عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-10-2007, 10:39 AM
 
خطر القومية العربية على الاسلام...وهل هي دعوى جاهلية؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد.

لم يعمل الإسلام على تغييب وإلغاء القوميات، والجنسيات، أو القبائل والعشائر، والأوطان، من حيث وجودها ومن حيث انتساب الإنسان لتلك القوميات، والجنسيات، أو القبائل والعشائر، والأوطان وما أكثر الأدلة الشرعية الدالة على ذلك.

فلم يمنع المرء من أن يقول عن نفسه بأنه عربي أو فارسي أو رومي، أو يمني أو شامي، أو قرشي أو خزرجي .. كما لم يمنعه من التعبير عن الحب والحنين لما ألفه من أوطان وديار .. فهذا وارد، والشارع أقره ولم يلغه، ولا أظنني بحاجة للاستدلال على مشروعية ذلك إذ أنه من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة .. لا يجادل فيها اثنان.

ولكن الذي منع منه الإسلام وعمل على إلغائه هو تلك العصبيات الجاهلية لتلك القوميات والجنسيات، ولتلك الأوطان، والقبائل، وغيرها من المسميات والانتماءات التي تغيب الولاء والبراء في الله.

كما منع أن يكون التفاضل بين الشعوب على أساس الانتماء لتلك القوميات والجنسيات والأوطان، وجعل ميزان التفاضل والتمايز بين العباد مقصورا ومحصورا على ميزان التقوى، والأحسن عملا بغض النظر عن الجنس أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الموطن، كما قال تعالى:? { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ?} وقال تعالى:? { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور }.

لا يجوز أن ننتقص دور العرب كمادة لنصرة قضايا الإسلام وعقيدته، ارتبط مصيرهم بمصير هذا الدين عزا وذلا، عزا إن نصروه، وذلا إن خذلوه وتخلوا عنه، كما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" كنا في الجاهلية أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله ".

وفي الحديث عن جابر بن عبد الله، قال: حدثتني أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال ". قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال:" هم قليل "[1].

فسؤال أم شريك عن العرب يومئذ يوحي بما يجب على العرب خاصة من نصرة لهذا الدين؛ وكأنها تريد أن تقول: كيف يؤول أمر الناس إلى أن يلتحقوا بالجبال خوفا من الدجال .. والعرب موجودون .. " فأين العرب يومئذ " يا رسول الله الذين من شأنهم نصرة هذا الدين ودفع طغيان الطواغيت؟!
فأجابها صلى الله عليه وسلم :" هم قليل "؛ أي هم قليل يومئذ ..!

لماذا هم قليل ..؟!

هم قليل لأنهم مادة الجهاد والاستشهاد .. فما أن ينادي منادي الجهاد في أي بقعة من بقاع الأرض إلا وتجد من العرب من يلبي ذلك النداء .. وفي كثير من الأحيان يكونون قادة الجهاد وعصبه وركنه وطليعته[2] .. ومن كان كذلك لا شك أنه عرضة للقتل والموت والاستشهاد .. لذا فهم قليل[3]!

وفي الحديث الضعيف:" أحبوا العرب وبقاءهم؛ فإن بقاءهم نور في الإسلام، وإن فناءهم ظلمة في الإسلام "[4].

هذه المكانة للعرب في الإسلام لا يجوز أن ننكرها أو نجحدها، ولكن لا يجوز أن تكون كذلك مدعاة أو مبررا للدعوة إلى العروبة أو " القومية العربية " التي تقوم على مبدأ فصل الدين عن الدولة والحياة، وعلى تكريس مبدأ عقد الموالاة والمعاداة، وكذلك تقسيم الحقوق والواجبات على أساس الانتماء القومي للجنس العربي بغض النظر عن العقيدة والدين والعمل .. ومبدأ ? إن أكرمكم عند الله أتقاكم ?.

فالقومية العربية أو العروبة بهذا المفهوم الآنف الذكر هي دعوة عصبية جاهلية نتنة حرمها الإسلام وحذر منها أيما تحذير، كما في الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن ".

وقال صلى الله عليه وسلم :" إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ".

وقال صلى الله عليه وسلم :" من ادعى دعوى الجاهلية فإنه جثا جهنم ـ أي من جماعات جنهم ـ فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ فقال: وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله التي سماكم: المسلمين، المؤمنين، عباد الله ".

وقال صلى الله عليه وسلم :" ليس منا من دعا بدعوى الجاهلية ".

وقال صلى الله عليه وسلم :" إن أوليائي منكم المتقون من كانوا وحيث كانوا ".

وقال صلى الله عليه وسلم :" لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب ".

وغيرها كثير من النصوص الشرعية التي تحرم العصبيات القومية التي تفاضل، وتوالي وتعادي على أساس الانتماء القومي أو غيره من الانتماءات العصبية الجاهلية.

وفي ذلك رد على بعض الدعاة والكتاب المعاصرين المصابين بلوثة الهزيمة النفسية والفكرية الذين يحاولون تزلفا مداهنة القومية والقوميين العرب على اعتبار أن ما كان من خلاف وتنافر بين الإسلام والإسلاميين من جهة وبين العروبة أو القومية والقوميين العرب من جهة ثانية لم يكن مبررا وليس له داع إذ لا تعارض بين الإسلام والعروبة، ولا بين الدعاة إلى الله تعالى وبين الدعاة إلى القومية العربية أو العروبة .. فكل منهما حاضن للآخر .. لذا فإن المعركة القديمة الحديثة بين الطرفين لا بد من أن تهدأ وتزول، ليحل مكانها التلاقي والوئام!

كثير من الدعاة والكتاب المعاصرين ـ عن قصد أو غير قصد ـ لا يفرقون بين العرب والعربي والعربية وبين العروبة، ولا بين الوطن والموطن وبين الوطنية، ولا بين العشيرة أو القبيلة وبين العشائرية أو القبلية، ولا بين الناس، والإنسان، وكرامة الإنسان وحقوقه وبين الإنسانية كشعار ومبدأ يغيب عقيدة الولاء والبراء في الله .. فيخلطون بينهما عند الحديث عنهما وكأنهما شيء واحد في الدلالة والمعنى، فيخلطون بذلك حقا مع باطل .. فيضلون ويضلون!

تراهم يستدلون بالأدلة الدالة على شرعية مصطلح ومعنى العرب، والعربي، والعربية على شرعية مصطلح ومعنى العروبة الدال على معاني التعصب القومي المقيت والمذموم ..!

وتراهم يستدلون بالأدلة الدالة على شرعية مصطلح ومعنى الوطن، والموطن، وحب الديار وموطن المنشأ على شرعية مصطلح ومعنى الوطنية الدال على العبودية للوطن من جهة عقد الموالاة والمعاداة، وكذلك الحقوق والواجبات على أساس الانتماء لحدود الوطن .. وتغييب وإلغاء كل ولاء وبراء يتعارض مع الولاء الوطني .. كما هو مشاهد في كثير من الأمصار!

وتراهم كذلك يستدلون بالأدلة الدالة على شرعية مصطلح ومعنى العشيرة أو القبيلة على شرعية مصطلح ومعنى العشائرية أو القبلية التي تعني عقد الموالاة والمعاداة، والحقوق والواجبات على أساس الانتماء القبلي العشائري ..!

وتراهم كذلك يستدلون بالأدلة الدالة على شرعية مصطلح ومعنى الإنسان، وكرامة الإنسان وحقوقه على شرعية مصطلح ومعنى الإنسانية كمبدأ يعلن الموالاة والمؤاخاة بين الإنسانية جمعاء بغض النظر عن اعتبار العقيدة والدين .. وميزان التقوى وأيكم أحسن عملا .. وهذا من التلبيس والتضليل الذي ينبغي أن نحذره ونحذر منه .. وهو كذلك علامة على حجم الهزيمة النفسية الفكرية التي يعاني منها أولئك الدعاة أو الكتاب أمام التيار القومي العروبي المهترئ المتآكل التي لم تجن الأمة منه إلا الذل والهزيمة، والتخلف والدمار!

الاتجاه القومي العروبي ـ منذ قرابة القرن وإلى الساعة ـ إضافة لما جلبه على الأمة من ذل وهزائم، وتخلف ودمار فهو ـ بحكم مناقضته لعقيدة الأمة ودينها ـ لم يستطع أن يحقق شيئا
من أهدافه التي ملأ بها الدنيا ضجيجا وعويلا ..!

لا على المستوى الوحدة العربية قد حققوا شيئا .. بل هم من تفرق وتشرذم إلى آخر، ومن ضعف إلى آخر [5]!

ولا على مستوى التضامن العربي والدفاع العربي المشترك قد حققوا شيئا .. فهم بعضهم على بعض أعداء ألداء أكثر مما هم على أعداء الأمة من خارجها .. بل هم يد مع العدو الخارجي المستعمر على بعضهم البعض!

ولا على مستوى التضامن الاقتصادي والتكافل الاجتماعي العربي كذلك قد حققوا شيئا .. فهم من تخلف إلى تخلف، ومن فقر إلى فقر .. ومن جهل إلى جهل!

ولا على مستوى تحرير البلاد المغتصبة في فلسطين وغيرها قد فعلوا شيئا .. بل هم من خيانة إلى خيانة .. ومن هزيمة إلى أخرى .. إلى أن أوصلوا الأمة إلى موصل لا تحسد عليه!

ومع كل ذلك وبعده نجد بعض الكتاب المعاصرين من ذوي الاتجاه الإسلامي يمدون لهم ـ بعد أن أذلهم الله وأخزاهم ـ حبلا من القوة والحياة بمداهنتهم، والاعتراف بشرعيتهم وشرعية حكمهم وتوجههم القومي .. على اعتبار لا تعارض بين العروبة والتوجه القومي وبين الإسلام، وأن المعركة بينهما مفتعلة لا مبرر لها!

{ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا }
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
__________________
جميل أن يكون لك قلب أنت صاحبه ...لكن الأجمل أن يكون لك صاحب أنت قلبه
  #2  
قديم 03-11-2007, 02:28 PM
 
رد: خطر القومية العربية على الاسلام...وهل هي دعوى جاهلية؟

يجب علينا أن نتخلى عن قومياتنا و نتحد تحت راية الاسلام.
بارك الله فيك.
  #3  
قديم 03-12-2007, 07:31 AM
 
رد: خطر القومية العربية على الاسلام...وهل هي دعوى جاهلية؟

الله المستعان

وكيف سنتحد يا أخى الكريم والمسلمون ينهشون فى بعضهم البعض ..؟؟


جزاك الله خيرا أخى الفاضل
__________________
قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى :
عليك بطريق الحق و لا تستوحش لقلة السالكين و إياك و طريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين ....
  #4  
قديم 03-12-2007, 06:10 PM
 
رد: خطر القومية العربية على الاسلام...وهل هي دعوى جاهلية؟

السلام عليكم ورحمة الله...جزاك الله خيرا على هذا الموضوع...والمنتدى من غيره وأمثاله من المواضيع الهادفة يكاد يلتصق بالأرض من كثرة السفاسف والترهات...والله يشهد أن كنت على وشك طرحه ...فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه...وقبح الله كل المهزومين دعاة القوميات العربية و الفارسبة و الأمازيغية و الكردية أو غيرها إن هي إلا أورام خبيثة تتغدى على جسد الخلافة اللإسلامية التي ما فتئنا ننتظر عودتها..وإن غدا لناظره لقريب..
  #5  
قديم 03-12-2007, 10:52 PM
 
رد: خطر القومية العربية على الاسلام...وهل هي دعوى جاهلية؟

اقتباس:
وفي الحديث عن جابر بن عبد الله، قال: حدثتني أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال ". قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال:" هم قليل "[1].

فسؤال أم شريك عن العرب يومئذ يوحي بما يجب على العرب خاصة من نصرة لهذا الدين؛ وكأنها تريد أن تقول: كيف يؤول أمر الناس إلى أن يلتحقوا بالجبال خوفا من الدجال .. والعرب موجودون .. " فأين العرب يومئذ " يا رسول الله الذين من شأنهم نصرة هذا الدين ودفع طغيان الطواغيت؟!
فأجابها صلى الله عليه وسلم :" هم قليل "؛ أي هم قليل يومئذ ..!

لست استطيع التحرر من عروبتي، ولا أحب أن أحرم هذا الاحساس الذي استشعر بها ...
ولا أجد تضاربا بين أن يكون ولائي اولا وأساسا لله وحده لا شريك له، مع اعتدادي بعروبتي وحرصي على رقيها وتقدمها ... واعتنائي أن تكون العروبة قوة في خدمة الاسلام والذود عن حياضه.
المهم دائما أن نفهم الولاء والبراء جيدا وأن لا ندين بالعبودية لغير الله

شكرا بيبرس سيف الدين للموضوع القيم
جزاك الله خيرا
__________________

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين azertyuiop أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-26-2011 09:32 AM
.. تاريخ الأرقام العربية .. نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 02-12-2007 03:11 PM
المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين azertyuiop أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 09-04-2006 04:03 AM


الساعة الآن 07:44 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011