عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-20-2010, 12:52 PM
 
العلمانيون الجدد ورحم المواطنة....!!!!

[FRAME="7 10"]

أحبائى..
وإن أعجب فعجبى من قول بعض دعاة العلمانية ..عنها أنها رحم المواطنة ...ولا يدرون أنها رحم عقيم لايلد .، وحتى وإن لم يكن عقيما فلا يوجد رحم يلد من دون إخصاب وتلقيح وإلا سيكون الناتج مسخا مذموما مذؤما مدحورا .، وفكرا مذموما وعلما مسموما...ولهذا أعمد اليوم لكتابة هذا المشاركة على منبرى هذا ليتضح الحق ويستبين أصحاب العقول والفهم أن المواطن إنسان خلق لله والأرض لله (يورثها من يشاء من عباده الصالحين).....وأن الإسلام دين الهدى والحق..وليس بعد الهدى و الحق إلا الحيرة و الضلال!!!
وأبدأبكلمات الإمام ابن القيم في الفوائد...إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده ,تحمل الله سبحانه حوائجه كلها , وحمل عنه كل ماأهمه,وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره , وجوارحه لطاعته,وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ,ووكله إلى نفسه , فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ,ولسانه عن ذكره بذكرهم ,وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم ,فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره ,فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته قال تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخر6...(ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال يارب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذالك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)صدق الله العظيم
والغريب أننا إذا ما سألنا عن معنى محدد ومعلوم لهذه العلمانية لم يتفق حتى اثنين ممن يؤمنون بها ويدعون لها على تعريف واضح معلوم وإن كانوا يتوافقون على قول واحد أنها لاتعنى أبدا الإلحاد..!!
وإن كانت بهذا معنى لاقولا لاتعنى الكفر والإلحاد كما يروج لها مريدوها ويدافعون عنها إلا أنها تبقى فكر إنسانى وعلم قاصر مأخوذ من جملة أفكار ظن أهلها أنهم يحسنون صنعا وهم أخسرون أعمالا إذ ضلوا ونسوا أن الأصل والمرجع والمآب إلى الله الخالق الذى(بدأ خلق الإنسان من طين)ثم جعل نسله(من سلالة من ماء مهين)(وعلم آدم الأسماء كلها ) فكان كل علم مكتسب نتيجة لهذا العلم الذى علّمه الله لآدم.. الله الذى قال (وفوق كل ذى علم عليم)وهو الخالق اللطيف الخبير (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)صدق الله العظيم.
واللافت للنظر فى مجمل دعاوى العلمانية أنها تحارب خلط الدين بالسياسة صونا للمقدس ومحاربة لرجال الدين الذين يسخرون المقدس لخدمة السلطان حتى ولو كان جائرا...وهم غافلون أو يتغافلون عن الحق والحقيقة والتى مفادها...بعيدا عن أى مقارنة مع أى أصحاب ديانات أخرى...
أن كل إنسان فى "الإسلام" مهما علا شأنه وقدره وزاد علمه وطمى إجتهاده وبلغ بآرائهإلى أقصى حد يمكنه بلوغه ...يمينا أو يسارا وهنا وهناك .، وتبوء أعلى سلطات مدنيةعلى رأس أى مؤسسة دينية .، فهو مجرد فرد مجتهد يصيب ويخطىء وليس رأيه وفرضه ملزمالمسلم ... لا حلا ولا تحريما لأن كل إنسان يؤخذ من كلامه ما يتفق وصحيح الدين قرآناوسنة ويرد عليه ما هو غير موافق ..وحتى الموافق منه ليس كله مفروضا ملزما لأنه فىطور وعداد الإجتهاد الشخصى ليكون الإختلاف سنة فى الفهم والفكر مادام بعيدا عنالحلال البيّن والحرام البيّن وفروض الإسلام وأركانه المفروضة والمعلومة من القرآنوالسنة بالصحيح المنقول من قول الله والرسول صلى الله عليه وسلم ..إذ تسع الأياتوالأحاديث فى الأمور المشتبهات ظنية الدلالة وليست المحكمات قاطعة الدلالة ..بوجهاتها المتعددة كل إختلاف بين العلماء فى الفهم والفكر بإجتهاد غير ملزم إلالصاحبه ومن يوافقه عليه ..وفى كل خير... اللهم إلا ما يعارض مقاصد الشريعة من حفظالعقيدة شريعة ومنهاجا ... وحفظ الإنسان بنيانا وأوطانا يعيش فيها .،
ولنعلم أن كلمنا بداخله مفتيه الشرعى والفطرى "استفتى قلبك وإن أفتوك الناس أفتوك" حديث شريف... وأن طاعة (أولي الأمر) المأمور بها في الآية { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللهوأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إنكنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } (النساء:59). هي الطاعة فيالمعروف، ولهذا قال عليٌّ رضي الله عنه: (حقٌّ على الإمام أن يحكم بالعدل، ويؤديالأمانة، فإذا فعل ذلك فحقٌّ على الرعية أن يسمعوا ويطيعوا)، رواه ابن أبي شيبة في "المصنف".
وقد وردت أحاديث كثيرة في طاعة الأمراء ثابتة في "الصحيحين" وغيرهما،مقيدة بأن يكون ذلك في المعروف، وأنه لا طاعة في معصية الله. من ذلك قوله صلى اللهعليه وسلم: ( السمع والطاعة حق، ما لم يؤمر بالمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولاطاعة )، متفق عليه. وروى الطبراني في "الأوسط" و الدار قطني في "سننه" عن أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( سيليكم بعدي ولاة؛ فيليكمالبر ببره، والفاجر بفجوره. فاسمعوا لهم، وأطيعوا فيما وافق الحق ). و(أولو الأمر) في نظر الشرع طائفة معينة، وهم قدوة الأمة وقادتها، والمؤتمنون على دينها ومصالحها. فأهل العلم العدول من أولي الأمر، والحكام من أولي الأمر، وأولو الأمر أيضاً همالذين يُطلق عليهم في الأدبيات السياسية الإسلامية (أهل الحل والعقد).
وقد قال ابنالقيم في هذا الصدد: "والتحقيق أن الأمراء إنما يطاعون إذا أمروا بمقتضى العلم؛فطاعتهم تَبَع لطاعة العلماء؛ فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، وما أوجبه العلم،فكما أن طاعة العلماء تَبَع لطاعة الرسول، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء. ولماكان قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء، وكان الناس كلهم لهم تبعاً، كان صلاحالعالم بصلاح هاتين الطائفتين، وفساده بفسادهما، كما قال بعض السلف: صنفان من الناسإذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس، قيل: من هم؟ قال: الملوك، والعلماء".
وهذا هو الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه عند توليه الخلافة يقول(((أيها الناسأطيعونى ما أطعت الله فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم وقومونى ))) فقام واحد من الصحابة وقالوالله لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيوفنا !!! فقال بن الخطاب وهو من هو (((الحمدلله الذى جعل فى أمة محمد من يقوّم عمر بالسيف)))!!!
أخيرا بقى أن نعلمخلاصة القول ((( أنه ليس لدينا فى الإسلام رجال دين بمعناها ومفهومها المسيحى ولااليهودى ولكن ما لدينا فى الإسلام علماء يجتهدون يصيبون ويخطئون ولسنا ملزمونبإلتزام فروض إجتهاداتهم إن خالفت ماهو ثابت ومعلوم لدينا وتحايلت على الشرع ..وحتىإن لم تخالف ووجد غيرها مشمولا تحت أوجه الآيات والأحاديث الصحيحة فالحمد لله لديناسعة لكل إختلاف ورحابة بكل إجتهاد وكل منا لديه حرية الإختيار فى الإتباعوالتوافق..وفى كل خير )))!!!
وعلى هذا فيبقى لنا كمسلمون عدم تقبلها "" الرهبانية""" وأيضا""العلمانية """والترحيب بها على أنها فكر ناضج ورحم يولد منه المواطنة أو يأتى منها أى خير كما يقول أهلها هنا وهناك ..
وذلك لأن:-
1- الإسلام دين الله فى أرضه وهو شريعته التى شرعها لكل الأمم من لدن آدم وحتى أمة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحاً والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه والله يهدى إليه من ينيب) الشورى 13.(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين).وهو دين الفطرة ( فطرة الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول " ما من مولود يولد إلا ويولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ".
2- الإسلام دين للعالمين ورسوله الخاتم( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ( ولكن رسول الله وخاتم النبيين)..وهذا يعنى أنه رحم المواطنة وليس العلمانية العقيمة (يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هويحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته وأتبعوه لعلكم تهتدون)158الأعراف.وحتى وإن لم تكن عقيمة كما قلت سلفا فهى رحم يحتاج إلى التخصيب والتلقيح من الإسلام حتى لايكون ناتجها مسخا مذؤما أو فكرا مذموما أو علما مسموما...
3- كتاب الإسلام وشريعته الذى تكفل رب العالمين بحفظه ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )...نزل بروح المواطنة ومخاطبة الناس جميعا ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا فاتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )1.سورة النساء( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم )سورة الممتحنة.
4- رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم والذى أرسله الله رحمة وهدى للعالمين كان أول من طبق المواطنة على الأرض فى ما يسمى الدولة المدنية الحديثة وتعايش مع اليهود فى المدينة ومن قبل عقد صلحا مع المشركين فى الحديبية وأقر مبدأ المواطنة"لهم ما لنا وعليهم ما علينا" وعلى نهجه كان هدى الصحابة رضوان الله عليهم وكان عهد الفاروق عمر بن الخطاب لنصارى بيت المقدس.
5- الدولة المدنية الحديثة والتى أسسها الإسلام على هذه الدعائم والمواطنة جزء أصيل فيها والتى قادت الأمم فى عصور الضلال والإنحدار والظلام على مدار عقود من الزمان ودهور ..تعد أعظم الدلائل وأقوى الحجج على عالمية الإسلام ورحابته وسعته للإختلاف وقبوله للآخر دون حاجةلفكر حديث لقوم يدعون علمانية ابتدعوها ويدعون أنهم يحسنون صنعا وهم أخسرين أعمالا{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }.صدق الله العظيم
ومن هنا إذا عدنا لإسلامنا وطبقناه دون إفراط وتفريط وعملنا بوسطيته السمحة والعادلة...( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )صدق الله العظيم
لن نكون بحاجة لمن يحاول نشر العلمانية كبديل ثالث للحكم الإستبدادى والحكم الإسلامى... صونا للمقدس فى الإسلام.، وحرصا على المواطنة!!!
اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد
[/FRAME]
__________________
د/ محمد عبد الغنى حسن حجر
طبيب أسنان
بسيون/غربية/مصر
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-20-2010, 05:53 PM
 
إعدل....الصورة تطلع حلوة!!!

[frame="7 10"]
ولعل سائل يسأل ...

إذا كان الحال كذلك فلماذا الصورة سيئة إلى هذا الحد داخل الدول والأقطار والمجتمعات الإسلامية؟؟؟؟

وهنا أجيب...

إن جمال الصورة أو قبحها ليس مرده إلى جانب منها فقط.، بل يرجع إلى كل مشاهدها خاصة وإن كان الجانب الذى ينظر إليه من خلال عيون البعض إنما هو بعض خيط أو خط بلون معين متعلق ومرتبط بخطوط ومتشابك مع خيوط أخرى بألوان متعددة .، فالإحتقان الطائفى هو جزء أوجانب أو بعض خيط وخط من حالة إحتقان عام يعيشها المجتمع بأسره فى ظل حالة من الإستبداد السياسى والفساد الأخلاقى والإدارى والإقتصادى يتردى فيها النظام والحكومة من خلال توارث مفاهيم وقيم لاترقى لما تتطلبه الحياة الحياة المدنية الديموقراطية السليمة .، والتى ليس منبعها أو مجريها تعاليم الدين وومفردات الأخلاق السامية ومفاهيم القيم المثلى له التى أبدا لا تجيز ولا تحض على كل هذا الإستبداد والفساد حتى ولو التحفت بأى عباءة وتدثرت بأى أيدلوجية فكرية ثقافية وسياسية لأى جماعة حتى ولو كانت متشددة .،ومرد ذلك ثلاثة أمور:-


أولهما..أن هذه الجماعات لاتحكم ولا تملك القدرة على التأثير مطلقا فى المجتمع .، اللهم إلا فيما يزعم البعض من ترهات وأباطيل وأمور غير ذات جدوى كأعمال السحر والشعوذة.، أو أفعال صبيانية طائشة يبالغ فيها أحيانا كثيرة من أجل علة وغاية لتبرير تمديد حالة الطوارىء.، أو ترهيب الناس من الحكم الإسلامى تحت زعم الخوف منه بما يعرف بفوبيا الدولة الدينية والتى تضاد مفهوم الدولة المدنية فى زعم كل خائف ومرجف فى الدولة ، وفى يقين ولسان حال كل فاسد مستبد يرتع ويخوض ويلعب فى ظل دولة شرطية وبوليسية تضاد بالفعل واليقين مفهوم الدولة المدنية!!!..

وثانيهما:- أن الحزب الحاكم والحكومة فى ظل هذا النظام الفاسد والمستبد يتحجج ويفند منطق تلك الجماعات فى نقدها ومعارضتها للحكم بأنه غير إسلامى أنه يتخذ الشريعة الإسلامية مصدرا للتشريع وهذا ليس فى مواد الدستور فحسب بل فى لائحة الحزب الوطنى ذاته.، والأنكى والغريب أنه يرفض تكوين أى حزب على أساس دينى ومرجعية فقهية!!!..

وثالثهما:- أن الفقه والفكر الإسلامى بالفهم الصحيح والذى يعد أساسا للحل ليس حكرا على أى جماعة أيا كانت .، واختلاف الآراء وتعدد الرويات ووجهات الآيات التى تحملها معانيها والأحاديث بمتونها واسنادها وشرحها المتعدد الفهم والفكر مع رحابة وسعة كل إختلاف من خلال الصحيح المنقول من قول الله والرسول وليس بما تستحسنه العقول عبر القرون والأزمان فى ظل حكم إسلامى رشيد ... بمقتضى إيمان حقيقى بصحيح الإسلام وليس مجرد إفلاس نظم وحكومات لم تجد غير الإلتجاء والإحتماء بالشرع فى وجه كل معارض أو منتقد لها .، كحال البعض من النماذج الحالية والسابقة الفاسدة والمستبدة .، لهو خير مثال ودليل وبرهان على مدنية الدولة الإسلامية منذ حكم الرسول صلى الله عليه وسلم والذى حدث على عهده وفى حضرته الإختلاف والإجتهاد فى النص بفهم ورؤى وفقه متعدد ومع ذلك أجاز الجميع .، بل ونزل أحيانا أخر فى تطبيق للشورى المفقودة والموءودة فى أيامنا هذه.، والتى أمره بها رب العالمين (وأمرهم شورى بينهم ) على رأى الغالبية .، وترك الأمر مرات عديدة لأهل الخبرة والإختصاص وليس أهل الثقة والحظوة .، وأوكلهم إلى ذلك "أنتم أعلم بشئون دنياكم" "وأهل مكة أدرى بشعابها" وسار على ذلك السلف الصالح فى ظل الخلافة الإسلامية الرشيدة !!!

المهم وحتى لاأطيل أو أخرج عن مضمون الكلام أعود وأقول أن تجميل الصورة لايكون بإقتطاع جانب أو الإمساك بخيط أو خط بلون معين .، ومحاولة النظر إليه منفردا ومحاولة تقويمه وتعديله بل يجب أن تكون كل الجوانب منظورة .، ونقطة البداية تكون بالأساس محور الإهتمام مع تصحيح الخلفية أو المرجعية وفق رأى الأغلبية الحقيقية من خلال الصناديق وليس أغلبية المماليك !!!

بمعنى موجز "القضاء على الإستبداد والفساد بتعديل الدستور والقانون بما يضمن التعددية الحزبية الحقيقية وضمانة كل فرد أن يحصل على حقه فى المباشرة السياسية .، وتتحقق العدالة والمساواة الإجتماعية فى حرية وديموقراطية حقيقية .، وهذه هى المرجعية الإسلامية(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وتكون المواطنة بمفهومها الصحيح " لايكونن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت .، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا، وإن أساءوا فلا تسيئوا" .، وساعتها لن يكون هناك أى إحتقان لاطائفى ولا مجتمعى "!!!


ولما كان العدل مفقودا ...ساد الظلم ...وعمّ البلاء، وطمّ الفساد ، وطال الإحتقان جموع الشعب الذى يئن من هذا كله فى ظل إهمال وعجز وإحتكار ثلة منفردة بمقاليد الأمور فى كل مناحى الحياة .، فكان الإستغباء وليس الغباء "لأنى أبرىء الشعب كله بما فيه هذه الثلة منه"مسيطرا على كل الأفعال .، وذلك لأن الجميع يعى ما فيه ويعلم مايريده .، ويغلب عليه الظن فى فلاحه ونجاحه فى أى عرض وسرد يمكن به أن يمرر أو يبرر أى فعل يحدث منه .، وأى شىء يريده.، غير أن ذلك كله مرهون أيضا بأحد أمور ثلاث ...الأول... العلم....الثانى...المعرفة....الثالث ...الوقفة...وتلك هى تراتب الملكات البشرية التى يمكن بها إحداث أى تغيير وإصلاح يرتحى بحق وعن حق بالإرادة والعزيمة المطلوبة ..ولذا نجد جانب الأنظمة والحكومات يأبى أن تتم هذه الملكات للشعوب ويصارع فى سبيل ذلك بكل ما أوتى من قوة وبطش وقهر وكبت .، اللهم إلا فى حدود دنيا لاتمكن أى فرد أو مجموعة وحتى حزب أو حركة من القيام بأى شىء .، وحتى يعلن للآخر ويثبت لنفسه وشيطانه أنه لم يقصر .،


والغريب بل والمؤسف أننا نجد جانب الشعوب بداية من نخبه المثقفة والواعية والتى تتجرع كأس الأنانية والفرقة والتشرزم حتى الثمالة أفراد وجماعات وأحزاب وحركات .. والتى تعلن فى كل يوم أنها مهمومة وفاهمة وواعية وتعلم ما تريد وما ينبغى ..وهى للحق كذلك غير أنها وإن كانت صريحة فى إعلانها ذلك لكنها ليست صادقة فيه.، اللهم إلا بما يحقق لكل فرد أو جماعة وحزب وحركة مكسبا يجعلها ويجعله فى المقدمة وعلى رأس الأمر كله أو على أقل تقدير ينسب لها وله وحدها ووحده دون الآخرون الفضل فى ذلك...وانتهاءا بالغالبية العازفة عن أى مشاركة سياسية لاتقوم بما يجب أن تقوم به لتحقيق وامتلاك تلك الملكات الثلاث ..اللهم إلا فى حدود دنيا أيضا تمكن البعض منهم على اللحاق بركب السلطة والنظام حينا.، وحينا آخر تمكنهم من الحصول على مكاسب مادية وشخصية تحقق لهم الرضا والحياة المستقرة فى عيشة طبقية وأحيانا طائفية" أحلام وأمانى زائفة".، أو على أقل تقدير يكون فى جانب المعارضة المستأنس المرضى عنه وليس المغضوب عليه!!!


وعلى ذلك لم يبقى أى أمل إلا فى قضاء عادل مستقل يقضى بالحق وعلماء دين مستنيرين بنور الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ينيرون الطريق بالصحيح المنقول وليس ما تستحسنه العقول .، وإعلام حر ونزيه وشريف ..لا يرث أى غباء ولا يتعرض للأمر بإستغباء ... يعرض الأمر ويسرده ليس بحيادية شيمفونية ، ولكن بحيادية موضوعية .، ومهنية محترف بعقل مهموم وقلب واع يحترق شوقا لتكوين اللحمة الوطنية طبقا لمعايير القيم السامية والأخلاق العليا المستمدة من الدين لتستقيم الأفكار والرؤى التى تتوافق وصالح الوطن والمصلحة العامة للشعب ..بعيدا عن أى حسابات ولا مواءمات ولا أيدلوجيات مستوردة ..ويكون مقصده وجود السلطان" الحكم والنظام" العادل...ولا يبقى لى إلا أن أكرر تلك المقولة.. (((إن الله يزع بالسلطان العادل مالا يزع بالقرآن....ومن أمن العقاب أساء الأدب)))

وخلاصة القول...

إن مفهوم الدولة المدنية المتنازع عليه من قبل "العولمة" كفكر مستنير من قبل شتاتالشيوعيين وجماعة العلمانيين من جهة ..ومن قبل "عالمية الإسلام" كفكر دينى رشيد منقبل شتات المتشددين وجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى ...يواجه مصيرا محتوما" وهوالفشل" فى طريقه المسدود ليس فقط بسبب إعتزاز كل فريق بما يرى وادعاءاته الكاذبة ... بأنه يملك وحده الحق والصواب....، بل لأن الفريقان والجهتان يتصارعان على السيرفى هذا الطريق وهو يتيهون ضلالا وحيرة فى ظلمات الإستبداد السياسى والفساد الأخلاقىوالإقتصادى للحكومات والأنظمة الحالية .،!!

والأنكى والغريب بأن كل منهما يستأسد على الآخر من خلال تحليلاتموتورة وانتقادات مبتورة تفتقد لأبسط المعايير الموضوعية .، والحيادية.، وأيضاالمهنية.، سواءا العلمية أو الأخلاقية .، بل ويستقوى كل فريق منهم على الآخرإستعداءا حينا واستجداءا حينا آخر من خلال تلك الأنظمة والحكومات المستبدة والفاسدة.، والتى تعيشهم فى دول بوليسية أو ملكية فى ظل قانون الطوارىء أو ولاية الفقيه وتفسد كل ممارسة ديموقراطيةبالبلطجة والتزوير حينا وبالرشاوى السياسية حينا آخر ترغيبا وترهيبا .،!!!

ولم يبقى لنا كعامة الشعوب إلا أن نقول للنخبة المثقفة والشتات والجماعات وأيضا الأنظمة والحكومات هناوهناك وفى كل فريق "حسبنا الله ونعم الوكيل"!

إعدل ......الصورة تطلع حلوة....!!!!
****
[/frame]
__________________
د/ محمد عبد الغنى حسن حجر
طبيب أسنان
بسيون/غربية/مصر
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نرحل عن الدنيا بخيالنا قليلا sweet gril محاولاتك الشعرية 3 12-31-2009 06:00 AM
رجل جمع القرآن ، ورجل قتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال lover4ever نور الإسلام - 8 10-26-2009 11:11 AM
,.-~*'¨¯¨'*·~-. سمكه بيد ورجل ,.-~*'¨¯¨'*·~-. МŘ. ali afandi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 22 10-09-2009 06:19 AM
كلب إسرائيلي يعض مواطنة فلسطينية و يعتبر بريئا في نظر اليهود المقال مرفق بصورة الكلب و هو يعض المواطنة لا حولة و لا قوة إلا بالّله العلي العظيم العربية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-09-2007 03:32 PM


الساعة الآن 06:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011