وانا عائدة من عملي في المواصلات لمحت فتاة كانت زميلة لي في مرحلة الثانوية
أدرت وجهي بسرعة وتجنبت اللقاء بها الى ان نزلت في محطتي
ليس غرورا او تكبرا فهذه ليست من طباعي والحمدلله وليس خجلا او نقص اجتماعية مع انها من طباعي وبالعادة افعلها لكن هذه المرة كنت اهرب من الاجابة على سؤال محدد
ماذا تفعلين او ماذا فعلتي؟
تلك الزميلة تعلم تماما كم كنت متفوقة، كنت الاولى دائما، كل من حولي كانوا يستبشرون خيرا بي وبمستقبلي، لكن من انا الآن؟ وماذا انجزت؟
عاطلة عن العمل احيانا..موظفة اقل من العادية احيانا اخرى واين؟
في قطاع خاص غارق في الفساد واللا انسانية!!
هي سنوات قليلة قد لا استطيع انجاز شيء ملموس فيها سوى بعض التقدم لكن بالنظر الى حجم تفوقي وطموحاتي في الماضي تعتبر تلك السنوات "عمر ضايع يحسبوه ازاي عليا"
الحقيقة اني لم اتجنب مواجهة زميلتي القديمة لانها بكل بساطة لا تهمني لكني تجنبت مواجهة نفسي، نعم..رغم ان هذا قد يحصل في اية لحظة لكنه لم يكن ليحصل في ظل نسياني لمدى تفوقي في الدراسة.وكان هذا عزائي الوحيد..أن يكون ما أنا عليه الان النتيجة الطبيعية لقدراتي...
هذه هي الحقيقة المؤلمة
فأنا لم استطع يوما تحديد ميولي برغم طموحاتي، كنت اطمح لأن اصبح "حاجة كبيرة" لكن ماذا بالتحديد؟ لا ادري...
طيب علمي؟ ادبي؟ ايضا لا ادري فانا اتفوق في الاثنين. واصعب سؤال كان يمر علي وكان محبب لاساتذتي من سوء حظي : ماذا تريدين ان تكوني عندما تكبرين؟؟
الغريب والمضحك ان اجابتي كانت "سكرتيرة" ههههه
تخيلوا سكرتيرة وحاجة كبيرة، لا انسجام بينهما
اصبح مثلا سكرتيرة كبيرة؟ او سكرتيرة مشهورة؟ يا لسذاجتي حينها
اخترت تخصصي بشكل عشوائي مع غياب التوجيه من شخص يفوقني سنا وخبرة قد يرى ما لا اراه انا وتابعت دراستي ثم دخلت الجامعة وانهيت سنواتي فيها باقل تقدير باقل مجهود اقتصر على مراجعة المنهج ليلة الامتحان مع تهاون كبير طيلة السنة لعوامل نفسية اكيد
كيف لا وانت تجد اسمك في قائمة النتايج تحت اسماء لا يفرق اغلبها بين الطرح والجمع
تجد انه ما يفترض ان تنفقه اكثر بكثير مما هو متاح لديك
تجد نفسك محاطا باشخاص يتفنون في احباطك وامتصاص حيويتك ونشاطك بقصد او بغير قصد
ثم تخرج الى سوق العمل تجد بان المؤهلات المطلوبة غير التي كنت تعمل لاجلها
يجب ان تكون كاذبا، انانيا، انتهازيا، يجب ان تتجرد من النزاهة والشرف، من الخجل والحياء
ويجب..ويجب..ويجب
يا الاهي كم هي عديدة مقومات النجاح في زمننا هذا منها ماهو مشروع من اجل نجاح حقيقي ومنها ماهو غير مشروع من اجل نجاح مزيف مع الغلبة لهذه الاخيرة
هل ياترى علاقة النجاح بقدرات الشخص هي علاقة طردية ؟
وهل من العدل ومن المنطقي الحكم على الانسان من خلال النتائج التي توصل اليها بغض النظر عن اي شيء اخر؟؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الكتاكيت اهلا اختي ربما انا عكسك تماما لم اطمح ابدا في شيء كله عادي وتقريبا كانت كل الكليات المتاحه لي بتوصل لنفس الطريق المنطق بيقول اتجه في الطريق اللي احبه اخترت الرسم رغم اعتراضات كثيره مختصرها ان لا مستقبل له !!!!! اذن ام الكتاكيت فنانة جميل جدا وتقولين قدراتي عادية اليست موهبة هذه؟؟ الحقيقه ان مستقبل الشهادات الان في كل العالم يتضائل امام المهارات الذهنيه واليدويه قدراتي عاديه لكن لا ينقصني ابدا الحما س احب ان اتعلم ولا افوت الفرصه لتعلم خبره جديده مهما كانت بسيطه ولكن خلاصه فكرتي في هذا الموضوع ان تعمل ما تحب لتنجح مع التمسك بالنجاح ومقاومة الياس والاحباط ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا شكرا لك

رائع لكن يظل التطبيق اصعب بكثير
خاصة بالنسبة لشخص سريع التاثر
احيانا اقول باني لا اصلح لاي عمل او مهنة تارة يكون العيب فيها وتارة يكون العيب فيا انا
ربما اصلح للعتالة
لكن للاسف حتى صحتي مش مساعداني

أتدركين كم هو مرهق موضوعك هذا
أتدركين كم تأثرت نفسياً فى أثناء قرائتى لتلك السطور ؟؟
طرح بديع لحالة نفسية بشرية جميلة جداً
والأجمل أن إستخدامك للكلمات والتعبيرات كان بكلمات عادية ومتداولة وكأنك ترغبين فى إثبات أن كلما إقتربت كلماتنا من العادية فى شرحنا لحالتنا النفسية وحنايا حياتنا كلما كان التأثير أكبر وأقوى
مررت بتأثيرات مختلفة هنا وكان أقوى تأثيرها تلك الغًصة فى حلقى والضيق الذى شعرت به
ولكنى سأخبرك بأمر
أنا داخل على الثلاثين ومتزوج ولدى طفل وأعمل كمدرس خاص وهناك على الأقل ثلاث شهور كاملين فى السنة تتوقف الدراسة واعمل حينها كمترجم مع شركة خاصة آخذ منها أقل من بتاع الطعمية اللى على أول الشارع
بس على فكرة بتاع الطعمية بياخد 600 جنية غير البقشيش والغدا ببلاش والفطار كمان
وانا دارس للأدب الإنجليزى وأعطى كورسات خاصة بجامعة كامبريدج والجامعة الأمريكية وقرأت مكتبات كاملة طيلة حياتى وحصلت مرة على جائزة "مركز تانى" فى كتابة القصة على مستوى العالم العربى كله
ثم ماذا .... ولا شىء
لا شىء حقيقى
لامرتب ثابت ولا تأمين على الحياة
عيشة بتتحرك وماشية بينا
الشطارة يا انين مش كل حاجة
طب عارفة
التقديرات فى جامعتنا "الكلية" كان بيجيبها ولاد الدكاترة وقرايبهم بس والكل كان عارف كده
ودلوقت لما بقدم فى أى مسابقة للإلتحاق بالوظائف يطلبون تقدير
طب أعمل إيه
مرة كنت رايح أقدم فى مدرسة خاصة فقلت لهم آجى أمتحن أمتى ؟؟
قالوا لى عشان تدخل الإمتحان محتاج واسطة عضو مجلس شعب

خدتى بالك ده عشان أدخل الإمتحان ... مش عشان أشتغل
هههههههههه

شكلك هاتخلينى أغير حالتى وأكتبها زيك