عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2007, 06:38 PM
 
الصحابي جابان

الصحابي جابان الكردي

(
رضي الله عنه).
وهو احد مشاهير الكرد في التاريخ الإسلامي...

شيء من التاريخ

كي نفهم التاريخ على حقيقته لا بد أن نعرف الجغرافيا أولاً.

ولعلمن المفيد أن نلقي نظرة سريعة على الخريطة السياسية لغربي آسيا، سواء أكان ذلك قبلالميلاد، أم قبل الإسلام، فقد كان العصر بشكل عام عصر الإمبراطوريات، واستطاع بنوساسان الفرس تأسيس إمبراطورية واسعة الأرجاء في بداية القرن الثالث الميلادي،وامتدت تلك الإمبراطورية من أفغانستان الحالية شرقاً إلى تخوم شبه الجزيرة العربيةغرباً، بل كانت مناطق نفوذها تتوسّع في مواجهة الإمبراطورية البيزنطية (الرومية)،فتسيطر أحياناً على بعض مناطق آسيا الصغرى (تركيا حالياً) وعلى بلاد الشام، ومصر،واليمن، وبعض الأطراف الشرقية من شبه الجزيرة العربية.

وهكذا كان الكردقبيل ظهور الدعوة الإسلامية تابعين للإمبراطورية الفارسية، وكذلك كان العرب الذيناستقروا حينذاك في جنوبي العراق، وأسسوا إمارة (الحِيرة) بقيادة المناذرة، أو الذينكانوا يقيمون في السواحل الشرقية من الخليج، ويقتضي منطق الواقع أن تنشأ علاقات، مننوع ما وبدرجة ما، بين هذين الشعبين (العرب والكرد) على صعيد الأفراد، كما هو شأنأبناء الشعوب التي عاشت مدداً طويلة في إمبراطورية واحدة.

والحقيقة أننا لمنجد إلى الآن وثائق تاريخية عن تفاصيل العلاقة بين الكرد والعرب قبيل الإسلام، أومع بدء ظهور الدعوة الإسلامية، لكن وجود صحابي كردي هو (جابان) بين صحابة الرسولمحمد عليه السلام دليل قوي على وجود نوع ما من العلاقات بين الشعبين قبيل الإسلامبوقت قريب، أو مع عهد بدء انتشار الدعوة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية.

فمن هو الصحابي جابان؟


2-
التابعي ميمون الكردي.

الحقأن المعلومات المتعلقة بحياة الصحابي جابان قليلة، بل قليلة جداً، ولا تتحدث عنهالمصادر التراثية- ولا سيما كتب التراجم- إلا بأسطر قليلة، لكن ما وصلنا من معلوماتحول ابنه التابعي (ميمون) هي التي تنير لنا الطريق إلى حقيقة ذلك الرجل، فالكتبالخاصة برجال الحديث النبوي تذكر تابعيًا اسمه ميمون الكردي، وجاء في كتاب (ميزانالاعتدال في نقد الرجال) للحافظ الذهبي أن كنيته أبو بَصِير، وقد ذكر كل من الحافظالمِزّي والحافظ الذهبي تابعيًا آخر اسمه ميمون بن جابان، وكنيته أبو الحَكَم، روىعن أبي رافع الصائغ، عن أبي هريرة مرفوعًا: "الجراد من صيد البحر".

وقد روىميمون الكردي عن أبي عثمان النَّهْدي، وعن أبيه، عن النبي محمد عليه السلام، وروىعنه جماعة منهم الزاهد الشهير مالك بن دِينار، وعدّه أبو داود من الثقات، وقال أحمدبن حنبل في مسنده: حدّثنا يزيد، حدّثنا دَيْلم، حدّثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان؛سمع عمرَ يخطب، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " إن أخوفَ ماأخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان ".

وقال اليماني صاحب (الأنوارالكاشفة) عن ميمون الكردي:

"
لم يُعزَ ولم أعثر عليه، ووالد ميمـون الكرديلا يكاد يُعرف. وقد ذُكر في أسد الغابة والإصابة باسم (جابان)، ولم يذكروا لهشيئاً. وسأل مالكُ بن دينار ميمونَ الكردي أن حدّثْ عن أبيه الذي أدرك النبي وسمعمنه، فقال: كان أبي لا يحدّثنا عن النبي مخافة أن يزيد أم ينقص".

ولم تُذكرالسنة التي توفّي فيها التابعي ميمون الكردي، لكن المصادر تشير إلى أن مالك بندينار الذي روى عنه عاش في البصرة، وتوفّي سنة (123، أو 127، أو 130 هـ)، وإذاأخذنا بالحسبان أن متوسط عمر كل جيل يتراوح بين (35 – 40) سنة ، فذلك يعني أن ميمونالكردي كان على الغالب حيًا في العقد الأخير من القرن الأول الهجري.

3-
معلومات حول جابان.

ومهما يكن فإن ما يهمّنا في الدرجة الأولى هو جابانوالد ميمون، وقد جاء في (أسد الغابة) لابن الأثير، وفي (تجريد أسماء الصحابة) للحافظ الذهبي، اسم صحابي يدعى جابان أبو ميمون، سمع من النبي محمد عليه السلامحديثًا يفيد أن أيّ رجل تزوّج امرأة وهو ينوي ألا يعطيها الصداق لقي الله عز وجلوهو زان. أما في (الإصابة في تمييز الصحابة) لابن حَجَر العَسْقلاني فجاء الخبر عنهكما يأتي:

"
جابان والد ميمون: روى ابن مَنْـده، من طريق أبي سعيد مولى بنيهاشم، عن أبي خالد: سمعت ميمون بن جابان الصردي، عن أبيه، أنه سمع النبي صلى اللهعليه وسلم غير مرة، حتى بلغ عشرًا، يقول: من تزوّج امرأة وهو ينوي ألا يعطيهاالصداق، لقي الله وهو زانٍ ".

ولم يذكر ياقوت الحموي في (معجم البلدان) مكانًا أو بلداً أو مدينة باسم (صرد)، ولم ترد النسبة إلى هذا الاسم في كتاب (الأنساب) للسَّمْعاني (ت 562 هـ)، ولا في كتاب (اللُّباب في تهذيب الأنساب) لابنالأثير عز الدين (ت 630 هـ)، لكن ورد في كتاب (معجم البلدان) اسم (سَرْدَرُوذ)، وهيمن قرى همذان، وقد يكون النسبة (صردي) محوّرة من (سردي) نسبة إلى (سردروذ)، ومثلهذا كثير في العربية. وإذا صحّ ذلك فالأرجح أن جابان الصردي هو والد ميمون الكردي،لأن همذان تقع في إقليم الجبال، وهي من بلاد الكرد، بل هي نفسها (أَكْبَتانا) العاصمة القديمة للميديين (أجداد الكرد) قبل سنة (550 ق.م).

وجاء في كتاب (خلاصة تاريخ الكرد وكردستان) للمؤرخ محمد أمين زكي، نقلاً عن العلامة الآلوسي فيتفسيره الشهير (روح المعاني) أن جابان كردي، وروى حديثاً نبوياً أو أكثر يدور حولالنكاح.


4-
نتائج وحقائق.

وتقودنا هذه الأخبار جميعها إلىالحقائق الآتية:

-
أولها أن جابان كردي، باعتبار أن المصادر نصّت على كرديةابنه ميمون، ومن المحال أن يكون الابن كردياً ويكون الأب من قومية أخرى.

-
وثانيها أن جابان كان من الصحابة، فقد لقي النبي محمداً عليه السلام، وسمع منه،وروى عنه، وكان الرجل شديد الورع، إلى درجة أنه كان غير متحمّس لرواية الأحاديث عنالنبي محمد عليه السلام، مخافة الزيادة أو النقص، ومعروف أن بعض الصحابة كانوايحجمون عن رواية الأحاديث عن النبي محمد عليه السلام خشية السقوط في خلل عندالرواية، وأن بعض سهام النقد وُجّهت، في عصر صدر الإسلام، إلى الصحابي أبي هريرة،لأنه كان يكثر من رواية الأحاديث.

-
وثالثها أن سماع جابان من النبي محمدعليه السلام لم يكن مرات قليلة، بل كان متكررًا؛ أي أن لقاءه بالنبي لم يكن لقاءعابراً، وإنما كان يلتقيه مرارًا عديدة، وإلا فلماذا يطالب الناس ابنه ميمونًا بأنيروي لهم ما سمعه عن أبيه، عن النبي محمد عليه السلام؟!

-
ورابعها أن العربفي أواخر العصر الجاهلي، ومع ظهور الإسلام، لم يكونوا يجهلون الكرد، إنهم كانوايعرفون أن الكرد شعب قائم برأسه، وكانوا يعرفونهم بهذا الاسم تحديداً، ويميّزونبينهم وبين الفرس والروم والترك والأرمن، رغم تبعية الكرد للدولة الفارسية حينذاك،ولذلك لم يُقولوا: (ميمون الفارسي) مثلاً، كما قالوا عن الصحابي الشهير (سلمانالفارسي)، والصحابي (بلال الحبشي)، بل قالوا: ميمون الكردي.


5-
تساؤلاتواحتمالات.

وبعد هذا يبقى ثمة تساؤلات مهمة:

-
أولها: متى قدمجابان إلى منطقة الحجاز؟ هل وفد إليها بنفسه؟ أم أن أسرته كانت قد وفدت قبل الإسلامبفترة طويلة؟!

-
وثانيها: أين كان جابان يقيم تحديداً؟ هل كان من سكان مكة،أم من سكان يثرب، أم من سكان الطائف؟! فهذه هي أشهر المدن في الحجاز حينذاك.

-
وثالثها: ما الذي جعل جابان ينتقل من بلاد الكرد في الشمال الشرقي إلىالحجاز في أعماق بلاد العرب؟!

ها هنا لا تسعفنا المصادر بشيء.

وليسلنا إلا نحدس ونظن ونرجّح.

لكن ليس بعيداً عن منطق التاريخ، وليس خارجالتحليل الموضوعي.

ولعل جابان كان من المقيمين في مكة، فهاجر إلى المدينةبعد إسلامه مع من هاجر من المستضعفين؛ إذ المعروف أن جاليات من الفرس والروموالصابئة والأحباش كانت تقيم في مكة، لأغراض تجارية أو تبشيرية أو سياسية، هذاإضافة إلى عدد كبير من الأرقّاء والموالي المختلفي الجنسيات، وقد يكون جابان أحدأفراد تلك الجاليات، أو أحد أولئك الأرقاء؛ على أن نأخذ بالاعتبار أن الكرد كانواحينذاك معدودين في التبعية الفارسية سياسيًا وثقافيًا.

ولعل جابان كانمقيمًا أصلاً في مدينة يثرب (المدينة المنوّرة)، وهناك التقى الرسول محمدًا عليهالسلام بعد الهجرة.

ولعله كان من الجاليات الأعجمية (غير العربية) المقيمةفي الطائف، وسمع بظهور الدعوة الإسلامية، فالتحق بها في مكة أو في المدينةالمنوّرة.

هذا عنالمكان الذي كان يقيم فيه جابان.

ولكن كيف وصلجابان إلى الحجاز؟!

6-
احتمالات أخرى.

حقاً.. أمامنا ها هنا أيضاًعدد من الاحتمالات.

فقد يكون جابان ممن وقعوا في الأسر خلال الحروبالفارسية – البيزنطية الكثيرة، ثم بيع في أسواق النخاسة، وانتقل خلال ذلك من بلدإلى آخر، وانتهى به الأمر إلى مكة أو الطائف أو يثرب أو غيرها من المراكز التجارية،ولا ننس أن مكة ويثرب كانتا مركزين تجاريين هامين بين العراق والشام وبين اليمن (بوّابة العرب على إفريقيا وجنوب آسيا).

وقد يكون جابان من العاملين فيالتجارة حينذاك، وكان يتولّى بعض الشؤون التجارية في مكة أو المدينة أو الطائف، أوغيرها، شأنه في ذلك شأن كثير من الفرس والروم والأحباش وغيرهم، وسمع بالدعوةالإسلامية، فانضم إلى صفوفها.

وقد يكون جابان من الكرد الناقمين على الحكمالساساني الفارسي، ومن الثائرين في وجهها، واللاجئين إلى أعماق شبه الجزيرةالعربية، هرباً بنفسه من البطش الساساني . وقد يكون من المثقفين والمتنوّرين الذينكانت الدولة الساسانية توفدهم إلى المراكز الحضرية العربية، بغرض التبشير للثقافةالفارسية وللدين الزردشتي؛ العقيدة التي كانت تتخذها الدولة الساسانية ديناًرسمياً.


ومهما يكن فإن جابان لم يكن حديث عهد بالإقامة في الحجاز، وإلا فكيفأجاد اللغة العربية، إلى درجة أنه كان يفهم بدقة ما يسمعه من الرسول محمد عليهالسلام، وكان قادرًا على توصيله إلى الآخرين بدقة وبلسان عربي فصيح.

وإنالجزء الأعظم من صحبة جابان للنبي محمد عليه السلام كان بعد الهجرة، فالأحاديث التيرواها تتعلق بقضايا التشريع التي تنظّم شؤون المجتمع، والمشهور أن النبي كانمنشغلاً في مكة (قبل الهجرة) بأمور الدعوة، ومقارعة المناوئين له على الصعيدالإيديولوجي (العَقَدي)، وانصرف بعد الهجرة إلى تبيان القضايا التشريعية التنظيميةوترسيخها.

هذا ما استطعنا أن نعرفه حول الصحابي الكردي جابان رضي اللهعنه.
  #2  
قديم 03-12-2007, 06:40 PM
 
رد: الصحابي جابان

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صفة حامل القران --كما ذكرها الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الحسني ابو بلال نور الإسلام - 6 02-16-2007 02:56 PM
كنز المعلومات 250سؤال وجواب بــو راكـــــان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 17 01-31-2007 09:39 AM
الصحابي ابن عباس يُعلّمنا الشافعي نور الإسلام - 3 11-25-2006 01:01 PM
المهلة الأخيرة (روايه مترجمه) ahmed decor أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 10-08-2006 12:57 AM
كيف نحبب أطفالنا بالصحابة الكرام شمس مصر نور الإسلام - 14 08-11-2006 02:58 PM


الساعة الآن 06:43 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011