|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
ظهر الفساد في البر والبحر ظهر الفساد في البر والبحر الدخان المنبعث من المعامل من أكثر أسباب التلوث البيئي الدكتور منصور أبوشريعة العبادي جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية إن طبيعة الحياة على الأرض من التعقيد البالغ بحيث لا يمكن للبشر مهما أوتوا من علم أن يكتشفوا جميع أسرار الآليات التي تعمل بها مكونات هذه الحياة والتي تبقيها تعمل بهذه الكفاءة المنقطعة النظير لبلايين السنين. ولذلك فإن العلماء متخوفون من أن التغييرات التي أحدثها البشر في بيئة هذه الأرض نتيجة لظهور الثورة الصناعية قبل قرنين من الزمن قد تؤدي إلى اختلال عمل النظام الحيوي وربما انهياره بالكامل. فعلى سبيل المثال فإن أحد أهم شروط استمرار الحياة على الأرض هو ثبات معدل درجة حرارة سطح الأرض عند خمسة عشر درجة مئوية ولا يعرف العلماء على وجه التحديد المدى الذي يمكن أن يتغير فيه هذا المعدل دون أن يختل عمل النظام الحيوي. ولقد لفت القرآن الكريم أنظار البشر إلى هذا التوازن العجيب بين مكونات هذا النظام قبل أربعة عشر قرنا فقال عز من قائل "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ" الحجر 19. فهذا التوازن موجود على النطاق الواسع بين الكائنات المنتجة كالنباتات والطحالب والمستهلكة كالحيوانات والمحللة كالبكتيريا والفطريات وقد يؤدي خللا بسيطا في هذا التوازن إلى طغيان بعضها على بعض. أما التوازن على النطاق الضيق فهو موجود بين جميع أنواع الكائنات الحية فكل من هذه الأنواع يعتمد على أنواع أخرى لكي يبقى على قيد الحياة من خلال سلسلة غذاء بالغة التعقيد تم إحكام خطة عملها بحيث لا يمكن قطع أحد حلقات هذه السلسلة حيث أن قطعها سيؤدي إلى انقراض جميع الكائنات الحية. فعلى سبيل المثال فإن جميع كائنات البحر التي يزيد عددها عن عدد كائنات البر بعشرة أضعاف تعتمد في غذائها على الطحالب التي تعيش فقط في المياه السطحية للبحار والمحيطات وبعمق لا يتجاوز المتر وذلك لكي تستمد الطاقة من أشعة الشمس
__________________ |
#2
| ||
| ||
وبما أن معظم كائنات البحر لا يمكنها التغذي على الطحالب البحرية بشكل مباشر وذلك لصغر حجمها فهي لا تكاد ترى بالعين المجردة فقد سخر الله أسماك صغيرة الحجم تلتهم هذه الطحالب ومن ثم تقوم أسماك أكبر حجما بالتغذي على هذه الأسماك الصغيرة وهكذا تتوالى السلسلة إلى أن تصل للحيتان التي تزن عشرات الأطنان. ومن الواضح أنه إذا انقرضت بعض أنواع الأسماك وخاصة الصغيرة التي هي أقرب لبداية سلسلة الغذاء فإن هذا سيؤدي إلى انقراض الكائنات التي تعتمد عليها في غذائها وهذه بدورها تؤدي إلى انقراض أنواع أخرى وهكذا دواليك. ونأتي الآن على شرح الأسباب التي مكنت البشر في هذا العصر فقط من إحداث هذا الفساد في بر وبحر هذه الأرض فهناك سببان رئيسيان يقفان وراء ذلك أولهما استخدام المحركات بمختلف أنواعها وثانيها استخراج معظم كنوز الأرض من معادن وأملاح ومركبات كيميائية ووقود أحفوري. إن كون المحركات سببا في فساد بيئة الأرض يرجع إلى عدة أسباب أولها حاجة هذه المحركات لحرق كميات كبيرة من المواد العضوية كالبترول والفحم والغاز فساهمت نواتج الاحتراق وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون في إحداث خلل في توازن مكونات جو الأرض والذي انعكس على النظام البيئي كما سنبين لاحقا. أما ثانيها فهو تمكين هذه المحركات بقوتها الخارقة البشر من القيام بمهام أحدثت أضرارا بالغة على البيئة كقطع أشجار الغابات وصيد الأسماك بكميات بالغة وحفر المناجم وبناء السدود
__________________ |
#3
| ||
| ||
أما السبب الثاني من أسباب الفساد الذي أصاب الأرض فهو الأثر الناتج عن استخراج مختلف أنواع العناصر الطبيعية والمركبات العضوية وغير العضوية من القشرة الأرضية ومن ثم استخدامها في تصنيع مختلف أنواع المركبات الكيميائية اللازمة لصناعة أنواع لا حصر لها من مستلزمات الحياة المعاصرة. فمع بداية القرن العشرين تمكن البشر من اكتشاف جميع العناصر الطبيعية البالغ عددها 92 عنصرا بينما لم يتعرف البشر حتى بداية القرن الثامن عشر إلا على 12 عنصرا. ومن هذه العناصر والمركبات العضوية وغير العضوية المتوفرة في الطبيعة قام البشر بإنتاج عدد لا حصر له من المركبات الكيمائية الصناعية والتي يقدر الأنواع التي يتم تصنيعها لأغراض تجارية بسبعين ألف مركب. إن كون هذه العناصر والمواد الكيميائية المستخرجة والمصنعة تشكل خطرا على بيئة الأرض يعود إلى عدة أسباب أولها إن عملية استخراجها وتكريرها وتصنيعها تحتاج لكميات كبيرة من الطاقة والذي يستلزم حرق كميات كبيرة من الوقود أما ثانيها فهو ضياع مساحات واسعة من الأراضي لأغراض إنشاء المناجم مما يترتب عليه تدمير جميع أشكال الحياة الموجودة على هذه الأراضي
__________________ |
#4
| ||
| ||
وأما ثالثها فإن عمليات التكرير والتصنيع تحتاج لكميات كبيرة من الماء العذب الذي يستخدم على حساب حاجة البشر والمزروعات والحيوانات بل الأخطر من ذلك أن الماء الناتج بعد التكرير يحمل كميات كبيرة من المواد الكيميائية التي تقوم بتلويث مصادر المياه العذبة ليس في أماكن التكرير والتصنيع فحسب بل في أماكن بعيدة بسبب سهولة تحرك الماء على سطح الأرض وفي باطنها. وأما رابعها فإن نسبة كبيرة من المواد الكيميائية المصنعة ذات ضرر بالغ على البيئة بعد استخدامها ورميها كنفايات في بر وبحر وجو الأرض كما سنبين ذلك فيما بعد. إن أكبر ملوثات الهواء هو غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق هذه الكميات الهائلة من مختلف أنواع الوقود الأحفوري التي تستهلكها محطات توليد الكهرباء ووسائط النقل المختلفة من طائرات وقطارات ومركبات والآلات الزراعية والمنشآت الصناعية. إن كل جرام من المادة العضوية المحتوية على الكربون تعطي عند احتراقها ما معدله جرامين من غاز ثاني أكسيد الكربون. وإذا ما علمنا أن العالم يحرق سنويا ما يقرب من 25 بليون برميل من البترول وخمسة بلايين طن من الفحم الحجري و ثلاثة آلاف بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي فإن نحو ثلاثين بليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون تضخ إلى الهواء سنويا. إن هذه الكمية ليست بالقليلة إذا ما علمنا أن كمية ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الجو لا تزيد عن ألفي بليون طن حيث أن نسبته في الهواء نسبة ضئيلة جدا تبلغ 0,0383 بالمائة مقارنة ب 78 بالمائة للنيتروجين و 21 بالمائة للأوكسجين وقريبا من واحد بالمائة للأرغون. إن ثاني أكسيد الكربون هو المادة الخام التي يصنع منها غذاء جميع أنواع الكائنات الحية التي تعيش على بر وفي بحر هذه الأرض فحسب تقديرات العلماء فإن كمية ثاني أكسيد الكربون التي تأخذه النباتات والطحالب من الهواء سنويا يبلغ خمسمائة بليون طن وكمية الماء الذي تمتصه من الأرض يبلغ 410 بليون طن وكمية الطاقة التي تستمدها من ضوء الشمس يبلغ جزء من ألفي جزء من الطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض وتنتج في المقابل 341 بليون طن من سكر الجلوكوز 05 بليون طن من الماء 64 بليون طن من الأوكسجين
__________________ |
#5
| ||
| ||
وقد يستغرب بعض القراء من ضخامة كمية ثاني أكسيد الكربون التي تمتصه النباتات والطحالب من الجو سنويا حيث يبلغ ربع المخزون الموجود في الجو وهذا يعني أن هذا المخزون يمكن أن يستهلك في أربع سنوات فقط. ولكن بتقدير الله سبحانه وتعالى القائل "وخلق كل شيء فقدره تقديرا" أنه يوجد ما يسمى بدورة الكربون فالكائنات الحية بمختلف أنواعها تقوم بحرق المواد العضوية داخل خلاياها لتستمد منها الطاقة اللازمة لحياتها وينتج عن عملية الاحتراق هذه ثاني أكسيد الكربون الذي ينطلق إلى الجو ليحافظ على نفس المخزون. ومن لطف الخالق سبحانه وتعالى بمخلوقاته أن المواد العضوية التي لا يتم حرقها من النباتات والحيوانات يسلط عليها كائنات حية دقيقة كالبكتيريا والفطريات تقوم بتحليلها وتحويل الكربون الذي فيها إلى ثاني أكسيد الكربون ليعاد إلى الجو لحفظ توازنه. إن دورة الكربون هذه تعمل بشكل بالغ الدقة منذ بلايين السنين وتعيش الكائنات الحية بأنواعها الثلاث المنتجة (النباتات والطحالب) والمستهلكة (الحيوانات) والمحللة (البكتيريا والفطريات) في توازن تام للحفاظ على مستوى ثابت لثاني أكسيد الكربون في الجو. ولم يكتفي البشر بزيادة مخزون ثاني الكربون من خلال حرق مختلف أنواع الوقود بهذه الكميات الضخمة بل تسلطوا على الغابات وخاصة الاستوائية منها وقاموا بقطع مساحات واسعة جدا من أشجارها التي كانت تمتص جزءا كبيرا من ثاني أكسيد الكربون مما زاد أيضا من مخزونه في الجو. إن ضخ ما يقرب من ثلاثين بليون طن من ثاني أكسيد الكربون إلى الجو سنويا بالإضافة إلى تقليل ما يمتص منه بسبب تقلص المساحات الخضراء سيزيد من كميته في الجو ولا بد أن يترتب على ذلك آثار بيئية سيئة حيث أن دورة الكربون لا بد وأن تختل. ولقد لاحظ العلماء المهتمين بدراسة البيئة هذه الزيادة المضطردة في مخزون ثاني أكسيد الكربون في الجو وقد تمكنوا من خلال دراساتهم وأبحاثهم معرفة بعض آثاره السيئة على البيئة
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هي... والبحر | فيصل العلوي | قصص قصيرة | 2 | 10-23-2010 02:03 PM |
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ..." | سجدة قلب | نور الإسلام - | 0 | 07-26-2010 11:04 AM |
الفساد السياسي | ربى حسين | قصص قصيرة | 2 | 07-12-2010 08:02 PM |
*انا والبحر* | الملكة ريم | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 10-22-2009 06:25 AM |
أنا والبحر | أحلى فوفو | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 10 | 03-26-2009 10:48 PM |