كواليس جامعية : يوم سنفوري



لم يحظ أي صباح سابق بابتسامة مني.. كما اليوم.

الغريب أني لم أستيقظ على صوت أمي.. ولا صراخ اخوتي.. ولا حتى المنبه.

الحقيقة أنّي سبقتهم جميعا.

يبدأ الهاتف بالزعيق.. وأختي تلعن الصباح.. لها كل الحق.. فلم أسمح لها بالنوم البارحة من كثرة الأسئلة.. كوني سأذهب إلى الجامعة ولا أريد أن أكون سنفورة بشكل مثير للسخرية.

أنا بحيوية العصافير.. اليوم هو اليوم الأول.. لذا أنا سعيدة جدا ، على أبي أن يوصلني إلى الجامعة.

يخفق قلبي عندما أجد نفسي واقفة أمام باب بدا عملاقا في تلك اللحظة.. الطلاب يملأون المكان ذهابا وإيابا.. بدا الأمر مخيفا لوهلة.. و"كاروكوتوريا" في لحظات كدت فيها أن أطلق ضحكة على الملأ.. لكني أدركت نفسي لأحتفظ بوقاري وحتى لا يقال عني.. "سنفورة ".. "غشيمة".

تابعت المسير بعد أن ضرب ذاكرتي صوت أمي الآمر بأن أستفسر عن بعض الأمور ، توجهت برزانة إلى مكان القبول والتسجيل.. لم يثنن اكتظاظ المكان الذي بدا و كأنه مكان لتوزيع المعونات على الفقراء لكثرة التهافت عليه.

سألت شخصا يجلس على مكتب محمي بالزجاج.. لم يعطني جوابا شافيا فاضطررت للخروج.

شعرت ببعض الأصابع تشير الي مع ابتسامات وتعليقات تصل الى مسمعي: "يبدو أنها سنفورة".

ماذا أفعل الآن ، الناس كثر ولا أعرف أحدا.

ترى الى أين أذهب؟.

علي أن أذهب إلى الحصة.. أقصد المحاضرة.. لا أعرف مكانها.

إذن سأسأل تلك الفتاة ، تبدو لطيفة.

أخيرا وصلت كان العمو.. عفوا "الدكتور" ينتظرنا متوقعا التأخير.

بدا لي غريبا ومستبدا بعض الشيء.. تحدث في أشياء كثيرة لمست في بعضها تهديدا ووعيدا.. طلب منا كتابا طويل العنوان.

انتهت المحاضرة سريعا ولم نأخذ شيئا.. لأننا سنافر.. وقد ضاع نصفنا ولم يأتوا إلى المحاضرة.

الجميل عندما تذهب إلى مكان جديد تجد نفسك حيويا.. قادرا على تقبل النكت الملقاة على كاهلك كونك سنفورا جدياد مضطرا للتجربة وخوض معركة تجهل مفرداتها ، بل ومضطر أيضا لقبول بعض الخسارات بوجه مبتسم.. تتعرف على أناس جدد وترى مختلف الأنواع التي تتفاجأ بمعظمها.

جميع "الشناكل"(سنة ثانية فأكثر) يمقتون الجامعة.. يتمنون لو تنتهي ويلقون بؤسهم على طفولتنا السنفورية.. فيما أشعر بشوق وحب للعالم الجديد الذي بدأ يضمني ، لذا أرى أن نستمتع بالسنفرة قبل أن نتحول إلى.. شناكل من نوع لا يرى في الجامعة أحلامي المعلقة على قبتها.

__________________