عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #191  
قديم 08-18-2014, 01:13 AM
 
مرحباً الرواية كتير حلوة واعتقد قصتها تشبه الأنمي القبلة المؤذية
شكرًا
  #192  
قديم 09-13-2014, 10:45 AM
 
الرواية روعة في انتظار المزيد
  #193  
قديم 09-17-2014, 03:22 PM
 
الرواية روووووووووووعة اعجز حتى عن وصفها
كانت راااائعة بشكل ............. الكلمات لاتكفي لوصف روعتها
شكرا لانك انزلتي هذه الرواية الرائعة
وانتظر الجزء الثاني
تحياتي
__________________
[CENTER].[cc=^^]
  #194  
قديم 10-01-2014, 06:04 PM
 
Smile

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصراحة ما بعرف كيف ابدا الرد او شن الكلام الي بنقوله
بس الي نعرفه ان روايتك روووووووووووووووعة ^_^
و انا معجبة بها كثيييييييييييييييييييير ^_^
و اسفه على تأخري بالرد
و اتمنى ترسليلي بارت الجزء الثاني لو سمحتي ^_^
  #195  
قديم 10-17-2014, 12:40 AM
 
البارت الاول جميل جداً انا اعرف ان القصة اكيد منقولة من وقت طويل.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة prïñcëŝŝ Đe Çrãzy مشاهدة المشاركة
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_14139096734029572.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


الجزء الثاني والعشرين .. الأخيــر ..



رفعت كلوديا وجهها بسرعه لأدوارد .. وعادت بعدهـا للممرضه التي قالت لهم – اتبعـوني ..
الجزء الثاني والعشرين .. الأخيــر ..
تبِعاها حقا فأدخلتهم لأحـدى الغرف .. كانت امهـا هناك .. اليس والدها هو من يجب
ان يكون المريض .. لماذا تنام والدتهـا على سرير التمريض ..
كاميليا ايضا هناك .. والسيد مايكل .. كم بدأ الحزن واضحا عليهم .. بينمـا دموع السيد مايكل كان شيء لم
يستطع اخفائه .. اقتربت كلوديا حتى كادت تقع فأمسك ادوارد بهـا .. سألت بهدوء وهي خائفه من الاجابه ..
_ ما بهـا امـي .. ؟
وقفت السيده كاميليا لتقترب منهـا – انهـا بخير ..
لم تصدق .. امهـا مغمضه العينين .. في هذه الاثناء دخل احد الاطبـاء الى الغرفـه وتقدم من والدتهـا ..
قال بعد ان فحصها – انهـا بخير .. اغماء ليس خطر .. لقد كانت صدمة فقدان زوجهـا كبيره عليها ..
امسكت كلوديا بيد ادوارد وهي لا تعي ما يقوله الطبيب .. فقـدان زوجهــا ..؟
من ..؟ جـورج ..؟ ماذا يقول هذا الطبيب .
ضلت تنظر لهم .. خيم الحزن والصمـت .. هل ما يحدث حقيقه .. لقد كان اليوم من بدايته يبدو كالحلم ..
والان ينقلب لكابـوس .. ماذا هناك ..؟
نظرت كاميليا لها .. وبعدها لأدوارد الذي كانت الصدمه مرسومه على ملامحه .. قالت بهمس – الم تعرفا ..؟
انهـارت كلوديـا بعد هذا وهي تريد من احد ان يفمهـا ما يحدث .. بينمـا جمدت الصدمه ادوارد الذي تركها
لتجلس ارضا وهي ترتجف جراء ما تسمعه منهم .. لم تستطع كلوديا ان تستوعب للحضه .. وقفت بعد هذا
كالمجنونه وهرعت لترتمي على والدتهـا .. امسك بها الطبيب متخوفا وقال – اهدئي انستي ..
لقد فقدت والديهـا .. هذا ما فهمته فبدأت تنهار شيئا فشيئا حتى تدخل الطبيب بسـرعه ونادا احدى الممرضات
لتحقنهـا بحقنـه مهدئه .. ربمـا كانت الحقنه خفيفه او ان انهيارُهـا كان جامحا جدا ..
ضلت محاولاتهـا برمي ادوارد الذي كان يحتضنها عنوه حتى تصل لوالدتهـا مستمره لوقت طويل
قبل ان تفقد وعيهـا شيئا فشيئـا .. انهـارت كليا في الاخير ولم تعد تستطيع الوقوف .. امسك بهـا ادوارد بهدوء
وحملهـا بين يديه .. كانت ما تزل تتمتم بكلام غير مفهـوم ..بينما تلطخ وجهها بدموع سوداء شوهه منظرها الجميل .. بعد انتهاء حالتها وسكونها بين يدي ادوارد انتبه الجميع على وضعياتهـم
التي وقفو عليها وهم خائفين من ان يصيب كلوديا اغمـاء كما حدث مع روزا ..
قال الطبيب بعد هذا – ستكون بخير .. لن تنام طويلا .. ولكن يجب ان لا تتركوها وحدهـا حتى تستيقض خوفا
من ان تقدم على شيء .. ولا اضن انه من الجيد ان تبقى هُنـا مع والدتها عندما تستيقض ..
كان الطبيب ينتظـر منهم اجابه .. عندمـا سأل ادوارد وهو ينظر بوجه كلوديا – هل مات جـورج حقا ..؟
رفع بعد هذا عينيه ليجد الاجابـه بوجه والده .. شعـر ادوراد انها المره الأولى التي يشعـر بها بالشفقه على احد ..
نظر لكلوديا وبعدها لوالدته قائلا – سأخذها للمنزل ..
ابدت كاميليا اعتراض بسيط – ولكن ..
نظر لها منتظر ان تكمل فقالت – اليس من الافضل ان تبقى هنا ..؟
_ كما تشائون ..
لم يبد اي اهتمـام .. مما جعل والدتـه تستغرب ... للتو بدى مستاء جدا جراء ما وصلت اليه حالة
كلوديا .. ولكن قال مايكل – ان تبيت الليله في المنزل افضل .. هي لم تستوعب بعد حتى ما حدث هنا ..
سار بهـا ادوارد وخرج من الغرفه .. لقد كان والده يتحدث بصعـوبه .. لم يرى من قبل وضعهم
بهذه المأساويه .. يبـدو ان فقد شخص عزيز يؤلم .. هذا ما فكر به وهو ينزل لسيارتـه ..
عندما اجلسها في المقعد الخلفي تمسكت به لوهله فلم يتحرك حتى انسابت يداها من على كتفيه بهدوء
وسقطتا فوق جسمهـا .. ضل ينظر لها لحضات قبل ان يجلس بمقعده ويحرك السياره ..
لقد ازعجـه التفكير فيما سيحدث لها عندمـا تستيقض .. لم يعرف ماذا يجب ان يفعل .
هو حقا مكتـف الأيـدي .. لم يخطر بباله سوى ان يتصل بلامار ويخبرهـا .. ولكنه رمى بالهاتف
بعد هذا و قرر عدم الاتصال في الوقت الراهن ..
وصل بعد طريق احسه اكثر الطرق التي سار بها ازعاجا بحياته ..
عندما دخل بوابة القصر كان الوقت الان ليلا .. اظلم كل شيء وكان الجو كئيب للغايه ..
نزل واحس بشعـور مزعج للغايه .. ولكنه عندمـا فتح الباب الخلفي ضل ينظر لها مطولا قبل ان يقترب
ويحملها بهدوء كي لا تستيقض .. احس بدفئها وهي بين يديه .. انه ولأول مره يقرر التمسك بشيء بهذه
الطريقه .. وهذا ما يجعله غير مستوعب للتغيرات التي تحدث له .. مما يجعله منزعج طوال الوقت .
فتفكيره بأن هذه الفتاة استطاعت ان تجعله يفكر بها ويستاء لغيابها هكذا يجعله منزعج منها وكأنها
قامت بذنب لا يغتفر بدخولهـا عالمـه وتحطيم كل ما بناه ..
سار بها بهدوء حتى وصل لباب القصر .. فتح الباب بهدوء بينما قربها منه عندما هبت نسمه بارده
عليهـم .. ارتقـى معها للطابق الثاني حيث تقع غرفتـه وكان يسير بهدوء من امام غرفة جـون كي لا يوقضه ..
رغم انه اراد من جـون ان يكون بجانبها عندمـا تستيقض فعل اخوه الصغير يستطيع فعل شيء افضل منه ..
فتح باب الغرفه بهـدوء ولكنه لم ينر الأضواء .. انسابت من بين يديه بسكون شديد ووضعها على سريره ..
كانت شرفة غرفتـه مفتوحه مما جعل جو الغرفه بارداً للغايه .. قام بتغطيتهـا وتوجهه للشرفـه كي يُغلق الباب ..
عاد بعد هذا ليجلس على كرسيه واخرج سيجاره ليشعلهـا ..
النظر لها كان يحـرك فيه اشياء لا يحبهـا .. اشياء لم يفكر بها سابقا ولم يخطر بباله انها ستحدث معه
يوما .. وقف بعد هذا منزعج وتحرك نحو باب الشرفه .. ضل ينظر للسماء التي بدت تذكره بالتي تنام على سريره من شدة صفائها ..
فكـر ان الايام القادمـه ستكـون اقسـى ايام تمر على صغيرته .. هي تتعلق بأي شخص بسرعه
وتحب بسـرعه ايضا .. ولكن مشكلتهـا انها لا تنسـى .. هي لا تستطيع ان تفـارق من تحب . هذا ما كان
متأكد منه .. وهذا ما سيجعل حياتها صعبه جدا ..
مرت ساعات كان ادوارد يجلس فيها على كرسيه وهو يستند مغمض العينين من شدة التعب ..
احس بحركتهـا ففتح عينيه بسـرعه وهو ينظر لهـا ..
لم يتحرك من مكـانه وهو ينظر لها تعتصر عينيها بهدوء حتى فتحتهما وبدت تتأمل ما حولها ..
كانت عينياها مصوبتان نحو السقف حتى بدت تتلفت لتـرى اين هي .. عندهـا رئت احدهم يجلس على
الكرسي .. ضلت تحدق به وهي تحاول استيعاب الوضع .. ضلام الغرفه لم يدعها تتعرف على الشخص
فورا .. قالت هامسه بتردد – ادوارد ..؟
ضل ادوارد قليلا في مكانه قبل ان يقف ويتقدم منها .. نظرت له مستغربه وجودهـا معه في هذه الغرفه
التي لم ترها من قبل .. هناك شيء حدث قبل قليل .. ماهو ..؟ ارادت ان تتذكر فجلس ادوارد قربها على السرير
عندما جلست هي الاخرى وابعدت الغطاء عنها قليلا .. نظر لها فقالت – ماذا حدث ..؟
الا تتذكر .. ؟ لم يقل شيء .. احست انها في حلم .. وضع ادوارد لا يبدو حقيقيا .. رفعت يدها لتلمس وجهه
فكأنها صعقت كهربائيا .. ابعدت يدها بسرعه ووقفت على السرير ..
وقف هو الاخر بسرعه وقال – اهدئـي ..
_ ابي ..؟
تذكرت ان هناك شيء حدث لوالدها .. قالت بعدها – وامـي ..؟ اين ..؟
_ تعالي ..
ناداها عندما سارت فوق السرير لتقف مبتعده عنه .. هزت وجهها بقوه وهي تصرخ – اين ابي ..

ضلت تصرخ كالمجنـونه حتى فقد ادوارد سيطرته وصرخ بصوت كاد يحطم جدران الغرفه – توقفـــي ..!!
فزعت والسقت جسدها المرتعش على الحائط وهي لا تستطيع ابعاد نظراتها المرتبعه عنه ..
ارتبك بعد تصرفه الذي ارعبها وبدا يفكر قليلا وهو ينظر لها .. وقف بعد هذا ليرتقي السرير ويتحرك نحوها ..
كانت كالمجنونه .. تحاول اقتحام الجدار كي تبتعد عنه ولكنه استطاع ان يمسكها ..
لم تتحرك .. على عكس ما توقعه من مقاومه .. لم تبدي اي تمرد على احتضانها وتحريكها لتنزل من السرير ..
اصبحا كلاهما على الارض الان .. خبئت وجهها وبدت دموعها تبلل قميصه حتى سألت – اين ابي وامي ..؟
قال بهدوء وهو لا يعرف ماذا سيقول غير هذا – امك بخير .. وولدك ..
يريد ان يقول شيء يهدئها ولكن هذا مستحيل .. قال وهو يحاول ضمها بقوه – لقد ...
لم تكن الكلمه تقبل بأن تخرج وتكسر قلبها الصغير .. قالت – مصاب ..؟
هذه صدمه .. هل يعقل ان يكون انهيارها هذا كله لأنه مصـاب ..؟ ام هل تتغابا كي تحصل على
شي مطمئن .. لم يقل شيء فقالت تترجاه – ارجوك ادوارد .. قل انه مصاب ..
قال وهو يبعدها لينظر بعينيها – لا يمكن ..
حس بقلبها يكاد يخرج من شدة نبضه .. بينما بدأ جسدها يرتعش .. قالت بعد هذا وهي تخرج الكلمات
بصعوبه بالغه – ا..مـ....ـي ...
_ سنذهب لها ..
بدت دموعها تتساقط كشلال وهي تحاول التنفس ..
جلس على السرير واجلسها بقربه فقالت – لـ..ل.لـنـ...ذ..هـب ..
كانت تشهق بين كل حرف تنطقه فقال لها وهو يخبء وجهها بين يديه ويقربها من صدره ..
_ سنذهب ..
اخذ نفس عميق وهي تبكي بدون توقف .. لقد وضعت يديها امام وجهها وبدت تبكي كالاطفال
مما جعله يلف ذراعيه حولها اكثر .. بدت تتعب .. او انها لم تعد تتحمل .. شهقاتها بدت وكأنها تريد
الموت .. بدأ ضوء الصباح في البزوغ .. ابعدت وجهها عنه ونظرت للشرفه .. قالت بعدها وكأنها ملت انتظاره ..
_ سأذهب لأمي ..
وقفت فتركهـا قليلا حتى وصلت لباب الغرفه .. وقف ادوارد وسار خلفها .. عندما نزلت السلم كان القصر هادئ جدا ..
لم يكن احد قد استيقض بعـد .. الا يعرف احد ما حدث لها .. لحياتها .. الا يعرفون البركان الذي تفجر ...
المأساة التي حلت عليها .. كانت تشعر بدوار فضيع وبكئابه وحزن لم يمرى عليها في حياتها ..
تتمايل في سيرها بينما يتحرك ادوارد بعدها بهـدوء ..
حاولت التوازن فلم تستطع .. احست فجأ بأنها تكاد تفقد وعيهـا حين قاربت السقوط .
هـرع ادوراد ليمكس بها .. استندت عليه وهي تحاول استحضار نفسها بصعوبه .. بدت تتنفس بعد
هذا ووقفت مبتعده عنه .. امسك بها ليلف يده حول ضهرها وتحرك .. سارا معا نحو المرأب ..
عندما فتح السياره ضلت هي واقفه وكأنها في عالم اخر ..
نظر لها ولكنها كانت تنظر للأرض بدون حراك .. رؤيتها هكذا هو تعذيب ..
اغمض عينيه وتحرك بعد هذا ليفتح لها الباب ويدخلها لتجلس ..
انه يحركها وكأنها دميه .. جلس بعد هذا ليحرك السياره .. لقد كان الوقت مبكر ..
البرد كان مزعج جدا .. خصوصا انه لم يستطع النوم جيدا .. اخرج سيجاره بدى يدخن كي يستيقض
قليلا ..

.............. ..


تحركت وكأنها جسد بلا روح .. تحاول ان تتمسك باي شيء كي لا تقع حتى وصلت للغرفه
التي تبحث عنهـا .. ضلت تنظر طويلا حتى تركز على الاسم الموجود على الباب ..
ثلاجة الموتى ..
قرأته فأحست بالخوف .. ولكنها فتحت الباب بهدوء ودخلت ..
الجو بارد جدا .. انهـا المره الاولى التي ترى بهـا هذه الغرفه .. لقد كان الشعور مخيف جدا
بداخلها .. احست بقشعريره تجتاح جسدها كله وهي تتحرك بدون ثبات نحو الاسامي الموجوده على تلك الصناديق المخبئه ..

لا تعرف كيف استطاعت ان تقدم على هذا .. تبحث عن اسمه .. وهي تتمنـى ان لا تجده ..
لم يبق شيء لكي تتمسك به .. ولكن ربمـا كان ليس هو ..
ربما تحدث معجزه يعطيها الأله فيها فرصه ثانيه لتعـود له .. لتكفر عن ما قامت به معه ..
لتعتذر منه على الجرح الذي سببته له .. لتقـول له انها لم تعش لحضه من حياتها بدون التفكير به ..
وبدون ان تشتـاق له ..
ارتمت بعد هذا ارضا .. رأت اسمـه .. لابد ان يكون هو ..
جـورج .. هذا ما كُتب مع كنيت عائلته .. يستحيل ..
بدت تضحك وهي تتحدث مع نفسها – ان هذا من الخوف عليه .. بدت اتخيل اسمه من شدة تفكيري به
هذا مؤكد ..
كانت دموع الحزن وضحكها الهستيري يجعلها مرهقه للغايه .. حاولت سحب مقبض الصندوق
ولكنه كان فوي وهي كانت منهكة القوى .. ولكنها وقفت بعد هذا وبدت تجره بقوه حتى فُتح ..
لقد خافت جدا ... بدت تتنفس بعد هذا وهي تشعر بدموع الرعب تناسب على وجهها كالمطر الغزير ..
لديها امل .. انهـا الى الان تثق بان هذه الجثه ليست لجـورج .. فجورج لن يكون بهذه القسوه ..
لن يتركها هكذا .. لم يمض وقت طويل على عودته فلا يمكن ان يكون قد مل منهـا ..
بيدين مرتجفتين حركت القماش الابيض عن وجه ذالك الجسد ليظهر لها وجه يحمل كل معاني
الأســى والظلم الذي يمكن ان تكون في الدنيا ..
بدت تتنفس بصعوبه وهي تبعد القماش اكثر عن وجه حبيبها .. لقد كان هو ..
نائم بكل هدوء وهو لا يشعر بوجودهـا حتى .. بدأ قلبها ينبض بقوه بينما احست بالوهن في كل انحاء
جسدهـا . ..
تحركت يدها لتحط على وجهه .. مررتها فوق عينيه حتى وصلت لشفتيه الجافتين .. بدت دموعها تتساقط
على وجهه الذي كان خاليا من كل روح .
_ لماذا عُدت ..؟ الم تستطع ان تموت بعيدا عني ..
كانت تتحدث معه وهي تنتظر منه ان يجيبهـا .. اكملت وهي تنظر له – لقد كدت انسى .. انسى كل شيء عنك ..
لماذا عدت .. فقط لأيلامي .. لقتلتي مجددا .. جئت لتنبش الجرح الذي سببته وتتأكد من عدم التئامه ابدا ..
لقد كان وجودك كافي .. بعيدا عني .. لما لم تمت هناك .. جورج ارجوك قُل .
بدت تبكي واصبح الكلام صعب جدا .. لم يعد هناك شيء تستطيع ان تقوله .. فهو لا يسمعها الان ..
لقد كان ينتظر منها شيء طوال تلك المده ولكنها لم تقل له شيء .. والان عندما اصبح لديها الكثير
والكثيـــر لتقوله لم يعد يستمع لهـا .. عادت لتنظر له وهي تمسح دموعها – جرحتني فيما مضى وحدي ..
والان عدت لترسم في حياة كلوديا جُرح لن يلتئم بتاتا .. لم اعودها على المأسي جورج ..
لم يكن يجب ان تبدأ على التعرف عليهم بخبر كهذا ..
صرخت بعد هذا – لماذا عُـــدت ..؟؟؟
فتح احدهم الباب بسرعه وكان احد العاملين في المشفى ..
_ ماذا تفعلين سيدتـي ..؟
لقد بدى مستغرب وجودها .. نظرت له وهي مستغربه .. انها مع زوجها فماذا يريد هذا ..
حاول ان يطلب منها الخروج ولكنها لم تبد انها تستمع له .. نادا مساعدين معه وحملوها للخارج .
لقد كادت تتجمد بملابسها الخفيفه تلـك ..
بعد ان وصلت للقسم الذي توجد به غرفتهـا لمحت كلوديا تدخل مع ادوارد فأصبحتا متقابلتين تماما ..
استغرب ادوارد وقوف روزا خارج غرفتها وتحرك بسرعه .. كلوديا ارادت ان تتحرك ولكنها لم تستطع ..
ضلت تنظر لوالدتها تنتظر منها ان تقترب هي .. تحرك ادوارد بسرعه ليسأل من كان معها ..
قالو له ما حـدث فقال لهم انه سيوصلها لغرفتهـا ..
امسك بها فقالت له – هل قلتم لكلوديا ..؟
_ نعم ..
نظرت بسرعه بعد هذا لكلوديا التي كانت تائهه في مكانها .. اقتربا منها واخذتها روزا بين يديها ..
عادو للغرفه التي لم يكن بها احد .. استغرب ادوارد ان والدته ليست هنا ..
خمن انها خرجت للبحث عن روزا عندما لم تجدها ..
جلست روزا على السرير واجلست كلوديا بقربها لتحتضنها .. قالت كلوديا ..
_ امي .. هل رأيتي ابـي ..؟
لم تفهم ان كانت كلوديا تعي ما تقوله ام انه استفسار عن ان كان جورج مازال موجودا ..
لم تقل شيء فصرخت كلوديا – هل رأيتــه ..؟
ضمتها وقالت – نعم .. نعم ابنتي .. لقد رأيته .. والدك رحل ..
ابعدتها بسرعه وضلت تنظر لها بغضب .. – امي لا .. لا تكذبي .. فأنا لم اصدق ادوارد ولكن انتي ..
نظر لها ادوارد وهو لا يعرف كيف يجب التعامل مع حالتها .. انها فاقده .. او هي لا تريد ان تصدق ما يقولونه مهما حـدث ..
ولكنها توقفت بعد هذا عن الصراخ وعادت لصدر والدتها وهي تبكي بحرقـه ..
خرج ادوارد من الغرفه وتركهم لوحدهـم .. اتصل بوالدته فوجد ان ضنه كان بمحله .. اخبرها ان روزا
عادت .. وكان هو يقف امام الباب بيده السيجاره عندما اقتربت منه ممرضه وقالت بهدوء – التدخين ممنوع هنا سيدي .. تستطيع الخروج ان كان الامر ضروري ..
نظر لها ادوارد في بادء الامر وكأنه لم يهتم مما جعلها تقرر اعادة ما قالته عندما رأته يتحرك ليطفئ السيجاره
ويرميها في سلة المهملات .. ابتسمت له بعد هذا ومعبره عن شكرهـا لتفهمه ..
لم يجب على ابتسامتها مما جعلها تنزعج وتذهب عنه ..

وصلت كاميليا – اين روزا ..؟
_ انها في الغرفه مع كلوديا . .
قال لوالدته وهو يجلس على كراسي الانتظار امام باب غرفتهم .. ارادت ان تدخل فقال – ربما تركهم وحدهم
افضل .. الأن ..
نظرت كاميليا لأدوارد وقررت ان تقوم بما طلبه .. جلست بقربـه وسألت بهدوء – كيف حال كلوديا ..؟
_ سيء ..
قال هذا ووقف لينظر لوالدتـه .. – لدي عمل سأقوم به ..
_ هل ستذهب ..؟
_ نعم .. هل هناك شيء ..؟
_ حسنا .. اليس من الافضل ان تبقى هنا ..؟
_ ليس هناك ما استطيع المساعده بشأنه .. اتصلي بي ان احتجتي شيء ..
سار بعدهـا ليترك والدته مستغربه من اخر ما قاله .. لم يقل هذا من قبل .. اتصلي بي ان احتجتي ..؟
ان هذا شيء لم يفعله ادوارد في حياته كلها ..
اتصل بعد هذا مايكل ليخبرهـا ان الجثه سيحملونها اليوم و يقومون بدفنهـا ..
ولكنها طلبت منه ان ينتظر قليلا .. فهي تعرف ان روزا ليست مستعده ابدا لمراسم
العزاء .. لم يكملا اكثر وقال انه سأتي للمشفـى ..
في وقت لاحق في مكتب ادوارد كان يوقع بعض الأوراق منزعج بتفكيره الذي يتوجه كل دقيقه لهـا ..
اخذ هاتفه بعد هذا واتصـل بأمون ..
نتظر قليلا قبل ان يجيب امون عليه – هل اصدق .. ادوارد يتصل بنفسه وفي وقت مبكر كهذا ..؟
_ اسمع امون ..
لم تعجب نبرة ادوارد آمون فصمت للحضات وقال بعدها عندما تأخر ادوارد عن الحديث ..
_ ماذا الان ..؟
_ هل تستطيعون المجيء ..؟
_ المجيئ ..؟ ماذا تقصـد ..؟
_ اقصد ان جـورج مات ..
للحضات صمت آمون ليفهم الموضوع .. بعدها فكر قليلا قبل ان يقول – هـم ..؟
_ هذا ما حـدث ..
_ هل انت جـاد ..؟
_ هل من عادتي المزاح معـك ..؟
بدأ ادوارد منزعج فقال آمون – متـى حدث الامر ..؟ وكيف ..؟ و..
لقد كان متوتر ولا يعرف ماذا يسأل فقال ادوارد – عرفنـا بالامس ويبدو انه اصيب برصاصه ادت لموتـه
_ رصاصه ..
اعاد الكلمه وصمت بعدهـا .. قال آمون بعد هذا بهدوء – كيف حالهم ..؟ كلوديا وروزا ..؟
_ كيف تعتقـد ..
يبدو انه سيء جدا .. الى درجه جعل من ادوارد يتصل ليطلب حضورهم ..
قال آمون بعدهـا – سأرى متى ستكون اول رحله ونحضـر .. متى ستقومون بمراسم الدفـن ..؟
_ لا اعرف بعـد ..
_ حسنا حسنا اذن ..
قال هذا واغلق متوتر .. ما هذه الكارثه التي حلت على روزا الامسكيـنه وابنتهـا ..
استـدار ليـرى لامار تدخل الغرفـه وهي تحمل كيس بيدهـا ..
لقد كانت تنتظر منه ان يسأل كما هي العـاده اين كانت .. فقد بـات هذا السؤال الوحيد
الذي يسأله اياها .. ولكنـه قال منزعج – سأعـود ..
_ الى ايـن ..؟
لم تفهم ماذا يقصده بـ سأعود .. ولكنـه قال بهدوء وهو يشعر بالأسـى – لقد مات والد كلوديـا ..
_ ماذا ...؟؟؟؟؟
صرخت عندما وقعت الاكيـاس من يدهـا .. – هل انت جـاد .. متى وكيـف ..؟ كيف هي كلوديا الان ..؟
_ لا اعرف .. الامر سيء جدا لهذا يجب ان اكون هناك .
_ سأتي معـك ..
نظر لها قليلا وبعدهـا لبطنهـا الذي بدـأ ينتفخ موخرا – هل يمكنـك ...؟
_ الطريق ليس بطويل .. يجـب ان اذهب ..
_ اعتقد ان هذا جيد .. سأذهب لأرى حجوزات ..
_ اقرب حجز آمون .. اختر اقرب حجز ..
استدار لينظر لها وهز رأسه قبل ان يخرج .. احست بألحزن الشديد .. لقد كانت هذه صدمـه كبيره ..
كيف حال كلوديا وروزا الان .. انها مأساة .. بدأت بعد هذا بتجميع الاخراض بتوتر وهي لا تعرف ان كان يجب
عليها الاتصـال بكلوديا .. .
قررت بعد هذا ان تتصل بأدوارد عله يكون بقربهـا ..
_ نعـم لامار ..؟
_ اين انـت ..؟
استغرب سؤالها وقال – في المكتـب .. لمى .؟
_ هل انت جـاد ..؟ الا تعرف ان ..
قالت بعد تردد – والد كلوديـا ..؟
_ نعم اعرف .. ماذا الان ..
احست بأنه منزعج فقالت – ماذا اذن .. هل انت جاد .. في المكتب .. كيف تترك كلوديا الان ..
_ ماذا افعل لها ..
_ كن بجانبهـا .. فقـط . .
ربمـا كان ما تقوله صحيح .. ولكن ادوارد لن يقتنع بهذا .. هي لا تحتاجه الان وهو لا يعرف كيف يتعامل
معهـا وهي بهذا الجنـون .. سيكون الامر مع والدتهـا اسهـل ..
_ سنأتي قريبا .. ولكن لا تتركها ادوارد ارجوك .
_ حسنـا حسنا .. سأرى ..
_ حسنا اذن وداعا ..
غلق الهاتف وهو يشعر بالأنزعـاج من تأنيب لامار لـه ..
دخلت السكرتيره كي تخبره بوصول احـد المستثمريـن الذي كان قد اخذ موعد سابقا معـه ..
_ لقد وصل مدير شركة البنـاء سيد ادوارد .. هل يدخـل ..؟
نظر لها قليلا بصمت ووقف بعد هذا ليسحب سترته من على الكرسـي .. اخذ هاتفه وسار ..
_ لن اعـود اليوم مجددا .. الغي جميع مواعيدي .
_ ولكــن ... سيد ادوارد ..
كانت تتحدث معه عندمـا خرج بدون ان يبالي بهـا .. هبط السلالم مسرع نحـو سيارتـه ..


...........................

في المشفى عندمـا دخلت كاميليا الغرفه كانت كلوديا قد توقفت عن البكاء ..
ولكن هذا لم يكن بتاتا امرا جيدا .. فهي كانت كالأموات .. تنظر من الزجاج للخارج بدون التفوه بكلمه ..
بينمـا روزا تحتضن احدى الوسائد وهي تذرف الدمـوع ..
_ هل نعـود للمنـزل ..؟
سألت كاميليا عندما جلست بقرب صديقتها بهدوء فنظرت لها قليلا ..
_ وجـورج ..؟
استغربت كاميليا السؤال فأحست روزا بأنها بدت مجنونه .. قالت بهمس – اقصد الجثـه ..؟
بدت تبكي مجددا عندمـا قالت ذلك .. احتضنتهـا كاميليا ولم تستطع اكمال الحديث ..
استدارت كلوديا لتنظر لهم وكأنها لا تعرف هاتين المرأتين .. ضلت تحدق بهما طويلا قبل ان تعاود
النظر من خلال النافذه وهي تتذكر احـداث الليله الفائته ..
كانت تفكر بحلـول يمكن ان تجعل من والدهـا غير ميت .. تحاول التفكير بطريقه تجعل من الذي
اعتقدوه ابوهـا ليس هـو .. تريد ان يأتي الان ويكذب الخبر .
فهـي ما تزل تنتظر ان عودا ابويهـا لبعضهمـا .. انتظارها في ان تعيش حياة اسريه جميله
فلا بأس ان كان جورج تأخر ثمانية عشر عاما قبل ان يتذكرهمـا .. المهم انه تذكر في الاخير ..
وجاء بذلك الفرح وتلك اللهفه ليعيد لهـا كل ما سلب منهـا في طفولتهـا ..
استطاع ان يجعلها تعيش احساس الفتاة المدلله لدى ولدها .. استطاع ان يكمل عائلتهم
بوجوده المتباعد فقط .. فكيـف يرحل الان قبل ان تنتهـي المسأله كلهـا ..
كيف يمكـن ان يحدث هذا ..؟ ماذا ستفعـل الان .. لقد بدأت اوراق حياتها تتساقط شيئا قشيئا ..
لو انـها لم تحبه .. لو انهـا بقيت على رفضهـا له .. لو انـه لم يكن بهذا الطيب ..
لـو ....!! هناك امنيات كثيره .. ولكن ليس هناك شيء سيتحقق .. لقد قال القدر كلمتـه ..
استدارت عنهم وتوجهت للبـاب .. نظرت لها روزا متخوفه بسرعه وصرخت – كلوديا ..!!
استدارت بهدوء .. هـدوء شديييد للغايه .. ونظرت مستغربه صراخ والدتهـا ..
_ الى اين حبيبتي ..؟
قالت روزا ودموعها تتناثر حول وجنتيها .. لم تجب وضلت صامته لفتره ..
قالت بعدهـا – سأخرج قليلا ..
خرج صوتها هامسا .. حتى قالت اخر كلمه وهي تكاد تنهـار – اكاد اختنـق هًنـا ..
لم تعرف بما تجيب .. امسكت بها كاميليا وتركتاها تخرج بهدوء ..
استقلت المصعـد حتى وصلت لباب المشفـى الخارجـي ..
ضلت واقفه قليلا وهي تنظر لمى حولها بحزن شديد .. عيناها بدت باهتتـان جدا ..
ونظرتهـا ضائعه .. تحركت بعد هذا لتخرج لحديقة المشفـى .. الليل قد خيم على المكـان ..
والجـو كان يدخله بردا مزعج يحرك العضام .. بينمـا قطرات المطر التي مازالت تبلل الشارع والاشجار
منذ البارحه كانت تعطي منظرا من الكئابه يقبض القلـب ..
خطت بضع خطوات للأمام حتى وصلت لأحدى الكراسي الموجوده امام الاشجـار الكثيفه ..
كأنهـا غابـه .. نظرتهـا كانت متخـوفـه .. ارادت الدخول ولكن صوت ما اوقفهـا ..
_ كلوديــا ..!
استدارت لترى مصدره .. انـه ذاك الرجل الذي حطـم حياتهـا ..
هذا هـو الرجل الأخر الذي تسبب في بكائها لمـده طويله .. نظرت له وكأنها تضع كل اللوم عليه ..
انهـا تقول له تماما انـه السبب في كل ما جـرى لهـا ..
هـو كان السبب الأول في جعلهـا تبدأ علاقتهـا مع والدهـا .. انـه ادوارد لا احد غيره ..
يحدث كارثـه في كل شيء يدخـل بـه ..
اقترب منهـا يذاك العنفـوان نفسـه .. وكأنه لقائهم ذاك .. منذ زمـن ..
لم تكن نظرتـه رقيقه معهـا .. انـها تلك النظرات القاسيـه التي لا يعرف غيرهـا ..
لقد اعتادت عينيه عليهـا .. لدرجه لم يعد يستطيع معهـا تغير شيء ..
لم تتحرك حتى وصل لهـا .. لم تبعد عينيها عنه ولكنـه عرف بأنها كانت تنظر من خلاله
لشيء غير مرئي .. لم تكن تنظر له هـو .. ليس في هذه اللحضه على الأقـل ..
امسك بهـا فأحس بالبروده التي بدت تتغلغل داخل جسدهـا الرقيق .. لم تكن ترتدي شيء
يبعـد البرد او يصـده .. خلع سترتـه ولفهـا بهـا .. لف يده بعد هذا وحركهـا معـه ..
وكمـى توقع .. كالدميـه .. هي ستذهب معه الى اي مكـان بدون ان تفهم .. ليس لأنه ادوارد ..
عرف هذا .. بل لأن كلوديـا اصبحـت فارغـه .. او انهـا تريد هذا وتقوم به متعمده ..
جلسهـا في السياره واتصل بوالده ..
_ انهـا معي .. حسنا اذن نلتقـي في المنزل ..
عندمـا حرك السياره قامت بفتح الزجاج ليدخل الهـواء النقـي ويلفح وجهها الشاحب ,
نه هواء ذو نسمـات نقيه ولكنه كان بارد .. بارد جدا ..
جعلهـا تنكمش في مقعدهـا وهي تنظر للخـارج .. دموعهـا كانت تتطاير من شدة الهواء ..
لم تأبه لهذا ولم يقطع هو ايضـا عليهـا شيء .. مرت هذه الساعه بهدوء شديد ..
وكان الاختنـاق هو الشيء الوحيد الذي جمعهم .. فهمـا الان يعيشـان في عالميـن مختلفين تماما .
كان في ما مضى يشعـر بقربهـا منه مهمـا كانت المسافه بينهـم بعيده .. ولكن الان ..
بدأ يشعـر بأبتعادهـا عنه .. بل بدأ يشعر بالغربـه التي بدت تحل بينهم ..
وبالجمـود الذي ضهر فجأ وكأنه يريد اغاضه ادوارد فقط .. انهـا ليست كما في السابق ..
لم يعـد يشعر بأنتمائها له وهذا ما كـان يزيد من جنونـه ..
عندمـا دخل بوابة القصر كانت هي مغمضة العينين وبدت شاحبه للغايه .. لمس كتفها بهدوء
ليقول – هيا انزلـي ..
ولكنها لم تنزل .. بل فتحت عينيها فقط لتنظر له .. ضلت هكذا حتى فتح بابه وخرج ليفتح لها الباب ..
لم تتابعه بل ضلت عينيها مسمرتان على المكـان الذي كان يجلس به ..
_ هيا كلوديـا .. امك في الداخل ..
انزلت قدميها واحست بعد هذا بالوهـن فأمسكت بالمقعد كي لا تقع منـه ..
رفعت عينيها له وهمـا مليئتيـن بالدموع .. هي تريد ان تعبر عن حزنهـا ولكنها لا تعرف كيف ..
انه حزن كبير جدا .. لا يمكـن للبكاء ان يعبر عنه ..
كيف ستبكـي على والدهـا .. وماذا سيفيد ..؟ هل سيعـود ..؟
هي لم تعـد تريد ان تعيـش .. ان كانت هذه الحياة ستأخذ منهـا كل شيء جميل
فلماذا ولدت اصلا .. لماذا كان يجب على والديهـا ان يكونا هكذا ..؟
لما لم تولد في عائله طبيعيه .. مكونـه من اب وام .. وان حدث ولم يكن لديها اب
فلما كان يجب ان يأتي الان .. لما كان يجب ان يعلقهـا به هكذا ..
ويذهـب .. بدت تتنفس بعمق فأقترب منهـا ادوارد ليمسك بها .. _ ما بك .. اهدئـي ..
لم تعد تستطيع ان تتمالك نفسها .. عندمـا تذكرت ان جـورج مات .. تذكرت لقائها به قبل يومين ..
ضحكاته .. ومزاحه الدائم .. انهارت كليا بعد هذا وبدت تبكـي بحرقه شديده فأمسكهـا لحملها من على المقعد ..
لم تبدي اعتراضا واضحا بل خبأت وجهها بقوه وكأنا تريد ان تخترق صدره ..
وبدأت تبكي كالاطفال .. بصـوت عال و نحيب محزن ..
عصرهـا بين يديه فأحس بأنه آلمهـا .. لم يعرف ان كان من الجيد ان يدخل بهـا هكذا للمنزل ..
ولكنهـا بعد لحضات وضعت يدهـا لتحول بين وجهها وصدره ..
_ ا..نـ...انزلني ..
تتنفس بصعوبه وهي تحاول الحديث .. نظر لهـا فأبعدته عنها .. انزل ساقيها ولكنه ضل ممسكا بها ..
مسـح على وجهها بيده وامسكه بعد هذا لينظر لها .. – ابكـي .. فهذا سيكون الافضل لكِ ..
قال هذا وحركها بعدها لتدخل القصر .. لم تكن والدتهـا قد وصلت بعد ..
لذا قال لها ان كانت تريد ان ترتاح في احـدى الغرف .. نزل جـون في تلك اللحضه ليرى شكل
كلوديا الفضيـع .. ضل يحدق بها طويلا قبل ان يقترب ويقول بخوف – ماذا حدث ..؟
نظرت له وسقطت بعد هذا على ركبتيها لتبدأ بالنحيب مجددا .. اقترب منهـا جون فبدأت تصرخ
بصوت استطاع جميع من في القصر سماعه – لقد مات ابي .. لقد قتلو جــورج ..
احتضنها جون بقوه وهو لا يزل مصدوم مما سمعه .. لم يقم ادوارد بفعل شيء ..
ضل ينظر لهـم وهي جالسه تبكي بأحضان جـون الذي كان حجمه يقارب حجمهـا قليلا ..
كان يريد ان يتحرك للخلف عندما فُتح الباب ودخلت روزا مع والديه ..
لم تسيطر روزا على نفسها عندما رأت كلوديا منهاره ارضا .. جرت نحوهـا واخذتها لتضمها لصدرها ..
لقد كان من الصعب اسكات كلوديا وايصالها للغرفه في ذلك الوضع ..
مر ذلك اليوم على الجميع وكأنه لا يريد ان ينتهـي .. كان يطول ويطـول .. بدون ان يرو ضوء الصباح ..
حتـى نامت كلوديا في ذلك اليوم بحضن والدتها وهي تبكي بدون ان تشعر بنفسهـا ..
تركـوها صباحا بدون ان يوقضهـا احد .. وفي ذلك اليوم وصل امون ولامار ..
لقد كانت الصدمه كبيره جدا .. لم ستطع احد فهم ما حدث .. كل ما استطاعو معرفته ان هناك شخص
مجهـول احضر جورج مصابا للمشفـى وهرب .. لم يتحمل جورج الاصابه فقد كان قد خسر من دمه
اكثر مما ينبغـي لذا لم يستطع الطبيب مساعدته .. اذ ان وصوله كان متزامن مع
موعـد موتـه .. ببعض التفكير يمكن لجميع من يعرف جورج ان يفهم المشاكسات التي يمكن ان يصاب
من جرائها بأصابه مميته .. وهـو بالطبع لم يكن ليستغني عن تلك المشاكل ..
احست كلوديا عندما رأت امون وكأن الموضوع حدث للتـو .. بدت تتحدث معه عن والدها وكيف تركهم
وكأنها تريد منه ان يشعر بما تمر بـه .. كان يحاول كبت دموعه وهو يحضتنها بينما لامار تبكي بقربهـا بدون
ان تتوقف دموعهـا عن النزول .. كان حالهـم سيء جـداً ..
كلوديا لم تقبل ان تأكل بتاتا .. كانت تصر يوميا على الذهاب للمشفـى لرؤية والدهـا ولم يكن منعها
امرا سهلا .. الجميع يعرف انها ستنهـار ان ذهبت .. ولهذا لم تكن روزا تستطيع ان تقبل بأن ترى
ابنتها ما رأته هـي .
ولكن بعـد مرور اسبـوع كـان يجب ان تدفـن الجثـه . . وهذا ما وافقت عليه روزا ..
لقد استطاعت تقبل الامر بشكل ما .. واستطاعت ان تتماسك نفسها من الانهيار امام كلوديا
فهي تعرف كيف سؤثر انهيارهـا هي امام ابنتهـا .. هكذا كان حالهم .. بكاء كلوديا المستمر وعدم سماحها لأحد بالاقتراب منهـا كاد يصيب روزا بالجنـون .. كانت تعزل نفسهـا في الغرفه
لتبكـي بأستمرار بدون توقف .. حتى تنام بدون وعي منهـا .. استيقاضها صباحا بات امرا فضيعا ..
فلامار تذهب ليقاضها احيانا ولكن كلوديا تستمر بالتمدد على السرير والنظر للسقف بدون فعل شيء
اخر .. مهما حاول الجميع معهـا لم تكن تستجيب لأحد .. لقد عزلت نفسهـا عن الجميع ..
توقع الجميع انها لن تحضر الجنازه .. وكـان هذا رأيهـم ايضا .. فهي لن تتحمل ابدا ..
ولكن رغم هذا عندما كانو في الخارج ينتظرون وصول السياره لتقلهم للمقبره انتبه الجميع لكلوديا التي خرجت من القصر بملابسهـا السوداء التي لم تغيرهـا منذ وفات والدها ..
كانت قد رفعت شعرهـا بقوه للأعلا وهي تسير بهدوء حتى اصبحت قرب والدتهـا ..
امسكت بها ولكن كلوديا انكمشت بسرعه وابتعدت خطوه كي لا تلمس روزا ..
اثار هذا بؤس روزا بشده ..
عندمـا اتو بجثمان جـورج كانت حالة روزا مزريه للغايه .. دموعها لم تتوقف بينما صوتهـا لم يكن يخرج ..
نظرتها لم تتحرك عن الجثمان المغطـى وهي ترتجف بينما كانت كاميليا تمسكهـا ..
ما كلوديا فكانت بين احضان لامار .. ولكنها اقتربت بعد هذا من ادوارد لتطلب منه ان ترى والدهـا للمره الاخيره ..
نظر لها ادوارد وهي تمسك بكم قميصه كما كانت تفعل دائما عندما تريد منه شيء ..
ولكنه هذه المره كما هي سابقاتها لم يستطع تلبية طلبهـا .. لقد بدأ الدفانون بأنزاله .
وكان من المستحيل رفع الغطاء عنه فحالت الجثه باتت سيئه للغايه .. لن يزيد هذا من حزنها سوى
لخوف وسؤء حالتهـا النفسيه .. ارادت ان تتحرك لترتمـي على قبره عندما بدؤو برمي التراب ولكنه امسكها
بقوه وخبء وجهها لتبدا بالبكاء ورجاء الكل في السماح لها برؤيته مجددا .. لم تعد تعي ما تفعل ..
كانت تطلب ان تراه .. وتطلب ان يعيدوه .. وتصرخ بان لا يغلقـو الحفره عليه ..
بدأت تشعر بالخوف والحزن والاسى والظلم .. لم يكن هذا الموقف حزينا فحسب ..
بل كان يحمل كل انواع البشاعه .. بدأ تفكيرها يتوجه في كل شيء قد سمعته او قرأته في رعب وحزن
وكئابه وخوف ووحـده .. انها تخاف الان .. والدهـا قد ذهب كليا .. لا يمكن ان يعود بعد ان وضعوه في هذه
الحفره .. كان هذا اليوم هو اصعب يوم تمر به في حياتهـا .. انه اصعب من سماعها بخبر وفاته ..
عندمـا ادخلوه الحفره احست ان اخر امل لهـا قد زال .. لم تستطع توديعه حتى .. لم تستطع تقبيل جبهته القبله الاخيره بعد .. لقد قام هو بتقبيلها قبل ان يذهب تلك الليله .. ولكنهـا لم تفعل .. هي لم تضمه حتى .. لم تقل له
كم تشعر بالامان لعودته لهم .. لم تخبره كيف اصبحت سعيده بعيشه معها ..
انها حتى لم تقل له بقرارها الاخير .. قرارها بأن تعيش معه ومع والدتها فقط حتى نهاية حياتها ..
كيف ذهب هكذا .. مع من ستعيـش الان .. من سيحميهـا ..؟ من سيساعد روزا في حمل هذه المأسي ..
كم ستصبر .. بدأت بعد هذا بفتح عينيها قليلا حتى فتحتهما كليا .. كان هناك من يضمها .. ابتعدت قليلا لتجـد والدتها نائمه بقربها وهي تخبئها بين ضلوعهـا .. ضلت تنظر لهـا طويلا قبل ان تتسلل من الفراش وتخرج
من الغرفه على اطراف اصابعهـا .. لقد كان حلم ..
حلـم مزعــج .. مر الان اسبوعـان على ذهابه .. اسبوعان لم تستطع معهما التفكير بشيء سواه ..
اسبـوعان كانت تحلم به كلما غفت .. كلما اوت الى نفسها ليلا تبـدا رحله الحزن من جديد في تذكر كل
اللحضات التي عاشتهـا معـه .. تلك اللحضات القليله جدا من عمرهـا ..
ولكنها الان اصبـحت اللحضات الوحيده التي تذكرهـا .. كـان من الصعب تخيل الحياة بدون جورج بعد عودته ..
كان يجب ان لا يعـود .. هذا ما كانت تفكر به طوال الوقت .. ولكن لو انه لم يأتي لما احست بكل
تلك اللحضات السعيده .. اللحضات القليله جدا ..
لم تعرف الى اين ستذهب حتى وصلت للشرفـه التي كانت مغلقه .. فتحتهـا وكان الجـو باردا للغايه ..
بينما هي لم تكن ترتدي سوى ثوب نوم اسود خفيف .. يتسرب الهواء منه ليجمد اجزاء جسدها
بأكمله .. احتضنت بعضها علهـا تجد الدفء .. ولكن هذا لم يحدث .. فقد كانت اجزاء جسدهـا
بارده ايضـا .. جلست بعد هذا على الكرسي وهي تنظر للسماء الممتلئه بالنجـوم .. كم كان منظرها
جميل .. وكـم كان سيكون اجمل لو ان جورج هُنـا .. لم تعد تستطيع ان ترى شيء جميل بدونه ..
تبـدا بذتكره في كل شيء .. بدأت دموعها بالهطول لترسم خطا على وجنتيها بينما كان قلبها
يكاد يتفجر بين اضلعها من تفكيرها المتواصل بوالدهـا .. عندمـا تفكر انها لن تراه مجددا يبـدا جرحها
بالتفكك مجددا لينزف وكأنه سمع خبره للتـو .. ان يكون الموت هكذا فهو صعب جدا ..
يبدأ عقلها رغما عنها بالتفكير بأنها ستخسر الجميع في يوم ما .. يكاد يصيبها الامر بالجنون .
لا تريد التفكير هكذا ولكن الموت سيأخذهم يوما ما .. وسيتركها حزينه مكسوره هكذا مجددا ...
مرارا وتكرارا ... كم هو رائع ان لا نُحـب .. ان لا نكون متقاربين هكذا مع بعضنا ..
رفعت يدها لتخبه وجهها عندمـا بدأت بالبكاء بصوت اشبه بالهمس .. احست بحركه خلفها ولكنها
لم تلتفت .. خافت في بادء الامر حتى سمعت همساته التي عرفتهـا بدون ان يتحدث حتى ..
انـه هو .. الرجل الذي لم تعد تريد التعلق به اكثر .. الرجل الذي باتت تريد الابتعاد عنه وحسب ..
رفع يده ليلمس شعرها بهدوء .. احست بعد هذا بشفتيه وهو يطبع قبله على رأسها قبل ان يجلس
بقربها .. لم يقل شيء ولم تلتفت هي ايضا .. احست به بعد هذا يخرج سيجاره ويشعلها ..
حست بيده التي وضعها على كتفيها عندما لف عليها سترته .. وامسك بعد هذا بكتفها ليقربها منه
ويعصرها .. لقد احست بدفئه .. ارادت ان تبكـي الان .. ذكرها بوالدها عندما كان يحتضنها هكذا ..
ادوارد لم يكن هكذا .. ولكنه يريد ان يزيد من المها .. رفعت عينيها له بعد هذا .. انه يدخن كما يفعل والدها .
ينفخ دخان السيجاره بعيدا دائما عندما تكون هي معه .. وكأنه بهذا يبعده عنهـا هي فقط ..
يحميهـا من هذا السـم .. كم كانت تضحك عليه عندما كان يفعل هذا ..
احتجاجاتها الدائمه على كمية السجائر التي يدخنها .. ومحاولاتها لجعله يقلع عن التدخين ..
سيجاره واحده يتلاعب بها ادوارد بشفتيه قامت بكل هذا .. استطاعت تبش هذه الذكريات كلها
وجعلها تتلوى من الالم بدون ان يشعر .. لقد باتت لقائاتهم تكثر موخرا .. ولكنها صامته جميعها ..
يحتضنها فقط احيانا واحيان اخرى يجلس فقط في فرغتها حتى تنـام ..
لم تفهم لمى يقوم بهذا ولكنهـا لم تكن تريد ان تفهم .. لم تعد تريد التفكير به ..
عادت في تلك الليله للنـوم بعد ان انتهـى هو من سيجارته واعادهـا للغرفه ..
_ لا تخرجي مـره اخرى .. نامي .. حتى الصبـاح ..
هذا ما قامت به تماما .. تمددت على السرير حتى الصباح ولكنها لم تنم .. بل كانت تبكي
فقط .. احست بان روزا استيقضت واحتضنتها بقوه ولكنها لم تشأ ان تريها هذا ..
امون ولامار كانا معهـا طوال الوقت .. لامار كانت اقرب لها من اي احد في تلك الاوقات ..
لم تتركها لوهله .. بينما امون كان يحاول اخراجهـا من حالت البؤس التي هي فيها ..
فحالتهـا النفسيه تغيرت بعد تلك الحادثه كثيرا ..
فبعد ان عادو للمنزل بشهر لم تخرج كلوديا من المنزل كليا .. ولم تكن تتحدث مع احد ..
رغم ان صديقاتها كانا يزوراها ولكنها كانت تستقبلهم فقط لتجلس بصمت حتى يخرجو ..
لامار وامون كانو معهم في المنزل ولكن هذا لم يساعد في تغير حالة كلوديا ابدا ..
احس الجميع بأنها لم تعد تريد علاقه مع احد .. هي تريد ان تنعزل الان ..
ن تترك العالم كلـه .. لقد كان موت جورج صدمـه لم يكن احد يتوقع ان تؤثر عليها هكذا ..
تجعلها بهذه السلبيه .. كلوديا التي كانت تحب كل لحضه من حياتها مهما كانت بائسه باتت تكرهه رؤية
الناس .. باتت تبتعد عن اي حديث يحاول ان يبدأ احد معها .. حتى جون لم يستطع ان يفعل لها شيء ..
ادوارد زارهم مره بعد عودتهم للمنزل .. وكان ذلك كافيا له ليعرف ان كلوديا في حاله من اليأس
ما لا يستطيع هو فعل شيء معه لها .. طلب منه آمون اكثر من مره ان يزورها ولكنه لم يكن يفعل ..
كان رؤيتهـا تتألم هكذا وكأنها جسد بلا روح امر يزعجه اكثر من ان يحزنـه ..
مشاعره لم تكن ثابته .. فهـو لا يريد ان يرى كلوديا هكذا .. ليست تلك الطفله التي عرف ..
ليست تلك الفتاة المليئه بالحياة .. لم تعد تلك المراهقه التي كانت تسليه بكل حركه تقوم بها ..
بعـد مرور شهرين على كل هذا كانت روزا قد عادت للعمـل بعد ان اصبح وضعهم المادي سيء ..
ولكن كلوديا لم تقبل بالعوده للمدرسه .. لم تكن تريد الخروج من المنزل اصلا ..
كانت تحدث مشاجره بينها وبين والدها بصدد هذا .. فهي كانت تقول انها لم تعد تريد شهاده
وهذا ما كان يجعل روزا تصرخ بحده عليها .. ولكن كلوديا كانت تستمع لكل ما تقوله والدتها وتتوجه بعد
هذا لغرفتهـا بدون تطبيق شيء .. تحدث معها لامار وامون وحتى السيده كاميليا ولكن احد منهم لم يفلع[
في اقناعهـا بالعوده ..
في البيت كانت هي تجلس لوحدهـا بعد ان ذهبت لامار لفحص جنينها بعد شعورها ببعض الألام ..
وقد اخذها آمون للمشفـى .. والدتها في العمـل كما هي العاده ..
اتصل بهـا ايفان في ذلك اليوم وكانت صدمتها كبيره .. لقد تأخر كثيرا ان كان يريد ان يعزي .
اما ان كان يريد الحديث بشيء اخر فهي ستغلق الهاتف بوجهه وحسب .
ولكنه كان مهذب للغايه واحست انه حزين للغايه عليها – كيف حالك ..؟
سألها بهدوء فأجابت – بخير .. شكرا .
_ تعازي لك .. لم اعرف سوى الان حقا ..
_ لا عليك ليس هناك مشكله .. شكرا لأتصالك ..
_ كيف حالك الان كلوديا .. ؟
_ بخير .
تذكرت تلك الليله .. الليله التي انفصلت بها عن ايفان ..
هي الليله نفسها التي عرفت بها خبر والدهـا .. ولكن لحضه .
بدأت تتذكر احداث تلك الليله المشؤمه .. ادوارد .. ماذا كان وضعه فيها ..
لقد قال اشياء كثيره .. اشياء غريبه حقا .. كطلب يدها للزواج .. واعترافات بأشياء تشبه الحب ..
الشفقه التي كان ينظر بهـا لها في تلك الليله .. هو كان يعرف بالتاكيد ما كان سيحصل ..
طلب يدها للزواج ..؟ ادوارد ..؟ لم تفكر ابدا في هذا .. لم تتذكره سوى الان ..
مع اتصال ايفان ..
_ كلوديا ...؟ اين ذهبتي ...؟
_ ااه .. لا شيء ..
همس فقط .. احس بهـا حزينه للغايه .. همسات تخرج من شفتيها انهت المحادثه ..
بعد ان ودعته اغلقت الهاتف ووضعته على الطاوله ..
سمعت الجرس يرن فتوجهت للباب وهي تجر بجسدها كي تتحرك ..
كان الوقت نهاية النهار ولكن الشمس مازالت موجوده .. لون الجو هو الاحمر .
وقت الغـروب .. كم هو حزين .. انـه وقت بكائهـا يوميا .. فتحت الباب لتراه يقف امامه كمـا هو دائما ..
بذلك العنفوان كله .. وتلك القساوه التي لم يعد يستطيع التعبير بشيء غيرهـا ..
كم كان شوقهـا له كبير .. انـه اكثر من شهر ..
منذ تركت منزلهم .. ومنذ اخر مره رأته فيها .. لقد تغير ..
بدأ انه لم يحلق منذ مده .. ولكن هذا كان يزيده وسامه غريبه .. مخيفه قليلا ولكنه مازال ادوارد الذي تعشق ..
هذا ما احست به مع نبضاتها التي بدت تتزايد بأقترابه من الباب .. ابعدت عينيها بعد هذا لتدخل وتترك له مجال
للدخول ..
بعد ان دخل خلفها جلس على الاريكه وضلت هي واقفه بباب المطبـخ ..
انهـا تلك اللحضه .. لقد مر هذا المشهد منذ فتره امامها .. في حينها كان طلبه يدها للزواج ..
شيء مثل .. كلوديا تزوجيني .. هل يعقل ان تلك الكلمات خرجت من هذا الفم الصارم الذي لا يبدو
وكأنه ابتسم في حياته .. لم تعد تريد التفكير اكثر بكيفيه فهم ادوارد للأمور ..
_ لا .. لا اريد شيء .. تعالي اجلسي ..
نظرت له وقالت هامسه – ماذا هناك ..؟
لم تعرف لما احست بالخوف .. هل يمكن ان يعود ذاك المشهد لتحدث لها كارثه اخرى الان ..؟
انـه ادوارد .. ليس في حياتها سواه .. يحدث لها كل شيء بسببه هو فقط . .
_ لا شيء .. تعالي فقط ..
ضلت تنظر له قليلا قبل ان تقترب وتجلس بعيده عنه ..
كانت تنظر للأرض طوال الوقت فقال – ما زلتي بحاله سيئه ...
رفعت عينيها له مسغربه فاكمل – المدرسه تركتها اذن ..
لم تقل شيء .. اكمل – لن يعيد هذا شيء .. الم يمر من الوقت ما يكفي لتكبري قليلا ..
ضلت تحدق به فأكمل هو بذاك الصوت الذي لا يدخله اي شعـور – ما تقومين به حماقه ..
اجابته – هل يزعجـك بشيء ..؟
لم يقل لها شيء فصرخت بعد هذا – هل يزعجكم بشيـــئ ....؟؟ ماذا تريدون مني .. لم اعد اريد ان ادرس
.. انـــا..!! لم اعد اريد ان ادرس ... اريد ان احطم مستقبلي .. ما علاقتك انت بالامر ..!!!!!
وقفت وهي تتحدث معه بعصبيه وكأنها تريد ان تحرق طاقه فقط .. تريد ان تصرخ لتزيل كل الكئابه في قلبها ..
ان ما تمر به الان شيء لا تستطيع تحمله .. ولا يستطيع احد منهم فهمه .. انهم يتعاملون معها وكأنها طفله متمرده .. ولكنها ليست كذلك .. هي كبيره . . انهـا امراه خائفه من التقدم ..
هي لا تستطيع فعل شيء الان .. لا تعرف ماذا يحدث ولكن الخروج من هذا المنزل اصبح مخيف ..
مخيــف للغايه ..
_ حسنا اذن .. اتركي المدرسه فهذا لن يزعجني انا ..
بعد اجابته التي لم تشاركها انفعالاتها احست بتفاهت الحوار .. انهما يتحدثان كليهما عن اشياء
غبيه .. اشياء لا يريدان ان يناقشاها بتاتا .. لديهما مواضيع مختلفه ولكن ليس لدى احدهما الجرأ في
بدأ الحديث .. لم يجدا الفرصه .. فكليهما اغلق ابوابه امام الاخر ..
هي لم تعد تريد منـه اي شيء .. الابتعـاد فقط .. ليست مستعده لخساره جديده ..
بتاتا .. جرح جديد سينهيها كليا .. يجب عليه ان يفهم هذا ويبتعد ان كان يريد مساعدتهـا ..
ولكن كيف ستقول هذا له .. هي لا تقوى على ابعاده .. وقف بعد هذا واقترب منها .. لم تبتعد كما تفعل دائما بل ضلت تحدق به حتى وصل ليقف امامها ..
_ الى ما تريدين ان تصلـي ..؟
_ لا اريد شيء ..
اغمض عينيه قليلا وبدا بعد هذا يغلق يده بقوه ويفتحها .. انـه متوتر .. او غاضب ..؟
منزعـج ..؟ ماذا الان .. ابتعدت خطوه للخلف فقال – ماهي الخطوه القادمه اذن ..؟
_ لماذا تزعج نفسك بي .. لا داعي لأن تهتم بشيء يخصني .. انا ..
لم تقوى على الاكمال .. ولكنها همست رغم هذا – انا بخير كما انـا ..
شعرت ان انزعاجه زاد حده .. وبشكل مفاجئ انهـى الحوار الذي لم تفهم منه شيء ..
ولم تستوعب سبب مجيئه اصلا .. استدار ليعود للباب .. بدأ بأرتداء سترته وحذائه بينما
سارت هي خلفه لتقف في الردهه تتابعه .. هي لم تساعد في ان يبدا ما جاء من اجله ..؟
ربمـا ..؟ ولكن ادوارد لا يحتاج لشيء كي يقول ما يريد قوله .. ماذا الان ..
ولماذا تصرفت هكذا معه .. هل هذا افضل ..؟
لا تعرف ان كانت نادمه ام لا المهم انها منزعجه لأنه سيخرج قبل ان يقول ما جاء من اجله ..
عندمـا فتح الباب بدون ان يلتفت لهـا نادته – ادوارد ..
وقف قليلا واستدار لينظر لهـا متسائل .. قالت له – هاتفك .. انه في الداخل ..
لم تعرف لم انتظرت منه ان ينتهي من ارتداء ملابسه حتى قالت ..
قال لها وكأنه امر بديهي كان يجب ان تفهمه .. تحركت واحضرته ..
اعطته اياه وهي تبتسم له .. – شكرا لحضورك ..
حاولت ان تكـون مهذبه .. فقال لها عندما اخذ الهاتف ووضعه في جيب سترته – لم ..؟
رفعت كتفيها – فقط ..
_ هل تحاولين اخباري ان لا اعود مجددا بهذه النظره ..
_ هل تريد ان تعـود ..؟
ردت عليه وهي تحاول ان لا تضهر شيء من الاهتمام فقال – سأرى ..
تراجعت قليلا للخلف وهي تضع على وجهها قناع الابتسامه الباهته التي تضهر مدى حزنها
ومدى تصرفها معه بطبيعيه وكأنه اصبح شيء من الماضي حقا ..
كادت تصدق ذلك قبل ان يقول – كـوني بخير اذن ..
ويخـرج وكأنه لن يعـود مجددا .. لم يغلق الباب فتحركت لتقف وتنظر له وهي تتمنى ان يعود
ليجلس معهـا قليلا .. قليلا فقط حتى عودة احدهم للمنزل ..
كم هـو مخيف بقائها وحيده .. انـه يجعلها تفكر كثيرا .. تفكر بأشياء لا تريد التفكير بها ..
لقد كانت زيارته مبهمه للغايه .. لم تقم بشيء سوى انها زادت من حيرت كلوديا في معرفة
ما حدث له .. انـه مختلف عن ذي قبل .. تعامله تغير ولكن لماذا ..؟
لانها فقدت والدها ..؟ لأنه رئاها بذلك البؤس ..؟
ادوارد يعرف كيف هي الشفقه ..؟ هل يعقل هذا ..؟
عادت لتمسك بصورة والدها في غرفتهـا وهي تفكر بحياتها القادمه وما يمكن للايام ان
تخبئها لها ..
في طريق العوده قالت لامار لآمون بقلق – هل من الجيـد تركها الان وحدها ..؟
لم ينظر لها بل قال وهو يقود – لا اعرف .. ولكننا لا نساعد في شيء ..
قالت بعد هذا بحماس – ما رأيك ان تأتي معنـا ..؟
استدار لينظر لها منتضرا ان توضح ما تقصده فقالت – تغيير جو .. انهـا هنا لا تستطيع نسيان شيء
ولا يمكنها التفكير بشيء اخر .. الجـو هناك سيكون رائع الان .. وسيكون وجودهـا في مكان جديد شيء
جيد لنفسيتهـا .. الا تعتقـد هذا ...؟
فكر قليلا وقال – هل تضنين انهـا ستقبل ..؟ وروزا ..؟
_ بالطبـع روزا ستقبل .. فما يحدث مع كلوديا يؤلمهـا جدا .. وانت تعرف انها قررت ان تترك العمل
في ذلك المطعم بعد ما وصلهـا من ارث جورج .. او بعد ما وصل لكلوديا ..
_ هل تقصدين ان تأتي روزا ايضا .. ؟
_ بالطبـع .. فليس من الجيد اخذ كلوديا وحدها ..
فكر قليلا وقال بعدها – ان كان هذا يناسبهم فسيكون من الجيد ان تغير بيئتها قليلا .
_ اعتقد هذا .. انها في حاله نفسيه سيئه جدا ..
_ نعم هذا صحيح .. ان ما حدث لها امر صعب جدا ..
اطبق بعد هذا صمت عليهم .. فقالت لامار – هل نعـود في السياره ..؟
اوقف السياره امام الشارع الذي يوصل لمنزل روزا واستدار لها – لم ..؟
_ حسنا .. انـه ..
لم تعرف كيف تكمل فقال – هل من السيئ ان تركبي الطائره ..؟
انزلت رأسها وقالت بتوتر – نعم .. شيء من هذا ..
_ حسنا اذن .. سنعـود في السياره ..
نظرت له مستغربه وهي تبتسم – حقا ..؟
_ لما الاستغراب ..؟
ابتسمت – لم اتوقع ان تكون بهذه السهوله ..
نظر لها مستغرب فقالت – لقد بت تتصرف بلؤم مؤخرا ..
نظر لها مستغرب قبل ان يضحك بصوت عال – طفله ..
لم تقل له شيء فقال – لما انتي صامته ..؟
_ اخاف ان اقول شيء يجعلنا نتشاجر ..
_ لو كُنت اعرف ان ما اقول به سيجعلك تهتمين بي هكذا لكنت فعلت منذ زمن
ضربته بخفه على كتفه – انت لئيم حقا ..
امسك بيدها بهدوء وقام بتمريرها على شفتيه – لقد كبرت بطنـُك ..
اخجلها ما قاله ونظرت لنفسها .. لقد كانت ترتدي ملابس خاصه للحامل كي لا تُضهر
كيف اصبح حجم بطنهـا .. فقد بدأت موخراً بالنمـو .. امسك بوجهها ورفعه بهدوء لينظر لها
ابتسمت له بطفوليه وكأنها تمازحه فقال – ما بك ..؟
_ لا شيء .. انا سعيده انك بت تتحدث معي كما في السابق ..
_ حقا ..؟
_ هل تشك ..؟
_ اعتقد انني بدأت اشك حتى الامس بأني مازلت في نفس مكاني بقلبك .
_ انت تكذب ..
ضل ينظر لها مستغرب ما قالته .. انزل يده فقالت بعد ان استدارت لتنظر من الزجاج ..
_ انت تعرف مكانك جيدا .. وتعرف كم تعذبت في هذه الاشهر التي كنت تتصرف معي بذلك البرود ..
ولكنك لم تكن تفعل شيء .. اعرف مدى انزعاجك مني ولكن لم يكن لك الحق في ما قمت به باي شكل ..
لا يمكن ان تعطيني سببا اقتنع به للبشاعه التي قمت بها ..
_ ربمـا معك حق .. ولكن
قالت بعد ان وضعت اصابعها على شفتيه – لا تقل لاكن .. انه هكذا فقط .. سيكون جيد ..
السعاده شيء نصنعه نحن .. وليس الجمال والكمال ضروري .. اليس هذا ما كنت دائما تؤمن به ..؟
_ هذا صحيح ..
توقف قليلا عن الحديث وقال بعدها – هيا بنا ..
نزل من السياره ونزلت هي بعده فأنتظرها حتى وقفت بقربه وسارا معا ..
عندما رن جرس الباب فتحت الباب كلوديا بهدوء ودخلت قبلهم بعد ان القت عليهم التحيه ..
نادت عليها لامار – هل عادت روزا ..؟
_ قالت انهـا في الطريق ..
قالت هذا وجلست على الاريكه .. فأقتربت لامار منها لتجلس بقربها .
_ كيف حالك الان ..؟
_ بخير ..
_ فقط ..؟
نظرت لها مستغربه – ماذا ..؟
_ اممم .. حسنا قولي شيء اضافي .. بخير بخير .. انتي لا تقولين شيء اخر ..
ابتسمت لها بتعب – لامار .. اسفه ولكن ليس لدي مزاج للحديث ..
_ يجب ان يكون لديك .. توقفي ارجوك انكِ تقومين بأيلام الجميع ..
نظرت كلوديا لها ووقفت بعد هذا – لم تهتمون بي .. انا حقا بخير ..
_ نهتم بك لأننا نحبك .. اليس هذا طبيعي
اقتربت كلوديا منها وقالت مبتسمه – وانا ايضا احبكم .. لهذا اقول انني بخير ..
_ اذن اسمعي .. ستأتين معنا ..
_ معكم ..؟
_ نعم .. معنا نحن .. انا وامون سنعود للمنزل وستأتين انتي ايضا ...
نظرت لها مستغربه – من قال هذا ..؟
_ انا .
ابتسمت كلوديا لها – ولكني لا استطيع ...
_ لماذا ..؟
نظرت ورفعت كتفيها – ليس لسبب معين .. ولكن
_ اسمعي .. ستأتين انتي وروزا .. هل تفهمين
_ امي ايضـا ..؟
_ بالطبع ..
_ سنرى عندما تعود امي ..

هذا ما حـدث .. بعد اسبـوع كانو قد جهزو انفسهم للعوده لمنزل امون ..
وهكذا قررت روزا ان تذهب مع كلوديا لزيارتهم لبضعة ايام بعد ان اقنعوها بان
هذا سيكون جيد لكلوديـا ..
كانت كلوديا تفكر بان هذه الرحله ستكون بدايه جديده لهـا .. لقد كبرت واصبح الوضع الان مختلف
عما كان عليه فيما مضـى ..
الان يجب ان تعرف جيدا كيف ستعيـش وماذا سيكون عليه الحال معهـا ..
كان لقائهم بوالدة امون جاف بعض الشيء ولكن هذا لم يدم طويلا .. فقد قامت هي ووالدتها
بحجز شقه لمدة شهـر قرب منزلهم كي يرتاحو فيه جيدا ..
كانت البدايه مزعجه بعض الشيء .. خصوصا ان المنطقه مختلفه تماما عن ما تعودت عليه كلوديا ..
و لكن جمال الجو جعل من كل شيء جميل .. خصوصا ان البحر كان قريب جدا من شقتهـم ..
فكانت كلوديا تذهب يوميا الى هنـاك لتتمشى .. تحسنت نفسيتها قليلا واصبحت شخصيتها القديمه تعود
قليلا .. باتت تشارك لامار زياراتها بعضها واحيان اخرى تذهب معها للسوق لتتبضع للطفل الجديد
الذي اتضح انـه سيكون ولـد .. الخبر افرح امون جـدا .. ولكن قلقه مازال قائم رغم كل شيء ..
يتعامل مع لامار كما في السابق وعلاقتهم عادت طبيعيه .. ولكن هناك قلق يشارك كلوديا به
احيانا حول وضع طفلهم .. كانت هي و امون في ذلك اليوم يجلسـون على البحر .
لقد مضى على وجودهـم هنا قرابة الشهر .. وكان الوضع لدى كلوديا مريح جدا ..
بدأت تشعر بأن هناك اشياء جميله في الحياة يجب ان تراها .. وان هناك اشياء يجب ان تعيشها
ليكون والدها سعيد حيث هو ..
لقد كان ادوارد يمر عليها في اوقات كثيرا .. خصوصا عندما تكون وحيده ..
اما الان فهي تتحدث مع آمون بشكل مريح جدا ..
_ لم يعد هناك وقت طويل قبل ان تلد لامار ..
قال لها مبتسم – ان هذا مربك بعض الشيء ..
_ اووه . كم هذا رائع .. النجم الصاعد يرتبك بشأن ولادة زوجته
ضحك عليها .. – لم اعد النجم الصاعد
_ كيف هذا .. حتى ان كُنت ستغتزل .. هذا لا يلغي ابداعاتك التي قدمتها
_ سيكون شيء رائع ان يصبح لديكم طفل ..
_ انا اعرف ..
قال هذا منزعج واكمل – ولكن انا خائف جدا ..
_ لا يحتاج الامر لهذا كله ..
_ هل تشعرين انه تافه اذن
ضحكت معه محرجه – ليس هكذا ... ولكن لم لا تكون كلامار .
_ حسنا اذن .. حاول .. انك تقوم بأيلامها بتصرفاتك
_ حسنا اذن .. كما تشائين سيدتي ..
ابتسمت فقال – هيا بنا اذن .. البحر يصبح بارد ليلا .. لنعود
_ سأعود بعد قليل .. اسبقنـي انت ..
_ حسنا .. لا تتأخري ..
ابتسمت وهزت رأسها له ..
وقفت وسارت بعد هذا لتخلع حذائها وتدخل البحر ..
سارت قليلا فأحست بالبروده .. ولكن الليل كان يجعل من منظر القمر على سطح
البحر رائع .. مبهر للغايه .. كانت تنظر للقمر وهي تبتسم وتحاول الوصول للوقوف في وسطه ..
لم يكن عميقا جدا لذا وصلت لمكان صورة القمر بدون ان تتبلل كليا ..
وقفت في وسطه لتزعج البحر وتجعله امواجه تتحرك قليلا لتفسد صورة القمر ..
ابتسمت وانزلت اصابعهـا بهدوء لترفع ملابسها اكثر ..
_ لـو كان لدي آلة تصوير ..
سمعت صوتا اتى من خلفها ففزعت وكادت تسقط حتى باتت تترنح لتتوازن
استدارت بعد هذا لترى ادوارد يقف امامهـا على ضفة البحر .. صعقت وجمدت ..
لم تتحرك ولم يفعل هو ايضا .. كان يمسك بسترته ويبدو انه مرهق بعض الشيء ..
_ الجو بارد .. هيا اخرجي ..
صاحت – ماذا تفعــل هُنـا ..؟؟
_ لا شيء محدد ..
_ سأعود لوحدي للمنزل .. تستطيع ان تذهب لبيت آمون ..
_ لم آتي لزيارة امون ..
قال لها وقد اقترب قليلا .. فصاحت بسرعه – سآتي .. لا تتقدم ..
ابتسم ساخرا عندما احس بها خائفه ان يقتح عليها وجودها في البحر وهي غير متوازنـه ..
تحركت بصعوبه مع تبلل ملابسها وافلتت بعد هذا ثوبها عندما خرجت كليا ..
سارت لتأخذ حذائها من على الرمال فسار معهـا ..
لم يقل شيء لبضع دقائق وهم يسيرون على الضفه عندما وقفت واستدارت له – لم انت هنـا ..؟
استدار لينظر لها قليلا وقال بعدها وهو يرفع يده ليحركها مع حديثه – حسنا .. لقد جئت لرؤيتـك ..
ابتسمت بهدوء واكملت سيرها – شكرا لك .. انا بخيـر ..
_ لم اسألك عن حالك ..
كم هو لئيم .. يسخر منها اذن مجددا .. ماهذا الرجل ..
_ اسفه اذن ..
لم يكمل الحديث .. احست انه يريد قول شيء ..
تحركت بعد هذا اصابعه ليمسك بيدها ويوقفها ليديرها له بقوه ..
_ ما بك ..؟
قالت غاضبه من تصرفه فقال – لقد اكتفيت .. ماذا تقصدين بتصرفاتك هذه
استغربت وقال – ماذا تقصد ..؟
_ اسمعي .. لقد طلبتك للزواج .. ولم تقومي بتقديم اي اجابه ..
نظرت له مستغربه .. انه دائما يدخل في المواضيع بدون تحذير ..
بدون ان ينبهها .. ضلت جامده لفتره فقال – ماذا ..
قالت – لم تريد الزواج بي ..
نظر لها مستغرب سؤالها .. ابتسم بعد هذا – هل هذا السؤال مهم ..؟
عقدت حاجبيها – ما رأيك انت ..؟ الا تعرف لم تريد ان تكمل حياتك معي ..؟
_ تكمل حياتك معي .. اممم
بدا يفكر فأحست انه يسخر منهـا وهو يفكر وينظر للسماء ..
قالت وهي تتقدمه وتستدير لتنظر له – لماذا تسخر مني
انزل وجهه ونظر لها – اسخـر ..؟ انـا ..؟
_ ماذا تريد الان
قالت وهي تريد انهاء الحديث فقال – لقد قُلت .. تزوجيني
_ ماذا ستفعل ان قُلت لا
نظر لها مستغرب واقترب ليمسك بكتفيها – لن افعل شيء .. سأعود من حيث اتيت
ضلت تنظر له فقال – ولكن انتي لا تستطيعي ان تقولي لا ..
_ لا تكن واثقا جدا ..
اقترب من وجهها فأغمضت عينيها وحاولت ابعاد وجهها للخلف ..
قال – ما بك
_ دعنـي ..
_ هل تخافين ان تضعفي امامي ..
_ هل تحب هذا ..
قال مبتسم – جدا ..
فتحت عينيها .. قالت له بهمس – هل تُحبنـي ..؟
نظر لها .. ضلت عينيها معلقتان بعينيه الفضيتين .. تنتظر ان يقول لها ..
انهـا تشعر به مختلف .. هـو يريد ان يقول شيء .. ولكن لم لا يقوله ويُنهي الامر ..
قال بعد هذا وهو يحرك اصبعه على انفها بخفه – اخاف ان تصابين بالاغماء ان اجبت ..
عقدت ححاجبيها قليلا وابتعدت عنه بعد هذا غاضبه عندما فهمت قصده ..
صرخت – كم انت مغروور ..
_ انكِ جميله ..
قال هذا فجلعها تجمد في مكانها .. لم تتحرك حتى تقدم منهـا ..
امسك يدها ورفعها ليقبل راحتها .. اخرج بعد هذا خاتم من جيبه ..
ضلت هي تنظر له عندمـا امسك اصبعها والبسهـا الخاتم .. لم تستطع قول شيء
او تحريك يدهـا .. قال لها – ليس ذوقي ... ان لم يعجبك فقومي بتوبيخ لامار ..
انزلت عينيها على الخاتم الذي كان يضيئ تحت ضوء القمر بجنون كجنونها ..
سحبت بعد هذا يدها بهدوء من بين اصابعه .. ولكنا لم تتحرك ..
قالت له هامسه – انا .. اُحبـُك ..
اجابها مما اغاضها – اعرف ...
_ وانت ..؟
قالت له فعقد حاجبيه – انتي مصره على احراجي بسؤالك الصعب هذا ..
نظرت له مستائه فقال – لا اعـرف ..
استغربت اجابته ولكنه اكمل - ولكني حاليا .. لا اريد اي شيء غيرك ..
بدأ قلبها ينبض بقوه جعلتها ترتعش .. لم تستطع تمالك نفسها ..
قالت وهي تحاول الصمود – حاليـا ..؟
_ هل ستتوقفين عند كل كلمه اُخرجها ..؟
رفع يديه ليعبث بشعرهـا ..
تركها بعد هذا ليبتعد قليلا و يستدير فأمسكت بقميصه ..
استدار لها فقالت – الى اين ..؟
_ هل نعـود ..؟
لم تقل شيء فقال – ما بك ..؟
_ اشعر اننا ان ذهبنا من هُنا .. ستعـود لتصبح ادوارد القديم ..
عقد حاجبيه وابتسم ساخرا – ادوارد القديم ..؟ وماذا اصبحت الان ..
لم تجبه فقال ليحرجها – هل نقضي الليل هُنا اذن ..؟
تركت قميصه وقالت منزعجه – لم اقصد هذا ..
لف يديه حولها وقال هامسا بأذنها – سيكـون من الصعب ان اعـود للوراء بعد الحرب التي
احدثتهـا في حياتـي ..




النهـايه ...

او ربمـا هذه البدايه فقط ..


انتضرونــي ..

^^


عشقــي لكم . .



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *بدر قمر الليالي * مشاهدة المشاركة
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_14139096734029572.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


الجزء الثالث



إدوارد في هذا المنزل وفي الغرفة هذي أللتي تجلس فيها هي ..لم تستوعب المسألة ..
بدأت تفكر ما ألذي أتى بهي إلى هنا .. هل يعقل أن يحدث هذا .. والآن .. بعد ما حدث بينهم ..
شعرت الآن فقط أن هذا هو الجحيم بعينه .. لم تستطع سوى الحملقة فيه وهو لم يفعل شيئا سوى التقدم ليتكلم مع ألسيدة كاميليا ..
هذا كابوس بالتأكيد .. لا يمكن للقدر إن يكون ضدها إلى هذي الدرجة .. هي تريد الآن الاستيقاظ من هذا الكابوس المرعب ..
ولأكن هذا لا يمكن حدوثه لان الشيء أللذي يحدث أمامها الآن هو حقيقي مائه في ألمائه .. كانت مصدومة للغاية
فلم تكن تشعر بوضعها أللذي اثأر استغراب أمها والسيدة كاميليا اللاتي بدأن ينظرن لها مطولا ..
ولأكن هو لم يكن مستغرباً من شيء .. لما ..؟ هل وجودها شيء طبيعي هنا ..؟ ما باله وكأنه شيء لم يحدث
على الأقل ليُظهر بعض الانزعاج ..
ندهتها أمها ولأكنها لم تنتبه لذا أمسكت بيدها وحركتها فانتفضت بسرعة ..
_ كلوديا .. مآبك ما أللذي حدث ..؟
قالت روزا هذي الكلمة فأعادت كلوديا لعالمهم و كم كانت محرجه من وقفتها كالبلهاء وهي تحدق بإدوارد ..
أشاحت بسرعة بوجهها عنه ووهي تشعر بالتوتر الشديد .. ماذا ستقول لأمها والسيدة كاميليا
اللتان ينتظران منها سبباً لصدمتها الكبيرة ..
_ أهلا بكِ سيدة روزا .. مر وقت طويل .. كيف حالك ..؟
لقد أنقذها .. هل فعل هذا متعمداً لأنه شعر بحرجها الشديد أم انه فقط انزعج من الانتظار ..؟
لا يهم المهم أن هذان المرأتان أبعدتا نظرهن عنها وتحول الحوار مع إدوارد ..
انه يبدو مختلف قليلا مع أمها .. لم يبتسم ولأكن على الأقل هو محترم ويتكلم معها بسلاسة .. يبدو انه يعرفها
من قبل .. لو أن أمها تكلمت مره واحده عن صديقتها هذي وابنها لكان الحال مختلف الآن .. لو أنها تعرف أن الملحق أللذي
سوف يمكثون فيه هو لعائلة إدوارد لما قبلت بهي مهما حدث .. ولكن ماذا ستفعل الآن ..؟ كيف ستشرح الوضع لأمها ..
وهي لن تستطيع العيش بملحق عائلة ادوارد حتى لو لم تلتق بهي .. هذا يشعرها بالإذلال حقاً ..
عادت أفكارها لهم عندما شعرت أنهم يتحدثون عنها .. أشارت أمها نحوها وهي تكلم إدوارد ..
يبدو أنها تقدمها له .. يا ألهي هل يجب أن تلقي عليه التحية .. هي لا تريد . .
جاء صوته فجئ عميقا وهو ينطق باسمها .. لقد عشقت اسمها حقاً بعد أن خرج من بين شفتيه ..
_ كلوديا .. أليس كذلك ..؟
نظرت له بسرعة بعد أن نطق اسمها وكأنه يتأكد ..
قالت أمها بابتسامه - هذا صحيح .. هل كاميليا من أخبرتك ..؟
كلوديا كانت تنظر له تارة ولأمها تارةً أخرى .. لقد استغربت أن يعرف اسمها
ولأكن ما قالته أمها كان أفضل تحليل قبل أن يجيب هو عن سؤال روزا
_ لا ليست كاميليا من اخبرني .. فابنتك تدرس في الثانوية المجاورة للجامعة أللتي ادرس أنا فيها ..
استغربت إجابته .. كيف عرف اسمها .. هو لن يسأل عنه بالتأكيد ..
فكيف عرفه ..؟
_ كلوديا ما بالك عزيزتي ..؟ هل هناك شيء ..؟
نظرت لهم وقررت أن تتمالك نفسها حتى تذهب للبيت الجديد وسوف تفكر هناك بكل شيء على راحتها
_ لا .. لا شيء أمي .. اشعر ببعض التعب لا غير ..
ثم أجبرت نفسها على الابتسام ..
قالت السيدة كاميليا بقلق – هل تشعرين بالجوع ..؟ أم انك مريضه ؟
شعرت كلوديا بالخجل من قلق السيدة عليها خصوصا أمام إدوارد أللذي نظر لها بارتياب وبعد هذا
استأذن منهم وخرج .. لم تره يقول لأمه شيء بالرغم من انه جاء إلى هنا ليحدثها ..
حسنا ليس هذا الوقت لتفكر بمسائل ادوارد .. يجب أن تعود لطبيعتها قبل أن تشك أمها أن هناك شيء
هذا أن لم تكن قد شكت وانتهى الأمر .. جلست كاميليا وروزا وانتظرتا كلوديا كي تجلس هي الأخرى أيضا..
عندما جلست نظرن لها وسألتها أمها بقلق – كلوديا هل هناك شيء تخفينه عني ؟
كانت السيدة كاميليا أيضا تبدو قلقه كأمي .. أنها حقاً إنسانه رائعة ..
هي لا تشبه ابنها أبدا .. كيف يمكن أن يكون لأحدٍ أما مثل السيدة كاميليا ويكون بتحجر إدوارد ..؟
بعد تفكيرها هذا وهي تنظر نحو السيدة كاميليا قالت لأمها بابتسامه متوترة
_ لا ليس هناك شيء .. حقاً اشعر ببعض التعب .. لقد جئتِ بي من المدرسة مباشرتا إلى هنا
أريد فقط أن ارتاح قليلا .. هلا ذهبنا ..؟
شعرت بالحرج بعد ما قالته .. بدت كأنها منزعجة من الوضع ويبدو أن السيدة كاميليا
شعرت بتأنيب الضمير إذ أنها
ابتسمت لها وقالت بهدوء – أنا أسفه عزيزتي إذ إني لم انتبه على انك تعبه ... لقد أخذنا الحديث
انا و امك و نسينا انك تحتاجين للراحة ..
_ لا عليك كاميليا .. ليس الأمر سيء لهذي الدرجة .. أراك لاحقا .. سوف نذهب الآن ..
كلوديا ابتسمت بود للسيدة ووقفت كي تسير امام أمها ..
ولاكن لم ينتهي بعد حديث السيدة كاميليا إذ أنها قالت قبل أن يخرجا
_ روزا لا تنسي ان تأتي مع كلوديا للعشاء .. سوف ننتظركم ..
نظرت كلوديا لأمها متوسلة ان ترفض ولأكن الأم لم تفعل ذلك بل ابتسمت وقالت
_ حسناً لن ننسى ..
وخرجت بعد ذلك خلف ابنتها أللتي كانت تسير بسرعة وهي تشعر بالتوتر الشديد
_ كلوديا انتظري لما أنتِ مسرعه .. ليس من هذا الطريق ..
توقفت كلوديا واستدارت لتواجه أمها – من أين إذن
نظرت روزا لها متفحصه وقالت بحده – تعالي خلفي بسرعه
سارت كلوديا خلف امهـا وهي مستغربه من الطريق اللذي ذهبا منه .. لم يخرجا من الباب الخارجي
رغم ان البيت أللذي سيسكنون به هو ملحق .. إذن يجب ان يكون في الخارج ..
بعد طريق طويل وممرات كثيرة هناك باب خلفي لهذا القصر العجيب .. اللذي مهما نضرت له تجد
شيء جديد لم تكن قد رأيته سابقاً ..
خرجت روزا وتبعتها كلوديا لممر خارج القصر .. كان في أخر هذا الممر باب لبيت لم يكن بالتأكيد هو الملحق
لأن هذا البيت كان بحجم بيتهم السابق تقريباُ ولأكنه أجمل منه بكثير ..
بنائه رائع ولا يمكن ان يكون ملحق فقط .. ولأكن كان هو البيت اللذي سيسكنون بهي
فلقد فتحت امها الباب في المفتاح اللذي كان بحوزتها ودخلت امام كلوديا ..
تبعتها بعد ذلك لترى ان هذا المنزل من الداخل رائع جداً .. انه اجمل من منزلهم السابق بكثير ..
كيف يكون أجاره اقل .. ماللذي يحدث هنا ..؟
استدارت لأمها اللتي جلست على احدى الأرائك الموجوده في زاوية المنزل
وقبل ان تبدء تساؤلاتها حول المنزل سألتها روزا بحده – ما اللذي حدث لكِ ..؟ لا تقولي لا شيء .. لم تكوني طبيعيه ابداً
بقيت صامته للحضه ولم تعرف بما تجيب امها ولاكنها قررت ان مسأله ادوارد قد انتهت وهي لن تقول لأمها شيء
وهي الان تريد ان تفهم ما يحدث داخل هذا القصر اللذي لا ينتمون له ابداُ هي وامها ..
_ لم يحدث لي شيء .. لقد قلت انني متعبه فقط واستغربت وجود ذلك الرجل هنا فقط
_ ذلك الرجل تقصدين أدوارد .. لما استغربتي وجوده .. بل لما صُدمتي ان اردنا ان نقول ما حدث لكِ حقاً ..؟
_ لم اصدم .. استغربت فقط اننا سنعيش لديهم ..
_ سأقول انني اصدقك مع اني اشعر بانك تخفين شيء ما ..
_ امي دعينا من هذا الان .. اريد ان افهم كيف تستطيعين دفع اجار هذا المنزل ولا تستطيعين دفع اجار منزلنا
لا افهم ما اللذي يحدث هنا .. هذا المكان .. يا ألهي اشعر انه يحتاج لملايين الدولارات لدخوله فقط ..
هل طلبت منك السيدة كاميليا ان نعيش هنا على حسابها ..؟ انتي لا تدفعين لها اجار هذا المنزل اليس كذلك ..
ان كان الأمر كذلك لما لم تقولي لي ..؟
_ هل انهيتي تفاهاتك ..؟
لقد صدمت هذي الكلمة كلوديا للغايه .. لما تبدو امها غاضبه جداً منها ..؟
لم تقل شيء سيء هي تسأل فقط .. ربما كان صوتها عالياُ ولاكنها ما تزل متأثره بالكارثه اللتي حلت بها
لا يمكنها ان تعيش في منزل ذلك الوحش وفوق هذا كله تعيش عندهم لانهم لا يملكون المال ..
هذا فضيع .. فضيع جداً .. يجب على امها ان تقول شيئاً ..
_ نعم .. ان كنتي ترين ان ما اقوله تفاهات فقدمي ما لديك ..
وقفت روزا امام ابنتها وكانت نضرتها بها شيء من الغضب
_ اولا تكلمي معي باحترام فأنا امك على كل حال ..
لقد اصابت هذي الكلمه كلوديا بالخجل .. هذي هي المره الأولى اللتي ترفع فيها صوتها على امها
يجب ان تترك هذا النقاش الان وتذهب لتستريح قبل ان تقول شيء تندم عليه فيما بعد
نظرت قليلا لأمها تنتظرها ان كانت ستقول شيء ولاكن روزا لم تقل شيء بل بقيت مشيحة بوجهها عن كلوديا
_ سأذهب لأستريح
لم تجب روزا على هذا القرار اللذي بدى هروباُ من الوضع وذهبت روزا لغرفتها..
بينما قررت كلوديا الخروج والوقوف امام المنزل .. كانت تريد استنشاق بعض الهواء فهي تكاد تختنق من كل هذا ..
عندما خرجت كان المساء قد حل والسماء مليء بالنجوم من هذي البقعة العالية ..
ان المنظر مبهر .. بدت تتمشى في الحديقه اللتي تفصل بين الملحق والقصر .. كانت تختلف عن حديقة الزهور في الجهه الاخرى
فهذي حديقه عاديه .. هي كبيره وفيها اشجار كثيره ولاكن هناك مساحه كبيره للسير فيها .. يبدو انها تستعمل للرياضه
لان هناك في اطرافها ادوات للتنس وكرة قدم واشياء رياضيه اخرى ..
جلست في وسط الحشيش وبعدها القت برأسها للخلف لتنضر للسماء ..
بدت تفكر بحريه اكثر .. الان فقط اقتنعت ان أدوارد يسكن هنا .. ادارت وجهها لتنضر الى قصرهم ..
_ يبدو ان الامر سيكون صعباً .. امي لديها شيء هنا .. هي تخفي شيء عني
ولاكني اشعر انها خائفه من شيء ما .. ماذا عساه يكون هذا الشيء ..؟
انها مشكله لا.. استطيع التفكير هكذا انا مشوشه تماما ..
اما الكارثه الاخرى اللتي لا اعرف ماذا افعل بها هي أدوارد اللذي لا اعرف ماذا يفكر الان ..
هل يمكن ان يفكر انني جئت الى هنا للحاق به ..؟ لا يعقل فأن أمه بالتأكيد قد اخبرته بموضوع امي .. هذا ان كان
قد اهتم بالموضوع وسأل اصلا .. لم استطع ان انظر بوجهه ومجرد القاء التحيه مستحيل
كيف سأستمر بهذا .. لا ... لايمكن ان افكر بهذي الطريقه
لست سعيده ابدا برؤيته مجددا .. لا اريد ان اشعر هكذا يا الهي ارجوك ساعدني ..
احست بحركه من بعيد فنهضت بسرعه و استدارت لمصدر الصوت .. كان هو.. انه أدوار قد خرج للتو من الباب الخلفي ايضاً
يبدو ان هذا الباب هو الاكثر استعمالا هنا من تلك السلالم القاتله ..
كان يتكلم مع احدهم على الهاتف وكان صوته عالياً ويبدو ان هناك مشكله اذ انه قال بعصبيه
_ أنا أتن حالا لا تفعلوه شيئا قبل وصولي ...... اسمع لا تقل لأبي شيء ... لقد قلت لك لا تقل .. نعم ليس هناك داعي ...
سأتولى انا الأمر .. حسنا هذا جيد ...
وبعدها اغلقه وهو يفتح باب السياره السوداء الكبيره .. لم ينتبه لها ولم يستدر لينظر حوله .. يبدو مشغولا جدا
ولاكن يبدو اكثر انه هكذا دائماً .. لا ينظر سوى للشيء المهم له .. حرك السيارة بعد هذا و عندما استدار بها ليخرج من البوابه لمحها
كانت تتابعه بنضراتها .. فـ نظر لها بعدم اكتراث ثم خرج من البوابه واُغلقت بعد خروجه .. بقيت تنظر للبوابه المغلقه وهي
تفكر كم هي حمقاء اذ انها وقعت بحب اكثر الرجال جاذبيه واكثرهم تحجر ..
لما هو هكذا .. بدت تفكر بصوت مسموع – اعتقد انه سيكون شيء لا يقاوم لو انه ابتسم .. اتمنى ان اراه ولو مره واحده وهو يبتسم ..
هزت بعد هذا رأسها بسرعه وجرت نحو الملحق ..
_ لا يجب ان افكر هكذا ... انا حمقاء .. ان اردت نسيان كل شي وانتشاله من داخلي يجب ان اكف عن التفكير هكذا
كالمراهقين ..
دخلت بعد هذا وبحثت في البيت عن امها .. لم تكن بأي مكان في المنزل وكانت غرفتها مغلقه .. يبدو انها لم تخرج منها بعد ..
فذهبت لتعتذر لها عن ما قالته .. قبل ان تدق الباب سمعت امها تتكلم. .. يبدو انها تتحدث لأحدهم في الهاتف ..
كلوديا لم تسمع جيداً ما قالته امها ولاكن لفت انتباهها اسمها فأقتربت لتسمع مع من تتحدث امها ...
قالت روزا للمتصل – ليس اليوم .. انها في مزاج سيء .. نعم لقد حدثت بعض الاشياء وهي منزعجه بعض الشيء ....
لا افضل ان تلتقي بها اليوم .. نعم هذا ما اراه .... شكراً لتفهمك ...
وانا ايضاً .. وداعاً ...
_ ماذا يحدث الأن .. ماهذا الغموض اللذي تلفه امي حولها ..؟ مع من يجب ان التقي ..
لا استطيع ان اسألها لانها سوف تغضب ان علمت اني كنت اتسمع عليها .. ولاكن مع من كانت تتحدث
سمعت امها تقترب فأبتعدت مسرعه عن الباب وتصنعت انها تدخل للتو .. عندما فتحت روزا الباب وكانت كلوديا امامها
اشاحت بوجهها عنها واتجهت للمطبخ .. ملأت كأسا بالماء وشربته .. عندما انزلت الكأس
احتضنتها كلوديا من الخلف و بدت تقبلها ..
_ امي انا حقا اسفه .. اسفه جدا جدا جدا .. لقد كنت غير مؤدبه حقا .. ارجوكِ امي سامحيني ..
لم تجب روزا وابعدت يدا كلوديا عنها وخرجت من المطبخ .. صرخت كلوديا خلفها ..
_ امي ان لم تسامحيني من سيبقى لي .. ارجوكِ لا تفعلي هذا .. لا اتحمل الجلوس في المنزل هكذا وانتي غاضبه ..
_ اذا كان رضائي عليك يهمك لهذي الدرجه لما بدأتي تتفوهين بتلك الحماقات ..
لقد قلت لك انني سوف ادفع اجار هذي الشقه اذن سأدفعه .. ولست انا من تقبل ان تجلس عاله على صديقتها ..
لقد جرحتني كلمتك ان كنتي تشعرين ..
_ امي ارجوك هذا يكفي .. انا اسفه .. لقد تفوهت بأشياء لم افكر بها ..
_ حسنا انتهى الامر الأن .. لقد تأخرنا على كاميليا .. انها تنتضرنا على العشاء الان حتماً ..
اذهبي لتغير ملابسك لنذهب .
_ قولي لي أولا .. هل قبلتي اعتذاري .. الم تعودي غاضبه مني الان
_ نعم لم اعد غاضبه .. هيا اذهبي سوف نتأخر
_ حاضر ..
خرجت الكلمه بدون اقتناع منها .. ولاكنها لن تعيد ما فعلته مع امها .. يبدو انه هناك اتفاق بين روزا وكاميليا في كيفيت
دفع السكن هنا .. لانها واثقه انه ما قالته امها هو ما تفكر به حقاً .. هي لن تقبل بالسكن بالمجان حتى لو
كان ذلك عند اعز صديقاتها ..
فكرت ايضا ان أدوارد خرج الأن ولن يكون على العشاء .. لا شيء يمنع من ان تتعشى اليوم مع السيده كاميليا ..
فلقد احبتها جدا حقاً ..وتريد ان تكون اكثر لطفاً معها مما كانت عليه ...
ذهبت لغرفتها لتأخذ حماماً سريعاً وغيرت بعده ملابسها .. عندما خرجة من الحمام بقيت تنظر لغرفتها الجديده ..
كانت جميله وانيقه .. مجهزه من كل شيئ .. انها اجمل من غرفتها السابقه .. هذا مضحك للغايه .. من يصدق
انهم انتقلو الى هنا لعدم قدرتهم على دفع اجار شقه لا تكاد تكون بنصف كمال هذي الشقه ..
ارتدت ثوبا ناعما له اكمام طويله بينما هو قصير بعض الشيء .. كان اسود وهي تحبه جداً لانه يظهر
بشرتها البيضاء الصافية الشيء الوحيد أللذي ورثته من امها .. اذ ان ملامحها مختلفه جدا عن امها ..
فهي تمتلك عينان كبيرتان ولونهما اسود
كسواد الليل مع شعر اسود ناعم مسترسل بسلاسة على أكتافها
بينما كانت لروزا عينان صغيرتان بلون السماء الصافيه وشعر يكاد يكون بلون الذهب ..
كانت تقول لها دوماً انها حصلت على كل ملامحها من ابيها وانها لم تأخذ منها سوى لونها .. فهما لا يتشابهان بتاتا .
لقد كان الجميع يقول لهن انهما يبدوان من دولتين مختلفتين ..
خرجت بعد هذا لتجد امها تنتظرها امام الباب وقد ارتدت ثوب ازرق جميل يجعل منها اصغر سناً واجمل ..
لم تنتضر روزا كلوديا حتى تصل لها لقد سارت امامها للقصر ولم تكن قد سامحت كلوديا كليا .. يبدو
انها تريد منها ان تتعلم هذي المره وتكف عن التصرف بتسرع وبدون مسؤليه دائماً ..
فتحت الخادمه الباب لهن بعد ضغطت روزا عليه .. استقبلتهن كالعاده بابتسامتها اللطيفة المشرقة وحيتهم للداخل
بقولها ان الجميع في انتظارهم .. شعرت كلوديا بالتوتر بعد ان فهمت ان السيدة كاميليا ليست بمفردها بل
يوجد اشخاص جدد معها .. وهي ليست بمزاج جيد للمجامله ..
لم تكن تتخيل يوماَ انها سوف تتعرف على عائلة أدوارد .. – حسنا ان عدنا لما هو مستحيل فأنا لم اتخيل يوما انني سأعيش بهذا القرب
من ادوارد .. لو ان هذا حصل قبل تسليمي للرساله ربما كنت سأكون الاسعد في هذي الحياة ..
هذا ما كانت تفكر به قبل ان يدخلون لقاعة الطعام اللتي لا تبدو ابداُ شيئا عاديا .. ان اردت وصفها فأنا متأكده اني لا استطيع ..
ابتسمت لنفسها بعد هذا على حماقاتها ودخلت خلف امها لتجلس مع الثلاثه اللذين كانوا يجلسون على الطاولة ...
كان هناك رجل سمين بعض الشيء يملك ملامح هادئه ويبدو انه رب هذي العائلة اذ انه يجلس في الوسط ..
يبدو مختلفاً عن ادوارد كلياً ..ولاكنه يشبه الرجال السياسيون و الاثرياء اللذين يضهرون على شاشات التلفاز ..
يا ألهي من اين جاء ذلك الولد .. لا يشبه امه ولا ابوه .. حسنا يجب ان اعترف انه حقاً
مميز .. هزت رأسها كي تكف عن حماقاتها وتعود لما هي فيه .. القت امها التحيه وبدت بتعريف كلوديا على الرجل المسن
اللذي وقف ليصافح كلوديا بأبتسامة سرور وكأنه التقى بشخص عزيز عليه .. ابتسمت كلوديا ايضا والقت عليه التحيه
مع تعريفه بأسمها مع ان امها قد فعلت هذا .. لم تعرف لما فعلت هذا و لاكنها رأت ان هذا مناسب للمكان اللذي هم فيه .
_ انها لا تشبهك ابداُ روزا .. هي تملك وجهاً مميزاً .. كوجهه بالضبط ..
صمتت امي بعد جملت السيد مايكل وبدى هو وكأنه غاب في ذكرياته .. هو يقصد بكلامه ابي ..
هل يعرفه يا ترى ..؟ يجب ان يكون يعرفه بما انه شبهني عليه ..
جلس بعد هذا ليشرب كوباً من الماء يعود لطبيعته بينما
القت كلوديا التحيه بعد هذا على كاميليا وهي تلقبها بالسيدة كاميليا .. فقالت لها وهي تبتسم – نادني بعمتي فقط .. ان لم يكن يزعجك ..
بينها وبين نفسها – اما انني المجنونه هنا او ان هذا العالم لا يمت لي بصله .. لم اكن لأتخيل ان امرأة بمركزها تطلب مني ان اناديها عمتي
هذا مضحك .. لو ان ادوارد هنا ليسمعني .. رما كان سيسخر مني ..
_ لا .. ابدا سيدتي .. ااه .. اقصد عمتي ..
يبدو ان الامر صعب على كلوديا .. بدى عليها الحرج الشديد وهي تنطقها .. كانت امها قد جلست بقرب كاميليا وهي استدارت لتلقي التحيه على الشخص المتبقي من العائله .. يبدو انه الاصغر هنا .. كان ينظر لكلوديا بأرتياب وهي ايضا لم تكن نظرتها لطيفه جدا اذ انها استغربت
طريقته في رمقها .. مدت يدها بعد هذا لمصافحة هذا الولد اللذي لا يكاد يتجاوز عمره العشر سنين .. ولاكن لم تأت من عنده أي استجابه للوضع .. قال السيد مايكل لأبنه – جون .. ماهذا التصرف
هنا شعرت كلوديا بالحرج الشديد .. كانت ستعيد يدها وتترك هذا الطفل الاحمق وشأنه لو انه لم يمد يده في اخر لحضه
لمصافحتها .. ولاكن كانت تحيته باردة وكان يرمق كلوديا بحقد .. هي لم تكتفي بالصدمه بل ابتسمت له ابتسامت النصر
وهي تريد ان تقهره .. لم ينتبه عليهم احد لان الكبار بدؤ بالحديث الان ..
هذا الولد اسمه جون .. اخ ادوارد الصغير .. يبدو للوهله الاولى مختلف عن ادوارد فملامح هذا الولد
مازالت طفوليه ويوجد فيه شيء من البراءه مع انه تصرفاته لا تتسم بالبرائه ابدا .. بس يتصرف وكأنه حاقد على كلوديا
وليس انه هذي هي المره الاولى اللتي يلتقيان فيها .. هذان الولدان غريبان
وكأنهما تربيا بعيدا عن السيدة كاميليا وزوجها السيده مايكل .. هذا لا يهمها ...
عندما رأت الطعام شعرت بالجوع الشديد .. هي لم تأكل شيء منذ ان عادة من المدرسه .. يا ألهي كم هذا اليوم مرهق ..
لقد حدثت فيه اشياء لم تحدث لكلوديا طوال حياتها كلها ..
بدء الجميع بالاكل و كان هناك تدخل احاديث بين الحين والحين .. بعندما انتبهوا من الطعام قاموا كما طلبت منهم السيدة للحديقه
كي يشربو الشاي .. جيد انهم يملكون هذي العاده .. امي معتاده على شرب الشاي بعد كل وجبه وانا ايضا اعتد على هذا الشيء معها ..
بعد شرب الشاي تحدثوا قليلا وشاركت كلوديا بالحديث حيث ان السيد والسيدة بدئ يسألانها عن دراستها وهذي الامور
وكانت محرجه جدا عندما كانت تجيب .. بالطبع لم تجب على كل شي كما هو .. فهي لم تستطع
اخبارهم كم تكره الدراسه وكم هي سيئه فيها .. امها كانت تشارك بالحديث قليلا وبعدها تسرح بفكرها
وهي مشغولت البال تماما .. جون الصغير طلب ان يذهب للنوم بعد العشاء مباشرتا وهذا ما بدى مستغربا من قبل اهله
ولاكنهم القوا عليه تحية المساء وذهب هو بدون ان ينظر لكلوديا حقا .. اثار هذا سخطها .. ما بال اولاد هذي العائله يكرهوني ..؟
هذا ما فكرت به وهي تنظر لجون .. عند انتهاء هذا التعارف اللذي تبين في النهايه انه اسعد السيد والسدة جدا كما قالا ..
وكما قالت السيدة كاميليا او كما طلبت مناداتها العمه كاميليا انها سعيده جدا بالتعرف علي وهي سعده اكثر بأقامتي معهم ..
احرجني كلامها فهي لطيفه جدا وشخصيه رائعه ..
عندما عادتا للملحق كانت كلوديا تعبه جدا وكانت تريد النوم بسرعه ولاكنها تذكرت فجأ شيء فعادت لأمها ..
_ امي ..
_ ماذا هناك ..؟
_ كيف سأذهب غدا للمدرسه .. لن اتذكر مكان موقف الحافلات اللذي كنت اقف فيه مهما حدث ..
وحتى لو تذكرت فالطريق طويل جداً الى هناك ..
_ لقد نسيت ان اخبرك .. غداً ستذهبين مع السائق الى المدرسه وعندما تعودين سأدلك على اقرب موقف للحافلات هنا ..
_ حسنا هذا جيد .. تصبحين على خير
_ احلام سعيده حبيبتي .. لا تنسي المنبه ..
_ حاضر ..
وذهبت لغرفتها وهي تشعر بتعب شديد جداً فنامت فور استلقائها على السرير بدون ان تفكر بشيء ..
كانت روزا تجلس على الاريكه وبيدها الهاتف ويبدو انها تنتظر مكالمه ما ..
بعد لحضات من الانتظار جائتها المكالمه .. اخذت الهات لغرفتها واغلقت الباب واجابت ..
_ مرحباً ..
_ اهلا دانيال ..
_ مابالك تبدين في حال سيئه ..؟
_ لا ليس هناك شيء .. فقط عن كلوديا ..
_ حسنا لا تفكري بالامر كثيرا .. فتاتك ما تزل صغيرة ويجب ان تتفهمي انها سوف تخطأ كثيرا قبل ان تعي ما يحدث ..
_ تجعل الامر يبدوا سهلن جدا .. ولاكن ما يحدث مختلف ..
_ ماذا تقصدين بـ ما يحدث ..؟
_ حسنا .. اشعر ان كلوديا لم تتقبل السكن هنا .. لا اعرف لما ولاكن هذا ما يحدث ..
و شيء اخر ..
_ ان تكون لم تتقبل بعد السكن فهذا شيء طبيعي لفتاة في عمرها .. لقد تغير عليها كل شيء فجأ وستعتاد قريباً ..
ولاكن ماهو الشيء الاخر ..؟
_ دانيال .. لا استطيع ان اخبرها بالموضوع حالياُ ..
لم يقل كلمة .. ربما لم يكن عنده رد على ماقالته ولاكنها سمعته يتنهد بعمق فقالت بسرعه ..
_ سوف اخبرها حالما ارى ان الوقت اصبح مناسب .. كلما اقترب الموضوع اخاف اكثر ..
لا استطيع القيام بهذا .. ابنتي لن تتقبل المسأله ..
_ لما تضعين هذي الاحتماليه قبل ان تسأليها حتى .. عزيزتي روزا دعي عنك هذي المخاوف
_ انت لا تفهمني .. ان اخبرتها بالأمر ورفضت .. لن يكون الرفض فقط ما ستقوم به .. سوف تكون صدمه لها
لم تسمح بحدوث ذلك من قبل .. اعرف رأيها بالمسأله ..
_ كان هذا في ما مضى عندما كانت صغيره .. الان الوضع مختلف .. هل تفهمين ..؟
_ حسنا .. نعم ولاكن ... ارجوك ليس الأن ..
_ دعيني التقي بها اولاً ومن ثم سنرى .. ولاكن اسمعي لن انتظر اكثر
_ نعم .. اعدك ..
_ سوف آتي غداُ لزيارت اختي .. سوف اراك هناك
_ حسنا .. اراك غداً اذن ..
_ سأشتاق لكِ .. وداعاً ..
_ وداعاً ..
لقد ارتبكت .. لم تعرف ماذا تقول .. انها تتصرف بشكل لا ارادي معه .. لا تستطيع بعد
استعمال هذي العبارات معه .. تشعر بالحزن على هذا فلقد استحمل منها الكثير ..
استلقت على سريرها وهي تتنهد – اعتقد انه تحملني اكثر من اي شيء اخر ..
نامت بعدها بدون ان تغير ملابسها حتى ..
رن جرس المنبه فأيقض كلوديا من نوم ٍ عميق .. بدت تتثائب وهي تعبه جدا تحاول النوم اكثر مده ممكنه ..
رمت اللحاف بعد هذا عنها بقوه واستيقت لألا تتأخر .. فمن المعيب ان تجعل السائق ينتظرها
حتى لو كان هذا عمله .. كانت سعيده وهي تغير ملابسها وتجهز نفسها .. شعورها كانت جيد
فهذي هي المرة الاولى لها اللتي يقلها للمدرسه سائق خاص .. كانت تشعر انها ابنه لأحد الاغنياء ..
بدت تضحك على نفسها وهي تقول – لا ضير من هذا الاحساس مره واحده ..
خرجت بعد هذا وهي تحمل حقيبتها .. كان الهواء في الخارج باردً بعض الشيء فعلى كل حال اقترب فصل الشتاء
وبدى الجو يصبح ابرد .. خصوصا من هذي المنطقه العاليه .. لفت الشال حول رقبتها طالبه للدفء .. وسارت للمكان اللذي يضعون فيه السيارات كي تستقل سيارتها الخاصه كما تفكر ..
لقد رأت السياره من بعيد .. انها رائعه .. سوداء وتبدو كما لو انها صنعت للتو ..
نظرت حولها فأنتبهت ان السيارات في هذا الموقف كلها سوداء .. هناك واحده فقط حمراء .. تبدو جميله بينهم ..
صدمها رؤيت الشقراء اللتي هاجمتها في ذلك اليوم البائس وهي تخرج من تلك السيارة .. تذكرت انها ادعت في ذلك اليوم
انها خطيبة ادوارد .. كانت مصدومه فلم تتوقع رؤيتها هنا .. لقد نسيت موضوعها تماماً ..
لمحتها الفتاة الشقراء من بعيد ولاكنها لم تصدم بل بقيت تنظر لكلوديا بأزدراء ..
اثار هذا الوضع استغراب كلوديا .. لم تأبه بوجودها ولم تصدم .. اليس وجودها شيء عجيب جداً في منزل ادوارد
لما اذن هذي الفتاة تبدو طبيعيه .. سارت متجهه نحو سيارت ادوارد اللذي وصل للتو لسيارته
ولم تكن كلوديا قد رأت عندما خرج من البيت .. نظرت لهم قليلا قبل ان تستدير بسرعه لتتحرك نحو السيارة اللتي تنتظرها منذ مدة ..
نادتها الشقراء من بعيد بأسمها فأستغربت كلوديا الامر واستدارت لترى ماذا تريد ..
كانت قد جلست بجوار ادوارد في السيارة .. وكانت تبدو جميله جداً بملابسها الانيقه واللتي لا تدل على الذهاب للجامعه ..
قالت بصوتها اللذي حولته لنبره ناعمه جداً اثارت خوف كلوديا منها ..
_ هل تريدين ان نوصلك لمدرستك ..؟
لما تتصرف بهذي الطريقه .. وهو .. لما يبدو غير مهتم لم يلتفت لها حتى ..
كان يمسك بالمقود بتعب .. انه يبدو مرهقاً جداً .. يبدو انه تأخر بالامس في العوده من الشركه ..
الا يستطيع الاعتذار عن ايصالها .. ام انه لا يريد التغيب عن الجامعه ابداُ ..
تصنعت ابتسامه قويه و اشارت لها بعدم الركوب .. وقالت
_ شكرا لكِ .. هناك من يوصلني ..
وركبت السياره بسرعه وهي تحاول تهدئت نفسها .. سارت سيارتهم بسرعه .. لقد قلب مزاجها تماماً
رؤيتها لهم سوياً .. هذا مؤلم جداُ لها .. لن تتحمل ان تراه بأستمرار معها ..لم يلتفت لها حتى ..
كان يستطيع ان يلقي تحية الصباح على الاقل .. بدأت تفكر بالشقراء اللتي مه .. انها فتاةُ حقيره لما يحبها ..
الأنها جميله فقط .. ام لانها من عائله غنيه .. هل هو من قال لها عن وجودهم هنا لذا لم تستغرب الأمر بتاتاً ..؟
نسيت ان تلقي التحيه على السائق فأعتذرت بخجل وقالت _ انا اسفه حقاً .. لقد كنت شاردت الذهن ولم القي التحيه ..
يبدو انه استغرب حديثها معه .. كان رجل في الاربعينيات كما يبدو .. ليس من اتى بهم الى هنا في ذلك اليوم
يبدو ان هذي العائله تملك خدم كثيرين .. قال بأبتسامه لطيفه – لا عليك صغيرتي .. انك لطيفه حقاً ..
اسعدها ما قاله .. انه شخص طيب جداً .. بدأت تتحدث معه قليلا قبل تصل الى المدرسه ..
كان لطيفاً جدا وبدأ يسألها عن دراستها وهي بدورها اخبرته انها لا تحب الدراسه لانها فاشله كبيره فيها ..
وان الامر لو عاد لها لكانت تركتها منذ زمن .. كان يضحك عليها احيانا و يقوم بنصحها احيان اخرى .. استمتعت معه في السياره
وعاد لها مزاجها الطبيعي .. لاكن رؤيتها لـأدوارد مع تلك الشقراء كان يزعجها جداً ..
بينما فكرت وهي تنزل من السياره ان عليها ان تتقبل الامور .. فأدوارد خطيبها وهي ليس لها شيء ..
لا يحق لها حتى ان تغار عليه .. ومن خطيبته .. هذا مضحك جداً ..
عادت للواقع عندما ناداها السائق .. – متى تنتهي دروسك . كي آتي لأخذك ..؟
_ في الثالثه .. شكرا لك ..
ودعته بعد هذا وسارت نحو مدرستها .. لقد طلبت منه ان ينزلها
بعيدا عن المدرسه كي لا يراها الطلاب وهي تنزل من السيارة .. لم يكن لها شرح لما
اصبح لها سائق خاص ولم تكن تريد ان تقول لأحد انها تسكن مع ادوارد ..
وصلت للمدرسه وكانت تعج بالطلاب اذ انه الدروس لم تبدأ بعد .. سارت نحو فصلها وكانت سارة وفيفيان هناك
بدأن الحديث وسؤالها عن حالها .. تحاشت بكل طاقتها الحديث عن ادوارد وكل ما اتى شيء عنه
تغير الموضوع .. كانت تعرف ان صديقاتها يردن ان يعرفن ماذا حدث ولاكنها لم تكن
مستعده لشرح الوضع فهي لا تريد تذكره اصلا ..
بعد يوم دراسي طويل خرجت لنفس المكان اللذي انزلها السائق فيه واللذي
طلبت منه اخذها منه .. لم يكن هناك .. استغربت فلقد تأخرت بعض الشيء وكان يجب ان يكون قد حضر ..
بقيت واقفه تنتظر وصوله وهي تلعب بهاتفها .. تأخر جداً .. مر 15 دقيقه .. ماذا حدث لمى لم يأتي بعد
استندت على احدى الاشجار واغمضت عينيها قليلا وهي تستمع لحديث عصفورين على الشجره ..
بقيت على هذا الضوع حتى قفزت من الهلع وهي تسمع من يصرخ عليها ..
_ اركبي هيا ..
جائها صوته فلم تصدق وجوده هنا .. كان يجلس في السيارة الضخمه نفسها وهو ينظر لها بعصبيه بالغه
ما الأمر ماللذي فعلته الأن .. لما هو غاضب هكذا .. ولما يطلب منها الركوب معه ..
_ ماذا هناك ..؟
عندما اجابت بهدوء وبدون ان تتحرك من مكانها اشتد غضبه عليها وصرخ ..
_ تحركي والا تركتك هنا .. لن يأتي احد ليأخذك .. هيا ..
كان غاضباً جدا .. فلم تستطع سؤاله عن رالف سائق السيارة اللتي احضرتها للمدرسه ..
ركضت بسرعه وركبت بجواره وحرك السياره قبل ان تضع حزام الامان حتى فتحركت للأمام
وضربت رأسها .. لم تكن الضربه موجعه ولاكن اخافتها سرعته .. شعرت ان هناك شيء ما لهذا جاء ليأخذها


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تعشقي Ayman Fahad أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 11-17-2010 02:04 PM
جعلت فداك فانتي عنون التقى ..... من تصميمي .^.*. البرنسيه دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 5 10-20-2010 04:12 PM
خليك مع غيري احمد اطيوبه شعر و قصائد 8 07-20-2010 11:09 PM
مجوهرات بستايل غجري زهرة اليقين حواء ~ 15 06-20-2008 05:27 PM
من غيري hi all أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 03-14-2007 10:24 PM


الساعة الآن 05:32 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011