عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #641  
قديم 12-10-2008, 01:48 AM
 
رد: الفرقة الناجية ,,,من هم ؟؟؟ وكيف نكون منهم؟؟؟

الأخ الكريم والإخوة الأعضاء الكرام
إليكم هذا الكتاب القيّم

شبهات وردود
أحاديث يحتج بها الشيعة


الكتاب في المرفقات
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip fn187.zip‏ (580.2 كيلوبايت, المشاهدات 6)
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
  #642  
قديم 12-10-2008, 01:53 AM
 
رد: الفرقة الناجية ,,,من هم ؟؟؟ وكيف نكون منهم؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد


إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي


لقد أوقعنا الشيعة في حيرة. فإذا قال عمر «حسبنا كتاب الله» قال الشيعة: وأين سنة رسول الله؟ وإذا قلنا لهم قال رسول الله e «كتاب الله وسنتي» قالوا: كلا بل وعترتي وليس وسنتي.


ونسألهم: ماذا تعنون بالعترة وليس السنة؟
أليس المقصود من التمسك بالعترة التمسك بما تلقوه من سنة رسول الله؟ أم أن المطلوب التمسك بذوات العترة دون السنة التي تلقوها عن رسول الله؟

إذا كان المقصود سنة العترة فقولوا سنة العترة ولا تقولوا العترة من دون السنة.


وإذا كنتم تريدون سنتهم فلا خلاف حينئذ في كون سنة النبي مقدمة على سنة العترة بالاتفاق.


فعلى ماذا تشغبون إذن، وتصرفون الناس عن سنة النبي إلى ذوات العترة؟


وهل حقا تتمسكون بالعترة؟


1) فإن أول العترة هو علي بن أبي طالب الذي بايع أبا بكر وعمر وعثمان فهل تقبلوا بذلك فتتمسكوا بهم وتقتدوا بهم؟


2) وأبناء العترة – الحسن والحسين – قد بايعا معاوية فهل تتمسكون بما فعلا؟


3) وقد سموا أبناءهم بأسماء الخلفاء الثلاثة فهل ترتضون ذلك؟


ونحن لو تركنا السنة إكراما للعترة فكيف نقبل مذهبا يروي عن العترة أن القرآن الذي نزل به جبريل سبعة عشر ألف آية كما في الكافي وصححه المجلسي؟


وهل سوف تقولون لنا إنكم تضربون بهذه الرواية عرض الحائط إذا خالفت القرآن؟ ولماذا تفعلون ذلك: هل لأن السند لم يصح أم لأن العترة وقعوا في خطأ فاحش؟ وأنتم صححتم سند هذا الخطأ الفاحش؟ فيلزم بهذا التصحيح الجزم بأنهم نطقوا بكلمة الكفر. وهذا عين الطعن بأهل البيت.


ثم كيف نتمسك بالعترة وقد رويتم عنهم إحاطة الكذابين بهم،
ولم نجد من بين رواياتهم رواية واحدة صحيحة مرفوعة إلى النبي e ؟؟؟

فهذا ليس طعنا بهم. كما أنه ليس طعنا بالتوراة والانجيل أن لا نأخذ بهما اليوم لدخول الكذب في كثير منها والتباس الحق بالباطل والصدق والكذب بهما.


روى ابن أبي عاصم في السنة (رقم 754). وفي رواية
« إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض [ أو ما بين السماء إلى الأرض] وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » (رواه أحمد في فضائل الصحابة2/746). وفيه شريك وهو سيء الحفظ ولكن له شواهد.


والعترة عندنا أزواج النبي e وبنوه كما قرره القرآن والسنة.


وليس المراد بالخليفة هو الوصي بعد النبي بدليل أنه ذكر القرآن. والقرآن لا يمكن أن يكون خليفة على هذا النحو. فإن القرآن كان إماما للناس حتى في حياة الرسول الكريم e.


فإذا كان علي قد خلف النبي فمن خلف القرآن؟ وهل يمكن أن تكون فاطمة خليفة.



ومعنى الخليفة هما الأمران اللذان يبقيان بعد النبي e يحذر من عدم اتقاء الله فيهما.


قال تعالى

{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ }.


وقال تعالى

{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَات }


وقال تعالى

{ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ }


والكلام في الآيتين لا علاقة له بالإمامة.





ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم

للأمانه الموضوع منقول بأكمله حتى لا يُظن بأني الكاتب وحتى لا تضيع الحُقوق
فجزى الله الكاتب خيرا
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
  #643  
قديم 12-10-2008, 02:10 AM
 
رد: الفرقة الناجية ,,,من هم ؟؟؟ وكيف نكون منهم؟؟؟

هذه الصور عن أشهر وأصح كتب الروافض بعد القرأن الكريم بحسب زعمهم
وهو كتاب الكافي
وهذا باب الأخذ بالسنّة وليس العترة !!!!!






كتاب الاحتجاج الجزء2صفحة246قال الامام ابو جعفر محمد بن علي الثاني عن الرسول صلى الله عليه وسلم..فاذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله و(سنتي)فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به



بحار الأنوار الجزء2صفحة225رواية2عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في مناظرته مع يحيى بن أكثم أنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه واله في حجة الوداع:قد كثرت علي الكذابة وستكثر فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله و(سنتي)فلا تأخذوا به



بحار الأنوار الجزء32صفحة132رواية66قال رسول الله صلى الله عليه وآله:إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما:كتاب الله و(سنتي)فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض



تفسير الصافي-للفيض الكاشاني الجزء1صفحة17..وفي الكافي بإسناده عن أبي جعفر(ع)قال:قال رسول الله(ص):يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله فيما حملكم من كتابه فإني مسؤول وإنكم مسؤولون إني مسؤول عن تبليغ الرسالة وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله( وسنتي)




http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/20_a.JPGصورة من كتاب الكافي((الصورة الاولى))الجزء1 باب الأخذ بالسنة..



http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/20_b.JPGصورة من كتاب الكافي((الصورة الثانية))الجزء1 باب الأخذ بالسنة صفحه70..اخذوا السنة












http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/20_c.JPGصورة من كتاب الكافي((الصورة الثالثة))الجزء1 باب الأخذ بالسنة صفحه71..لا تتعدى على السنة والسنة سنتان..ما ميش عترة ولا عترتان






http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/21_a.JPGصورة من الكافي الجزء1..كل شئ في كتاب الله وسنتي..ليش ما كو وعترتي

















http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/21_b.JPGصورة من الكافي الجزء1 صفحة59..ما من شئ إلا في كتاب الله أو سنتي















http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/24.JPGصورة من الكافي الجزء2صفحه606 رواية9..أنتم مسؤولون عن كتاب الله وسنتي









http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/22_a.JPGصورة من كتاب بحار الانوار الجزء2 صفحة175 رواية رقم15وغيرها..الأئمة لا يستطيعون الافتاء من غير كتاب الله والسنة



















http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/22_b.JPGصورة من كتاب بحار الانوار الجزء2صفحة175رواية رقم18..ولازال الأئمة يقولون...لا نستطيع الافتاء إلا بكتاب الله أو السنة




























http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/22_c.JPGصورة من كتاب بحار الانوار الجزء2صفحة177رواية رقم20..لا زال يصرخ المعصوم...يا موالين لانُفتي إلا بكتاب الله والسنة..لا توهقونا

نفتي إلا بكتاب الله والسنة..لا توهقونا



http://www.geocities.com/serdab_abumohammad007/6/15.JPGصورة من كتاب الاحتجاج الجزء2صفحة246قال الامام ابو جعفر محمد بن علي الثاني..فما وافق كتاب الله وسنة رسوله فخذوا به






http://www.geocities.com/serdab_abumohammad007/6/16.JPGصورة من نهج البلاغة خطبة رقم149..وصية علي..أقيموا العمودين..كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم













__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
  #644  
قديم 12-10-2008, 02:42 AM
 
رد: الفرقة الناجية ,,,من هم ؟؟؟ وكيف نكون منهم؟؟؟


دققوا في الصورة جيدا
هناك من يصلي سنة كاملة عنك بمبلغ وقدره !!!! ولاكن لا ندري كيف يصلي لنفسه ؟؟؟
ومن يصوم عنك لمده شهر بمبلغ وقدره !!!! وكيف يصوم عن نفسه بأيهما يبدأ ؟؟؟؟؟
ومن يحج عنك !!!!

لعمري إن هذه من طوام الرافضه
__________________

الله أكبر الله أكبر... لا إله إلا الله الله أكبر... الله أكبر ولله الحمد

الله أكبر الله أكبر... لا إله إلا الله الله أكبر... الله أكبر ولله الحمد
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
  #645  
قديم 12-22-2008, 11:45 PM
 
رد: الفرقة الناجية ,,,من هم ؟؟؟ وكيف نكون منهم؟؟؟

أبن قيم الجوزية رجل عرف الرافضة قبل أكثر من سبعمائة عام

من كتاب
( مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين)


ل


أبن قيم الجوزية


رجل عرف الشيعة قبل أكثر من سبعمائة عام أفضل منّا


فتأمل





أما النفاق فالداء العضال الباطن وهو على نوعان أكبر وأصغر .


فالأكبر يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل ؛ وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر ، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به ، لا يؤمن بأن الله تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولا ً للناس، بهديهم بإذنه، وينذرهم بأسه، ويخوفهم عقابه .


وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين ، وكشف أسرارهم في القرآن ، وجلّى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهاها على حذر ، وذكر طوائف العالم الثلاثة في أول سورة البقرة : المؤمنين ، والكفار ، والمنافقين ، فذكر في المؤمنين أربع آيات ، وفي الكفارآيتين ، وفي المنافقين ثلاث عشر آية ؛ لكثرتهم وعموم الأبتلاء بهم ، وشدة فتنتهم على الأسلام وأهله، فإن بلية الأسلام بهم شديدة جدا ً لأنهم منسوبون إليه والى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة ، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد .





فلله كم من معقل للأسلام قد هدموه ؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟ وكم من علم له قد طمسوه؟ ! وكم من لواء مرفوع له قد وضعوه! وضربوه بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها! ، وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوه ويقطعوها! ، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شب**م سرية بعد سرية ، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون، ( ألا إنهم المفسدون ولكن لا يشعرون) ( البقرة 12)


ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفوا**م والله متم نوره ولو كره الكافرون) ( الصف 8)





اتفقوا على مفارقة الوحي ، فهم على ترك الأهتداء به مجمعون ( فتقطعوا أمرهم بينهم زُبرا كل ُحزب ٍبما لديهم فرحون )( المؤمنون53) ( يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا)( الأنعام 112)


ولأجل ذلك ( أتخذوا هذا القرآن مهجورا)( الفرقان 30)





درست معالم الإسلام لديهم فليسوا يعرفونها ، ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها، وأفلتت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحبونها، وكسفت شمسهعند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها، لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله، ولم يرفعوا به رأسا ً، ولم يروا بالإعراض عنه الى آرائهم وأفكارهم بأسا ً،خلعوا نصوص الوحيعن سلطنة الحقيقة ، وعزلوها عن ولاية اليقين، وشنّوا عليها غارات التأويلات الباطلة ، فلا يزال يخرج عليها منهم كمين ٌبعد كمين ، نزلت عليهم نزول الضيفعلى أقوام لئام ، فقابلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والإكرام وتلقوها من بعيد، ولكن بالدفعفي الصدور منهاوالإعجاز، وقالوا: ما لك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل الأجتياز، أعدوا لدفعها أصنافالعدد وضروب القوانين ، وقالوا لما خلت بساحتهم ما لنا ولظواهر لفظية لا تفيدنا شيئا ً من اليقين، وعوامهم قالوا : حسبنا ما وجدنا عليه خلفنا المتأخرين ، فإنهم أعلم بها من السلف الماضين ، وأقوم بطرائق الحجج والبراهين، وأولئك غلبت عليهم السذاجةوسلامة الصدور، ولم يتفرغوا لتمهيد قواعد النظر، ولكن صرفوا هممهم الى فعل المأموروترك المحظور، فطريقة المتأخرينأعلم وأحكم؛ وطريقةالسلف الماضين أجهل ،


لكنها أسلم .





أنزلوا نصوص السنة والقرآن منزلة الخليفة في هذا الزمان، اسمه على السكة وفي الخطبة فوق المنابر مرفوع، والحكم النافذ لغيره، فحكمه غير مقبول ولا مسموع ، لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل أهل الزيغ والخسران والغل والكفران، فالظواهر ظواهر الأنصار، والبواطن قد تحيزت الى الكفار، فالسنتهم ألسنة المسالمين؛ وقلوبهم قلوب المحاربين، ويقولون: ( ءامنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)(البقرة 8)




رأس مالهم الخديعة والمكر، وبضاعتهم الكذب والختر( الغدر) ، وعندهم العقل المعيشي أن الفريقين عنهم راضون، وهم بينهم آمنون ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) ( البقرة9)




قد نهكت أمراض الشبهات والشهوات قلوبهم فأهلكتها، وغلبت القصود السيئة على أراداتهم ونيّاتهم فأفسدتها، ففسادهم قد ترامى الى الهلاك، فعجزعنه الأطباء العارفون ( في قلوبهم مرض ٌفزادهم الله ُمرضا ًولهم عذاب ٌأليم بما كانوا يكذبون) (البقرة10)


من علقت مخال شكوكهم بأديم إيمانه مزقته كل تمزيق، ومن تعلق شرر فتنتهم بقلبه ألقاه في عذاب الحريق ، ومن دخلت شبهات تلبيسهم في مسامعه حالت بين قلبه وبين التصديق، ففسادهم في الأرض كثير ،وأكثر الناس عنه غافلون (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * الا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)


( البقرة 112)





المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحب ظواهر، مبخوس حظه من المعقول، والدائر مع النصوص عندهم كحمار يحمل أسفارا ً، فهمهفي حمل المنقول، وبضاعة تاجر الوحي لديهم كاسدة ، وما هو عندهم بمقبول، وأهل الأتباع عندهم سفهاء ، فهم في خلواتهم ومجالسهم بهم يتطيرون


( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا هم السفهاء ولكن لا يشعرون) ( البقرة 13)





لكل منه وجهان ؛ وجه يلقى به المؤمنين ، ووجه ينقلب به الى إخوانه من الملحدين، وله لسانان؛ أحدهما يقبله بظاهره المسلمون، والآخر يترجم به عن سره المكنون


( وإذا لقوا لذين ْامنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنما نحن مستهزءون )( البقرة 14)





قداعرضوا عن السنة والكتاب أستهزاء ًبأهلها واستحقارا ً، وأبوا أن ينقادوا لحكم الوحيين فرحا ً بما عندهم من العلم الذي لا ينفع الإستكثار منه إلا أشرا ًواستكبارا ً، فتراهم أبدا ًبالمتمسكين بصريح الوحي يستهزئون


(الله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون) ( البقرة 15)





خرجوا في طلب التجارة البائرة في بحار الظلمات ، فركبوا مراكب الشبه والشكوك تجري بهم في موج الخيالات ، فلعبت بسفنهم الريح العاصف، فألقتها بين سفن الهالكين


( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) (البقرة 16)





أضاءت لهم نار الإيمان فابصروا في ضوئها مواضع الهدى والضلال، ثم طفيء ذلك النور، وبقيت نارا ًتأجج ذات تلهب واشتعال، فهم بتلك النار معذبون ، وفي تلك الظلمات يعمهون


( مثلثهم كمثل الذي استوقد نارا ًفأضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) ( البقرة 17 )






أسماع قلوبهم قد اثقلها الوقر فهي لا تسمع منادي الإيمان ، وعيون بصائرهم عليها غشاوة العمى؛ فهي لا تبصر حقائق القرآن ،وألسنتهم بها خَرَس ْ عن الحق ، فهم به لا ينطقون،( صم ّبكم ٌعمي ُفهم لا يرجعون )(البقرة 18)




صاب عليهم صيِّب الوحي وفيه حياة القلوب والأرواح ، فلم يسمعوا منه إلا رعد التهديد والوعيد، والتكاليف التي وظِّفت عليهم في الصمساء والصباح ، فجعلوا أصابعهم في آذىنهم واستغشوا ثيابهم ، وجدّوا في الهرب ، والطلب في ىثارهم والصياح ، فنودي عليهم على رؤوس الشهاد، وكُشفت حالهم للمستبصرين، وضُرب لهم مثلان بحَسب حال الطائفتين منهم ، المناظرين والمقلدين ، فقيل ( أو كصيّب ٍ من السماء فيه ظلمات ٌورعدٌ وبرقٌ يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين )(البقرة 19)




ضعفت أبصار بصائرهم عن احتمال ما في الصيب من بروق أنوارهوضياء معانيه، وعجزت أسماعهم عن تلقي رعود وعوده وأوامره ونواهيه ، فقاموا عند ذلك حيارى في أودية التيه، لا ينتفع بسمعه السامع، ولا يهتدي ببصره البصير، ( كلما أضاءت لهم مشوا فيه وإذا أظّلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ) (البقرة 20)




لهم علامات يعرفون بها ، مبينة في السنة والقرآن، بادية لمن تدبرها من أهل بصائر الإيمان، قام بهم والله الرياء، وهو اقبح مقام قامه الإنسان، وقعد بهم الكسل عما أُمروا به من أوامر الرحمن، فأصبح الإخلاص لذلك عليهم ثقيلا ً، ( وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كُسالى يرآءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) ( النساء 142)




أحدهم كالشاة العاترة بين الغنمين ، تيعر الى هذه مرة والى هذه مرة ، ولا تستقر مع إحدى الفئتين، فهم واقفون بين الجمعين ينظرون أُيهم أقوى وأعزّ قبيلا ،( مذبذبين لآ الى هؤلاء ولآ الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له ُسبيلا )( النساء 143)




يتربصون الدوائر بأهل السنة والقرآن ، فإن كان لهم فتح من الله ، قالوا، إنّا كنا في الباطن معكم، وأقسموا على ذلك جهد أيمانهم ، وإن كان لأعداء الكتاب والسنة من النصرة نصيب، قالوا : ألم تعلموا أن عقد الإخاء محكم، وأن النسب بيننا قريب؟ فيا من يريد معرفتهم خذ صفاتهم من كلام رب العالمين ، فلا تحتاج بعده دليلا، (والذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح ٌمن الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب ٌقالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم ُبينكم يوم القيامة ولن يجعل الله ُللكافرين على المؤمنين سبيلا ) ( النساء 141)




يعجب السامع قول أحدهم لحلاوته ولينه، ويشهد الله على ما في قلبه من كذبه ، فتراه عند الحق نائما ً، وفي الباطل واقفا ًعلى الاقدام ، فخذ وصفهم من قول القدوس السلام : ( ومن الناس ِمن يعجبك َقوله ُفي الحياة ِالدنيا ويُشهد ُالله َ على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام ) ( البقرة 204)




أوامرهم التي يأمرون بها أتباعهم متضمنة لفساد البلاد والعباد ، ونواهيهم عما فيه صلاحهم في المعاش والمعاد ، وأحدهم بين جماعة أهل الإيمان في الصلاة والذكر والزهد والأجتهاد،( وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله ُلا يحب ُالفساد) ( البقرة 205)




فهم جنس بعضه يشبه بعضا ً، يأمرون بالمنكر بعد أن يفعلوه، وينهون عن المعروف بعد أن يتركوه، ويبخلون بالمال في سييل الله ومرضاته أن ينفقوه، كم ذكّرهم الله ُبنعمه فأعرضوا عن ذكرهونسوه، وكم كشف حالهم لعباده المومنين ليجتنبوه؟ فاسمعوا أيها المؤمنون ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديَهُم نسوا الله َفنسيهُم إن المنافقين هم الفاسقون )( التوبة 67)




إن حاكمتهم الى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين ، وإن دعوتهم الى حكم كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم رأيتهم عنه معرضين ، فلو شهدت حقائقهم لرأيت بينها وبين الهدى أمدا ًبعيدا ً، ورأيتها معرضة عن الوحي إعراضا ً شديدا ً( وإذا قيل َلهم تعالوا الى مآ أنزل الله ُوالى الرسول رأيت َالمنافقين يصدّون عنك َصدودا ً) (النساء61)




فكيف لهم بالفلاح والهدى ! بعدما أُصيبوا في عقولهم وأديانهم ؟وأنى لهم التخلص من الضلال والردى! وقد اشتروا الكفر بأيمانهم ؟ فما أخسر تجارتهم البائرة! وقد استبدلوا بالرحيق المختوم حريقا ً( فكيف إذآ أصابتهم مصيبة ٌبما قدّمت أيديهم ثم جآءوك يحلفون بالله ِإن أردنآ إلآ إحسانا ًوتوفيقا) (النساء62)


نشب زقوم الشبه والشكوك في قلوبهم فلا يجدون له مسيغا ً( أولئك الذين يعلم ُالله ُما في قلوبِهم فاعرض عنهُم وعِظهُم وقُل لهم في أنفسهم قولا ًبليغا ً) (النساء 63)





تبّا ًلهم ما أبعدهم عن حقيقة الإيمان! وما أكذب دعواهم للتحقيق والعرفان ، فالقوم في شأن وأتباع الرسول في شأن، لقد أقسم الله جلّ جلاله في كتابه بنفسه المقدسة قسما ًعظيما ً، يعرف مضمونه أولو البصائر، فقلوبهم منه على وجل إجلالا ًله وتعظيما ً، فقال تعالى تحذيرا ًلأوليائه وتنبيها ًعلى حال هؤلاء وتفهيما ً( فلا وربِّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حَرَجا ًمما قضيت ويسلموا تسليما ً) (النساء 65)




تسبق يمين أحدهم كلامه من غير أن يُعترض عليه ، لعلمه أن قلوب أهل الأيمان لا تطمئن إليه، فيتبرأ بيمينه من سوء الظن به، وكشف ما لديه، وكذلك أهل الريبة يكذبون، ويحلفون ليحسب السامع أنهم صاقون ، قد( أتّخذوا أيمانهم جُنّة فصدّوا عن سبيل الله إنهُم سآء ما كانوا يعملون )(المنافقون2)




تبا ًلهم برزوا الى البيداء مع ركب الإيمان، فلما رأوا طول الطريق وبُعد الشقة نكصوا على أعقابهم ورجعوا، وظنوا أنهم يتمتعون بطيب العيش ولذة المنام في ديارهم ، فما مُتّعوا به ِولا بتلك النجعة أنتفَعوا ، فما هو إلا أن صاح بهم الصائح فقاموا عن موائد أطعمتهم والقوم جياع ٌما شبعوا، فكيف حالهم عند اللقاء ؟ وقد عرفوا ثم أنكروا، وعموا بعدما عاينوا الحق وأبصروا (ذلك بأنهم ءامنوا ثم كفروا فطُبع َعلى قلُوبهِم فهُم لا يَفقهون )(المنافقون3)




أحسن الناس أجساما ً، وأخلبهم لسانا ً، وألطفهم بيانا ً، وأخبثهم قلوبا ً، وأضعفهم جنانا ً، فهم كالخشب المسندة التي لا ثمر لها ، قد قُلعت من مغارسها ، فتساندت الى حائط يقيمها ؛ لئلا يطأها السالكون( وإذا رأيتهُم تُعجِبُك َأجسامهُم وإن يقولوا تسمع لِقولِهم كأنهُم خُشُب ٌمُسنّدَة ٌيحسَبون كل َّصَيحة ٍعليهِم هم ُالعدو فاحذرهُم قاتلهُم الله ُأنى يؤفكون) (المنافقون 4)




يؤخرون الصلاة عن وقتها الأول الى شرق الموتى ، فالصبح عند طلوع الشمس، والعصر عند الغروب ، وينقرونها نقر الغراب ؛ إذ هي صلاة الأبدان لا صلاة القلوب ، ويلتفتون فيها التفات الثعلب، إذا تيقن أنه مطرود ٌمطلوب ، ولا يشهدون الجماعة ، بل إن صلى أحدهم ففي البيت أو الدكان ، وإذا خاصم فَجَر ، وإذا عاهد غدر ، وإذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلَف ، وإذا ائتُمن خان، هذه معاملتهم للخلق ، وتلك معاملتهم للخالق ، فخذوا وصفهم من أول المطفيين وآخر (والسماء والطارق)، فلا ينبئُك عن أوصافهم مثل ُخبير ( يا أيها النبي ُّ جاهد الكفار والمنافقين واغلِظ عليهِم ومأواهم جهنَم وبئس َالمصير) ( التوبة 73)




فما أكثرهم ! وهم الأقلون ، وما أجبرهم ! وهم الأذلون، وما أجهلهم ! وهم المتعالون ، وما أغرهم بالله ! إذ هم بعظمته جاهلون ( ويحلفون بالله ِإنهُم لَمنكُم وما هم منكم ولكنهم قوم ٌيفرقون ) ( التوبة56)





إن أصاب أهل الكتاب والسنة عافية ونصر وظهور ساءهم ذلك وغمّهُم ، ووإن أصابهم ابتلاء من الله وامتحان يمحص به ذنوبهم ، ويكف ّر عنهم سيئاتهم أفرحهم ذلك وسرّهم ، وهذا يحقق إرثهم وإرث من عاداهم ، ولا يستوي من موروثه المنافقون ( إن تصِبكَ حَسنة ٌتسؤهُم وإن تُصبك َمُصيبة ٌيقولوا قد أخذنآ أمرَنا مِن قبل ويتولوا وهُم فَرحون * قل لن يُصيبنآ إلا ما كتب الله ُلنا هو مَولانا وعلى الله ِفليتوكل المؤمنون ) ( التوبة 50 51)




كره الله طاعاتهم ، لخبث قلوبهم وفساد نياتهم ، فثبطهم عنها وأقعدهم ، وأبغض قربُهُم منه وجواره ؛ لميلهم الى أعدائه، فطردهم عنه وأبعدهم ، وأعرضوا عن وحيه فاعرض عنهم ، وأشقاهم وما أسعدهم، وحكم عليهم بحكم عدل ولا مطمع لهم في الفلاح بعده ، إلا أن يكونوا من التائبين ، فقال تعالى : ( ولو أرادوا الخروج لأعدّوا له عُدة ًولكن كَرِه الله ُانبعاثهم فثبّطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ) ( التوبة 46)


ثم ذكر حكمته في تثبيطهم وإقعادهم وطردهم عن بابه وإبعادهم ، وأن ذلك من لطفه بأوليائه واسعادهم ، وهو أحكم الحاكمين ، فقال : (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ًولأوضعوا خِلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم ٌبالظالمين) ( التوبة 47)





ثقُلت عليهم النصوص فكرهوها، وأعياهم حملها فألقوها عن أكتافهم ووضعوها، وتفلتت منهم السنن أن يحفظوها فأهملوها، وصالت عليهم نصوص الكتاب والسنة فوضعوا لها قوانين ردوها بها ودفعوها، ولقد هتك الله أستارهم وكشف أسرارهم ، وضرب لعباده أمثالهم ، وعلم أنه كلما انقرض منهم طوائف خلفهم أمثالهم، فذكر أوصافهم لأوليائه ليكونوا منها على حذر وبيّنها لهم ، فقال ( ذلك بأنهم كَرهوا مآ أنزل الله ُفأحبَط َأعمالَهُم ) ( محمد :9)




هذا شأن من ثقلت عليه النصوص ورآها حائلة بينه وبين بدعته وهواه، فهي في وجه كالبنيان المرصوص، فباعها من محصل من الكلام الباطل، فاستبدل منها بالفصوص، فأعقبهم ذلك أن أفسد عليهم إعلانهم وأسرارهم ( ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله ُسنطيعُكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارَهم * فكيف إذا توفتهُم الملائكة يضربون وجوهَهُم وأدبارَهم * ذلك بأنهم اتّبَعوا ما أسخط الله َوكرِهوا رضوانهُ فأحبط أعمالَهُم) (محم6 28)




أسروا سرائر النفاق فأظهرها الله على صفحات الوجوه منهم وفلتات اللسان، ووسمهم لأجلها بسيماء لا يخفون بها على أهل البصائر والإيمان ، وظنوا أنهم إذ كتموا كفرهم وأظهروا إيمانهم راجوا على الصيارف النقاد ؟ والناقد البصير قد كشفها لكم ( أم حَسِب َالذين في قلوبهم مرض ٌأن لن يُخرِج َالله ُأضغانَهُم * ولو نشآء لأريناكَهُم فَلَعَرَفتَهُم بسيماهُم ولَتعرِفنّهُم في لحن القول ِوالله يعلَم ُأعمالكُم ) ( محمد 29 30)




فكيف إذا جُمِعوا ليوم التلاق، وتجلى الله ُجل ّجلاله للعباد وقد كُشِف عن ساق ؟ ودعوا الى السجود فلا يستطيعون ( خاشعة ٌأبصارُهُم ترهَقُهُم ذِلة ٌوقد كانوا يُدعَون الى السجود ِوهُم سالِمون ) ( القلم 43)




أم كيف إذا حشروا الى جسر جهنم ، وهو أدق من الشعرة، وأحدّ ُمن الحسام ، وهو دحض مزلة ، مظلم ٌ لا يقطعه أحد إلا بنور يبصر به مواطيء الأقدام ، فقُسِمَت بين الناس الأنوار ، وهم على قدر تفاوتها في المرور والذهاب ، وأُعطوا نورا ً ظاهرا ًمع أهل الإسلام ، كما كانوا بينهم في هذه الدار ، يأتون بالصلاة والزكاة والحج والصيام ، فلما توسطوا الجسر عصفت على أنوارهم أهوية النفاق ، فأطفأت ما بأيديهم من المصابيح ، فوقفوا حيارى لا يستطيعون المرور ، فضُرب بينهم وبين أهل الإيمان بسور له باب ، ولكن قد حيل بين القوم وبين المفاتيح ، باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة ، وما يليهم من قبلهم العذاب والنقمة ، ينادون من تقدمهم من وفد الإيمان ، ومشاعل الركب تلوح على بُعد كالنجوم ، تبدوا لناظر الإنسان : ( انظرونا نقتبس من نوركم ) ؛ لنتمكن في هذا المضيق من العبور ،فقد أطفأت أنوارنا ، ولا جواز اليوم إلا بمصباح من النور ، ( قيل ارجعوا ورآءكم فالتمسوا نورا ً) ، حيث قسمت الأنوار ، فهيهات الوقوف لأحد في مثل هذا المضمار ! كيف نلتمس الوقوف في هذا المضيق ؟ وهل يلوي اليوم أحد على أحد في هذا الطريق؟ وهل يلتفت اليوم رفيق الى رفيق؟ فذكّروهم باجتماعهم معهم وصحبتهم لهم في هذه الدار ، كما يذكِرُ الغريب صاحب الوطن بصحبته له في الأسفار : ( ألم نكن معكم ) ، نصوم كما تصومون ، ونصلي كما تصلون ، ونقرأ كما تقرؤون ، ونتصدق كما تتصدقون ، ونحج كما تحجون؟ فما الذي فرق بيننا اليوم ، حتى انفردتم دوننا بالمرور ؟ ( قالوا بلى ) ولكنكم كانت ظواهركم معنا وبواطنكم مع كل ملحد ، وكل ظلوم كفور ( ولكنكم قتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله ِوغرّكم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ٌولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ) ( الحديد 14 15)




لا تستطيل أوصاف القوم ، فالمتروك والله أكثر من المذكور، كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم ؛ لكثرتكم على الأرض وفي أجواف القبور ، فلا خلت بقاع الأرض منهم ؛ لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات ، وتتعطل بهم أسباب المعيشات ، وتتخطفهم الوحوش والسباع في الفلوات ، سمع حذيفة رضي الله عنه رجلا ً يقول : ( اللهم أهلك المنافقين ) ، فقال ( يا أبن أخي ، لو هلك المنافقين لاستوحشتتم في طرقاتكم من قلة السالك ) .




تالله لقد قطّع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين ، ولعلمهم بدقة وجله وتفاصيله وجمله ، ساءت ظنونهم بأنفسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين ، وقال أبن مليكة : ( أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : إن إيمانه كأيمان جبريل وميكائيل ) ذكره البخاري ( تعليقا في كتاب الإيمان قبل حديث 48)


وذُكر عن الحسن رضي الله عنه : ( ما أمنه إلا منافق، ولا خافه إلا مؤمن ) ، وقد ذكر عن بعض الصحابة : إنه كان يقول في دعائه : ( اللهم أعوذ بك من خشوع النفاق ، قيل: ما خشوع النفاق ؟ قال : أن يخشع البدن خاشعا ً والقلب غير خاشع ) ، تالله لقد ملئت قلوب القوم إيمانا ً، ويقينا ً، وخوفهم من النفاق شديد، وهمهم لذلك ثقيل ، وسواهم كثير منهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، هم يدعون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل .





زرع الإيمان ينبت على ساقيتين، ساقية الكذب وساقية الرياء ، ومخرجهما من عينين ؛ عين ضعف البصيرة ، وعين ضعف العزيمة، فإذا تمت هذه الأركان الأربع : استحكم بنيان النفاق ، ولكنه بمدارج السيول على شفا جرف هار، فإذا شاهدوا سيل الحقائق يوم تبلى السرائر ، وكّشف المستور ، وبعثر ما في القبور ، وحصّل ما في الصدور تبين حينئذ لمن كانت بضاعته النفاق أن حواصله التي حصّلها كانت كالسراب ، ( يحسبه الضمآن ماءً حتى إذا جآءه لم يجده ُشيئا ًووجد الله َعنده فوفّاه حسابه ُوالله سريع الحساب ) ( النور 39)




قلوبهم عن الخيرات لاهية ، وأجسادهم إليها ساعية ، والفاحشة في فجاجهم فاشية ، وإذا سمعوا الحق كانت قلوبهم عن سماعه قاسية ، وإذا حضروا الباطل وشهدوا الزور ، انفتحت أبصار قلوبهم وكانت آذانهم واعية .


فهذه والله إمارات النفاق ، فاحذرها أيها الرجل قبل أن تنزل بك القاضية ، إذا عاهدوا لم يفوا ، وإن وعدوا أخلفوا وإن قالوا لم ينصفوا ، وإن دُعوا الى الطاعة وقفوا ، وإذا قيل لهم : تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول صدفوا ، وإذا دعتهم أهواؤهم الى أغراضهم أسرعوا إليها وانصرفوا ، فذرهم وما اختاروا لأنفسهم من الهوان والخزي والخسران ، فلا تثق بعهودهم ولا تطمئن الى وعودهم ، فإنهم فيها كاذبون ، وهم لما سواها مخالفون ( ومنهم من عاهد الله َلئن ءاتانا من فضله لنصدقَن ّولنوكنن من الصالحين * فلمآ ءاتاهم من فضلهم بَخِلوا به وتولَوا وهم مُعرضون * فأعقبهُم نفاقا ً في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله َما وعدوه وبما كانوا يكذبون)(التوبة 75 77)

رحم الله ابن القيم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته

الله درك يا إبن القيّم

هذا الكلام لا يحق في الروافض وحسب بل - والله - لهو وصف دقيق للعلمانيين واهل القوانين الوضعية وفئة العقلانيين في ايامنا وفئة من والى الكفرة على المسلمين

فرحم الله صداك يا ابن القيم
وجزاكم الله خيرا

__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هــــــــــــــــــــــــل تحب، وكيف......................ادخلووو وانتم تعرفو salamarab نور الإسلام - 8 02-18-2007 01:53 PM
لنبارك لاخينا عبدالرحمن خالد (اسير الوجدان) الاسم الجديد RooT أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 20 05-15-2006 02:05 AM
تتوقع الاسم الحقيقي للي بعدك فراس الحلو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 554 05-08-2006 09:17 PM


الساعة الآن 12:28 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011