ان تاكل شيئا
وجاءها صوت يسالها
-كارولين كارولين هل انت بخير ؟
اجابت بسرعه
-اه نعم كنت احلم
وكان المتكلم هيلين
-انك تلاهقين نفسك في العمل خذي عطله هذا النهار...يبدو ان الجو سيكون شديد الحراره ان الفريد كالمجنون هذا النهار وهو يستعد لحفله زفافه اليوم
وابتسمت كعادتها كلما تحدثت عن ابنها فبادلتها كارولين الابتسام وهي تقول
-ظننته سيكون مشغولا مع متعهدي
الاطعمه لقد ترك جدي قائمه طويله لعمالنا ماجعلهم يصقلون سياره الليمزين حتى النهايه اشرق وجهه هيلين وهي تقول
-اننا جميعا راضون عن العمل ماذا تطلبين؟ شطائر التونه او...
قاطعتها
-نعم شطائر التونه ومعها فطائرا لاناناس وسانتقي بعض الفاكهه
وكانت كارولين تتظاهر وهي تتكلم بالبششه والمرح
ولكنها عندما اصبحت خارج غرفه الاطعمه عادت الدموع تنهمر فاخذت تمسحها عينيها بضيق بعد ان سمعت الباب يفتح خلفها ويخرج منه شخص ما
وجاءها صوت هيلين الرقيق يسالها
-مالذي يجري ياكارولين؟هل ديانا بخير؟هل هي تتعبك كثيرا ؟كيف الحال بالنسبه الى عملك وغيره؟
اجابت
-لاشئ بامكاني ان اتدبر اموري معها انك تعلمين كم احبها
قالت هيلين
-انا الامر ليس سهلا اظن ليس بامكانك ماديا ايتقدام من يساعدك
اجابت كارولين بكابه
-كا حتىاليسيا الممرضه المتقاعده ستتركنا قريبا ولكننا سنتدبر الامر
كانت تتكلم بتفاؤل وهي تفكر في البهجه التي ملات بها ديانا جو البيت وتابعت تقول
-بامكاني دوما ان اتخذ عملا في الصيف
قالت هيلين وهي تحتضن كتفيها عطف
-انك طيبه جدا
ابتسمت كارولين من خلال دموعها وهي تجيب
-الطيبين لا يحزنون على انفسهم فهم ينشرون المحبه والفرح
ورفعت راسها انها بحاجه الى المحبه والفرح تريد وقتا للانفراد بنفسها وقتا تفكر فيه لكي تعودالى حالتها الطبيعيه مره اخرى ان ديانا بامان خارج المدينه كما ان ادورد رحل على كل حال فاذا هي لم تجد مجالا ترتاح فيه فستجن وقالت
-انني ذاهبها الى الشاطئ حيث اتمدد تحت اشعه الشمس ولا افعل شيئا سوى التنفس والمشي
كانت تقول ذلك بحزم وهي تمسح دموعها
قالت هيلين ضاحكه
-اذهبي ومتعي نفسك

لقد كان هذا ما صممت عليه وكان يفصل مدينتها اورنتي عن البحر نهر لواسكس ورافد متعرج وكان صيادو السمك ينجرفون بقواريهم مع التيار وكان المكان مناسبا للانفراد الناس بانفسهم حيث يستلقون في القوارب كسالى تحت اشعه الشمس بينما يحلمون وعادت الى شقتها وقد غمرتها الكابه حيث اخذت تجهز مايلزمها لقضاء النهار خارجا ثم خرجت بسيارتها من المدينه وعندما اخذت تعب في رئتيها الهواء النقي ابتدات اعصابها تهدا
كانت غالبا ماتتردد على هذه البراري الطبيعيه فتحل مشاكلها وتسترد نشاطها احيانا مع ديانا واحيانا وحدها فكان يعود اليها التفاؤل والاشراق لمجرد مراقبتها للطيور
كان هواء البحر يتلاعب بشعرها بينما تستنشق هواء المستنقعات المالح كان الشفق عند المغيب من الروعه بحيث كانت تعود دوما الى البيت وقد تجدد نشاطها وارتاحت اعصابها ابتسمت برقه وهي تتصور كل ذلك في المراه امامها وهي تستدير بسيارتها الى الطريق بين المنازل
وتاوهن
-اه كلا
ذلك ان سياره ادوارد الخضراء كانت خلفها وهي تعلم انه لا يوجد في كل ولايه يافوتوينس سياره مثلها وليس فقط في مدينه اورنتي
وضغطت على دواسه البنزين بوحشيه مسرعه قدر استطاعتها نحو موقف السيارات عند الشاطئ ووقف ادوارد بجانبها وقد بدا وهو يترجل من السياره كنجم سينمائي ماجعل الانظار كلها تنصب عليه
قالت بعنف وهي تختطف حقيبيتها من السياره وتضعها في كتفها
-ان هذا زائد عن الحد
ودون ان تنتظر تعليقا منه ركضت نحو السلم الخشبي الذي يكون جسرا فوق الرنال وهي تحس بضسق بالغ انه لن يستسلم وسيظل يوجه الاسئله الى ان تفلت منها كلمه او جمله يعلم منها بامر ديانا
والقت بنظره الى خلفها لم يكن مسرعا بل كان فقط يطوي الارض طيا بخطواته الواسعه وكان النسيم يعبث بشعره الاشقر فوق جبهته بينما كانت عيناه يبدوان اخاذتين غامضتين خلف النظارات الشمسيه
ابتسمت لها كريستي قائله
-مرحبا يا انسه بلايد انه يوم رائع
اجابت وهي تلهث نتيجه اندفاعها من السياره
-انه رائع تماما انظري الى وانا استمتع به
وكانت مقطبه الجبين قليلا ولكن كريستس كانت قد رات ادوارد
فقد علمت كارولين هذا لدى رؤيه عينيها المتسعتين عن اعجاب واضح
لقد اثار حنقها لحاق ادوارد بها اي فائده يتوقعها منها؟لقد سبق واخبرته ان امه قد رحلت ان تسكعه خارج الكاراج لن ينفعه بشئ رغم انه سيسئ اليها كثيرا وكذلك الى ديانا
انها مقابله اخرى بينما المفروض ان هذا يوم راحتها والمفروض ان تنفرد بنفسها انه يوم من الايام القليله في حياتها التي تشعر فيه بالتحرر من مسؤوليه اي شخص اخر
وها هو ذا الان ياتي لافساده عليها
تاهت بها الذكريات لقد كانت تاتي معه الى هذا المكان في الايام الخوالي ايام حبهما....هذا الحب الذي لم يدم سوى شهور قليله ندمت على علاقتها به في ما بعد من كل قلبها
وغمر نفسها الالم وتمنت لولم تقع قط في غرام حبيب اعز صديقاتها تمنت لو انها لم تمض معه تلك المده الطويله تمنت لو لم تجعله يعلم كم كانت تحبه
لقد كان يخرج معها وكذلك كان يخرج مع جوليا ايضا كاذبا عليهما هما الاثنتين ويقسم لكل منهما ان حبه لها حتى الموت كانت جوليا صديقتها منذ زمن طويل وقد اخذتها تحت جناحها..جوليا الغنيه المتالقه ذات الجمال
الرائع الاخاذ والتي كانت تعيش في قصر كولين الواسع قرب المرفا والملي بالخدم والذي يحيط به بستان فاكهه
ومنزل للقوارب وحديقه تثير الحسد الى كاراج واسع
ومن الغريب ان جوليا كانت تحب شقه كارولين الصغيره قائله انها دافئه ومريحه مليئه بالضحك بعكس القصر الكبير الفارغ ولك تكن كارولين تفهم هذا فقد كان قصر تمبلين اجمل بناء في مدينه اتيرنيتي اقامه ازاريا كولبن في القرن التاسع عشر وكان سيسعدها جدا لو تمكنت من العيش في منزل قبطان بحار كان قد انشا ثروته في تجاره مع الصين رغم شعورها بانه كان منزلا خاليا من الحب
ويظهر ان جوليا قد وجدت كل الحب الذي كانت بحاجه اليه في منزل اسره كارولين وكانت هي من ناحيتها بالغه الكرم فمنحت كارولين ملابس جميله وعلمتها كيف تبرز جمالها مقابل ذلك كانت كارولين تساعد جوليا في فروضها المنزليه كما كان الوفاء يدفعها الى صد الانتقادات والائعات عن طبيعه جوليا الحاقده المحبه للانتقام وكذلك كانت تستمع الى حكاياتها عن الفتيان الذين وقعوا في غرامها...
وخصوصا ذلك الفتى الجذاب الذي قدم حديثا الى المدينه ادوارد والذي يظهر انه لم يستطيع ابعاد نفسه عن جوليا المتحفظه الصعبه المنال فكانت كارولين تستلقي على فراشها متسعه العينين وهي تستمع الى جوليا تحدثها عن لقاءاتها والعروض التي تتلقاها من الفتيان وعلى الاخص حديثها عن ادوارد وجرته التي كانت تصفها باشمزاز كما كانت تقول عنه انه طماع ومتوحش كما انه خشن
وهكذا استمرات كارولين تستمع الى كل ما يتعلق بادوارد المتلهف شوقا ولكي تخفي مشاعرها نحوه لانه كان يبدو مجنونا ب جوليا والذي لم يكن ليهتم بالنظر الى تلك الفتاه الايرلنديه الاميريكيه ذات الطبع الناري والتي لا تجري في عروقها قطره دم النبلاء لقد كان ماهرا طموحا وزواجه من فتاه ثريه ذات نفوذ سيساعده في الوصول الى هدفه
ولكنه عندما طلب من كارولين موعدا وذلك بعد تلك العاصفه الثلجيه مخبرا اياها انه قد فسخ علاقته مع جوليا صدقت كذبته تلك بكل سرور وهكذا تخلت عن سنوات من الصداقه مع جوليا في سبيل ادوارد
وكان لابد ان ينال جزاء كذبه وخيانته لجوليا فقد ثارت عليه جوليا ماجعله يفقد اتزانه معها فيتجادلان وعندما راى انهيار خطته في ان يقنع والد جوليا في ان يكفل تعليمه الجامعي جعله ذلك يفقد السيطره على السياره لتكون النهايه الفاجعه
كان هذا ماحدث وكان على كارولين ان تتقبل فكره انها كانت مسؤوله جزئيا عن سلسله الاحداث التي قادت الى تلك النتيجه
كان جدها يراها جوهره صغيره ذات صفات مميزه وكان والداها فخورين بها وكانت في مدرستها الثانويه يطلقون عليها لقب الانسه الرائعه الصغيره
ولكنها خانت اعز صديقه لديها كما تمزقت تلك
لصداقه الطويله بشهاده جوليا وكذلك بشهاده والديها اللذين كانا في تلك اللحظه يطلان من نافذه منزلهما قصر كولبن على الحادث المفجع
وعندما وقفت على قمه كثيب من الرمل استدارت تلقي على ادوارد نظره طويله بطيئه من فوق كتفها ثم حدثت نفسها قائله انها ستستمتع بهذه النهار انها عطلتها ولن تسمح لادوارد بان يفسده
واندفعت تهبط الدرجات نحو الشاطئ الابيض حيث خلعت حذاءها لتشعر بمتعه السير حافيه على الرمال الساخنه ثم وقفت مغمضه العينين بابتهاج رافعه وجهها نحو الشمس الدافئه ط
فلم تلتفت لدى سماعها صوته وانما بقيت تحدق في البحر متظاهره انها لم تتاثر بكلمته الرقيقه تلك ثم عادت تسير وكانه ليس له وجود الى ان وصلت الى فسحه رمليه صلبه
اقترب منها وقال
-يبدو انك متعبه اظن ان عملك يستنفذ كثيرا من طاقتك

قالت تجيبه
-نعم انه مرهق ولكنني احبه ان عملي هو حياتي
سالها
-اليس ثمه عمل افضل
اجابت
-انه نوع الاعمال الذي تمنحه كل قلبك فهو ليس مجرد محاضرات وعنايه ياادوارد انني اتعامل مع المشاعر كما ادرس المشكلات ايضا ان على ان اتعرف الى تلامذتي واهتم بهم..ثم انني احميهم من المتاعب
والمتعبين فلا تحول اذهانهم خارج عملهم
وكان في لهجتها وهي تقول ذلك تحذيرا واضح
قال موافقا
-اظنني لو حاولت ذلك سالهيهم عن عملهم نوعا ما
وكان يعني بذلك الى اين يمكن ان يؤدي بهم اسئلته فهو لم يكن مهتما بعملها اطلاقا واستدارت اليه تواجهه قائله بعنف
-دع عينيك الجوالتين تستقران على واحد منهم اكثر من ثانيه ثم انظر ماذا سيحدث لك
قال متاملا
-كم احب شعرك خصلا بهذا الشكل
قالت
-ان شعرك سيتمرغ بالتراب اذا لم تعدني بان لا تمثل دور الحبيب الولهان مع النساء اللواتي هنا
قال ببراءه
-انما كنت افكر في تمثيل دور الحبيب الولهان مع امراه معينه
سالته-من هي؟
ابتسم مجيبا
-انت
ورات كارولين صورتها معكوسهعلى نظاراته الشمسيه السوداء متشابكه الشعر متسعه العينين مزمومه الفم استياء وتابع يقول
-انني اريد قبل كل شئ ان اعود الى العيش مع امي وعندي طريقه تجعلني وائقا من ان ذلك سيحدث
ابتدات تقول ساخطه
-اه ادوارد..
تمتم يقاطعها
-طريقه معينه حيث انك ستساعدينني وذلك عندما تصبحين فتاه طيبه وتمدحينني حتى العظم عند ذلك ستعود امي لتعيش معي
قالت بضيق
-كلا انها لن تفعل.انها..عليك ان تدرك يا ادوارد انها لاتريد رؤيتك
قال بثقه
-انها ستغير رايها
قالت متأوهه
-ان ذلك غير ممكن
ولكنه تجاهل قولها وهو يجلس على الارض بجانب حقيبتها منحيا نظاراته الشمسيه
حولت نظراتها نحو البحر تحدق فيه متامله
كان الاولاد يضحكون ويعبثون على الشاطئ وازواج المحبين غافلين عن كل ما حولهم
كانت مشاهد البهجه في كل مكان كان مفروضا الان ان تكون بين الامواج تسبح بابتهاج ولكنها بدلا من ذلك ترى نفسها في غايه الانفعال بينما هو يمسك بحقيبتها التي تحوي مفاتيح سيارتهاكان عليها ان تعلقها حول عنقها
قالت له ببرود
-بما اانك امضيت وقتا طيبا فاذهب الان
قال -اتظنين ان رؤيتك فقط تكفيني.انني اريد اكثر من هذا بكثير
قالت وهي تهم بالابتعاد
-اياك ان تفكر باي شئ لن اقبل بعه
قال بحزم
-انك لن تهربي مني هذه المره واذا انت حاولت ذلك فساعيد حياتكالى البؤس الذي جءت منه
قالت له بحده
-انني لن اساعدك
قال
-بل ستفعلين ذلك عندما انتهي منك
نظرت اليه من فوق كتفها قائله
-ومالذي يجعلك تظن ذلك ؟
فلاحت على شفتيه ابتسامه وهو يجيبها قائلا
-لانني اشعر بحافز يدفعني الى الحصول على ماراريد انظري ياكارولين الى تلك المراه وطفلها هناك
فنظرت كارولين بحيره الى المراه التي كانت باسمه الى طفلها الذي كان ينقل الرمل بدلوه لكي يتم بناء قصر من الرمال وذاب قلبها هي تسمع ضحكا تهما المزهوه بنجاحه حتى التعبير الذي بدا على وجه ادوارد مسفؤادها وهي تراه وكان حبه للاطفال قد اصابه الاحباط وسالته بعفويه
-ما معنى هذا؟
اجاب
-هذا المنظر اراه حيثما ذهبت الحب بين الام وابنها الحياه المشتركه بينهما انني اكن لامي بالغ التقدير فقد ضحت هي وابي بكل شئ في سبيلي وقد منحتهما انا بالمقابل كل ما يمكنني منحهما اياه
قالت بحيره
-انني اعلم ذلك
قد يكون خائنا بالنسبه الى النساء ولكنه كان دوما في خدمه والديه حتى في اوقات راحته كانت العلاقه الوثيقه بين افراد اسرته والمحبه المتبادله بينهم حتى امام الناس كل ذلك كان يمس المشاعر
وعاد يقزل بساطه
-انني اريد ان تعود امي الى وانا على استعداد ان افعل اي شئ مقابل ذلك اظن سيصعب عليها ان تشيح بوجهها عني عندما تراني وهناك بيت ينتظرها يوشك ان يكون جاهزا لنتتقل اليه
نظرت كارولين اليه بغباء تنتقل اليه؟ ان لديه منزلا لاجل امه دون ان يخطر باله انه غير مرغوب فيه قالت باسئ
-كلا
قال بصوت خفيض
-يجب ان تفهمي ماذا يعني هذا بالنسبه لي لقد اردت العوده منذ وقت طويل يا كارولين
من الممكن ان تنسى بيتك فتره ولكن الشوق اليه لابد ان يغلبك في النهايه لقد نشاءت في سولارم ثم عدت الى هناك لاعيش فيها بعد خروجي من السجن ولكن بيتي هو في اورتني لان هناك ابتدات حياتي الحقيقيه
وفاض صوته بالمشاعر وهو يتابع
-وهذا هو السبب في انني اتفقت مع احد وكائي بان يشتري منزلا من اجلي
تجاذبها لحظه عاملان كانا في نفس القوه العامل الشوق الذي شدها اليه وعامل الضمير الذي ابعدها عنه واخذت تحدق فيه بعينيها الزرقاوين الواسعتين باهدابهما السوداء الكثيفه لقد عاد الان الى شخصيته الاولى..الىادوارد القديم
ولكنها قفزت مبتعده عنه وهي تتذكر ما سبق وقاله وسالته
-منزل؟ولكن امك لن تقبل السكن فيه معك؟ انها لن تترك هذه المدينه اورنتي ابدا
قال وقد بدت السخريهفي عينيه
-انها اذن مازلت في اورنتي على الاقل حسنا ليس عليها بان تغادرها ذلك ان المنزل في اورنتي
فصعقت ومضت فتره قبل ان تتمالك نفسها وتقول
-ادوارد اظننا سبق ان تحدثنا عن هذا الامر ليس بامكانك العوده الى هنا...
قاطعها محذرا
-لا تنطقي بتلك الكلمه انك في جزء من اعماقك كنت اقفلت عليه بالمفتاح ونسيته في ذلك الجزء تعلمين ان هذا غير صحيح ان لدي الكثير من الاخطاء بعضها يشعرني بالحزي
والبعض الاخر كون شخصيتي الحاضره ولكنني لم اكذب قط كل لم اتصرف قط نحو
امراه بشكل مشين مهما كان تصرفها رخيصا ومهما كان الدافع الى ذلك
قالت وهي تتمنى لو انه على الاقل يعترف بما اقترف قالت
-انك تكذب لايمكنك ان تتذكر ما...
قاطعها قائلا بهدوء
-ساظل انكر حتى يوم مماتي
صرخت فيه بحزن
-ولكنك كنت مذنبا تماما
اخذ يرمقها بعينيه السوداوين بغضب قائلا
-هذا ليس صحيحا وانا لا اسمح لك بان تقولي ذلك مره اخرى
كان يقول ذلك من بين اسنانه المطبقه ورات انه مصر على السير في مشروعه الذي هو الاستقرار في هذه المدينه اورنتي مهما كان الالم الذي سيسببه ذلك لكل شخص
وتاوهت كارولين بياس وهي تقول
-واين هو ذلك المنزل
فاجاب
-قرب رصيف المرفا قريبا من المدينه حيث كانت تعيش جوليا وابواها انه قصر كولبن
وارتسمت على شفتيه ابتسامه تبعث على الغثيان

انتهى الفصل الثالث
  #2  
قديم 07-01-2011, 07:55 AM
 
تسلمي ياعسل
  #3  
قديم 07-04-2011, 03:50 AM
 
قصة مرررررة حلوة و مشكورة عليها تابعي بليييييييييز
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اذا طلب العريس فحص العذريه nalovena حوارات و نقاشات جاده 6 11-18-2010 06:34 PM
العريس وحاشيته ●•ﻣ ξ ــٱنډ ٴ ٵڷـﯙڤـﭞ•● حوارات و نقاشات جاده 2 07-12-2010 02:40 AM
بالصور يارب لطفك ورحمتك باهل العريش - سيول العريش من 19-23/-1-2010 العريشيى مواضيع عامة 8 01-25-2010 12:06 AM
تعال وشاهد صورة هذا الحاقد الذي كرس وقته في النيل من النبي صلى الله عليه وسلم عاشقة فلسطين حوارات و نقاشات جاده 76 05-05-2007 10:36 PM


الساعة الآن 04:27 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011