عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-03-2011, 05:05 PM
 
ظهر الفساد في البر والبحر

ظهر الفساد في البر والبحر



الدخان المنبعث من المعامل من أكثر أسباب التلوث البيئي



الدكتور منصور أبوشريعة العبادي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
إن طبيعة الحياة على الأرض من التعقيد البالغ بحيث لا يمكن للبشر مهما أوتوا من علم أن يكتشفوا جميع أسرار الآليات التي تعمل بها مكونات هذه الحياة والتي تبقيها تعمل بهذه الكفاءة المنقطعة النظير لبلايين السنين. ولذلك فإن العلماء متخوفون من أن التغييرات التي أحدثها البشر في بيئة هذه الأرض نتيجة لظهور الثورة الصناعية قبل قرنين من الزمن قد تؤدي إلى اختلال عمل النظام الحيوي وربما انهياره بالكامل. فعلى سبيل المثال فإن أحد أهم شروط استمرار الحياة على الأرض هو ثبات معدل درجة حرارة سطح الأرض عند خمسة عشر درجة مئوية ولا يعرف العلماء على وجه التحديد المدى الذي يمكن أن يتغير فيه هذا المعدل دون أن يختل عمل النظام الحيوي.
ولقد لفت القرآن الكريم أنظار البشر إلى هذا التوازن العجيب بين مكونات هذا النظام قبل أربعة عشر قرنا فقال عز من قائل "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ" الحجر 19.
فهذا التوازن موجود على النطاق الواسع بين الكائنات المنتجة كالنباتات والطحالب والمستهلكة كالحيوانات والمحللة كالبكتيريا والفطريات وقد يؤدي خللا بسيطا في هذا التوازن إلى طغيان بعضها على بعض.
أما التوازن على النطاق الضيق فهو موجود بين جميع أنواع الكائنات الحية فكل من هذه الأنواع يعتمد على أنواع أخرى لكي يبقى على قيد الحياة من خلال سلسلة غذاء بالغة التعقيد تم إحكام خطة عملها بحيث لا يمكن قطع أحد حلقات هذه السلسلة حيث أن قطعها سيؤدي إلى انقراض جميع الكائنات الحية. فعلى سبيل المثال فإن جميع كائنات البحر التي يزيد عددها عن عدد كائنات البر بعشرة أضعاف تعتمد في غذائها على الطحالب التي تعيش فقط في المياه السطحية للبحار والمحيطات وبعمق لا يتجاوز المتر وذلك لكي تستمد الطاقة من أشعة الشمس
__________________
رد مع اقتباس