عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه (https://www.3rbseyes.com/forum62/)
-   -   قصة: (( مسير الأرواح في عالم البرزخ )) (https://www.3rbseyes.com/t226226.html)

(البافاري) 01-30-2011 10:21 PM

فدخلت وألقيت السلام ثم جلست أمام ذلك الرجل العظيم ، فرد عليالسلام ، وقبل أن أبوح بطلبتي تصفح دفترا كان أمامه ، وكانت رجلاي ويداي ترتجفان







ولكن لم يطل بي المقام حتى امتدت يده نحوي وهي تحمل بطاقة خضراء ،ولما سلمني إياها تبسم بوجهي وقال : لقد بلغت السعادة فهنيئالك .

وهكذا مررنا من باب الولاية وخلّفنا وراءنا المأمورينومن لا ولاية لهم .





أبواب وادي السلامألقيت ببصري إلى الأعلى . لا أثر للدخان والنيران ، وكل ما في الأجواء نور ، كلما تقدمنا إلى الأمام كانايزدادا توهجا ، الأرض مستقيمة والخضرة و اللطافة تشاهد في كل الأرجاء ، والفرح سلبمني الاستقرار، حتى ( حسن ) فقد شاهدته مسرورا بحيثلم أراه أبدا قد غرق بمثل هذا السرور والفرح قبل ذلك ، ودون وعي مني تقدمت ( حسن ) وأخذت أواصل طريقي مهرولا .



ابتعدنا قليلا عنباب الولاية فانشطر الطريق إلى ثمانية فروع ، لم أعرف ماذا أصنع ، وبأي اتجاه أسير، توقفت حتى وصل ( حسن ) فاستفسرت عن مصيري ،وضع ( حسن ) يده على كتفي وقال: للجنة في يومالقيامة ثمانية أبوابواحدة للنبيين والصديقينوواحدة للشهداء والصالحين،وواحدةللمسلمين من لم يضمروا العداء لآل البيت ( عليهمالسلام ) وخمسة أبواب للشيعة وأتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) ،ووادي السلام صورةمصغرة للجنة ونفحة منها .

ثم أشار إلى أحد الطرقوقال : هذا هو طريقنا عجّل وتعال معي .




لم نتقدم شيئا فهب نسيم لطيففعمّ الأجواء عطر دفعني لأن أقف وأتنسم عبائره دون وعي مني ، نظرت إلى وجه ( حسن ) الجميل الباسم قد تسمّر في وجهي ،فسألته : ما الأمر ؟ ولماذا تنظر إلي هكذا ؟أجابني مسرورا : هذا عطر الجنة قد هبّ من وادي السلام وهودليل على اقترابنا من المقصد وعليّ الذهاب الآن ، فاختفت البسمة عن ملامحيفسألته مضطربا: إلى أين تريد الذهاب ؟ ألم يكنالقرار أن نكون معا إلى الأبد ؟فتبسم ( حسن ) وقال: لا تخف لن أفترقعنك أبدا ولكن لابد من أن أذهب أمامك إلى وادي السلام لكي أهيئ دار السلام التيخصصت لك .




فسألته مسرورا : وأين هيدار السلام ؟فأجاب : لكل مؤمن مستقرآمن واستقرار في وادي السلام تسمى دار السلام .

عمر فؤادي بالفرح وتفتحت شفتايببسمة غامرة ،ثم سألته : ما الذي عليّ أنأصنعه بانتظارك ؟قال وهو يسير: واصلطريقك بتؤدة فإذا ما وصلت الباب ستجدني هناك .
سار ( حسن ) مسرعا وواصلت طريقي بنفس الاتجاه حتى لا ح أمامي منبعيد باب وادي السلام ، ضاعفت من سرعتي وكلما تقدمت إلى الأمام كنت أشاهد البابيكبر أمامي ، وشيئا فشيئا كانت تبدو بالأفق أشجارا خضراء على جوانب الباب ، فقدتُصبري فأخذت أسير راكضا ، في تلك الأثناء شاهدت ملائكة يحلقون باتجاهي فتوقفت إجلالالهم ، ولما أصبحوا فوق رأسي قالوا معا : السلام عليك أيها العبد الصالح ، طوبى لكالجنة والسعادة ،فرددت عليهم قائلا:الحمد لله الذي لم يحرمني الجنة .




ودعني الملائكةوذهبوا ، عرفت أنني اقتربت من مقصدي ، أخذت أركض بسرعة حتى وجدت نفسي عند بابالسعادة والرفاه أي وادي السلام .


(البافاري) 01-30-2011 10:22 PM

اللهم صلِِّ على محمد وآل محمد
...........



حفل الاستقبال

عندما وقع بصري على الأوضاعداخل وداي السلام بهت وتسمرت في مكاني وتملكتني الدهشة لرؤية تلك المناظر الجميلةالتي لا يمكن تصديقها . لم أدرِ كم قضيت وأنا على تلك الحال حتى شعرت أن هناكمن يهز كتفي ،


فتحت عينيّ فإذا بي أشاهد وجه ( حسن ) الباسم ، فأحسست بالراحة لرؤيته مرة ثانية إلىجانبي فاحتضنته ، وفي تلك الأثناء همس ( حسن ) في أذني : لقد جاء بعض المؤمنين لاستقبالك ، تأملت قليلا وإذا بزمرة من المؤمنين


وقفوا أمامي مبتسمين ، تركت ( حسن ) وتوجهتنحوهم بهدوء ، ولما وصلت عندهم رحبوا بي جميعا ، وبدوري سلمت عليهم واحتضنتهم واحداواحدا .



ثم سألني أحد المؤمنين عن أخيه،فقلتله : إنه لم يزل يزرع في مزرعة الدنيا ،وسألني آخر عن أحد الأشخاصفأجبته : لقد رحل عن الدنيا قبل مجيئي إلى البرزخ بسنواتفأطرق السائلبرأسهوقال : أعانه الله ،فسألته بعجب : ماالذي حصل ؟
قال : إنه لم يأت إلى هنا لحد الآن . إذ ذاك فهمت أنهمازال ممتحنا في وسط الطريق أو استقر في وادي العذاب . ثم تقدم أحدالمؤمنين نحوي مستفسرا عن أحد الطواغيت في الدنيافأجبته: للأسف إنه لم يزل حيا ويواصل طغيانه ،فقال لي : لا تأسف إذ أن الله لا يمد الكافرين والظالمينخيرا لأنفسهم بل ليرتكبوا المزيد من الخطايا فينالهم العذاب الأليم في الآخرة .

انتهى حفل الاستقبال بعد أن آنست بهم ولم أشأ تفرقهمعني . وقد شعر ( حسن ) بما يدور فيداخليفقال لي : لا تقلق فإنك ستلتقي بهم وبسائرالمؤمنين الذين يلتقون ببعضهم البعض بين فترة وأخرى ، ومدة كل لقاء تتبع درجةالملاقي والملاقى ،ثم سحبني من يدي وقال: هيا بنافقد أعددت لك مستقرك .


ونحن نسير كنت أشاهد أهل وادي السلام زرافات زرافاتجاؤوا للقاء بعضهم البعض وقد تحلقوا حلقات حلقات فيتحادثون فيما بينهم تغمرهمالفرحة والسعادة والابتسامة تعلو وجوههم .

كان التابوت يسير مرفوعاً علىأكتاف أصدقائي وكنتُ أرافقهم والقلق من المستقبل يهيمنُ عليَّ.

وفي الوقتالذي كانت ألسنة الكثير من المشيعين تترنم بنداء "لا إله إلاالله: .. كان إثنان من أصدقائي يتهامسان فيما بينهما فدنوتُ منهما وأنصتُّلحديثهما ..

وااااعجباً !!متى تستيقظان من غفلتكما !!أتتحدثان عن معاملة وصكوك مرفوضةوأرباح و ... !! كان من الأفضل أن تفكرا في هذهِ اللحظات بآخرتكما .. بذلك اليوم الذي سيحلُّ عليكما وينقضُّ عليكما الموت !!إذْستنقطعُ أيديكما عن الأرض والسماء وتغلق صحيفة أعمالكما وتطلبان الفرصة مثلي .. حينها لن تحصلا على الإذن بالعودة وستعضان على أيديالندامة : يا ليتنا قدْ فكّرنا بهذهِ الدنيا الباقية في تلك الدنيا الزائلة .

أيّها الأصدقاء !!إنني أدعو لكمْ أن تعمّردنياكمْ وتكون آخرتكم أكثر عمراناً .. ولكن أقسمُ عليكم بالله أن تستيقظوا منغفلتكمْ وفكّروا جيداً .. وإذا لمْ تفكروا بي ففكروا بآخرتكمْ على أقلِّ تقدير .. فكروا بذلك اليوم حيث ستلحقون بي .. أمضوا هذِ اللحظات بذكر الموت .. فإذا لمْتفكروا بالموت هُنا.. فأين يتعودون إلى أنفسكمْ !! كأنّ الموت لمْ يُخلق لكمْ!!

عجباً .. ثمّ عجباً لكمْ تنظرون إلى الموتولا زلتثمْ غافلين .

وهُنا توّجهتُ إلى أهليوعيالي قائلاً :

أيّها الأعزاء !! لاتغرّنّكمْ الدنيا كما غرّتني .. لقدْ أجبرتُموني على جمع الأموال التي لذاتها لكمْوتبعاتها عليَّ" .





وصل المشيعون إلى المقبرة .. وعند مشاهدتي لها استحوّذ علىفؤادي الغم .. مرّوا على العديد من القبور حتى بانت حفرةٌ من بعيد فهيْمنَ عليَّالاضطراب والرعب .
بقيتُ مسافة حتى قبري فوضعوا جنازتي على الأرض .. استرحتُقليلاً .. وبعدَ قليل رفعوا التابوت ثانية وساروا بهِ قليلاً .. ثُمّ وضعوهُ علىالأرض ثُمّ رفعوه ساروا بهِ وحطّوا به على مقربة من القبر .. ألقيتُ بنظرة إلى داخلالقبر
..........

(البافاري) 01-30-2011 10:23 PM

.الــــــقـبــــر.
. ألقيتُ بنظرة إلى داخلالقبر
فأنتابني الرعب مرذة أخرى .رفعَتْ مجموعة منهمجنازتي من التابوت وما إن أدخلوا رأسي في القبر تصوّرتُ من شدة الخوف والرهبة كأننيهويْتُ من السماء إلى الأرض .. وحينما كانوا يُدخلون الجسد إلى اللحد ألقيتُمن خارج القبر بنظرة إلى جسدي وأخرى وجهتُها إلى الناس ..فأقتربَ أحدهم من جسدي منادياً بإسمي .. فدنوتُ منه وأستمعتُ لكلامه فقدْكان مشغولاً بالتلقين .

كنتُ أسمع كل ما يقول وأرددٌمعه .. ما أروعه فقدْ كان يتلّفظ بروية وطراوة .. وما إن مضتْ لحظات حتىبدأوا بوضع الصخور فوق اللحد فشعرتُ بالأذى والأسى لأنهّم سجناو جسدي تحتَ التراب .

تأملتُ مع نفسي من الأفضل أن أنسحبَ ولا أدخل القبرمع الجسد .. ولكن لشدّة تعلقي بالجسد جئتُ إلى جانب الجنازة .. وفي طرفة عينبدأت الأيدي تهيل التراب على الجسد .

...:::
حلَّ أوانالغربة :::...

انتابني السرور لكثرة الذين جاؤوالمواراة جثماني الثرى .. وشعرتُ بالمتعة لحضورهم وتلاوتهم للقرآن والصلواتعلى النبي وآله . ثمّ أخذ الحارون بالإنصراف شيئاً فشيئاً ولمْ يبقَ منهم إلا نفرٌيُقّدرون بعدد الأصابع .. ولكنْ لمْ يمضِ من الوقت إلا القليلحتى تركوني وحيداًوهذا ما لَمْ أُصدّقه – ربّما لا تتصورون ما جرى عليَّفي تلكَ اللحظات ..فلمْ أكُ أتوقع منهمْ هذا الجفاء .. أولادي .. بناتي .. زوجتيوكذلكأصدقائي المقرّبينالذين لمْ أبخل عليْهم بالموّدة .. لكنّهم سرعان ما أنصرفواوتركوني وحيداً !! وددتُ لوْ أصرخ فيهم :

"
أينَتذهبون!!ابقوا معي .. لاتتركوني وحيداً" ..

في تلكَ الأثناء سمعتُمنادياً ينادي في الناس : توالدوا للموت .. واجمعوا للفناء .. وابنوا للخراب .. ولكن للأسف فقدْ كانوا في وادٍ آخر محرومين من الإستماع لهذا النداء .. ولماعرفتُ أنّ الناس قد خرجوا من المقبرة ناديْتُهم : إذهبوا .. ولكنْ إعلموا بأنكمستنزلون التراب يوماً صدّقتُم أمْ لم تصدقوا .. شئتُمْ أمْ أبيْتُم .. إعلموافوالله لا يُؤخر الأجل .
بعدَ كلّ ذلك الصراخوالعويلرجعتُ إلى نفسي فوجدتُ أنّ كلّ ما بقيَ لي هو قبرٌ مظلم موحش مهوليثير الغموم .. فأستحوذتْ عليَّ الرهبة .. أخذتُ أفكر مع نفسي : وكأنهم قد قذفوا فيفؤادي كلّ ما في افئدة الأرض من غموم وكلّ ما في الدنيا من قلق .. وأنهُ غَمء ورُعبلو نزل على بدن الإنسان لأهلكه .. ونتيجة لذلك الضغط النفسيبكيتُ وسالت دموعي ساعات وساعات .

أخذتُ أتذكرأعمالي فأدركتُ قلّة بضاعتي .. فتمنّيتُ لوْ عدتُ مع الذين كانوا قد اجتمعواعلى قبري .. كيْ أقضي عمري بالعبادة وإحياء الليل والأعمال الصالحة وأنفق ما كنتُجمعته خلال السنوات الأخيرة من عمري على الفقراء .. ليتني...ليتني .!!

...:::
جاء رومان :::...

وأنا غارقٌ فيبحر أفكاري ارتفع صوت من يسار القبر : إنّك تتمنى العودة عبثاً .. فقدْأُغلقت صفيحة حياتك !! فرعبتُ لذلك الصوت في تلك الظلمةوكأنّ أحداً قد دخل القبر .. فسألته بصوتٍ مهزوز

(البافاري) 01-30-2011 10:24 PM

اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا

(البافاري) 01-30-2011 10:24 PM

اللهم طهرنا


الساعة الآن 07:01 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011