منذ عام 550 ق. م أندلعت هذه النار من تلقاء نفسه
وظلت ملتهبة الى يومنا هذا تتحدى الامطار والثلوج والرياح ولانها لا تنطفئ فقد اطلق عليها اسم


(النار الأزلية).واكتسب هذا الاسم شهرة واسعة بين أبناء المدينة وزائريهافهي عبارة عن بقعة ارض صخرية ذات مساحة صغيرة تقع في منطقة حقول(بابا كركر) الغنية بالنفط والغاز التي اصبحت فيما بعد مركزا للعب وممارسة الطقوس الدينية اختاره الناس في العصور الغابرة لطرد الشر والاحتماء فيه من عوادي الزمن
.

وقد وصفها المؤرخون والباحثون بأنها مباركة كونها اتقدت بارادة الله سبحانه وتعالى.فقد كان أصحاب النذور يقيمون الولائم حول هذه النيران كما ان النسوة العذارى يقصدنها للبحث عن حسن الفأل وجلبه اليهن والاستبشار بتحقيق امنياتهن حيث يقمن بحفر التربة المحيطة بهذه البقعة بأحد أصابعهن فان اندلعت النار من موضع الحفر فهذا يعني بالنسبة لهن بأن الامنية قد تحققت فيما راح البعض من الناس يستحم بالمياه السوداء قرب النار بدافع طرد الشر من حياتهم وكما يفعل اصحاب المواشي والاغنام قربها لمسح جلودها بالطين لطرد الشياطين والجن من أجسامها لحمايتها من الحيوانات المفترسة.

وقيل ان هذه النار المتأججة تحرس الكنوز الدفينة على امل ان يستلم صاحبها وديعته.
وذكر في الوقت القريب وقبل عدة اعوام ان سيدة من احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق قامت بزيارة مدينة كركوك واصرّت على الذهاب الى النار الازلية ومعها سكينا صغيرة وعند وصولها مررت تلك السكينة بالتربة الملتهبة ثم لفتها بقطعة قماش لتقوم عند عودتها الى بلدها بامرار تلك السكينة على سرة احدى قريباتها العاقر ظنا منها بأن هذا العمل سيجلب لها الحمل وتحقق امنيتها في الانجاب.
ويذهب بعض الاختصاصيين الجيولوجيين بعيدا عن القدرة الالهية والاسطورة التأريخية الى التفسير العلمي لهذه النار بأنها جاءت نتيجة تسرب الغاز من أعماق الارض وتشققاتها والعوالق الموجودة في تركيبتها الصخرية واشتعاله بمجرد ملامسته للهواء المشبع بالاوكسجين، وتبقى النار الازلية الوحيدة في العالم والفريدة بخصائصها الجيولوجية والمؤدية الى تأجيج نيرانها منذ أقدم العصور.



وهكذا فقد استقطب سحر جمال هذه النار الأخاذ شعراء
وأدباء مدينة كركوك ولاجيال متعاقبة وتمكنوا من تحويله
الى رمز لشموخ مدينتهم الازلي وتأريخها العريق .