عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree418Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #566  
قديم 10-07-2010, 09:28 PM
 
__________________
if u want to get out of my life u should to know some thing :
thank u ^^ u maked the nomber of unusefull pepol lest ^.^
i'm going to be crazy :kesha:
  #567  
قديم 10-08-2010, 12:02 PM
 
^________________^
ناطرين البارت ^ــ^
  #568  
قديم 10-08-2010, 05:01 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التاغراسيا مشاهدة المشاركة
على فكرة الكاتبة قالت انى البارات احتمال ينزل بكرة او بعد بكرة
^^
يسلمووووو حبيبتي
^^
ننتظر البارت بشوق
^^
__________________
تــم الإعــتــزآل =)
  #569  
قديم 10-08-2010, 05:19 PM
 
يلا كتير طولتي علينا متى الكاتبات راح ينزلوا البارت تاجديد
  #570  
قديم 10-08-2010, 07:37 PM
 
البـ 50 ـارت الــخــاااص
...............................................

’’*][][][][][][][][][*,,
~ ذِكْـرَيَـاتُ ؛ مـَاسَـاكِـيْ ~
’’*][][][][][][][][][*,,
تقف و تنظر أمامها بنظرات طفوليه برئيه .. لطفلة في الثالثه الأمر ليس غريباً ..!
إلى مذا كانت تنظر ؟!.. إلى تلك المرأة الجالسة على الكرسي الصغير بشعرها الاشقر الطويل الحريري و عينيها اللتان تطابقان لون السماء الصافية في الصباح ..!
تلك المرأه ببتسامتها الهادئه و قد إرتدت أجمل ثيابها كانت جالسة على كرسيها المفضل كرسي البيانو ..!
بضغطات من أناملها الناعمة شكلة أجمل الألحان و أعذبها ..!
تلك الطفلة كانت تحدق بها .. لم يكونا لوحدهم في الغرفه فهناك شاب يبدو في الثامنة عشر موجود هنا أيضاً .. لكنه كان يقف قرب تلك المرأة باحترام و يستمع إلى عزفها ..!
يبدو أننا وصلنا إلى نهاية تلك السيمفونيه المميزه ..!
وبعد آخر نغمه .. تنهدت المرأة بتعب ثم نظرت إلى الشاب : ما رأيك ؟!!..
إبتسم الشاب لها : أنها ممتازه سيدتي .. أظن أنك ستكونين الأفضل ..!
أنطلقت تلك الصغيرة إلى المرأة التي حملتها لتضعها على قدميها كي تقوم بمداعبتها و هي تقول للشاب دون أن تنظر إليه ببتسامة هدوء : أنت عنيد .. سبع سنوات و أنا أحاول إقناعك لكنك عنيد جداً ..!
إبتسم بتوتر و خجل : لـ .. لا ..! قلت لك لا أستطيع ..!
أنزلت المرأة تلك الطفلة و قالت بهدوء : أترك تلك العاده .. لا تتعامل بالرسميات .. أنت أحد أبنائي ..!
بدا متوتراً و محرجاً من كلامها .. أوشح بوجهه وقال ببعض الخجل : حـ .. حاضر .. خالتي ..!
وقفت و نظرت إليه ببتسامتها المرحه : هكذا .. أنت رائع ..!
إحمر وجهه خجلاً وهو ينظر إليها .. دائماً ما تضعه في مواقف كهذه ..!
أما هي فقد إلتفتت إلى الطفلة و حملتها بمرح : و الآن يا صغيرتي .. سأذهب للحفل كوني مهذبه ..!
لم تنطق الطفلة شيئاً بل لم تنتبه لكلام أمها فقد كانت تحدق بذلك العقد حول رقبة والدتها : مذهل !!..
هكذا قالت بانبهار لتضحك أمها بخفه : هههه .. حبيبتي ألا تجيدين غير قول مذهل !!..
لم تكن تقصد أن ابنتها لا تنطق .. بل تلك الطفلة تفهم و تجيد الكلام ..!
لكنها قصدت بأنه حين يعجبها شيء لا تقول جميل أو رائع و مدهش .. فقط مذهل !!!!..
عادت أمها لتجلس على الكرسي و أمامها طفلتها التي لا تزال تحدق بذلك العقد .. إبتسمت أمها وهي تتأملها و تعلم أن صغيرتها لن تتوقف عن التحديق مالم تحصل على ماتريد ..!
فكأي أم حنون نزعت تلك السيدة عقدها المكون من لؤلؤة ذات لون صافيٍ تتوسط عقداً له لون رمادي هادئه ..!
أمسكت الصغيرة بتلك اللؤلؤه و أخذت تحدق بها بسعاده .. كانت مذهلة في نظرها ..!
نظرة إلى أمها ببتسامه : لي ؟!!..
إبتسمت والدتها بمرح : نعم لك يا صغيرتي !!..
كانت تنظر إلى أمها ببتسامة طفوليه : ماما .. سأهمس لك ..!
إستغربت والدتها من ذلك الطلب فلا أحد غيرهم و الشاب في الغرفه لكنها أنخفضت إلى مستوى طفلتها لكي تسمع ما ستقوله لها ..!
لكن الطفلة لم تقل شيئاً بل طبعة قبلة على وجنة والدتها ثم قالت بمرح و صوت مرتفع : أحبك !!..
عانقتها والدتها حالاً و بسعاده : و أنا كذلك حبيبتي ..!
كان الشاب ينظر إليهما ببتسامة .. لكنه إنتبه و نظر إلى ساعة يده : إنها التاسعة و الربع .. ألا تظنين أنكما قد تتأخران لو لم تذهبا الآن ؟!..
إلتفت السيدة بهدوء : الحفل سيبدأ في العاشره .. ربما علينا الذهاب الآن فالمكان بعيد ..!
بعد كلماتها تلك خرجت من الغرفة تتبعها صغيرتها و الشاب خلفهم ..!
في الردهه كان يقف شاب يبدو في السابعة عشر و فتى في العاشره ..!
وصلت إليهما لتقول باستغراب : أين والدكما ؟!.. لقد تأخرنا !!!..
إلتفت إليها الشاب ليقول ببساطه : ذهب ليغير قميصه فقد تلطخ بالحبر !!..
ظهر الإستنكار عليها : حبر ؟!!!!!..
الفتى بكل بساطه : كل مافي الأمر .. أنه وضع القلم في جيب سترته الداخلي وهو مكسور دون أن ينتبه .. فتلطخ بالحبر ..!
ظهر الإستياء على السيده : أوووه سنتأخر !!..
أتجهت نحو الدرج المؤدي للدور الثاني .. رفعت أطراف فستانها الذي كان ينزل إلى الأرض و صعدت بضع درجات ثم نادت : عزيزي هيا لقد تأخرنا بما فيه الكفايه ..!
رأته وهو ينزل الدرج و يعدل ربطة عنقه ويحمل سترته في يده : ها أنا قادم لما أنت مستعجله !!..
وقف أمامها فبدأت تعدل ربطة عنقه بينما كان هو يرتدي السترة وهي تقول بستياء : كان عليك أن تتفقد القلم في البداية جون ..! هيا لا يجب أن نتأخر الحفل سيبدأ قريباً و الطريق طويلة أمامنا .. هذا غير إزدحام السير ..!
إبتسم بهدوء : لا تقلقي تاكامي سنصل في الوقت المناسب ..!
نزلا الدرج معاً و قد كان الأربعة في الردهة ينظرون إليهم ..!
فور نزولهم ركضة الطفلة إلى أمها : ماما .. ألبسيني إياها ..!
كانت تحمل تلك اللؤلؤة بيدها .. جثت الأم ببتسامه و ثبتت العقد لإبنتها ..!
ضحك والدها بخفه : هههه .. تبدين كالنبيلات في الحفلات و أنت ترتدينها .. كبرتي حقاً يا صغيرة ماساكي !!..
تدخل هنا الفتى بضجر : سوف تضيعها في أقرب فرصة ممكنه .. أذكركم !!..
إبتسم والده بهدوء و أخرج من جيبه علبتين .. تقدم نحو ولديه : اليوم هو الثامن من كانون الثاني .. بما يذكركم هذا التاريخ ..!
قالا بصوت واحد : قبل ثلاث سنوات في مثل هذا اليوم .. أهدت حاكمة فرنسا اللآلئ الثلاث لك و لأمي لتصير كنز ماساكي !!..
السيد جون ببتسامه : صحيح .. لذا فحان الوقت ليحصل كلن منكما على نصيبه ..!
لم يفهما قصد والدهما إلا حينما أخذا منه تلك العلبتين .. فتح كلن منهما علبته ليجد فيها إحدى اللآلئ الثلاث !!..
حيث حصل الإبن الأكبر على تلك التي تطابق لون السماء بينما الأبن الأصغر حصل على اللؤلؤة الحمراء !!!..
ظهر الأنبهار عليهما .. ليقول الشاب بسعاده : أهي لي ابي ؟!!..
الفتى بعدم تصديق : أحقاً يمكنني الإحتفاظ بها ؟!!..
إبتسم والده بهدوء : على شرط أن تحافظا عليها !!..
بدت السعادة على وجهيهما فما كان منهما إلى أن أنطلقا إلى إبيهما وهما يرددان كلمات الشكر عليه ..!
عانقهما وهو يضحك بسعاده .. لكن الوضع لم يعجب أحدهم !!..
إنها تلك الطفلة التي وقفت أمامه وقد تفخت خديها دليل إستيائها و الجميع يعلم أنه إذا قامت بتلك الحركه ذلك دليل على أنها مستاءة كثيراً و غاضبه أكثر !!..
لكن مما يا ترى ؟!!.. فهم والدها ذلك فهي مستاءة لأنه لم ضمها كما فعل مع أخويها : أوووه إياكو .. تعالي يا صغيرتي ..!
إبتعد إبناه عنه فهما يعرفان طباع أختهما .. لذا حملها والدها وهو يقول ببتسامه : و أنت كذلك .. لا تضيعي لؤلؤتك !!..
إبتسمت بمرح وقد زال غضبها : أكييييييد !!..
إلتفت السيد جون إلى الشاب الآخر .. تقدم نحوه ببتسامه : و أنت كذلك ماثيو لك هديتك ..!
إبتسم ماثيو بهدوء ولم يستغرب ذلك من السيد جون أبداً !!..
تقدم السيد جون و أخرج من جيبه علبة فاخرة مستطيلة الشكل وأعطاها لماثيو : هذه لك .. تستحقها و أكثر ..!
فتح ماثيو تلك العلبه ليظهر الإنبهار عليه : راااااائعــــــــه !!..
نظر إلى السيد جون بسعاده : أشكرك سيد جون أشكرك حقاً .. أعدك بأن أحتفظ بهديتك دائماً ..!
إبتسم السيد جون برضى فعاد ماثيو لينظر إلى أغلى هدية تلقاها في حياته .. كانت عبارة عن ساعة فاخرة جداً .. يبدو أنها تساوي ألافاً .. مصنوعة من الذهب الأبيض و فيها قطع ألماس صغيرة جداً لتطفي على ساعة اليد تلك منظراً براقاً مميزاً ..!
نظرة إياكو إلى تلك الساعه بمرح : أنها مذهلة ماثيو !!..
نظر إليها ماثيو ببتسامه : و أنت كذلك مذهله ..!
ظهرة السعادة على وجهها فكلمة مذهل شيء رائع جداً في قاموسها العجيب !!..
أنزل السيد جون طفلته لتتجول بحرية على الأرض .. بينما عاد بنظره نحو إبنيه وقد كان كل منهما قد إرتدا لؤلته ..!
إبتسم بهدوء : مورا أكيرا .. إهتما بالمنزل و بأختكما ..!
بصوت واحد أجابا : حااااااااااضر !!..
تقدمت السيدة تاكامي نحو إبنها الأكبر ربتت على كتفيه : عزيزي مورا أهتم بأخويك .. لن نتأخر سنعود في الثانية فجراً حين ينتهي الحفل ..!
أومأ لها ببتسامة فتركته و أتجهت إلى أخيه نظرت إليه لتقول ببتسامة مرحه : أكيرا لقد إتصلت السيدة ساناي و أخبرتني أن كايد سيأتي إلى هنا .. كونا مهذبين ولا تثيرا المتاعب .. أهذا مفهوم يا بني ؟!..
أومأ لها بمرح : بالتأكيد ..!
هنا إتجهت إلى صغيرتها و ربتت على رأسها وهي تقول : حبيبتي أياكو .. أسمعي كلام أخيك الأكبر .. لا تخالفي الأوامر ..!
أومأت لها بإيجاب ببتسامه ..!
هنا توجهة السيدة نحو ماثيو و همست له بهدوء : بني ماثيو أعتمد عليك .. كن حريصاَ على إياكو .. تعلم بأن مورا لا يجيد فعل شيء حين يكون للأمر علاقة بالأطفال ..!
كتم ضحكته حينها ثم همس : كوني مطمأنه .. سأهتم بكل شيء ..!
تنهدت براحة حينها ثم وقفت بجانب زوجها الذي كان يلقي محاضرته المعتادة على أبنائه ..!
ودعوهم ثم أتجهوا نحو البوابة الخارجيه بينما تفرق الأولاد ..!
حين وصلوا إلى تلك البوابه فتح لهم الخادم الباب .. لكن السيدة تاكامي توقفت للحظات ..!
تعجب السيد جون منها فهمس : مابك عزيزتي ؟!.. هل نسيتي شيئاً ؟!!..
كانت شاردة الذهن لكنها إستيقضت حين سمعة صوت السيد جون .. إبتسمت بهدوء : لا .. لاشيء .. لكن ..!
سكتت فقال باستغراب : لكن مذا ؟!!..
إلتفتت ناحية الردهه وقالت بقلق : أتظن أن الأولاد سيكونون بخير ؟!..
إبتسم بهدوء : أهذا ما يقلقك ؟؟!!.. أنها ليست المرة الأولى التي نتركهم فيها وهم يجيدون الإعتماد على أنفسهم .. أما أياكو فلا تقلقي عليها .. الوصيفه و ماثيو سيهتمان بها ..!
تنهدت بقلق : لوكان كذلك فلابأس .. لكن يبدو أنك نسيت بأن الوصيفة في إجازه ..!
حاول أن يطمأنها : و رغم ذلك لا تكوني قلقة هكذا .. هيا لقد تأخرنا ..!
أومات بالإيجاب و خرجا .. ركبا السيارة معاً فتولى جون القياده .. و مضيا في طريقهما إلى ذلك الحفل الموسيقي الذي ستعزف فيه السيدة تاكامي معزوفتها المشهوره .. ( صوت اللؤلؤه ) ..!
.............................................
الساعة الآن هي الحادية عشر ليلاً .. وقت تناول وجبة العشاء بما أنه لا مدارس غداً و إلا لكان العشاء في التاسعه ..!
أنه مهمته حيث عليه إستدعاء أفراد الأسرة إلى وجبة العشاء ليتناولوها سوياً ..!
إتجه اولاً لغرفة الشاب الأكبر .. طرق باب الغرفة ليقول : سيد مورا .. وقت العشاء حان ..!
لكنه لم يسمع أي رد .. لذلك فتح الباب وهو يقول : مورا أين أنت ؟!!..
خرج مورا من الغرفة الداخلية لغرفته الكبيره : أنا هنا .. كنت أستحم ..!
إبتسم بهدوء : العشاء ينتظر ..!
مورا وهو يبعد المنشفة عن رأسه ببتسامه : قادم الآن ..!
خرج هو من الغرفة ليتجه إلى غرفة أخرى مجاورة لها .. طرق باب الغرفة ثم دخل وهو يقول : هيا العشاء جاهز أوقفا اللعب ..!
لكن أحدهما لم يستمع إليه فقد كانا منهمكين في لعب البلاستيشن حيث أختارا سباق السيارات ..!
تنهد بتعب وهو يقول : كايد أكيرا توقفا .. أجلاه إلى ما بعد العشاء !!..
لكن لا حياة لم تنادي فهما منسجمان تماماً !!..
علم أن عليه فعل ذلك الشيء الذي لن يعجبهما .. لكن السيدة تاكامي طلبت منه أن يفعل هذا إذا لم يسمعاه !!..
تقدم نحو جهاز البلاستيشن وبدون مقدمات أمسك بموصل الكهرباء في الجدار و فصله بكل برود وهو يقول بضجر : العشاااااااااااء !!..
لم يستوعب الإثنان إلا و أنطفأت شاشة التلفاز !!.. عرفا الشخص قبل أن ينظرا إليه فلا أحد يقوم بهذا العمل غيره لذا صرخا معاً : ماثيوووووووووو !!..
إلتفتا حالاً إليه ليقول أكيرا بغضب : كنا متحمسين !!..
كايد بضجر : لما فعلت هذا ؟!..
ماثيو بسخريه : لأن العشاء سيبرد يا صغير !!..
تنهد أكيرا بضجر : أنت لئيم ..!
ماثيو بملل : هيا هيا .. إلى طاولة الطعام حالاً !!..
كان عليهما إطاعة الأوامر مجبرين .. لذا تركا البلاستيشن و خرجا من الغرفة وهو خلفهما ..!
نزل الدرج ليبحث عن صغيرة الأسره .. كان قد وضع في فكره عدة أماكن قد تتواجد بها الآن .. و بعد مروره على بعض تلك الأماكن وجدها في أحدها ..!
في الصالة الداخليه حيث وضعة الأسرة شاشة تلفاز ضخمه و عدة أرائك حيث يجلسون هناك غالباً .. في زاوية من ذلك المكان وضع تلفاز صغير كالذي يوضع في غرف النوم عادةً أمام أريكة صغيره ..!
أنه المكان الخاص بها حيث كانت تجلس على تلك الأريكة وهي منجذبة جداً إلى ما يعرض على التلفاز الآن ..!
وقف ماثيو خالفها ليرا هذا البرنامج الذي شد إنتباهها إلى هذه الدرجه ..!
كتم ضحكته حين رأى في التلفاز صورة أرنب كرتوني وهو يتجول بمرح مندون أن يركض و خلفه تلك السلحفاة المسكينه التي تبذل جهدها في الوصول !!!..
إنها قصة الأرنب و السلحفاة و أظن أن الجميع يعرفها .. كان ماثيو متعجباً من إياكو المنتبهة جداً مع القصه رغم أن ماثيو قد سمعها من جدته حين كان في عمرها !!!.. ياللأطفال !!!!..
يعلم أنه باندماجها هذا لن تتحرك .. لذا و بكل برود أغلق التلفاز بجهاز التحكم ..!
إلتفتت هي حالاً لترا ماثيو الذي وقف بجانبها وقال ببتسامه : العشاء ينتظر ..!
أومأت إيجابياً ببتسامة هادئه و أسرعة إلى غرفة الطعام .. لم تعترض كغيرها !!..
الآن لا شك أن أفراد الأسرة على الطاوله .. لذا ذهب ماثيو هو الآخر و جلس على كرسيه الخاص فوق الطاوله ..!
حيث كان في المنتصف مورا .. على يمينه أكيرا و بجانبه كايد .. و على يساره ماثيو و بجانبه إياكو ..!
هناك خادمة واحدة في الغرفه تقوم بلبية الطلبات إن نقص شيء من المائده وقد كانت تقف بالقرب من مورا ..!
بدأوا يتناولون الطعام بهدوء .. لم تحدث أي مشكلة و الجميع صامت ..!
في تلك اللحظه .. إنسكب الحساء من إحدى الأواني .. إنها إياكو التي حاولة الحصول على قطعة اللحم من الحساء !!..
إلتفتت إياكو إلى مورا حالاً الذي كان ينظر إليها .. لم يعرف مورا كيف يتصرف حينها .. والدته فقط هي من تجيد تدبير هذا الموقف الصغير !!..
شعر بأنه يجب عليه أن يفعل شيئاً بينما كانت إياكو تنظر إليه بتلك النظرات الطفولية التي تجعله يشعر بأنه غبي إلى درجة الجنون !!!..
لكنه تصرف حين إلتفت إلى الخادمة : نظفي المكان ..!
الخادمة باحترام : في الحال سيدي !!..
جيد .. لقد تدبر الأمر فقد قامت الخادمة بما طلبه منها فأكملوا وجبة العشاء بهدوء ..!
بعد إنتهاء العشاء و مرور بعض الوقت .. حيث الساعة الآن هي الثانية عشر و النصف .. ودع كايد صديقه أكيرا ليعود إلى المنزل ..!
بينما كانت إياكو تجلس في الردهه مع دميتها المحشوه و تلعب بها سمعة صوتاً !!..
إبتسمت وقد عرفت ذلك الصوت حالاً فتركت مابيدها و أسرعت إلى تلك الغرفه .. غرفة البيانو ..!
فور دخلولها رأت مورا يجلس على البيان و يغمض عينيه و هو يعزف .. بينما كان ماثيو يقف قربه و ينصت إلى عزفه ..!
إستمرت المعزوفة بضع دقائق أخرى تقدمت فيها إياكو نحوهما ووقف بجانب أخيها مورا لتستمع إليه ..!
فور إنتهائه إلتفت إلى ماثيو : و الآن ؟!!..
إبتسم ماثيو بهدوء : أنها رائعه .. لقد أتقنت كل النغمات .. حسناً الآن سأعطيك نوتات صوت اللؤلؤه .. قم بعزفها لنرى إن كنت أتقنتها أم لا ؟!!..
أومأ مورا إيجابياً فاتجه ماثيو إلى تلك الخزانة المليئة بالملفات التي تحتوي سيمفونيات متنوعه ..!
بينما إلتفت مورا إلي إياكو و أبتسم : تعالي إلى هنا ..!
فرحت بذلك فحملها هو ووضعها فوق قدميه .. بينما أحضر ماثيو الملف الخاص بسيمفونة صوت اللؤلؤه و أعطاه لمورا الذي وضعه في مكانه على البيانو و بدأ بالعزف ..!
كان يعزف بكل ثقة و جد و بإحساس مرهف لكي يتقنها .. لطالما أخبرته والدته ان عنده موهبة و أن له أذناً موسيقيه .. لذا كان عليه التدرب فقط ليصبح عازفاً مميزاً كوالدته ..!
ربع ساعه .. أنه الوقت الذي يستغرقه العازف في تنيسق الألحان على البيان لكي يتم تلك السيمفونية الفريدة من نوعها ( صوت اللؤلؤه ) !!..
بعد إنتهائه من العزف تنهد بهدوء : مارأيك الآن ؟!!..
إبتسم ماثيو : ممتاز .. أنت الآن تجيدها تماماً .. فقط مزيد من التدريب وستكون قادراً على عزفها بدون نوتات ..!
فرح مورا بهذا الخبر كثيراً : رائع .. حال ماتعود أمي سأعزفها لها .. أظن أنها ستسر كثيراً ..!
ماثيو ببتسامه : مؤكد .. أنت خليفتها على البيان ..!
إبتسم مورا لكن قبل أن ينطق حرفاً .. إنتبه لذلك الجسد الصغير بين يديه و الذي يبدو أنه راح في نوم عميق !!..
بدا أن مورا يواجه أعقد مشكلة في حياته حيث نظر إلى ماثيو و قال ببلاهه : مذا أفعل ؟!!!..
ماثيو باستغراب : مذا تفعل ؟؟!!.. بالتأكيد إحملها على سريرها !!..
ظهر الإرتباك على مورا : أخشى أن تقع !!!..
تنهد ماثيو بتعب وهو يعلم أنه يستحيل لمورا إبن السابعة عشر أن يحمل طفلة أصغر منه بأربعة عشر سنه !!.. لذا تقدم هو بنفسه و حملها إلى سريرها ..!
زفر مورا بارتياح ثم ظهر عليه الجد و هو يتابع العزف !!..
.................................................. ....
كان نائماً في غرفته .. لكن أين ؟!!.. على المكتب !!!..
حيث دفن رأسه بين ذراعيه وهو يجلس على مكتب الدراسة و هو مستغرق في النوم ..!
الساعة على مكتبه تشير إلى الثالثة فجراً !!..
فُتح باب الغرفه بهدوء لكن ذلك لم يوقض ساصحبنا النائم ..!
دخل ذلك الشاب الذي لم يكن إلا ماثيو إلى الغرفة و أتجه إلى مورا الغارق في النوم ..!
بدا ماثيو مرتبكاً و متوتراً .. أخذ يهز مورا وهو يقول بتوتر : مـ .. مورا .. مورا أستيقض في الحال !!..
بدأ مورا يتحرك بتكاسل فتابع ماثيو بصوت مكتوم : مورا أرجوك .. هناك أمر عاجل !!.. إستيقض !!..
رفع مورا رأسه ليقول بتعب و هو لا يزال نصف نائم : ماثيو مابك لم أيقضتني ؟؟!!..
ماثيو بارتباك : مورا هيا يجب أن تأتي معي ..!
بدأ مورا يستوعب الأمر تدريجياً : لمذا ؟!!.. مالأمر ؟؟!..
حاول ماثيو أن يحافظ على هدوئه : بدل ملابسك بسرعة و أتبعني .. سأنتظرك في الردهه !!..
نظر مورا على ساعة يده : إنها الثانية و النصف فجراً .. هل عاد والداي يا ترى ؟!..
ماثيو بهدوء : نعم .. المهم الآن أن تسرع الأمر خطير !!..
وقف مورا بهدوء : حسناً فقط سأبدل ملابسي و أتبعك ..!
خرج ماثيو من الغرفة وسط دهشة مورا من تصرفاته تلك ..!
لم تمض عشر دقايق حتى نزل مورا وقد كانت أضواء المنزل كلها مغلقةً و الظلام يخيم على المكان .. فور وصوله وجد ماثيو يقف وهو ينظر إلى ساعته بتوتر وقد بدا عليه القلق ..!
وقف مورا أمامه : مابك الآن ؟!!.. لا تبدو بخير ..!
نظر ماثيو إلى مورا بهدوء .. تنهد ثم قال بجد : مورا .. تمالك أعصابك و أهدأ .. هناك أمر سيء سأخبرك به .. لكن يجب أن تمسك أعصابك !!..
مورا باستغراب : أنت تخيفني .. مالأمر ؟!!..
بدا التوتر على ماثيو بشده .. لكنه تمالك نفسه و ربت على كتفي مورا ليقول : مورا .. السيد و السيده ماساكي ..!
قلق مورا بشده فقال بانفعال : مابهما ؟!.. مذا حصل لأمي و أبي ؟؟!!..
ماثيو بجد : إهدأ مورا .. سيكونان بخير .. لقد تعرضا لحادث أثناء عودتهـ ...!
قاطعه مورا بانفعال : حادث !!!.. لا يستحيل ذلك !!.. أين هما الآن ؟!!..
ماثيو بسرعه : هدأ من روعك مورا .. سنذهب إليهما الآن .. أنهما في المشفى ..!
مورا بقلق و هو يتجه إلى الباب : إذاً بسرعة ماثيو ارجوك ..!
أومأ ماثيو إيجاباً و أسرع ليخرج مع صديقه من المنزل .. فوراً إتجه ماثيو إلى سيارته و ركب مورا معه .. كانت سيارة رماديه من طراز حديث .. أهداها السيد جون لماثيو حين تخرج من الثانوية بداية هذا العام !!..
خرجا من المنزل بسرعة و أتجها إلى المشفى بدون علم أحد من سكان المنزل !!..
الثلج يملأ الطرقات .. لذا عليهما القيادة بهدوء حتى لا تنزلق السياره !!..
.................................................
يجلس على الكرسي بتعب وهو يمسك رأسه بكلتا يديه !!.. كان يشعر بالضياع وهو يجلس في المشفى أمام غرفتين متجاورتين و مغلقتين .. في إحداهما كان والده .. أما الأخرى فاحتضنت والدته !!..
كانت دموعه تنزل وهي تحمل قلقه و خوفه الكبير مما سيحصل !!..
سيفعل أي شيء .. أي شيء !!.. فقط مقابل أن يخرج الطبيب و يخبره أن والديه بخير !!..
يتمنى أن يدخل على أحدهما .. لكنهم منعوه من ذلك !!.. منذ وصل المشفى لم يراهما حتى الآن و هذا مايزيد من قلقه !!.. لم يكن وحده فهاهو ذلك الشاب يقف بجانبه وقد بدا الخوف و القلق كبيراً عليه هو الآن ..!
خرج من إحدى الغرفتين طبيب .. تلحق به ممرضتان !!..
أسرع مورا إليه وهو يقول بقلق : أيها الطبيب .. مالأمر ؟!!..
نظر الطبيب إليه ببرود : ما علاقتك بالسيد جون ماساكي ؟!!..
بقلق أجاب : أنا أبنه الأكبر مورا !!.. أخبرني مالذي حدث ؟!!..
تنهد الطبيب بهدوء : أعذرني .. فعلت ما بوسعي !!.. بأمكانك الدخول إلى الغرفه !!..
إتسعت عينا مورا برعب من كلام ذلك الطبيب الذي غادر المكان بهدوء !!..
كان ماثير يقف خلف مورا وقد بدا خائفاً و متوتراً !!.. كلام الطبيب لا يبشر بخير !!..
أسرع مورا و دخل إلى الغرفه بينما بقي ماثيو في الخارج بقلق .. فور دخوله كانت هنالك ستارة أمامه تخفي خلفها ذلك السرير الأبيض !!..
تحركت تلك الستارة لتظهر الممرضة الثالثه و التي أزالت الستارة عن السرير تماماً ولم تنتبه لوجود مورا في المكان !!..
أسرع مورا إلى ذلك السرير بعينين مصدومتين .. فور وقوفه عند السرير وقد كانت الممرضة تحملق به .. لم يستطع الوقوف حين رأى ما رآه .. لم تعد قدماه تحمله ..جلس على حافة السرير وهو ينظر إلى ذلك الوجه الهادء أمامه و الذي يبدو أن الدماء مسحت عنه قبل قليل !!..
سالت دموعه وأخذت يده تلامس وجه ذلك الشخص أمامه وقال بصوت مكتوم : لا ..!
حاول أن يكتم بكاءه لكنه لم يستطع : أمي أجيبي !!.. أمي أنا مورا !!.. مورا أبنك لما لا تجبينني ؟!!..
للأسف .. كانت والدته حينها جسداً بلا روح !!.. هذا ما أدركه مورا الآن !!.. في اللحظة التي دخل فيها ماثيو وهو ينظر إلى مورا الذي يحدث جثة السيدة تاكامي وهو يبكي !!..
كانت الممرضة تقف قرب مورا وقد سالت دموعها متأثرة بهذا الفتى الذي ينادي والدته المتوفات !!..
بدأ صوت مورا يرتفع أكثر و أكثر مع إزدياد دموعه و مع شدة ضرب دقات قلبه : أمي ليس الآن أرجوك !!.. لانزال نحتاجك !!.. إياكو بحاجتك أكيرا بحاجتك و أنا كذلك بحاجتك أمي !!!..
دمعة عينا ماثيو .. يعلم بأن أقرب إنسان إلى قلب مورا هي والدته !!.. كان دائماً في صفها حتى ضد والده !!..
هي قلبه الذي ينبض !!..
تقدم ماثيو بتجاه مورا بعنين دامعتين .. أمسكه من كتفيه وهو يقول بصوت مكتوم متألم : مورا هذا يكفي !!.. هيا بنا بقاءك هنا مندون فائده !!..
لكن مورا يأبى ذلك .. بل بقي يبكي وقد وضع رأسه في حضن والدته الميتة أمامه .. كان منظره مؤثراً حقاً .. يحق له ذلك ففجأة ترحل أمه التي كانت على أحسن مايرام اليوم !!..
إستمر الوضع هاكذا و بعد فترة قصيره و صل بعض الممرضين الذين كان عليهم نقل الجثة إلى ثلاجة الأموات ..!
وبعد عدة محاولات .. خرج مورا المنهار من الغرفة ومعه ماثيو .. كن مهزوزاً الكيان تماماً و دموعه ترفض التوقف لأي سبب كان !!..
قامت تلك الممرضة بتغطية وجه السيدة تاكامي بوشاح أبيض .. ثم أخرجوا ذلك السرير الذي كانت هي فوقه !!..
وقف مورا بجانب السرير للحظات فتوقفوا عن دفعه حين عرفوا أنه أبنها إحتراماً لمشاعره !!..
و لاتزال دموعه تتساقط كالأمطار التي تحي الأرض .. لكن الأمر هنا مختلف فدموعه تلك لشخص ميت و ليس لحي !!.. أمسك بيد والدته و أنحنا قليلاً وطبع قبلة فوقها بكل ألم و حزن و خوف !!..
أنها الأخيره .. آخر قبلة يهديها لأمه !!.. و المؤسف أن والدته لم تشعر بها !!..
.................................................. ....
قام ماثيو بأنهاء كل الإجراءات .. مرت ساعة و مورا لا يزال منهاراً مما حدث !!.. لم يخرج أحد من الغرفة التي فيها والده ..!
جلس ماثيو بجانب مورا على الكرسي الطويل نفسه و حاول أن يهدأه .. لكن مع كل كلمه تزداد دموع مورا بالأنهمار !!..
ماثيو بحزن و هدوء : مورا أرجوك .. تمالك نفسك !!.. والدتك لن تكون سعيدة إذا كنت بهذا الحال !!..
كان مورا يمسك رأسه الذي يكاد ينفجر من شدة التفكير : و مذا تريدني أن أفعل الآن ؟!!.. لقد ماتت أمي قبل قليل !!.. كيف سأخبر أكيرا و إياكو ؟!!.. و أبي .. كيف سيتقبل الأمر ؟!!.. هذا إن كان بخير حتى !!..
حاول كتم عبرته بعد كلماته الأخيره .. الأمر صعب .. صعب للغايه !!..
فجأة ومندون أي سابق إنذار ..!
فتح باب الغرفة التي كان فيها والده .. وقف مورا ليرا الممرضين يدفعون السرير الذي إحتضن والده و الطبيب أمامه ..!
كانوا مسرعين و يبدو انهم يريدون أخذه لمكان ما !!..
إتسعت عينا مورا حين رأى كل تلك الأجهزة المحيطة بوالده ..! بقي واقفاً للحظات و عيناه لا تصدق مايراه !!..
لكنه شعر بماثيو الذي يهزه وهو يقول : هيا مورا .. لنرى إلى أين هم ذاهبون ؟!!..
أومأ مورا و ركض الإثنان بسرعة ليلحقوا بالممرضين .. في نهاية الممر أدخل الممرضون ذلك السرير إلى غرفة أخرى .. أو بالأحرى قسم آخر !!..
نظر ماثيو إلى اللوحة التي على الباب و تمتم : قسم الإنعاش !!..
رعب مورا من الإسم فماكان منه إلى أن دخل حالاً و ماثيو خلفه !!..
أمامهم كان هنالك زجاج يطل على الغرفة التي كان فيها الطبيب الممسك بجهاز الصدمة الكهربائيه وهو يحاول تنشيط قلب السيد جون !!..
إنهار مورا أمام ذلك المنظر !!.. منظر والده الذي ملئ جسده بالأجهزه و الذي يتلقى الصدمات الكهربائيه لكنه لم يحرك جفناً !!..
تمتم وقد سالت دموعه : مستحيل .. أبي لا !!..
كاد يسسقط على الارض لولا أن ماثيو أمسك به وهو يقول بقلق : مورا تمالك نفسك أرجوك !!..
من أين يتمالك نفسه ؟!!.. و كل تلك الأشياء حدثة في يوم واحد ؟!!!..
بعد عدة محاولات من الطبيب خرج من الغرفة و نظر إلى مورا .. عرفه في الحال فقد ظهر مورا مع والده كثيراً في الصحف و المجلات ..!
تنهد بهدوء و تقدم نحوه و ربت على كتفيه : أعلم أن الأمر صعب .. لكن كبير و عاقل !!.. لذا لن أخفي عليك !!..
دب الرعب و الخوف و القلق في قلب مورا الذي رعب من كلام الطبيب له ..!
حاول الطبيب أن يكون أكثر هدوءاً حتى لا يحدث شيء لهذا الفتى فقال بنبرة هدوء ممتزجة بالجد : سيد مورا والدكَ .. يحتضر الآن !!..
شهق مورا بشدة بعد تلك الكلمات التي سمعها من الطبيب .. ركض مسرعاً وقد دفع الطبيب أمامه و دخل إلى الغرفة نحو سرير أبيه و دموعه تسبقه !!..
فور ما وقف عنده : أبي .. أبي أرجوك تماسك !!.. أبي أنت قوي ستكون بخير أرجوك !!..
أمسك بيد والده من بين يديه و ضمها إلى صدره وقد تساقطت دموعه على وجه والده الذي فتح جزءاً من عينيه و حرك شفته قليلاً ..!
فهم مورا بأن والده يريد قول شيء فأزال عنه قناع الأكسجين و قرب أذنه من شفتي والده الذي قال بصوت متقطع و مبحوح و بالكاد يسمعه إبنه : مورا .. أخواك يا بني .. مورا !!..
صمت بعدها .. رفع مورا راسه وهو مصدوم من صمت أبيه فجأه ليرى أن أباه قد أغلق عينيه ..!
لكن ما صدمه أكثر هو صوت ذلك الجهاز الذي رن بصوت متواصل مثبتاً أن دقات القلب أنهة مهمتها في هذه الحياة و توقفت عن النبض !!!..
كان ذلك الجرس يرن في صوت مورا الذي يحاول أن يستوعب أن هذا جرس توقف نبظات القلب !!..أغمض عينيه بشدة وهو يتمتم بألم : إنه حلم .. نعم حلم .. بل كابوس !!.. أبي أمي !!..
ماثيو كان يقف خلفه وهو مصدوم مما يراه فتمتم برعب : سيد جون .. مستحيل !!!..
لكنه تفاجأ بمورا الذي سقط أرضاً فجأه .. أسرع إليم ماثيو برعب و صرخ : مورا مابك ؟!!..
لكن مورا .. فقد الوعي من هول الصدمه !!!..
.................................................. .
نزل من السيارة بجسد مهزوز .. الساعة الآن الخامسة فجراً .. الشمس لم تشرق حتى الآن .. لن تشرق إلا في السادسة النصف فنحن في فصل الشتاء ..!
كان يسير بخطى مترنحه .. شعر بالذي وقف إلى جواره يساعده على السير و هو يقول بهدوء : إذهب الآن إلى سريرك وخط قسطاً من الراحه .. لا تفكر في شيء ..! سيعلم الجميع كل شيء في الصباح !!..
تنهد بهدوء ثم أردف : سأعود أنا إلى المشفى لأكمل بقية الإجرآت اللازمه ..!
أومأ إيجابياً و سار بمساعدة صديقه حتى وصلا إلى الباب .. فتحه و دخل بهدوء و أغلقه من بعده بينما عاد صاحبه إلى السياره ..!
كان المنزل مضلماً تماماً .. خلع معطفه الشتوي الثقيل و أتجه نحو الدرج بخطى غير ثابته .. هنا إنتبه على شخص كان يجلس على الدرج بهدوء وقد وقف الآن ..!
تقدم ذلك الشخص منه وقال بهدوء : لا أعلم لما ؟!.. لكني لم أستطع النوم !!.. حين خرجت و أتجهت إلى غرفتك لم أجدك .. كذلك لم أجد ماثيو في غرفته !!.. لذا عدت إلى غرفتي و بدلت ملابسي و خرجت إلى المرآب .. لم أجد سيارة ماثيو أو سيارة أبي .. فكرت أنكم الأربعة قد خرجتم لمكان ما لذا قررت الإنتظار هنا ..!
صمت طغى المكان .. صمت الأفواه فقط و لكن العيون يستحيل أن تصمت ..!
كان ذلك الشخص ينتظر أي ردة فعل .. حين لم يجد من أخيه شيئاً أردف بهدوء : قبل ذلك حلمت بحلم غريب .. يفترض أن أسميه كابوساً !!..
طأطأ رأسه و أردف مجدداً بنفس النبره : كنا سوية على طاولة الطعام .. أخبرنا أبي أن عليه ان يسافر قريباً مع والدتي لأمر ضروري .. كان الأمر طبيعياً إلى أن مر يومان و سافرا من دون توديعنا .. أنت و ماثيو لحقتما بهما إلى المطار و أستطعت فقط أن تلوح لأبي من بعيد .. أما أمي فلم ترها حتى لأنها قد ركبت الطائره !!.. أنا و إياكو لم نستطع ذلك !!..
و كأنه يصف ما حدث ..!
( كنا سوية على طاولة الطعام = كانوا معاً و كلهم بخير و كل شيء طبيعي !!.. )
(أخبرنا أبي أن عليه ان يسافر قريباً مع والدتي لأمر ضروري .. كان الأمر طبيعياً إلى أن مر يومان و سافرا من دون توديعنا = ذهبا للحفل .. و بعد مرور بعض الوقت سافرا إلى عالم الأموات !!.. )
( أنت و ماثيو لحقتما بهما إلى المطار و أستطعت فقط أن تلوح لأبي من بعيد = أسرعا إلى المشفى .. و أستطاع مورا البقاء ليستمع إلى أنفاس والده الأخيرة فقط !!.. يلوح له من بعيد و كأنه لم يستطع حتى توديعه جيداً !!.. )
( أما أمي فلم ترها حتى لأنها قد ركبت الطائره = مؤكد فقد ماتت قبل أن تراه !!.. )
( أنا و إياكو لم نستطع ذلك = للأسف .. لم يستطيعا رؤية أين من والديهما قبل أن يتوفيا !!.. )
لم يشعر ذلك الشخص إلا بمورا الذي يضمع بشدة وقد دمعة عيناه : أكيرا .. لا فائدة من الإنتظار ؟؟!!..
لم يفهم أكيرا قصد أخيه بأنه لا فائده ؟!!..
إبتعد مورا عنه وجثى أمامه بتعب .. أمسك بيديه وقد دمعة عيناه وهو ينظر إلى وجه أخيه : لن يعودا .. حتى لو أنتظرت الدهر كله !!..
( دموع مورا ) إمتزجة مع ( لن يعودا ) و أختلطت بـ ( لا فائده ) إضافة إلى ذلك ( الحلم الغريب ) !!..
تلك الأشياء جعلت أكيرا يتمتم بلا شعور منه : مـ .. ـاتا ؟!!..
كان هذا هو التصور الوحيد لما يحدث .. إنه التفسير الوحيد لكل تلك الأشياء التي أوقعت أكيرا في دوامة اللانهايه !!..
أمسك شقيقه برأسه و هو جاث على الأرض و بدأ يبكي من جديد وهو يرتجف كلما تذكر وجه أمه و ما حصل مع أبيه !!..
للمرة الأولى يراه أكيرا هكذا .. يشعر بأن أخاه خائف بل مرعوب !!..
أنه بحق مهزوز الكيان : مـ .. مورا .. أجبني يا أخي .. هـ .. هل .. ماتا ؟!!..
إنطلقت تلك الكلمات من بين شفتي أكيرا القلق في تلك اللحظه .. وقد دمعت عيناه و أرتعش صوته و أخذت نبضات قلبه تتسارع إلى حد الجنون !!!..
رفع مورا رأسه بهدوء .. وجهه مصفر شاحب .. و لم يعد هناك أي بريق في عينيه ..!
كان في الحقيقه .. شبه ميت !!!!..
خصوصاً حين تمتم بلا وعي : نعم .. ماتا .. لن نراهما ثانيه .. تعرضا لحادث مروع قتلهما !!!..
لا أظن أنه بالإمكان لك أن تقول هذا الكلام لطفل في العاشره و أنت تقصد والديه !!..
من دون مقدمات .. إنطلق أكيرا متجاوزاً أخاه بلا أي تفكير .. فتح الباب وخرج !!!..
يريد الهروب من سماع ذلك الكلام المخيف !!..
لا أخفي عليكم أن دموعاً سالت من عينيه وهو يخرج !!..
أما مورا .. فلم يحرك ساكناً !!.. بقي هكذا لدقائق معدوده و بعدها وقف .. صعد الدرج بصعوبة وهو يمسك بسوره .. كان كما قلت شبه ميت لدرجة أنه لم يستطع التفكير في شقيقه الذي غادر المنزل في هذا الوقت المتأخر غير أنه الآن في حالة صعبه فلا شك أن الصدمة تلك ستأثر عليه سلبياً !!!..
صعد الدرج وبعد ثلاث دقائق وصل إلى نهايته .. رغم أنه لم يكن يستغرق سوا نصف دقيقة إذا صعد ببطأ في السابق !!..
لا أخفي عليكم أنه توقف عدة مرات و جلس على إحدى الدرجات يفكر ..!
فور صعوده إلى الاعلى نظر حوله .. كان المكان مظلماً .. لا يوجد أي ضوء ..!
كل مصابيح المنزل مغلقة .. لذا السواد يخيم على المكان !!..
سار بضع خطوات باتجها غرفته وهو يترنح في مشيته .. لكنه رأى شخصاَ أمامه : إيا..كو !!..
أظن أن أغلبكم ظن هذا .. كانت تسير بهدوء في تلك الظلمه !!..
حين رأته إبتسمت بمرح و ركضت نحوه .. توقفت أمامه و بدأت تتكلم : موورااا .. أتعلم أن الشمس المسكينة تشعر بالبرد ؟!!!..
كلام غريب جداً .. حاول مورا إظهار شبح الإبتسامة و جثى أمامها وقد وضع يده على رأسها و تمتم بصوت مبحوح : ومن قال ذلك ؟!..
لم تعر صوته المبحوح أو وجهه الشاحب أي إهتمام بل تابعت بمرح : لأنها لم صعد إلى السماء بعد .. هذا يعني أنها إختبأت في بيتها لأنها تشعر بالبرد حين رأت القطن الأبيض في الخارج !!..
كانت تقصد الثلج في جملتها الأخيره .. خيال الأطفال واسع إلى أبعد الحدود .. يبدو أن هذه الطفلة لا تعلم بأن الشمس لو أقتربت قليلاً لأزالت كل تلك الثلوج و حولتها إلى عيون ينابيع حاره .. هذا غير أنها لا تعلم بأنه بقي اكثر من ساعة على الشروق !!..
ظهرت إبتسامة طفيفة على محياه وهو يفكر في كلماتها الطفوليه .. محزن أن تتابع طفلة مثلها هذه الحياة بلا أبوين !!..
أما هي فقد أردفت و كأنها تذكرت شيئاً : وعدتني ماما بأن تحضر لي الحلوى بعد الحفله .. ستكون لذيذه و سأعطيك قطعة صغيرة فقط !!!..
يالها من طفله !!.. كلماتها تلك هزت كيان مورا مجداداً فأسرع ليعانق إياكو بجسد مرتعش و دموع تتسابق إلى السقوط كالأمطار في فصل الشتاء !!..
تمتمت هي بخوف : مورا !!.. أنت تخنقني !!..
لكنه لم ينطق كلمة بل إرتفع صوت بكائه شيئاً فشيئاً .. هذا ما دفعها هي أيضاً إلى البكاء بصوت مرتفع من دون أن تعلم السبب كأي طفل !!!..
.................................................. .....
تائه ؟!.. نعم هو تائه !!.. يركض بلا سبيل معين !!.. يريد الهروب فقط !!..
لكن لما ؟!!.. هل إرتكب جريمة ما يا ترى ؟!!!!..
لا لم يرتكب أي جريمه .. بل هناك من أرتكب جريمة في حقه !!!!..
خائف إلى حد الموت و يريد الإبتعاد إلى أي مكان و بأي طريقة كانت !!..
بينما كان يركض بسرعة متجاهلاً كل شيء أمامه وقد كان يركض في منطقة سكنيه إستطدم بشخص ما خرج من متجر صغير مفتوح لأربع و عشرين ساعه مهمته تزويد أهل الحي بالتمونينات اللازمه في أي وقت !!..
تعجب ذلك الشخص من الطفل الذي إستطدم به وهو يركض ثم هرب دون أن يلتفت أو يتأسف !!..
لكن ذلك الشخص مالبث أن أستوعب ما حدث فركض خلف الطفل وهو يصرخ : أكيرا توقف !!!!..
لكن أكيرا المسرع لم يتوقف .. إطر ذلك الفتى أن يلحق به و بعد لحظات خرجا من المنطقة السكنية ليطلا على منحدر صغير عشبي كسيت أجزاء منه بالثلج في أسفله نهر صغير جاري !!..
أسرع ذلك الفتى قدر الإمكان ولم يتوقف عن الصراخ بأسم أكيرا وهو يطلب منه أن يهدئ من سرعته رغم أنه لا يعلم السبب و راء تلك الهروله !!..
بدأت سرعة أكيرا تتباطئ و لكنه لازال يركض .. لقد تعب بالتأكيد ..!
أستغل الفتى الفرصة و زاد سرعته وقفز على أكيرا ليسقطا معاً و يتدحرجا بحركة سريعة على تلك الأعشاب التي يغطي الثلج أجزاء كبيرة منها .. و من حسن حظهما أنهما نجيا من السقوط في النهر و إلا ماتا من فورهما بسبب البرد !!..
أخذ كلن منهما يلهث بصعوبه .. رفع الفتى رأسه ليرى أكيرا وقد إستلقا على بطنه وقد دفن وجهه بين الأعشاب و الثلوج ..!
أسرع الفتى وسحبه إلى الخلف وقد خشي أن يكون أكيرا قد فقد وعيه : حدثني مابك ؟!!.. أأنت بخير ؟!..
فور أن أطل بوجه أكيرا صعق .. كان ينظر إليه بعينين مغرقتين بالدموع .. أحمر وجهه و بدا شاحباً .. هناك بعض الجروح أيضاً إثر السقوط .. كما جرح في أجزاء من جسده ويبدو أنه لن يستطيع التحرك منهنا بسهوله .. ظن الفتى الذي لم يكن إلا كايد بأن صديقه يبكي بسبب الإصابه : أكيرا أنتظر هنا دقيقيه سأطلب المساعدة لك ..!
أراد أن يقف لكن أحدهم أمسك بيده وتمتم بصوت مرتجف : لا .. لا تتركني هنا !!..
إلتفت إليه بقلق ليرا تلك النظرة الضعيفة في عينيه ..!
لم يعهد منه هذا : لا تقلق .. سأعود بسرعه فقط سأنادي أبي .. منزلي قريب !!..
لكن أكيرا هز رأسه بصعوبة سلبياً و نزلت دمعتان على وجنتيه : إبقى هنا .. كايد أرجوك ..!
صوته المهزوز الذي إقترن بدموعه الساقطة من عينيه ذات النظرة الخائفة المتألمه و كأنها نظرة طفل محروم يتمنى العيش بهناء !!..
شعر كايد بالخوف عليه .. لذا عاد أدراجه و جلس بجانبه : مابك ؟!.. أخبرني !!..
إزدادت دموعه و أختنق صوته : خائف !!.. أرجوك كايد .. لا تتركني وحدي هنا !!.. أنا .. أنا خائف جداً !!..
صعق كايد بشده .. يستحيل أن يكون هذا الفتى هو أكيرا إبن ماساكي نفسه !!.. ليس هو !!.. أنه ليس هكذا !!.. أكثر الأفلام رعباً لا تخيفه فمالذي دعاه ليخاف الآن ؟؟!..
أقترب كايد منه أكثر وساعده على الجلوس .. لكن أكيرا كان منهاراً مما دعا كايد أن يمسك به و يسنده إلى كتفه و صدره : مالذي يخيفك ؟!.. مذا حدث لك ؟!!..
يبكي !!.. بدأ الآن يبكي بصوت يأن !!.. أنين يحمل كل معاني الخوف و الشعور بالحرمان !!.. ولم يلبث أن تحول إلى بكاء شديد و يغمض عينيه !!..
دعمت عينا كايد بقلق كبير : لما تبكي ؟!.. لما أنت هكذا ؟!.. أخبرني أكيرا ..!
بدأ بكاء أكيرا يصل إلى مرحلة الشهقات المتحسرة وهو يقل بينها : لمذا ذهبا ؟؟!!.. أريدهما !!.. لازلت أحتاجهما !!.. أمي أبي !!!..
كان بكاءه يعلو مع كل كلمه !!..
سالت دموع كايد رغم أنه لم يفهم شيئاً : إلى أين .. أين ذهبا ؟؟!!..
صرخ حينها بألم : إلى الموت .. مات أبي و ماتت أمي .. إلى الأبد .. لا أستطيع تصديق ذلك !!!!..
إتسعت عينا كايد بعدم تصديق بينما بدأ جسد أكيرا يرتجف و ينتفظ بشده بسبب الرعب وقد يصاب بتشنج في أي لحظه !!..
أما كايد فقد أغمض عينيه بشدة و ضم صديقه وهو يحاول أن يكتم بكاءه !!..
.................................................. .....
في الصباح .. عثر الخدم على مورا و إياكو في مكانهما نائمين بعد بكاء طويل ..!
أما أكيرا و كايد .. فقد أخذ الجميع يبحث عنهما حتى وجدهما جيمس و السيد كانتر في مكانهم .. كان كايد نائماً أما أكيرا ففاقد الوعي و نقلا إلى المشفى ..!
إنتشر خبر موت السيد و السيدة ماساكي في كل مكان و أذيع على الأخبار بأنهما ماتا في حادث بسبب إنزلاق السياره و إستطادمهم بسيارة أخرى .. و كتبت كل الصحف عن هذا .. أقيمت الجنانزه و قد حظر إليها الكثير من مسؤلي الدوله .. كان كلن من مورا و ماثيو يتلقيان التعزيات ..!
بالنسبة لإياكو فقد نسيت الأمر .. ووضعت في بالها أن والديها سيعودان من رحلة عمل طويله خلال الفترة القادمه .. كل ما أستغربته هو الفستان الأسود الذي لبسته .. فهي لم تعتد إرتداء الألوان المكتومه ..!
أما أكيرا .. فلم يحضر الجنازة لأنه كان في المشفى وقد دخل غيبوبة ليومين ..!
مضت ثلاثة أيام على الحادث .. و هاهو ذا مورا في الشفى يسير متجهاً إلى مكتب الطبيب الذي أختص بالحادثه ليستفسر عن بعض الأشياء ..!
بدا الشحوب على وجهه وقد كان يرتدي بدلة سوداء .. في طريقه مر بجانب ذلك المقعد الذي جلس عليه قبل عدة أيام أمام الغرفتين ..!
أغلق عينيه و تابع طريقه نحو المكتب المقصود ..!
أثناء سيره إلتلقا بشخص ما .. أنه يعرفه .. بل يعرفه جيداً وكيف لا ؟!!..
كان يسير بملامح باردة في نفس طريق مورا لكن من الجهة المعاكسه ..حين مر بجانب مورا توقف للحظات ونظر إليه بحده .. ثم قال بنبرة برود بدا أنها لا تبشر بخير : هه .. عيناك كعني ثعلب .. مثل أبيك تماماً !!..
لم تتغير نظرة مورا الهادئة لذلك الشخص بل لم يرد عليه فقد سار بعد إنهائه لجملته يتبعه ثلاثة رجال يبدون كحراس له !!..
تمتم بهدوء : غريب هذا .. لما هو في هذا المكان ؟؟!!..
كان مكتب الطبيب في ذلك الممر نفسه .. إتجه مورا إليه و طرق الباب .. سمع رد الطبيب فدخل ..!
وقف الطبيب حالاً عندما رأه و رحب به .. سأل عن أحواله و عن صحة أكيرا ثم قال : تفضل بالجلوس سيد مورا ..!
جلس مورا ثم قال بهدوء : أردت أن أسأل فقط .. في حادثة موت والداي .. من كان في السيارة الأخرى ؟!.. لما لم تذكر الصحف اسمه ؟!.. و من من كان الخطأ ؟!..
تنهد الطبيب وقال : يحق لك أن تعرف .. لذا سأجيبك بأسألتك من الأخير فما قبله ..! الخطأ كان من السيارة الأخرى .. سائق تلك السياره مريض بالقلب وقد منعه الأطباء من القياده خاصة إن كان وحده .. يبدو أن المريض أصاب بنوبة مفاجأه وفقد سيطرته على السياره .. وبسبب الثلج أنزلقت بسرعة و أصدمت بسيارة والدك !!..
صدم مورا بهذا !!.. فقد والديه بسبب سائق مريض لم يفكر بحياته قبل أن يفكر بحياة غيره !!.. سحقاً !!..
تابع الطبيب بهدوء : أما السؤال الثاني .. فقد رفض أهله نشر الخبر في الصحف .. ودفعوا مبالغ للمشفى لكي لا يصرحوا بأسم الشخص .. وقد ساعده في ذلك ان الطرف الآخر لم يمت إلا في مساء اليوم التالي .. ففي البدايه توفي دماغياً فقط !!..
إزدادت حيرة مورا فأسرع واقفاً و هتف : إذاً بقي السؤال الأول !!..
سكت الطبيب لبرهة ثم قال بجد : لأكن صرحياً معك .. قائد السيارة كان إمرأه .. و زوج السيدة كان هنا قبل قليل !!..
إتسعت عينا مورا أشد الإتساع !!.. هذا مالم يتوقعه أبداً !!..
جلس على الكرسي بتعب و أمسك برأسه بين يديه و أسند ذراعيه على كربتيه : لا أصدق .. معقول ؟؟!!!..
عم الصمت للحظات حتا رفع مورا رأسه بملامح مصدومه : قبل .. قبل دخولي إلى هنا .. إلتقيقت بالسيد .. السيد وليم كروي !!.. كان متجهم الوجه و كان ذلك بادياً جداً على ملامحه !!..
تنهد الطبيب بهدوء : السيد كروي أيضاً صدم بموت زوجته !!.. وقد غضب منا لأننا لم نستطع إنقاذها في البدايه .. لكنه فهم أن الأمر ليس بيدنا و أنها قدرة الله !!..
لم يقل مورا شيئاً بل لم يعلم مايقول فأردف الطبيب بحزن : السيدة إيامي كروي كانت إمرأة لطيفه .. حتى بعد أن مرضة بالقلب لم تترك مرحها .. كانت تأتي دائماً إلى هذا المشفى من أجل مواعيد الفحص الطبي .. و أحياناً تحضر طفلها الوحيد سام .. لطالما كانت تزرع الأمل في نفوس المرضى بكلماتها المشجعه .. إنها رائعه !!..
تفكر مورا في كلمات الطبيب .. ذكرته بوالدته فقد كانت تشبه السيدة أيامي و كانت تزور المرضى في المشفى الذي بناه و الده و تزرع الأمل في نفوسهم و توزع الهدايا على الأطفال .. كان ذلك يحدث كل بداية شهر .. حتى الأسمان متشابهان .. تاكامي و إيامي ..!
تنهد مورا بهدوء : أنا آسف لما حصل مع السيدة كروي .. أعذرني أيها الطبيب علي الذهاب الآن ..!
أومأ الطبيب له : إهتم بنفسك و بأخويك يا بني ..!
وقف مورا وقال بتعب : بالتأكيد .. فهما وصية أبي ..!
غادر المكتب بهدوء وقد بقي الطبيب يراقبه بعنين حزينتين حتى خرج ..!
تنهد الطبيب بحزن : مهمة طويلة و صعبة ستواجه هذا الفتى .. أتسائل كيف سيوفق بين دراسته و عمله و أخوته .. أظن أنه لايزال صغيراً على هذا !!..
.................................................. ......
مضة ثلاثة أشهر على الحادث و بدأت الأمور تعود إلى مجراها ..!
لكن أكيرا صار سريع الغضب و لا يهتم لرأي أحد ..!
مورا قرر أن يدرس بالنظام الدراسي الضاغط .. ذلك كي يختصر الوقت و يتخرج بسرعه من الثانويه و يهتم بأمور الشركة و المنزل .. لكن ذلك لم يلغي عزمه في دخول أكادمية الشرطه ..!
بالنسبة لماثيو فقد تخرج منذ فترة بالبرنامج الضاغط .. و قد كان دائماً يساعد السيد جون لذا لديه خبرة في العمل هذا ما دعى مورا لتعينه كمدير أعماله خاصة أنه يثق به ..!
لم يبقى سوا إياكو التي لاتزال على حالها .. غياب والديها لم يفسد مرحها و طفولتها ..!
الساعة الآن هي الخامسة نهاراً .. خرج من باب المنزل الداخلي إلى حديقة المنزل الواسعه المليئة بالأزهار و التي تحتوي على شلال صناعي صغير و بركة سباحة و مكان للجلوس فيه طاولة و حولها مجموعة كراسي تابعة لها بالإضافة إلى كرسي طويل على شكل أرجوحه بالقرب من الشلال ..!
كان ينوي الخروج من المنزل .. بدا الغضب في عينيه !!..
لايزال غاضباً و حزيناً بسبب الصفعة التي تلقاها من أخيه الأكبر في المشفى منذ يومين ..!
بالتأكيد تذكرتموها .. إنها أول صفعة يتلقاها في حياته .. وقد كانت قوية عليه !!..
سار قليلاً بأتجاه الباب الخلفي وحين أقترب من بركة السباحه رأى أخته الصغرى تلعب بكرتها الورديه ببتسامه ..!
إبتسم هو الآخر وماكاد يتحرك حتى وقعت الكرة في الماء !!..
إلتفت إليها ليجدها تنظر إليه بنظرات حزينة و متأملة بأن يساعدها في إستعادة كرتها ..!
ضحك بخفة عليها و أتجه نحوها .. ربت على رأسها بهدوء : لا تقلقي عزيزتي .. سأحضرها لك الأن ..!
بدت معالم الفرح تطل على ملامحها البريئه ..!
أما هو فقد توه نحو بركة السباحه و أستدار حولها حتى يصل إلى الكره ..!
كانت الكرة قد وصلة إلى المنطقة العميقه لكنه لم يبالي ..!
مد ذراعه ليلتقط الكرة وقد جلس على ركبتيه بينما يده الأخرى يمسك بها حافة البركه ..!
و بلا سابق إنذار .. سقط في الماء على جهه !!!!..
يده الأخرى إنزلقت بسبب وجود بعض الماء .. ذلك ما أدى إلى سقوطه .. كان يستطيع السباحة ولكن ليس في الأماكن العميقة جداً ..!
وما زاد الطين بله هو أن قدمه اليمنى إصدمت بالحافة بشده و قد ألمته جداً فصرخ ورأسه داخل الماء !!..
أثناء صرخته دخل الماء إلى جوفه وفقد السيطرة ليفقد الوعي معها !!!!..
بقيت إياكو تنظر نحوهه مرعوبة !!..
لاتعلم مالذي عليها فعله الآن وهي تراه ينزل إلى القاع !!..
.................................................. ........
إنتهى البارت ..!
مذا سيحل مع أكيرا وهل سيكون بخير ؟؟!!..
كيف ستكون الأحداث القادمه ؟؟!..
و هل سيدوم الخلاف بين الأخوين طويلاً ؟؟!!..
.................................................. ..
تابعو أحداث البارت الواحد و الخمسين من مدرسة المراهقين لتعرفوا مذا سيحصل ؟!!..
البارت القادم تابع لذكريات ماساكي و ماضيها المؤلم ..!
أيلين and إرمين # like this.
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور روعععععععه أنمي أنمي أنمي رومنسي. مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 89 04-05-2012 04:36 PM
آنمي × آنمي ... &&تهبل&&برعايه ن.ب.ع.ع^^last love °•فتاة الأنمي•° أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 38 08-06-2011 10:43 PM
روااااية أنمي ..( مدرسة المراااهقين ) ... <<< من تأليفي .. كيلوا# أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 07-22-2011 06:46 PM
مدرسة حبك باندورا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 05-04-2010 05:58 PM
صور أنمي صور أنمي صور أنمي صور أنميscorpionking SCORPIONKING أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 38 10-14-2009 11:00 AM


الساعة الآن 09:05 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011