عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 08-27-2010, 04:58 AM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وواحد وعشرون


#أنفاس_قطر#



بعد صلاة العشاء
الرياجيل توجهوا لبيت ثاني
وعبدالله هو اللي راح يستقبلهم هناك
لين يجي ثاني اللي بيلبس عروسه ثم بيجيهم هناك..


فاطمة داخل ومها ومنيرة عندها
ماطلعت على الحريم بعد
كانت متوترة جدا
وحاسة إنها دخلت نفسها في شيء أكبر منها

(الله يلعنك يا أبليس
وش أبي بذا السالفة كلها
جان قلت له اليوم لما كلمته
ما أبي العرس وخلاص)

لما ناداها أبوها للشيخ كانت تبي تقول ما أبيه
لكنها شافت فرحة أبوها وماحبت تكسر بخاطره
وتفضح نفسها في العالم اللي عارفين إن ملكتها اليوم

مها بمرح وهي تطالع فاطمة: ماشاء الله تبارك الله.. إذا ما أنسطل اللي ما أعرف وش اسمه اليوم ما أكون مهاوي بنت سعيد..

منيرة بمرح مشابه: إلا هو وش أسمه..؟؟ خلاص أكيد صرتي تعرفين

فاطمة بجمود: ثاني.. ثاني بن ناصر..

مها ومنيرة تبادلوا نظرات دهشة حادة
وعقب الثنتين فقعوا يضحكون بهستيرية...

مها وهي تضحك: بس خلاص يا بطني... مكياجي بيخرب..

فاطمة بغضب وهي تطالعهم ثنتينهم: إيه وش عليكم.. اضحكوا وانا اللي طاحت في رأسي.. صج شر البلية مايضحك..

منيرة وهي تتماسك من الضحك: الخيرة فيما اختاره الله يا بنت الحلال.. وهذي خيرتس..
ماكان فيه وحدة عايفة اللي هي بتأخذه مثل ماكنت أنا عايفة سالم.. وهذا أنتي شايفة بعينس أشلون صرت الحين..

فاطمة بتوتر: بس مو كل مرة تسلم الجرة.. وموب لازم إن كل وحدة بتكون نفسج أنتي وسالم...

مها بحنان مخلوط بالعيارة: توكلي على الله.. الولد يطيح الطير من السما... صحيح مهوب ذابحه الزين... بس عليه رزة ماشفتها على مخلوق..

فاطمة بحرة: مالت عليه هو ورزته..

وهم يتكلمون دخلت عليهم أم صالح اللي كانت لابسة دراعة خمرية.. الطراز الأبدي لدراريع العجايز: فطوم يمه الحريم برا يتحرونج.. خالاتج وعماتج وأخت المعرس وبنتها وبنت ولد أخته.. اطلعي سلمي قبل يجي ثاني..

فاطمة سمعت اسمه حست إن قلبها بيوقف من الرعب وشعور آخر مختلف.. شعور أشبه بالكراهية والتحدي.. قلنا أشبه!!!!!

مها نزلت قبل.. وطلبت من الدي جي إنها تشغل الأغنية اللي اختاروها لنزلة فاطمة على الدرج..

الحريم كانوا جالسين في صالة البيت الرئيسية اللي كانت صالة واسعة انحط في زاويتها الرئيسية كوشة ناعمة راقية

فاطمة نزلت بشويش وراها مها ومنيرة وهي حاسة باضطراب غير طبيعي..وحاسة إنها بتختنق
وروحها ترتعش بعنف بين أضلاعها
كأن هذه الاضلاع سجن تتوق روحها للانعتاق من بين قضبانه..

الكل يسمي ويذكر الله عليها..
جات وجلست..
والكل سلم عليها...نوف انبسطت كثير لأنها حبت البنات من أول مرة شافتهم عند أمها في مكتبها..
الكل كان متجهز لدخلة ثاني.. والحريم حاطين عبيهم جنبهم عشان يلبسونها...

الأستاند الضخم المكون من الورد والشيكولاته اللي كان عليه الشبكة والدبلة كان محطوط جنب الكوشة...

عائشة أتصلت على ثاني وكلمته بصوت واطي: ثاني خلاص تعال عشان تلبس عروسك..

المجلس ماعاد باقي فيه الا ثاني وأبو صالح.. اللي ينطر ثاني يلبس فاطمة.. عشان يروحون للعشاء في بيته..

ثاني قال ببرود وهو يوقف ويطلع برا المجلس عشان أبوصالح مايسمعه: عطيني أكلم فاطمة أول..

عائشة بعصبية بس بصوت واطي: ثاني وش تكلمها، تعال لبسها وكلمها على راحتك..

ثاني بحزم وبنبرته الجادة الباردة: عائشة أقول عطيني فاطمة أول.. أو ماراح أدخل..

عائشة قامت وهي منحرجة.. وجلست جنب فاطمة على كرسي الكوشة الطويل وقال بصوت واطي: خذي كلمي ثاني.. يبي يكلمج قبل يدخل..

فاطمة نط قلبها في بلعومها (وش يبي ذا؟؟) ردت بصوت واطي والخجل ذابحها: ألو..

ثاني ببرود قاسي: وين صوتج الطويل اللي اليوم الظهر؟؟

فاطمة بصوت واطي وهي تصر على أسنانها وفي نفس الوقت تحاول ترسم ابتسامة ناعمة على شفايفها: ثاني وش تبي؟؟

ثاني بقسوة: لو مادخلت الحين ورحت لعشاي وطقعت لج.. وش يكون موقفج؟؟

فاطمة ببرود: بأقول أبركها من ساعة.. فكة من ويهك..
(مع إنها في داخلها خايفة إنه يسويها ويفشلها في أهلها)

ثاني ضحك ضحكة ملولة باردة قصيرة وقال ببرود: بس أنا أبي أشوف وجهج..
عطيني عائشة..

فاطمة اشرت لعائشة اللي جات وخذت التلفون وثاني يقول لها: وسعوا لي درب أنا جاي..


*****************


عبدالعزيز راجع من صلاة العشاء..
يبي يلبس و يروح لخاله وعياله عشان يروحون مع بعض العشاء في بيت ثاني..

انفجع من المنظر اللي شافه..
لقى نورة راكبة السلم المحمول تنظف الستاير من فوق.. بالمكينة الكهربائية الصغيرة المحمولة...

عبدالعزيز انفجع منها بكل معنى الكلمة..
مايبي يتكلم يخرعها...
لأول مرة يحس عبدالعزيز إنه مفول عليها هي وحبها للتنظيف اللي مايخلص..

(يعني المرة مابغت تحمل.. وجننته تبي الحمال وأخرتها كل شوي تنط من سلم لسلم..!!!)

جاء وجلس.. وهي خلصت الناحية الأولى.. ونزلت تبي تنقل السلم الناحية الثانية وتطلع... شافت عبدالعزيز جالس

ابتسمت: يعني غريبة ماسلمت وخرعتني..

عبدالعزيز بغضب مكتوم وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: السلام عليكم..

نورة ماكانت محتاجة أنه يتكلم عشان تدري أنه فيه شيء غير طبيعي: حبيبي فيك شيء؟؟

عبدالعزيز يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويتنهد: يانورة ياحبيبتي.. رجاء حار.. السلم ذا لا عاد أشوفج راكبته.. تكفين.. أول كنتي مسؤولة عن روحج بس.. بس الحين أنتي مسؤولة عن روح ثانية لازم تحرصين عليها..

نورة بتوتر: بس

عبدالعزيز بهدوء تحته غضب: إذا أنتي تنظفين عشان زبيدة عجوز وماتقدر تطلع وتسوي اللي تبينه... من بكرة بأقدم لج على خدامة جديدة معها...
بس تكفين طالبج السلم ذا ماتركبينه مرة ثانية.. وتركدي في كل حركتج..

نورة بمرح وهي تحب رأسه: ياشين الزعل عليك.. على خشمي.. بس المهم ورني ابتسامة عزوزي الحلوة..


***************


بيت أبو صالح..
الحريم كلهم تغطوا عدا أم صالح وعائشة وديمة ونوف..
وعائشة طلعت لباب المقلط عشان تدخل ثاني..

فاطمة حست إنها مصابة بحمى.. وأنه جسمها ولع من الحرارة.. كانت تبي تبكي وبعنف
بس مستحيل تبكي و تشمت ثاني فيها..

ثاني دخل بمشيته الواثقة كأنه يتحرك في أملاكه الخاصة..
باناقته الاستثنائية.. وحضوره الطاغي..
وعائشة تمشي جنبه لحد ماوصلته عند فاطمة...

فاطمة قاعدة عينها في حضنها وتفرك أصابعها بتوتر.. أمها شافته دخل.. وقفتها..

ثاني وقف لثواني مذهول.. ثواني ماحد انتبه لها.. هو بس اللي حس فيها..
وقف ضايع ونظراته تبحر في عذوبة ملامحها
للجمال احترامه.. وللموقف رهبته..

كانت تقف أمامه بعذوبة الخجل تلفها
بفستانها الأنيق المنساب بألوانه القوية الأورانج والأخضر الفاتح.. فتحة صدره واسعة أكمامه كت..
ونقشات الحناء ملفوفة على ذراعها بصورة ناعمة متباعدة حتى عضدها.. (مها اللي أصرت عليها تتحنا بذا الطريقة)

مكياجها ناعم..والروج الأورانج كان حكاية مبهرة على شفايفها..

شعرها مرفوع في شينيون راقي بين لون صبغتها بطريقة جذابة..

تماسك ثاني وقرب منها بثقة وهو يقبل جبينها كما جرت العادة...
فاطمة انتفضت بعنف وهي تحس بملمس شفايفه الدافئة على جبينها الملتهب
وثاني نفسه حس بارتعاشتها وابتسم
ثم جلسها وجلس جنبها وهو يهمس لها: تصدقين مادريت أنج تعرفين تستحين مثل الأوادم لما يستحون من الأوادم.. (يرجع لها نفس كلمتها اللي هي قالت له)

عائشة قربت منه وباسته وباركت له هي وديمة ونوف..
ثم جابت له الدبلة أول شيء..
مسك يدها المرتعشة حس إنه انلسع من نعومة أناملها لكنه تجاوز أحاسيسه المربكة في ذات اللحظة..
لبسها الدبلة..
جات عائشة بتجيب طقم الشبكة الماسي لكنه اشر لها: لا..

وقال بهدوء بارد: خلاص الطقم تلبسه براحتها.. أنا تأخرت على الرياجيل اللي في مجلسي..

وعقب همس في اذن فاطمة بصوت واطي: والحقيقة أني انقرفت من تلبيس الدبلة.. أشلون يبوني ألبسج طقم كامل.. ياحبيبتي (ورص على كلمة حبيبتي)

فاطمة ابتسمت وهي تهمس له: قرف متبادل ياحبيبي (ورصت على كلمة حبيبي بسخرية)

عائشة ابتسمت: خلاص بس ارفعوا وجوهكم للصورة..

ثاني حضن فاطمة من خصرها وشدها ناحيته..(موب أملاكي.. كيفي أتصرف فيها!!)
وفاطمة ولعت من تصرفه.. قرصته في خصره من جنب تعبيرا عن اعتراضها..
حست إنها تقرص في حائط من صلابة عضلات جسده..

وكان رد ثاني عليها إنه قرصها في خصرها مكان ماكانت يده..
لكن هو حس أنه أظافره المقصوصة غاصت في جسدها الزبدي.. فاطمة أطلقت آهة آلم كتمتها بسرعة..
لكن ثاني سمعها وحسها لسعت قلبه غصبا عنه
مع أنه ماشدد في قبصته لها

قام يستأذن... وهو يلقي نظرة أخيرة على فاطمة..
وغصبا عنه.. عينه راحت لجنبها مكان ماهو قرصها..
انفجع وهو يشوف بقعة دم صغيرة تلوث الفستان مكان ماقرص..
ألتفت على أم صالح وقال لها باحترام: لو سمحتي يمه.. أقدر أكلم فاطمة على انفراد..

أم صالح بود: أكيد يمه...

ثم ألتفتت على فاطمة وهي تقول: يمه فاطمة قومي مع ريلج للمقلط..

فاطمة كان ودها إنها ترفض (هذا واحنا قدام الناس قطع جلدي.. بروحنا وش بيسوي فيني)
لكنها ماحبت تحرج نفسها قدام الموجودين.. أو تبين لثاني إنها خايفة منه..

ثاني مسك كفها لزوم البرستيج قدام الناس.. وراح فيها للمقلط..

أول ماوصلوا.. فاطمة شدت يدها من يده بعنف
في الوقت اللي ثاني قال لها بحزم: افسخي فستانج..

فاطمة تراجعت بعنف وقلبها ينط في حلقها من الرعب.. وهي تبي تهرب و تفتح باب المقلط..
لكن ثاني وقف على طريقها..

فاطمة وهي مفجوعة منه... لكنها قالت في نفسها البيت مليان ناس مايقدر يسوي لي شيء
ردت عليه بغضب: أنت واحد قليل أدب وحقير.. وخر عني قبل أصيح وألم عليك الناس..

ثاني ببرود: أنتي وين راح بالج؟؟ لا يكون مفكرة أني صعقت من جمالج وماني بقادر أصبر.. لا ياشاطرة.. كان غيرج أشطر
أنا أبي أشوف الجرح اللي في خصرج..

فاطمة تلفتت وانفجعت وهي تشوف الدم اللي غرق فستانها أكثر..لكن البقعة بعدها صغيرة نسبيا لكنها واضحة جدا..: يالمتوحش.. يالهمجي.. ياعل يدك الكسر
أنا فعلا حسيت إن قبصتك طلعت جلدي.. بس ماتوقعت أنها تدمي كذا..

ثاني ببرود: والله أنتي اللي بديتي.. عشان ثاني مرة تفكرين ألف مرة قبل تحطين راسج براسي..
والحين افسخي الفستان خليني أشوف لو محتاجة تروحين مستشفى وديتج..

فاطمة بغضب: ثاني أنت مجنون؟؟ وإلا عقلك على قدك؟؟

ثاني بنفس بروده: ليش يعني؟؟

فاطمة وغضبها يتزايد: وش شايفني عشان أفسخ ملابسي عندك.. توكل على الله..روح لعشاك
ولا تخاف ماني بقايلة لأحد أنه الدم منك.. باقول إنه دبوس كان في الفستان ماشفته.. وانت انتبهت للدم عشان كذا ناديتني

ثاني ببرود مثلج: ليه أنتي تعتقدين انه حد يهمني.. قولي لهم أنه أنا.. واذا حد عنده ريال خله يقطع..
أنا اهتمامي من باب انج صرتي حرم ثاني بن ناصر ومن ممتلكاته..
وممتككات ثاني لازم تكون على أحسن حال
مثلها مثل سيارتي.. نظارتي.. ساعتي.. ما أرضى فيهم خدش حتى لو أنا اللي خدشتهم
لكن أنتي كفاطمة ماتهميني أكثر من الجزمة اللي أنا لابسها في رجلي..

فاطمة حست إنها بتموت من كلامه الحاد الموجع وسيل إهاناته لكنها تماسكت وهي تقول له ببرود: إذا انت تشوفني ممتلكات ثمينة شيء زين صراحة.. يدل على طيبة قلبك الزايدة..
لأني أشوفك بالضبط مثل لعبة... لا ولعبة رخيصة بعد... بألعب فيها شوي ثم بأدوسها وارميها في الزبالة..

ثاني مسك نفسه لا يصفعها.. وكل واحد يعطي الثاني ظهره ويرجع لمكانه..
فاطمة للحريم في الصالة...
وثاني لأبو صالح في المجلس
وكل واحد منهم مجروح من الثاني
مجروح للنخاع


#أنفاس_قطر#

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #122  
قديم 08-27-2010, 05:01 AM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة واثنان وعشرون


#أنفاس_قطر#


عائشة مرجعة نوف لبيت عبدالله عقب ماخلص حفل الخطوبة على خير
الحفل اللي كانوا ضحاياه هم المعاريس أنفسهم..
وهم يوقفون كان عبدالله وولده يوقفون جاي من بيت ثاني..

عبدالله وقف عند سيارتهم
وهو يقول بمودة: مبروك عائشة ملكة ثاني.. مابغى..

عائشة بنفس المودة: ايه والله مابغى.. الله يبارك فيك.. عقبال مانفرح بعبدالعزيز إن شاء الله..

عبدالله يبتسم وهو يحط يده على كتف عزوز اللي واقف جنبه: تو الناس.. خليني أفرح بتخرجه أول..

عقب عبدالله ألتفت وسأل عائشة: وديمة وينها موب معكم؟؟

ديمة اللي كانت في الناحية الثانية وموطية رأسها خجلانة من الميكب اللي هي حاطته
لأنها أول مرة في حياتها تحط ميكب كامل مع أنها كانت لابسة عبايتها ومغطية شعرها عدل.. ردت بخجل: أنا هنا بو عبدالعزيز..

عزوز انتفض قلبه بعنف وهو يسمع صوتها.. وكان يبي ينسحب
عبدالله طل عليها في السيارة وهو يقول بمرح: وش هالزين ديومتي.. ماخليتي للبنات شيء..

ديمة بتموت من الخجل: شكرا على المجاملة..

عبدالله بود: لا والله موب مجاملة.. الله يحفظج يا أبوج..

عزوز بيموت يبي يشوفها وهو يسمع أبوه يمدحها.. لكنه قهر نفسه.. وهو يستأذن ويدخل داخل..

وعبدالله حاول فيهم ينزلون.. بس عائشة أصرت يمشون لانهم تعبانين واكيد البيت يبي ترتيب عقب عشاء الرجال اللي فيه..
وتبي تشوف الخدم وش سووا..



قبل دقايق أول مادخلت نوف..
دخلت عند أمها مباشرة وهي تقول بحماس: واو مامي فاتتج الخطوبة
تجنن..تجنن!!
وأحلى شيء خالي ثاني وفاطمة.. كل واحد يقول الزود عندي...
خالي برزته... وهي برقتها... يجننون..

جواهر بحنان: الله يجمع بينهم في خير.... وأنتي حبيبتي تعال إجلسي عند أخوج.. أبي أطلع غرفتي..
فيه بحث رئيس قسمي اتصل يسألني عنه
أبي أروح أجيبه من فوق..

جواهر طلعت فوق..
وعبدالله لما دخل.. مر باس ماجد وحسبها هي في الحمام
طلع يبي يأخذ شاور ويرجع ينزل عليهم..
وخصوصا إن نوف وعزوز كلهم جالسين يتخانقون على ماجد..


دخل غرفته
سمع صوت غريب
ألتفت لجلسة المكتب..
حس بشعور عذب يجتاحه وهو يشوف جواهر معطيته ظهرها.. وتقلب أوراق في يدها..
قرب بشويش.. وحضنها بحب هادر من خلفها وهو يطبع قبلة دافئة على عنقها
جواهر أول شيء انصدمت ثم ارتعشت..
بس عقب ابتسمت وهي تقول: بس عبدالله كفاية عليك كذا..

عبدالله فلتها بالراحة وهو يبتسم: أنتي وش قحط المشاعر اللي عندج؟؟

جواهر بعذوبة وهي تلف ناحيته: هانت كلها أقل من شهر وأخلص الأربعين..

عبدالله بمرح: ياكبرها عند الله.. أنا شكلي بأسافر أي مكان لين تخلصين أربعين العجايز ذي..

جواهر بحنان: مش بوزك أخليك تخطي برا الدوحة خطوة وحدة وأنا ماني بمعك... حرمت..

عبدالله حضنها بحنان هادر: وأنا ما أقدر أبعد عنكم.. خلاص

عقب عبدالله وخرها بالراحة وهو يقول بعمق: تدرين أني ماشفت شعرج من يوم جيت.. كله رافعته.. اشتقت له..

قال كلمته وهو يمد يده للكلبس اللي رافع شعرها ويفكه.. عشان ينهمر شعرها الحريري مثل شلال ليل أسود على كفوفه..

عبدالله شهق بإعجاب كبير وهو يشوف إن شعرها طال كثير عن أخر مرة شافه..

جواهر شافت نظرة الإعجاب الموجعة في عيونه فقالت بخجل: مو أنت اللي قلت لي لا عاد تقصينه.. ماطبه المقص من يوم اختفيت..

عبدالله دخل كفوفه في خصلات شعرها المتناثرة وهو يمرر أصابعه من خلالها.. وانفعال عنيف يجتاحه..

جواهر بخجل وهي تلم شعرها: خلاص عبدالله أنا بأروح..

عبدالله تنهد وهو يتجاوزها: روحي حبيبتي..


****************



سالم ومنيرة يدخلون بيتهم
عقب ماسالم جاب منيرة من بيت فاطمة

سالم بود: تاخرتي والله لين كلمتيني..

منيرة برقة: خبرك.. مهوب كل يوم بتنخطب صديقتي..

سالم بخبث: ومهوب كل يوم بتنخطب أختس..

منيرة شهقت وهي كانت تخلع نقابها وتحط شيلتها على كتوفها: وشو؟؟

سالم كان يتمعن فيها بإعجاب: لا لا خليني أملا عيني من ذا الزين شوي... إذا كل يوم بتنخطب فيه صديقتس بتحلوين كذا
أنا مستعد أزوجهم كلهم..

منيرة وهي تمسك في ذراعه وتقول: خلك من العيارة... صدق سويرة انخطبت..

سالم: يس.. انخطبت.. ووافقت بعد

منيرة بحرة: الخايسة ماقالت لي شي..

سالم يبتسم: تلاقينها مستحية... تو عمي قال لي الليلة
وانتي صار لس يومين لاهية مع رفيقتس..
وبكرة أو بعد بكرة الملكة إن شاء الله

منيرة بفضول قاتل: منهو؟؟

سالم بلهجة عادية: حمد ولد راشد بن فهد..

منيرة ماقدرت تمسك روحها من الضحك اللي انتابها كموجة كاسحة..

سالم صار يضحك من ضحكها: ليه تضحكين؟؟

منيرة بين ضحكاتها: مافيه شيء بس طرت علي سالفة!!


**********************


في الليل متاخر..
فاطمة خذت لها شاور..
طالعة من الحمام..
تفتح روبها قدام المراية وتشوف مكان قبصة ثاني المزرقة
(الله يأخذه هو ويده المسمومة..
موب آدمي ذا
مجرم.. مجرم)

(بس أنتي اللي بديتي
فيه مره تمد يدها على ريلها ليلة خطوبتهم)

(خذه ربي من ريل
ياحرتي بس)

فاطمة لبست ثم صلت
جات تبي تنام
مو قادرة تنام من إحساسها بالألم في جنبها

فاطمة كانت ناعمة ومرفهة بزيادة
ممكن قد ينطبق عليهم الوصف
يجرح النسيم خدها

(أنا موب قادرة أنام
والأخ اكيد مكبر وسادته الحين
عقب ماقطع جلدي
ياويله لو ماراح أثر قبصته ذي)


ثاني على الطرف الثاني
مو قادر ينام
محتر منها.. بيولع من تطويلها لسانها عليه
(أنا وحدة تتجرأ وتقول أني لعبة رخيصة
بتلعب فيها ثم ترميها في الزبالة
أنا
أنا ثاني بن ناصر ينقال لي كذا)

شعور هادر بالغضب عليها ومنها يتعاظم في نفسه

وعلى الطرف الآخر وغصبا عنه شعور آخر متعاظم بالحنان
ينمو في صدره ناحيتها..حسها شيء هش قابل للكسر عند أقل هزة.. ومع كذا تدعي الجَلد والقوة

(عمري في حياتي ماتخيلت إنه فيه مره بذا النعومة
حسيت جلدها يذوب في يدي
وإلا نعومة ايديها
شيء فوق الخيال)


فاطمة مو قادرة تنام.. الظهر بردت حرتها فيه من حرة موقف المستشفى
وعقب التلبيس بردت حرتها فيه من كلامه اللي يغث
بس الحين أشلون تبرد حرتها في جلدها اللي تمزع من سواياه..

رقمه.. رقمه كان مميز وسهل الحفظ.. ولصق في مخها..

بسرعة طبعت له مسج وأرسلته..

" ياعل يدك الكسر
أنا موب قادرة أنام من الألم في جنبي
بأقعد أدعي عليك لين انام
بس انت اكيد الحين نايم وتحلم بعد
كوابيس إن شاء الله"

ثاني كان متمدد على سريره لما وصله المسج
فتحه وابتسم
حس بخليط هادر من المشاعر
حسها أنثى مثيرة.. وطفلة.. مجنونة.. وعاقلة
امرأة المتناقضات فعلا
اللي تجلب معها فعلا مشاعر متناقضة
مستحيل تجتمع إلا عشان امرأة مثلها
غضب وشفقة وحنان ورغبة وعطف وحقد

مارد عليها ثاني

(خلها تعتقد أني نمت
وتحترق شوي)


*********************


مر 3 أيام..

دانة بدت تجهز لعرسها مع إحساسها لأول مرة إنها عروس فعلا..

فاطمة وثاني لا شافوا بعض ولا كلموا بعض خلال الأيام اللي فاتت..

سارة اليوم ملكتها...



*********************


بعد صلاة العصر في بيت أبو علي

سارة متوترة لأبعد حد
ومنيرة عند سارة في غرفتها وبدت تقط النغزات المعتادة وهي تضحك: هذا اللي وش نبي بسيرته؟؟ وخل نذكر شيء عدل؟؟ حُميّد الملقوف؟!!

سارة بتوتر: مناري تكفين.. ماني بناقصتس..

منيرة بفضول: بأموت وأشوفه.. أوصفيه لي سويرة..

سارة بخجل: وصفوا لس طوفة تطيح فوق راسس..

منيرة بفضول أكبر: تكفين تكفين السوري..

سارة بتوتر وخجل: رجّال مثل الرياجيل.. وانقلعي لا أهفس بأكبر ماعندي..

دخل عليهم علي: سارة ألبسي عباتس وتعالي..

سارة ماقدرت تحرك رجولها.. حست بشلل تام يشل حركة أطرافها...

علي بعصبية: سويرة خلصي علي.... الشيخ تحت في الصالة..

سارة بدت تبكي.. منيرة وعلي انفجعوا.. سارة شخصيتها قوية مايبكيها إلا شيء كايد...

علي برعب: سارة ماتبينه ترا العرس مهوب جبرية.. عاد حن على البر يا أخوس..

سارة سكتت... ومنيرة ابتسمت وهي تقول لعلي: خلاص أنت انزل وأنا وياها نازلين وراك..

منيرة جابت لسارة عبايتها.. والبسوا كلهم.. ونزلوا تحت للشيخ


****************


قبل المغرب بشوي..

فاطمة داخلة بيتهم جايه من الجامعة..
دخلت للصالة وهي تخلع نظارتها الشمسية.. وعينها على أمها اللي كانت قاعدة مقابلها..

فسخت عبايتها اللي كانت عباية مسكرة واسعة نفس الثوب مستورة وماكان باين تحتها شيء من ملابسها.. رمتها على الكنب هي وشيلتها ونظارتها وشنطتها والكلبس اللي كان رافع شعرها
عشان يبين لبسها اللي كان تحت العباية..
برمودا ابيض قطن واسع... وتيشرت كت وردي قطن خفيف
أمها كانت تأشر لها بس هي ما انتبهت..
باست أمها بوسات كثيرة وعقب رمت نفسها في حضن أمها وتمددت على الكنبة وهي تقول بدلعها الطبيعي: مساء الورد ياحلو... واي ماماتي اليوم حر مووت بغيت أفطس.. أبي لي شاور 3 ساعات... إلا باباتي وينه؟؟

أمها كانت تبي تقول لها شيء مهم..
بس مع تمددها في حضنها.. ارتفع التيشرت شوي..
فبان خصرها واللون البنفسجي المتسع مكان قرصة ثاني

أمها برعب: وش هذا اللي في خصرج؟؟

فاطمة وهي تلف ناحية أمها وتقول بدلال مرح: واي ماماتي لا تزودينها.. هذا من شكة الدبوس اللي ليلة خطوبتي..


ومع التفافها طاحت عينها على أخر شخص في العالم كانت تتمنى أنها تشوفه في هذي اللحظة بالذات.. جالس على الكرسي المقابل



ثاني




#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #123  
قديم 08-27-2010, 06:11 AM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وثلاثة وعشرون

#أنفاس_قطر#


فاطمة وهي تلف ناحية أمها وتقول بدلال مرح: واي ماماتي لا تزودينها.. هذا من شكة الدبوس اللي ليلة خطوبتي..


ومع ألتفافها طاحت عينها على أخر شخص في العالم كانت تتمنى أنها تشوفه في هذي اللحظة بالذات...جالس على الكرسي المقابل


ثاني


اللي كان جالس كان في عيونه نظرة مرعبة

نظرة خليط من

الغضب والحنان والتساؤل والقسوة

فاطمة نطت من حضن أمها وهي تاخذ عبايتها وتلبسها بدون ماتلبس الشيلة.. وشعرها الكستنائي متناثر على سواد العبايه..

(هذا أشلون ما انتبهت له
صدق أني غبية.. غبية)

وأمها بالها مشغول بشيء ثاني وهي تمسك يد فاطمة وتقول بقلق: وشكة الدبوس تسوي كذا؟!!

فاطمة بارتباك وخجل وهي ماتقدر ترفع عينها من الأرض : خلاص يمه فديتج اليوم أصلا احسن من اليومين اللي فاتوا..

أم صالح قامت وهي تقول بتعب: خلاص بكيفج.. اقعدي مع ريلج.. باروح أقول للخدامة تجيب لكم فوالة..

فاطمة مسكت في يد أمها برجاء وهي تقول: اقعدي يمه أنا باروح..

أم صالح تبتسم: ثاني يبي يقعد معاج مو معاي..

وثاني لحد الحين مانطق بكلمة.. وفاطمة مستغربة..
وحاسة إنه ساكت على مصيبة..

فاطمة سكتت ورجعت تجلس في أبعد مكان عن ثاني..

بعد دقيقة صمت.. ثاني ببرود غاضب: ممكن أعرف أنتي أشلون تطلعين من البيت بلبس مثل اللي أنتي لابسته..؟؟

فاطمة كانت في غاية الخجل تبي ترد عليه ببرود بس ماقدرت.. فقالت بصوت واطي: الجامعة حر.. وبعدين شوفة عينك عبايتي مسكرة وواسعة.. ولبسي نهائي موب مبين من تحتها..

ثاني بنفس الغضب المغلف بالبرود: ياسلام.. خوش عذر..

فاطمة تماسكت شوي فردت عليه ببرود: ثاني أنت وش تبي؟؟.. غيران يعني؟؟ ما أعتقد.. وهالتمثيلية موب لايقة عليك..

ثاني بحزم قاسي: اسمعيني عدل
وكلامي ما أثنيه ولا أعيده.. تحت العبايه فوق العبايه.. تلبسين لبس محتشم هذا أولا..
ثاني شيء وجهج تغطينه.. ياويلج لو شفتج طالعة وإلا داخلة وجهج مكشوف...

فاطمة بغضب: والله أنت خذتني ووجهي مكشوف.. بتجي تحكم فيني الحين..

ثاني ببرود: أمج تقول أنج مصلية.. والفرض مايفوتج.. وحتى قيام الليل تصلينه... الوحدة المصلية يوم يأمرها زوجها بشيء ترد عليه بعشر.. وإلا تطيعه؟؟

فاطمة انقهرت.. عرف يمسكها من يدها اللي توجعها.. ماتقدر تعصاه وهي عارفة أن عصيانه عصيان لربها..

ردت من بين أسنانها: زين ثاني.. بأغطي وجهي دام اسم إنك زوجك.. بس لا طلقتني رجعت أكشفه..

ثاني ضحك ضحكة قصيرة وقال لها بقسوة: ياحليلج ياشاطرة.. ألفتي السالفة وصدقتيها..
طلاق مافيه.. والعرس خلاص بنحدده بداية الإجازة الصيفية لأني سألت أمج وقالت لي هذي أخر سنة لج في الجامعة..
وعقب كمل بأمر حازم: وقومي الحين افسخي عبايتج ووريني الجرح اللي في خصرج لأني ماشفته عدل..

فاطمة بحرج: ثاني أنت عليك يني اسمه افسخي ووريني الجرح... أسفة اسمح لي...

ثاني ببرود: الحين أنا توني شايفه.. وأنا ماقلت لج افسخي ملابسج كلها.. أقول ارفعي طرف التيشرت عن الجرح بس خليني أشوفه..

فاطمة بحرج وخجل: أرجوك ثاني اسمح لي ما أقدر.. وبعدين أنت وش تبي فيه تشوفه؟؟

ثاني ببروده: أظني قلت لج السبب.. الجرح في خصرج.. مثل خدش في سيارتي.. نشيك عليه ليس إلا..

فاطمة ببرود: عندك سالفة غير هذي أو اسمح لي أطلع.. أبي ألحق أخذ شاور قبل صلاة المغرب..

ثاني ببروده المعتاد: أنا بعد باروح أصلي في المسجد القريب من بيتكم.. وعقب بارجع عشان أطلع أنا وياج..

فاطمة برعب: وين نطلع؟؟

ثاني بسخرية: نطلع مثل ماكل الناس المخطوبين يطلعون.. أنا أستأذنت أبوج خلاص..

فاطمة تنهدت: والله هذولاك المخطوبين العاديين.. موب اللي بينهم حرب داحس والغبراء..

ثاني ببرود وسخرية: يعني ماتبين تطلعين معي.. وأبوج اللي استأذنته وش أقول له؟؟ انج زعلانة؟!!

فاطمة ببرود: لا تستخدم ذا الأسلوب معي.. وابوي قل له اللي تبي.. مايهمني.. طلعة معك ماني بطالعة..

قالت كلمتها ووقفت.. تبي تطلع فوق.. عطته ظهرها
لكنها فوجئت باليد القاسية اللي تطبق على عضدها وتلفها وترجعها مكانها بقسوة
وهي تشوف وجه ثاني قريب منها تموج عليه عشرات الانفعالات..

نزلت رأسها بخجل.. لكنها صعقت بيد ثاني اللي دخلها في شعرها وهو يشده لأسفل ويرفع وجهها ناحيته ويقول بقسوة: إياني وياج تسوينها مرة ثانية.... تعطيني ظهرج وأنا أكلمج
أنا زوجج وغصبا عنج تحترميني
المرة ذي باعديها لج..
بس سويها مرة ثانية.. وشوفي اللي بيصير لج..

قال كلمته ثم دفها الكنبة اللي كانت جالسة عليها
وطلع...

أمها رجعت بعد دقايق..
لقت فاطمة جالسة بصمت على الكنبة..
وثاني مو موجود

أمها باستفسار: وين راح ثاني؟؟

فاطمة بجمود: راح يصلي المغرب...


*****************


بعد دقايق ثاني في سيارته..
حاسس بتوتر كبير وقلق يجتاحه..
ومشاعر الغضب الغريبة الممزوجة بالحنان الأغرب
تتصارع في نفسه..

(كان المفروض أني عطيتها كف على وجهها
عشان تتجرأ ثاني مرة إنها تعطيني ظهرها وأنا اكلمها)

(هذي أخرتها ثاني
تبي تنزل نفسك لدرجة أنك تضرب مرة)

(جننتني ذا الفاطمة!!
جننتني..
لما أشوفها أحس بكل الرغبات المتضادة تتصارع فيني
يصير نفسي أخانقها
وفي نفس الوقت أحضنها
يصير نفسي أعطيها كف على وجهها
وفي نفس الوقت أغمر ذا الوجه بقبلاتي
يصير نفسي أنفيها خارج حياتي
وفي نفس الوقت احبسها داخل قلبي وروحي
جننتني
جننتني
عمري ماكنت محتار كذا!!)

وثاني في أفكاره الهائجة المضطربة والمتشابكة
شاف أبو صالح جاي ناحية البيت يتسند على ولد جيرانهم..

ثاني نط من سيارته برعب وهو يركض لأبو صالح..
سأل الولد: وش فيه؟؟

الولد بقلق: كان يتقهوى مع أبوي وتعب وقال لي أجيبه للبيت..

ثاني قال للولد: خلاص روح.. مشكور..

وسند هو أبو صالح لين وصله سيارته..

أبو صالح بضعف: وين بنروح؟؟

ثاني بحزم: بنروح للمستشفى..

أبو صالح بتعب: مافيه داعي يا أبوك.. أبي ارتاح شوي بس..

ثاني بحزم أكبر: مايضر ياعمي.. خل نروح نتطمن عليك..

ثاني ركبه جنبه.. ثم ركب وحرك بسرعة..

أبوصالح كان يسكر عيونه ويفتحها.. ويقول كلام غير مفهوم.. ويبتسم.. وقلب ثاني بدأ يرقع بقوة.. وهو يحس بألم عميق ومر

الحالة هذي ماهي بغريبة عليه.. يذكرها عدل قبل حوالي عشر سنين..

لحظات أبوه الأخيرة..

ثاني تنهد بعمق وهو يقول بحزن حز في قلبه لابعد حد: يبه..
قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..

أبو صالح فتح عينه وابتسم بوهن: قلت لي يبه.. طول عمري تمنيت ولد.. والله مارزقني غير فاطمة.. وفاطمة عندي بألف ولد

ثاني بألم مر: وأنت والله العظيم أبوي.. طالبك قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..

أبو صالح رجع يبتسم وهو يقول بصوت خافت واهن عميق:
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

ثاني حس الحزن يخنق روحه.. ودمعته الغالية تخر من عينه..
مافيه شيء يهز غرور الإنسان وجبروته وطغيانه مثل لحظة الموت.. يرحل الإنسان عن الدنيا عاري مثل مادخلها عاري وغرور الدنيا يبقى في الدنيا..


أبو صالح مسك يد ثاني اللي كانت على قير السيارة وقال له بوهن شديد: تكفى يا ابوك وصاتك فاطمة وأمها.. وصاتك فاطمة وامها.. تراهم من رقبتي في رقبتك..
أم صالح أنا عارف إنها ماعادها بمطولة عقبي..
بس فاطمة أمنتك الله ماتقهرها يوم..
فاطمة ماعرفت غير الدلال.. طالبك ماتغير عليها ولا تحسسها إنها فقدتني..

ثاني بصوت واثق لكن مخنوق بعبراته: ربي يشهد علي أنه فاطمة وامها في رقبتي وأنهم ماينضامون وأنا حي..
وفاطمة في قلبي وعيني.. أنا أبوها وأخوها وزوجها..

ثاني كان يسوق بسرعة صاروخية متوجه لطوارئ مستشفى حمد..
كان متأكد إن أبو صالح في النزع الأخير..
لكن الأمل في قلب الإنسان كان يدفعه للتكذيب..
كان يبي يكذب نفسه.. ويحاول ينقذه من قدره..
بس المكتوب مامنه مهروب
والقدر لازم ينفذ..
وسبحان الدائم الحي الذي لا يموت..

مع وقوفه قدام بوابة الطوارئ كان أبو صالح يشهق ويتشهد
ويرتعش ارتعاشته الأخيرة..


#أنفاس_قطر#


__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #124  
قديم 08-27-2010, 06:12 AM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وأربعة وعشرون

#أنفاس_قطر#



بعد حوالي 3 ساعات..
في بيت أبو صالح..

فاطمة وأمها كانوا منتهين من القلق..
كانوا يدقون على أبو صالح وموبايله مقفول..
المستشفى عطوا ثاني أغراضه كلها
وحطوه في الثلاجة استعدادا لدفنه ثاني يوم الصبح
خذ موبايله وقفله..
وأتصل في رياجيل خوات أبو صالح وخوات أم صالح اللي كان خذ ارقام بعضهم يوم عشاء الملكة..
عشان يبلغون زوجاتهم.. ويروحون لفاطمة وأمها يبلغونهم ويهدونهم..

ثاني كره أنه هو اللي يبلغهم أو يشوف لحظة انهيارهم..
لكنه في نفس الوقت حس إنهم مسؤوليته وانه من مسؤوليته أنه يطمن قلوبهم ويهديهم..

ثاني توجه لبيت أبو صالح..
كان متوقع إنه بيلاقي الناس عندهم..
لكنه مالقى حد.. خوات أبو صالح وأم صالح كلهم كانوا متحطمين.. وماكان حد منهم يبي يكون في وجه المدفع لما فاطمة وأمها يعرفون بالخبر..
ثاني اتصل بزوج أكبر وحدة في خوات أبو صالح وهو اللي بلغه إن زوجته منهارة من الخبر وموب مستعدة انها هي اللي تبلغ فاطمة وأم صالح

ثاني سمى بسم الله الرحمن الرحيم.. تنهد بعمق
وفتح باب الصالة ودخل وهو حاس إن داخله يذوب حزن وتوتر..

لقى أم صالح وفاطمة قاعدين في الصالة متوترين
أول ما انفتح الباب نطوا يحسبونه أبو صالح..

أول ماشافوا وجه ثاني المتغير
ما احتاجوا حد يقول لهم إن وراه مصيبة

فاطمة نطت لثاني وهي تقول بصوت مخنوق مكتوم مرعوب من القادم ومن المجهول: ثاني وين أبوي؟؟ وين أبوي؟؟

ثاني بصوت مطمئن: "قل يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية.. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
أبشركم بحسن خاتمته..

أم صالح رجعت تجلس وهي تقول بهدوء وإيمان كبير: إنما الصبر عند الصدمة الأولى
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا وتجاوز عنه واخلفه خيرا منا..

ثاني كانت عينه على فاطمة ينتظر ردة فعلها بتوتر وقلق وحزن
فاطمة سكتت دقايق مثل تمثال سُحبت منه الروح..
مخلوق جامد لا تبدو عليه أي بوادر للحياة

ثم توسعت عيونها وهي تصرخ برعب موجع مر هادر:

يـــــــــــبــــــــــــــــــــــه..
يـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــ ـــــــه
يــــــــــــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــ ـــــــــــــــــــــه
وين رحت وخليتني يبه..
وين رحت وخليتني؟؟؟


ورفعت يديها لوجهها تبي تلطمه..
لكن ثاني تحرك بسرعة وكتف ايديها وهو يقول بحزم:
إلا اللطم والعويل.. إلا اللطم والعويل..
ابكي بس لا تلطمين ولا تعولين..

فاطمة رفست ورفست وهي تصارخ:
خلني.. مالك شغل فيني..
خلني.. أنا أكرهك.. اكرهك
اطلع من بيتنا.. اطلع..
فكني.. فكني..
أكرهك.. أكرهك
فكني..فكني

وثاني مستمر بتكتيفها
وأمها تطالعها بدموعها الصامتة وهي تكرر جملة واحدة
" إنّا لله وإنّا إليه راجعون"

فاطمة بدت تهدأ وصراخها يتحول لرجاءات موجعة:
تكفى ثاني هدني.. خلاص..
تكفى.. هدني

ثاني هدها ولفها ناحيته
فاطمة رمت نفسها على صدره وهي تبكي بكاء خافت موجع..

ثاني سحبها وجلسها على الكنبة وهو حاضنها وهي حاضنته من خصره بقوة.. وهو يهمس لها بحنان وحزن: ابكي.. وعبري عن حزنج.. بس أوعديني لا تلطمين ولا تعولين عليه.. أطلبي له الرحمة.. هذا اللي هو يبيه منكم
ولا تحاتين شيء أنتي وأمي .. أنتو في ذمتي أنا
وأنا مكان أبوج.. لا تشيلين هم الدنيا وأنا راسي يشم الهوا..

فاطمة شددت احتضانها لخصره وهي تبكي أكثر..
وثاني يحضنها بقوة أكبر وحنان أكبر وأكبر..


*********************


خلصت أيام العزاء الثلاثة
وأصبحنا بعد وفاة أبو صالح بأسبوع

خلال أيام العزاء بيت أبو صالح مافضا من الناس.. مها ومنيرة ماتركوا فاطمة دقيقة وحدة حتى كانوا ينامون عندها..
منيرة رجعت لبيتها بعد أيام العزاء.. بس مها بعدها تنام عندها لحد الحين.. وحتى خالاتها وعماتها وبناتهم بعدهم ينامون عندهم لحد الحين
ماكانوا حابين يتركونهم للهواجس والأحزان..

الكل جاء وعزا..

حتى جواهر اللي كانت بعدها نفاس..
جات خلال أيام العزاء الثلاثة..
وحضورها وكلامها المطمئن كان له تأثيره البالغ على فاطمة
لأن مافيه حد ذاق الفقد والوجع مثل جواهر
وصبرت على كل شيء مرت فيه..

ثاني ماشافته من عقب أول يوم..
ثاني هو اللي قام بعزاء الرجال كامل كأنه هو فعلا ولد ابوصالح..

لكنه بعدها ماظهر في بيت أبوصالح ولا حتى اتصل..
كان يسأل عنهم عائشة اللي كانت تطمنه انهم متصبرين ومحتسبين مصيبتهم عند الله سبحانه..

بعد أسبوع..
ثاني اتصل على فاطمة..
وطلب منها تجيه في المقلط..
فاطمة في داخلها كانت ماخذها على خاطرها شوي
إنه له أسبوع لا سأل ولا طل..

فاطمة دخلت بتردد للمقلط بعبايتها وشيلتها..
ثاني كان قاعد على الكنبة..
لما شافها دخلت.. وقف..
مضت لحظات وكل واحد منهم يسبر ملامح الثاني..

فاطمة حست بألم غير مفهوم.. وهي تشوف لحيته نامية وغير مشذبة.. وشكله باين عليه التعب..

وهو حس بألم أكبر وهو يشوف وجهها المرهق بآثار البكاء والسهر الطويل عليه..

ما احتاجوا يتكلمون او يتعاتبون..
ثاني فتح ذراعيه لها وهي استجابت لدعوته.. ورمت نفسها على صدره
حضنها بحنان وهي بدت دموعها تنسكب بصمت..

فلتها بالراحة وهو يطالع في وجهها
مسح دموعها بكفوفه بكل حنان
وهمس لها: أشلونج حبيبتي؟؟

"حبيبتي!"

(يا الله.. ما أعذب ذا الكلمة من بين شفايفه)

ردت عليه بوجع: الحمدلله على كل حال..

ثاني بحنان: أمي أشلونها؟؟

فاطمة حست بالتأثر يجتاحها وهو يقول أمي فردت بنفس تأثرها: الله يخليها لي.. زينة الحمدلله..

ثاني بهدوء: يخليها لنا كلنا..
ثم كمل بحنان مخلوط بالحزم: فاطمة أي شيء تحتاجونه.. أنتي وإلا الوالدة تطلبونه مني أنا... لو دريت أنكم طلبتم أي شيء حتى لو كان بسيط من غيري بأزعل..
وأعتقد أنج شفتي إن زعلي شين..

فاطمة بابتسامة دامعة: شفته.. الله يكفينا شره..

ثاني تأثر من ابتسامتها العذبة رفع سبابته ولمس فيها شفايفها
ثم قبل سبابته برقة..

فاطمة انتفضت بعنف وتراجعت..
لكن ثاني تراجع
وانسحب للخارج..


**********************


بعد أقل من شهر...

زواج سعود ودانة باقي عليه أيام بس..
دانة أنهت كل تجهيزها..
واختارت فستانها..
لكنها متوترة جدا..
وسعود مازال محجوز في المعسكر..


فاطمة بدأت بالتأقلم على غياب والدها
ولكن الحزن يظل بالقلب
كانت تبي تترك الجامعة وتعتذر عن الفصل الحالي
لكن ثاني رفض..
وهي ماتقدر تعصي ثاني..
وخصوصا إن مشاعرها ناحية أبوها وطاعتها له
تحولت بشكل عنيف لثاني اللي أصبح رب أسرتهم بالمعنى الكامل
كان يزورهم بشكل دائم.. ويجيب أغراض البيت..
لكنه مايحب يختلي بفاطمة أو يجلس معها بروحهم
كان يفضل إن أم صالح تكون متواجدة طول الوقت..
ينتظر إن أم صالح تفك الحداد عشان يحدد موعد جديد للعرس
وطبعا قرر إن أم صالح تنتقل للسكن في بيته بعد زواجه من فاطمة..


سارة حرم الأستاذ حمد بن راشد.. تحدد موعد عرسهم في الإجازة الصيفية
ومازال حمد يمارس سلطته ورقابته عليها في الشغل
لكنها ماعادت تضايقها بقدر ما تحسسها بحبه وغيرته عليها..


البقية مازال الحال على ماهو عليه بالنسبة للكل
الحوامل كلهم صحتهم تمام بين وحم نورة واستقرار وضع منيرة وقرب موعد ولادة دلال..


عبدالله وجواهر

عبدالله من قد ماهو يعد للاربعين تخلص... نسى عدد الأيام ودخلت الأيام في بعضها عنده مع انشغاله بعياله وبيته وشركته ومسؤوليات البنك...


الصبح بدري..

اليوم جواهر تخلص الأربعين..
أمس راحت الصالون رتبت قصة شعرها بس بدون ماتقصره أبدا
حفاظا على رغبة عبدالله أنه يكون طويل
وخلصت كل شغلها في الصالون أمس
وعبدالله اللي كان مشغول جدا اليومين اللي فاتو في مؤتمر للبنك ما انتبه لغيابها.. وهي كانت مبسوطة عشان تفاجئه..

وهي قاعدة تغير لماجد.. رن موبايلها

جواهر بود: هلا والله بأم حمودي..

نجلاء بنفس الود: يحيج ويبقيج... عندج حد؟؟

جواهر بابتسامة: داقة الساعة 8 الصبح تقولين عندج حد.. لا ماعندي حد انا ومجود بس..

نجلاء بمرح: زين درب درب.. انا عند الباب..

جواهر مستغربة من موعد زيارة نجلاء لكنها قالت بترحيب صادق: تفضلي البيت بيتج..

شوي الا نجلاء داخلة بأكياس كثيرة.. وساحبة لها سيدة هندية مليانة شوي وراها...

جواهر قامت وسلمت وهمست لنجلاء: من هذي اللي أنت جايبتها؟؟

نجلاء ضحكت: معقولة ماتعرفين زبيدة؟؟

جواهر ضحكت: والله أعرف زبيدة شغالتي القديمة اللي عند بيت عبدالعزيز الحين..

نجلاء بعيارة: بلاج مسبهه كالعادة.. حد مايعرف زبيدة؟؟
هذي شهرتها في الدوحة... مثل شهرة بريتني سبيرز في أمريكا..

نجلاء أشرت لزبيدة التي كانت شايلة شنطة سوداء في يدها: تعالي زبيدة هذي عروستنا..

زبيدة ابتسمت وهي تطالع جواهر باعجاب: ماشاء الله.. هلو واجد واجد.. سيم سيم كمر..

جواهر وهي تضحك: نجلاء انتي وش أنتي مهببة.. وش عروسته بعد؟؟

نجلاء وهي تضحك: انتي الواحد لو يوكنج على روحج مامنج فرج...
يوم زواجج لولا بنتج نوف والا كان فشلتينا في عبدالله
والحين في تطلوعج لولاي والا كان فشلتينا في عبدالله بعد..

جواهر تضحك: والله اني خلصت شغلي كله والبارح توني جيت من الصالون..

نجلاء بمرح: خلصي علينا مدي رجولج وايديج خلي زبيدة تشتغل..

جواهر بصدمة: حناء؟؟ تدرين ما أواطنه..

نجلاء بابتسامة: موب لازم تواطينه.. بس بتحنين غصبا عنج...
انتي عارفة عشان أطلع زبيدة من محلها وأجيبها عندج كم دافعة لها.؟؟.. تبين تخسريني على الفاضي

جواهر بابتسامة رغم غيظها من نجلاء: والله ماحد قال لج تدقين الصدر وتصرفين من رأسج كني أصغر عيالج..

نجلاء بود: جيجي حبيبتي.. عمري في حياتي ماشفتج بحناء..
وبعدين عبدالله حرام 8 شهور في العراق انلعن في المعتقل
رجع ولدتي عليه على طول..
يعني فوق 9 شهور المسكين محروم.. حسسيه انج محتفلة فيه..

جواهر كحت بحرج: انتي ماتخلين سوالفج البطالية.. وش دخلج بيني وبين عبدالله.؟؟..

زبيدة بنفاذ صبر: سنو مسكلة.. انا يبي كلاص هينا.. ئسان يرجء مهل..

نجلاء بمرح: مافيه مشكلة عمتي زبيدة يالله ابدي..

جواهر غصبا عنها مدت رجولها عشان تبدأ فيهم زبيدة ونجلاء تقول لها: لا تحاتين أنا قاعدة عندج وبأشوف مجودي لين ينشف الحناء وتغسلينه...

جواهر تبتسم: زين والأكياس وش فيهم.. لا تكونين جبتي لي بعد فستان أخضر نفس نوف...

نجلاء بخبث: لا أنا جايبة أشياء ثانية..


**********************


الحنا نشف وجواهر غسلته.. لونه مابعد غمق..
لكنه كان آيه على لون ونعومة بشرة جواهر المخملية..

نجلاء طبعا أصرت أنها تحنيها حناء عروس..
السيقان لحد تحت الركبة بشوي
واليدين لحد تحت الكوع بشوي
مع أسوارة حنا على العضد..

جواهر بدت ترتب مكانها واغراضها وأغراض ماجد
وترجعهم لغرفتها هي والخدامات..

عبدالله اتصل وقال انه مايقدر يرجع على الغداء.. لأن فعاليات المؤتمر مستمرة في الفندق.. وماعنده وقت يرجع للبيت
فهو بيرتاح شوي في غرفته اللي هو حاجزها في نفس الفندق عشان يكون قريب من المؤتمر.. خصوصا أن اليوم اليوم الختامي..

نوف وعبدالعزيز على الغداء مع أمهم..

نوف بمرح: واو مامي.. يجنن الحناء عليج..

عزوز بابتسامة: ماشاء الله عروس يمه..

جواهر ماتت من الحرج من عيالها وحبت تغير السالفة: عزوز شأخبار درووس السواقة؟؟

عزوز بهدوء: خلاص يمه الأسبوع هذا بأخلص
الأسبوع الجاي بأسوي التراي في المرور والرخصة إن شاء الله.. وأول مشوار في سيارتي أنتي ومجود وبس .. (ورص على كلمة بس وهو يطالع نوف بابتسامة)

نوف وهي تضحك: ليه بايعة عمري أركب مع دريول درجة ثانية..

عزوز يضحك: زين نشوف لاجيتي ترجيني أوديج مكان.. وانا أعطيج أشكل..

نوف بمرح: أمانة أمانة عطني أشكل معتبر لاجيت وترجيتك.. لأني مستحيل أترجاك إلا إذا كان صابني شي في مخي..


#أنفاس_قطر#

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #125  
قديم 08-27-2010, 06:12 AM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وخمسة وعشرون

#أنفاس_قطر#



عبدالله وصل بيته متأخر..
بعد ماودع كل الوفود اللي كانت مشاركة في المؤتمر..

راح أول شيء للغرفة اللي جواهر فيها تحت
لقى أنوارها كلها مسكرة..
تنهد: مالي نصيب أشوفهم..شكلهم نايمين..و أنا بعد تأخرت الليلة بزيادة..
بس زين عندي يومين إجازة عقب المؤتمر
أقعد مع عيالي وجواهر شوي..


طلع لغرفته..

أول شيء صدمه فيها كان ريحة عطر هو مفتقده بشدة وبوجع يحز في أعماقه..
ريحة عطر تحتفظ كل خلاياه بذكريات عذبة له..
عطرها المميز والمثير والمختلف والدافئ


لكن طبعا كانت الصدمة الأكبر هي صاحبة العطر اللي كانت تنتظره..

اتسعت ابتسامته الرجولية الساحرة وهو يشوفها
وهي وقفت لما شافته دخل..

"مستحيل تكون فيه مخلوقة بهذا الحسن الموجع الشفاف!!"

كانت واقفة قدامه بطقمها الحرير السماوي
وكأنها نجمة تشع في السماء
كانت التنورة قصيرة لتحت ركبتها
والتوب كورساج بأكمام جابونيز
نقشات الحناء اللي غمق لونها كانت شيء أكثر من مثير

مكياجها الناعم الخفيف.. الروج الوردي الفاتح على شفايفها المبهرة..يكاد يسيل من عذوبتها

أما الشعر كان حكاية غرام عبدالله الجديدة
كثافته وتدرجاته وسواده ونعومته أصبحت حكاية موجعة مع طوله الجديد..
الليل الهادر اللي يبي يتوه بين أمواجه
الليل اللي تمنى أنه ماينتهي امتداده وضياعه بين ثناياه..

جواهر ابتسمت
وعبدالله قرب..
مسك ايديها بوله كاسح وشوق عارم
رفعها لشفايفه وهو يتتبع نقشات الحناء
بقبلاته الشفافة المشتاقة الدافئة بدء من أصابع يدها مرورا بكفها لذراعها لعضدها
حينها رفع رأسه
وهمس في عمق أذنها بكلمة واحدة بنبرته العميقة الرجولية الخاصة جدا

"وحشتيني"


*********************



الليلة السابقة لزواج سعود

سعود طلع من الحجز العسكري
رجع للبيت العصر..
فوجئ بمظاهرة تستقبله
كان محمد ومتعب وخالد ينتظرونه..


ويقولون له: مافيه وقت اطلع معنا الحين..

سعود مستغرب: وين أروح؟؟ خلوني أسلم على أمي وأخذ لي شاور أول..

متعب بحماس: روح سلم على خالتي والشاور خله بعدين..


سعود مادرى وش السالفة.. بس راح سلم على أمه وخواته ورجع لهم..

خذوه معهم للسيارة..

متعب يسوق وسعود جنبه.. ومحمد وخالد ورا..

سعود بتعب: أنتو يالمخبل.. وين رايحين فيني..؟؟

متعب بابتسامة: أصبر على رزقك..

أول شيء طلعوا لسوق واقف..

محمد بمرح: أنا رحت لسوق الحسا أمس وشريت لك بشت أسود ورجعت في نفس اليوم.. وخليناه هنا عند شيبتنا يضبطه.. بس لازم يقيس عليك الاول..

سعود بهدوء: وش له البشت الله يهداك.. تدري عندي كم واحد..

محمد بابتسامة: لا بشت العرس غير.. بعدين أنت كل يوم تعرس.. المرة اللي فاتت ما عرست.. وخلاص عقب ذا المرة مانسمح لك تكررها..

سعود نزل غصبا عنه: راح لمحل البشوت وقاسوا عليه... وقال لهم محمد أنه بيرجع يأخذه بكرة..

سعود بتعب: وين بنروح بعد..؟؟

متعب بمرح: ذا المرة دوري...
الصالون الأزرق..
حجزت لك الجوتي الأسود وأنتو كرامة والغترة.. وأدري عندك جواتي سود كل الماركات.. بس بعد جوتي العرس غير..
ولا تسوي لي سالفة هناك.. لأني دفعت ثمنهم خلاص..
وعقب كمل بعيارة: ولاتنسون كلكم أن عرسي عقب شهر ونص.. وماعندي مانع ترجعون جمايلي لي..

خلصوا من الصالون الأزرق.. وخذوا الأغراض معهم..

سعود زهق منهم بس مبتسم وسعيد بإحساسه إنه عريس فعلا أحبابه تعبوا له ومعه..

خالد بابتسامة: الحين دوري.. على الانتركونتنال.. حجزت لك سويت تريح الليلة وتدلل.. واحنا طبعا فوق رأسك..
وبكرة حجزنا الحلاق وسيارة اللموزين اللي بنزفك عليها..


*****************


في الليل متأخر..
دانة متوترة.. ومتوترة أكثر لأن سعود ما أتصل فيها
هي عارفة إنه طلع من الحجز اليوم
ليش ما أتصل فيها..

سعود كان بيموت يبي يسمع صوتها
بس ماقدر يتصل والشباب ماخلوه دقيقة وحدة
محمد ومتعب وخالد وجبر وجابر وسالم
كانوا كلهم معاه وعنده..
محمد رجع للبيت عشان مايقدر يترك هله ماعندهم حد
بس خالد ومتعب باتوا مع سعود في الفندق
وسعود كان خلاص منهار يبي ينام وبس


*****************


ثاني يوم قبل الظهر

ثاني في شركته..
رن موبايله..
ابتسم ورد: هلا والله

فاطمة بابتسامة: تريقت وإلا لأ؟؟

ثاني بهدوء: الحين صرنا الظهر وش ريوقه؟؟

فاطمة بمرح: الصبح كلمتك قلت لي تو الناس على الريوق..
والظهر تقول خلاص غداء.. أنت متى بتأكل؟؟

ثاني بعمق: إذا جيتي بيتي إن شاء الله

فاطمة سكتت محرجة.. وعقب تنحنحت وقالت بصوت واطي: الليلة عرس أخو صديقتي.. وأبي أطلع من الجامعة.. أمر محل شيكولت.. اشتري ورد و شيكولت عشان يروح للقاعة..

ثاني بهدوء: مافيه داعي تتعبين روحج .. أنا بالتلفون بأكلم أكبر محل ورد وشيكولت يرسلون اللي تبينه وباسمج.. تدللي..

فاطمة بخجل: أنا مكلمة أستأذنك... مو عشان انت ترسل..

ثاني بعتب: ليه بيننا فرق يعني؟!!

فاطمة بهدوء: لا .. بس..

ثاني بحنان: مافيه بس.. قولي لي شاللي تبينه.. واسم القاعة.. واللي تبينه ينكتب على الكروت.. وأنتي ارجعي للبيت دايركت أول ماتخلصين محاضرات لا تخلين أمي بروحها..


*******************


العصر
في القاعة
مها والجازي ومزنة وغالية والعروس كلهم موجودين
وكل واحدة لاهية بشغلة
اللي تحط منيكير.. واللي الكوافيرة تشتغل لها بشعرها
واللي تسوي الميكب..
والأجواء الاحتفالية الصاخبة والمزحومة تلف الأجواء..

مها بعيارة: جعل يسقى عقب شهر ونص بس..

مزنة تضحك: أنتي ماتستحين..

مها وهي تضحك: على قولة أخي محمد.. مايودي في داهية إلا كتمان المشاعر.. الواحد لازم يعبر عن مشاعره لا ينفجر

مزنة في نفسها (ايه طبعا والأخ فالها..مايخلي شيء من التعبير عن المشاعر في خاطره)

الجازي تسألهم بحيرة: وش أسوي في شعري.. كيرلي وإلا ويفي وإلا أرفعه وإلا أسوي بف؟؟

غالية تضحك: يا أختي اتركي هذا السؤال للكشة اللي مثلي.. أنتي أي شي بتسوينه في شعرش بيطلع حلو... عشان الأرضية تساعد...

دانة بتوتر: غالية أنتي ليه ماتخلين الجازي في حالها..

غالية تبتسم: لحول.. ايه الحين غلاها بزود.. اخت حبيب القلب..

مزنة رجعت وقفت جنب دانة اللي كانت الخبيرة تسوي لشعرها السيشوار وهي تهمس لها: حبيبتي هدي أعصابش شوي.. أنا أبي أعرف سبب توترش.. سعود ومعاشرته ورجّالش وتحبينه.. يعني لاهو غريب.. ولاهي أول مرة.. فليه التوتر؟؟

دانة سكتت.. ماحد قادر يحس فيها..
طوفان مشاعرها العالي خلف سدودها على وشك أن يحطم أضلاعها
الأضلاع التي أصابها الوهن لطول ماحجزت هذه المشاعر
المشاعر التي تتوق للانسكاب بين يدي سعود ومن أجله..
المشاعر التي تتأججت طوال سنوات من أجل سعود
المشاعر التي أصبح سعود يعلم بها ولكنه لم يسمعها من بين شفتيها..
الشفايف اللي تتوق للهمس بهذه المشاعر في أذن سعود
لينهار كل حاجز فصل بينهما ويتمازجان التمازج الكامل..


*******************


بعد صلاة المغرب...

خبيرة التجميل تطلع من بيت سالم..

وسالم جاي من المسجد يبي يطلع لعرس سعود..

سالم طلع لغرفته.. مالقى منيرة..

ناداها..

ردت عليه من غرفة الملابس..

كان سالم يلبس بسرعة وهو يسألها: تبين أرجع أوديس؟؟

منيرة من ورا باب غرفة الملابس: لا حبيبي.. أمي وسارة بيمروني ونروح سوا..

سالم باستفسار: بس مهوب كنكم رايحين بدري...

منيرة بهدوء: لا بدري ولا شيء.. حن مانعد روحنا معازيم.. أمي وام سعود صحبة سنين..
وعقب كملت بمرح: ولعلمك يوم عرس مها عقب شهر ونص تراني بأكون عندها من قبلها بليلة..

سالم بنبرة زعل مصطنعة: ياسلام.. وأنا من اللي عندي؟؟

منيرة بابتسامة: مايخليك ربي...

سالم باستعجال: زين أنا خلصت وبأطلع.... اطلعي خليني أشوف شكلس..

منيرة : دقيقة بس..

فتحت الباب منيرة وطلعت..

كانت لابسة فستان أصفر ببروش وزم خفيف من عند الصدر عشان يخبي بطنها اللي صار مبين...
وشعرها سوته كيرلي..

سالم بإعجاب: ياسلام.. أحلى حامل شافتها عيني..

منيرة تبتسم: ايه.. تمسخر علي أنا وكرشي..

سالم قرب وحط يده على بطنها بحنان: الله يتمم عليس يا قلبي..
عقب كمل بمرح: خاطري أحضنس بس خايف أحوسس وإلا أنتي تلطخين ثوبي الأبيض بالمكياج..


#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روآآآآية أسى الهجران لـ #أنفاس_قطر# / كاملة غزل! روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 67 10-10-2016 06:47 PM
رواية (من أجلك) ~ مكتملة roxan anna روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 38 09-14-2015 06:50 PM
قصة رائعة (حدود الحب )~ مكتملة $ بنوته كيوت وشفايف توت $ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 15 06-24-2015 08:54 PM
نيران فى القلب((مميزة)) ... مكتملة Ặñâ EšRąâ CO0L ^_^ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 06-04-2013 01:17 PM
روايا غير مكتملة spirit Creativity أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-01-2013 05:55 PM


الساعة الآن 03:11 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011