عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-23-2009, 12:52 PM
 
روية شرعية حول الانتخابات

رؤية شرعية
في ( العلمانية – الديمقراطية – الانتخابات )
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) .
وبعد : فانه لما انطمست معالم الدين ,والتبست علي الناس الأمور ,وعمت البلوي بنقض أصول الإسلام ومناقضة أحكامه ولاسيما في مسائل الحكم والسياسة ,كان لابد علي أهل العلم والغيورين علي الإسلام أن يبينوا الحق ويدمغوا كل باطل, فكان هذا البحث لبيان الحكم الشرعي في العلمانية والديمقراطية والانتخابات ,وبيان هدي الإسلام ونظامه السياسي الرشيد .
مواضيع البحث:
· العلمانية
· الديمقراطية
· الشورى و مكانتها وأهميتها
· أهم الفوارق بين الديمقراطية والشورى
· كيف تتم البيعة للحاكم المسلم
· الانتخابات والديمقراطية.
العلمانية:

العلمانية معناها اللادينية و ترمي إلي عزل الدين عن التأثير في شؤون الدنيا وقيادة الحياة في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية والأمنية وغيرها بعيداً عن أوامر الدين ونواهيه
نشأت العلمانية في أوربا كردة فعل لتسلط الكنيسة ورجال الدين النصراني المحرف ومناقضة الفطرة وتحجير العقل السليم ,فكان الرفض للدين كله واللجوء إلي إقصائه من الحياة
والعلمانية محضن لكل الأباطيل وأنواع الضلال وهي التي تشرف علي تغذيتها وحفظها وحمايتها
وتتبين لك مآلاتها القبيحة الشنيعة التي أهلكت الحرث والنسل وأفسدت حياة المجتمعات فهي شرك محض ومحضن للشرك بكل ضروبه وأنواعه وكل أنواع الفساد، ومن تداعياتها وثمراتها وأخر أطوارها العولمة ،والعولمة تعني في حقيقتها سيطرة اليهود علي العالم عن طريق أمريكا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا وعسكريا لتحريف عقائد المسلمين ومسخ البشر إلي أشباه (قردة) مثلهم .
الديمقراطية:
الديمقراطيةمصطلح ذاع وانتشر منذ نحو قرنٍ في ديار الإسلام ، فوجد له دعاةً يروجون له ويدعون إليه ، وأصبح الناس حيال هذا المصطلح الغريب أصنافاً ، فمنهم صنف ماكر يعلم مدلول ما يدعوا إليه ومرماه ، فيعمل لإقراره في واقع المسلمين بل في عقولهم وأفئدتهم ؛ تبديلاً لدينهم وشرعهم ، وصنف ساذجٌ منخدع لا تنقصه حسن النية إلاَّ أنه جاهل بما يُرَوّج له جهلاً مركباً ، فهو يدعو إلى الديمقراطية باعتبارها مفهوماً لغير الذي وُضِعَ له ، فتارة يراها نظاماً غير مخالفٍ للإسلام وشرعه ، وتارة يدَّعي أن الإسلام دعا إليها ، وثالثة الفواجع أن يزعم أن الإسلام هو الديمقراطية نفسها . وفي ذلك تلبيس على الأمة وتبديل لدينها ، بين مكر الماكرين ، وتأويلات الجاهلين . وأما الصنف الثالث الذي يعلم حقيقة هذا المصطلح وحكم الشرع فيه ويعطي الديمقراطية حكمها كما هي عند أهلها فعزيز نادر .




تعريف الديمقراطية:
يرجع أصلها إلى عهد اليونان القديم , ومعناهما " سلطة الشعب " والأساس الذي قامت عليه الديمقراطية هو " سيادة الشعب " وهي سلطة أصلية عُليا لا توجد إرادة أخرى تساميها أو تعلو عليها ، فهي تعلو جميع الإرادات
* ومعلوم ضرورةً في دين الإسلام أنه لا سلطان إلا للشرع وأن التشريع إنما هو حق خالص لله تعالى فلا حاكم إلا هو قصراً وحصراً }... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ {[1] فالاحتكام إليه عبادة له سبحانه. وإسناد التشريع إلى غيره شرك به ، وعبادة لذلك الغير ، ووصف الشعب بالسيادة والذات الحرة التي لا تتقيد بقيد ، ولا تسأل أمام أحد ، خَلعٌ لخصائص الألوهية والربوبية على المخلوقين .
* ورأي الأغلبية هو المعيار الصادق المعبر عن الحقيقة الصادقة ، وأن العقل هو الذي يمثل المرجع الوحيد لِسنَّ القوانين والحكم على الأشياء والأفعال وهو طليق من كل قيد سابق على صدور الحكم أولا حق له ، فلا تتقدم عليه جهة بالحكم ولا تتعقبه فلا يجوز التقديم بين رأي الأغلبية ، ولا معقب لحكمه ، والإرادة العامة للجماهير تملك التعبير القانوني لإصدار الحكم على الأشياء والأفعال لِسَنِّ القوانين والدستور وِفق ما توصي به عقول الأغلبية المنتخبة في مجلس الأمة الممارس للحياة السياسية .[2] .
فالعلو المطلق والتفرد بالحكم على الأشياء والأفعال، والتسليم لهذا الحكم وعدم التعقيب عليه والعصمة والعدالة في هذا الحكم، هذه الأوصاف من خصائص الإله المعبود.
وقد تقرر في عقيدة المسلمين أن الله سبحانه وتعالى هو المعبود الحق } ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {[3]} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ {[4] فهو صاحب العلو المطلق. وهو المتفرد بالحكم والتشريع للعباد كما تفرد بالخلق فهو المطاع لذاته سبحانه ، ولحكمه يستسلم العبد ويخضع وطاعة غيره تبع لطاعته . } أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{} قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) {[5] فمن صرف شيئاً من خصائص الألوهية لغيره سبحانه كان مشركاً ، والألوهية والربوبية في النظام الديمقراطي ، تُخلَعُ على الشعب ، فهو صاحب السيادة المطلقة التي تحكم وتشرع بما تشاء ، ثم هذا الشعب يصرف هذه الألوهية إلى أشخاص معدودة هي المجلس الذي يمثله ، فهو الذي تتمثل فيه مظاهر السيادة في السلطة التشريعية والتنفيذية والسلطة القضائية ، فالحياة النيابية القائمة على الانتخاب ، وتمثيل الأمة مرآة لسطان الشعب ، وينظمها قبول حكم الأغلبية واعتبار القانون الذي يسير إرادة الحكم ..
وبهذا تكون السيادة قد رُدَّت إلى ملأ من الناس هم الذين يمثلون الشعب ، وعلى الشعب بعد ذلك الخضوع لسلطانهم والاحتكام إلى تشريعهم والتخاصم إلى قضائهم ، فهم مشرعو القوانين وحراسهُ القائمون على القضاء والحكم به وعلى الشعب التسليم وبهذا الصنيع صار الشعب عابداً معبوداً .
ولعمر الحق إنها لأبشع صورة للشرك لم تعرف لها البشرية مثيلاً في التاريخ قبل الديمقراطية ، وهي أشنع من تلك الصورة التي دمغ الله تعالى بسببها أهل الكتاب بالشرك ، ذلك أنهم اتخذوا الأحبار والرهبان أرباباً ينزلون عند حكمهم في التحليل والتحريم ، قال تعالى : } اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {[6]
فالمعبود في هذه الصورة هم الأحبار فقط ، والناس لهم عابدون ، أما في صورة الديمقراطية فالمعبود هو الشعب يصير في ذات الوقت عابداً للملإ الذين يحكمونهم . فمن أدّعى حق التشريع والقضاء بين العباد ، منازع لله تعالى في ألوهيته وربوبيته شخصاً كان أو هيئة أو مجلساً ، ومن صرف هذا الحق لغير الله تعالى وأسنده إليه ، فقد اتخذه رباً وإلهاً ومعبوداً ، وهو كافر بالله مشرك في عبادته .
أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله .. )[7] وقال تعالى في استحلال أكل الميتة بعدما حرمها الله } وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ {[8]
وما يُشرعه هؤلاء الملأ من قانون ودستور إنما هو دين يدينونه لأن الدين الذي عناه الله تعالى في قوله : } لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {[9] و قوله تعالى[10]} ... لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ..{[11] إنما هو ما عليه أهل الشرك والكفر من العادات والأحكام والشرائع والحدود والطرائق ، والنظام الفكري والعملي الذي يتقيد به الإنسان في حياته يصدق عليه إسم الدين في اللغة والشرع .
ولصاحب السيادة في النظام الديمقراطي سلطات ثلاث : السلطة التشريعية : ودورها سنَّ القوانين التي يُتحاكم إليها في الدماء والأموال والأعراض وفي كل شئون الحياة، والسلطة التنفيذية :وهي التي تحافظ على النظام العام والسهر على حماية هذه القوانين، والسلطة القضائية:ووظيفتها حل المنازعات والفصل في الخصومات وفقاً للقوانين الصادرة من السلطة التشريعية [12]
ولا تخفى مصادمتها لدين الله الذي لا يكون حق التشريع فيه إلا لكتاب الله وسنة رسوله r في الدماء والأعراض والأموال وفي كل شيء نصاً أو استنباطاً } وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {[13]} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً {[14] فلا تُرَدُّ المنازعات والخصومات إلاَّ إلى الكتاب والسنة وإلاَّ إلى من يقضي يهما ، وأن ذلك شرط في صحة الإيمان ، بل هو ركن فيه .فمن يُشرِّعُ للناس ، ويفصل بينهم في المنازعات بغير شرع الله ، فهو طاغوت يجب الكفر به } أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا {[15] قال ابن تيمية : والمطاع في معصية الله والمطاع في إتباع غير الهدى ودين الحق سواء كان مقبولاً خبره المخالف لكتاب الله ، أو مطاعاً أمره المخالف لأمر الله هو طاغوت ، ولهذا سُمِىَ من تحوكم إليه من حاكم بغير كتاب الله طاغوت ، وسمى فرعون وعاداً طغاة ) [16]
والمنفذون أصحاب السلطة التنفيذية الذين يحافظون على النظام العام لهذه الأنظمة و التشريعات الطاغوتية ويسهرون على حمايتها وينافحون عنها ، فهم أولياء للطاغوت وعبدة له ، فالمؤسسات العسكرية التي تقاتل من أجل الإبقاء على سيادة القانون وحماية أنظمته ، مؤسسات طاغوتية معبَّدة للقانون وسدنته وطواغيته } الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {[17]} اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {[18] ومما يدخل في ذلك الأجهزة الإعلامية بأنواعها التي تدافع عن النظام بتحسين وجهه والترويج له ولأفكاره ومناهجه ، فأصحاب هذه الأجهزة طواغيت يعبدون الطاغوت
ونخلص من هذا البيان أن النظام الديمقراطي دين واعتقاد ، له فلسفته الخاصة للكون والحياة والإنسان ، وهو التطبيق العملي للعلمانية القائمة على إقصاء الدين الحق عن حياة الناس ، وحمل الناس على الخروج منه بحجة حرية الاعتقاد ، والتسوية بين المسلم والكافر في الحقوق والواجبات على أساس عقيدة الوطنية ؛ فهي التي تجمع وتفرق .
فإذا كان من معاني الدين في اللغة والشرع : التعبد والتذلل ، فإن الديمقراطية تقوم على السيادة التي تقتضي سيد ومسود ، ومتبوع وتابع خاضع ، وآمِر ومطيع ، لذلك قالوا : والقانون الذي يعبر عن سيادة الأمة يمثل الحقائق التي لا بد من التسليم بها والنزول عند حكمها
وإذا كان من معاني الدين: القهر والسلطان من قولهم دان الناس إذا قهرهم على الطاعة، يقال دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا، ودِنتُ الرجل حملته على ما يكره. فإن نظام الديمقراطية يقهر الناس ويتسلط عليهم بالإرادة العامة التي تتمثل في تشريعات الملإ الحاكم باسم الشعب ، كما تقدم كلامهم في ذلك ، سلطة أصلية مطلقة عامة غير محدودة تهمين على الأفراد والجماعات .[19]
وإذا كان من معاني الدين السياسة والملك : دِنته أدينه ديناً سُسته ، ودِنته مَلكْتُه ، ودَيَّنْتُه القوم وَلَّيتهُ سياستهم . [20]
والقضاء والشرع: } ... مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ...{
فإن النظام الديمقراطي يملك أمر الناس ويسوسهم ويقضي بينهم بما اخترعه طواغيت النظام ونَحَتُوه من زُبالات أذهانهم ، وضلالات أهوائهم ، فذلك دينهم الذي يعتقدون وإليه يدعون وعليه يوالون ويعادون ويقاتلون ، فمن اعتقد هذا الدين الديمقراطي وهذا المذهب الجاهلي ، ورأى صلاحية أحكامه للفصل بها بين البشر ، فقد اعتقد غير الإسلام وأتى ناقضاً من نواقض الإيمان ، فدين الإسلام غير دين الديمقراطية ( فالدين الذي انزله الله هو الإسلام، والإسلام : التحاكم إلى كتاب الله ، وإطاعته وأتباعه ، فمن لم يفعل فليس له دين وليس مسلماً وإن ادَّعى الإسلام ، وادَّعى أنه على دين الله . فدين الله يحدده ويقرره ويفسره الله ، وليس خاضعاً في تعريفه وتحديده لأهواء البشر ، كل يحدده أو يعرفه كما يشاء ) [21]
} فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {[22]
ولما كان كل دين سوى الإسلام هو دين الطاغوت ، والداعي إليه طاغوت ، فالواجب معرفة أنه لا يصح إيمان العبد إلا بالكفر بالطاغوت ولذلك قدمه الله تعالى في قوله : } لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {[23]
وذلك ركن الإيمان الذي لا يقوم ولا يصح إلا به ، فمن صرف شيئاً من معاني الدين المتقدمة لغير الله تعالى وشرعه لم يحقق الإيمان ولا الكفر بالطاغوت[24]
مما تقدم يتضح أن الديمقراطية طاغوت يجب الكفر به لأنها تناقض وتعاند قواطع القران والسنة فمبناها يقوم علي التسوية الظالمة بين المواطنين مطلقا كافرهم ومسلمهم ذكرهم وأنثاهم في نيل الحقوق والواجبات دون نظر للتمييز بالدين أو أي اعتبار شرعي ، وهي تبيح مشاركة الله في التشريع والحكم ، ومشاركة الكفار للمسلمين في الولاية العامة ، وهي طريقة محرمة في اختيار الحاكم وتداول السلطة السلمي الذي تفخر به وهي معارضة لعقد الحكم في الإسلام اللازم علي الدوام ما لم يخل الحاكم بشروطه وعلي هذا درج المسلمون في تاريخهم الطويل منذ اغتيال الصديق حتى آخر خلافة إسلامية في تركيا ولهذا حكم الإجماع وان كان سكوتياً ، فالديمقراطية نظام له فلسفته المغايرة للإسلام في الحياة ، ويكفي في ردها أنها قائمة علي الإقرار بربوبية وإلوهية غير الله جل وعلا في جعل حكم الشعب للأغلبية البسيطة وليس لله العلي الكبير . .فضلا عن أن الديمقراطية هي الوعاء الطبيعي للعلمانية والحكم بالنظم والأوضاع والقوانين الوضعية المخالفة للشريعة الإسلامية وقد وضعت لها قوانين تحميها وأنظمة تحرسها فهناك مجلس امن وأمم متحدة ملحدة لها نظمها وقوانينها وماسو نية لها مراكزها ونفوذها في دول العالم ، وما النظام العالمي والعولمة إلا تكريس لهذه الأنظمة العلمانية وتثبيت لها ومحافظة عليها وبسط للعلمانية ومحاربة للإسلام واستخراب لبلاد المسلمين وتغيير لعقيدتهم وصدق الله القائل ] وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ .. [ الآية فهم يحاولون هذا دائما ليلا ونهارا سرا وإعلانا بدءًا بمواقع القوة عند المسلمين وانتهاءاً بأضعف ما عندهم للقضاء عليهم .


الشورى و مكانتها وأهميتها :
الشورى قيمة إسلامية رفيعة من عزائم الأحكام ومحاسن دين الإسلام وأخلاق أهله وسمات نظامه بل هي سنة ماضية فيمن سلف قال الله تعالي {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }... ] وَشَـاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ [ ، ومعلوم أن في المشاورة تطييباً للنفوس وتقديراً للمشاورين وإكراماً لهم واستخراجاً لوجه الرأي وتعرفاً لمصلحة يختص بعلمها بعضهم دون بعض ، ويشاور أهل الاختصاص والرأي والخبرة والتجربة من العقلاء والأمناء الذين يخشون الله ويتقونه في ما يحزب عليهم من أمر عدوٍّ ونحوها من النوازل التي تنزل بهم وذلك أن الشورى في الأمور المباحة والمسائل الاجتهادية التي ليس فيها نص من كتاب أو سنه أو إجماع لتقليب أوجه المصلحة فإذا وضح الكتاب والسنة لا نتعداه إلى غيره.كما قال تعالى : ] وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا [[25] واقتداء برسول الله r ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r : (( ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه )) قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى [26](وكانت الأئمة بعد النبي r يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها)[27]والاستشارة تتطلب بذل النصح و توخي الأمانة من المستشار
فإذا استعرض الأمير آراء أصحابه في المسائل المباحة والاجتهادية واختار من بينها ما يراه حقاً وصواباً أو مصلحة فيعزم على إنفاذه غير متقيد برأي فريق معين ولا برأي عدد محدد ولا برأي أكثرية ولا برأي أقلية فإذا عزم توكل على الله وأنفذ العزم على ما إرتآه لأن الغاية من الشورى تمحيص الآراء و استخراج الأنفع و الأصلح للناس فينبغي عليهم النزول عند قوله واختياره الذي يستخلصه ويعزم عليه متوكلاً علي الله تعالي فضلا عن أمره و قراره - فيما لا معصية فيه لله تعالى –ولا استحالة في القيام به
· أهم الفوارق بين الديمقراطية والشورى :
· الشورى كلمة عربية قرآنية جاء ذكرها في أكثر من موضع في كتاب الله وهي من دين الإسلام ، والديمقراطية كلمة غربية خبيثة المنبت والمنشأ لا قرار لها ولا أصل ولا وجود لها في اللغة العربية ولافي دين الله تعالى وهي من تشريع اليهود والنصارى .
· الشورى من تشريع الله بينما الديمقراطية من تشريع البشر ، وهي حكم الشعب نفسه بنفسه . ودافعها عند من دان بها كان نبذ دين النصرانية المحرف والأخذ بالعلمانية عوضا عنه
· الشورى تقرر أن السيادة والحاكمية لله وحده ، بينما الديمقراطية تقرر أن السيادة والحاكمية للشعب والأكثرية .
· الشورى تحل الحلال وتحرم الحرام ، بينما الديمقراطية تخوض في كل شيء وليس هناك شيء مقدس عندها.
· تخضع الشورى لأهل الحل والعقد من العلماء والصالحين فقط ، بينما الديمقراطية تخضع لجميع فئات الناس من النطيحة والمتردية والملاحدة والزنادقة والرافضة واليهود والنصارى وسائر أهل الباطل.
· تدور الشورى حول الحق والصواب وهي تنشيطاً وترغيباً له ، بينما الديمقراطية لايهمها الحق بل يهمها الكثرة من الناس ولوا فيهم مافيهم .
· تسير الشورى وفق قواعد وضوابط الشرع ، بينما الديمقراطية تسير وفق قواعد وضوابط القانون الوضعي .
وعلى الفوارق السابقة فإن من يسوي بين الديمقراطية والشورى كمن يسوي بين الظلمات والنور ، وبين الباطل والحق ـ الذي لا بديل عنه ـ والذي قامت به السماوات والأرض .
ومما سبق نجد أن من يقيس الديمقراطية بالشورى ، فقياسه فاسد

كيف تتم البيعة للحاكم المسلم ؟!: ؛ الذي يختار الحاكم المسلم هم أهل الحل والعقد ,و هم خير الناس وأتقى الناس وأفضل الناس من العلماء والصالحين ، وليس كل من هب ودب ممن لا يحسنون الاختيار ولا التمييز بين الصالح والفاسد ثم بعد ذلك يبايع الناس الحاكم ؛و البيعة للحاكم المسلم هي الطاعة والولاء له بالطاعة في المعروف ، ، وليست البيعة في صندوق الانتخابات
الانتخابات والديمقراطية :
الانتخابات هي طريقة اختيار لمن يصنع القرار , و التي يقوم فيها الشعب باختيار فرد منهم لمنصب رسمى . هذه هي الطريقة التي تتبعها الديمقراطية الحديثة لملء المقاعد في المجلس التشريعي ، او في السلطة التنفيذية والسلطة القضائية ، والحكم المحلي والإقليمي.
وبالنظر إلي أصلها فان الانتخابات انما هي وسيلة والحكم عليها فرع من الحكم علي الغاية منها كما ان للكيفية والصورة اعتبارهما في الحكم .
إن مفهوم تداول السلطة عن طريق الانتخابات مفهوم مستورد ينبني علي النظام الديمقراطي الغربي التعددي ,فالحكومة في الإسلام تقوم علي قواعد معروفة ومقررة في الهيكل الأساسي للنظام الإسلامي إذ تقوم علي حاكمية الشرع ومسئولية الحاكم بان يقيم الدين ويحفظه ويدعو إليه ويحافظ علي وحدة الأمة واحترام حقوقها وبسط العدل .والحاكمية في الدولة المسلمة للشرع المطهر وهو الكتاب والسنة لا إلي آراء الرجال ,قال تعالي :*اتبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربكم * . *إن الحكم إلا لله أمر إلا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لايعلمون * . والإمامة في الإسلام تنعقد ببيعة أهل الحل والعقد , وهذا لايمنع بذل النصح والرأي وذلك المعبر عنه ببذل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فالانتخابات هي آلة من آلات النظام الديمقراطي المنابذ لشرع الله الحق وهي تشبه بالكفار ، والتشبهُ بهم لا يجوز وفيها ضرر كثير وليس فيها أي نفع ولا أي فائدة على المسلمين ، ومن أهم أضرارها :
  • · سبب للإشراك بالله رب العالمين وحدوث البدع والمنكرات :

التشريع من خصائص رب العالمين وأصحاب الانتخابات الديمقراطية يشرعون لأنفسهم حيث يختارون أنصاف الآلهة التي تشرع لهم وتحكمم بالباطل فيطيعونها ، فهم لا يتحاكمون إلى شرع الله بل يتحاكمون إلى قوانينهم الوضعية التي ما أنزل الله بها من سلطان .
قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21))) . [ الشورى ].
وقال الله تعالى : (( وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (115) )) . [ سورة النساء ] .
فالانتخابات الديمقراطية والحزبية من تشريع البشر المنابذ لشرع الله وألصقوا الانتخابات بدين الله وحكمه زوراً وبهتاناً وكذباً ودجلاً على المسلمين بل والطامة الكبرى أنهم جعلوها من الشورى ومن نصرة الدين ونصرة الإسلام ، وهذا مما لا يأذن به الله تعالى ولا يرضاه ، ولا كان من سنة رسول الله ولا من سنة الخلفاء الراشدين من بعده ولا من فعل السلف الصالح ؛ بل هي نظام غربي كفري وثني طاغوتي ، وقانون وضعي .

2· سبب لوقوع الضلال في الأرض :


قال الله تعالى : ((وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) )) . [ سورة الأنعام ] .
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه زاد المعاد : (( اعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق ، وإن كان وحده ، وإن خالفه أهل الأرض )) .
لكن الانتخابات الديمقراطية لا تؤمن إلا بالكثرة وأن الحق مع الكثرة ولوا كانوا فساقاً أو كفاراً فجاراً ولا عبرة في نظام الانتخابات بالحق بل العبرة بالكثرة ، والكثرة ضالة في الغالب .


3· سبب لضياع الولاء والبراء :


ديننا الإسلامي يحثنا على الولاء للمؤمنين الصادقين والبراء من المبتدعة والفجار والكفار وسائر المبطلين ، ويحثنا الإسلام على أن ننـزل الناس منازلهم حتى لايختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل .
قال الله تعالى : (( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) )) . [ سورة القلم ] .
وقال الله تعالى: (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) )) . [ سورة الجاثية ] .
ويقول الله تعالى : ((أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) )) . [ سورة ص ] .
لكن الانتخابات الديمقراطية عندها المسلم والكافر والفاسق والمؤمن والمطرب الساقط والممثل المايع والعالم الرباني كلهم سواء ولا فرق .

4· سبب لتمكين الكافرين وتسلطهم على المسلمين :

قال الله تعالى : (( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141) )) [ سورة النساء ] .
لكن في شرع الانتخابات الديمقراطية والتعددية السياسية يحق لليهودي أو النصراني أو الزنديق أو الفاسق أو الفاجر أو الملحد أو العلماني أن يرشح نفسه أو يرشح غيره ويختاره ليكون والياً على المسلمين وهو فيه ما فيه من البلاء .

5. سبب لمساواة المرأة بالرجل وتحميلها فوق طاقتها وإهدار حشمتها وعفافها وحيائها وكرامتها :


قال الله تعالى: (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ... الآية )) . [ سورة النساء آية 34 ] . وقال الله تعالى : (( وللرجال عليهن درجة )) . وقوله تعالى: (( وليس الذكر كالأنثى )) .
لكن في شرع الانتخابات الديمقراطية الظالم تكون المرأة سواء كالرجل لها ماله وعليها ما عليه ؛ وهذا ظلم للمرأة ، وقد استوصى صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً وأكرمها غاية الإكرام أُماً وزوجةً وأُختاً وبنتاً وأعطاها حقها كاملاً مكملاً وهو أرحم الناس بالناس وأرحم بالأمة ـ ولا مقارنة ـ من الصحف الصفراء والقوانين الوضعية الشرقية منها والغربية ؛ والتي تعمل على (( تحرير المرأة )) من القيم النبيلة والمبادىء الإسلامية السامية والفضيلة والعفاف والحشمة ، والحقيقة أنهم لا يطالبون بحقوق المرأة الشرعية بل يطالبون بحقوق شهواتهم وتنفيذ خططهم في إفساد المسلمين وتمييعهم

6. تُحكم الطاغوت (( القانون الوضعي )) ، وترد الأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة :

لسنا بحاجه إلى تكميل الدين بالديمقراطية والانتخابات والقوانين الوضعية لأن ديننا كامل لا يحتاج إلى تكميل ، ولأن الانتخابات والديمقراطية ترد الأدلة الصحيحة الصريحة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى : (( أَفَحُـــــكْمَ الْجــــــــَاهِلِيَّةِ يَبْغــــــُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكـــْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) )) . [ سورة المائدة ] .
وقوله تعالى : ((إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) )) . [ سورة الأنعام ] .
فالانتخابات الديمقراطية لا مستند لها ولا مرجع إلا القانون الوضعي الذي ما أنزل الله به من سلطان ولا تحكم كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وإنما تحكم العقل والمنطق ، والهوى والغوى والردى ، وتحكيم الطاغوت (( القانون الوضعي )) يعتبر كفراً مخرجاً من الملة لأنها تتنافى تماما مع دين الإسلام .
قال الله تعالى : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44) )) . [ سورة المائدة ] . ] .
قال الله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) )) . [ سورة الأنعام ] . .و عند قيام الدولة الإسلامية ووجود الإمام الذي يحكم بشرع الله فان نظام الانتخابات الديمقراطي يؤدي إلي تمزق وحدة المسلمين ، وتبدد قوتهم ، والتحريض على الخروج عليه


فالانتخابات الديمقراطية كالحزبية ـ وهما مقرونان دائماً إذا رفع أحدهما رفع الآخرـ ,تجعل المسلمين شذر مذر وتشتت وحدتهم وتهدر تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم وتكافلهم وتولد العداوة والشحناء والصراع والقتل والقتال والسب والهجر وقطيعة الأرحام وسوء الجوار وإساءة الأخلاق وإهدار الأوقات في المهاترات والجدال والضياع والكلام الفارغ ؛ وكل هذا وغيرهٌ من التعاون على الإثم والعدوان والله سبحانه وتعالى يقول : ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) )) . [ سورة المائدة ]


رغم وضوح هذه الأسس إلا أن البعض يحاول أن يقلب الحقائق ويزعم أن الديمقراطية لا تتنافي مع الشورى وان الانتخابات وسيلة من وسائل الشورى وكذبوا , فان الانتخابات الآلية المعتمدة في النظام الديمقراطي التعددي لاعلاقة لها البتة بالنظام الإسلامي لان الانتخابات تفضي إلي نظام ديمقراطي يخالف النظام الإسلامي , فالديمقراطية في أصلها مصدر الحكم فيها هو الشعب , فهي تخالف الإسلام في المبدأ والمضمون والشكل , فأما من حيث المبدأ فان الديمقراطية تقوم علي أساس حكم الشعب للشعب أي أن يحكم الشعب نفسه بما شاء والوسيلة لذلك هي الانتخابات فهي بذلك تناقض الإسلام لان المبدأ في الإسلام أن الحكم لله وحده وليس للشعب ولا خيار له في ذلك , قال تعالي *فلا وربك لايؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما*., وأما من حيث المضمون فان رأي الغالبية هو الحكم عند النزاع وهو معيار الخطأ والصواب وهذا المعيار يطبق عندهم علي كل شئ حتي ولو كان لله تعالي فيه مقال , ووسيلة ذلك هو أيضا الانتخابات
وكذلك فهي ممارسة قد تأتي بالمفضول وتدع الفاضل وربما أتت بالطالح وتذر الصالح.
وفي نظام الإسلام الولاية والمشورة لأهل الصلاح والعلم والفضل وهو بالاصطلاح الإسلامي أهل الحل والعقد ,فكيف تأتي الانتخابات بأهل الحل والعقد ؟
إن أهم المرتكزات التي تقوم عليها الانتخابات هي الدعاية والإعلان والمال ولا ترتكز علي أي قيم أو أخلاق , فهي بذلك تفسد الأخلاق وتباع فيها الذمم وتوغر فيها الصدور ويعقد فيها الولاء والبراء.
ويزعم الدعاة إلى هذا الشر أنهم على هدى وأنهم ينصرون الإسلام والدين وأنهم مجاهدون في سبيل الله ؛ وتالله وبالله إنهم لمجاهدون في سبيل الطاغوت ، ومجاهدون في سبيل تمزيق صف المسلمين ووحدتهم ، ومجاهدون في سبيل نشر مكائد ودسائس اليهود والنصارى ، ومجاهدون في سبيل الصدً عن سبيل الله ، ومجاهدون في سبيل محاربة الحق وأهله ـ علموا هذا أم لم يعلموا ـ

· فالانتخابات وليدة الديمقراطية والحزبية وهي تفرق ولا تجمع وتفسد ولا تصلح ؛ ومن ألتمس عز المسلمين ووحدتهم وصلاحهم وصلاح أحوالهم ومعايشهم بالانتخابات والحزبية فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار ؛ وإنما الذي يجمع المسلمين ويجعلهم كالجسد الواحد ويصلح دنياهم وأخراهم هو الإلتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح .
وإنه لما عجز اليهود والنصارى عن تهويد المسلمين أو تنصيرهم عمدوا إلى فرض الديمقراطية عليهم ، وذلك لسلخهم عن دينهم الحق
وقطع الطريق عليهم بإيهامهم أن السبيل الوحيد للوصول إلي نظام حكم رشيد هو سبيل الديمقراطية والانتخابات


إن الاستقرار الذي ينعم به الغرب في نظام الحكم في تداول السلطة عن طريق الانتخابات مرده إلي احترامهم للديمقراطية بمفهومها المجرد لأنها تعني عندهم قيمة ودين لذلك يحترمونها بل ويقدسونها ويحاكمون من يخرج عليها لذلك صار عندهم هذا الاستقرار , وهم يسعون جاهدين لتسويقها عندنا وقد نجحوا في ذلك فأصبح الكل عندنا يتغني بالديمقراطية ويمجدها وقد طال ذلك حتي بعض الدعاة إلي الإسلام فأصبحت كل القضايا معلقة بالانتخابات .
ورغم اعتماد ما يسمي بدول العالم الثالث النظام الديمقراطي و الانتخابات كوسيلة لتداول السلطة إلا أنها لم تحقق أي استقرار لهم , بل أصبح في كل بلد تقام فيه الانتخابات تحدث الاضطرابات وتؤدي إلي ازهاق الأرواح وضياع مقدرات البلاد والشواهد علي ذلك كثيرة كما حدث في كينيا مؤخرا برغم مااعلن عن نزاهتها إلا أنها أدت إلي كارثة وقتل وتشريد , وكذلك موريتانيا رغم ما عرف عن شعبها من انه مسالم إلا انه بعد الانتخابات انقلب إلي مارد . وكذلك ما حدث في إيران الدولة المحافظة التي لم تشهد أي اضطرابات بعد سقوط الشاه إلا أن الانتخابات أحدثت تغييرات قلبت كل الموازين وطالت رموز النظام حتي المرشد الاعلي وماتزال تداعياتها مستمرة.
إن الغرب لايريد لنا الخير ولا يسمح لنا ان نمارس الديمقراطية حتى على طريقته بل يريدها لنا ديمقراطية مشروطة لذلك يقومون بدور الشرطي في كل انتخابات تجري في دول العالم الثالث يحكمون في نتائجها فان جاءت لصالحهم وقفوا معها ودعموها حتي ولو كانت لأتمثل إرادة الشعب اوجاءت بالتزوير , وان جاءت ضد مصالحهم رفضوها وحاربوها وان كانت تمثل إرادة الشعوب وخير مثال علي ذلك تجربة الجزائر وتجربة حماس الأخيرة التي انتهت بحرب غزة .
أخيرا يتضح من كل ما ذكر أن الانتخابات تخالف نظام الإسلام ولا علاقة لها بالنظام الإسلامي , فالإسلام لايحتاج إلي ترقيع فهو نظام قائم بذاته نحتاج فقط إلي أن نطبقه كما هو .والانتخابات الديمقراطية لاتاتي باستقرار وخير شاهد ماحدث ويحدث في البلاد التي قامت فيها الانتخابات وبذلك تسقط الدعاوي بان الانتخابات الديمقراطية هي الوسيلة المثلي للسعادة والرفاهية الحكم الرشيد
فهل بعد هذا كله تكون هذه مسألة اجتهادية أو هي مفروضة على المسلمين أو هي من طاعة ولاة الأمور أو هي من الشورى أو ما قصدكم من ورائها إلا الخير أو أنتم مكرهون عليها أو ما تريدون أن تتركوا الساحة للأعداء أو أردتم تغيير الواقع أو غير ذلك من الذرائع والشبه التي هي أوهى من بيت العنكبوت .

ويكون الكفر بدين الديمقراطية وتوابعه من الانتخابات وغيره بأمور :
* اعتقاد بطلانه وبغضه وبغض أهله وتكفيرهم والبراءة منهم وعداوتهم ، وهجر مجالسهم الشركية التي ينازعون الله فيها ، } قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {[28] وبَدَا أيْ ظهر وبان فلا بد من ظهور العداوة والبغضاء ، فهذه ملة إبراهيم التي أُمر نبيَّنا r بإتباعها ، والأسوة الحسنة التي دعينا إليها ، ولا يرغب عنها ويتنكبها إلا سفيه متلاعب
* قطع موالاتهم والتحالف ولتناصر معهم ، فإن ذلك مجلبة لسخط الله تعالى وعقوبته في الدنيا والآخرة } وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَآء ثُمَّ لاَتنصرون {[29]
* مجاهدة أهلها باليد واللسان والقلب بغاية الطاقة و الوسع : } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئسَ الْمَصِيرُ {[30] .[31] وواجب الجماعات العاملة للإسلام في زمن الاستضعاف بيان حال هؤلاء القوم لا الدخول في أحلافهم ، وذلك حتى لا تختلط سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين ، والاعتصام بالكتاب والسُّنة وإتباع هدى السلف في التعامل مع أهل البدع والأهواء لا سيما إذا كانت بِدعاً مكفرةً كبدعة الديمقراطية ، وعدم الصدع ببيان مناهج العلمانيين و تعريف المسلمين بأديانهم وعقائدهم ، يجعل المسلمين في أمرٍ مريجٍ منهم ، وتنطلي عليهم شبهات المروجين ، فيختلط دين الله بدين الديمقراطية ويقعون فرائس لألوان من العبودية للعبيد : خاصة مع الغَبش الذي اعترى مفاهيم المسلمين بحقيقة الإيمان ومدلول شهادة التوحيد ، ومعرفة ما يضاد ذلك من الكفر والإشراك والجاهلية

نسال الله أن يردنا إلي الحق ردا جميلا , وان يبصرنا في ديننا , وان يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ,وان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وصلي الله وسلم علي نبينا محمد واله وصحبه أجمعين.

[1] سورة يوسف الآية 40 .

[2] أنظر الخالدي ص 20 - 21

[3] سورة الحج الآية 6 .

[4] سورة الحج الآية 62 .

[5] سورة الأنعام الآيات 162 – 163 .

[6] سورة التوبة الآية 31 .

[7]

[8] سورة الأنعام الآية 121 .

[9] سورة الكافرون الآية 6 .

[10] سورة الشورى الآية 13 .

[11] سورة التوبة الآية 33 .

[12] نظرية السيادة للصاوي ص 28 .

[13] سورة الشورى الآية 10 .

[14] سورة النساء الآية 59 .

[15] سورة النساء الآية 60 .

[16] الفتاوى 28/200 .

[17] سورة النساء الآية 76 .

[18] سورة البقرة الآية 257 .

[19] تقدم ص

[20]

[21] طريق الدعوة ص 59 .

[22] سورة القصص الآية 50 .

[23] سورة البقرة الآية 256 .

[24] الفتاوى ابن تيمية ج 28 ص 544 .

[25] الآية 36 سورة الأحزاب .

[26] كتاب الإعتصام ج15/ باب 28

[27] البخاري 3560

[28] سورة الممتحنة الآية 4 .

[29] سورة محمد الآيات 8 – 9 .

[30] سورة التوبة الآية 73 ، سورة التحريم الآية 9 .

[31] كتاب أوثق عرى الإيمان .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوم عرفة و عيد الأضحى المبارك osama14 مواضيع عامة 1 11-28-2009 01:11 AM
رؤية الهلال بين الرؤية الشرعية والفلكية وحد للإختلاف abdelwadoude أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 7 09-17-2007 04:48 PM
فتوى شرعية بتحريم نشر الرسومات المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام ولد المدينة نور الإسلام - 5 02-07-2007 03:09 AM


الساعة الآن 11:35 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011