عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > شخصيات عربية و شخصيات عالمية

شخصيات عربية و شخصيات عالمية شخصيات عربية, شخصيات عالمية, سير الأعلام.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2010, 07:07 PM
 
أغصان فلسطينية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إخوتي الكرام ورد بذهني وانا اتصفح مجمل الكتابات أن نجعل باب للمناضلين الاوفياء الذين صحوا بكل ارواحهم من اجل القضية الام و من اجل التحرير .
فشعرت بضرورة أن نقول كلمة حق في هؤلاء دون النظر إلى حزلب أو فصيلة لان الدم واحد والوطن واحد والقضية واحدة.
ولذلك أسعى دوما إلى تذكير الاعضاء الكرام أنه لهم مطلق الحرية بالمشاركة وإبداء الرأي ولما لا ذكر كل القادة والشخصيات التي مرت على جسر المحبة للام الغالية فلسطين .
يسعدني جدا مساندتكم وتشجيعكم لهذا الموضوع وإثراءه.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-16-2010, 07:09 PM
 
الشيخ المجاهد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس


السيرة الذاتية
  • أحمد اسماعيل ياسين ولد عام 1938 في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948.
  • تعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً .
  • عمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة، أصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق .
  • عمل رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة .
  • اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية صهيونية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً .
  • أفرج عنه عام 1985 في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن .
  • أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين تنظيماً لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987 .
  • داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله أواخر شهر آب/ أغسطس 1988، وقامت بتفتيشه وهددته بدفعه في مقعده المتحرك عبر الحدود ونفيه إلى لبنان .
  • في ليلة 18/5/1989 قامت سلطات الاحتلال باعتقال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس" في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء .
  • في 16/10/1991 أصدرت محكمة عسكرية صهيونية حكماً بالسجن مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عاماً، بعد أن وجهت للشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني .
  • بالإضافة إلى إصابة الشيخ بالشلل التام، فإنه يعاني من أمراض عدة منها (فقدان البصر في العين اليمنى بعد ضربه عليها أثناء التحقيق وضعف شديد في قدرة الإبصار للعين اليسرى، التهاب مزمن بالأذن، حساسية في الرئتين، أمراض والتهابات باطنية ومعوية)، وقد أدى سور ظروف اعتقال الشيخ أحمد ياسين إلى تدهور حالته الصحية مما استدعى نقله إلى المستشفى مرات عدة، ولا زالت صحة الشيخ تتدهور بسبب اعتقاله وعدم توفر رعاية طبية ملائمة له .
  • في 13/12/1992 قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام بخطف جندي صهيوني وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الصهيونية بينهم مرضى ومسنين ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات صهيونية من لبنان، إلا أن الحكومة الصهيونية رفضت العرض وداهمت مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة قبل استشهاد أبطال المجموعة الفدائية في منزل في قرية بيرنبالا قرب القدس .
  • أفرج عنه فجر يوم الأربعاء 1/10/1997 بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين صهيونيين اعتقلا في الأردن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-16-2010, 07:10 PM
 
دلال الـمـغـربـي




دلال المغربي شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لأسرة من مدينة يافا ولجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948 .
تلقت دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت ، وبعد ذلك التحقت بالحركة الفدائية الفلسطينية فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني .
في عام 1978 ، تعرضت الثورة الفلسطينية إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان .
عملية كمال عدوان
وضع خطة العملية القائد الفلسطيني أبو جهاد وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست .
تسابق الشباب الفلسطيني للمشاركة في العملية وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضافة إليها .
عرفت العملية باسم عملية كمال عدوان وهو قائد فلسطيني استشهد خلال تسلل فرقة يقودها إيهود باراك إلى بيروت وقيامها بقتل ثلاثة من قادة الثورة الفلسطينية في شارع السادات بالعاصمة اللبنانية .

في صباح 11 مارس 1978 ، نزلت دلال مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون خاصة وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين للقيام بإنزال على الشاطئ .

وبالفعل نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال خاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات اليهودية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب .
بعد ساعتين من النزول على الشاطيء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الجنود وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين .
قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا
وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم .

وصية دلال
تركت دلال التي نشرت وسائل الإعلام صورها وباراك يشدها من شعرها ويركلها بقدمه بصلف ظالم لا يقر بحرمة الأموات ، وصية تطلب فيها من رفاقها الاستمرار في المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني ، وكتب الشاعر السوري الكبير نزار قباني عن دلال مقالا قال فيه :" إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم الفلسطيني ، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية ، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة ، على طريق طوله (95) كم في الخط الرئيس في فلسطين ".


__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-16-2010, 07:13 PM
 
الشيخ أحمد ياسين تاريخ ومواقف


بسم الله الرحمن الرحيم

المقاومة المسلحة في فكر وسلوك

الشيخ الشهيد أحمد ياسين


إعداد الأستاذ الدكتور/ عاطف إبراهيم عـدوان

أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية

فبراير 2005م

لاشك أن الجهاد في سبيل الله يصبح فرض عين على الأمة الإسلامية إذا تعرضت الأمة أو أحد أجزائها لعدوانٍ أو احتلال.. هنا وجب على الأمة أن تدافع عن نفسها وأن ترد العدوان بمختلف الوسائل المتاحة التي تمكنها من تحقيق ذلك الهدف... وكان هذا هو منهج حركة الإخوان التي اتخذت الإسلام منهجاً وخطاً أساسياً يحدد معالم سياساتها وتصوراتها.

وفي هذا المجال يقول الأستاذ الدكتور العلامة المجاهد يوسف القرضاوي في كتابه "الإخوان المسلمون" (عملت الحركة الإسلامية على إحياء معنى الجهاد الإسلامي ولم تقف به عند جهاد النفس والشيطان بل تعدى ذلك ليشمل جهاد قوي الاستعمار في الخارج وقوى الطغيان في الداخل.. وجعلت الحركة جهادها حول محورين: تحقيق الفكرة الإسلامية، وتحرير الأرض الإسلامية..


وتحقيق الفكرة الإسلامية تعني تحقيق حياة إسلامية متكاملة أما تحرير الأرض فيعني: أن كل أرض دخلها الإسلام وأقام بها حكمه وارتفعت فيها مآذنه يجب أن تحرّر من كل سلطان أجنبي كافر وكل حكم طاغوتي فاجر وهذا فرض عين على أهلها... وعلى المسلمين في أنحاء الأرض أن يساعدوهم بما يستطيعوا من مال ورجال وعتاد حتى ينتصروا... وقد جعلت الحركة شعارها وعلمها مصحفاً يحوطه سيفان وتحته عبارة (واعدوا) كما جعلت هتافاتها الرئيسية (الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) (<!--[if !supportFootnotes]-->[1]<!--[endif]-->).


وقد قامت الحركة بدخول ميادين الجهاد في مناطق شتى في سبيل تحقيق تلك الرسالة السامية سواء كان في حرب فلسطين عام 1948م أو في قتال الإنجليز في مصر أو في قتال الروس في أفغانستان أو في قتال الأمريكان في العراق أو في قتال اليهود في فلسطين لتحرير أرض النبوات من رجس الصهيونية وتحرير الأرض المباركة.


لقد أدرك الشيخ أحمد ياسين بحسّه الإسلامي وأثناء قيادته للحركة الإسلامية في فلسطين أن عليه واجب الاستمرار في هذه السياسة إذ إنه أدرك ككل مجاهد أن الجهاد في سبيل الله يحي روح الأمة ويعيد إليها الحياة وإذا غاب غابت الأمة عن روحها وأصبحت فريسة لأعدائها لذلك كان نزوعه للعمل الجهادي منذ بداية قيادته للحركة كبيرا إذ إن هذا الأمر لم يغب عن باله مطلقاً وكان يقول "إذا اعتقد أحد أن الشعب الفلسطيني سيتنازل عن أرضه وحقوقه فهو واهم... أن أي خطوة فيها تنازل عن حقنا هي مرفوضة مطلقاً ولن تقبل إلا بعودة كل فلسطين ولابد أن تستمر المقاومة حتى رحيل الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا"(<!--[if !supportFootnotes]-->[2]<!--[endif]-->).


لقد آمن الشيخ الشهيد أن العمل لفلسطين لا حدود له، وأن فجر النصر آتٍ لا محالة رغم الظلام الحالك الذي يلف الأمة وأن الدم والمشاركة في الجهاد ضد المحتل لا تكون من بعيد... وأن هناك طريقاً آخر غير طريق الخنوع والاستسلام أو القبول بالفتات أو انتظار ما يسمح به العدو الإسرائيلي بالتنازل عنه ألا وهو طريق الجهاد والاستشهاد... لقد آمن الشيخ بأن مقاومة المحتل لا تتحمل المواقف الوسط ولا المهادنة ولا التأجيل ولا الاستراحة، وأن الطريق إلى فلسطين يمر فقط عبر فوهة البندقية (<!--[if !supportFootnotes]-->[3]<!--[endif]-->)، كما أكد أن الجهد الأعظم سوف يرسخ لخدمة هذه القضية وأنه لن يسمح لأية قضية جانبية أن تطغى على الهدف الأساسي وهو مقاومة الاحتلال(<!--[if !supportFootnotes]-->[4]<!--[endif]-->).


كان الشيخ يعتقد أن الجهاد الذي يسري في الأمة كالنار التي تسلط على الذهب تزيل منه الخبث فعلى الرغم من شده وطأته وقسوته مقدماته وتطوره ونتائجه إلا أنه ضروري.


لقد نما هذا الإدراك في ذهن الشيخ الشهيد رحمه الله منذ بداية رجولته المبكرة ومنذ توليه زمام الأمور وبالذات بعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967م، إلا أن النهج الذي رسمه مع إخوانه كان يستند إلى أن الجهاد إذا بدأ فيجب أن يستمر وألا يتوقف وأن بناء الحركة للشباب في فلسطين على هذا الفهم كان أمراً ضرورياً... وبالتالي كان لا بد من التأهيل العقَدي والفكري وزرع روح الاستعداد للتضحية بالروح والمال... لقد كان الشيخ أحمد رحمه الله بين خطين يتنازعانه :


الأول: هو البدء في عملية الجهاد.

والثاني: تجهيز الأرضية الإيمانية اللازمة لذلك.

واستطاع أن يسير في الخطين معاً ولكن بدرجات تتفاوت ويساير المنهج العام للدعوة الإسلامية التي يقودها، فالجهاد عملية كبيرة تبدأ بمقدمات ضرورية مثل الإعداد الإيماني والنفسي، ثم إيجاد السلاح والتدرب عليه، ثم الانطلاق إلى العمل الجهادي.


الشيخ يبدأ التخطيط للعمل الجهادي
كان الشيخ رغم إعاقته مندفعاً بقوة نحو العمل الجهادي الذي آمن بأنه الطريق الوحيد الذي يمكن أن يعيد العزة والكرامة ليس للشعب الفلسطيني فحسب ولكن للأمة الإسلامية وأنه الوحيد القادر على تحقيق التحرير وقد صاحبت هذه القناعة الشيخ منذ صغره إذ أنه منذ بلوغه سن العشرين بدأ في المشاركة في العمل الوطني أثناء العدوان الثلاثي حيث شارك في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي، وحينها أظهر الشيخ قدرات خطابية وتنظيمية، واستطاع أن ينشط مع إخوانه في رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكداً على ضرورة عودة الإقليم إلى الإدارة المصرية(<!--[if !supportFootnotes]-->[5]<!--[endif]-->).

ولقد ذكر أحد أخوانه الذي ساعدوا في الإعداد للعمل الجهادي الإسلامي: "كنا كل جلسة نقرّع في أبي محمد وهو يريد أن يحارب ويطخ"(<!--[if !supportFootnotes]-->[6]<!--[endif]-->).


لقد كان الشيخ أحمد رحمه الله في بدايات العمل العسكري الذي قامت به فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بعد عدوان عام 1967 يشعر بالجرح الشديد عندما كان يرى غير الإسلاميين يقومون بممارسة العملية الجهادية والإخوان لم يبدؤوا بعد في الإعداد... فقد كان رأي إخوانه في القيادة أن بناء الدعوة لم يصل بعد إلى المرحلة المناسبة من الإعداد وتربية الشباب وإيجاد السلاح وأن عليه أن ينتظر مدة أخرى... كان دائماً يحاول أن يتغلب على نوازعه ويقنع نفسه والآخرين بالصبر وبأن الجهاد لا يبنى إلا على صواب ، وهو حق وفرض شرعي في حق الإنسان الفلسطيني لابد من أن ينطلق من إيمان راسخ وإعداد متأن لا من اندفاع شعوري تؤثر فيه الظروف المواكبة.


مع ذلك فقد بادر بخطوات صغيرة انفرد بها عن إخوانه وذلك أنه زجّ ببعض من أبناء حركته في صفوف المنظمات الفلسطينية المقاومة آنذاك كي يتعلموا ويتدربوا ويقوموا بعد ذلك بنقل التجربة إلى إخوانهم وكان في كل لقاء مع هؤلاء الشباب الذين كانوا يجاهدون يشعر بالاعتزاز والرغبة في الانطلاق نحو العمل العسكري إذ كانت هذه اللقاءات تعطيه دفعات نفسية كبيرة.


لقد حفّز الشيخَ للعمل الجهادي الكثيرُ من الأسباب ومن بينها الانتقاد المستمر من فصائل العمل الوطني للإسلاميين بأنهم خائفون وأن العجز والجبن يعيش في قلوبهم وأنهم ليسوا أكثر من مشايخ طعام وشراب لا مشايخ جهاد وأنهم رجعيون ! – حسبما كانوا يرددونه ساخرين- .


في بداية الثمانينات بدأت الأرضية الإسلامية في الاستقرار وبدأ التنظيم الذي أسسه الشيخ أحمد في النضوج العقَدي والسلوكي،وما دفعه إلى التفكير الجدي في بدء العملية الجهادية هو ما آلت إليه القضية الفلسطينية بعد ضرب قوات الثورة الفلسطينية في لبنان وتشتيتها في البلاد العربية البعيدة عن فلسطين، ثم ما تلا ذلك من مذابح ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني في صبرا وشتيلا وهم لا يستطيعون الرد ولا الدفاع عن أنفسهم.


لم يغمط الشيخ الشهيد حق أي عمل عسكري نضالي أو جهادي بذلته الفصائل الفلسطينية الأخرى، ولكنه نظر إلى أي عمل من بعيد عن الرؤية الإسلامية على أنه عمل أبتر، وغير مكتمل ، ولم يحصل على التوجيه الأمثل. لذلك جاء تناقضه مع منظمة التحرير آنذاك على هذه القاعدة، فقد ذكر أنه لا يوجد تناقص بينه وبين منظمة التحرير سوى على العمل بالإسلام والأخذ بما فيه، فهو يريد لمنظمة التحرير أن تجعل من الإسلام عقيدة وأيدلوجية تحكم العمل لأن القضية الفلسطينية هي قضية إسلامية في الأساس وأنه لن يكتب لها النجاح إلا بربطها بالإسلام الذي سوف يعيد لها زخمها العالمي وسوف يربطها بالله الذي يكتب النصر لمن يشاء..


عندما قررت الحركة في مطلع الثمانينات أن تبدأ التحضير للعمل الجهادي كانت تفتقد إلى الخبرة اللازمة في ميدان الإعداد البشري كما كانت تفتقد السلاح الذي سوف يستخدم وكذلك الأموال وهذه هي العناصر الأساسية اللازمة للانطلاق بالإضافة إلى الإعداد الإيماني الذي ظن الشيخ أنه أصبح متوفراً. كما أن الشباب الذين وضعهم الشيخ في التنظيمات الأخرى سجنوا نتيجة لانكشاف أعمالهم العسكرية، لذلك فكر في بداية مناسبة فاهتدى مع إخوانه في قيادة الحركة إلى تكوين مجلس عسكري يشرف على الإعداد لعناصر العملية الجهادية وتكون المجلس العسكري آنذاك من السادة الدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة والدكتور أحمد الملح والشيخ عبد الرحمن تمراز أبو ماهر لتنفيذ مهام المجلس التي تستند في الأصل إلى ضرورة وجود الأموال فأرسل الشيخ أحمد ياسين رحمه الله الشيخ عبد الرحمن تمراز للاتصال بقيادات الحركة الإسلامية في الأردن للحصول على الأموال اللازمة للانطلاق، وفعلاً قابل الشيخ عبد الرحمن الأستاذ يوسف العظم وطلب منه أن يعاونه في الحصول على الأموال لشراء السلاح و حصل الشيخ تمراز على مبلغ من المال من بعض الجهات.


انطلق المجلس العسكري بأعضائه الثلاثة في رحلات مكثفة لجمع السلاح من كل مكان ممكن، وبالتعاون مع كل شخص لديه خبرة في هذا المجال.


لم يكن جميع الأشخاص الذين تم التعامل معهم وخصوصاً تجار السلاح نظيفين إذ يبدو أن المخابرات الإسرائيلية استطاعت أن تجند البعض منهم لصالحها لمتابعة موضوعات شراء ونقل السلاح وخوفاً من وقوعه في يد المقاومة الفلسطينية، فوصل الخبر إلى جهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك الذي بدأ يراقب العملية عن كثب(<!--[if !supportFootnotes]-->[7]<!--[endif]-->).


في هذه الأثناء استطاعت الحركة أن تحصل على كميات لا بأس بها من السلاح وتخزنه في مواقع متفرقة وبين أشخاص متفرقين في مناطق ومواقع متعددة بين قطاع غزة.


أدى شراء هذه الكمية من السلاح إلى دق ناقوس الخطر أمام أجهزة الأمن الإسرائيلية التي قررت وضع حد لنشاط هذه المجموعة الإسلامية فقامت بضربتها ضد التنظيم ابتداء من 15/02/1984م حتى بداية شهر يوليو 01/07/1984م وكانت التحقيقات التي تجريها عنيفة جداً أدت إلى كسر أيدي بعض المتهمين وأضلاعهم بالإضافة إلى الضرب المبرح على مناطق متعددة من الجسم وحسّاسة، ووجهت للشيخ أحمد ياسين تهمة الإشراف على تكوين تنظيم عسكري إسلامي يهدف إلى تدمير دولة (إسرائيل)... فقد جاء في لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة الإسرائيلية: "أن الشيخ أحمد ياسين أقام منظمة إسلامية متطرفة ووضع لها هدفاً وهو القضاء على دولة إسرائيل باستخدام القوة والعنف ولإقامة دولة دينية مسلمة مكانها(<!--[if !supportFootnotes]-->[8]<!--[endif]-->)، وقد حكم على الشيخ الشهيد أحمد ياسين في اعتقاله هذا بالسجن لمدة (12 عاماً) لأنه كما جاء في مذكرة الحكم كان المبادر لإقامة التنظيم ووقف على رأسه وهو المسئول عن نشاط كل المجموعة بصورة عملية وقد صدر قرار الحكم يوم 06/12/1984م (<!--[if !supportFootnotes]-->[9]<!--[endif]-->).


في هذه الآونة كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل قد نجحت في اختطاف ستة جنود صهاينة ودخلت في مفاوضات مع (إسرائيل) بهدف إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية، وقامت الجبهة بوضع اسم الشيخ الشهيد أحمد ياسين ضمن قائمة المطلوب إطلاق سراحهم، وأُطلق سراح الشيخ يوم 20/05/1985م الموافق الأول من رمضان في ذلك العام، بعد أن أمضى في السجون الإسرائيلية أحد عشر شهراً تنقل فيها من سجن المجدل إلى سجن غزة إلى سجن بئر السبع وغيرها...


قوبل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ورفاقه بفرح غامر في قطاع غزة، وعاد الشيخ الشهيد إلى قيادة العمل الإسلامي وأخذ في إعادة ترتيب أمور الدعوة بخبرته وحنكته الدعوية والسياسية التي تمتع بها على مدى عقود طويلة من الزمن.


شهدت هذه المرحلة نشاطاً دعوياً متميزاً إذ زاد فيها إقبال الناس على الإسلام مما رسخ لدى الشيخ القناعة من جديد أنه لابد من استخدام هذا الرصيد البشري والإيماني الكبير في العمل الجهادي... إذ لم يفتّ في عضد الشيخ اعتقاله الأول، لا بل يبدو أنه قد زاده تصميماً لذلك بدأ في العمل ولكن هذه المرة بأسلوب مختلف وجديد وبدأ ينتقي العناصر المناسبة ويقوم بتدريبهم وتهيئتهم نفسياً للجهاد دون أن يعلموا ماذا يريد الشيخ... وقد اعتمد هذه المرة على الشباب إذ إن الخبرة السابقة تقول أن الشيخ عندما استعان بقادة العمل الدعوي الإسلامي وتم اكتشاف أمرهم دخلوا السجن مخلفين ورائهم ساحة الدعوة فارغة وهي التي كانت في أمسّ الحاجة إليهم لحمل دعوة الله وتبليغها للناس كافة، لذلك حرم القطاع من خبرة هذه الثلة... بدأ الشيخ يرتب الأمور من جديد. يقول الأخ المعتقل "يحيى السنوار" في أضابير التحقيق إنه بعد أن أطلق سراح الشيخ أحمد ياسين من السجن في اتفاقية الأسرى مع منظمة أحمد جبريل كان يذهب إليه مع شاب آخر اسمه خالد الهندي وكانوا يتحدثون عن الوضع في كل منطقة في قطاع غزة و خصوصا عن الوضع الأمني والمخالفات الأخلاقية والأمنية التي تنتشر بين الناس والتي تعادي الإسلام واتفق الثلاثة أن يبدءوا كل على حده في جمع المعلومات عن المتعاونين مع السلطات الإسرائيلية وعن تجار المخدرات ومتابعة كل شيء يتعارض مع تعاليم الإسلام.


أضيف إلى هذه المجموعة الأخ روحي مشتهي وهو مهندس زراعي لديه الغيرة على العمل الإسلامي وكان محل ثقة الشيخ أحمد ياسين... في الاجتماعات التي ضمت الأربعة تم اختيار الشيخ أحمد ليكون مسئول المجموعة وتم تقسيم القطاع إلى قسمين، منطقة الجنوب ويشرف عليها يحيى السنوار ومنطقة الشمال ويشرف عليها الأخ روحي مشتهى وذلك تماشياً مع سكن كل منهما.


ثم قام كلا الأخوين بتجنيد عدد من الإخوة من الشباب الإسلامي تحت قيادته، وهكذا تكونت النواه الأولى للتنظيم الجديد في معظم مدن وقرى القطاع، أما النواة الأصلية التي رأسها الشيخ الشهيد فقد كانت تجتمع بشكل غير دوري حتى لا تلفت النظر وتقرر إطلاق اسم "منظمة الجهاد والدعوة" على التنظيم الجديد واختصر له اسم مكون من الكلمات الثلاث وهو "مجد".


كان هدف هذه المنظمة إحياء فريضة الجهاد في سبيل الله ثم العمل على محاربة كل فساد في المجتمع الفلسطيني ثم الدعوة إلى الله في كل مجال من مجالات الحياة...


استطاعت المنظمة الجديد جمع معلومات مهمة كثيرة خاصة بالمتعاونين مع سلطات الاحتلال وقد أثبتت هذه المعلومات شبهات أكدتها التحقيقات مع هؤلاء حيث تم اختطاف العديد منهم والتحقيق معه، ثم قامت المنظمة بقتل العديد منهم ممن ثبت تعاونهم مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي كما نفذ التنظيم الجديد العديد من العمليات العسكرية ضد عدد من الأهداف العسكرية الإسرائيلية في مناطق وأوقات متعددة ومتفاوتة.


أوكلت قيادة الحركة الإسلامية قيادة المنظمة العسكرية الجديدة إلى الشيخ الشهيد صلاح مصطفى شحادة من سكان قرية بيت حانون وكان من مؤسسي العمل الإسلامي ويعمل في الوظائف الحكومية مفتشاً للشئون الاجتماعية ، وكان يعمل خطيبا في المسجد العجمي ومسجد عمر بن عبد العزيز في بيت حانون.. وكان شخصاً متديناً قوي الإرادة والعزيمة يجيد التخطيط ولديه قدرات إدارية وقيادية فائقة أهلته للارتفاع في مستوى القيادة والعسكرية السياسية مقارنة بمن سبقوه... واستطاع الشيخ صلاح أن يمد أنشطة التنظيم وأن يوسعه بشكل كبير وأن يرتقي بأدواته إلى مستويات عالية من الدقة في الأداء والمبادرة في العمل والتخطيط المفيد.


اعتقل الشيخ الشهيد المجاهد صلاح شحادة رحمه الله عام 1988م في السجون الإسرائيلية وذلك على أثر التحقيقات التي أجرتها أجهزة العدو الأمنية مع عدد من المجاهدين ولرغبة الشيخ الأكيدة في استمرار العمل العسكري الجهادي لحركة حماس كلف الشيخ أحمد ياسين المهندس نزار عوض الله الذي وافق على العمل وقام بقيادة الجهاز ومساعده الشيخ أحمد ياسين في إعادة ربط الجهاز بالقنوات الخارجية لضمان استمرار تمويله وتطويره.


نشط التنظيم والعسكري في هذه المرحلة واستطاع إنجاز خطوات عسكرية متقدمة إذ قام بخطف وقتل جنديين إسرائيليين، وكانت هذه العملية تعدّ نقطة تحول كبيرة في خط العمل العسكري.


شكّل الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين مركز وقلب الحركة السياسية والعسكرية وإليه كانت ترجع جميع الأمور ويرجع الفضل إليه في نقل نشاطات الحركة العسكرية إلى الضفة الغربية حيث قام بالاتصال بالأستاذ جميل حمامي "أبو حمزة" في الضفة الغربية والذي كان مسئولاً عن الضفة الغربية فوافق على الإشراف والمتابعة على نشاطات حركة حماس في الضفة الغربية، وقد تم اللقاء الذي رتب فيه هذا الأمر في بيت الشيخ أحمد ياسين في غزة (<!--[if !supportFootnotes]-->[10]<!--[endif]-->).


أدت زيادة وتيرة العمليات العسكرية في القطاع وزيادة القتلى من الجنود الصهاينة إلى قيام "إسرائيل" بحملة مداهمات واعتقالات وتحقيقات كبيرة انتهت باعتقال الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين في 18/05/1989م، ووجهت له تهم عديدة على رأسها قيادة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية حماس تبعة ومسئولية جميع العمليات العسكرية وحكمت عليه بالتالي بالسجن مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً، كان ذلك بعد حوالي سنتين من بداية الاعتقال حيث صدر الحكم يوم 16/10/1991م.


أدى هذا الاعتقال إلى زيادة التوتر في الحركة التي أخذت على عاتقها مسئولية العمل على إخراج الشيخ أحمد ياسين بكل الوسائل ومن بين هذه الوسائل اختطاف الجنود الإسرائيليين لمقايضتهم بالشيخ ياسين وبقية المعتقلين، وقد تم ذلك أكثر من مرة، إلا أن (إسرائيل) كانت ترفض الإفراج عنه.


وعندما فشلت (إسرائيل) في إسكات المقاومة من خلال مطاردتها وملاحقتها وسجن قادتها في الداخل، اتجهت لضرب المقاومة في الخارج، فاستهدفت الأستاذ خالد مشعل حيث أرسلت فريقاً من الموساد الإسرائيلي وهو جهاز الاستخبارات الخارجية وذلك لاغتياله بحقنة سامة تؤدي إلى وفاته، إلا أن أحد مرافقيه استطاعوا إلقاء القبض على العميلين وتسليمهما للسلطات الأردنية التي استعملتهم في المقايضة للحصول على علاج للأستاذ خالد مشعل وإخراج الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية في مقابل إطلاق سراح ضباط المخابرات الإسرائيليين وقد كان هذا الحدث عام 1997م. وكان قد مر على الشيخ في السجن حوالي ثماني سنوات قضاها بصبر وثبات.


مع ذلك قد استمرت الحركة في التقدم للأمام والصعود نحو فعالية عالية ومزيد من التأثير الجماهيري لذلك عندما خرج من السجن وتوجهت به الطائرة من عمان إلى غزة، فوجد عشرات الآلاف ينتظرونه بفارغ الصبر في أوسع ساحة في غزة وهي مدرج وملعب اليرموك حيث احتفى به ليس أنصار حماس وأعضاؤها فقط بل الشعب الفلسطيني كله.


في هذه الآونة كانت الحركة الإسلامية قد تعرضت لضربة قاسية جداً على أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية وتبعثرت قيادة الحركة في شتى الاتجاهات فكان خروج الشيخ أحمد ياسين بركة على الحركة إذ استطاع برويّة وحكمة أن يعيد جمع شمل الأفراد والقادة وأن يؤسس لحركة متماسكة وأن يعيد إليها مؤسساتها وقياداتها وأن يستنهض كثيراً من الأشخاص الذين تركوها تحت ضغط السلطة الشديد وملاحقتها لكل من ينتمي أو يتعاطف مع حركة حماس مع ذلك بقي الشيخ أحمد ياسين على علاقة طيبة مع السلطة ولم يحاول أبداً الصدام معها لأنه يدرك أن الصدام لن يستفيد منه إلا العدو الصهيوني.


وهو في الوقت نفسه لم يقر السلطة الوطنية الفلسطينية فيما ذهبت إليه من عملية السلام وقد كان يكرر دائماً "إن ما يسمى بالسلام ليس سلاماً بالمرة ولا يمكن أن يكون بديلاً للجهاد والمقاومة" وهاجم الشيخ الشهيد خطوات السلطة التي رأى فيها تنازلاً عن ثوابت فلسطينية هامة كما هاجم رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس الذي تعهد بإنهاء ما سماه بالعنف (<!--[if !supportFootnotes]-->[11]<!--[endif]-->).


استطاع الشيخ الشهيد أن يرتب جميع صفوف الحركة بما فيها صفوف كتائب القسام التي أولاها عناية خاصة لعلمه أنها الوسيلة الهامة التي تستطيع أن تحقق أهداف الحركة والشعب الفلسطيني في التحرير...


ومن الملاحظات المفيدة في هذا المجال أن المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله استطاع أن يطرد الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، وهرب الجيش الإسرائيلي ليلاً تاركاً وراءه آلياته العسكرية والسجن الذي كان يعده للمعتقلين وكذلك ترك عدد كبير من العملاء الذين ضحى بهم في سبيل الخروج الآمن.


أرسلت الهزيمة الإسرائيلية في لبنان وانتصار المقاومة رسالة واضحة وهامة ليس إلى حركة حماس فقط ولكن إلى جميع الشعب الفلسطيني بفصائله وبالتالي بدأ الجميع من هذه القوى يؤكد أن الفلسطينيين يمكنهم تحقيق ما حققه حزب الله في الجنوب اللبناني مع فارق الظروف... وقد أغرى هذا الفهم الكثير من قادة الفصائل للميل للمواجهة خصوصاً بعد فشل العملية السلمية، وقد حدث ذلك على أثر زيارة شارون للمسجد الأقصى مع حراسة مشددة للمسجد الأقصى كي يؤكد موقف (إسرائيل) الرافض للانسحاب من القدس فأثارت هذه الزيارة الاستفزازية جميع الشعب الفلسطيني الذي فجر انتفاضة سماها انتفاضة الأقصى التي انخرط فيها جميع أبناء الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم حركة المقاومة الإسلامية حماس التي استطاعت أن تحقق انجازات هامة وكبيرة على جميع الأصعدة فقد زادت حجم قوتها العسكرية واستطاعت تعويض ما دمرته السلطة من بنية الحركة وما صادرته من أسلحة، بالإضافة إلى اعتمادها إلى الاكتفاء الذاتي من نوعيات معينة من السلاح وخصوصاً العبوات المضادة للدبابات التي كانت تشكل السلاح الأخطر على المقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة وقد أفلحت قوى المقاومة وحماس بالذات في تدمير عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية التي تعد الأكثر تقدماً في العالم.


كما أضافت حماس إلى ترسانتها العسكرية أنواعاً من القنابل اليدوية، وسلاحاً رشاشاً سمي "عوزي حماس" وكذلك القذائف الموجهة ضد الآليات العسكرية مثل صاروخ البنّا وصاروخ البتار وتاج ذلك كله هو صاروخ القسام الذي استخدمته الحركة في ضرب الأهداف التي تزيد عن ستة كيلو مترات وبذلك أصبحت حماس قادرة على ضرب ما يزيد عن 30 تجمعاً استيطانياً داخل ما يسمى بالخط الأخضر(<!--[if !supportFootnotes]-->[12]<!--[endif]-->).


لقد قام الشيخ أحمد ياسين برعاية كتائب القسام رعاية مباشرة ويسر لها كل الصعوبات ووضع أمامها كل الإمكانيات المتاحة لحركته، ثم عندما خرج الشيخ صلاح شحادة من المعتقل وضعه الشيخ أحمد ياسين مرة أخرى على رأس جهاز الكتائب، فانطلق بها للأمام وكان مرة أخرى قائداً فذاً، واستطاع الشيخ شحادة رحمه الله أن يؤسس مدرسة عسكرية إسلامية لها أجهزة متعددة منها جهاز الاستقطاب للرجال الجدد، وجهاز التدريب، وجهاز التسليح، وقسم صناعة الأسلحة، كما قسم المقاتلين حسب التخصص ابتداء من وحدة الصواريخ إلى وحدات قنص الدبابات إلى وحدات زرع العبوات ومراعاتها، كذلك قسم المهام على جنود الحركة لحراسة الحدود والمدن إذ كانوا ولا زالوا ينتشرون في أماكن الاحتكاك كي يتصدوا لأي عدوان إسرائيلي وقد كانت لهم فعالية كبيرة جداً إلى درجة أن مقاتلي القسام كانوا دائماً عماد المواجهات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي الغازي وبين المقاومة الفلسطينية وتؤكد الإحصاءات التي نشرها المركز العربي للبحوث والدراسات أن أكثر من 50% من خسائر اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة قد تحققت بفعل مقاومة حركة حماس.

كل ذلك كان يتم تحت رعاية ومتابعة الشيخ أحمد ياسين شخصياً، وبعد استشهاد الشيخ صلاح شحادة أصبح الشيخ الشهيد يمثل المرجعية الرئيسية لجهاز الكتائب الذي استطاع أن يؤسس لقيادة عسكرية جماعية قادرة على تعويض أي قائد ميداني كبير في حالة خسارته بأي شكل.

الخلاصة

في النهاية يمكن القول بكل ثقة أن الشيخ أحمد ياسين رحمه الله شكل الأب الروحي لجميع الأعمال الجهادي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، فحب الجهاد والعمل له كان مما ميز الشيخ ياسين منذ بداية قيادته للحركة، بل أنه ذهب في كثير من الأحيان إلى أن يبادر مبادرات فردية تؤكد نزوعه وتشوقه لانطلاق العمل الجهادي، وهذا هو الذي يفسر نجاح كتائب القسام في إحداث تطور سريع وانطلاقة واسعة نحو الأمام، إذ لو لم تلق التأييد الكافي والتشجيع الكبير من قيادة على مستوى قيادة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله لما توفرت لها الإمكانيات اللازمة والدعم المعنوي الكبير نتيجة للظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها.
إن ما دفع (إسرائيل) لأن تفكر في اغتيال الشيخ المجاهد هي أنها قدرت أنه الشخصية الأكثر دعماً للمقاومة والأكثر إصراراً عليها، ولأن المقاومة في عهده حققت انجازات كبيرة جداً لذلك أرادت من خلال تخلصها من قيادة الدعوة والأب الروحي للعمل العسكري الميداني أن تفقد الحركة توازنها وقدرتها على الاستمرار.


__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-16-2010, 07:17 PM
 
الشهيد الدكتور : عبد العزيز الرنتيسي




وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي في 23/10/1947 في قرية يبنا (بين عسقلان و يافا) . لجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة و استقرت في مخيم خانيونس للاجئين و كان عمره وقتها ستة شهور . نشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة و أختين .

تعليمه :

التحق و هو في السادسة من عمره بمدرسةٍ تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين و اضطر للعمل أيضاً و هو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرّ بظروف صعبة . و أنهى دراسته الثانوية عام 1965 ، و تخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972 ، و نال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال ، ثم عمِل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خانيونس) عام 1976 .

حياته و نشاطه السياسي :

- متزوّج و أب لستة أطفال (ولدان و أربع بنات) .

- شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها : عضوية هيئة إدارية في المجمّع الإسلامي و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة و الهلال الأحمر الفلسطيني .

- شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هئية إدارية في المجمع الإسلامي ، و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء) ، و الهلال الأحمر الفلسطيني .

- عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرّس مساقاتٍ في العلوم و علم الوراثة و علم الطفيليات .

- اعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال ، و في 5/1/1988 اعتُقِل مرة أخرى لمدة 21 يوماً .
- أسّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام 1987 .

- اعتقل مرة ثالثة في 4/2/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال الصهيوني ، و أطلق سراحه في 4/9/1990 ، و اعتُقِل مرة أخرى في 14/12/1990 و ظلّ رهن الاعتقال الإداري مدة عام .

- أُبعِد في 17/12/1992 مع 400 شخصٍ من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الكيان الصهيوني على إعادتهم .

- اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني فور عودته من مرج الزهور و أصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكماً عليه بالسجن حيث ظلّ محتجزاً حتى أواسط عام 1997 .

- كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عام 1987 ، و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987 ، ففي 15/1/1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه و بين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة ، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة .

- و بعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف العام حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس و قيادة حماس و صياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك فحوكم على قانون "تامير" ، ليطلق سراحه في 4/9/1990 ، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14/12/1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل .

- و في 17/12/1992 أُبعِد مع 416 مجاهد من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم و تعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني ، و قد نجحوا في كسر قرار الإبعاد و العودة إلى الوطن .

خرج د. الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996 ، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني و عن مواقف الحركة الخالدة ، و يشجّع على النهوض من جديد ، و لم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال و ذلك بتاريخ 10/4/1998 و ذلك بضغطٍ من الاحتلال كما أقرّ له بذلك بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية و أفرج عنه بعد 15 شهراً بسبب وفاة والدته و هو في المعتقلات الفلسطينية .. ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام و بعد أن قُصِف المعتقل من قبل طائرات العدو الصهيوني و هو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط و عناصر الأمن خشية على حياتهم ، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية .

- حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك و لكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله .

- الدكتور الرنتيسي تمكّن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل و ذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين ، و له قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن و الشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده ، و هو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف .
و لقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال و كلّ أيام اعتقاله في سجون السلطة في عزل انفرادي ... و الدكتور الرنتيسي يؤمن بأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالجهاد في سبيل الله .

- و في العاشر من حزيران (يونيو) 2003 نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني ، و ذلك في هجومٍ شنته طائرات مروحية صهيونية على سيارته ، حيث استشهد أحد مرافقيه و عددٌ من المارة بينهم طفلة .

- و في الرابع والعشرين من آذار (مارس) 2004 ، و بعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين ، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة "حماس" في قطاع غزة ، خلفاً للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين .

- واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في مدينة غزة ، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة .



وهكذا بعد الاغتيال الجبان


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نكت فلسطينية روووووووووووعة زهرة ساكورا ** نكت و ضحك و خنبقة 5 03-10-2010 08:50 AM
امثال فلسطينية كح ♥ βőΛ ♫ نكت و ضحك و خنبقة 3 12-30-2009 08:24 PM
أمثلة فلسطينية قلب فلسطين النابض مواضيع عامة 8 06-27-2008 05:13 AM
صور فلسطينية غـريب الدار أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 06-18-2007 10:13 AM


الساعة الآن 12:52 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011