" إحنا بقينا زى الناموس .. نعيش نموت ماتفرقش "

تلك الكلمات التى تحمل فى طياتها كل معانى البؤس والإحساس بالمهانة والذل خرجت من شاب صعيدى لمراسل قناة الجزيرة بالقاهرة بينما كانت خلفية الصورة يحتلها مشهد غدر أحد قطارات الصعيد بالأخر ورجال الإنقاذ فى حيرة من أمرهم كيف يستطيعون إنتشال الجثث من جوف تابوت مصفح !.. هى كارثة بكل معنى الكلمة تنضم إلى كوارث قبلها وبالتحديد ثلاث كوارث إستضافها نفس المكان تقريبا" فى جنوب القاهرة وبالتحديد على أول طريق الصعيد.. من بين الكوارث السابقة كانت كارثة إحتراق قطار راح ضحيته ما لايقل عن 350 مواطنا" مصريا" وفق الإحصائات الحكومية..



وشهد مواطن صعيدى بأن الصعيد بالذات يبدو وكأنه ينتمى لبلد أخر غير مصر.. فأعلى معدلات الفقر فى قرى الصعيد.. وأعلى نسبة أمية فى الصعيد.. وأقل عدد للمشاريع التنموية فى الصعيد.. ومستوى الخدمة الصحية فى الصعيد يقل عن نظيرتها فى الدلتا والسواحل!..وأصعب وسائل المواصلات تلك المؤدية للصعيد حتى أن زيارتى لقريتى تبدو لى أحيانا" وكأنها زيارة للعالم الأخر!.. وأطرف ما سمعته من أحد أبناء قريتى ما قاله بأنه يتمنى أن ينقلوا الصعيد إلى الدلتا حتى ننعم بما تنعم به محافظة الدقهلية والمنوفية وغيرها!..





وكالعادة ومقدما" ستخرج علينا أبواق الصحافة والإعلام الحكومى لتعلن أن السيد رئيس الوزراء ورجاله يتابعون دقيقة بدقيقة تطور عمليات الإنقاذ.. وأن الحكومة قد أمرت بصرف تعويض لأسر الضحايا بواقع 5000 جنية لأسرة كل ضحية!.. وأن السيد رئيس الوزراء قد أمر بتشكيل لجنة فنية عاجلة لتطوير السكك الحديدية فى مصر!.. سمعنا وقرأنا هذه التصريحات كثيرا" حتى أصابنا الملل ولم نعد نشتاق للجديد من التصريحات!.. والمحصلة النهائية كوارث جديدة..

قطاع السكك الحديدة فى مصر كان مفخرة يشيد بها كل المهتمين والفنيين الغربيين وذلك حتى منتصف السبيعنات.. لكن اليوم حدث ولا حرج.. صحيح أننا نؤمن بقضاء الله وقدره.. لكن الله قد أمرنا بالتفكر والتدبر وإعمال العقل أيضا".. ولذا أستغرب جدا" وأسأل نفسى لماذا المصريون بالذات وخصوصا" فقرائهم دائما يسقطون قتلى إما غرقا" فى جوف البحر على طريقة السلام 98 أو دفنا" تحت صخور الدويقة ومنشية ناصر أو حرقا" فى مسرح بنى سويف أو أشلاء على قضبان الحديد الممدة على قلب الوطن؟!..كل بلاد الدنيا عرضة للكوارث لكن ليس كل بلاد الدنيا تقدم فقرائها قرابين للفساد وسوء الإدارة والتخطيط!..




كلمات ذلك الشاب على شاشة الجزيرة كانت أشبه بصرخة أثارت بداخلى كل معانى الحزن والألم..

وعندما يصل الإحساس بالمهانة والذل والهوان إلى الحد الذى يعتبر فيه الفقراء فى مصر أنفسهم من الناموس فأرجوك ساعتها ماتجيش تقولي يعني أيه كلمة وطن..

__________________

موضوعك مؤلم ومحزن بالفعل..هي ضريبة الفقر التي يدفعها ابناء هذا الشعب..
على فكرة..الصورة تكاد تكون نفسها في كل بلداننا والواقع هو نفسه الواقع المر الذي يعيشونه اخوان المصريين في ارجاء اخرى من هذا الوطن العربي الكبير..
الم تسمع بالحرقة..او بقوارب الموت..اين يفضل الشاب ان يكون طعم للحوت على ان يبقى فرد من هذا الوطن
واقع مر..

__________________

الاهمال فعلا موجود ف الصعيد عن الوجة البحرى ودة بسبب التسيب وعدم محاسبةا لمخطئين واخيرا استقال وزير النقل بسبب ذلك دة اكيد مش من نفسة طبعا من اوامر الجهة العليا دة علشان الناس والصحافة تسكت بس برضو الاهمال هيكون موجود ولا حياة لمن تنادى مشكووووووووووووو