لحظة كنت جالس مع أناس أحبهم ويحبوني تأخرت في الوقت للعودة إلى بيتنا وكانت الناس ترتقب رمضان غدآ وكلهم يهنئون بعضهم بعضا أردت أردت قبل العودة إلى بيتنا أن أرى معشوقتي رغم أني رأيت كل الناس الذين أحبهم بلا إستثناء ولكن القلب وأمره ليس للكيف عليهم سلطان فبحثت بشتى السبل لذلك ووجدت الفرصة المناسبة وألتقيتهاوكنت فرح جدآ رغم أن الطريق لبيتنا سيكون صعب وطويل إلا أنه لأجل عينيها أتحمل المر والعلقم فبعد ذلك بأيام قصيرة جدآ وتقدر بثلاثة أيام كلمتاه وكانت قبلها تأبى بأن ترد عليَ ولم أعرف السبب فحاولت بأقصى جهدي لأكلمها وفعلت وكلمتني وكلمتها ولكن هذه المرة لم تكن للحب والشوق بل للفرقة والبعد فبعد ذلك الإتصال جلست بعد صلاتي العشاء والتراويح أبحث عن حل يكون للنفس مريح فلم أجد إلا القرطاس والقلم فكتبت و لم أجد الإجابة فكتبت كلمات دمعت لمرادها الكلمات وتعذبت لأجلها الصفات وماتت النفس محزونة بسببها فقلت

الهوا الأول والأخير وأنت من عشقتها وقلت ليس عنها بديل وأنت البيت وأركانه وأساس العشق وسلطانه وأنت أميرة الأحلام وأنت سيدة الحب في كل الزمان وأنت التي قلت بهواها يكفيني سلام عينيها وأنت التي تعبت لبعدها وبكيت لحزنها وأنت التي قتلني دمعها وأنت التي رسمت صورتها على الشمس والقمر فرسمتها على الشمس لتشرق كل يوم من جديد ورسمتها على القمر لكي تقهر النجوم لجمالها وحلاوتها ولهذا رفضت كل نساء الدنيا لأجلها

التي زرعت الورد لأجلها وشارطت الورود بعطرها وأنت التي قلت للسماء أبرقي لأرى صورتها وأنت التي كنت أنتظر المطر لأتدفء بكيانها وأنت التي كنت أنتظر قوس الألوان السبعة لكي أرى جمال عينيها وأنت التي كتبت على سطور الدفاتر حكاية أسطورتها وأنت التي غَيرتُ تاريخ الأيام لأجل يوم مولدها فمنه أصبحت بداية كل عام وأنت التي عاتبت الشعراء لأجل صفاتها وعاتبت الأدباء لأجل كلامها ولأجلك مزقت دفاتر ألحان البلبل بسبب ضحكتك ولأجلك صرخت بوجه العذال لن أرضى بغيرها

فإني أرجوكي يانسمة الحنين لاتبتعدي فإني مخنوق وياشمس الأصيل لاتغربي فإني أرتجف من البرد وياقمر الزماتن لاتختقي فإني من بعدك تائه لاأدل الطريق، فإني أرجوكي لاتعذبيني ياسلطانة الهوا فإن الهوا قاتل الفتى