عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-19-2007, 12:27 PM
 
نص ساعة تحت الأرض

موضوع اكثر من رائع والله ...رجاءا اقرئوه ولا تهملوه
أي شخص كان قد رأني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعةمن الليل كان سيقول :
أكيد مجنون .. ‏أو أن لديه مصيبة ..

‏والحق أنلديَّ مصيبة ..
ــ ــ ـ


كانتالبداية عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقدفيه وإذا ما رقد فيه نادى ) ‏رب ارجعون .. رب ارجعون‏ ) ثم يقوم منـتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟



حدث أن فاتـتني صلاة الفجر .. وهيصلاة من كان يحافظ عليها ثم فاتـته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليوم عند ذلك .. ‏

تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. ‏فقلت لابد وأن في الأمر شيء .. ‏ثمتكررت للمرة الثالثة على التوالي .. ‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمةلتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار


قررت أن أدخلالقبر حتى أؤدبها.. ‏ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها ومسكنها إلى مايشاء الله .. ‏وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً

وجلست أسوف في هذاالأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرة أخرى .. ‏حينها قلت :كفى ... ‏

وأقسمت أنيكون الأمر هذه الليلة ...



ذهبت بعد منتصف الليل .. ‏حتى لا يرانيأحد وتفكرت .. ‏هل أدخل من الباب ؟

حينها سأوقض حارس المقبرة .. ‏أو لعلهغير موجود .. ‏أم أتسور السور ؟

‏إن أوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. ‏أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي .. ‏فقررت أن أتسور السور

..
‏ ورفعتثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت ....



برغم أنني دخلت هذهالمقبرة كثيراً كمشيع ... ‏إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .. ‏ورغم أنها كانتليلة مقمرة .. ‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً ‏تلك الليلة ... ‏كانت ظلمة حالكة ... ‏سكون رهيب ..

‏هذا هو صمت القبور بحق ...



تأملتها كثيراً من أعلى السور .... ‏واستـنشقت هوائها.. ‏نعم إنهارائحة القبور .. ‏أميزها عن ألف رائحة .. ‏ رائحة الحنوط .. ‏ رائحة بها طعم الموت‏الصافي ...وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين ..


‏إيه أيتها القبور .. ‏ما أشد صمتك

وما أشد ما تخفينه .. ‏ ضحك ونعيم .. ‏ وصراخ وعذاب اليم ..

ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟ . ‏لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى اللهعليه وسلم :

(
‏الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)


‏قررت أن أهبطحتى لا يراني أحد في هذه الحالة .. ‏ فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أنيقول لديه مصيبة .. ‏ وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. ‏

هبطتداخل المقبرة .. ‏ وأحسست حينها برجفة في القلب .. ‏والتصقت بالجدار ولا أدريلأحتمي من ماذا؟ ‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ...

أنا لست جباناً .. ‏لكنني شعرت بالخوف حقا !!!

‏نظرت إلى الناحيةالشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تـنـتظر ساكنيها ..

‏إنها أشد بقعالمقبرة سواداً ، وكأنها تناديني .. ‏ مشتاقة إليَّ : متى ستكون فيَّ ؟


أمشي محاذراً بين القبور .. ‏ وكلما تجاوزت قبراً تساءلت: ‏أشقي أمسعيد ؟ ..
‏شقي بسبب ماذا .. ‏أضيّع الصلاة ؟ . .... ‏أم كان من أهل الغناءوالطرب .. ‏أم كان من أهل الزنى .. ‏



لعل من تجاوزت قبره الآن كانيظن أنه أشد أهل الأرض قوة .. ‏ وأن شبابه لن يفنى .. ‏ وأنه لن يموت كمن مات قبله ... ‏أم أنه كان يقول : ما زال في العمر بقية .... ‏سبحان من قهر الخلق بالموت ....



أبصرت الممر ... ‏حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبضاتقلبي فالقبور يميني ويساري .. ‏وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية ..

‏ثمبدأت .. أولى خطواتي .. ‏ بدت وكأنها دهر .. ‏أين سرعة قدمي .. ‏ما أثقلهما الآن ..
‏تمنيت أن تطول المسافة ولا تـنـتهي ابداً .. ‏ لأنني أعلم ما ينـتظرني هناك ..

اعلم ... ‏ فقد رأيت القبر كثيرا .. ‏ ولكن هذه المرة مختلفة تماماً ..

أفكار عجيبة .. ‏ أكاد أسمع همهمة خلف أذني .. ‏ نعم ... ‏أسمع همهمةجلـيّـة .. .

‏وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني .. ‏ خفت أن أنظر خلفي .. ‏ خفت أنأرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد .. .. ‏ خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ...


‏بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان .. لا يهمني شيء طالما أنني قدصليت العشاء في جماعه ..


أخيراً ... أبصرت القبور المفتوحة .. ‏ أقسمللمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سواداً ..

‏كيف أتـتـني الجرأة حتىأصل بخطواتي إلى هنا ؟

‏بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟

‏وأي شئينـتظرني في الأسفل ؟

‏فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيامتكفيراً لقسمي ..

‏ولكن لا .. ‏لن أصل إلى هنا ثم أقف .. ‏يجب أن أكمل ..

‏ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة ... ‏بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس نفسي ...
ما أشد ظلمته .. ‏وما أشد ضيقه ... ‏


كيف لهذه الحفرة الصغيرة أنتكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ... ‏سبحان الله .. ‏


يبدو ‏أن الجو قد إزداد برودة .. ‏أم هي قشعريرة في جسدي من هذاالمنظر...

‏هل هذا صوت الريح ؟! ‏ليس ريحاً .... ‏لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ... ‏ هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ... ‏ثم أنزلتالشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب ...



إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً ..

‏سبحان الله .... ‏نسعى لكي نحصل على كل شئ ... ‏وهذه هي النهاية : لاشئ ...

كم تنازعنا فيالدنيا ؟ .. ‏ اغتبنا .. ‏ تركنا الصلاة .. ‏ آثرنا الغناء على القرآن .. ‏

والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا .. ‏ وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلكنتجاهل .. ‏



أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت ... ‏وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم :

يا أهل القبور .. ‏ مالكم ؟ .. ‏ أين أصواتكم؟ .. ‏أين أبناؤكم عنكم اليوم ؟ .. ‏

أين أموالكم .. ؟ ‏أين وأين .. ‏ كيفهو الحساب ؟ .. ‏

أخبروني عن ضمة القبر .. ‏ أتكسر الأضلاع ؟

أخبروني عن منكر و نكير .. ‏أخبروني عن حالكم مع الدود .. ‏

سبحانالله .. ‏ نستاء إذا قـدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتـنا .. ‏واليوم .. نحن الطعام ..


لابد من النـزول إلى القبر ... قمت وتوكلت على الله ،ونزلت برجلي اليمين ، وافترشت شماغي ، ووضعت رأسي .. ‏وأنا أفكر .. ‏ماذا لو انهالعليَّ التراب فجأة ؟! ... ‏

ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرة واحدة ... ؟!

نمت على ظهري وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي ... ‏ حتى تخف هذه الرجفةالتي في الجسد ... ‏

ما أشده من موقف وأنا حي .. ‏ فكيف سيكون عند الموت؟


فكرت أن أنظر إلى اللحد .. ‏ هو بجانبي .. ‏ والله لا أعلم شيئاً أشدمنه ظلمة .. ‏

ياللعجب !! .. ‏ رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعربتيار من الهواء البارد يأتي منه !! .. ‏

فهل هو هواء بارد أم هي برودةالخوف ؟

خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة .. ‏ أو

أن أرى وجهاً شاحباً لرجل تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلىمتجاهلني تماماً .. ‏



‏حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .. ‏ ليسبي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالياً .. ‏ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه ..




تذكرت قولرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر (لا إله إلاالله .. إن للموت لسكرات)

تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفعيدي محاولاً إرجاع روحي .. ..

و تخيلت صراخ أهلي عالياً من حولي : أينالطبيب ؟! أين الطبيب ؟!

)
‏فلولا إن كنـتم غير مدينين ترجعونها إن كنتمصادقين (


‏تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله ... ‏

تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر .. وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارعلأن يكون أول من ينـزل إلى القبر .. ‏

تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهمبالرفق حتى لا أقع ... يصرخ فيهم : ‏جهزوا الطوب ... ‏

وتخيلت أحمد .... ‏يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ التراب .. ‏

تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. ‏

تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوالأخيكم فإنه الآن يسأل .. ‏ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل ..


ثم رحلواوتركوني فرداً وحيداً ...

تذكرت قول الله تعالى ( ولقد جئتمونا فرادى كماخلقناكم أول مرة .. وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )..نعم صدق الله ..تركت زوجتي .. فارقت أبنائي .. تخلـيّت عن مالي .. أو هو تخلى عني ..


تخيّلت كأنملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً .. ظهروا بأصوات مفزعة .. ‏وأشكال مخيفة .. ‏

ينادي بعضهم بعضاً : ‏أهو العبد العاصي ؟...

‏فيقول الآخر : نعم ..

فيقال : ‏أمشيع متروك ‏أم محمول ليس له مفر ؟

‏فيجيبه الآخر : بلمحمول إلينا ليس له مفر .. ‏

فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذوانتقام .. ‏

رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين :‏ ما غرك بربكالكريم ؟

ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. ‏

ما الذي خدعكحتى عصيت الواحد القهار؟

أهي الدنيا؟ .. أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقدفنيت!

أهي الشهوات؟ .. أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت!

أم هوالشيطان؟ .. أما علمت أنه لك عدو مبين؟

أمثلك يعصى الجبار ... والرعد يسبحبحمده والملائكة من خيفته .. ‏

لا نجاة لك منَّا اليوم ... ‏ اصرخ ليسلصراخك مجيب ...


فجلست اصرخ رب ارجعون ... ‏ رب ارجعون ... ‏


وكأني بصوت يهز القبر والفضاء ... يملأني يئساً يقول :

)
‏كلاّإنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون (


‏ بكيت ماشاءالله أن أبكي .. ‏

ثم قلت : الحمدلله رب العالمين .. ‏ مازال هناك وقتللتوبة ...

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

ثم قمت مكسوراً ... ‏ وقدعرفت قدري ... وبان لي ضعفي ....



أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى منتراب القبر ، وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى الله عليه وسلم

عش ماشئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه ، و اعمل ما شئت فإنك مجزي به
__________________


قل ما شئت عن وطنيتي فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أنا بعادم الجواب ولكن ما من أسد يجيب الكلاب
عاشــ فلسطين ــقة
  #2  
قديم 01-19-2007, 01:47 PM
 
رد: نص ساعة تحت الأرض

سبحان الله
اللهم نسألك ان تجيرنا من عذاب القبور
بارك الله فيك اختي عاشقه فلسطين وجعله الله في ميزان حسناتك
  #3  
قديم 01-19-2007, 10:50 PM
 
رد: نص ساعة تحت الأرض

يسلموا عاشقة فلسطين

http://www.arabseyes.com/vb/showthre...C7%E1%E4%C7%D1
__________________

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:02 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011